روايات

رواية ملاك بأخلاق سيئة الفصل الثاني 2 بقلم روزان مصطفى

رواية ملاك بأخلاق سيئة الفصل الثاني 2 بقلم روزان مصطفى

رواية ملاك بأخلاق سيئة البارت الثاني

رواية ملاك بأخلاق سيئة الجزء الثاني

رواية ملاك بأخلاق سيئة
رواية ملاك بأخلاق سيئة

رواية ملاك بأخلاق سيئة الحلقة الثانية

كان صوت الهواء البارد في الخارج ينُم عن ليلة شتوية بحتة ، وذلك الزائر الغامض فاقد الوعي وجسده مُمدد أرضاً أمامها
خشيت جولييت أن يأتِ أحداً ما ويراه في هذه الحالة ، ف قامت بفتح حقيبتها الفوضوية وأخرجت زُجاجة عطرها المُقلدة .. لترُش بعض من رُذاذها على مِعصم يدها وتُقربه من أنف جبريل ، الذي سُرعان ما أغلق عينيه بإشمئزاز وسعل وهو يعتدل بجسده أرضاً ويضع يده على أنفه قائلاً بقرف : إيه .. إيه دا !
نظرت له جولييت بصدمة وهي تقول : إيه مالك دي رائحة البرفان بتاعي ، أومال لو كُنت كسرت بصلة وشممتهالك كُنت عملت إيه
قام من الأرض وهو يُمسك بيده قُبعته السوداء ويضعها على رأسه مُجدداً ، قام بإزاحة الغُبار عن بِنطاله وهو يقول : إنتِ مش ناوية تساعديني !
نظرت له جولييت بإستغلال لموقف إحتياجُه ثُم قالت : أنا عاوزة أعرف إيه المُميز في القنينة اللي هتاخدها دي ؟
هندم ملابسهُ ثُم بدون سابق إنذار خرج من أعماقه صوت غاضب : ميخُصكيش ! هتجيبيها ولا أخرُج ؟
إرتعدت هي للخلف ، لم تكُن تتوقع أن يتملك عروقه الغضب بتلك السُرعة ، خاصة مع تلك الملامح الحزينة والضعف الجسدي الذي بدا عليه وأسقطه أرضاً مُنذ قليل ، لوت شفتيها بإمتعاض ثُم قالت : أنا كدا كدا كُنت هديهالك ف من فضلك مترفعش صوتك !
سارت بقدميها إلى المخزن الصغير وهي تبحث بعينيها بين القنينات عن ذات الغطاء الأسود ، وعندما وجدتها إلتقطتها بأصابعها المخملية وخرجت بها ثُم وضعتها على المكتب المُستدير وهي تقول برسمية زائدة : طلبك أهو ، تقدر تتفضل
مد يده بنشوة لا مثيل لها وهو يلتقط الزُجاجة الصغيرة ، ثُم إرتخت ملامحه من الغضب إلى الحُزن الهاديء ك سابق عهده ، حتى جولييت شعرت بذلك التغيير المُفاجيء الذي طرأ عليه
خرج من المتجر وتركها واقفة تُلاحق طيفه بأعينها .. حتى إنتهى يوم العمل الشاق وقدميها يؤنباها على وقوفها الطويل بنغزها نغزات ألم مُستمرة ، أغلقت باب المتجر من ثُم أغلقت سُترتها على جسدها الأنثوي مُحتمية بها من البرد القارص
كانت مُعاناة لتجد سائق أجرة لعين يُقلها لمنزلها في هذا الوقت المُتأخر من الليل ، وعندما وجدت أحدهم كان ينحرف بسيارته عن الطريق يميناً ويساراً وهو يستمع لتلك الموسيقى ذات الألحان الصاخبة ، لتُبدي جولييت إستياؤها البالغ منه وتقول : ممكن تسوق كويس عشان منعملش حادث ؟ ووطي صوت الموسيقى كمان إحنا في مُنتصف الليل
السائق بوقاحة : إيه اللي مش عاجبك تحديداً سواقتي ولا الأغنية ؟
شعرت جولييت بالحنق من ذلك المُستهتر ف قالت : الإتنين ! سواقتك زفت والأغنية تقرف !
السائق بلا مُبالاة : مبعرفش أسوق غير كدا لو مش عاجبك إنزلي وكملي الطريق لبيتك مشي
إتسعت عيناها غضباً وشعرت بجُمرة من النار تمُر فوق رأسها لتقول : وقفني على جنب ، مش هتاخد مني مليم !
إنحنى السائق على الطريق يساراً ف إرتطم رأس جولييت في الزجاج وشعرت بالألم لتصرُخ به قائلة : حقير مُنحط !
ضحك السائق بإستفزاز بتنزل جولييت من السيارة وهي تشعُر بالألم في قدميها ورأسها
إحتضنت حقيبتها وهي تسير بهدوء في الشوارع حتى لا تُلفت نظر أحد المارة غريبي الأطوار في ذلك الوقت المُتأخر .. نصف ساعة سيراً على الأقدام حتى وصلت مُنهكة وهامدة إلى مصعد البناية
وصلت أخيراً لباب شقتها وهي تضع المُفتاح في المقبض ، أدارته ودخلت إلى الشقة وهي تقول بتعب وألم : ليلى ، أنا جيت وميتة من الجوع عملتي صدور الدجاج ؟

 

 

لم تُجيبها شقيقتها ف سارت جولييت إلى المطبخ بإرهاق ووجدت عدة أكواب وصحن من الفاكهة المأكولة مُلقيين بإهمال داخل الحوض ، بحثت على الموقد عن الطعام لم تجد شيئاً
فتحت الثلاجة لتجد صحن الدجاج المُتبل نيء كما هو ، أغلقت جولييت باب الثلاجة بغضب وهي تشعُر بالحنق .. دخلت غُرفة شقيقتها ليلى لتجدها نائمة ، سحبت جولييت الغطاء من فوق جسدها لتقول بمرارة : يعني أنا واقفة على رجلي كذا ساعة ببيع وبستحمل قلة ذوق الناس وفوق كدا تبلت الدجاج قبل ما أمشي يعني يادوب هتطبخيه ! ومش هاين عليكِ تغسلي المواعين مطرحك إنتِ مش عايزة تشيلي مسؤولية حاجة لييه ! أنا تعبانة وطلعان عيني حسي بيا !!
سحبت ليلى الغطاء لتقول بصُراخ في وجه شقيقتها الأكبر منها : هو إنتِ هتعايريني عشان بتصرفي عليا بعد موت بابا وماما ! هو أنا أجبرتك ؟ ومحدش بيصحي حد بالطريقة دي إخرجي من أوضتي وإقفلي الباب !!
شعرت جولييت أنها على وشك الإنهيار ولم تعُد قادرة على المُشاجرة مع أحد ف خرجت بهدوء من غُرفة ليلى وجلست على الأريكة وهي تقوم بخلع حذاؤها ، قدميها كانوا حمراوين للغاية من شدة الألم ولكنها تجاهلته وإرتدت ملابسها المنزلية ووقفت على الحوض تغسل تلك الأطباق المُتسخة بفِعل شقيقتها ليلى
ما أن إنتهت حتى وقفت تحت المياه الفاترة لتأخُذ حماماً دافئاً بعد تلك الليلة القاسية
* داخل أحد الشوارع المُتقطعة في العاصمة
كان سائق الأُجرة يُدخن سيجاراً ومازال يستمع لموسيقاه الصاخبة ، وبينما هو يقود سيارته بذات الرعونة أوقف سيارته عمداً عندما رأى رجُلاً يقف في مُنتصف الطريق واضعاً يده في جيب بنطاله ، مُرتدياً قُبعته السوداء ، لا يتحرك
أخرج السائق رأسه من النافذة وهو يصرُخ بصوت مُرتفع قائلاً : إنت مجنون أنا كُنت هخبطك ! إتحرك من قُدام عربيتي يا غبي
لكن الرجُل لم يتحرك ، سوا للأمام ! كان كلما يقترب من السيارة كُلما يكبر ظله على الحائط المُمتليء بعبارات عن الحُب والحُرية ، أدخل السائق رأسه عندما شعر أن هُناك شيئاً ما خاطيء ، حاول أن يُدير سيارته ولكنه فشل !
تغير صوت المُسجل المُهتريء الخاص بسيارته لأُغنية قديمة تتحدث عن رأس السنة الخاصة بإحتفالات الولايات المُتحدة
إتسعت عينا السائق وهو ينظُر أمامه وحوله برُعب .. قبل أن يُفتح بابه بواسطة جبريل ، سحبه جبريل إلى خارج السيارة وهو يُمسك برأسه ويضربها مراراً وتكراراً في الزُجاج الأمامي بقسوة حتى إنكسر الزُجاج .. كان السائق يصرُخ ويستغيث حتى تركه جبريل غارقاً في دماؤه لكنه مازال حي
نظر له جبريل بتعالي وقال : عشان متفكرش تمد إيدك على حاجة تخُصني
سار بحذاؤه اللامع فوق جسد الرجل حتى وصل لسيارتهُ ، جلس على مقعد السائق وهو يُمسك بالسيجار المُستند على طرف المقعد ومازل مُشتعل ، إستنشق منه نفس طويل ثُم زفره لتمتليء السيارة بالدُخان ، كور جبريل يده وهو يُحطم بها المُسجل المُهتريء
نزل من السيارة ثُم قام بصفع الباب بقسوة وهو لا يزال ينظُر للسائق المُلقى أرضاً ويقول : صوت الموسيقى مضايقني ، لو مش عاجبك متدخُلش بعربيتك لأماكن أنا بمشي فيها
ثم إتسعت عينا جبريل بغضب وهو يقول : مفهوم !
حرك السائق رأسه يميناً ويساراً بخوف حتى إبتعد جبريل وهو يُخاطب السائق بصوت واضح نوعاً ما : هتبقى كويس لو روحت في خلال ساعة للمشفى القريب ، دا كان درس ليك تحترم أي شيء يخُصني ..
كان جبريل يفعل ذات الشيء مع سارة ، من يُضايقها أو يتسبب في أذيتها سيكون يومه أسوأ من يومها ، لكن مُنذ أن تزوجت ، وأصبح جبريل يتسلم القنينة من جولييت .. أصبحت جولييت هي شُغله الشاغل ، سيُغادر جزيرته المعزولة فقط عندما يشعُر أنها ليست على ما يُرام
* داخل شقة جولييت
إنتهت من حمامها الدافيء وهي تقف في مُنتصف غُرفتها بملابسها الداخلية ، تبحث داخل خزانتها عن ملابس فضفاضة مٌريحة حتى تستطيع النوم
بفضل السائل الممزوج داخل القنينة ، كان جبريل مُختفياً .. هي لا تراه ولكنه يراها ، السائل يجعله خفي عن غيره .. يراهم ولكن لا يروه ،( ويفعل أشياء أخرى أكثر أهمية ستعرفونها فيما بعد )
وقف جبريل في رُكن الغُرفة الخاصة بجولييت وهو ينظر لجسدها المُبتل بقطرات ماء تنسدل على جلدها الناعم ، ويُزين خصرها وكتفيها قطعتين من قُماش الحرير باللون الأسود يُزيدان جسدها جمالاً
أغلقت خزانتها بعدما وجدت جلباب قصير إرتدته وتمددت على فراشها وهي مُحتضنه وسادتها وكانت تبكي ، تمدد جبريل خلفها على الفراش وهي لا تشعُر به ، ثُم عانقها وملامح وجهه حزينة للغاية ويقول بصوت هي لا تسمعه : إنتِ صديقتي مُستحيل حد يأذيكِ .. حتى لو كُنت أنا
شعرت جولييت بسخونة جسدها ف إعتدلت على الفراش وهو بجانبها ينظر لها بحُزن لإنها تبكي

يتبع ..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ملاك بأخلاق سيئة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *