روايات

رواية الظلام والعشق الفصل الأول 1 بقلم سلمى السيد

رواية الظلام والعشق الفصل الأول 1 بقلم سلمى السيد

رواية الظلام والعشق البارت الأول

رواية الظلام والعشق الجزء الأول

الظلام والعشق
الظلام والعشق

رواية الظلام والعشق الحلقة الأولى

قومي بقا ظبطي نفسك عشان تقابلي العريس الي جاي إنهارده .
تنهدت بضيق و قالت : يا ماما هو بردو عملتوا الي في دماغكوا و هتجيبوه ، أنا ياستي مش عاوزة أتجوز خلاص ، (أكملت حديثها و هي تحاول السيطرة علي دموعها ) أصلآ كلهم زي بعض مفيش فرق بينهم .
أقتربت منها الأم و هي تربط علي كتفيها و قالت بحنان : يا حبيبتي مش معني إن شخص طلع وحش في تجربة معينة يبقي كل الناس وحشة و كل التجارب فاشلة ، عشان خاطري يا فريدة متتعبيش قلبي عليكي أكتر ما هو تعبان ، قومي يا حبيبتي أتوضي و صلي و فوقي يله و أعملي ماسكاتك و جهزي لبسك عشان لما العريس يجي تبقي فايقة و تعرفي تقعدي معاه ، ما يمكن يطلع كويس !! ، و لو مش كويس أو مرتاحتيش ليه أرفضيه .
أختنقت فريدة من الحديث و لم تشعر بنفسها حتي بكت بكاءآ شديداً و تقول : ما مروان كان كويس بردو و أرتحت ليه و في الآخر عمل اي !!! ، طلع بيتسلي بيا .
أبتسمت الأم بدموع و هي تأخدها بين ذراعيها و قالت : بس مش كلهم كدابيين زي مروان يا فريدة ، عوزاكي دايمآ تؤمني بعوض ربنا ، مش يمكن العريس الي جاي دا يكون هو العوض الي ربنا هيسعد قلبك بيه !! .
ظلت تبكي فريدة خوفاً من ذلك التجربة مرةً أخرى ، خوفاً من أن ترمي بمشاعرها في الهلاك مرةً أخرى ، لكن مسحت دموعها التي كانت تنهمر علي وجنتيها و وقفت و خرجت من غرفتها و توضأت ، و حاولت أن تهدأ من نفسها و فعلت ما قالته والدتها ، و مرت الساعات إلي أن جاءت الساعة الحاسمه و جاء من طلب يدها ، جلسوا جميعاً في جوٍ للتعارف الأسري إلي أن قاموا ليتركوا سيف و فريدة يتحدثون بمفردهم ، نظر لها سيف مُتعجبآ لهدوئها و صمتها ، هل هو توتر !! ، أم خوف !! ، أم خجل !! ، ف قرر النُطق هو أولاً متحدثاً بلطافة : لو عوزاهم يجوا تاني هندهلهم و الله يجوا يقعدوا معانا .
رفعت فريدة نظرتها له تتفحص ملامحه لأول مرة منذ مجيئه و قالت بإبتسامة باهته و توتر : لاء مش قصدي و الله أنا بس س………… .
قاطعها سيف و هو يقول مبتسماً : بتفكريني بأختي يوم تعارفها علي جوزها دلوقتي كانت نفس حالتك دي ، عادي عادي بصي أحنا ممكن نتكلم و كأننا بنتعرف علي بعض عشان هنبقي صحاب مش عشان علاقة لو ربنا أراد يعني .
هزت رأسها بالإيجاب في إبتسامة و صمتت ، ف قاطع سيف الصمت مرةً أخرى مُسرعاً قبل أن يظل الوضع بهذا التوتر و قال : أنا عرفت من ماما إنك خريجة آداب فلسفة و عاملة دراسات في علم النفس ، براڤو عليكي أنا أعجبت جدآ بمجال شغلك دا .
حاولت فريدة التحدث معه لشعورها بالإطمئنان المفاجأ له عند حديثه ، أبتسمت و قالت : شكراً ، مع إني مدخلتش الكلية عشان بحبها دا تنسيق الثانويه العامه ، بس بعد كده لاقيت نفسي فعلآ في الكلية دي و تفوقت فيها و حبيت القسم و الدراسة و لاقيتها الخير الي ربنا كتبه ليا .
حمحم سيف و رفع حاجبيه و هو يرمق النظر في الفراغ قائلآ : اه للأسف أنا كمان مدخلتش الكلية الي كان نفسي فيها .
ردت فريدة بفضول قائلة : كان نفسك تبقي اي ؟! .
رد سيف بلطافة و مرح : كان نفسي أبقي دكتور علاج طبيعي بس للأسف طلعت دكتور جراح .
ضحكت فريدة من قلبها بتلقائية ف هي حقآ تعجبت لما قاله ، ف تحدثت من بين ضحكاتها التي خطفت قلبه و قالت : يا راجل !!! ، كان حلمك تبقي دكتور و للأسف دخلت طب و بقيت دكتور في درجة أعلي من الي كنت بتحلم بيها ف دا كده ” للأسف ” بالنسبة لك !!! .
ضحك سيف محاولآ إبعاد نظره من تلك العيون الي جعلت قلبه يدق بمجرد أن تحدثت من قلبها معه و قال : هفهمك ، (أكمل حديثه و هو ينظر إليها بإعجاب و تحدث عن حلمه قائلاً ) أنا كان نفسي أدخل علاج طبيعي ، و الحمد لله كنت شاطر جدآ جدآ في دراستي و من المتفوقين في الثانوية العامة ، ف لما النتيجة ظهرت لاقيت نفسي جبت مجموع الطب البشري مش علاج طبيعي ، مصدقتش نفسي ساعتها دا أنا كنت بدعي و أقول يارب أجيب مجموع العلاج الطبيعي ، ف المهم بقا بابا أعترض علي دخولي علاج طبيعي بس معترضش بعنف هو أعترض بفرحه و أمل و سعادة و الي هو لاء ازاي تبقي في إيدك الفرصة تبقي دكتور في أعلي درجة و متدخلش ، بيني و بينك عقلي فكر فعلآ ليه مدخلش بشري و أعلي من طموحي و مستقبلي رغم إن العلاج الطبيعي هو حلمي و حاجة عالية بردو ، و في أخر كلام بابا وماما قالولي مش هنضغط عليك هو براحتك طبعاً ، و لما صليت إستخارة كانت راحتي في الطب البشري ، و تفوقت بالفعل في الكلية و بقيت جراح .
كانت تنصت إليه بإهتمام و معجبة بحديثه و لباقة كلامه و طريقته ، و بعد أن أنهي حديثه ردت بلطافة : لاء أنا فخورة بلي أنت عملته فعلآ يا سيف ، ربنا يوفقك دايمآ يارب .
رد سيف مبتسماً : يارب .
ظلوا يتحدثون معآ لفترة طويلة من الوقت ، حتي أن تعجبوا أهل فريدة من حديثها مع سيف بهذه الطريقة ، و لكن دب الأمل في قلوبهم مرةً أخرى ، و بعد أن أنتهي الموعد بينهم ذهب سيف مع أهله إلي بيته و السعادة تغمر قلبه ، و عندما سألته والدته عن فريدة تحدث قائلآ : كويسة جدآ يا ماما أنا موافق عليها ، تعرفي أنا شوفت بنات كتير جدآ في حياتي و أتقدمت لأتنين قبل كده بس هي مختلفة عنهم كلهم ، تعرفي كمان هي من ناحية الجمال مش أجمل بنت و لا أجمل واحدة لكن مع ذلك ملامحها في قمة الجمال و متسألنيش ازاي ، و من ناحية الروح ف هي فعلاً أجمل واحدة في الي شوفتهم ، يعني لطيفة جدآ ما شاء الله عليها يعني و أرتاحت معاها أوي في الكلام ، (أكمل بهيام و إبتسامة) و عليها ضحكة ااااااه .
الأم بإستغراب : ضحكت أمتي دي أنا مسمعتش صوتها خالص .
رد سيف مبتسماً : ما هي ضحكت بس مش بصوت عالي يعني كانت ضحكة رقيقة و جميلة ، بقولك اي ما ترني عليهم شوفي رأيهم .
الأم بضحك : أنت مجنون يا سيف و لا اي دا أحنا لسه جايين من عندهم دا مش أقل من أسبوع عشان نكلمهم .
تنهد سيف بقلق قائلآ : تفتكري ممكن متوافقش .
أبتسمت الأم و قالت بهدوء : لاء بإذن الله هتوافق .
في بيت فريدة .
كانت الأم منصته لحديث فريدة بفرحه و إهتمام و أنهت فريدة حديثها عندما قالت بإبتسامة : بس يعني بإذن الله خير يا ماما ، و زي ما قولتلك هو جميل أوي بجد في كلامه و طريقته ، ف إن شاء الله هصلي إستخارة و لو فيه الخير ربنا يقدمه ليا .
عانقتها الأم بفرحة و قالت : بإذن الله يا روح قلبي ، يله هسيبك تنامي بقا ، تصبحي علي خير .
فريدة بإبتسامة : و أنتي من أهله يا ماما .
في بيت مروان .
دخلت والدة مروان غرفته و وجدته جالس علي الأريكة و بيده بعض الملفات و تحدثت بغضب قائلة : بقولك اي بقا يا مروان ، أنت عمال تأجل في حوار الجواز دا و أنا ساكتة ، مع إنك قولتلي إنك بمجرد ما ترجع من السفر هتشوف الموضوع دا ، ابن عمك إنهارده كان بيشوف عروسة و أبوك بيقول إنها عجبته ، شباب العيلة كلها بتتجوز و أنت عمال ترفض .
نظر لها مروان بلا مبالاه و هو يُدخن ، ف أطفأ السيجارة و وقف قائلآ : أنا مالي بيهم إن شاء الله يتجوز بكرة أنا مالي بردو ، و بعدين أنا مش بتاع جواز بقا و لسه هخلف و عيال و زن و مسئولية و قرف .
صرخت والدته في وجهه بغضب قائلة : فعلاً الشهادة مش كل حاجة للبني آدم ، كنت فاكرة إنك لما تبقي دكتور يبقي أنت كده مظبوط و كل حاجة تمام ، نسيت ساعتها إن لازم التربية قبل التعليم ، دا حتي البنت الوحيدة في الدنيا الي حبتك بكل صفاتك الحلوة و القذرة و قولت خلاص هي دي الي هتعدله ضحكت عليها و طلعت بتتسلي بيها و لا بتحبها و لا حاجة ، أنا لو مُت في يوم هيبقي بسببك يا مروان .
خرجت الأم من الغرفة في قمة غضبها ، و جلس مروان علي الأريكة و وجهه مثل الجمر من شدة غضب نفسه ، ثم هدأ فجأة عندما دخلت شقيقته الصغيرة التي تبلغ من العُمر ٢٣ عامآ قائلة بلطافة : مروان في اي أنت زعلت ماما ؟! .
وقف مروان و أقترب منها يعانقها بحب أخوي ف هو يشعر دائمآ أن شقيقته هي سبب سعادته و بدونها فهو لا شئ ، تحدث قائلاً : لاء يا حبيبتي مفيش حاجة ، شدينا بس مع بعض شوية و هتروق تاني مش أكتر .
بعدها من بين ذراعيهِ و قال بتلقائية : اه صح سيف ابن عمنا راح شاف عروسة إنهارده و وافق عليها .
شهقت غزل و تجمدت و كأن الزمن توقف في تلك اللحظة و قالت بصدمة : ……………………. .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية الظلام والعشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *