روايات

رواية جاريتي 3 الفصل الثالث عشر 13 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 الفصل الثالث عشر 13 بقلم سارة مجدي

رواية جاريتي 3 البارت الثالث عشر

رواية جاريتي 3 الجزء الثالث عشر

رواية جاريتي 3 الحلقة الثالثة عشر

كانت تجلس هى وليل امام جواد الذى شعر بالتوتر والقلق حين وجد مهيره تجلس بجوار ليل وحين اقترب شعر بالهدوء وخاصه مع ابتسامه مهيره الطيبه والمرحبه ظل الصمت سيد الموقف حتى قالت مهيره بمرح
– خلص وقول الى انت عايزه علشان مش عايزين نتأخر
– ابتسم بخجل و هز راسه بنعم واجلى صوته ثم قال
– – ليل صدقينى انا مفيش حاجه بينى وبين شمس … انا اصلا شخصيتها مش بتعجبنى
ظلت ليل صامته لتسأل مهيره بأهتمام
– ايه الى مش عاجبك فى شخصيه شمس يا جواد ؟
– صمت لثوانى يخشى ان يتكلم فمهيره اولا واخيرا عمه ليل وشمس لتحثه هى على الحديث
– ليقول بقلق
– – ساعات بحس انها مغروره وشايفه نفسها وكمان ساعات بتقول كلام وبتعمل حركات مش ببقا فاهمها
ثم نظر لليل وقال
– وبعدين انا عايز أسألك مين مصطفى ده وازاى يعنى كان عايز يرتبط بيكى
– – انا والله ما اعرف حد اسمه مصطفى واتفجأت من كلام شمس الى قالته ده
قالت ليل سريعا لتقول مهيره مستفهمه
— ايه الحكايه ومين مصطفى ؟
ليقص عليها جواد كل ما حدث وما قالته شمس لتقطب مهيره حاجبيها وهى تشعر ان شمس بدأت فى الخروج عن السيطره ولابد من حل سريع
انتبهت من افكارها على كلمات جواد وهو يقول
– صدقينى انا مفيش كلام بينى وبين اختك اصلا انا مش معايا رقمها وكمان لما بنتقابل بتكونى انتِ موجوده والله يا ليل مافيش حاجه بينى و بنها انا بحبك انتِ
– ابتسمت مهيره ابتسامه صغيره وقالت بلوم
– – انت ناسى ان انا قاعده ولا ايه … وبعدين انتو لسه صغيرين يا جواد والمفروض تشجعوا بعض على المذاكره مش على انكم تشغلو بعض ولا ايه
وقبل ان يجيبها على صوت هاتفها لتجده سفيان اجابته سريعا بابتسامه واسعه تحولت لتقطيبه ودموع اغلقت معه واخذت ليل وغادرت فورا
•••••••••••••••••••••••••••
خلال ساعه كان الجميع فى المستشفى سفيان وحذيفه وايمن و ادم ومهيره وفى الطريق زين وفرح و معهم زينه الذى اصر زين على اصتحابها لما رأه من حب محمد لها وتعلقه بها هو يعى الان انه بحاجه اليها على الاقل ان يراها امامه
فى خلال ساعه كان كل شىء قد اصبح جاهز والجميع فى طريقهم لايصال السيده خديجه لمثواها الاخير بعد ان لحق بهم باقى افراد العائله ما عدا ملك وبناتها
كان سفيان يقف بجانب محمود يحاول يدعمه فهو من وقت ما حدث وهو يحاول مواساه اخوته هو يعرف جيدا ما يشعر به الان لقد مر بذلك الشعور من قبل
حين انتهى كل شىء ظل محمود واقف امام القبر بمفرده بعد ان طلب من الجميع تركه لدقائق بمفرده ابتعد الجميع ولكن سفيان ظل على مقربه فهو يتوقع ما سيحدث
••••••••••••••••
ظل صامت ينظر لشاهد قبرها يدعو لها بقلبه
ثم جثى على ركبتيه وبدأت دموعه فى الهطول وهو يقول
– خلاص يا امى سبتينا ومشيتى … خلاص رحمتى على الارض راحت الى ربنا كان بيرزقنى ويحميني علشانها راحت جنتى على الارض سبتنى ومشيت … ربنا يرحمك يا امى سلميلي على بابا … هتوحشينى يا امى هتوحشينى اوووى
– ظل راسه منحنى يبكى بصوت مكتوم ثم رفع راسه الى السماء وقال بصوت مسموع
– – اللهم ان امى الان بقبرها بمفردها اللهم اجعله روضه من رياض الجنه اللهم ارحمها برحمتك واغفر لها وابدلها دار خير من دارها واهل خير من اهلها
وعند تلك الجمله انهارت قوته ليبكى بصوت عالى ليقترب سفيان منه و جثى بجانبه يضمه وهو يقول
– حاسس بيك … عشت نفس اللحظه قبلك خرج كل الى جواك لان اخواتك محتاجينك
– ظل يبكى بصوت عالى وهو يقول من بين شهقاته
– – سامحيني يا امى … لو كنت اعرف كنت فرحتك زى ما كان نفسك … سامحينى يا امى سامحينى
ظل سفيان يربت على كتفه وهو يقراء الفاتحه لروح امه الغائبه الحاضره بقلبه طوال الوقت ثم اخذ نفس عميق وهو يقول
– محمود … يلا قوم مينفعش كده
– نظر اليه و كأن ذلك الرجل الكبير عاد طفل صغير يشعر بالغربه والضياع دون امه وقال
– – واسيبها لوحدها ؟!
اخفض سفيان عينيه وهو يقول
– هى دلوقتى بين ادين الرحمن الرحيم …. لكن اخواتك محتاجينك
– واشار الى مريم التى تبكى بين ذراعى محمد وخديجه التى تبكى فى حضن مهيره
– ظل محمود ينظر اليهم لعده ثوان ثم نظر لقبر امه و وضع يده عليه ثم قال
– – فى امان الله يا امى …. فى امان الله
ثم وقف على قدميه يمسح دموع عينه ونظر الى السماء و هو يأخذ عده انفاس منتظمه ثم تحرك فى اتجاه اخوته وحين اقترب منهم فتح ذراعيه لتركض مريم اليه سريعا تبكى بقوه وبصوت عالى ضمها بذراعه الايمن وعيونه ثابته على خديجه وظل ذراعه مفتوح لتغادر حضن مهيره وتركض اليه ليضمها هى الاخرى بذراعه الايسر و ظل محمد واقف امامه ينظر ارضا وهو يبكى ليشير اليه ان يقترب وهو لم يتأخر فهو الاخر اصبح كطفل صغير يحتاج لمن يضمه ويطمئنه
كان الموقف صعب على الجميع مهيره التى كانت ترى فى خديجه ام بعد امها وزينه التى تبكى بصمت الم حبيبها التى لا تستطيع الاقتراب منه ومواساته وايضا زين الذى عاد اليه ذكرياته يوم وفاه امه و دفنها وكذلك ايمن عاد اليه المه من جديد يوم فقد امه ويفهم جيدا ما يمر به الصغار و كذلك جودى وحذيفه اللذان خسرا نفس الام فهو كان يعتبر نوال امه
كان الموقف كله صعب ومؤثر و مؤلم بشده
••••••••••••••••••••••••
مر اليوم والجميع كان بجوارهم وحضر جميع الناس من اصدقاء محمد بالنادى والفتاتان بالجامعه وايضا عدد كبير من هيئه التدريس بالجامعه و راجح وهاله وايضا ندى رغم خجلها ولكنها حقا كانت تود ان تطمئن عليه …. وظل ايمن معهم قليل من الوقت ثم عاد الى البيت حتى يطمئن على ملك والبنات و ايضا حتى لا يكونوا بمفرهم اذا حدث اى شىء
وفى نفس الوقت كان هناك من يتابع ما يحدث ويوصله اليها بالتفاصيل و رغم انه لم يجد الفرصه المناسبه لتنفيذ خطته الا انه وعدها بالتنفيذ قريبا جدا
فى نفس الوقت التى كانت هى تجلس بجانب عشيقها يحددان شروط عقود العمل الجديده
قال عزمى بأبتسامه
– انتِ صعبه كده ليه يا رورو بس ده انا حبيبك ما بلاش الشرط الجزائي الكبير ده
– نظرت اليه بطرف عينيها وقالت بجديه
– – انا بسلم عليك بعد صوابعي بعدها لازم اضمن حقي يا حبيبى
ليضحك بصوت عالى وهو يتجرء على جسدها و يمد يديه يلامس مفاتنها بجرئه وهو يقول
– يعن حبى ليكى ما يشفعليش عندك
– لتبعد يده عنها وهى تقف متوجه الى البار تجهز لها كأس ثم قالت
– – مفيش اى حاجه هتتغير فى العقود ولو مش عاجبك اشوف حد تانى
ليقف سريعا وتوجه اليها يضمها بقوه وهو يقبل عنقها وقال
– لا حد غيرى ايه انا قتيل المشروع ده يا عمرى و قتيلك
– وكانت هى مستسلمه تماما للمساته الجريئه وعقلها سارح فى انتقامها التى تحلم به منذ سنوات وهو يفكر فى اقترابه خطوه من حلمه
– ••••••••••••••••••••
كانت تقف فى وسط ذلك المكان الموبوء تتمايل بدلال بذلك الفستان الذى يكشف كل جسدها تقريبا وتجعل عقول الرجال تذوب اسفل قدميها المكشوفه داخل ذلك الصندل ذو الكعب العالى
رغم ابتسامتها الواسعه ودلالها الا ان هناك سيل دموع يخرج من عينيها والم حاد يسكن عمقها
وبعد ان انتهت من رقصتها القت بنفسها الى ذلك الرجل الذى يقف امامها يصفق لها بقوه ليلتقطها بين يديه وهو يقبلها بقوه ثم اخذها وغادر المكان وكانت هى تتمايل عليه بدلال حتى تستطيع اخذ كل ما معه من مال … كمان يجب ان تفعل
••••••••••••••••••••••••••••
بعد ان رحل الجميع وامام رفض قاطع من اربعتهم عادت مهيره الى بيتها مع وعد بالحضور صباحا
كانت خديجه تضم مريم التى تضع راسها على كتف اختها وهى تبكى وبجوارهم يجلس محمد السارح فى موقف زينه اليوم حين وجدته يجلس فى غرفته عبر الباب المفتوح دلفت و وقفت خلفه و بخجل وحياء شديد وضعت يدها على كتفه وباليد الاخرى مدتها له بمنديل منقوش عليه اسمها ليرفع راسه ينظر اليها لتشير اليه بما يعنى
– ابكى … ابكى خرج كل حزنك فى دموعك وامسحه بالمنديل و ارميه هتحس ان حزنك قل مختفاش ومش هيختفى بس هيقل
– ظل ينظر اليها ثم اخفض عليه ينظر الى المنديل ثم مد يده وامسك بيدها و وضعها بالمنديل فوق عينيه وبدء فى البكاء … بكى بصوت عالى ظل يبكى ويبكى وهو مخبىء وجهه فى المنديل الموجود فى يدها و هى ظلت واقفه رغم شعورها بالخجل الشديد الا انها ظلت واقفه حتى هدأت شهقاته ورفع وجهه شديد الحمره ونظر اليها ليجدها سوف تذوب من خجلها ابتسم ابتسامه صغيره حزينه ثم وقف على قدميه وقال بأمتنان
– – انا متشكر جدا يا زينه ربنا ما يحرمنى منك
ابتسمت بخجل وسحبت يديها من يده وكادت ان تغادر ليمسك يدها من جديد لتنظر اليه باستفهام ليأخذ المنديل من يدها وهو يقول
– واخده ده على فين
– لتشير اليه بما يعنى
– – هرميه
ليرفع حاجبه وهو يظهر المنديل امامها وقال
– ده عليه اسمك .. انت عبيطه فكراني هرميه انا هشيله للذكرى
– ابتسمت بخجل وغادرت سريعا ليعود هو الى حزنه و وحدته من جديد
– عاد من افكاره على كلمات خديجه لمريم
– – يا حبيبتى كده مينفعش …. اهدى ارجوكى انتِ كده بتموتى نفسك
لتقول مريم من بين شهقاتها
– قلبى واجعنى اوووى يا خديجه
– ثم صمتت لثوانى واعتدلت فى جلستها تنظر الى اختها بتفكير واكملت قائله
– – انا دلوقتى حسيت بيكى دلوقتى فهمت احساسك انا فهمت الدنيا كانت ازاى فى عينك يا خديجه فهمت ولازم اعتذرلك
لتمسك خديجه بيد اختها وقالت برفق
– تعتذرى عن ايه يا مريم … حبيبتى اهدى من فضلك
– لتقف مريم وهى تقول
– – فهمت احساس إنك تحسى ان امانك راح إن ظهرك مكشوف انك لوحدك فى صحرا كبيره لا ليها اول ولا ليها اخر … انا اسفه يا خديجه اسفه
اقتربت من اختها تمسك يدها وقالت برجاء
– ارجوكى سامحيها لو فى يوم
– لم تجعلها خديجه تكمل حديثها لتقول لها بلوم
– – اسامح امى التانيه انتِ بتقولى ايه يا مريم بلاش الكلام ده ارجوكى وتعالى ندخل اوضتنا علشان ترتاحى
كان محمود يتابع كل ما يحدث يشعر ان المسؤليه اصبحت كبيره فأختيه الان بحاجه اليه وعليه ان يكون على قدر المسؤليه والاهتمام بالتفاصيل اكثر
•••••••••••••••••••••••••
كان يقف امام اخيه ينظر ارضا بخجل ليقترب منه اخيه ويربت على كتفه وقال
– انت موطى راسك ليه …. متتكسفش انا فاهم كل حاجه و بعدين انت خلاص قربت تتخرج ومش هتبقا محتاجنى فى حاجه
– اخفض راجح راسه من جديد وهو يقول
– – بس انا عارف الظروف
ليقاطعه اخيه من جديد وهو يمد يده له بظرف فيه مبلغ مالى وقال
– انا اخوك الكبير يا راجح … وبعدين انا بعتبرك ابنى ده انا الى مربيك
– ليمد راجح يده يمسك الظرف ويد اخيه يقبلها باحترام وقال
– – انا معرفليش اب غيرك … ربنا يخليك ليا
ليربت اخيه على كتفه بحنان ابوى رغم ان فرق العمر بينهم لا يتعدى السبع سنوات ولكن منذ وفاه والديهما و راجح يراه الاخ والاب والسند يحترمه بشده وايضا هو لم يبخل على راجح بشىء فهو يراه ابنه وليس اخيه فقط
••••••••••••••••••••••••••
حين عادوا الى البيت اطمئنوا على ملك ودلف كل منهم الى غرفته كانت تشعر بتعب شديد ان اليوم كان مؤلم على الجميع ابدلت ملابسها بصمت وكان هو يتابعها بعينه حتى تمددت على السرير وهى تأن بآلم اقترب منها وجلس بجانبها ينظر اليها بحب لتبادله اياه وبرفق بدء يمسد قدميها لتنظر الى يديه وهى تتذكر ما كان يحدث بالماضى
لم تتحدث لم تعلق اغمضت عينيها المتعبه مستمتعه بلمساته الحانيه على قدمها المتألمة وهى تتذكر موقفان متشابهان
الاول حين توفت والدتها وكيف كانت حالتها وقتها وما فعله معها حين حملها بين ذراعيه كطفله صغيره وظل جالسا بها على الاريكه الكبيره الموجوده فى غرفتهما يضمها بيد واليد الاخرى يمسد قدميها وهو يقرأ لها بعض ايات الذكر الحكيم ثم قال
– انا هنا معاكى وجمبك …. بيتك هو حضنى … وقلبى مفتوح ليكى حطى فيه حزنك والمك اشلهم انا عنك
– حاوطت عنقه بذراعيها وبدأت فى البكاء بصوت عالى و كلما علا صوت نحيبها يزداد ضمه لها الى صدره حتى اصبح يعتصرها بين يديه حتى هدأت تماما وغرقت فى النوم
– والموقف الاخر وقت وفاه والدته وكيف كان يقف صامت طوال اليوم يضم اخته الى احضانه يواسيها ويخبرها انه هنا من اجلها طوال الوقت وايضا يواسى صديقه الذى بفقده لنوال فقد ام و معلمه وناصحه وصديقه
– وحين دلفوا الى غرفتهم وجدته يخطفها بين ذراعيه يضمها بقوه ويبكى وهو يخبىء وجهه فى عنقها ظلت تربت على ظهره بحنان حتى هدىء ثم اخذته الى السرير اجلسته وانحنت تخلع عنه حذائه وابدلت له ملابسه وجعلته يتمدد وجلست بجانبه تضع راسه على كتفها وتربت بيديها برفق على وجنته و هى تقول
– – انا عارفه قد ايه انت متعلق بنوال الله يرحمها … وعمرها ما هتتنسى … بس انا موجوده يا سفيان انا جمبك وعمرى كله فدى نظره الحزن الى فى عينك دى … انا عارفه ان انا اخر واحده ممكن تساعد فى موقف زى ده او يكون ليا فايده … بس انا مستعده اعمل او حاجه تريحك انت بس أمرني وانا تحت رجليك هنفذ فورا
كان يستمع الى صوتها المهتز بسب كتم البكاء انه هو من يحتاج ان يشعر بالمواسه منها فى وفاه نوال اتضح انها تحتاج هى اكثر منه الى المواساه اعتدل ينظر اليها لتقول
– احبطتك انا عارفه … بص انا هقوم اجبلك كوبايه عصير
– ليمسك يدها يعيدها من جديد لتجلس بجانبه وقال
– – انا عارف انك زعلانه عليها زى واكتر … بس انا يا مهيره مش محتاج دلوقتى غير حضنك وبس
لتعتدل فى ثوانى وتضمه بقوه ليأخذ نفس عميق وهو يقول
– نوال هتوحشنى اوووى … بس كمان مفيش فى ايدى حاجه اعملها ارجعها بيها تعرفى
– همهما بصوت منخفض ليكمل
– – وحشتنى قعدتى تحت رجلها وراسى مستريحه عليها و احكيلها كل الى تعابنى وهى تقولى الكلام الى يطمنى ويريحنى ويفتح ليا الابواب المقفوله
ظل طوال الليل يقص عليها مواقف كثير تجمعه بنوال وكلها تدل كم هى ام حنونه وصديقه حقيقيه
عادت من افكارها على صوته وهو يقول
– رجلك وارمه ليه يا مهيره
– نظرت اليه بقلق وقالت بصوت متوتر
– – تلاقيها من الواقفه الكتير
ليترك قدمها ويتقدم منها وهو يقول
– مهيره …. انت مخابيه عليا حاجه
– ظلت تنظر اليه ثم هزت راسها بلا و هنا هو تأكد ان هناك شىء ما تخفيه عليه و لن يتجاهل هذا انها مهيره … مهره قلبه وحب حياته
– ••••••••••••••••••••••••••
كانت تجلس بغرفتها رغم رغبتها الشديده للنوم الا انها لا تستطيع ان يمر اليوم ايضا دون ان تتحدث معه امسكت هاتفها واتصلت به ولكن لا ايجابه مره بعد مره بعد مره ولكن لا رد فكرت قليلا من الممكن انه نائم لكنها لن تهتم عليها ان تتحدث معه
ارسلت اليه رساله على احدى تطبيقات الرسائل
– رد عليا يا أواب بدل ما تلاقينى قدامك دلوقتى
– وصلت الرساله اليه وظهر لها انه شاهدها ولكن لا رد لترسل اليه رساله اخرى
– – انت عارفنى كويس ولو مرتدش عليا عشر دقايق وتلاقى الباب بيتكسر عليكم
ايضا لا رد ظلت صامته لثوانى ثم ارسلت له رساله صوتيه بصوت باكى
– انت بتعمل معايا كده ليه … هو علشان انت عارف ان انا بحبك تذلني بالشكل ده بتتقل عليا عايزنى افضل اتحايل عليك وكمان الخطوبه الى بعد اسبوع دى انت عايز الناس تتكلم عليا عايزهم يقولوا ان انا بنت مش كويسه وعلشان كده سبتنى يا أواب انا بحبك ابوس ايدك بلاش تذلنى كده ده انا فى مقام بنت خالك
– ارسلتها وعلى وجهها ابتسامه انتصار فبعد خمس دقائق فقط سوف تستمع لنغمه هاتفها المخصصه له
– كان هو يجلس فى غرفته يفكر فيما حدث اليوم حين رأها قلبه كاد ان يغادر صدره ويذهب اليها ولكنه ظل صامت لا ينظر اليها حتى رغم شوقه الكبير لها ورغم تلك النظره المتوسله التى رأها فى عينيها اول ما وقعت عيونه عليها خرج من افكاره على صوت هاتفه ليجد اسمها ينير شاشته ولكنه لم يستطع ان يجيب مره بعد مره يشعر ان قلبه سيتوقف مع كل اتصال منها لا يجيبه يؤلمه قلبه بشده ولكن واخيرا توقف الهاتف عن الرنين ظل ينظر اليه بحزن رغم انه لن يجيبها لكن اتصالها كان يسعده يطمئنه يجعله يشعر ان هناك تواصل بينهم كاد ان يدلف الى الحمام يأخذ حمام ساخن حتى يستطيع النوم حين استمع لصوت وصول رساله اليه فتح هاتفه سريعا ليبتسم وهو يقراء رسالتها الاول ولكنه لم يكتب اليها شىء ماذا سيقول هو لا يعلم حقا
– ثم رساله اخرى ضحك بصوت عالى وهو يقرأ اخر كلمه ويتخيل قصدها الحقيقى فبدلا من ( و تلاقى الباب يتكسر عليكم ) كانت تريد ان تكتب ( اكسر الباب فوق نفوخك )
– لكنه لم يجيب ايضا وظل يمسك بهاتفه ينتظر باقى رسائلها لتصل اليه رساله صوتيه ليرفع عيونه الى السماء بشكر صامت فها هو سيسمع صوتها فتح الرساله سريعا ليصدم من كلماتها مع كل كلمه يسمعها يشعر بصفعه فوق وجنته هل هو يفعل بها هذا يذلها يسيىء اليها لم يتحمل ليتصل بها سريعا وحين سمع صوتها قال
– – انا يا فجر انا بذلك انا بهينك و بسىء ليكى
لتحاول كتم ضحكتها بشق الانفس وقالت بصوت شبه باكى
– لما اتصل بيك وما تردتش عليا يبقا ايه لما افضل اتحايل عليك برسايل كتير علشان تتكرم عليا وترد ده مش ذل … لما
– ليقاطعها قائلا بلوم
– – لما ايه تانى يا فجر انا بعمل كل ده انا عمرى افكر أذلك واهينك انا بخاف عليكى اكتر من نفسى بخاف عليكى حتى منى يا فجر انتِ حلمى الكبير بس كمان مش كل حاجه بتكون سهله وبالحب بس يا فجر احنا لازم نشوف الموقف الى حصل بعين العقل ونفكر الموقف ده ممكن يتكرر كتير هنعمل ايه كل مره ادم هيحل الموقف وينقذك
ظلت صامته بعد ان انهى كلماته لدقيقه كامله وكان هو يظن انها تفكر فى كلماته وانهى لقت صدى لديها ولكنها كانت تحول ايقاف دموعها حتى تستطيع الرد عليه اخذت نفس عميق ثم قالت
– انا بحبك يا أواب … ومش فارق معايا انت بتعرف تتخانق او لا بتضرب ولا لا … لان احنى مش فى غابه ومحتاجين نتجوز بادى جارد او حراس احنى محتاجين الحب الاحتواء انت قوى يا أواب بس انت مش مدى لنفسك فرصه تختبر قوتك انت الى حابس نفسك جوه احساس العجز رافض تفتح الباب رافض تشوف الدنيا غير من ماضيك
– كان صامت تماما يستمع اليها وحين صمتت لم ينطق بحرف لتقول هى بغضب مكتوم
– – بس علشان تبقا عارف يا أواب يا ابن الدكتور حذيفه انا مش هسيبك ولا هبعد عنك وانت لازم تخرج بره دايره احساس العجز ده وانا كفيله بده
صمتت وهى تبتسم بحب ثم قالت
– يلا تصبح على خير
– واغلقت الهاتف لينظر الى الهاتف باندهاش وابتسم ابتسامه صغيره رغم انه مازال يشعر بذلك الاحساس السىء الا انه يشعر بسعاده من تمسكها به ونظرتها له ترك الهاتف بجانبه و تحرك ليقف امام النافذه يتنفس بعمق وهو يفكر فى كلماتها وتتسع ابتسامته فما يشعر به بعد كلماتها احساس لا يستطيع ان يصفه بالكلمات
– •••••••••••••••••••••••••
كان يقف فى وسط الورشه ينظر الى بابها ينتظر دخولها يريد ان يطمئن عليها فبعد رحيلها امس دون ان يفهم السبب هو يتذكر حديثها نظره عينيها كان وقتها جالس امام لوحته البيضاء يشعر بالحيره لديه افكار كثيره ولايعلم بماذا يبدء حين اقتربت منه وقالت
– صباح الخير يا عمر
– نظر اليها دون رد لتبتسم بخجل ثم قالت
– – فى موضوع مهم كنت عايزه اكلمك فيه … ممكن ؟!
اعتدل فى جلسته ينظر اليها بانتباه ولكن مازالت تقطيبه وجهه تزين وجهه الجاد بطبيعته الوسيم بشكل مؤلم
وكانت هى تفكر فيما ستقوم به رغم اقتناعها بأن ما تقوم به هو ما يجب فعله الا ان خجل الانثى لا ينسى بسهوله
ولكنها اذا انتظرت ان يتحدث هو ستظل كما هى
اخذت نفس عميق وقالت
– فى الحقيقه انا معجبه بيك جدا
– ليقاطعها بعصبيه وهو يقول
– – ايه الى بتقوليه ده يا انسه
اخفضت راسها وهى تقول
– لو سمحت من غير تجريح و بلاش تحسسني انى رخيصه
– ليقطب جبينه وقال
– — اكيد …
– ليقاطعه صوت رنين هاتفها وخروجها سريعا بعد صدمه قويه ودموع غزيره
– وها هو بناره منذ امس لا يفهم ما حدث ولم تحضر اليوم ايضا وفى لحظه وجد هاله صديقتها تقف عند الباب ليقترب منها و وقف خلفها وقال بهدوء
– – صباح الخير انسه هاله
التفتت اليه تنظر اليه باندهاش فعمر هو من يبدء بالسلام والحديث ليقول مباشره
– ممكن اسألك عن انسه مريم
– شعرت بالاندهاش اكثر من الاول بسب سؤاله عن مريم ولكنها اجابته قائله
– – والدتها اتوفت
قطب جبينه وهو يشعر بالحزن من اجلها وتحرك من امامها دون ان يعلق لتظل تنظر اليه باندهاش لاهتمامه الغريب بمريم على غير عادته
وكان هو تعود له ذكرى خسارته حبيبته وابنه ويدعوا الله ان يلهمها الصبر على ذلك الالم

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جاريتي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *