روايات

رواية الجريمة الغامضة الفصل الثاني 2 بقلم عادل عبدالله

رواية الجريمة الغامضة الفصل الثاني 2 بقلم عادل عبدالله

رواية الجريمة الغامضة البارت الثاني

رواية الجريمة الغامضة الجزء الثاني

رواية الجريمة الغامضة الحلقة الثانية

لم تستطع قوة النجدة البدء في عملها حتي استدعت النيابة العامة لفحص مسرح الجريمة بالكامل .
استمر عمل فريق البحث الجنائي في مسرح الجريمة عدة ايام !!!!!
فمسرح الجريمة علي مساحة كبيرة وكل اثر في المكان قد يؤدي لحل لغز هذه المذبحة البشعة التي لا يوجد علي ارتكابها اي شهود !!!!!!!!
اظهر تقرير البحث الجنائي ان الجريمة حدثت ما بين الساعة ٩ الي ١١ مساء .
كانت جميع الجثث ترتدي ملابس منزلية ما عدا جثة المعلم عطية وابنه بسام يرتديان ملابس الخروج للشارع !!
كان من اللافت للنظر ان جثث ( عوكل وبسام ) ابناء المعلم من مديحة موجودة في شقة زوجة ابيهم سعدية اما جثث ابناء سعدية ( خميس وسيد وزيزي ) كانت علي السلم بالقرب من شقة مديحة وهو عكس المنطقي !!
يتضح من اماكن تواجد الجثث انه اثناء ارتكاب الجريمة كان يسود جو من الهرج والمرج والارتباك في المنزل بأكمله !!
كثرة عدد المجني عليهم ترجح ان الجاني اكثر من شخص واحد .
عدم وجود اي مظاهر لكسر باب المنزل كما أن حرارة الجو كانت سبب لأن تكون نوافذ المنزل كلها مفتوحة مما يسهل دخول الجناة عبر سطح المنزل !!
لا توجد اي مظاهر لمقاومة سعدية و مديحة و زيزي وبسام للجاني ، بينما توجد مظاهر مقاومة وعنف علي جثث المعلم عطية و ابناؤه خميس وسيد وعوكل !!!!
وجدت في عينات الجثث جميعا اثار تعاطي للمخدرات ما عدا جثة المعلم عطية و زيزي وسعدية !!!
بدأ سليمان بيه رئيس المباحث عمله مع فريق المباحث في جمع المعلومات عن أسرة الضحايا للاستدلال عن الجناة .
قام سليمان بيه بأخذ اقوال هيما صبي الجزار ….
: اسمك وسنك وعملك ؟
: اسمي ابراهيم ٣٧ سنة اسم الشهرة هيما . شغال عند المعلم من اول ما فتح محل الجزارة هنا من ١٥ سنة .
: تعرف ايه عن الحادث ؟
: معرفش يا بيه غير اني استنيت المعلم الكبير او حد من المعلمين الصغيرين ييجي يفتح زي كل يوم لكن اتأخروا اوي ، روحت انادي عليهم محدش رد عليا واتجمع اهالي الشارع والجيران وفي الاخر اتصلنا بالنجدة لما قلقنا و يأسنا ان حد يرد علينا .
: دخلت مع القوة لما دخلت البيت ؟
: ايوه يا بيه ، ما انا كنت عاوز اطمن علي المعلمين بتوعي وخصوصا المعلم عطية ده هوا اللي مربيني ولحم كتافي من خيره .
: تفتكر مين اللي عمل كده في المجني عليهم ؟
: معرفش يا بيه الله اعلم .
: المعلم كان له عداوات مع حد ؟
: كتير يا بيه ، ما هي العين مش بتكره الا الاحسن منها .
: واضح من كلامك انك كنت بتحب المعلم اوي ؟
: طبعا يا بيه مش هوا اللي مربيني !!! وعايش من خيره !!! ورغم انه كان عنيف وساعات يضربني لكن كان محسسني اانه زي ابويا لو احتجت اي حاجة بيقف جنبي .
يعني انت شايف ان المعلم عطية واولاده كانوا ناس كويسين ومش زي الناس ما بتقول عليهم بلطجية ؟
: يا بيه هو لما الواحد يعرف ياخد حقه يبقي بلطجي !!! وبعدين الناس بتخاف متختشيش لازم تبين لهم العين الحمرا علشان الكل يعملك حساب .
: والمعلم كان بيبين لهم العين الحمرا ؟
: ايوه يا بيه محدش في الحته كلها كان يقدر يدوس له علي طرف حتي انا علشان عارفين اني شغال معاه الكل كان بيعملي الف حساب .
: وانت عمرك المعلم زعلك في حاجة ؟
: يا بيه بقولك كان بيعاملني زي ابنه ومش بيبخل عليا بأي حاجة .
: تفتكر مين من اعداء المعلم يكون قام بارتكاب الجريمة دي ؟
: معرفش يا بيه لكن لو عرفت هاكله بسناني .
: طيب يا ابراهيم روح انت ولو احتاجنالك هنبعتلك .
: تحت امرك يا بيه .
ثم قام سليمان بيه باستدعاء الجيران لأخذ اقوالهم عن الحادث .
الاستاذ عبد الوهاب صاحب العقار المجاور لأسرة الضحايا …
: اسمك وسنك وعملك ؟
: اسمي عبد الوهاب عمري ٦٢ سنة مفتش سابق في التربية والتعليم وحاليا علي المعاش .
: تعرف ايه عن المعلم عطية واسرته ؟
: اعرف انهم لامؤاخدة ناس بلطجية وبتوع مشاكل وكل الناس بتخاف متهم وبيتجنبوهم علشان قلة ادبهم . ده غير شربهم للمخدرات وسمعت كمان من بعض الناس انهم بيتاجروا في المخدرات والسلاح .
: ياااه !! ده واضح انك كنت بتكرههم اوي ؟
: انا ولا بحبهم ولا بكرههم ، من اول ما سكنوا جنبنا وشوفت تصرفاتهم بتجنبهم هما في حالهم وانا وعيالي في حالنا .
: لكن كلامك عنهم بيوضح كده ؟
: يا فندم انا مش بكرههم انا بكره افعالهم ، ومش انا لوحدي لو سألت اي حد هيقولك نفس الكلام .
: يعني مفيش اي مشاكل بينك وبينهم ؟
: لا يا فندم ابدا انا طول عمري في حالي .
: طيب تفتكر مين يكون ارتكب الجريمة دي ؟
: معرفش يا فندم بس هما اعدائهم كتير .
: اعدائهم كتير زي مين ؟
: كل الناس بتكرههم يعني مثلا لسه كانوا عاملين مشكلة كبيرة مع المعلم حمدان الصعيدي بتاع الفراخ وعياله ودول جيرانهم من الناحية التانية وكانت خناقة جامدة جدا لدرجة ان الشرطة اتدخلت ، ده غير ولاد الست ام عماد اللي علي الناصية حصلت بينهم خناقة كبيرة من اسبوعين بسبب معاكسة بناتهم ، ده غير المعلمة فتحية وعيالها بتوع المخدرات بردو دايما بينهم مشاكل .
غير المشاكل الخفيفة اللي بيعملوها كل يوم مع اي حد يكون في طريقهم .
: طيب يا استاذ عبد الوهاب حضرتك تقدر تتفضل دلوقتي ولو احتاجنالك هنبعتلك .
جلس سليمان بيه مع مساعده النقيب هشام و اشعل سيجارته ونظر الي هشام و سأله : ايه رأيك في القضية دي يا هشام ؟
: الصراحة يا سليمان بيه القضية كبيرة اوي و الناس دي مشاكلهم واعدائهم كتير ، شكلنا محتاجين ناخد اقوال الحي كله .
ضحك سليمان بيه وقال : وفيها ايه !! لو وصلت اني هاخد اقوال الحي كله هعمل كده ، المهم عندي ان المجرم يأخد جزاؤه وتتحقق العدالة .
: عندك حق يا سليمان بيه ، طيب هنستدعي مين دلوقتي ناخد اقواله ؟
: احنا عاوزين ناخد رأي بعض من ستات الحي ، الستات بيبقي عندهم الاسرار كلها وبعدها ناخد رأي رجالة الشارع ، وفي نفس الوقت رجالتنا يعملوا شغلهم و يجمعوا اكبر قدر من المعلومات .
: وهنبدأ بمين ؟
:استدعيلي الست ام عماد اللي الاستاذ عبد الوهاب قال عليها .
وبعد ساعة حضرت ام عماد ودخلت لأخذ اقوالها …
: اسمك وسنك وعملك ؟
: اسمي اماني بيقولولي يا ام عماد ٤٨ سنة ربة منزل .
: تعرفي ايه عن المعلم عطية واولاده ؟
: الرجل ده هو وعياله بلطجية و عديمي الاخلاق من ساعة ما سكن الحي وهو كل يوم والتاني مشاكل مع خلق الله ، ولما عياله كبروا زادت بلطجته وقلة ادبه وافتراهم علي الناس .
: حصلت بينك وبينهم اي مشاكل سواء معاكي او مع جوزك او مع اولادك ؟
: يا بيه انا جوزي ميت من زمان اوي وكان سايب عيالي لسه لحمة حمرا ، والمعلم عطية اول لما نزل الحي وشافني كان هيتجنن عليا وبقي يعاكسني في الرايحة والجاية .
: كملي و بعدين عملتي ايه ؟
: مش رضيت اقول لأهلي علشان خوفت عليهم ، روحت اشتكيت لنسوانه سعدية ومديحة علشان يوقفوه عند حده ، وبعدها بعد عني ، ورغم اننا كبرنا لكن ساعات لما كنت اشتري من عنده لحمة كان يفضل يعاكسني .
: وعملتي ايه قولتي لاولادك اكيد .
: لا يا بيه انا خوفت علي عيالي وسكتت .
: محصلش معاه اي مشاكل تاني بعدها ؟
: لا يا بيه مفيش غير من جمعتين لما ابنه اللي اسمه عوكل عاكس بنتي نيفين وهي راجعة من الجامعة .
: وحصل ايه لما عرفتي ؟
:لما طلعت وقالت كان اخوتها عماد واسعد موجودين و لما عرفوا نزلوا اشتكوا للمعلم وحصل خناق وزعيق لكن نزلت مديحة مرات المعلم واتأسفت لنا وخلصت المشكلة .
: وانتي ايه رأيك في سعدية ومديحة زوجات المعلم عطية ؟
: من ناحية ايه يا بيه ؟
: من ناحية كل حاجة .
: بالنسبة لسعدية هي كانت غلبانة زمان لكن لما عيالها كبروا وافتروا شافت نفسها شوية ، بس بردو مهما كان هي غلبانة بالنسبة لباقي العيلة اكتر حاجة ممكن تعملها انها تعلي صوتها شوية علي الستات في السوق او جيرانها انما عمرها ما بتفتري علي حد ، اما مديحة مراته التانية دي بقي وضع تاني دي مفترية ومفيش ست تقدر تقف في وشها ورغم حلاوتها بس لما تعلي صوتها تحس انها مسترجلة ده غير اننا سمعنا عنها كلام ، الله يرحمها بقي .
: كلام ايه اللي سمعتيه عنها ؟ بقلمي/ عادل عبد الله
: يا بيه مفيش داعي هي ماتت خلاص ومينفعش نخوض فيها .
: اي حاجة تعرفيها لازم تقوليها علشان تساعدي العدالة .
: سمعنا انها بتشرب سجاير ومخدرات وسمعنا ان اخلاقها استغفر الله .
: هل كان لها علاقة بشخص معين ؟
: سمعنا كتير يا بيه ، سمعنا انها مرافقة هيما اللي شغال عند جوزها وسمعنا انها مرافقة سيد ابن جوزها وسمعنا انها مرافقة جارهم حمدان .
: عاوز الصراحة يا ام عماد انتي متأكدة من الكلام ده ؟
: يا بيه كلها اشاعات انما مفيش حد شاف حاجة .
: واولاد المعلم عطية لهم اي علاقات مع البنات والستات في الشارع ؟
: ييييه ده كلهم كده من كبيرهم لصغيرهم .
: وخميس ابن المعلم سمعنا انه اتجوز وطلق بعد شهر علطول ؟
: ايوه فعلا من سنة تقريبا اتجوز وطلق علطول بس مفيش حد يعرف السبب .
: والعروسة كانت من الشارع عندكم ولا منين ؟
: لا هي مش من هنا ، تقريبا كانت قريبته او معرفة من بعيد .
: طيب اتفضلي يا ام عماد دلوقتي و لو احتجنالك هنبعتلك .
سليمان بيه قال لمساعده هشام بيه : دلوقتي حالا ابعت هاتلي اللي اسمه حمدان ده من تحت الارض .
: انت بتشك في ايه يا فندم ؟
: هتعرف دلوقتي .
بعد نص ساعة كان حمدان في مكتب سليمان بيه …
: اسمك وسنك وعملك ؟
: اسمي حمدان ٤٩ سنة صاحب محل لبيع الطيور .
: رأيك ايه يا حمدان في المعلم عطية واولاده ؟
: الله يرحمهم يا بيه هما في دار الحق واحنا في دار الباطل .
: سمعت ان حصلت مشكلة وخناقة كبيرة بينك وبينهم ؟
: ايوه يا بيه ما هما جيرانا والصراحة يا بيه طول عمرهم عالم مؤذية وجيرتهم ما يعلم بيها الا ربنا .
: وايه اللي حصل علشان تتخانقوا ؟
: يا بيه المحل بتاعي جنب محل الجزارة بتاعهم حصلت مشكل علشان واقفة الزباين و اللي اسمه سيد ابن عطية عاكس زبونة واقفة عندي ولما عاتبته حصلت المشكلة والعركة كبرت .
: حصلت اصابات في الخناقة دي ؟
: ايوه يا بيه الخناقة لما كبرت اهلي في الصعيد عرفوا ولما وصلوا هنا المشكلة كبرت اكتر وكانت هتروح فيها ارواح لكن ربنا سترها .
: وخلصت علي ايه يا حمدان ؟
: خلصت بالصلح يا بيه .
: وانت من جواك فضلت جواك حاجة من ناحيتهم ؟
: هكدب عليك يا بيه ؟!! انا طول عمري مش صافي من ناحية الناس دي لأنهم مش كويسين لكن حكم الجيرة بقي لازم اتحملهم .
: انت البيت عندك ممكن يبقي مسقط علي بيت المعلم عطية ؟
: ايوه يا بيه ، بس احنا عمرنا ما نعمل كده يا بيه احنا صعايده ونعرفوا في الاصول وعمرنا ما نتعدي علي بيوت الناس .
ضحك سليمان بيه وقال لحمدان : وايه رأيك في مديحة مرات عطية ؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الجريمة الغامضة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *