روايات

رواية مهمة خاصة الفصل الخامس 5 بقلم زينب توفيق

رواية مهمة خاصة الفصل الخامس 5 بقلم زينب توفيق

رواية مهمة خاصة البارت الخامس

رواية مهمة خاصة الجزء الخامس

مهمة خاصة
مهمة خاصة

رواية مهمة خاصة الحلقة الخامسة

– جي.. انت كدا لازم تعرف أية اللي حصل يوم الحادثة بالظبط ومين وراها
– طيب اقفلي دلوقتي ياR
قالها وهو شايف داليدا بتنزل السلم بمساعدة سعاد، قربت بكرسيها المتحرك منه وهي مبتسمة
– صباح الخير
– صباح النور، عاملة أية انهاردة؟
– أحسن.. عرفت إن أونكل كرم وأسرته جايين أنهاردة؟
رن جرس الباب وداليدا كملت – وتحديدًا دلوقتي وهيقعدوا هنا
– كدا أحسن، يمكن لما يبقوا أقرب نعرف نفهم أية اللي بيحصل بالظبط
فتحت الخدامة الباب وظهرت أسرة كرم عابدين، كالعادة كان أخفى جواد وشـه بالقناع، قربوا سلموا عليهم وقعدوا كلهم يفطروا..
قطعت دعاء الصمت بكلامها – أخبار علاجك أية دلوقتي ياداليدا؟ لسة برضوا مش قادرة تمشي؟
آسـر بلهفة – أية رأيك تسافري ألمانيا الطب هناك متقدم أكتر، انا كمان ممكن أسافر معاكي
كرم – فكرة هايلة جدًا، وإن كان على شغلك
بص لـ جي – انا والمساعد بتاعك هنخلي بالنا منه، وأهي فرصة تقربي أنتِ وآسر من بعض، أكيد لسة فاكرة علاقتك بيه كانت قوية قد أية
– لا الحقيقة مش فاكرة إني كنت قريبة منه، انا كنت قريبة من جواد
تغيرت ملامحها كلهم ونطقت دعاء بصوت مخنوق – الله يرحمه
بصلها جي للحظة قبل ما يبص لداليدا اللي كملت – بخصوص علاجي متقلقوش قريب هبدأ جلسات علاج طبيعي وهبقى أحسن إن شاء الله
– داليدا، بصراحة انا عايز اجوزك لآسر أبني، من زمان ودي أمنيتي، وكنا انا ووالدك متفقين على النسب دا.. من زمان وأنتي مكتوباله
مسكت داليدا من تحت التربيزة أيـد جي وضغطت عليها أوي، بصتله فشورها بعيونه أنها تهدأ
بلعت ريقها بصعوبة علشان تتمالك أعصابها وبصت لكرم – الحقيقة ياعمو انا مش…
وقعت عيونها على آسر كانت ملامحه اتغيرت وعيونه لونها أغمق من الغضب المكبوت..
كملت بتردد – معنديش اعتراض، بس آسر يستحق حد أحسن مني، انتوا زي ما شايفين
وشاورت على عجزها
وقف آسر من كرسيه وقرب منها وقعد على ركبته قدامها، مسك أيدها بقوة و – انا ولا يفرق معايا كل الكلام دا ياداليدا، أنتِ لسة في عيني أحسن وأجمل بنت في الدنيا ومفيش حد كامل في نظري غيرك، احنا هنخوض رحلة العلاج سـوا لحد ما تبقي أحسن وحتى لو مبقيتيش.. ميهمنيش المهم تكوني معايا.. وليـا وبس.. أنتِ مش عارفة دي امنيتي من قد أية.. أني أعرف أخدك في النهاية
كمل اخر جملته بهمس مسمعهوش غير جي اللي كان قاعد قريب منهم، بصتله داليدا بضحكة خفيفة وأؤمات بنعم إنها موافقة ملامح آسر وقتها أتغيرت وعيونه لمعت بطريقة غريبة.. كأنه حصل على أغلى حاجة في حياته، فاز في صراعه الأبدي، وحقق حلم العمر!
ميل بـاس أيدها ورفع راسه يبص لباباه اللي شاوره بالخفاء ببسمة خفيفة
– خلاص قريب جدًا نعمل حفلة بسيطة نعلن فيها خطوبتكم.. ودلوقتي نتكلم في الشغل، انا كنت بتابع اللي بيحصل في الشركة بعد خبر موت فاروق و…
****
– أنت مجنون، انت لية خلتني أوافق أتجوز المجنون دا
– علشان دا هو ورقتنا الرابحة دلوقتي، آسر باينله مجنون بيكِ، وأحنا هنحاول نستغل دا كويس جدًا ونعرف من خلاله هما ناويين على أية
– انت مش عارف آسر، انت مش فاكره ولا فاكر أفعاله وهو صغير بس انا فكراها، دا مجنون.. دا شيطان من ساعة ما اتولد وهو غريب وتصرفاته غريبة، انت مش عارف دا كان بيكرهك قد اية وبيوقعك في مصايب قد أية، دا عايزني دلوقتي علشان يعند فيك حتى لو فاكرك لسة ميت.. أنت متخيل!!
– لا مش متخيل ومش فاكر، علشان كدا عايز أعرف حصل اية ولية أترميت في ملجأ وأهلي كانوا عارفين ولا لا.. و.. داليدا انا كنت معاكم يوم حادثة أهلك صح؟
بصت الناحية التانية ومتكلمتش
– داليدا..
قرب ومسكها من كتافها – أرجوكي قوليلي اية اللي حصل في الحادثة، دي فيها حل لكل المشاكل اللي احنا فيها، اية اللي شوفتيه في الحادثة ومش قادرة تقوليه
– مش فاكرة.. مش عارفة، انا لما قولتلهم بعد ما فوقت أتهموني بالجنون وان دي مجرد خرافات في دماغي..
– قوليلي الخرافات دي انا هصدقها، أرجوكي قوليها
– انت.. اليوم دا.. انا.. ماما.. لااا
انهارت ودخلت في حالة هيسترية دخلت سعاد على اثرها الاوضة بسرعة، أعطتها علاجها وهدتها وبعدين بصت لجي – قولتلك متجيبش سيرة عن الموضوع دا قدامها
– الموضوع دا هيحل كتير من المصايب اللي احنا فيها ياسعاد، انا لازم اعرف حصل اية يوم الحادثة
بصت سعاد للأرض ومتكلمتش، قال جي بأمل – أنتِ عارفة حصل اية صح؟
قرب منها بسرعة – سعاد..
بصتله و – داليدا كانت حكيالي عن اللي حصل بعد ما طلعت من المستشفي
– طيب ومستنيه اية ما تقوليلي..
– أنت مش متخيل الكلام دا ممكن يعمل مشاكل قد اية.. هتكون مشاكل اتعلمت من غير سبب لو داليدا فعلًا كانت بتهلوس..
– أكيد داليدا مش بتهلوس ياسعاد، مش هتقدر تخترع حاجة من دماغها يعني
– هقولك بس بشرط..
– اية؟
– متقوليش سعاد تاني، قولي يادادة..
بصلها بدهشة قبل ما يؤمي بالإيجاب.
– تحب تعرف أية بالظبط؟
– من البداية، أحكي كل حاجة بالتفصيل
****
رجوع بالزمن لعشرين سنة تقريبًا..
– اليوم حلو أوي أنهاردة، لازم نكرر الزيارة دي كتير، حتى الأولاد أنبسطوا أوي..
قالتها دعاء وهي بتبص لجواد وداليدا اللي مندمجين سـوا في اللعب وآسر قاعد بعيد عنهم كأنه منبوذ منهم وبيبصلهم بحزن
رد بكري – ربنا يديم لمتنا..
بص حواليه – أومال فين كرم؟ كل دا لسة بيتكلم في التليفون
– ما انت عارف كرم لما بيندمج في الشغل مبيطلعش
بكري بضحك – جيهان مراتي زيه كدا بس لما تدخل الحمام، زي ما أنتِ شايفة كدا دخلت مطلعتش
وضحكوا سـوا..
عند الأولاد لاحظ جواد آسر اللي قاعد حزين لوحده فقرب منه
– آسر تعالى ألعب معانا، هنستخبى انا وداليدا وأنت تدور علينا ماشي؟
– ماشي
غمض آسر عيونه وبدأ يعد، وجواد مسك أيد داليدا وبدأوا يجروا يدوروا على مكان يستخبوا فيه
– تعالي مكتب بابا، بابا مبيخليش حد فينا يقرب منه فأكيد آسر مش هيجي في باله أن احنا نكون هناك
قرب جواد وداليدا من المكتب فسمعوا صوت من المكتب
– أشش..
قالها جواد لداليدا وهما بيقربوا من الباب اللي مكنش مقفول كويس، قرب أكتر شاف كرم وجيهان!
– أبعد عني قولتلك مش هينفع اللي بنعمله دا، بكري ودعاء ميستهلوش مننا كدا
– جيهان افهميني دا غصب عني، انا بحبك!
جيهان بدموع – لو بتحبني حقيقي متدمرليش حياتي ياكرم
قرب منها اكتر – مش قادر، أديني فرصة وانا هعرف نخلينا نكون سـوا، انا هطلق دعاء و..
اتخبطت داليدا اللي مكنتش فاهمة كل الكلام اللي بيحصل عكس جواد اللي عيونه كانت متوسعة بصدمة وزهول، تأوهت فأنتبهوا كرم وجيهان وبطلوا كلام، اخدها جواد وجرى بيها يتخبوا ورا العمود..
طلع كرم يبص حواليه ورجع لـ جيهان – متقلقيش مفيش حد سمعنا، دا الأولاد بس بيلعبوا
قرب علشان يمسك ايديها تاني لكنها بعدت عنه – أبعد عني متقربليش، اللي ينعمله دا اسمه خيانة وانا مش كدا
قالتها وهي بتجري وتبعد عنه..
وشوية ولحق بيها هو..
– جواد، جواد..
خرج جواد من شروده على صوت داليدا
– انت كويس
سألته بقلق، بصلها بعصبية وزق أيدها وبعد عنها!
عودة للحاضر
– من الوقت دا وجواد بقى عصبي أكتر وعدواني وكره كرم بطريقة مش طبيعية ومحدش كان فاهم السبب ولأن آسر كان ضعيف وفي أهتمام من ابوه ناحيته شديد دا خلى جواد علطول بقى يضربه ويتعصب عليه علشان يضايق أبوه والحقيقة كرم متوصاش وفعلًا نمت كراهية غير مفهومة بين الأتنين.. الأب والأبن!
لحد ما في يوم..
****
– لو قربت من داليدا تاني انا هقتلك فاهم؟ أفهم بقى داليدا مبتحبكش مش بتطيق تلعب معاك علشان أنت ضعيف وخواف و..
– جواد
صرخ بيها كرم وهو بيقرب منهم – اية اللي انت بتقوله دا؟
مردش جواد وبصله بصمت غريب
كرم – أعتذر لأخوك يلا
– مش هعتذر
– لو معتذرتش مش هخليك تلعب مع داليدا تاني ولا..
– انا بكرهك، بكرهك انت وهو وطنط جيهان
حط أيده على بقه وشاور لآسر يمشي ورجع يبصله، ملامحه كانت اتغيرت وعيونه ظهر فيها غضب مخيف
– أوعى تكون فاكر إني مشفتكش انت وبتتصنت عليا انا وجيهان يوم المكتب بس انا طنشت بمزاجي.. بس عارف
مسكه من كتفه بقوة وضغط عليه – لو حد عرف باللي سمعته في المكتب دا انا هقتلك
توسعت عيون جواد بخوف، كمل كرم – مش انت وبس.. هموت داليدا معاك، مش هي كانت موجودة برضوا؟
جواد بتخوف – بس هي مسمعتش حاجة، انا بس..
– ميهمنيش.. ودلوقتي زي الشاطر تطلع أوضتك وتسيب أخوك يلعب مع داليدا شوية
جواد بدموع – انت لية بتحبه أكتر منه؟
– علشان مش متعب زيك، وبيسمع الكلام، وخواف.
قالها وسابه ومشى!
– المصيف السنادي كان حلو اوي، ربنا يديم لمتنا، الجو كان رائع، الواحد زعلان إنه هيمشي والله
قالت دعاء كلامها بحزن..
– تتعوض المصيف الجاي بقى
– يلا يا أولاد كله يركب العربيات
قربت داليدا وهي بتعيط – انا عايزه جواد يركب معانا بليز يابابا خليه يركب معانا
– انتِ بعد دا كله لسة مشبعتيش منه
قالها بكري بضحك وبعدها بص لكرم – أخنا لازم نجوز الأتنين دول لبعض بدري بدري قبل ما الفضيحة تكبر ومنعرفش نلمها
ضحك الكل وركب جواد معاهم.
وعيون آسر بتتابعهم بغل وضعف وقلة حيلة، كان نفسه يكون هو اللي داليدا تتمسك بيه وتطلب يكون معاها في كل مكان، لكنها عمرها ما حبته أبدًا
همس بدموع – بابا
بصله كرم – انا عايز داليدا تحبني زي ما بحبها
– لو فضلت تسمع كلامي، وتحتفظ بالسر اللي بيني وبينك، هخليها من نصيبك في الأخر
– أمتى يعني؟
– مش مهم أمتى، المهم هتاخدها.. أتفقنا؟
آسر ببسمة – أتفقنا.
****
– اية اللي انت بتقوله دا يابكري؟ أنت أكيد أتجننت
– لا متجننتش يامدام، أنتي اللي تبقي غبية لو مفكراني نايم على وداني بس عمومًا ملحوقة.. انا هعرف أربيكم كويس أوي وأغسل عاري ياجيهان
قالها بكري بغضب أعمي وهو بيدوس بنزين ويزود من السرعة بجنون
صرخت جيهان – بكري قلل السرعة كدا هنموت، الأولاد يابكري
صرخ فيها – أنتِ لو كان همك الأولاد دي مكنتيش عملتي عملتك المهببة دي
زود في سرعته أكتر كان الطريق ضلمة وفجأة عربية نقل كبيرة قربت منهم وهي بتنور نور احمر قوي في وش بكري اللي بدأ يفقد السيطرة على عربيته
– بكرى حـاسـب!!!!
حاول يتفادى العربية فخبط في حجر كبير موجود في نص الطريق وأتقلبت العربية بيهم كذا مرة بعدها
– جـواد..
صرخت دعاء بأسم ابنها برعب، وقف كرم عربيته بسرعة ونزل وقفل عربيته على عيلته – محدش فيكم ينزل
قالها بعد ما لاحظ عربية بكري اللي بدأت تولع وخاف مراته تتهور وتقرب منها
قرب منهم – بكري.. جيهان
راح ناحية بكري لقى الأزاز كله دخل في وشه ورقبته وبيلفظ انفاسه الاخيرة بصله بعيون نص مفتوحة – بتخوني ياكرم.. بتخون صاحب عمرك
وغمض عيونه ومات.
قرب من جيهان لقاها كمان بتتنفس بصعوبة وبتعيط بحرقة – خلي بالك من بنتي داليدا ياكرم.. دالي…
وماتت!
بص ناحية الكنبة اللي ورا، داليدا كان مغمي عليها ورجلها مفتوحة بجرح بشع وراسها مخبوطة
بص ناحية جواد اللي همس بدموع – بابا.. طلعني يابابا انا مش قادر أتنفس
قالها جواد بصعوبة بصله كرم للحظة.. دا أخر واحد عارف بجريمته البشعة، كل اللي معاهم السر ماتوا، لو هو كمان مات محدش هيقدر يمسك عليه حاجة، آسر ضعيف وملك أيديه مش هيقدر يخرج عن سيطرته أبدًا
بصله للحظة بجمود ودموع مكتومة في عينه.
قبل ما يمسك راسه ويخبطها كذا مرة بعنف في العربية ويسيبه ويمشي!
قرب ناحية عربيته وبأنهيار – جواد مات يادعاء.. أبننا مات
****
عودة للحاضر..
– داليدا في الوقت دا مكنتش ميتة ولا مغمى عليها زي ما كرم كان فاكر كانت صاحية بس جواد اول ما بدأت الخناقة بين جيهان وبكري طلب منها تغمض عيونها وتغطي ودانها بأيديها علشان متسمعش وتفضل تعمل كدا لحد ما يطلب منها تفتح، كان مفهمها إنها لعبة..بس هي قدرت وقتها تسمع كل حاجة
أتنهدت سعاد – ودي كل الحكاية..
كان جي بيلف حوالين نفسه زي الطير المحبوس، في أسوء كوابيسه متوقعش الحكاية كدا، متوقعش إن أبوه يعمل فيه كدا ويتخلى عنه بالطريقة البشعة دي!
– هتعمل أية دلوقتي؟
قالتها داليدا وهي بتقرب منهم وباين عليها انها كانت واقفة من زمان وسمعت كل حاجة..
– مش عارف، مش عارف
قالها جي بجهل واضح.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مهمة خاصة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *