روايات

رواية مجنون بحبي الفصل السابع عشر 17 بقلم أمل اسماعيل

رواية مجنون بحبي الفصل السابع عشر 17 بقلم أمل اسماعيل

رواية مجنون بحبي البارت السابع عشر

رواية مجنون بحبي الجزء السابع عشر

مجنون بحبي
مجنون بحبي

رواية مجنون بحبي الحلقة السابعة عشر

هبطت طائرته مُعلنه عن وصوله إلى وجهته، استقل أحدى سيارات الأجرى للذهاب إلى مسكنه الذى سيقيم فيه، وصل إلى مسكنه وهوا عباره عن شقة صغيرة أعطته إيها الشركة التى سيعمل بها، قبل سفر أدم بحث عبر الأنترنت عن بعض شركات البناء حول العالم، واتفق معهم على العمل لمده لا تزيد عن سنه، أرسل لهم بعض من أعماله التى أعجبتهم كثيراً، لهذا وافقوا على العمل معه
أبدل أدم ثيابه، وضع أغراضه بالشقة ثم نزل ليبحث عن حياته، هى السبب الرئيسى لسفر، قلبه يخبره أنها على قيد الحياه، موجودة فى مكان ما تنتظر قدومه وقلبه لم يكذب عليه قط
**************************
فى مكان أخر
تجلس شادية فى غرفتها تداعب ذلك الصغير الذى يبلغ من العمر خمسة أشهر، كم هوا طفل مسكين لقد حُرم من أمه، أما والده فقد عقله بسبب موتها وها هوا يهيم فى العالم بحثاً عنها
أبتسام صغيرة زينت وجهها وهى تنظر له وتقول
_ حتى لو أمك وأبوك مش موجودين، أنا هفضل جنبك مش هخلى حاجه تأزيك، هربيك بحنان زى ما ربيت أمك، بس مش هعمل زى ما عملت مع أمك وأضعف ومقفش جنبك، أنا هقف جنبك وأخليك تحقق أحلامك وده وعد منى
بعد أن أنهت كلامها، بادلها الصغير بضحكه بريئه كأنه يخبرها أنه يصدقها
ضحكت بصوت مرتفع قليلاً وقالت
_ يبقى أتفقنا
يقف خلف باب الغرفة يستمع لحديثها مع الصغير ويبتسم، كان يشعر بالخوف عليها من أن تتدهور حالتها ويفقدها أيضاً، بالرغم من أنه لم يعد يخبرها أنه يحبها منذ زمن، لا يساندها أيضاً معظم الوقت، لكنه عاشق مُتيم بها منذ أن رائاها أول مره، لم يقل حبه لها مع مرور الوقت وتقدمها بالعمر، بل زاد كثيراً، بعد أن فقد أبنته أصبح أكبر كوابيسه هوا فقدانها
*******************
يمر الوقت ويحين موعد ولادة حياة
تجلس حياة فى المستشفى وتضع يدها على قلبها الذى يدق بقوة، ستدخل الأن غرفة الولادة، هذه الولادة الثانيه لها لكن الوضع مختلف الأن، فى المرة الأولى كانت سعيدة للغايه تتحرق شوقاً لرؤيه مولودها، كما كانت تشعر بالخوف من الموت، لم تكن تريد أن تموت وتترك طفلها وزوجها، لكن الأن هى حزينة للغاية، ليس لديها الرغبة فى الأنجاب تتمنى الموت، تدعوا الله أن لا تخرج حيه من هذه الغرفه
يأتى الطبيب يدخل خياة الغرفة
يحاول إياد الدخول معها، لكن الطبيب يمنعه
**************** ****************
بداخل الغرفة
تجلس حياة على سرير الولاده، تبكى وتدعوا الله أن لا تخرج حيه
يعطيها الطبيب المخدر، تغفوا حياة وتتم الولاده
******************
يقف أما الغرفة والخوف ينهش قلبه، يرمق شوقى الذى كان يقف معه بحزن ويقول بأمل
_ هتبقى كويسة مش كده
شوقى بأبتسامة : متقلقش يا باشا دى ولاده، كل الستات بتولد
إياد بسعادة : أنا مش مصدق، حياة هتبقى أم أبنى
شوقى : هوا صحيح يا باشا هيجيلك ولد ولا بنت
زم إياد شفتيه ورفع كتفيه دلاله على عدم المعرفة وقال
_ معرفش أنا مسألتش الدكتور، كنت ببقى خايف عليها وبنسى أسأله
أكمل بحزن : وهى مكنتش مهتمه تعرف
قاطع حديثهم خروج الطبيب من الغرفة، وخلفه حياة التى كانت نائمه على الناقله، تسير بجانبها أحدى الممرضات تحمل الطفل
ذهب إليهم بسرعة وقال بخوف وتوتر وهوا يتفحصها
_ ماذا بها!! هل هى بخير
الطبيب : لا تقلق هى بخير لكنها لم تفق من المخدر بعد
تم وضعها بغرفة خاصة
وضع كرسى بجانب سريرها ينظر إليها بسعادة وهوا يحمل طفله ويقول
_ ربنا رزقنا بطفل، كنت عايز أسميه إياد، أنتى عارفة أحنا اضطرينا نغير أسامينا علشان محدش يعرفنا، بس قولت ممكن حد يشك فى الأسم، علشان كده هاسميه “جاد” أهو يبقى قريب من الأسم
بدائت حياة تستيقظ وهى تبكى بشده وتقول
_ يارب أموت مش عايزة أطلع من هنا عايشة، يارب مش هقدر أستحمل أكتر من كده
نظر إليها يطالعها بحزن، كم تألم قلبه لرؤيتها هكذا، لكنه كان متأكد أنها ستحبه يوماً وتقبل به، وهوا مستعد لأنتظار ذلك اليوم
أنه مسكين حقاً ينتظر دون فائدة، يتطلع إلى المستحيل ألا يعلم أنه يعذبها ويعذب قلبه أيضاً، لو أنه تركها تعيش بسلام مع من دق قلبها له، وذهب هوا وبحث عن فتاة أخرى يحبها وتحبه، أما كان هذا أفضل لهم، نعم كان سيتعذب فى البداية لكن عذابه هذا كان سينتهى، لكن الأن عذابه لن ينتهى وعذابها إيضاً، أن البشر غريبون حقاً يبحثون عن ما يؤلمهم ويتعلقون به
استيقظت حياة، كان وجهه البغيص أول ما رائته، أغمضت أعينها بحزن وألم عندما أدركت أنها مازالت على قيد الحياه، كيف ستمضى حياتها الأن، أنها حقاً لا تستطيع التحمل أكثر من ذلك
طالعها بحزن شديد وقال
_ أبننا أهو خدى شليه، أنا قررت نسميه “جاد” إيه رائيك
لم تجبه بل نظرت للجه الأخرى، سمحت لدموعها بالنزول وبكت بحرقه، ربما تستطيع تلك الدموع أت تخفف من ألامها
تنهد بتعب ثم ترك الطفل بجانبها وغادر الغرفة
لم تنظر حياة إلى الطفل، كانت تنظر إلى الجه الأخر
بعد خروج إياد بقليل بكا الطفل، تجاهلته لبعض الوقت لكن لم تستطيع أن تتركه يبكى ورق قلبها له، فى النهايه يبقى طفلها وليس له ذنب فى ما حدث معها
نهضت حياة بصعوبه بسبب جرحها، حملت الطفل بين يديها، أبتسمت رغماً عنها لقد كان طفل جميلاً ورقيقاً حقاً، داعبته وابتسمت له محاولة تهدائته
توقف عن البكاء أخيراً، تنهدت براحه وقالت
_ أنتا باين عليك شقى
ظلت تطالعه بحزن تتذكر أحمد أول طفل لها، تفكر كيف حاله الأن هل يبكى أم أنه نائم أم جائع هل من الممكن أن يكون مريض، أنها حقاً تشتاق له تتمنى لو تحمله بين يديها وتقبله، لكن ذلك مستحيل الأن
******************************
فى مكان أخر
تركض خلف ذلك الصبى المشاكس الذى تجاوز الأربع سنوات، وتقول بنبره جاهدت لجعلها غاضبه
_ بطل جرى يا أحمد علشان متضربش
أحمد بمشاكسه : تعالى أمسكينى
تسلل عادل ببطئ من خلفه وقام بأمساكه وقال
_ بتعذب ستك ليه
صرخ أحمد عندما أمسك به عادل ثم أنفجر ضاحكاً وقال
_ أنا بلعب معاها
عادل بأبتسامة : طب يلا روح ألبس علشان منتأخرش
أحمد بسعادة : هاى هروح أجيب بابا من المطار
نظر إلى عادل وقال : هوا جاب الكورة ال قولتله عليها
عادل : أبقى أسائله
شادية : يلا تعالى أبلس بقى
أحمد بسعادة : حاضر
اليوم موعد قدوم أدم من سفره، فمنذ أن سافر لم يأتى ألا مره واحده، كان عمر أحمد وقتها سنه ونصف، لكنه كان يحدثه دائماً عبر الهاتف، وقد طلب أحمد منه أن يحضر له كرة قدم لأنه يحبها كثيراً
أبدل أحمد ثيابه وذهب مع خاله لأستقبال والده
كان حسين ينتظرهم بالسيارة أسفل المنزل
عندنا رئا أحمد حسين ذهب إليه راكضاً
حمله حمله حسين وقبله
قبله أحمد وقال : وحشتنى يا جدوا
حسين بأبتسامة : وحشتنى يا جدوا وكمان بوسه، قول عايز إيه
أحمد بأبتسامة مرحه : عايز اسوق العربية
حسين : نعم
نظر إلى عادل وقال : الحق شوفه عايز إيه
ضحك عادل وقال وهوا يرفع يديه : أنتا حُر معاه أنا ملييش دعوه
حسين بأبتسامة : هى بقت كده، طب أحنا هنروح نجيب بابا، واحنا رجعين تركب أنت وأبوك مع بعض وأبقى سوق برحتك
أحمد بسعادة : ماشي
***************************
يجلس فى مكتبه يطالع بعض الأوراق
دق أحدهم على الباب
نظر إلى الباب وقال : أدخل
دلف الطارق وقال : أنتا لسه مروحتش يا باشا هتتأخر على الحفله
تكلم وهوا ينظر إلى الملف الذى فى يده وقال
_ هروح أهوا
نظر إليه وقال بتوتر : مدام حياة هتروح معاك
ترك الملف من يده ورمقه بغضب وقال
_ أنتا أتجننت يا شوقى، أنتا عايزنى أخدها معايا
شوقى بتوتر : أسمعنى بس يا باشا، أنتا دلوقتى مش إياد أنتا يامن التهامى وهى مدام تمارا، وانتوا عمركم ما ظهرتم مع بعض وده هيخلى الناس تتعجب وتسأل، والشبهات هتدور حواليكم، علشان كده أنا بقترح أنك تاخدها معاك، ثم أن دى حفله صغيرة
أقتنع إياد بكلام شوقى وقال
_ عندك حق، هقوم أنا أمشى علشان منتأخرش
**********************
فى مكان أخر
تلاعب صغيرها الذى بلغ من العمر ثلاث سنوات
يركل الصغير الكرة بتجاهها، ثم يقفز فرحاً ويقول
_ هاى جبت فيك جول يا ماما
تزم شفتيها متصنعه الحزن وتقول
_ كده يا جاد تخلينى أخسر، دا أنتا هتبقى لعيب كبير أوى
جاد بأبتسامة : طبعاً يا ماما، وانتى هتبقى مامت أكبر لعيب
ضمته حياة وقامت بمداعبته فى معدته، وهوا يضحك بصوت عالى
قاطع لعبهم قدوم إياد وهوا يقول
_ تمارا خدى الفستان ده وأجهزى علشان تاجى معايا الحفله
كان يناديها تمارا وهى تناديه يامن، هما لم يخبرا طفلهما شئ عن ماضيهم ولا حتى أسمائهم الحقيقية، لكنهم لم يستطيعا أن يخفيا علاقتهم السيئه مع بعضهم، التى لاحظا جاد
حياة ببرود : أنا مش هروح معاك فى حته
حاول السيطرة على غضبه وقال
_ تمارا بلاش عناد قولتلك قومى أجهزى
حياة بغضب : قولتلك مش عايزة أروح معاك فى حته
شعر جاد بالخوف، أحتضن والدته وجسده يرتجف
حاولت حياة تهدئته وقالت : متخافش يا حبيبى
رمقهم إياد بغضب وقال : روح أوضتك يا جاد
تشبث بوالدته أكثر وقال : أنا عايز أقعد مع ماما
أشتد غضب إياد أكثر وقال بجهير
_ قولتلك روح أوضتك
شعر جاد بالخوف الشديد وأنفجر بالبكاء
ضمته حياة، ثم رمقت إياد بغضب وقالت
_ تصدق أنتا فعلاً حيوان، ازاى تزعقله كده ده طفل لسه، ومش أي طفل ده أبنك
إياد بغضب : أنتى لو كنتى سمعتى الكلام، مكنتش زعقت
نادى على أحدى الخادمات وطلب منها أن تأخذ جاد إلى غرفته
جأت الخادمة وأخذت جاد وذهبت
بعد ذهابها، أمسك إياد يد حياة بقوة وقال
_ قدامك خمس دقايق تكونى جهزتى فيهم، وألا هدخل أنا وأساعدك فى ألبس فاهمه
ترك يدها وغادر الغرفة قبل أن يسمع جوابها
طالعت الباب بغضب وأشمئزاز بعد خروجه وقالت
_ يارب تموت وأرتاح منك
أبدلت حياة ثيابها ثم خرجت
تنزل من أعلى الدرج بهدوء تنظر إلى ذلك البغيض، الذى ينتظرها فى الأسفل كى يذهبوا
نظر للأعلى عندما سمع صوت أغلاق باب الغرفة، ياليته لم ينظر لقد قتلته حقاً بجمالها، تعلقت عينيه بها لم يستطع أن يبعد عينيه عن تلك الحسناء، كانت جميلة للغايه بذلك الثوب الأسود البراق، كان الثوب طويل ضيق من الصدر والخصر، طويل بعض الشئ وله زيل طويل خلفه، كانت ترتدى حجاب فضى يشبه لون بريق الثوب، كما وضع ميكب رقيق لاق كثيراً بها
عندما أقتربت منه مد يده إليها ليمسك بها، لكنها تجاهلت يده وخرجت وتركته
قور قبضته وصك على أسنانه من شده غضبه ولحق بها
صعدا إلى السيارة وذهبا إلى الحفلة
عند وصولهم أمسك إياد يد حياة بالقوة وقال بغضب
_ أيدك دى تبقى فى إيدى وتضحكى علشان الناس، وأنتى عارفه أنا ممكن أعمل إيه لو مسمعتيش الكلام
رمقته بغضب وأمسكت يديه
دلفا إلى الداخل بكل هيبه، كانت أنظار الجميع متعلقه بهم، لقد كان إياد وسيم للغايه هذا شئ لا يمكن نكرانه فهوا شاب وسيم، أما حياة فقد تفوقت على الجمال بكثير
من بين الأشخاص الذين ينظرون إليهم، كان هناك شاب يجلس على البار يرمق حياة بنظرات خبيثه، نهض وذهب إليهم ليعرفهم على نفسه وقال وهوا يطالع حياة بخبث
_ مرحباً أنا أدعى مايكل
رمقه إياد بغيظ وقال بغرور : أظن أنك تعلم من أكون
ثم أشار إلى حياة وقال : هذه زوجتى تمارا
أنحنى مايكل ومد يده لحياة وقال بأبتسامة
_ شرف لى التعرف عليكى سيدتى الجميلة
لاحظت حياة نظرات إياد الناريه، أرادت أغاظته وأغضابه أكثر، مدت يدها وأمسكت يد مايكل وقالت بأبتسامة
_ الشرف لى إيها السيد الوسيم
قام مايكل بتقبيل يدها، ثم نظر إليها وأبتسم وقال
_ يبدوا أنها ستصبح حفلة رائعه

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مجنون بحبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *