روايات

رواية أولاد الجبالي الفصل الرابع 4 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الفصل الرابع 4 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي البارت الرابع

رواية أولاد الجبالي الجزء الرابع

رواية أولاد الجبالي
رواية أولاد الجبالي

رواية أولاد الجبالي الحلقة الرابعة

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
أمام ظلم القريب أقف عاجزًا، لا أدري هل أصفح وأسامح وأجعل الأيام الخالية تشفع لهم وأبقى على حزني الذي ذبح صدري، أم أدعو الله تعالى أن ينصرني على من ظلمني ولا أدري إن كنت سأتحمل رؤيتهم يجابهون عاقبة ظلمهم
&&&&
ولج اسماعيل والد إلهام إلى مسكنه فوجد زوجته حكمت تخنق ابنته بيديها والأخيرة تكاد تلفظ أنفاسها .
ففزع وصرخ بكل قوته مردفا … عتعملى ايه يا بت المركوب ، اتچنتى عاد !!
عتموتك بتك الحيلة اللى مطلعناش من الدنيا بغيرها .
ثم أمسك يديها ودفعها عن إلهام ، لتسقط الهام أرضا تحاول أن تلتقط أنفاسها بصعوبة بالغة .
لتبدء فى وصلة بكاء هيستيرى مجددا مرددة بنحيب …كنت سبتها يا بوى ، الموت عندى أهون من اللى انا شوفته .
وكيف ععيش أكده بين الناس ؟
طالعها إسماعيل بصدمة من حديثها ، ثم انتقل ببصره نحو حكمت التى افترشت الأرض وأخذت تندب وتضع التراب على رأسها .
فأدرك إسماعيل ما حدث ، وتجمعت العبرات فى عينيه وأخذ يحرك رأسه نافيا بعدم تصديق …اوعوا تجولوا اللى بفكر فيه ده حوصل .
فصرخت حكمت …اه حوصل يا خويا وشوف كيف بجا عتصرف فى المصيبة دى عاد ، قبل ما حد يعرف وتبجا سيرتنا على كل لسان .
ثارت الدماء فى عروق اسماعيل وتقدم من الهام وصفعها بقوة مردفا بهدر ….كيف ده حوصل ومين عملها ؟
جوليلى وانا أچيبه إهنه وأجطع رأسه جدامك .
صرخت إلهام ..مش عتجدر عليه يا بوى ، ده ميجدرش عليه غير ربنا بس .
إسماعيل بذهول ..ليه مين ده يا بتى؟
فشردت إلهام قليلا فيما حدث قبل ان تجيبه ..
حيث كانت تتضاحك هى ومحفوظ فى حديقة القصر .
وطالعها محفوظ بعين مليئة بالحب مردفا …وبعدين فى عيونك الحلوة دى يا بت ، خلاص جلبى مش متحمل عاد .
ونفسى دلوك جبل بكرة أكتب عليكى ونتلم فى عشنا بجا وساعتها مش هرحمك يا جلب محفوظ وعطلع الجلع ده كله عليكى .
عشان مش عايزة حتى تصبرينى ولو بقطمة مسكرة من شفايفك اللى كيف العنب الأحمر دى يا بت .
افترشت إلهام بنظرها الأرض مردفة بخجل …وبعدين معاك بجا يا محفوظ ، مش جولتلك بلاش الكلام ده .
وخليه لما أدخل داركم ، عشان عتكسف جوى وحاسه خدودى عتطلع نار .
تنهد محفوظ بحرارة .. اه من خدودك اللى كيف التفاح دى .
وبينما محفوظ يغازل خطيبته إلهام ، كانت هناك عين تراقبهم .
وتتطلع إلى إلهام من رأسها إلى مخمص قدميها بإشتهاء .
وستكون سبب فى تدمير حياتهم .
……………….
زفر باسم بضيق بعد أن حدث براء كثيرا فى تلك المصيبة التى سيقعوا بها بسبب ظلم والدهم ولكنه وجده شاردا لا يكاد يستمع إلى كلماته ولا يجيبه بشىء يثلج صدره .
فصاح بصوت عالى …براء ، ايه ، مش سامعنى عاد جولت ايه !
وسرحان إكده ، ده بدل ما تركز معايا ونشوف هنعمل ايه فى المصيبة دى ؟
تنهد براء بغصة مريرة مردفا بخفوت …عايزنى أجول ايه يا خوى .
انا هتجطع من چوايا ،هموت والله من القهرة .
كيف يعنى أبعد عن روحى وأچوز وحدة كيف أختى !!
وفى نفس الوجت خايف أبوك يعملها مهو جادر ويخلص عليها لو رفضت أچوز زاد .
انا بين نارين يا خوى ومش خابر اعمل ايه .؟
بس اكيد لو هختار ، هختار انى أحافظ على حياتها هى وأموت انا من غيرها أحسن منا كده كده هموت لو چرالها حاچة .
دمعت عيني باسم وربت على كتفه بحنو قائلا …جد إكده عتحبها يا ولد ابوى ؟
أطلق براء زفيرا حارا وتابع …ما انت مجرب الحب وخابر ناره يا خوى .
فتنهد باسم بألم مردفا ….ايه يا خوى خابر .
بس يعنى معنى كلامك ده ، إنه مفيش فايدة .
وأبوك حكم علينا بالموت واحنا لسه عايشين .
ثم نكس رأسه هامسا بغصة مريرة …يعنى إكده خلاص ملك راحت منى ، وكلامها طلع صوح ، أننا مننفعش لبعض .
فأمسك براء بيده قائلا بحنو …وكيلك ربنا يا اخوى ، وسبها على الله وجول بس يارب أربط على جلوبنا الحزينة دى وربنا يجازى اللى كان السبب .
زفر باسم تنهيدة منكسرة …عنديك حق ، ربنا يسامحك يا بوى .
ثم ودع كل منهما الأخر ليذهب إلى عمله .
…………
فى بيت حمدان ابن عم منصور الچبالى .
طالع حمدان ولده جابر بنفور قائلا …انت يا طور ، هتفضل إكده ولا شغلة ولا مشغلة غير الكُتاب اللى هتعمله فى المندرة للعيال وعيصدعونى من صوتهم العالى .
وهتاكل كمان معاهم ولا تعبرنى انا ومرت ابوك وأخواتك ولا كأنك تعرفنا يا واكل ناسك .
وانت مفروض أول فرحتى وجولت أول ما نضرتك انك هتكون عزوتى وناسى ومعرفش انك عتكون خيبتى وجلة حيلتى .
ده اخوك أصغر منيك وشايل الشغل كلاته فوج دماغه .
فطالعه جابر بنظرة لوم وعتاب مردفا بخفوت …انت خابر ليه يا بوى ؟
فنهره حمدان بغلظة ….تانى عتجولى حلال وحرام ، وهتهلفط بالكلام اللى ملهوش عازة ده .
ثم حاول أن يتلطف معه فى الحديث فأقترب منه وربت على كتفه بحنو مردفا …يا ولدى سيبك من الحديت الماسخ ده .
ومتجولش حرام ، لانى تعبت فيه جوى من سنين طويلة .
عشان أعملكم مجام فى البلد والكل يهابكم زى عيال واد عمى منصور .
يا ولدى احنا فى زمن اللى معهوش جرش هيداس تحت الجدم ، لكن اللى معاه الناس هتحترمه وتجدره .
جابر ….ماشى مجولتش المال عفش لكن كيف بالنصب والنهب وظلم عباد الله إكده !!
هتجول ايه لربنا يوم الحساب يا بوى ؟
برر حمدان ما يفعله بقوله ……انا مهغصبش على حد ، انا بالعكس هشغل الناس وافتح بيوت كتيرة ، يعنى عجول لربنا كنت عايز اعمل خير .
فحرك جابر رأسه بسخرية مردفا …عتجول خير يا بوى !
وانت عتشغلهم كيف العبيد وعتحملهم فوج طاقتهم وعتاكل عرقهم وعتجف مع الظالم منصور واد عمك فى كل مصيبة يعملها .
فصاح حمدان بإنفعال …..لا إكده مفيش فايدة منيك ، طالع فجرى تمام زى جدك ، كان إكده زيك رأسه ناشفه .
وانا اللى جولت لما أحرمك من العلام ، وتشتغل معايا من صغرك هتطلع راچل .
طلعت خايب زيادة ، ياريتك حتى طلعت كيف عيال منصور متعلمين .
طالعه جابر بحزن مردفا …اللى حوصل يا بوى ، وكفاية عليا انى حفظت كتاب الله وهعلمه العيال .
مش عايز حاچة تانية.
ليصدمه حمدان بقوله …لا خلاص معدتش تعمل إكده تانى ، انا بجولك أهو من النهاردة عشان تعرف مجامك .
جابر بصدمة …عتمنعنى اياك ، ليه إكده يا بوى ؟
دى دى الحاچة الوحيدة اللى مصبرانى على حالنا .
حمدان …عشان يا فالح ، منصور بيه واد عمى ذات نفسه .
تصور عايز يچوزك لبته بانة ، مش عارف كيف أختارك انت ؟
ومخترش جاسر أخوك عشان متعلم وهيفهم عنك واختارك انت يا طور .
تبدلت تعابير وجه جابر من الصدمة وانتفضت جوارحه مردفا …معجولة دى ، انا أچوز بانة !!
حمدان ساخرا …..تصور !!.
وهو لو يعرف اللى عتجوله أو عتمله فى تحفيظ العيال مكنش جال إكده .
هو عيحسبك البكرى بتاعى ودراعى اليمين ، ميعرفش الخيبة التجيلة إلى انا فيها .
طالعه جابر بذهول بجسد متصلب مع ضربات قلب عنيفة .
شاردا فى تلك الزهرة الوردية التى يلمحها كل فترة تخطو أمامه دون أن تلاحظه ، وكم تمنى فقط أن تلقى عليه السلام ليسمع صوتها .
فقد امتلكت عقله وقلبه منذ الصغر ، واحتفظ بحبها داخل قلبه ولم يحاول أن يظهره ابدا ، لانه يعلم أن هذا حب مستحيل أن يخرج للنور فهى بنت منصور الجبالى وتدرس فى الجامعة بينما هو بالكاد يعرف يقرء ويكتب .
ولا يرتدى سوى جلبابه الصعيدى بينما هى تردى أحدث الماركات .
لذا يشعر بالدونية بجانبها ويعلم أنها من المستحيل أن تنظر لمثله ، فهو لا يستحقها بل يستحقها شخص فى مستواها الاجتماعى والتعليمى .
فكيف إذا سيتم هذا الزواج ، هل هى تحبه مثلما هو يعشقها ، أم
هى فقط رغبة ابيها .
اذا يجب عليه أن يعلم ، حتى لا يتعرض للإنكسار إن كان زواجه منها بالإقهار .
ليخرج من شروده على قول أبيه الغاضب …اهو ما هخدش منيك لا حق ولا باطل وسكت اهو كيف الطور .
وانت عحسبك هتفرح وتجول يا ابوى هشتغل معاك عشان تفرح حماك ومرتك برجولتك .
لكن خايب بردك ولو عرفك إكده مش هيتمم الچوازة دى .
تنهد جابر بقلة حيلة مردفا …كل شىء نصيب يا بوى ، ولى فيه الخير يجدمه ربنا .
…………
اتصل أحدهم بقمر ( وهو شاب يُدعى حمدى ، أحد رجال حمدان الجبالى وهو إنسان مرواغ يدس السم فى العسل ويتلاعب بها كما هى تتلاعب بـ براء )
فابتسم ثغرها بفرحة ودق قلبها بعنف فاستجابت …الووو يا حب .
حمدى مبتسما …..كيفك يا ست البنتة فى الكفر كله ، بس كفر ايه ؟
ده العالم كله مفيش فى حلاوتك يا قمر .
ضحكت قمر بدلال مردفة …اه جول جول وكل بعجلى حلاوة .
حمدى …كيف تجولى إكده ، أنتِ خابرة زين إنى عموت فيكى يا بت وعحبك جوى .
قمر ..بس اللى اعرفه ان لما حد عيحب حد عيغير عليه جوى يا حمدى .
مش كل شوية تجولى كلمى المقدم وشوفيه واللى زاد وغطى عايزنى أچوزه .
كيف ده وعتجول عتحبنى وعايزنى أچوز غيرك !!
انا اعرف اللى يحب حد يچوزه .
رواغها حمدى بقوله …..تصدقى بالله ، اه اكيد هتصدجى .
انا عتقطع لما تكلميه ويجولك عحبك وإكده ، ومش خابر كيف كمان عجدر يچوزك ويلمسك يا بت .
حاسس انى ممكن هموت فيها .
خشيت عليه قمر فأردفت بخوف…..بعد الشر عليكى يا جلب قمر .
ابتسم حمدى بقوله ….عتحبينى جوى جوى كده يا قمر ؟
تنهدت قمر بحب …واكتر يا حمدى .
ده انا من ضمن الرچالة الكتير اللى عيتمنوا ضفرى ، جلبى مدقش غير ليك انت وبس .
حمدى …..يارب يخليكى ليا وانا كمان معحبش غيرك يا جلبى .
وان كنت عجولك إكده ، مش علشان مش بغير ، لا بغير ويغير كمان .
بس عشان اللى وراه ولى جدامه يا بت ، وأنتِ خابره إنى على باب الله ولسه فى أول الطريق ، مع أبوه الظالم اللى هيلهف الكتير ويدينا احنا هلافيت .
وانا ميرضنيش أعيشك فى الفقر كده ، أنتِ باللنسبالى ملكة ولازم أعيشك ملكة .
ابتسمت قمر مردفة …..الله على كلامك الحلو يا جلب قمر من چوه .
حمدى …طيب شهلى إكده وخليه ينجز ويچوزك عشان نشوف كيف هنلهف منا اللى نجدر نعيش انا وأنتِ بيه .
قمر …ماشى يا جلبى ، لما نشوف عاد أخرتها.
حمدى …اخرتها نغنغة وحب ودلال يا قمرى .
ثم أغلقت معه الخط لتحدث براء.
الذى انتفض عندما رأى اسمها ينير الشاشة ، فوضع يده على قلبه متألما مردفا بحنق …ااااه يا وجع جلبى .
اعمل ايه عاد ؟
انا حاسس انى مخنوج جوى .
اجولها ايه دلوك ، بعد ما خلاص ابوى قضى على اخر بصيص للنور انى أوصلها .
ليه بس إكده يا بوى ، بس ابوى ايه بس ، ده انا عمرى ما حسيت منه بحنية زى باقى الأبهات .
وهخاف منيه كأنى شغال عنديه مش ابنه واصل .
ظلت قمر تعاود الأتصال به مرارا وتكرارا فلم تجد منه اجابة ، فألقت الهاتف بغضب على الفراش .
وهى تعلنه وتسبه قائلة بحدة …إكده يا ابن الجبالى ، متعبرنيش انا قمر ، لا والله .
مش قمر اللى يتعمل فيها إكده .
وبكرة أحاسبك على الحركة دى كويس
ولا هعبرك بعد إكده .
ثم وهى تتوعده اتى لها اشعار بوصول رسالة ، فابتسمت ربما من حمدى ولكن حين التقطت هاتفها وجدت أنها من براء يقول فيها .
( حبيبة القلب والروح ، يشهد الله انى أحببتك اكثر من نفسى وكم تمنيت أن تكونى لى الزوجة والحبيبة وكل ما أملك ولكن رغما عنى ومن أجلك أيضا لن أستطيع أن أواصل معكى علاقة لا نهاية لها ، لذا سأتتركك لمن هو أفضل منى ، لانى قد غصبت من الزواج من ابنة عمتى
فسامحينى يا أغلى من عمرى) .
تفاجئت قمر بما قرئت ومن الصدمة شعرت بدوار مفاجىء وأمسكت برأسها وحاولت الأتزان ولكنها لم تستطع فألقت بنفسها على المقعد الوثير الذى من ورائها مردفة…يعنى إيه الكلام ده ؟
يعنى كده كل أحلامى ضاعت وإكده مش هعرف أچوز حمدى .
وعيجولى أچوزك كيف ومحلتنيش حاچة .
اعمل ايه دلوك ؟
لتجد اتصالا من حمدى مرة أخرى ليعلم ما فعلت مع براء ؟
ارتجفت قمر مردفة بذعر …عجوله ايه دلوك وهتصرف كيف بعد ما المخفى ابن الجبالى غدر بيه ؟
بس لازم يعرف بردك يمكن يتصرف بأى طريجة عشان نچوز.
فاستجابت له مردفة بحزن …ايه يا حمدى ؟
تعجب حمدى من نغمة صوتها الحزينة فأردف بقلق …مالك يا بت ، عتكلمى من غير نفس ليه إكده ؟
حوصل حاچة ؟
قمر …ايه حوصل ، ابن الچبالى أبوه هيچوزه غصب عنيه وهيهملنى يا حمدى .
وبكده انت كمان يا حمدى هتهملنى !.
عشان الفلوس .
عيجيلك جلب تسيب قمر اللى عتعشجك وتتمنى رضاك ولو لفيت الدنيا كلاتها مش عتلاجى حد يحبك جديها .
حدث حمدى نفسه .. يا وش الفقر انتِ ، ده أنا أسيب ابوى وامى مش حُرمة لا طلعت ولا نزلت .
بس العمل كيف كده ، هى عتجول عيحبها جوى ، اماااال كيف هيچوز غيرها ؟
ثم خطر على باله فكرة شيطانية وهى أن يتزوجها براء سرا بدون علم اى أحد ، ثم تبدء هى فى تهديده بالإفصاح عن الزواج إن لم يعطيها ما تريد من أموال .
فتأخذ منه كل ما تريد هكذا دون أن يرفض .
لذا أردف قائلا لها …لا طبعا مجدرش أهملك يا حب .
ده أنتِ حياتى يا بت .
تهلل وجه قمر فرحا ثم أردفت بقولها …يعنى هتيچى تتجدم لـ ابوى ومش مهم الفلوس يا حمدى .
حتى ندخل بإى حاچة وبعد إكده ربنا يكرمك وتشتغل وتجيب كل اللى نفسك فيه .
فضحك حمدى بسخرية مردفا …أنتِ طيبة جوى يا قمر .
وانا جولتلك جبل سابج ، انى هچوزك ، بس لما يبجا معايا جرشين حلوين الاول .
سئلته قمر بحيرة فى أمره …..طيب كيف يعنى بعد ما خلاص ، ابن الچبالى هيچوز ؟
تنفس حمدى بهدوء مردفا ….عجولك انا .
تتچوزوا فى السر فى كفر تانى خالص بعيد ولا مين شاف ولا مين درى .
وكل شوية عتسحبى منه جرشنات ودهبات وهو مش هيرفض عشان متفضحيش سره جدام أبوه .
شهقت قمر وضربت على صدرها مردفة بذهول …فى السر كيف ده ؟
واهلى عجولهم ايه ورايحة وين ؟
حمدى بتروى ….إهدى إكده يا قمر .
وعادى يعنى ممكن تجولى هشتغل عشان تساعدى أبوكى .
وتتجابلوا وبعدين تعاودى وكأنك راجعة من الشغل .
ترددت قمر وارتبكت لتقول …بالساهل اياك إكده !
لا صعب جوى وكيف اصلا أجوله نتچوز فى السر .
عيجول عليا سهلة جوى .
حمدى …لع ما انتِ عاد مش عتجولليله بالمفتشر إكده .
عتجوليلى كلمتين حلوين ، مجدرش أعيش من غيرك وهموت نفسى لو مكنتش ليك .
ومستعدة حتى تچوزنى على مرتك ، المهم أكون معاك .
فساعتها هو عيجول من نفسه إكده ، من غير ما تجولى .
ترددت قمر فى البداية ولكنها وافقته بقولها ….ولو انى جلجانة من الموضوع ده ، بس ماشى هحاول وأشوف عشان خوطرك يا جلبى .
..
لتتفاجىء بأختها ملك تقتحم عليها الغرفة ،وتندفع إلى فراشها تبكى بغصة مريرة حيث أرتفع صوت بكائها بنحيب .
فقالت بخفوت …طيب إجفل دلوك ونتحدت وجت تانى .
لتسرع بعدها إلى اختها ملك مردفة بقلق…ايه يا بت ابوى ؟
ليه عتبكى إكده ، حد حوصله حاچة ، ولا حاد مات من العيلة الفقر بتاعتنا دى ..
ملك بقهر …هملينى عاد لحالى يا قمر ، عشان انتِ شكلك معتحسيش ، ومش باين عليكى زعل ولا حزن .
ولا اعرف مع مين كنتى هتتودودى فى التلفون .
مش عارفة كيف أنتِ جلب واحد ولا كام جلب عتحبى بيهم يا شيخة ..
ضيقت قمر عينيها ، ورسمت على ثغرها ابتسامة سخرية ، بعد أن أدركت ما ترمى إليه اختها ، فعلى ما يبدوا أنها قد نالت هى الأخرى رسالة من حبيب القلب بتركها من أجل الزواج بأخرى مثل ما فعل أخيه براء ..
فابتسمت بشماتة مردفة بتعنت …وعتبكى ليه دلوك يا بت ابوى ؟
مش ده كنتى اللى عتنكرى انك مش عتحبيه ولا تفكرى فيه ، وخابرة زين انه مش عينفع يتجدملك .
عشان هو ابن الچبالى وأنتِ بت سواق القطر .
يبقا خلاص عاد ملوش لازمة البكى على اللى راح ، وسيبك منيه ، وبصى لحالك وشوفيلك واحد من حالك .
مجفل زييكى إكده وتليجوا على بعض .
نظرت لها ملك بقهر لأنها من المفترض أقرب الناس إليها ، وكان يجب أن تُلملم شتاتها لا أن تكسرها أكثر من ذلك .
ولكنها رغم ذلك تذكرت كلام رسول الله لعله يهون عليها إنكسارها .
وهى قوله: (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين، وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهّمني أو إلى عدوٍ ملكته أمري، إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو تحل عليّ سخطك لك العقبى حتى ترضى لا حول ولا قوة إلا بك ).
وظلت تردده حتى اغشى عليها وذهبت فى نوم عميق .
قمر بسخرية …مچنونة عتبكى وعتنام معرفش كيف ده .
بس يلا تريحنى من دوشتها .
هاجمت ملك أثناء نومها الأحلام ، فرأت باسم فى منامها يرتدى بذلة بيضاء على جانبى أحد الأنهار وهى على الجانب من النهر .
ينادى عليها ….ملك تعالى إهنه انا مستنيكى يا جلبى .
ملك …كيف بس يا باسم ، انت مش شايف النهر ، ومفيش حاجة تعدينى ليك .
باسم …لا عتعدى وعتوصلى ، بس مركبك هو الصبر .
……………
شردت زاد فى براء وكيف لها أن تتزوجه وهى تعلم مؤكدا إنه يحب غيرها .
فطالعتها زهيرة بشفقة بعد أن أدركت ما تفكر به ، ثم اقتربت منها ووضعت يدها بحنو على كتفها .
فهى الوحيدة التى تعلم مكنون صدر زاد وحبها لبراء دون أن تحدثها.
من نظرة عينيها وحديثها عنه بأستمرار واهتمامها بما يحب ويكره منذ الصغر ، فتمنتها بالفعل زوجة له .
ولكن لم تريد أن تفاتحه بالأمر حتى يطلبها هو بنفسه .
ولكنها صدمت عندما علمت بتعلقه بأخرى ، فصمتت وسلمت الأمر لله ، لأنها تعلم أن لا سلطان على القلوب
ولكن يشاء الله أن تكون زوجة له بقدر الله .
زهيرة بحنو …ايه يا بنتى ،مالك ؟
مش عجبك براء أنتِ كمان ومغصوبة عليه ؟
ده ابن خالك يعنى لحمك ودمك وأنتِ عرفاه زين وفهماه ، يعنى جوازكم هيكون خير يا بنتى .
فليه شاردة إكده وزعلانة؟
ثم تابعت بمكر …..
ولا تكونى عتحبى المقدم صلاح اللى اتجدملك ده ، وريداه ؟
فأردفت زاد بالنفى سريعا …لا لا عحبوهوشى ، صلاح ده واصل .
وان كنت وفجت عشان خاطر بس براء ، عشان خاطره غالى عليه .
فابتسمت زهيرة مردفة …خاطره بس اللى غالى عليكى يا زاد ؟
فافترشت زاد بنظرها الأرض واردفت بتلعثم ..يا مرت خالى ، براء عزيز عليا ، احنا متربين عاد سوا .
بس عيصعب عليا أنه معيزنيش ، عشان إكده ، مش جابلة أنه يچوزنى غصب عنيه .
ترضيها. عليه دى يا مرت خال ؟
زهيرة …عجولك حاچة يا بتى ، الچواز ده جسمة ونصيب .
ولو حتى فى الاول عقله عيجوله دى كيف اختى ومفيش حب وعيفكر فى غيرك .
لكن انا خابرة زين لما يتجفل عليكوا باب واحد ويشوف عاد جمالك وعشرتك الحلوة.
عينسى نفسه وعيحبك من أول وچديد وعينسى البت إلى. عيحبها دى .
بس خليكى أنتِ شاطرة إكده ،واعرفى كيف تكسبيه يا بتى .
زفرت زاد بضيق مردفة ….بس انا عندى كرامة يا مرت خال .
فصعب عليا إكده جوى .
زهيرة …معلش يا بتى ، وانا بردك خابرة براء زين .
يعنى حتى لو أچوزك وهو مش رايدك عمره ما هيظلمك ولا يجرحك يا بتى.
فمعلش هونى على نفسك وجولى يارب وهو عيسيرها كيف ما يريد .
دعت زاد من قلبها …يارب ، ملناش غيره .
………..
فى بيت ناهد تلك الفتاة التى اغتالت برائتها وماتت على يد الظالم منصور الجبالى.
تجد أبيها المكلوم يفترش الأرض حزنا ويضع يده على رأسه ، ينعى ابنته التى ماتت وهى مازالت فى عمر الزهور .
إسماعيل ببكاء….يا عينى عليكى يا بتى ، رحتى بدرى بدرى .
منه لله اللى كان السبب ، اه لو أعرفه ، عكتله بيدى دى .
منه لله جرسنا بين الخرج وكل واحد عمال يجول كلمة اكده واكده .
أنها كانت عتعرف حد وعتحبه وعمل فيها إكده .
حسبى الله ونعم الوكيل فيهم
ناس معيسبوش حد فى حاله .
ثم زاد نجيبه ردفا مرددا ….الله يرحمك يا بتى .
وبينما هو كذلك إذ تنظر له ابنته الكبرى ، بعين يملؤها الشر والتوعد لمن فعل بأختها ذلك وأقسمت عندما تعلم من هو ، أن تذيقه الموت حتى يتمناه ولا يجده .
وهى الابنة الكبرى لأسماعيل وتُدعى ( نهلة ) وتفوق ناهد جمالا وهى أيضا تعمل فى قصر أحد الأعيان ولكنهم يعاملوها مثل ابنتهم .
فجلست نهلة تتذكر ذكرياتها مع أختها الأصغر وحديثهما وضحكاتهما ليلا .
ثم تذكرت قول أختها عندما جاءت لها فى ليلة من الليالى خائفة .
فلاش بااااك .
نهلة .. مالك يا بت چاية من الشغل وشك أصفر إكده ، وهتتلوى كيف الحية ؟
ناهد بإرتباك …غتينى يا خية ، انا خايفة جوى جوى .
نهلة بذعر…من ايه يا بت ، شوفتى ديب فى الطريج ولا ايه ؟
ناهد بخوف ….لع ، بس خايفة جوى من سيدى منصور ، كل ما يطللعلى أخاف منيه جوى .
نهلة بداعبة …ليه يا بت هو شكله يخوف إكده جوى ؟
ناهد …مش الجصد يا بت ، هو شكله اه عفش ، بس ده اللى عيخوفنى منيه يا بت ابوى .
نهلة ….امال ايه عاد اتحدتتى وجولى ، ماله الراجل ده .؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي)

اترك رد