روايات

رواية تحت التهديد الفصل الرابع 4 بقلم منة ممدوح

رواية تحت التهديد الفصل الرابع 4 بقلم منة ممدوح

رواية تحت التهديد البارت الرابع

رواية تحت التهديد الجزء الرابع

تحت التهديد
تحت التهديد

رواية تحت التهديد الحلقة الرابعة

_متأكدة إن سليم هو اللي طلب منك كده مش حد تاني؟
قالت والدته الكلام ده وهي واقفة قدامي مربعة إيديها ورافعة حاجبها بتنقل نظراتها بيني وبين سميرة وكإنها شاكة إن ليها يد في الموضوع، ارتبكت واترعشت وأنا ببص بطرف عيني لسميرة اللي كانت بتهددني بنظراتها إني لازم أقول اللي حفظتهولي وإلا كل حاجة هتتقلب عليا، فدمعت من الموقف الوحش اللي اتحطيت فيه من شوية وازدادت رجفة جسمي.
_أيوه، هو اللي قالي أروحله بالليل والكل نايم، وكان بيقولي إنه بيحبني وعايز يتجوزني بس خايف منكوا لترفضوا
قولتها وانهارت في البكاء، بشكل خلاها تصدقني من حالة الهيستريا اللي كنت فيها، ولكني كنت في حالة هيستريا من الوضع اللي اتحطيت فيه ومن الموقف اللي اتسببت لسليم فيه بعد ما شوفت نتايج اللي عملناه أنا وسميرة، مكنتش مدركة عواقب الطريق اللي مشيت فيه، ابتسمت سميرة بانتشاء وهي شايفة خطتها ماشية زي ما هي عايزة بالظبط.
أما والدة سليم فرفعت إيديها على دماغها وحست بصداع رهيب من تصرفات ابنها الطايشة.
اتلفتت ناحيته وكان واقف على جنب ساند على الحيطة بيتابعني بنظرات كارهة.
خرجت والدته من الاوضة بعد ما قالت للكل يستنوا برا عشان تعرف تستجوبني من غير دوشة.
وقبل ما تخرج بصتله بنظرة مليانة عتاب فقابلها هو بجمود وكإن مش فارق معاه أي حاجة غير إن المهزلة دي تخلص بس.
وبمجرد ما خرجت سمعت صوت تسقيف من ورايا، اتلفت ولقيته بيقرب بوش جامد تمامًا وبيسقف ببرود رهيب، بصتله بعيون حمر من كتر العياط..
_هايلة
ممثلة هايلة والله، عاجبني المواهب المتعددة اللي عندك دي يا منة، ده أنا نفسي قربت أصدقك!
كانت شفايفي بتترعش ومش عارفة أرد عليه، أما سميرة ضحكت وخبطتني على كتفي بفخر وعيون بتلمع بجشع
_شاطرة يا بت، جدعة تربيتي
_عاجبك الفضيحة اللي حصلت دي يا سميرة؟
_مكانتش هتبقى زي الفضيحة اللي هتحصلك لما يعرفوا اللي عملته يا ابن الشهاوي
سكت تمامًا وبصلها بكره، فلحظة لقيت الباب بيتفتح وبابا بيدخل وملامح وشه متبشرش بالخير
وبدون تردد قرّب مني وضربني بالقلم بعنف وقعت على الأرض بين إيدين سليم بسببه
_لا أنتِ بنتي ولا أنا أعرفك
وخرج من الأوضة من غير كلام زيادة
بكيت مكاني، فحسيت بسليم بيرفعني بحنية.
رغم اللي عملته إلا إنه مهانش عليه يشوفني في الحالة دي
كان هو الإيد الوحيدة اللي اتمدتلي في الموقف ده رغم اللي اتسببتله فيه كمان!
بصتله بدموع فبادلني هو بنظرة مليانة عتاب، وبعد عني وخرج لحد ما المأذون ييجي..
“الحاضر”
بعدت عنه بصدمة وأنا بحاول استوعب كلامه، إزاي قادر يرفعني لسابع سما وأحس إنه بيحبني
إنه سليم القديم هو اللي قدامي
ما اتغيرش ولا حاجة
ويرجع تاني يخسف بيا لسابع أرض من غير رحمة!
بصيت لعيونه اللي كانت جامدة تمامًا
وكإن اللي قاله ده حاجة عادية.
حاولت الاقي أي حاجة تشفع ليه في عينيه.
بس ملقتش!
كان ناويها فعلًا
فابتسمت بألم وأنا حاسة إن قلبي بيتفتت للمرة المليون
_أنا من رأيي كده برضه
بصلي بصدمة من رد فعلي اللي كان عكس ما اتوقعه فكملت_إحنا ملناش مستقبل مع بعض يا سليم، لو فضلنا مع بعض أكتر من كده، هنفضل نجرح في بعض،
أنتَ صح، لازم نتطلق زي أي زوجين متحضرين شايفين إنهم مينفعوش مع بعض
رفع حاجبه بتعجب على آخر جملة، مهتمتش وخلصت كلامي وسيبته وطلعت على فوق من غير ما استني رده، كل الكلام اللي قولته على الرغم من إنه حقيقة وإننا ملناش مستقبل مع بعض فعلًا، إلا إنه كان من ورا قلبي بس عشان أرد كرامتي اللي سليم بيخسف بيها الأرض، ورغم كده مش قادرة أبطل أحبه برضه..
صحيت بعد ساعات قليلة من النوم والأرق اللي اتملكني طول الليل، ده غير نوبة العياط بعد ما اتخيلت إن خلاص الرابط اللي بيني وبين سليم هينتهي، يعني مش هيبقى فيه أي أمل بينا تاني
رابط؟
أنهي رابط بالظبط؟
الجوازة اللي كانت تحت التهديد؟
مستنية إيه ما طبيعي دي كانت هتبقى نهاية اللعبة دي!
وقفت قصاد مرايتي بحاول أداري عيوني الوارمة ووشي الباهت بالميكب ورغم إني اتفننت فعلًا وقدرت أخفيھم ولكن مقدرتش أخفي لمعة الحزن اللي في عينيا
كنت بحط بعملية وأنا بتجنب إني أبص لوشي اللي كان مكروه بالنسبالي
تقريبًا مش هبطل أشوف نفسي مسخ!
خرجت بخطى بطيئة، مكنتش عايزة أروح الكلية بس كان عندي امتحان
حُكم القوي!
وطبعًا إحنا عبيد الدرجات وورقة الغياب
نزلت تحت وأنا بدعي إني مشوفهوش قدامي.
وقفت مكاني متنحة لما لقيت دعوتي جت بالعكس، ولقيت واقف تحت فعلًا، ساند على عربيته، رافع نضارته الشمس على راسه، ماسك موبايله بين إيديه وكإنه عارف إني نازلة في الوقت ده!
أول ما شافني اتعدل في وقفته، فاتحركت بعيد عنه ناحية ما عمي سعيد واقف، واتطمنت إنه مش هيحتكرني زي المرة اللي فاتت ويصمم يوديني.
_راحة الكلية؟
وقفت على صوته وأنا بستغفر ربنا في سري، واتلفتله فلقيته بيقرب ناحيتي.
_آها
كان ردي بارد وبعدم اهتمام، لقيت نظراته بتجيبني من فوق لتحت، وفلحظة حسيت بنار غضب قادت في عيونه الحادة، ارتكبت ومبقتش فاهمة فيه إيه وإيه سر تبدل ملامحه بالشكل ده
اتنحنح وقال بتوتر_مش شايفة إن الفستان ده قصير شوية؟
رفعت حاجبي باستغراب وحسيت إني واقفة قدام واحد عنده شيزوفرينيا في مراحل متأخرة كمان.
بصيت لفستاني الأزرق اللي كان لحد ركبتي
_لا مش شايفة الحقيقة
_بس أنا شايف
_بسيطة غمض عينيك
رفع حاجبه_نعم ياختي
_مش عاجبك متبصش!
كانت ردوده مستفزة، وردودي أبرد منه
غمز بعبث وقال_لا عاجبني
عاجبني جدًا كمان
إزاي مبصش!
بصتله بصدمة ووشي جاب ألوان من الكسوف، ولكن اتنفضت بفزع لما اتحولت ملامحه للغضب وصرخ بعنف
_بس ده هنا في البيت، مش تخرجيلي بيه وتخلي اللي رايح واللي جاي يجيبك من فوق لتحت!
شايفاني مركب أرايل؟!
على قد ما قلبي وقع في رجليا من نوبة غضبه، إلا إني اتعصبت من تحكمه اللي بدون داعي
_وأنتَ تركب أرايل على حسابي ليه؟
ما تركب من غير ما تدخلني في الموضوع
فضلت ملامحه على نفس الوقت كإنه بيستوعب العبث اللي أنا بقوله، الحقيقة إن ردودي المتخلفة كانت بتبهرني أنا نفسي، جز على سنانه وغمض عينيه
_أنتَ هتتحول ولا إيه؟
شد على عروقه أكتر
_ڤامباير ولا مستذئب عشان أبقى عاملة حسابي؟
فتح عينه مرة واحدة بنظرة مرعبة خلتني رجعت خطوتين لورا
_على فوق
_نعم؟!
زعق بحدة_فوق غيري اللي لابساه ده
حطيت إيدي على وسطي بعند_مش مغيرة حاجة
_منة!
_قولتلك مش طالعة وملكش دعوة وميخصكش أصلًا، وأنتَ مالك ألبس ضيق ألبس واسع إن شاء الله ألبس شوال بطاطس أنتَ….
صرخت بفزع لما لقيتني أنا اللي اتشالت زي شوال البطاطس، خبطت رجلي في الهوا
_أنتَ يا همجي يا متخلف، نزلني!
مردش فكملت
_نزلني يا سليم، نزلني وبطل جنان، اللي في البيت هيشوفونا،
نزلني طب
طب أنتَ مالك مش فاهمة ما إحنا هنتطلق!
وصلنا لباب الشقة، فتح الباب من المفتاح اللي برا، وحدفني على الكنبة بعنف
_ولحد ما نتطلق تسمعي كلامي زي أي زوجين متحضرين
يا مراتي!
عرفت إنه بيتريق على اللي قولته امبارح، غريبة!
كان مستنيني أقول إيه يعني!
اتوسله إنه ميسبنيش على حساب كرامتي؟!
فتحت بوقي عشان أعارض فقاطعني
_ادخلي غيري هدومك يا مفيش جامعة
دبيت على الأرض وأنا كلي غيظ من تصرفاته اللي ملهاش علاقة ببعض دخلت أوضتي وقفلت الباب ورايا بعنف
اللي يشوفه بالشكل ده يقول
غيران!
هزيت راسي بـ لأ
سليم بينتقم بس من اللي حصله زمان
بيتحكم وبيفرض سيطرته عليا بس!
_مش مغيرة يا سليم واللي عندك اعمله!
هدوء ملى المكان وصمت غريب، بعدها سمعت صوت باب الشقة بيتقفل بعنف، اتنفست براحة وفتحت الباب ببطئ أشوفه مشي فعلا ولا لأ، وفجأة لقيت الباب بيتزق بعنف، صرخت بفزع وأنا بدفع الباب بحاول أقفله وهو بيزقه وبيفتحه
_بتعمل إيه يا متخلف!
_هوريكي اللي هقدر أعمله
وطبعًا لإن في فرق قوة وأجسام، قدر سليم بزقة عنيفة إنه يفتح الباب، ودخل وعينيه بتدق شرار حرفيًا، وقعت على الأرض من قوة زقة الباب، فوقف قدامي ومسكني من طرف الفستان من عند كتفي، وشدني لدرجة إني اترفعت من على الأرض، كان شبه اللي ماسك حرامي غسيل حرفيًا!
_إيدك يا سليم
قولتها وأنا بضربه، فهزني بعنف كذا مرة_أنتِ مبتسمعيش الكلام ليه ها!
العند بيجري في دمك؟
فاكرة نفسك استرونج اندبندنت وومن يا روح أمك!
_إيدك والفستان يلا!
رفع حاجبه بدهشة_يلا!
ده أنتِ يومك أزرق، أومال لو مكنتيش عاملة زي القولة!
كان بيهز فيا بعنف، ففضلت أضرب على إيده وأنا بصرخ_أنا شبه القولة يا أعمي البصر والبصيرة!
هقول إيه ما أنتَ لا بتشوف ولا بتحس!
ابعد عني، وهدومي مش مغيراها برضه، فوق يا عينيا أنا مراتك على الورق بس يعني ملكش إنك تتحكم فيا!
للحظة لقيته سابني، بصتله باستغراب فلقيت عيونه بتلمع بعبث قرب مني لدرجة مهلكة وقال بنبرة كانت نيتها مش سليمة خالص_يعني أنتِ مشكلتك إن جوازنا على الورق؟
مش مشكلة نخليها فعلي..
قالها وهو بيقرب مني أكتر، برقت برعب لما استوعبت مقصده من كلامه، وفلحظة جريت على الحمام قفلته عليا وأنا بصرخ_لا!
خلاص خلاص هغير أم الفستان!
حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا ابن نادية
_ما كان من الأول! مع إني كنت اتمنى، وبعدين مفيش غيري أنا وأنتِ والشيطان شاطر بصراحة!
وأهو نكمل اللعبة
سندت على الباب وأنا بنهج برعب_اتربى يا سليم!
ضحك وخرج من الأوضة ومنھا لبرا الشقة خالص، بيهددني!
عايز يكسر عيني بس!
مش قابل يشوفني وأنا بعارضه!
بس أنا استحالة انفذ كلامه حتى لو فيها خناقة تفرج علينا القصر واللي فيه
وحتى لو هددني بوقاحته دي!
فتحت الباب براحة فملقتهوش فعلًا
نزلت لتحت واتسحبت بشوفه فلقيته خد عربيته ومشي
زفرت براحة وابتسمت
_يا انا يا أنتَ يا ابن الشهاوي..
_يعني إيه، أنا مش فاهمة حاجة!
زفرت بنفاذ صبر_يعني أفهمك إيه أكتر ما فهمتك؟!
_ما هو ده مش سبب فعلًا بصراحة يا منة، يعني إيه كتب عليكي عشان أنتِ البنت الوحيدة اللي في البيت؟!
هربت بعنيا منها، طبعًا مكنتش هقدر أقولها عن السبب الحقيقي لجوازي منه، مش هقدر اخسر احترامها ليا زي مانا خسرته لنفسي.
_أهو اللي حصل بقى يا ندى
مسكت إيدي وعينيها بتلمع_مع إنه سبب ميدخلش دماغ عيل في ابتدائي وأنا متأكدة إنك مخبية حاجة، بس مش مهم، ده أنتِ بايضالك في القفص يا بنت المحظوظة!
_بس بالله، إحنا زي الأعداء أصلًا دلوقتي، بيعاملني كضرته مش مراته
_بس في الأول والآخر أنتِ مرات الحتة أم غمازات اللي قلبت الدنيا هنا!
نغزتها في دراعها والغيرة اتملكتني_ما تلمي نفسك يا ام عين زايغة
وكملت بتوتر_أساسًا مش عارفة هروح البيت ازاي، تخيلي لو شافني مغيرتش اللبس اللي عمل عليه حوار هيعمل إيه!
_ ليه أتخيل، ما أنا هشوفه عملي دلوقتي
بصتلها باستغراب ومفهمتش اللي هي قالته، لقيتها باصة لورا، لوهلة عرفت اللي فيها، هزيت راسي بـ لأ، فحركت هي راسها بـ آه بتأكدلي، بلعت ريقي بتوتر وحسيت إن قلبي وقع في رجلي، فاتلفت ببطيء وأنا بدعي إن اللي في دماغي ميكونش صح.
وطبعًا زي كل مرة بتيجي بالعكس
لقيته واقف ورا ساند على مقدمة عربيته، ومربع إيديه، وأول ما اتلفتله رفع نضارته ولمحت نظرة توعد فيها
_أنا بقول نجري؟
_يُستحسن برضه…

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تحت التهديد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *