روايات

رواية مذكرات حبيبة 2 الفصل الخامس 5 بقلم عادل عبدالله

رواية مذكرات حبيبة 2 الفصل الخامس 5 بقلم عادل عبدالله

رواية مذكرات حبيبة 2 البارت الخامس

رواية مذكرات حبيبة 2 الجزء الخامس

رواية مذكرات حبيبة 2 الحلقة الخامسة

: مالك يا حبيبة ؟ مستغربة كده ليه ؟
: علشان عمري ما تخيلت ان شريف الانسان المتعلم المثقف والحبيب الحنين والرومانسي وكل المشاعر والاحاسيس الجميلة اللي عندك دي وتكون تاجر مخدرات !!!!!
: وفيها اي يا حبيبة ؟؟ من ناحية التعليم والثقافة انا اتحدي اي حد قارئ ومثقف انه يحاورني في اي موضوع ، انا قرأت كتب لأكبر الكتاب في العالم في كل المجالات واكبر كتاب مش بياخد في ايدي اكتر من ٣ او ٤ أيام بالكتير ، أما بالنسبة للحب والاحاسيس والمشاعر انتي بنفسك تقدري تحكمي عليها !!
: بصراحة انا صدقت كل حبك ومشاعرك وحنيتك معايا وافتكرتها حقيقية يا شريف .
: ومين قالك انها كذب ومش حقيقية ؟؟؟!
: ازاي تبقي تاجر مخدرات وبتموت الناس وبتدمرهم وازاي يكون في قلبك مكان للحب والمشاعر !!!
: وانتي فاكرة ان تاجر المخدرات ده مفيش عنده احساس ولا بيحب ؟؟ لا يا حبيبة انتي غلطانة انا كل حاجة شوفتيها معايا وكل احساس ليا كان معاكي حقيقي مليون في المية ، والدليل انك عايشة معايا من شهور ومش شوفتي مني اي تلاعب بيكي او بمشاعرك رغم انك ضعيفة وكنت ممكن اعمل فيكي اي حاجة لكن انا مش انتهزت ده ابدا بالعكس عملت معاكي كل حاجة طلبتيها او حلمتي بيها وحتي اللي مش حلمتي بيه ، بعد ده كله بتشكي في حبي ومشاعري ليكي ؟!!!!
مرت قدامي صور كل المواقف اللي في حياتي ابتداء من اغتصاب جمال ليا ليلة الدخلة واهانته المستمرة و افتراء امه بعدها ثم اغتصاب اخوه دياب ليا بلا رحمة وموقف امه لما قولتلها ثم مواقف شريف معايا وازاي وقف جنبي وسندني ووقف معايا واتجوزني ومش ضحك عليا ولا استغل ضعفي !!!
مسكت ايد شريف وبوستها من شدة حبي له وقولتله : انا عارفة حبك ليا علشان قلبي اللي حبك هو اللي بيقولي انك صادق في كل كلمة وكل احساس معايا ، انا بحبك اوي يا شريف .
: يعني موقفك مني مش هيتغير بعد اللي عرفتيه يا حبيبة ؟؟
: ابدا مستحيل .
الطيارة وصلت مطار اثينا ونزلنا هناك وانا كنت مندهشة من كل حاجة حولي !! الجو بارد جدا والناس شكلهم غريب عن الناس عندنا .
كلهم لون بشرتهم بيضا اوي وعيونهم كلهم زرقا وشعرهم ناعم واصفر زي الاجانب اللي كنت بشوفهم في التليفزيون !!
خرجنا من المطار ونزلنا في فندق وكان شريف بيتعامل معاهم عادي وكأنه مش اول مرة يزور البلد دي !!
سألته : انت جيت هنا قبل كده يا شريف ؟
: ايوه جيت هنا كتير في شغل قبل كده .
: وانت جاي المرة دي كمان في شغل ؟؟
: لا ، ما انا قولتلك ان المرة دي جاي هربان وانتي جيتي معايا علشان مش ناوي ارجع مصر الا لما اعرف اي اللي هيحصل للراجل بتاعي اللي اتقبض عليه ، وممكن اعيش هنا فترة الله اعلم اذا كان هتبقي طويلة او قصيرة .
: يعني هنعيش هنا يا شريف ؟
: البلد هنا مش عجباكي ولا اي ؟؟
: لسه مش عارفة ، لكن الجو هنا غريب عن عندنا اوي معرفش هعرف اعيش فيه ولا لأ !!
: متخافيش ، مع الوقت هتتعودي علي كل حاجة .
ولما خرجنا من المطار عرفت منه انه عنده بيت في اثينا كان دايما بينزل فيه لما يكون هناك .
كنت عايشة كأني بحلم !!!
معقول شريف الانسان البسيط الرومانسي الحنون يكون تاجر مخدرات كبير بالشكل ده !!
معقول يكون عنده الفلوس دي كلها !!
وقبل ده كله معقول اللي انا عايشة فيه ده دلوقتي !!!
انا كأني بحلم !!!
بعد ما كنت فلاحة بسيطة متعرفش في الدنيا غير حلب الجاموسة وشغل الغيط دلوقتي بسافر كل مكان وروحت اوروبا كمان !!!
بدأت اغير من تفكيري نهائي ، مادام نصيبي أني اتجوز رجل غني بالشكل ده بعد القسوة والظلم والحرمان اللي عيشتهم قبل كده يبقي لازم اعيش حياتي واتمتع بكل حاجة و بكل لحظة فيها .
اول ما دخلت البيت انبهرت بجماله ، البيت شكلة علي نظام فيلا بدورين زي اللي بنشوفها في التليفزيون ، غاية في الروعة والجمال .
لما دخلنا البيت قولت له : ده بيتك يا شريف ؟
ضحك شريف اوي : ايوه بيتي ، مستغربة ليه ؟
: نفسي اعرف ازاي تكون غني كده وعايش حياة بسيطة زي اللي كنت عايشها في مصر ؟!
: علشان حياتي البسيطة اللي شوفتيها في مصر دي هي اللي اتربيت وعيشت فيها طول عمري وهي اللي برتاح فيها .
: يعني يا شريف عايز تقول ان حياتك في المحل والشقة الصغيرة اللي كنت عايش فيها بالنسبالك اجمل واحسن من حياتك هنا مثلا ؟؟؟
: ايوه ، انتي مش مصدقة ؟
: بصراحة لأ .
:عموما هي دي الحقيقة ، يلا بقي علشان جعان وعايز اكل حاجة من ايديكي الحلوين .
ضحكت واتدلعت عليه باسلوب الانثي وقولتله : يعني يبقي حبيبي غني كده ومش عايز يريحني وناكل اكل جاهز او علي الاقل يجيب لي شغالة تقوم بشغل البيت ؟؟
: كلامك يا حبيبة مش مريحني ؟
: ليه يا عيون حبيبة ؟
: علشان انا لو دي الحياة اللي انا عايزها كنت اتجوزت اي واحدة قبل ما اعرفك مهما تكون غنية او جميلة وكنت جيبتلها شغالة و عيشنا زي ما انتي بتقولي كده .
: انت بتعايرني انك اتجوزتني رغم ظروفي ؟
: لا يا قلبي مش قصدي لكن انا بفهمك اني عايز مراتي تكون ست بيت شاطرة و اكل من ايديها مش من ايد طباخة ولا شغالة !!
: يعني انت اتجوزتني يا شريف علشان كنت عايز تتجوز ست بيت شاطرة مش علشان حبيتني .
: لا طبعا انا قولتلك اني حبيتك من اول ما شوفتك لأني شوفت في جمالك وعيونك طيبة كنت بحلم بيها من زمان .
: ماشي يا حبيبي ، قولي بقي يعني انت مش عايز تريحني يا حبيبي ؟
: عايز اريحك طبعا ، وعموما فكرة الاكل الجاهز من المطاعم دي مرفوضة نهائي لأني زهقت من الأكل الجاهز ، لكن هجيبلك شغالة تساعدك هنا في شغل البيت ، ده لو كنا هنقعد هنا كتير .
: ماشي يا شريف اللي تشوفه .
: انتي زعلتي ولا ايه ؟
: لا ابدا انت عارف اني ما دام معاك مستحيل ازعل لكن كان نفسي ارتاح بعد تعب السنين اللي شوفتها قبل كده يا حبيبي .
: طيب انا هجيبلك شغالة تريحك بس بشرط مش هاكل من ايد حد تاني غيرك ، اتفقنا ؟؟
ضحكت واتعلقت في رقبته وقولتله : اتفقنا يا قلبي .
شريف كان قاعد معايا اغلب الوقت تقريبا وكان نادرا لما يخرج من البيت ، ولما سألته عرفت منه ان شغله كله بيخلصه بالتليفونات ومقابلات قليلة جدا .
بدأت أزهق من قعدة البيت وقولتله : انا زهقت يا شريف من قعدة البيت عايزين نخرج ونتفسح ونشوف الدنيا يا حبيبي .
البلد كانت مش كبيرة لدرجة اننا في اسبوع واحد اتفسحنا في كل الاماكن فيها !! لكن كانت اللغة بالنسبالي مشكلة .
انا كنت مش بعرف اتكلم بنفس لغتهم بعكس شريف اللي كان بيتكلم معاهم ببعض الكلمات اللي اتعلمها من تكرار سفره هناك .
مهما خرجت وشوفت اماكن ومناظر جميلة كنت بحس بالغربة .
قولت لشريف اني عايزة اتعلم اللغة دي علشان اعرف اتعامل انا كمان .
وبالفعل شريف بدأ يعلمني كل يوم مجموعة كلمات كنت بحاول اتعامل بها وانزل اجرب استخدمها وانا بشتري حاجات من المحلات .
وفي يوم شوفت شريف كان متضايق اوي سألته : مالك يا حبيبي شكلك متضايق اوي كده ليه ؟
: اتصلوا بيا من مصر وقالولي الواد اللي اتقبض عليه اعترف بكل حاجة واسمي دخل القضية .
: طيب خلاص متزعلش نفسك يا شريف انت خلاص بعيد ، خايف من ايه ؟!
: ازاي يا حبيبة !! ده معني كده اني ممكن يتحكم عليا في القضية دي !!
: انت عايز ترجع هناك تاني ؟
: ايوه طبعا عايز ارجع ، مهما هربت هفضل هربان قد ايه !! شهر ، شهرين او حتي سنة !!! لازم هييجي يوم وارجع خصوصا اننا قاعدين هنا بفيزا سياحة ، يعني لازم ييجي وقت ونمشي من هنا !!
: طيب وهتعمل اي يا شريف ؟
: هقوم محامي يترافع عني في القضية واحاول اشوف اي حد من رجالتي يشيل القضية عني .
: طيب خلاص بقي متزعلش نفسك كده وفرفش بقي ، مش بحب اشوفك زعلان يا حبيبي .
عدت فترة وبدأت اتعود علي الحياة هناك وكنت في اخر شهر من شهور الحمل وعلي وشك الولادة .
واتفاجئت في يوم بشريف جاتله مكالمة من مصر وبعد ما خلصها كان واضح عليه الحزن والتوتر بشكل مبالغ فيه اوي .
سألته : مالك يا شريف ؟ زعلان كده ليه ؟
شريف كان ساكت و مش بيتكلم خالص !!!
: مالك يا شريف اتكلم ، انا كده قلقت اوي !! ايه اللي حصل ؟؟
: مصيبة يا حبيبة ، كارثة .
: يا ساتر يارب ، فيه ايه ؟ اتكلم يا شريف قلبي هيقف .
: المحكمة حكمت عليا بالاعدام .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مذكرات حبيبة 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *