روايات

رواية وعود الليل الفصل الثاني عشر 12 بقلم نداء علي

رواية وعود الليل الفصل الثاني عشر 12 بقلم نداء علي

رواية وعود الليل البارت الثاني عشر

رواية وعود الليل الجزء الثاني عشر

وعود الليل
وعود الليل

رواية وعود الليل الحلقة الثانية عشر

وعود الليل مخيفة كظلمته، بعيدة كليله الذي يأبى الظهور، تتلاعب بقلوب أعياها الإنتظار واسقمها البعد.
كان متردد، زي الإنسان اللي قرر يرمي نفسه في البحر وهو عاجز عن العوم لكنه مضطر، حاول مرة واثنين يتراجع لكن أحيانا الرجوع عن القرار بيكون تضييع وقت ومهما حاولنا نهرب هنرجع لنفس الخطوة من جديد.
اتكلم بهدوء وكأنه بيكلم طفلة صغيرة خايف يزعلها:
اسمعيني وسيبي الموبايل من ايدك.
نظرت إليه كاريمان بدهشة قائلة :
في إيه، أنا ملاحظة إنك متغير من أول ما قعدنا، على فكرة أنا مش بكلم حد، ابتسمت بحب قائلة :
ده جروب منزل اثاث حلو جدااا، ذوقهم حلو والأسعار ممتازة بالنسبة للحاجات اللي شفناها قبل كده.
أغمض عيناه متردداً لكنه حسم الأمر
أنا هسافر.
انتظر منها إجابة لكنها لم تفعل، استكمل قائلاً بيأس
مفيش فايدة من اللي بعمله يا كاريمان، أنا تعبت، كل دقيقة الأسعار بتزيد وأملي بيبعد، نفسي احققلك أحلامك لكني عاجز.
التفتت إليه بأعين دامعة
انت بتتكلم بجد، يعني إيه تسافر، عاوز تسيبيني لوحدي!
تنهد بحزن :
مش بأيدي، لازم ألاقي حل.
كاريمان : والحل ده من وجهة نظرك إنك تبعد عني، ومن غير حتى ما تاخد رأيي، بتبلغني بقرارك والمفروض أعمل إيه، أوافق واقولك مع السلامة، ولا أرفض.
نكس رأسه قليلاً، عاود النظر إليها قائلاً بصوت عاشق
وانتِ مفكرة إنه قرار سهل، أنا لما بيعدي يوم واحد من غير ما اشوفك بتجنن، بحس ان الدنيا ملهاش معني ولا تلزمني، لكن مفيش في ايدي حاجة، وعدت والدتك إني اشتري الشبكة أول السنة،والسنة قربت تخلص، بحاول اقلل زياراتي علشان متسألنيش.
كاريمان : أنا كلمتها وفهمتها الظروف.
أكرم : وأنا تعبت، خلاص الأوضاع كل يوم من سيء لاسوأ، معايا بكالوريوس هندسة وشغال في ورشة ، عامل زي أي حد غيري، أنا تعبت سنين علشان اخلص تعليم واعوض أمي وابني لنفسي حياة لكن إيه النتيجة!
بتعامل مع ناس شايفه إني لازم يطلعوا روحي في الشغل مقابل المرتب، تعبت ولازم تحسي بيا، أنا مستحيل اقبل أكون جوز الست، ومش غيرة منك وانتِ عارفه إني بتمنى تبقى أحسن حد في الدنيا بس الناس مبترحمش.
كاريمان باكية : وأنا كمان مش هقبل تبيعني، اشمعنى أنا الكل بيختار يتخلى عني، ليه؟! مستاهلش إنك تتمسك بيا.
أكرم : أنا بعمل كل ده علشانك.
كاريمان : كداب، لو علشاني كنت هتفهم وتحس إنك بعدك عني هيموتني.
أكرم : علشان خاطري، بلاش تزوديها عليا.
كاريمان : أنا عاوزة أروح، وانت اعمل اللي يعجبك، طالما مخطط وواخد قرار اعتقد ان كلامنا تضييع وقت على الفاضي، بس خليك فاكر واعمل حسابك إنك لو سافرت هترجع مش هتلاقيني.
اتحركت من قدامه بسرعة، قبل ما يحاول يهديها كانت خرجت ووقفت تاكسي، لحقها وقلبه بيدق بعنف وغضب وضعف، دور بعيونه عن الموتوسيكل بتاعه، كان بيسابق الوقت والحياة ونفسه، القرب من حبيبته بقى شبه مستحيل والبعد عنها هو المستحيل بعينه لكنه مجبر والاجبار على البعد أقسى أنواع العقاب.
وصل قبل ما هي توصل، انتظرها تحت بيتها، عيونه تغني عن أي كلام، نزلت كاريمان من التاكسي ودموعها رافضة تهدي، سمعته بينده عليها وقفت غصب عنها، قرب منها بلهفة وقال
علشان خاطري، أنا ممكن أسمع كلامك والغي فكرة السفر لكن وقتها هنفضل طول عمرنا بعيد عن بعض، أنا جربت كل الطرق وكلها مقفولة في وشي، مبقتش عارف اتصرف ولا قادر يا حبيبتي.
التفتت وبصتله بيأس، هي متأكدة ان كلامه صح لكن الصح ده معناه ألم متقدرش تتحمله، خايفه يبعد وينساها، ويمكن قلبه يتغير، وليه لأ، أبوها نفسه نسيها وخرجها من قلبه وحياته.
ابتسمت بانكسار وقررت تكمل وتعرف النهاية، مش هتخسر أكتر من كده، هتسيبه يبعد وتشوف، هيفضل يحبها ولا الحياة هتأكدلها إن السعادة والفرح ممنوعين عليها.
جليلة كانت أشد رفض لسفر وحيدها، رفض مصحوب برهبة وكأنه روحها هتسافر معاه، اترجته كتير يتراجع لكنه كرر قدامها نفس كلامه لكاريمان ومشي.
مقدرتش تتحمل، جريت على اخواتها، رغم إنهم في بلد بعيدة ونفوسهم كمان بعيدة لكنها محتاجة وجودهم، عاوزة تتكلم مع حد منها حتى لو عجز عن فهمها، أول ما وصلت واتجمعت مع أخوها واختها انهارت، كانت بتبكي ونظراتهم بتقول إنها بتبالغ، اختها سألتها بغباء
انتِ بتعيطي ليه، مش بتقولي صاحبه جيبله عقد، خايفة ليه طالما مش مسافر تهريب، حد طايل، ياريت يشوف حاجة معاه للواد عمر ابني.
جليلة : أنا مقدرش اتحمل ابني يسيبني، أنا مليش غيره مليش حد.
أخوها اتكلم بشيء من الحنية
يا جليلة الحياة بقت صعبة، وابنك معذور، يعني مهندس ويشتغل في ورشة كأنه ميكانيكي لا اتعلم ولا خد شهادة سيبيه يشوف مستقبله.
اختها اتدخلت من تاني وقالت :
اخوكي معاه حق، متنسيش إنه خاطب وأكيد عاوز يتجوز.
جليلة : يقوم يبعد وياعالم يرجع وأنا عايشة ولا يرجع يلاقيني ميتة.
اجابتها اختها بفضول : يمكن خطيبته اللي طلعتها في راسه، كلميها وخليها تقنعه.
جليلة : لأ، خطيبته طيبة وبتحبه، مش معقول تطلب منه يسافر، هو اللي زهق يا قلب أمه وتعب.
أخو جليلة قعد جنب منها، طبطب على كتفها وقالها بصدق
يعلم ربنا بالظروف وإلا كنت هساعده، متقفيش في وش ابنك، لو فضل قاعد لا هيتجوز ولا هيتحرك من مكانه، وانتِ طول عمرك جدعة وواقفة في ضهره، كملي للآخر وبلاش تضغطي عليه.
💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖💖
وعد رغم يأسها من كل شيء عشقها لأمجد كان مقويها، عندها وهم بيقنعها إن الموضوع بسيط وان المهم الإرادة، صحيح أمجد وقع في فخ الإدمان لكنه قدر يقنعها إن العلاج بسيط، وللأسف كلنا مدمنين على تصديق الأوهام لأنها بتريح قلوبنا.
خلصت شغل البيت ونيمت ابنها، دخلت اخذت شاور ولبست فستان لطيف وجهزت عشا خفيف لها ولأمجد، كان راجع من الشغل وطلب منها تسيبه ينام علشان يسهر معاها بالليل، قربت من غرفة نومهم علشان تصحيه لكنها سمعت صوته بيتكلم بهمس مع حد، قربت بحذر تسمع بيقول إيه وياريتها ما قربت، معقول، بيكلم ست غيرها، بيندهلها باسمها من غير ألقاب، بيراوغ ومش قادر يرفض عرضها اللي قدرت تفهمه من ردود فعله، معقول أمجد وصل للمرحلة دي، خيانة!
ألم وقهر، شعور إنها ولا حاجة ، وجع صعب يتوصف، زي البركان، مستحيل تمنعه إنه ينفجر ويدمر كل شيء.
دخلت فجأة شدت الموبايل من إيده بشراسة وقبل ما يتكلم حدفت الموبايل بكل قوتها اتكسر زي قلبها ما اتكسر.
صرخت بجنون وهي بتخبطه بأي حاجة تقع تحت ايدها وهو كان مصدوم عقله مشوش، أسير بداخل عالم مظلم، عاجز عن الهروب.
سألها بغضب
فيه إيه يا وعد، اتجننتي.
وعد : اتجننت! طبعاً مجنونة يا شمام يا مدمن.
بتخوني، بعد كل ده، ضحيت بحياتي ومستقبلي علشانك، استغنيت بيك عن الدنيا كلها، كذبت نفسي وظنوني وقولت مستحيل يوصل للمستوى ده، بتكلم ستات، وفين هنا! في بيتي وقدام عنيا.
أمجد : ستات إيه وزفت إيه، محصلش، دي مجرد زبونة وبتطلب شغل معين.
دفعته بقرف ونفور، عالمها كله اتقلب، الصح والخطأ اتبدلوا، لسه بيكذب ولسه بيبرر، وقفت قدامه وملامحها بتأكد إن كلامها هيكون نهاية لكل شيء كان موجود بينهم.
شاورت على جسمها وقالتله
ليه، مقصرة معاك، مش قادرة اكفي طلباتك، بالعكس أنا اكفيك إنت والأحسن منك.
اتجنن من كلامها وصرخ بصوت قاسي
اخرسي واتكلمي بأدب.
ابتسمت بشماته
إيه، جيت عالجرح، عندك حق، ملوش لزمة الكلام ده، مش هيفيد بحاجة، اللي زيك ميتعاتبوش، انت أخرك تنداس بالجزم، زيك زي أي حاجة ملهاش قيمة.
غلطت عمري ولازم تتصلح.
قرب منها بعيون زايغة، تركيزه معدوم لكن بيقاوم لأنه مرعوب من بعدها.
حاول يلمسها لكنها ضربته بكل قوتها بالقلم، وسحبت نفسها بعيد عنه.
دقايق كانت فاصل في حياتهم الإثنين، ملحمة عشق بدأت بينهم من سنين طفولتهم اتغيرت بمرور الوقت وظروف الحياة،طرف مظلوم والثاني ظلمته اخطاءه والنتيجة.
كان بيضربها بقسوة كأنه عمره ما شافها قبل كده، كأنها عدو ولازم ينتصر عليه وهي استسلمت وكأنها يتعاقب روحها إنها عشقته في يوم من الأيام.
دخلت والدته وضربته بكل قوتها وخوفها وحزنها فبعد من قوة الضربة، صرخت أمه بذهول لما شافت ملامح وعد المتغطية بدمها، عيونها مفتوحة لكن نفسها مقطوع، لطمت اكتر من مرة، أمجد فضل مكانه ثابت، تايه، لكن أول ما بدأت الجيران تدخل البيت بفضول بعد ما صوت الصراخ وصلهم، اتراجع للخلف برعب، بيبص حواليه بتخبط، لحد ما عينه وقعت على وعد، كان شعرها مغطي جزء من وشها، ملابسها مرفوعة وجسمها معظمه مكشوف.
رمى نفسه بالقرب منها وغطاها بفزع، مراته مكشوفة قدام الناس، رجالة غريبة شافت جسمه، وهو السبب هو مش اي حد تاني، وعد اللي كان بيتجنن لما تسيب شعرها قدام والده، كشف سترها بايده للناس وكل ده ليه وامتى بقى معدوم الرجولة، وعدها من سنين إنه مستحيل يمد ايده عليها ودلوقت قتلها!
فوقه من أوهامه وضياعه والآلام الشرسة المسيطرة عليه صراخ ابنه المتواصل، الولد كان بيبكي بخوف من الوجوه الغريبة عليه، وبيستنجد بوالدته، أمجد حرك رأسه بعنف وهو بيقول :
أنا مقصدش، أنا معملتش كده، مستحيل اقتل وعد.
……………………………………
في نفس الوقت بنت مراهقة، عمرها في حدود ال١٧ سنة، طلعت جري على بيت وعد، خبطت بهلع على الباب، طلع ممدوح وهو بيردد بخوف
سترك يارب، مين اللي جاي وقت زي ده.
بص للبنت اللي بتاخد نفسها بالعافية من جريها وسألها بترقب:
نعم يا بنتي، عاوزة مين؟!
قالتله : أنا خديجة، جارة أبله وعد بنتك.
ممدوح بخوف : خير يا ان شاء الله.
خديجة : الحق بنتك ياعم ممدوح، جوزها ضربها والدنيا مقلوبة عندنا في الشارع.
جت من وراهم سعاد، بصت ناحية خديجة وابتسمت، تعرفها كويس وتعرف أهلها، جيران قدام لأهل أمجد ومعروف إنهم ناس ولاد حلال، قالتلها بترحاب :
ادخلي يا خديجة، تعالي جوة يا حبيبتي.
ممدوح : الحقي يا سعاد، دي بتقول ان بنتك جوزها ضاربها.
سعاد : بنتي مين!
ممدوح بغضب : وانتِ عندك بنات متجوزين غير وعد يا سعاد.
قالت بكل ثقة : لأ، بس أمجد عمره ما يضرب وعد، بنتي مستحيل تنضرب.
صرخت البنت بتعاطف معاهم ومع وعد
الحقوا بنتكم، الحقوها قبل ما يموتها.
🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
نفخت بملل واتكلمت بعصبية ونفاذ صبر
انت بتشتري كل ده ليه، الحكاية كلها يومين وراجعين تاني.
جاسم مردش، وصل عند الكاشير وهي ماشية بالقرب منه مستغربة سكوته، دفع وخرج وهي وراه، فتح عربيته ودخل الأكياس ولما خلص قالها :
اركبي يلا.
مارية ركبت بهدوء، لحد ما اتحرك بالعربية، سألته بجدية واصرار
ممكن تتكلم بقى وتقولي فيه إيه، من أول ما نزلنا مصر وانت غامض كأنك خاطفني مثلاً.
جاسم وقف قدام الفندق وفضل قاعد منزلش وقالها :
اسمعي كلامي للنهاية ممكن.
حركت رأسها في هدوء، عاوزة تعرف بيفكر ازاي أو إيه نوايا.
اخذ نفس عميق وقالها
والدك طلب مني انزل أنا وانتِ مصر
مارية : اممم، وبعدين، إيه الجديد، أنا عارفة إنه طلب منك ننزل مصر علشان نبيع الأرض بتاعته هنا.
جاسم : أنا معايا توكيل منه، يعني اقدر أبيع لوحدي من غير وجودك.
مارية بتعجب : صحيح، بس ليه قولتلي إنك محتاج وجودي.
جاسم : لأن والدك….
اتردد لأنه خايف تصرخ أو تتصرف بعنف لكنه حسم الأمر وقال بسرعة
والدك بما انه المسؤول عنك جوزك ليا، يعني انتِ مراتي دلوقت وعلشان كده نزلنا مصر، هنعيش هنا لحد ما نتعود على بعض.
ضحكت بقوة وكأنها سمعت نكته ملهاش مثيل، بصتله كأنه غبي أو مجنون وقالتله
أنا اتجوزك انت، أنا اتجوز ومن غير ما أعرف كمان!
جاسم : هو ده اللي حصل.
مارية ملامحها اتبدلت بشكل خوف جاسم، لهجتها اتغيرت وسألت بتحذير
انت واعي لكلامك، فاهم بتقول إيه.
جاسم باصرار جننها
أيوة، فاهم ومعنديش كلام تاني.
قبل ما يخلص كلامه، نزلت من السياره صرخت بصوت عالي، صرخت بكل قوتها وهي بتقول
الحقوني، بليز حد يساعدني، الراجل ده خطفني.
الناس اتلمت عليهم وجاسم من صدمته فضل قاعد في مكانه.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية وعود الليل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *