روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثلاثون 30 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل الثلاثون 30 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت الثلاثون

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء الثلاثون

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة الثلاثون

فُتِحَ الباب لتدلف روزي بهدوء وخلفها ليل الذي كان يحمّل صغيره النائم بـ أحضانهِ مغلـ ـقًا الباب خلفه، نظرت روزي حولها وقالت:ايه دا هو إحنا سيبنا النور شغال
عقد ليل ما بين حاجبيه وقال:مش فاكر
توجهت إلى غرفتهما في الداخل بعد أن نـ ـزعت حذا ئها ليترك ليل هاتفه ومفاتيح سيارته ومنزله على سطح الطاولة بهدوء، بينما دلفت روزي إلى غرفتهما لتقف على باب الغرفة تنظر إلى الداخل بصـ ـدمة لترى غرفتهما شبه مد مرة
تحدثت روزي بنبرة عا لية وهي تنظر إلى الغرفة قائلة:لـيـل … لـيـل
أقترب ليل مِنها وهو يقول:في ايه يا روزي
توقف بجانبها ونظر إلى الغرفة معها لتجـ ـحظ عينيه بصـ ـدمة وهو ينظر إلى الداخل قائلًا بصـ ـدمة:ايه دا
أعطاها رائد وهو يتوجه إلى الداخل وينظر إلى خزانته بصـ ـدمة ويتفحص كل ما بها ليقول بصـ ـدمة كبيرة:يا نهار أسـ ـود ومنـ ـيل
أقتربت مِنه ومعالم القلـ ـق والخـ ـوف مرتسمة على معالم وجهها بوضوح قائلة:في ايه يا ليل ايه اللي حصل
ألتفت إليها ليل وهو ينظر إليها قائلًا بصـ ـدمة:ورق شغلي والفلوس إتسر قت .. ودهبك
جحـ ـظت عينيها بصـ ـدمة وهي تنظر إليها قائلة:إيــــه!
نظر ليل حوله بعينان متسعتين وهو مازال لا يصدق لتقترب هي مِنه ناظرةً إلى الخزانة المبعـ ـثرة وهي تشعر أن لسانها شُـ ـلَ عن الحركة، زفـ ـر ليل بقـ ـوة وهو يمـ ـسح على خصلاته ليتركها وحدها في الغرفة ويخرج إلى غرفة المعيشة
خرجت روزي إلى غرفة المعيشة لترى ليل يضع الهاتف على أذنه ويلتزم الصمت لتتقدم هي مِنه تقف بجانبهِ تنظر إليه بهدوء شـ ـديد تنتظر رؤية ما سيفعلهُ، لحظات وتحدث ليل قائلًا:صاحي يا جدي ولا قلـ ـقتك مِن نومك
أجابه ليل الجد على الجهة الأخرى قائلًا:لا يا ليل صاحي في حاجه ولا ايه
تحدث ليل حفيده محاولًا تمالُك أعصـ ـابه قائلًا:جدي انا أتسر قت
تحدث ليل الجد قائلًا بـ أستنكار:نعم؟؟؟!!!!!
ليل الحفيد:جدي انا هجيب روزي وجايلك دلوقتي مش هعرف أقولك أي حاجه فـ الفون
ليل الجد بقلـ ـق:طيب يلا وانا مستنيك متتأخرش
أغـ ـلق ليل معهُ وألتفت ينظر إلى روزي قائلًا:يلا يا روزي هنمشي مِن هنا
أقترب مِنها وأخذ صغيره النائم مِنها ضاممًا إياه إلى أحضانهِ لتنظر إليه روزي بـ عينيها الفيروزية الدامعة وقالت:كدا كل حاجه راحـ ـت يا ليل خلاص
نظر إليها ليل وقال:مفيش حاجه كل حاجه زَي الفُل مش عملية سر قة زَي دي تهز ني اللي عمل كدا عارفني كويس أوي وعارف كل حاجه عنّي .. كل حاجه هترجع سواء دهبك أو ورق شغلي المهم دلوقتي يلا المكان مش أمِن وهخـ ـاف عليكي أنتِ ورائد هنا هنروح عند جدي وهتصرف
أنهـ ـى حديثه وأخذ أغراضه ثم حاوطها بذراعه الأيمن وقال:يلا
مَسَد على ذراعها برفق محاولًا إيصال الطمأنينة إليها وبداخلهِ يتو عد إلى الفاعل بـ الويـ ـل ويا ويلتاه مِن شـ ـر ليل أشرف الدمنهوري
_____________________
نظرت روز إلى ليل وقالت بتساؤل:في ايه يا ليل مين كان بيكلمك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
جلس ليل بجانبها على الفراش وقال:دا ليل
روز بقـ ـلق:خير بيتصل ليه دلوقتي فيه حاجه ولا ايه
نظر إليها ليل وقال:ليل هيجيب روزي وهيباتوا هنا
عقـ ـدت ما بين حاجبيها وقالت:ليه ايه اللي حصل
ليل:ليل شقته أتسر قت
جحـ ـظت عينان روز بصـ ـدمة قائلة بهلـ ـع:إيــــه .. يعني ايه أتسر قت إزاي
حرك رأسه بجـ ـهل وقال:مش عارف قالي لمَ أجي هقولك
نظرت روز أمامها بصـ ـدمة وقالت:إيه اللي بيحصلنا دا بس يا ربي … ليه كدا
نهض ليل وهو ينظر إلى هاتفهِ قائلًا:انا هنزل أستناه تحت
نظرت إليه روز وقالت:أستنى يا ليل انا نازله معاك
نهضت روز وذهبت معهُ إلى الطابق السُـ ـفلي وهي تستغفر ربها، مَرت بـ القرب مِن غرفة شريف لـ تتوقف أمامها فجأة تنظر إليها قليلًا وهي تُفكر أتقوم بـ الطرق على الباب وتطمئن على شريف أم تتركه وتذهب!
نظرت إلى ليل لتراه يسير وهو مندمجًا في هاتفهِ لتعود وتنظر إلى باب غرفة شريف لـ تبتـ ـلع غصـ ـتها بهدوء وتتخذ قرارها الأخير، طرقت على باب الغرفة عدة طرقات بهدوء وأنتظرت قليلًا حتى فُتِحَ الباب ونظر إليها شريف قائلًا بهدوء:تيتا !
نظرت إليه روز لحظات ثم حاولت تهدئة نفسها وقالت بنبرة هادئة:انا جيت أتطمن عليك وعلى مراتك عرفت إنها حامل
أبتـ ـلع شريف غصتهُ بهدوء وقال:بخير الحمد لله أتفضلي لو حابه تطمني عليها بنفسك
حركت رأسها نافيةً وقالت:لا انا قولت وانا معدية أتطمن بس مش أكتر … وأباركلك
نظر شريف أرضًا وقال:شكرًا يا تيتا
نظرت إليه قليلًا نظره ذات معنى ثم تركته وذهبت دون أن تتحدث لـ يرفع شريف بصره نحوها ينظر إليها بهدوء ليبتـ ـلع غصـ ـته قائلًا:تيتا
توقفت روز وألتفتت تنظر إليه لينظر هو إليها قائلًا بنبرة هادئة:محتاج أتكلم معاكي شويه ممكن ولا لا
نظرت إليه قليلًا ثم قالت بنبرة هادئة:انا مفيش حدّ بيحتاجني يا شريف وأقوله لا … مش روز
أبتسم شريف بخفة وقال:بكرا على تسعة الصبح إن شاء الله ممكن
أبتسمت روز بخفة وقالت:ممكن … أنتَ عارف هتلاقيني فين
تركته روز ولَحِقَت بـ ليل لينظر شريف إلى أثرها بـ أبتسامه قليلًا ليعود مرة أخرى إلى غرفتهِ مغلقًا الباب خلفه، ألتفت ينظر إلى ناهد التي كانت نائمة بعـ ـمق لـ يقترب مِنها بخطواتٍ هادئة ويجلس على طرف الفراش بجانبها ينظر إليها، مَدَ يدهُ ومَسَد على خصلاتها السـ ـوداء التي كانت تصل إلى أكتافها بحنو وهو يُفكر فيما قالته بشـ ـرود
في الأسفل
وضعت الخادمة فنجان القهوة على سطح الطاولة الموضوعة بجانب مقعد ليل في مكتبهِ وخرجت بهدوء، دلفت روز وأغلقت الباب خلفها وأقتربت مِنهُ بعد أن نظرت إلى فنجان القهوة وقالت:تاني يا ليل رجعنا لموضوع القهوة اللي بعد نص الليل دا مش أتكلمنا قبل كدا وأتفقنا مفيش شرب قهوة بعد نص الليل
جلست على المقعد الموضوع أمامه وهي تنظر إليه لتسمعهُ يقول:مش قادر يا روز دماغي هتتفر تك
روز:ما هي هتتفر تك بسبب النوم لازم ترتاح إنما متقا ومش بـ كفايين كدا غـ ـلط
زفـ ـر ليل وقال:خلاص بقى يا روز
صمتت روز ولَكِنّها كانت تنظر إليه بعد م رضا، لحظات وعلّت طرقات على باب المكتب لـ يُفتح الباب ويدلف حفيده ليل قائلًا:صباح الخير
نظرا إليه لـ يقولا معًا:صباح النور
أغلق ليل الباب خلفه وتقدم مِنهما جا ذبًا مقعدًا آخر بينهما ليجلس بهدوء ويسمع روز تقول متسائلة:أومال فين روزي ورائد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليها ليل وقال:طلعت على أوضتنا فوق … مش قادره تتكلم مع حدّ
نظر إلى جده الذي قال:إيه اللي حصل بقى عايز أفهم
______________________
كانت فيروز نائمة بعـ ـمق لا تشعر بـ مَن حولها بينما كان فادي جالسًا نصف جلسة بجانبها ينظر أمامه بهدوء شـ ـديد وشرود، نظر إلى تاريخ اليوم الجديد وهو لا يُصدق أن قد مَر ثمانِ وأربعون ساعة على جر عتهِ السابقة، أستند بـ رأسه على ظهر الفراش خلفهِ وأغمض عينيه بهدوء يُحاول النوم حتى ولو بضع ساعات قليلة فهو يجلس هكذا قرابة الساعة والنصف لا يستطيع النوم.
لحظات وفتح عيناه على صوت إهتزاز هاتفهِ ليفتح عيناه وينظر نحوه بهدوء ليرى المتصل إبن عمه “ليل” عقد ما بين حاجبيه ومَدَ يده نحوه ملتقطًا إياه مجيبًا عليه قائلًا:أيوه يا ليل … صاحي .. لا مش عارف أنام خالص … أنتَ تحت أصلًا مش قولت هترَوَح شقتك … بتهزر
قالها وهو يعتدل في جلستهِ ينظر أمامه بـ عينان متسعتين وصـ ـدمة لـ يُعاود القول بعد أن أستمع إليه:لا متقلقش انا قاعد هنا كام يوم كدا لحد ما أحس إني عايز أرجع … حلو أوي بكرا الصبح نقعد ونتكلم … مش هتروح الشغل ولا إيه … خلاص ماشي أول ما أصحى الصبح وأفوق إن شاء الله هبعتلك مسدچ على الواتساب ونتقابل تحت … ماشي يا حبيبي تصبح على خير
أنهى حديثه مبتسمًا لـ يُبعد الهاتف عن أذنهِ ويضعه مكانه ويستلقي على الفراش بجانب فيروز علّهُ يستطيع النوم ويحظى بـ القليل مِن الراحة
_____________________
“في الصباح الباكر”
كانت روز تقف في المطبخ بعد أن أعطت الخد م أجازة حتى تتثنى لها الفرصة في إعداد الفطور إليهم وإسترجاع بعض الذكريات اللطيفة والمحببة إلى قلبها، دلفت فريدة إلى المطبخ مؤخرًا وهي تنظر إليها قائلة بمشا كسة:الله الله دا إحنا رجعنا لأيام زمان أهو ورجعنا نقف فـ المطبخ تاني
نظرت إليها روز وأبتسمت قائلة:شوفتي … حسيت بـ الحنين لـ واقفة المطبخ تاني قولت أدي أجازة لـ الخد م النهارده وأقف أعمل كل حاجه بـ نفسي .. وبيني وبينك ليل نفسه ياكل تاني مِن إيدي محبّتش أحر مه مِن حاجه
أبتسمت فريدة وجلست على المقعد قائلة:رجعنا لـ زمن الحَبيبة تاني والاڤلاڤة وتاكل إيه يا حبيبي وتحلّي بـ إيه يا حياتي
ألتفتت روز بـ رأسها تنظر إليها قائلة بعد أن رفعت حاجبها الأيمن:طبعًا … دا حبيبي وسندي وروحي
ضحكت فريدة وقالت:أمـ ـوت وأعرف ليل بيعملك إيه فـ يوم وليلة بيخلّيكي بليل بني آدمه والصبح بني آدمه تانيه خالص
نظرت إليها مرة أخرى وقالت:سر
فريدة بمرح:وإيه هو السر الخطـ ـير دا اللي يخلّيكي بـ المنظر اللي انا شيفاه دا
تحدثت روز وهي تقوم بـ إعداد الفطور قائلة:ملكيش دعوة
زفـ ـرت فريدة بهدوء وقالت:ماشي يا روز … مسيري هعرف ولو معرفتش دلوقتي هعرف بعدين دا انا فريدة
أبتسمت روز وقالت وهي تقوم بتقلـ ـيب الطعام:قوليلي أشرف صاحي ولا لسه نايم
أجابتها فريدة وهي تتناول ثمرة البرتقال قائلة:لا صاحي وقاعد مع ليل دلوقتي
روز بتساؤل:جوزي ولا حفيدي؟؟؟؟؟؟؟
نظرت إليها قائلة:الأتنين يا غالية
نظرت روز إلى ساعة الحائط وهي تقوم بتقلـ ـيب الطعام لتراها التاسعة إلا خمس دقائق، عاودت النظر إلى ما تفعلهُ بهدوء وهي تعلم أن شريف سيأتي في أيا لحظة، لحظات وسَمِعَت فريدة تقول:بقولك إيه صحيح يا روز
أجابتها روز بإنهـ ـماك قائلة:قولي يا حبيبتي
فريدة بتساؤل:شوفت حتت عباية إنما إيه حكاية .. عايزه أخد رأيك فيها قبل ما أجيبها
روز:وماله أخلص اللي ورايا وأفضالك يا حبيبتي
فريدة:صحيح رتبتي فطار أول يوم رمضان ولا لسه
أبتسمت روز وقالت:لسه معملناش إجتماع زَي زمان عشان نشوف هنستقر على إيه ليل هيديهم ميعاد الإجتماع ونشوف هيستقروا على إيه لـ احسن كل واحد فيهم طالعلي بـ فطار شكل واللي يقول أكله التاني ير فضها تقوليش يا اختي عصا بة
ضحكت فريدة بخفة وقالت:تصدقي يا روز .. انا مفيش حاجه بتسعدني وتحسسني إننا فـ الأجواء دي غير الخنا قات دي .. تحسي العيال بيعملوا جَو كدا … يعني تبقي قاعدة لا بيكي ولا عليكي وتلاقي صا روخ فر قع مرة واحدة … ولا الخنا قة اللي بتقوم على الحلويات بعد صلاة التراويح … ولا الخنا قة على آخر رغيف عيش محطوط على الترابيزة ولا على مين عايز عصير ومين عايز سوبيا ومين اللي عايز عـ ـرق سـ ـوس … كله كوم بقى والخمس دقايق الأخرانيين بتوع الفجر دول حاجه
ضحكت روز وقالت:فكرتيني واللهِ معاذ أبني عملها فيا قبل كدا .. معاذ دا بقى كان بيحلّي كل حاجه حرفيًا وكان بيعمل أجواء حلوة أوي ومنا كشاته مع ليل اللي مبتخـ ـلصش أبدًا .. تعرفي يا فريدة … انا مكنتش بحس بـ أي أجواء لـ المناسبات دي … يعني لمَ كُنْت صغيرة قبل ما أقابل ليل وخالتي صفية الله ير حمها مكُنْتش أعرف يعني ايه رمضان ويعني ايه عيد … فـ حين اللي قَدي عايشين حياتهم وعايشين وبيخرجوا ويتبسطوا .. أول ما جيت عندكم حسيت إني عايشة فعلًا … حسيت إني إنسانه … لمَ عيشت وسطكم الأجواء دي وخلفت وكَبَرت عرفت يعني إيه سعادة … ليل كان أهم حدّ فـ حياتي ومازال الضهر اللي أتسند عليه وقت ما أميل .. وولادي نفس الشيء مش متخيلة حياتي مِن غيرهم دول سندي وقوتي وعزوتي … في حاجات يا فريدة مبنشتريهاش بـ الفلوس .. زَي السعادة كدا … زَي العيلة والدفى والحنية … دول فطـ ـرة مستحيل تشتريهم بـ الفلوس … لمَ كبرنا انا وليل وبقينا جدود دلوقتي عرفنا حاجه مهمة جدًا … إن سعادتنا وقـ ـوتنا مكانتش هتبقى فـ الفلوس بالعكس دي بتروح عادي وبتيجي … بس الولاد والأحفاد دول ميتعوضوش … كل قـ ـوتنا وضعـ ـفنا وسعادتنا وحز ننا متلخص فيهم هما .. لو واحد مِنهم أتأ ذى حتى لو كان أذ ىٰ بسيط بنقلـ ـبها فـ ثانيه ويسـ ـيطر علينا تو تر غريب وخـ ـوف مُـ ـريب وحالة هلـ ـع وفز ع أغرب … انا وليل إتعلمنا كتير أوي فـ الدُنيا … ولادنا علمونا الخـ ـوف والقـ ـلق على الضنا … أحفادي نفس الشيء بنتر عب عليهم مش بس بنخـ ـاف .. في حاجات كتير أوي يا فريدة ولادنا وأحفادنا علموهالنا عمرنا ما نقدر ننساها مهما حصل
أبتسمت فريدة وقالت:يـــــاه يا روز .. نفس اللي عرفناه انا وأشرف … كُنّا لسه بنتكلم فـ نفس الشيء وفعلًا كل كلمة قولتيها صح .. سعادتنا وراحة بالنا دي مش سببها الفلوس بالعكس … سببها ولادنا وأحفادنا ودي عندنا بـ كنوز الدنيا واللهِ ربنا يديمها علينا نعمة وميحرمناش مِن بعض ويجعلنا سَند لبعض دايمًا ويبعد عننا كل شـ ـر يا رب
أبتسمت روز وقالت:يا رب يا فريدة
نهضت فريدة قائلة:طيب انا هروح أشوف أشرف لحد ما تخلصي
تركتها فريدة وخرجت بينما بدأت روز بتقـ ـطيع الخضروات بهدوء بعد أن جلست على المقعد الذي كانت فريدة تجلس عليه، لحظات ودلف شريف بخطواتٍ هادئة ينظر إليها وهو يشعر بـ التـ ـردد الشـ ـديد في إتخاذ قرار كهذا ولَكِنّهُ أكتفى حقًا
جلس على المقعد المقابل إليها ونظر إلى ما تفعلهُ قليلًا قبل أن يقـ ـطع هذا الصمت قائلًا:صباح الخير
أجابتهُ روز قائلة بإنهـ ـماك:صباح النور
دام الصمت بينهما قليلًا لتقطـ ـعه روز هذه المرة بقولها:ناهد أخبارها إيه دلوقتي
أجابها بنبرة هادئة وقال:الحمد لله كويسه
تحدثت روز وهي تنظر إلى ما تفعلهُ قائلة:خلّي بالك مِنها ومِن أكلها الفترة دي عشان بتكون صعـ ـبة شويه
شريف بهدوء:بحاول … بس حاسس إني أتسرعت
نظرت إليه روز بعد أن تركت ما كانت تفعله وأعتدلت في جلستها قائلة:أتسرعت إزاي مش فاهمه
أخذ شريف نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء وقال:أتسرعت فـ كل حاجه … د مرت نفسي بنفسي … رفـ ـضت أسمع لـ عيلتي وعاد يتهم وعملت غـ ـلطات كتير أوي أغلبـ ـها أو كلها لا تُغتـ ـفر … بس انا حاسس بشويه ند م وحيرة وتو هان … الكل يعتبر مقا طعني فيما عدا أنتِ رغم كل دا قبلتي تسمعيني مع إنك كان فـ إيدك ترفـ ـضي
تحدثت روز بنبرة هادئة قائلة:فيا عيـ ـب واحد أكتشفت مؤخرًا إني مستحيل أغيَّره … مبعرفش أعا دي حدّ مهما كان مين وهو إيه عندي سـ ـواء قريب أو بعيد … مش متعودة على إني أقسـ ـىٰ على اللي قدامي حتى لو أذ يته ليا كانت كبيرة … بس عند أحفادي خط أحمـ ـر عريض … مبعرفش أقسـ ـىٰ عليكم حتى لو واخده القرار بيني وبين نفسي .. ورغم إنك غـ ـلطت كتير وكل غـ ـلط كان أكبر مِن اللي قبلُه بس جوايا إصرار إني أسمعك يا شريف تَخَيَل … أتكلم انا سمعاك عايز تقول إيه
أبتـ ـلع شريف غصـ ـتهِ بهدوء وقال:تيتا صدقيني انا عايز أصلح كل غـ ـلطاتي بس خا يف أوي .. خا يف إن كل اللي غـ ـلطت فـ حقهم ميسا محونيش … خا يف إني أكون وحيد … أيوه .. انا دلوقتي حاسس إني وحيد دلوقتي بعد ما خسـ ـرت يُعتبر كل حاجه … عيلتي وشُغلي وصحابي … تعرفي يا تيتا … انا محسيتش بـ كل دا غير بعد ما خسـ ـرت بجد … أقولك على حاجه … انا محبيتش مريم .. انا كُنْت واخدها عِنـ ـد مع شهاب بس مش أكتر .. كُنْت عايز أثبتله وأثبت لنفسي إني لمَ بعوز حاجه باخدها … بس انا حقيقي كُنْت عارف إنها بتحبّه … حتى بعد ما عرفت إنه خا ين .. هو مش خا ين ولا حاجه انا اللي عملت كدا ولمَ لقيت إن كل حاجه بتمشي بسهولة كملت وعـ ـلقتها بيا … بس بالرغم مِن كل اللي عديت بيه دا انا مستغرب نفسي … أزاي فوقت كدا وأدركت غـ ـلطي وعايز أصلحه بـ أي طريقة
روز بتساؤل:وعرفت إزاي إنه غـ ـلط وليه عرفت دلوقتي وليه عايز تصـ ـلحه فـ التوقيت دا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رفع كتفيه إلى الأعلى قليلًا برفق وقال:مش عارف .. يمكن عشان عرفت الحقيقة مثلًا
عقـ ـد روز ما بين حاجبيها وقالت بتساؤل:حقيقة إيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
_______________________
“وبعدين الورق وكل حاجه كدا را حت؟؟؟؟”
أجاب حُذيفة على أحمد بعد أن رأى حيرة أخيه وتشتتهِ قائلًا:أكيد لا كل حاجه هترجع بس محتاجه وقت وبعدين نعرف مين دا الأول
ربت عُمير على كتف ليل قائلًا بنبرة هادئة:ليل أنتَ كويس
لحظات ورفع ليل رأسه بهدوء ينظر في نقطة فار غة أمامه ليقول بنبرة هادئة:انا مش كو يس … لأول مرة أعترف قدامكم إني مش كو يس خالص … أبقى كويس إزاي وانا مُعـ ـرض لـ كذا تهـ ـديد فـ حياتي … و قف عن العمل وتحويلي للتحـ ـقيق … مُعـ ـرض لـ السر قة مرة تانيه … حياتي هتد مر مِن أكتر مهنة انا بحبّها ومُتَمسك بيها وعافـ ـرت عشانها … وحق مراتي … انا مش فارقلي الفلوس اللي أتسر قت على فكرة عشان قادر أعمل غيرها .. بس زعـ ـل مراتي وقهـ ـرتي فارقنلي أوي … قهـ ـرتي عشان خلاص فـ أي لحظة هيضـ ـيع تعـ ـب أربع سنين … وزعـ ـل مراتي على دهبها اللي راح .. يمكن يبان قدامكم عادي يعني ايه ما هي قاد رة تجيب غيرها … بس الدهب دا عند روزي غا لي أوي .. فوق ما تتوقعوا … عشان جبتهولها هدية فـ عيد ميلادها وبالنسبالها ذكرى حلوة متقدرش تفـ ـرط فيها … الدر وب دا صعـ ـب أوي يا جماعة بجد انا حاسس بالعجـ ـز لأول مرة ومضا يق أوي عشان انا طول عُمري مببينش أي حاجه قدامكم
وضع عُمير يده على كتفه وقال:الضعـ ـف والعجـ ـز مش عيـ ـب يا ليل .. عادي أي حدّ فينا مُعـ ـرض لـ دا وغصـ ـب عنّه هيبين دا قدام اللي معاه بس يكون قدام ناس موثوق فيها مهما تمُر السنين ميجوش فـ لحظة يطلعوه عيـ ـب وياخدوه نقطة إستغـ ـلال ضـ ـدك … در وب وعادي هيعدي ومش هيحصل أي حاجه يعني سلبـ ـية متفكرش فيها بالمنظور دا عشان متحصلش
تحدث علي بجدية وهو ينظر إليه قائلًا:عُمير بيتكلم صح على فكرة … مفيش أي حاجه هتحصل جدي عرف خلاص هو هيتصرف أكيد مش هيسيبك تخـ ـسر شغلك يعني وهو فـ إيده حاجه يعملها وبعدين ليه منقولش إن دا ممكن يكون كـ ـمين … ليه هييجي فـ توقيت زَي دا إلا إذا كان مـ ـراقبك
شـ ـرد ليل قليلًا بينما تحدث أحمد وقال:علي برضه بيتكلم صح أشمعنى دلوقتي والإستفادة إيه في أسئلة كتير أوي محتاجه إجابة عليها
إعتدل ليل في جلسته وقال وهو ينظر إليهم:شريف
نفـ ـى علي حديثه قائلًا:لا مش شريف شريف أصلًا كان مع مراته فـ المستشفى إمبارح ومحضرش الفرح
نظر إليه حُذيفة نظرة شـ ـك وقال:مصدقش
علي:لا انا بتكلم جَد شريف كان مع مراته فـ المستشفى چويرية أتهجـ ـمت عليها إمبارح بره القاعة وضـ ـربتها وشريف ردّ فعله كان غريب شويه كان خا يف أوي ومتو تر ويزيد قال إن مراته حامل أصلًا وكانت هتسـ ـقط لولا الدكتور لحـ ـقها
نظروا إليه بصـ ـدمة ليقول عُمير مستنكرًا:نعم؟؟؟!!!!
نظر إليه علي وقال:أقسم بالله دا اللي حصل وجدو ليل وتيتا روز على عِلم بـ الكلام دا بس باقي العيلة أعتقد لسه ميعرفوش
زفـ ـر ليل ومسح على خصلاته قائلًا في حيرةٍ مِن أمره:طب لو مش هو هيبقى مين انا هتجـ ـنن
تحدث فاروق بنبرة هادئة وهو ينظر إليه قائلًا:أهدى يا ليل عشان تعرف تفكر بـ الراحة
أقترب يزيد مِنهم قائلًا بـ أبتسامة بلهاء:صباح الخير يا رجالة شوفتوا اللي انا شوفته شريف قاعد مع تيتا روز فـ المطبخ بيتكلم معاها وهي بتسمعه انا مش مصدق فيه حاجات غريبة الفترة دي بتحصل خير
نظر عُمير إلى فاروق الذي كان ينظر إلى الأرض بهدوء وهو يعلم فيما يُفكر جيدًا.
_____________________
كانت روزي تجلس في غرفتها على الفراش بهدوء تشاهد التلفاز وحيدة، لحظات وسَمِعَت طرقات على باب الغرفة لتنظر نحوه قائلة:أتفضل
دلفت فيروز وأغلقت الباب خلفها وتقدمت مِنها قائلة بـ أبتسامة:أحلى صباح الخير على عيونك يا جميل
نظرت إليها روزي بعد أن أعتدلت في جلستها وقالت:عملتي إيه طمنيني
جلست بجانبها وقالت:جبتها مِن غير ما حدّ ياخد باله طبعًا
نظرت روزي إلى التحا ليل التي كانت بيدها لتأخذها بهدوء تنظر بها أسفل نظرات فيروز المبتسمة إليها، لحظات وجحـ ـظت عينان روزي التي رفعت بصرها إليها بذهول وعدم تصديق، ضحكت فيروز وقالت:كان نفسي أفضـ ـحك واللهِ بس قولت السكوت أحلى
نظرت روزي إلى التحا ليل مرة أخرى للحظات ثم نظرت إلى فيروز وقالت:ليل فين
فيروز:مع ولاد عمه تحت
أخذت روزي هاتفها وعبـ ـثت بهِ قليلًا ثم وضعته على أذنها تنتظر ردّه، لحظات وقالت:ليل أطلع عايزاك ضروري … لا ضروري أطلع دلوقتي … لمَ تطلع هتعرف بس متتأخرش عليا
أنهـ ـت المكالمة معهُ بهدوء لتنظر إلى فيروز التي نهضت قائلة بـ أبتسامه لطيفة:انا هنزل ولمَ تقوليله عرفيني
أبتسمت روزي وحركت رأسها برفق لتتركها فيروز وتخرج مِن الغرفة مغـ ـلقةً الباب خلفها تاركةً إياها تتأمل التحا ليل التي كانت بين يديها، دقائق وفُتِحَ الباب ليدلف ليل مغلقًا إياه خلفه مقتربًا مِنها وعلى وجههِ القـ ـلق واضحًا، جلس أمامها على طرف الفراش وقال بنبرة قـ ـلقة:في إيه يا روزي جيباني على مَلَىٰ و شي في إيه
نظرت إليه روزي دون أن تتحدث بهدوء بينما كان هو ينظر إليها وهو يشعر أن الخـ ـوف يتأ كله عليها أولًا مِن إستدعائها إليه بهذه السرعة وثانيًا مِن صمتها الذي يجعل عقله يصور إليه العديد مِن المشاهد القا تلة والممـ ـيتة
زفـ ـر ليل بنفاذ صبر وتحدث وهو يمسح على خصلاته البُنية الفاتحة بنبرة يملئها القـ ـلق قائلًا:ما تقولي يا روزي في إيه متر عبنيش انا مش نا قص
لحظات مِن الصمت دامت مرة أخرى بينهما جعلت ليل يكاد يفـ ـقد أعصا به، لتر حم روزي قلبه الذي كان الخـ ـوف يتأ كله وعقله الذي كان لا ير حمه مِن تخيلّهُ لهذه المشاهد القا تلة، نظر إلى التحا ليل التي كانت بيدها ليعقد ما بين حاجبيه مشيرًا إليها قائلًا:إيه التحا ليل دي، بتاعت مين
نظر إليها مرة أخرى وقال بنبرة مـ ـرتعبة بعد أن أرتسم الهـ ـلع على معالم وجهه:بتاعت مين يا روزي أنطقي ساكتة ليه أنتِ ولا رائد
وأخيرًا رحمـ ـت قلبه الذي أهـ ـلكه الخـ ـوف قائلة:بتاعتي
ولَكِنّ ما زادت إلا الطيـ ـن بلـ ـه فهذا أسـ ـوأ مِن جهـ ـله إلى صاحبها، أقترب مِنها في جلستهِ وهو ينظر إليها ليصبح قريبًا مِنها بشكلٍ كبير، نظر إليها نظرة ذات معنى وقال:بتاعت إيه وعملتيها أمتى وأزاي انا معرفش
نظرت إليه روزي بهدوء وقالت:مكانش ينفع أقولك غير لمَ أتأكد يا ليل
دام الصمت مرة أخرى الذي أصبح يكر هه بشـ ـدة، فتحت التحا ليل وقالت بعد أن وجهتها إليه:تحا ليل حـ ـمل، انا حا مل
كانت تتوقع الصـ ـدمة التي يصاحبها هدوءه أو صمته الذي يدل على أستيعابه إلى ما قالته مثلما أعتادت عليه، ولَكِنّهُ هذه المرة فاجئها بـ ردّ فعله السريع حينما جـ ـذبها برفق مِن أعلى ذراعها قائلًا بصـ ـدمة واضحة:قولي أقسم بالله
تفا جئت روزي مِن ردّه السريع ذاك ليصدر مِنها شـ ـهقة خفيفة متفا جئة قائلة:حا مل فـ الشهر التاني
جـ ـذب التحا ليل مِن يدها ينظر بها أسفل نظراتها التي كانت تتابعه بهدوء، نظر إليها ليل وهو في حالة مِن الذهول ولَكِنّهُ تناسى سريعًا كل شيء مَرَ بهِ منذ ساعات وكان يجـ ـذبها إلى أحضانه مُعانقًا إياها مُعبّرًا عن سعادته بـ “عناق”.
______________________
كان مينا يسير في إحدى الشوارع الراقية والهادئة وحيدًا حتى رأى محل ورود أنيق وراقٍ في منتصف الشارع، توقف ينظر إليه مِن بعيد بـ إعجاب شديد فقد كانت وروده تُزينه بشكلٍ سَلَبَ لُبه، نظر يمينه ويساره ليجد الجانبين خا ليين مِن السيارات ليشـ ـد خطواته إلى هذا المحل وهو ينظر إليه بتفحص ودقة كلما أقترب مِنهُ
توقف على مقربةٍ مِنه ينظر إليه بتفحص فقد كان مِن الخشب الأنيق يشبه المنازل التي تكون في البلاد الخارجية على جانبي بابهِ نافذتين مِن الزجاج اللامع والورود الملونة تُزينه بشكلٍ لا مثيل لهُ، نظر إلى أعلاه ليجد أسم المحل مكتوبًا بـ أناقة ودقة مثل تصميمه وكان أسمه “Flowers Of life”
شعر مينا بـ فضوله الذي دفعهُ لـ الدلوف ورؤيتهِ مِن الداخل ليخطو أولى خطواته نحوه بـ الفعل، دفع الباب بهدوء إلى الداخل وهو ينظر إلى أركانه ليرى جمالًا لَم يره مِن قبل، ترك الباب الذي إنغـ ـلق وحده وتوقف يشاهد الورود التي كانت تملئ المكان بـ عينان مبهورتين
نظر إلى يمينه ليرى ورود حمراء وصفراء وبيضاء وبنفسجية، رأى ألوانًا كثيرة وأشكالًا يراها لأول مرة جعلته يهيمن بها، أقترب مِن إحدى الورود وهو ينظر إليها بهدوء شـ ـديد ثم نقل بصره لأخرى زهرية اللون وشعر حينها بـ راحة شـ ـديدة فور أن رأى هذا المحل وهذه الورود الجميلة
“أقدر أساعد حضرتك فـ حاجه!”
ألتفت مينا على صوتها الذي كان ذو بحـ ـة مميزة لَم يسمعها مِن قبل ليرى فتاة جميلة أمامه تنظر إليه ترتدي ملابس أنيقة وتتميز بـ جمال مُميز، شعر مينا بـ شعورٍ غريب فور أن رأها لا يعلم أهو جيد أم سـ ـيء ولَكِنّهُ شعر بشيءٍ قـ ـوي تجاهها يجـ ـهله الآن
حركت يدها أمامه في الهواء قائلة:يا أستاذ أنتَ معايا
أستفاق مينا مِن شروده لينظر إليها ثم إلى الورود قائلًا:انا كُنْت بس معدي مِن قدام المحل بتاعك وشوفت الورود دي فـ أتشـ ـديت ليها .. فـ جيت أتفرج بس
أبتسمت هي قائلة:أكيد .. أهلًا بحضرتك
شعر مينا بـ الراحة نحوها لـ يبتسم قائلًا:أهلًا بيكي .. المحل بتاعك حلو جدًا وجـ ـذاب .. والورود كمان انا مش مِن النوع المُحبّ لـ الورد بس الورود بتاعتك شـ ـدتني أوي وخلّتني أجي أتفرج .. بس انا معرفش غير نوع واحد بس يمكن مشهور أوي عشان كدا مستغرب باقي الأنواع والألوان … ممكن تقوليلي نوعهم لو مش هضا يقك
تحدثت بنبرة هادئة وهي مازالت مبتسمة قائلة:أكيد طبعًا .. الورد اللي حضرتك تقصده دا مش كدا
أنهت حديثها وهي تُشير إلى إحدى الورود لينظر هو نحوها قائلًا:آه بالظبط هو دا
“دا أسمه الجوري المشهور واللي كل البنات يعتبر بتحبّه ورد شيك جدًا ودا يعتبر أكتر ورد بيتبـ ـاع عشان للأسف الناس خدت عليه مع إن في أنواع تانيه شيك برضوا وتنفع نشتريها ونهادي بيها حبايبنا بس الناس فـ الآخر أذواق”
حرك رأسه متفهمًا لـ تتسع أبتسامتهُ ويُشير إلى إحدى الورود قائلًا:طب ودي أسمها إيه
نظرت إلى ما يُشير إليه وقالت:دا أسمه القرنفل شكله شيك برضوا وفي ناس بتحبّ تاخده وبيعملوا بيه حاجات كتير أوي مثلًا بوكيه ورد لـ مناسبة أو ديكور لـ محلات وكافيهات أو بيحطوه فـ مزهرية ويحافظوا عليه
أشار إلى أخرى وردية وقال:ودي
“دا أسمه اللوتس دا يمكن مُحبّينه مش كتير بس هو لطيف أوي ولونه هادي وجذاب”
أبتسم مينا وقال بمرح:صدقًا انا معرفش غير الجوري دا وعباد الشمس إنما باقي الأنواع بصراحة متلاقينيش انا أصلًا مش مِن مُحبّينه بس بحاول أحبّه وأخد أفكار عنه … طب انا حبّيت المحل والورد ومكُنْتش عارف أجيب إيه لـ أمي فـ ممكن كريديت عشان أجي هنا كمان أسبوع واخد ورد ليها
أتسعت أبتسامتها وقالت:أكيد ثانية واحدة
تركته وذهبت بينما كان هو ينظر إليها مبتسمًا وهو يشعر بـ التعجب فـ هو ليس مُحبًّا لـ الورود ويكر هها دومًا يشعر بـ التقـ ـزز عندما يرى شخصًا يُهادي محبوبته باقة ورود ولَكِنّ الآن هو لا يعلم ماذا حدث إليه في هذه اللحظات وكيف يقف الآن بين هذه الزهور التي تملئ المكان ويُفكر في شرائها إلى والدته، شعر أنه أصبح غريب الأطوار!
عادت مرة أخرى إليه وهي تَمُدّ يدها بـ الكارت قائلة:دا الكارت وتحت رقم تليفوني متوفر حجـ ـز كمان وهتلاقي أسم البيدچ بتاعت المحل جنب الرقم كمان لو حابب تشوف الأول شغلي قبل التنفـ ـيذ أو تعدل فيه حاجه تحت أمرك
نظر إلى الكارت قليلًا ثم أبتسم وقال:أسمك حلو أوي يا برلين انا مسمعتش حدّ بـ الإسم دا قبل كدا
أبتسمت برلين إليه وقالت:شكرًا دا مِن ذوقك
نظر إليها وقال مبتسمًا:هاجي قريب بعد ما أحجـ ـز عشان أستلمه
برلين بـ أبتسامه:تنور فـ أي وقت انا والمحل تحت أمرك
________________________
“وبعدين معاك يا طه مش ناوي تشيـ ـل الأفكار دي بقى مِن دماغك عدى وقت على الموضوع دا”
حرك طه رأسه نافيًا وقال:لا مش ناوي أشيـ ـل حاجه مِن دماغي انا لسه عند قراري
زفـ ـرت روان وقالت:يا طه صدقني كدا غـ ـلط أنتَ بتخـ ـسر أخوك وبعدين روزي مش كدا إيه اللي خلاك تقول عليها كدا كُنْت شوفتها بـ عينك عشان تتهـ ـمها أتهـ ـام زَي دا وغير كدا ماما نادرةً لو كَلت مِن إيديها وقت ما ليل بيطلب إنها تروحله بتاكل عنده غير كدا لا
نظر إليها طه ببر ود وقال:خلصتي .. اللي فـ دماغي هفضل مُصّر عليه
زفـ ـرت روان بضيـ ـق وقالت:مفيش فايده فيك انا مبقتش عارفه أعمل إيه بجد حـ ـرام عليك تظلـ ـمها
طه بضيـ ـق:روان انا هفضل على قراري مش عايز جـ ـدال كتير وملكيش دعوة
نظرت إليه روان ولَم تتحدث ولَكِنّ كان الضـ ـيق مرتسمًا على معالم وجهها بوضوح، لحظات ونظرت بعيدًا لترى ليل يقترب مِنهما، نظرت مرة أخرى إلى طه وقالت بتحذ ير:ليل جاي عالله تتكلم فـ أي حاجه تخص روزي قدامه أو تلَبـ ـخ بـ الكلام معاه اللي فيه مكـ ـفيه هو مش نا قص
رمـ ـقها طه بضـ ـيق وعد م رضا لتنظر هي إلى ليل وأرتسمت أبتسامه جميلة على ثغرها، جلس ليل بجانب طه ونظر لهما قائلًا:عاملين إيه
أجابتهُ روان مبتسمة وقالت:كويسين الحمد لله يا حبيبي أنتَ أخبارك إيه
أجابها ليل بنبرة هادئة وهو يبتسم قائلًا:انا كويس الحمد لله
روان بتساؤل:عملت إيه فـ موضوع الشقة عرفت مين اللي عمل كدا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حرك ليل رأسه نافيًا وقال:لا للأسف ليه معرفش أي حاجه فـ النيا بة بتحـ ـقق فـ الموضوع دلوقتي
روان:بجد انا مستغربة أزاي اللي عمل كدا جر يء أوي كدا إنه يدخل شقة ويسر ق مِنها اللي سر قه دا غريبة
عكـ ـص شفتيه قليلًا تعبيرًا عن جهـ ـله وقال:مش عارف بصراحة بس اللي متأكد مِنه إن اللي داخل دا عارف هو داخل ياخد إيه .. مفيش حاجه متبـ ـهدله فـ الشقة غير أوضتي
حركت روان رأسها برفق وقالت بقلة حيلة:حسبي الله ونعم الوكيل بجد … ربنا يعوض عليك وعليها يا حبيبي
نظر لهما ليل وقال:آه صحيح انا جيت أقولكم على مفاجأة
نظرت إليه روان بتـ ـرقب وقالت:مفاجأة إيه يا ليل
أبتسم ليل وقال بنبرة مغمورة بـ السعادة:روزي حا مل
جحظت عينان روان التي هتفت مسرعة بسعادة كبيرة قائلة:بجد يا ليل
نظر إليها وقال مبتسمًا:بجد
صفقت بسعادة ونهضت مقتربةً مِنه معانقةً إياه قائلة:مُبارك يا حبيب قلبي واللهِ فرحتني أوي
ضحك ليل وبادلها عناقهِ قائلًا:الله يبارك فيكي يا روح قلبي
أبتعدت عنهُ قليلًا ونظرت إليه قائلة:عايزاها بنـ ـت المرة دي
نظر إليها وقال ضاحكًا:لا دي بتاعت ربنا بقى ولـ ـد بنـ ـت مش هتفرق
روان:لا طبعًا تفرق انا عايزاها بنـ ـت
ليل:خلاص أدعي مِن هنا لـ تلات شهور قدام بقى
عانقته مرة أخرى وقالت بسعادة:انا مبسوطة أوي يا لول تعيش وتفرحني يا حبيبي
نظر ليل إلى طه الذي كان هادئًا وقال متعجبًا صمته ذاك:إيه يا طه ساكت ليه!
نهض طه وذهب دون أن يتحدث ليتعجب ليل كثيرًا ويلتفت بـ رأسه ينظر إليه ومعه روان التي نظرت إليه كذلك بضـ ـيق وهي تتوعد إليه بداخلها، ألتفت ليل ينظر إليها قائلًا بتساؤل:هو طه ماله يا روان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
_____________________
كانت تجلس أمام التلفاز تشاهد مسلسلها المُفضل وتقوم بتقـ ـطيف الملوخية بهدوء وهي تنظر إلى التلفاز تارا ثم إلى الملوخية تارا، خرج عُرابي مِن الغرفة وأقترب مِنها جالسًا بجانبها، تحدثت أبرار بنبرة هادئة قائلة:الساعة عشرة مش هتروح الشغل ولا إيه
وضع رأسه على كتفها وقال بنبرة متعـ ـبة:خدت أجازة مـ ـرضية
عقدت ما بين حاجبيها ونظرت إليه قائلة بـ إستنكار:أجازة مـ ـرضية؟؟؟؟!!!!!
تحدث بهدوء وقال:تعـ ـبت أوي الصبح وروحت المستشفى تبع شغلي وكشفت .. عندي حـ ـمى شـ ـديده
تركت ما بيدها وأعتدلت في جلستها تنظر إليه بمعالم وجه قلـ ـقة لتضع يدها تلقائيًا على جبينهِ تستشعر حر ارته التي كانت مازالت مـ ـرتفعة لتقول بنبرة قلـ ـقة:عُرابي حر ارتك عا لية أوي أنتَ مخدتش علا ج
حرك رأسه نافيًا لتنهض هي قائلة:أستنى هعملك فطار على السريع عشان تاخد علا جك
أوقفها عُرابي قائلًا:أبرار
نظرت إليه أبرار لينظر إليها قائلًا:انا مليش نفس لـ أي حاجه … بُصي انا عايز فطير وجبنه والحاجات دي
تحدثت أبرار بعد أن تذكرت شيئًا ما قائلة:حظك حلو الفطير اللي ماما كانت عملاه وجيباهولي لسه موجود جوه هسخـ ـنهولك وأظبط الدنيا ونفطر مع بعض
تركته وذهبت مهرولة إلى المطبخ ليستند عُرابي بـ رأسه على الأريكة خلفه مغمضً عيناه بهدوء، لحظات وشعر بـ قْبّلة لطيفة تطبع على وجنته وكذلك على وجنته الأخرى ليبتسم قائلًا:دا انا صباحي بقى جميل أوي
فتح عيناه ونظر إلى تلك الشـ ـقية الجميلة، ثمرة حُبّه، علّت أبتسامه جميلة ثغره فور أن رأى صغيرته ذات الشعر الأسـ ـود الطويل والناعم والبشرة القمحاوية الفاتحة والعينان السـ ـوداء المرسومتين ورموشها السـ ـوداء الطويلة التي جعلت عيناها أكثر جاذ بية وأخيرًا إلى أبتسامتها الجميلة التي يستقبل يومه بها كل صباح، فور أن رأها أمامه علّت أبتسامته ليضمها إلى أحضانهِ قائلًا:هنبطل نحلو أمتى إذا كُنْتِ صغيرة كدا ومجـ ـنناني أومال لمَ تكبري هتعملي فيا إيه هلاحقي عليكي أزاي فهميني
ضحكت الصغيرة بعد أن شعرت بـ يديه بدأت تد غدغها لتعلو ضحكاتها أكثر عندما شعرت بـ لحيتهِ بدأت تد غدغ بشرة وجهها لتخرج أبرار تنظر إليهما لتبتسم فور أن رأت هذا المشهد المعتاد، دلفت مرة أخرى ووضعت الصحون على صينية متوسطة الحجم وخرجت
وضعتها أمام عُرابي الذي كان قد رأف بـ حالة صغيرتهِ وتوقف عن د غدغتها، نظرت أبرار إلى صغيرتها بعد أن جلست بجانب عُرابي وقالت:روحي ظبطي شعرك يلا وتعالي بسرعة عشان نفطر سوى
نهضت الصغيرة بـ الفعل وركضت إلى غرفتها قائلة بنبرتها الجميلة التي كانت أشبه بـ سمفونية جميلة تعزف أنغامها على أوتـ ـار قلبه:أستناني يا بابي
أبتسم عُرابي قائلًا:مش هاكل مِن غيرك يا روح بابي
أبتسمت أبرار وقالت:انا زعلا نه مِنك على فكرة
نظر إليها عُرابي عاقدًا بين حاجبيه قائلًا بتساؤل:ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابتهُ أبرار قائلة بعتـ ـاب:عشان تعـ ـبت وروحت المستشفى وجيت وسايبني نايمة معرفش حاجه
أبتسم عُرابي مرة أخرى وقال:محبّتش أزعجك خصوصًا إنك نايمة متأخر بسبب مذاكرتك لـ نيروز
أبرار بحـ ـزن:ولو يا عُرابي
أمسك عُرابي يدها وطبع قْبّلة عليها وقال بنبرة مُحبّة:حقك عليا يا حبيبتي متزعليش
نظرت إليه أبرار بـ عبـ ـوس طفولي لتقول بعد لحظات:مش زعلانة بس متتكررش تاني حتى لو نايمة نص ساعه تصحيني
أبتسم عُرابي إليها قائلًا بنبرة عا شقة:ربنا يخليكي ليا يا روح قلبي
هكذا دومًا أبرار تخشى عليه كثيرًا وتحـ ـزن إن أصا به خد شًا صغيرًا ولَم يُخبرها بهِ وكيف لها أن لا تحـ ـزن وهو حياتها بـ أكملها، أحبّتهُ وعشـ ـقتهُ وكانت دومًا خيرُ الزوجة الصالحة إليه، هكذا هو قلبها يرتعـ ـب على مَن يُحبّه مِن أقل شيء، وهكذا هي مع صغيرتها، لهذا أحبّها عُرابي وطالبها أن تكون زوجة إليه وبناء حياة هادئة مستقرة سويًا ولَم تر فض هي بل كانت غرفتها لا تسع أجنحـ ـتها حينها مِن سعادتها فـ كان حبيبها الأول والأخير وحُبّ طفولتهما كَبِرَ معهما يومًا بعد يوم حتى تحـ ـوّل إلى عشـ ـق
منذ الصغر يُحبّها ولا يرى سواها أمامه ودومًا كان يتمنى أن تكون زوجته وأمًا لـ أطفاله، كان يتمنى أن يدوم هذا الحُبّ إلى الأبد وأن تكون تلك الجميلة الهادئة زوجته وشريكته الأبدية، وها هما الآن زوجان منذ ست سنوات، ست سنوات مِن الحُبّ والإخلاص والعـ ـشق ولَم يقـ ـل حبّهما إلى بعضهما البعض يومًا بل أزداد أكثر مِن زي قبل
عادت نيروز راكضة إليهما مرة أخرى لتجلس بجانب عُرابي قائلة بـ رقة:أتأخرت
نظر إليها عُرابي وأبتسم قائلًا:لا يا روح قلبي روحتي وجيتي بسرعة دا انا محستش خالص إنك روحتي وجيتي بسرعة
أبتسمت نيروز أبتسامتها الجميلة وبدأت تتناول فطورها لتنظر إليها أبرار مبتسمة ثم تنظر إلى عُرابي الذي مَسَد على خصلات نيروز بحنو وبدأ بتناول الفطور كذلك بهدوء
لحظات وصدح رنين هاتفه يعلنه عن أتصال هاتفي، نظر إليه عُرابي ومعهُ أبرار ليرى المتصل علي، ترك طعامه وأخذ هاتفه وأجاب عليه قائلًا:حبيب قلبي صباح الفُل … فـ البيت بفطر … لا مروحتش النهارده وأخد أجازة مـ ـرضية … تعـ ـبت الصبح جا مد وروحت المستشفى تبع شغلنا وكشفت طلع عندي حـ ـمى شـ ـديده فـ كتبولي على أجازة مـ ـرضية بعد ما الدكتور حـ ـوّل الكشف لـ اللواء … أهو بفطر عشان أخد العلا ج الشغل كتير يا صاحبي ومش عايز أطول فـ الأجازة عشان مَيز يدش عليا … لا معرفش حاجه إيه اللي حصل انا مكلمتهوش أصلًا!
_______________________
كان عُمير يجلس بجانب غدير على إحدى مقاعد الخشبية الموضوعة في الحديقة ويتحدث معها بـ إندماج وتركيز، فتح العُلبة الكرتونية الوردية ويتحدث قائلًا:طبعًا أنتِ عارفه دا إيه
أبتسمت غدير بحماس وقالت:الحلويات اللي طلبتها مِنك صح
فتح عُمير العُلبة وقربها مِنها قائلًا بـ أبتسامه:أكيد يا روحي وانا أقدر أتأخر عليكِ برضوا وبعدين دا وَحَم يعني ميتقالهوش لا كله لأجل الباشا أوامـ ـر وا جبة
ضحكت غدير بخفة ونظرت إلى محتوى العُلبة حيثُ كانت تحتوي على كل ما لذَ وطاب، مَدَت يدها كي تأخذ قطعة مِنها لتجد عُمير يصـ ـفعها على يدها بخفة تزامنًا مع قوله:لا كدا مينفعش لمَ تفطري الأول
نظرت إليه غدير وعكـ ـصت شفتيها قليلًا وقالت بعدم رضا:واحدة بس يا عُمير
أغلق عُمير العُلبة وقال بجدية:لا تفطري الأول وبعدين تاكلي مِنها إنما تاكلي مِنها الأول كدا على طول لا
ذَمـ ـت شفتيها قليلًا إلى الأمام بـ عبـ ـوس طفولي قائلة:على فكرة بقى مش هيحصل حاجه لو خدت واحدة على الأقل … انا نفسي ريحالها أوي
عُمير:وانا ممنعـ ـتكيش انا بقولك كُلي الأول وبعدين خُدي مِنها اللي أنتِ عايزاه
“يـا عُـمـيـر يـلا عـشـان تـفـطـر أنـتَ وغـديـر!’
ألتفت عُمير بـ رأسه ينظر إليه قائلًا بنبرة عا لية بعض الشيء:حـاضـر
نظر إلى غدير ونهض قائلًا:يلا عشان نفطر
نهضت غدير وذهبت معهُ إلى الداخل بهدوء وهي تتحدث معهُ بهدوء، كان ليل يترأس طاولة الطعام وعلى يمينه روز وبجانبها ولدها الأكبر قاسم وعلى يسارهِ أشرف أخيه وبجانبهُ فريدة وغاده، نظر ليل إلى قاسم وقال:كل حاجه تمام يا قاسم
نظر إليه قاسم وفَهِمَ نظرة والده قائلًا:كله زَي الفُل يا حاج متقـ ـلقش
حرك ليل رأسه برفق وقال:تمام
نظرت روز إلى أحفادها تبحث عن شريف الذي لَم تجده لتبتـ ـلع طعامها بهدوء وتنهض، نظر إليها ليل وقال:رايحة فين يا روز
نظروا جميعهم إليها بينما نظرت هي إليه وقالت:جايه تاني
تركتهم وذهبت إلى الأعلى ومعها الفطور ليعقد ليل ما بين حاجبيه وهو ينظر إليها متعجبًا، كان شريف يجلس بجانب ناهد التي كانت تجلس نصف جلسة على الفراش وتنظر في نقـ ـطة فار غة أمامها، بينما كان هو يقوم بـ التملـ ـيس على خصلاتها بهدوء شـ ـديد دون أن يتحدث
لحظات وسَمِعَ شريف طرقات على باب الغرفة لينظر إليه قائلًا:أتفضل
فُتِحَ الباب ودلفت روز وهي تحمل بعض الصحون قائلة:صباح الخير
نهض شريف وأقترب مِنها مسرعًا قائلًا:صباح النور يا تيتا
أخذ الصحون مِنها بينما أعتدلت ناهد في جلستها بهدوء وهي تنظر إليها، تحدث شريف قائلًا وهو ينظر إليها قائلًا:مكانش لُه لزوم يا تيتا واللهِ
نظرت إليه روز وقالت:أزاي بس … وبعدين ناهد حا مل ومينفعش لازم تاكل وتتغذى عشانها قبل ما يكون عشان البيبي
أبتسم شريف وقال:شكرًا ليكي يا تيتا انا حقيقي مش عارف أقولك إيه
أبتسمت روز بخفة وقالت:متقولش حاجه انا معملتش حاجه أهم حاجه تتغذى وتهـ ـتم بـ أكلها
حرك رأسه برفق وقال مبتسمًا:حاضر يا تيتا
ربتت روز على ذراعه برفق وهي تنظر إليه بـ أبتسامه ثم نظرت إلى ناهد كذلك وبعدها تركتهما وخرجت مغلقةً الباب خلفها ليعود شريف إليها مرة أخرى ويجلس بجانبها قائلًا:شوفتي مش قولتلك تيتا دي قلبها طيب وحنينة أزاي
نظرت إليه ناهد دون أن تتحدث ليضع هو الطعام أمامها قائلًا:يلا يا حبيبتي أفطري
______________________
خرج هلال رفقة عز إلى الحديقة يسيران بهدوء وهما يتحدثان سويًا، بينما على الجهة الأخرى كانت چويرية ومودة تقفان أمام الهاتف الذي كان مثبتًا على النافذة وتتحدثان، نظر عز إليهما وعقد ما بين حاجبيه قائلًا:إلحق چويرية ومودة بيعملوا تيك توك
نظر هلال إليهما ليعقد ما بين حاجبيه ويبدأ في الأقتراب مِنهما، توقفا خلفهما وهما يسمعان المقطع الذي كانتا تقومان بتسجيله، ظهرا في الفيديو وهما ينظران إليهما
كانت چويرية تتحدث مع السيدة التي كانت تقول “كيف يا مولاتي لا يعنيكي لقد سمعتُ أن سُهيلة إبنة أبي الحَكَم تُريده لنفسها!”
صا حت مودة مع الأخرى وهي تقول مستنكرة “مَن مَن مَن مَن!”
أجابتها چويرية قائلة “سُهيلة يا اختي ولـ ـعي بقى ولـ ـعي”
تحدثت مودة قائلة “تلك المنصـ ـوصه عـ ـود الخيـ ـزران النا شف”
أجابتها چويرية قائلة “هي بعينها اللي متجـ ـيش صباع فـ رجـ ـل حضرتك”
أنتهـ ـى التسجيل لتشاهدان الفيديو بـ أبتسامه واسعة لتقول مودة بسعادة:الله حلو أوي يا بت يا چويرية
وافقتها چويرية الرأي قائلة:عندك حق حلو أوي
مودة:أبعتهولي على الواتس بقى
تحدث عز وهو ينظر لهما بذهول قائلًا:هو التريند لحق وصلكم
ألتفتا إليه لترى عز وهلال يقفان خلفهما ينظران إليهما، تحدث هلال وهو ينظر إليها قائلًا:تصدقي وتؤمني بالله يا چويرية الست دي لايقة عليكي أوي يا زين ما أختارتي بجد
عز:بصراحة كدا آه لو كانت مودة عملته مكانش هيبقى حلو كويس إنك خدتي الدور دا عشان دا أصلًا دورك فـ الحياة
أبتسمت چويرية قائلة:مش محتاجين إنكم تعرفوني على نفسي يا حلو أنتَ وهو
مسـ ـح عز على خصلاته المائلة إلى الإصفرار قائلًا بغـ ـرور:طول عُمري حلو وبشهادة مِن ناس معتـ ـمدة مقولتيش حاجه جديده
حركت حد قتيها بمـ ـلل في أنحاء المكان قائلًا:يا رب نبطل غـ ـرور شويه
أبتسم عز وقال مبتسمًا بـ أستـ ـفزاز شـ ـديد:مبعرفش أبطل سوري مش أوبشني دا زَيك كدا مبتعرفيش تبطلي حقـ ـد
جحـ ـظت عيناها بصـ ـدمة لتنظر إليه بغضـ ـب قائلة:نعم يا أبو شعر أصفر .. نعم يا أبيـ ـض يا سمـ ـج
رفع عز كتفيه إلى الأعلى قليلًا قائلًا ببـ ـرود:على الأقل مش حقـ ـودي وغلا وي أبقى سمـ ـج أهوَن بكتير مِن إني أكون شبهك
هلال:لا بعد إذنك يا عز انا مسمحلكش كله إلا چويرية
نظر عز إلى مودة وقال:مش تدا فعي عن أخوكي بدل ما أنتِ واقفة كدا مبتعمليش أي حاجه غير إنك تتفرجي عليا
نظرت إليه مودة وقالت:معلش يا عز حقك عليا بنت عمي مش متـ ـربية
أبتسم عز قائلًا:الله يكرم أصلك يا شيخة جبتي مِن الآخر
_____________________
كان حُذيفة جالسًا ينظر إلى هاتفهِ بهدوء وهو يضع يده على خده بهدوء حتى أقترب مِنهُ أخيه يزيد الذي كان متو ترًا بشكلٍ ملحوظ، جلس بجانبهِ وقال:حُذيفة انا مـ ـرعوب
رفع حُذيفة حدقتيه مِن على شاشة هاتفهِ ونظر إليه قائلًا بتساؤل:في إيه مالك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أبتـ ـلع يزيد غصـ ـته وقال بنبرة متو ترة وخا ئفة:موضوعي متحلش لحد دلوقتي وبيكبـ ـر كل يوم أكتر وفـ أي لحظة روان هتعرف وهتكون مصـ ـيبة … انا بفكر أقولها
حُذيفة بر فض:لا طبعًا
يزيد بحـ ـدة:تعرف مِني أحسن ما تعرف مِن بره يا حُذيفة انا مش عايز أفضل ساكت كدا كتير انا هروح أقولها واللي يحصل يحصل
زفـ ـر حُذيفة وقال:وبعدين هل هي هتقـ ـتنع بالكلام دا
يزيد بثقة:أكيد .. روان واثقة فيا وهتصدقني انا عارفها
شعر حُذيفة بـ القليل مِن القـ ـلق وقال:خا يف يا يزيد
أبتسم يزيد وربت على فخذه قائلًا:متخافش روان هتصدقني انا واثق … انا جيت أعرفك الأول قبل ما أتصرف في أي حاجه
أبتسم إليه حُذيفة وربت على فخذه قائلًا:خلاص طالما دا هيريحك عرّفها وانا هشوف يوم وهاجي معاك نحلّ الموضوع دا ونجيب أخـ ـره عشان مينفعش يطَول أكتر مِن كدا
حرك يزيد رأسه برفق وقال:أكيد .. بس هتعمل إيه
أتسعت أبتسامه حُذيفة قائلًا:متقلقش يا حبيبي .. هنحلّ الموضوع بهدوء مش أكتر .. وعشان سُمعـ ـتك قدام الناس متتهـ ـزش فـ حاجه مش فيك يا اخويا انا خا يف عليك
زفـ ـر يزيد بهدوء وقال:عارف يا حبيبي وانا زَيَك بالظبط .. وخا يف على علا قتي انا وروان … الموضوع دا مضا يقني أوي يا حُذيفة .. انا مش عارف اللي بيعمل كدا هيستفاد إيه
أبتسم حُذيفة وقال:واضحة يا يزيد .. بيهـ ـرب مِن غـ ـلطته وخلّى غيره يشـ ـيلها … متشغلـ ـش دماغك بـ الموضوع ده وبعد بكرا هاجي معاك نشوف حلّ قا طع عشان ترجع تكمل الترم اللي فاضلك دا وتتخرج
زفـ ـر يزيد ومسح على خصلاته قائلًا:تعـ ـبت يا حُذيفة
نهض حُذيفة وجلس بجانبهِ وضمه إلى أحضانه قائلًا:انا جنبك يا حبيبي ومش هسيبك مهما حصل … هفضل ماسك إيدك لآخر يوم فـ عُمري
أبتسم يزيد وربت على ظهره قائلًا:ربنا يخليك ليا يا حبيبي ومتحـ ـرمش مِنك
____________________
كانت روز تجلس في مكتب ليل تعمل في هدوءٍ تام وبتركيز شـ ـديد على صفـ ـقتها التي تسعى خلفها منذ زمن، دلف ليل مغـ ـلقًا الباب خلفه قائلًا:عملتي إيه
أجابتهُ روز وهي تنظر إلى حاسوبها قائلة:شغاله
جلس ليل على مقعده قائلًا:في حاجه وا قفه معاكي أو محتاجه رأيي فيها
زفـ ـرت روز بهدوء وقالت:آه فيه حاجه عايزه أخد رأيك فيها قبل ما أعملها
نهض ليل وأتجه إليها قائلًا:وماله وريني
جلس بجانبها ونظر إلى شاشة الحاسوب لتتحدث روز قائلة:شوف كدا البنـ ـود دي
أرتدى ليل نظارته ونظر إلى شاشة الحاسوب بتركيز شـ ـديد يقرأ البنـ ـود المكتوبة أمامه أسفل نظرات روز الهادئة التي كانت تنظر إلى الشاشة بهدوء شـ ـديد، مر القليل مِن الوقت ليعود ليل إلى الخلف قليلًا
نظرت إليه روز بينما نـ ـزع هو نظارته وقال:تمام ما عدا آخر بنـ ـدين … آخر بنـ ـدين هييجوا عليكي بـ خسـ ـارة
روز:والحل
نظف ليل حلقُه وقال:تخلّي المدير التنفيـ ـذي يبعتلهم إن الصفـ ـقة مش هتتم بسبب آخر بنـ ـدين الشركة مش موافقة عليهم يا إما تعدلوا فيه يا إما الصـ ـفقة مش هتتم مِن الأساس
أبتـ ـلعت روز غصـ ـتها بهدوء شـ ـديد وقالت بخو ف واضح على معالم وجهها:أيوه يا ليل بس كدا .. يعني أفرض موافقوش
أبتسم ليل ونظر إليها قائلًا:متخافيش يا روز .. هيوافقوا ويعد لوهم
عقدت روز ما بين حاجبيها قائلة بـ أستنكار:بالسهولة دي كدا؟؟!!
حرك رأسه برفق وقال مبتسمًا:أيوه .. يا بنتي أنتِ أي شركة تتمنى تخش معاكي صـ ـفقة وبعدين شركتك مش قليـ ـلة وهيخا فوا تفسـ ـخي التعا قد معاهم وعشان كدا هيعملوا أي حاجه هتقوليها عشان خاطر يكـ ـسبوها وتتم
ربت على يدها برفق وقال بنبرة هادئة مطمئنًا إياها:مش عايزك تقلـ ـقي مِن حاجه انا عارف انا بقولك إيه كويس وأكيد مش هأ ذيكي يعني
نظرت إليه روز وقالت معا تبةً إياه:أخـ ـس عليك يا ليل إيه اللي بتقوله دا انا مبفكرش كدا خالص … انا بس مش عايزه بعد التعـ ـب دا كله تيجي على حاجه زَي دي وتفشـ ـل
أبتسم ليل وقال:وإيه يعني لو فشـ ـلت عادي أهم حاجه إنك عرفتي خصـ ـمك وعلمـ ـتي عليه وصـ ـفقة زَي دي تعلمك قدام وهيجيلك غيرها مليون واحدة أكيد
حركت رأسها برفق قليلًا ثم قالت:عندك حق .. هتروح فـ أي مكان النهارده
أعتدل في جلسته بهدوء وقال:لحد دلوقتي رايح المكتب .. عايز أشوف حكاية الورق اللي أتسـ ـرق مِن شقة ليل دا
ربتت روز على يده وقالت:متقلقش خير إن شاء الله
نظر إليها ليل وأبتسم قائلًا:طول ما أنتِ فـ ضهري انا ببقى قو ي يا روز … انا مِن غيرك ولا حاجه وبقو ى بيكي
أبتسمت روز وعانقته مربتةً على ظهره قائلة:حبيبي يا ليل .. أنتَ بيا أو مِن غيري قو ي وقا در على كل حاجه
طبع ليل قْبّلة عميقة على رأسها وقال:بالعكس .. مِن غيرك انا ولا حاجه ومبحسش إني فـ نفس قو تي وانا معاكي .. أومال أنتِ ست البيت أزاي بقى وسترونج وومَن أندبيدت واللي قادره على التحـ ـدي والموا جهة .. وجودك بيفـ ـرق أوي معايا يا روز وحقيقي انا أتمنى أن يومي ييجي قبل يومك عشان انا مش هتحمل أعيش مِن غيرك ثانيه واحدة
ألتمعت فيروزتيها لـ تُمسد على ظهره قائلة بنبرة مهـ ـزوزة:متقولش كدا يا ليل … متقولش كدا يا حبيبي ربنا يخليك ويفضل صوتك ما لي القصر .. مِن غيرك كلنا ولا حاجه حقيقي يا ليل أنتَ العمود الأساسي لـ البيت دا وهتفضل العمود الأساسي دا على طول والعمود دا مش لازم يتهـ ـد تحت أي مسمى .. عيلة الدمنهوري دي مكبرتش غير بيك انتَ وكل الشركات والمصانع دي موقـ ـفتش على رجـ ـليها تاني غير بوجودك .. وانا متقو تش وبقيت بـ اللي انا عليه دا دلوقتي غير بـ وجودك .. انا مِن غيرك ولا حاجه يا ليل
مَسَد ليل على ظهرها برفق وقال مبتسمًا:معرفش أنتِ لو مكُنْتيش فـ حياتي انا كُنْت هعمل إيه يا روز أو كُنْت هبقى عامل أزاي … بشكر ربنا كل يوم عشان ز رع حُبّك جوه قلبي ورزقني بيكي عشان تكوني العوض عن كل حاجه وحـ ـشه حصلتلي
أبتسمت روز بـ حُبّ وراحة شـ ـديدة لتستشعر لـ المرة الألف وتسعمائة وتسعة وتسعون بـ الراحة والدفء والسكـ ـينة والأمان في أحضانه، لطالما كان العالم يخذلها دومًا، البشر، بينما أحضانه لَم تخـ ـذلها يومًا وكانت خيرُ الصديق إليها.
___________________
كان عبد الرحمن يجلس مع صديقه ناصر الذي كان يتـ ـكئ بمـ ـرفقيه على فخذيه وينظر بشرود إلى الأرض، بينما كان عبد الرحمن يجلس قبالتهِ ينظر إليه بهدوء ليزفر بعـ ـمق قائلًا:وبعدين يا ناصر هتفضل كدا لحد أمتى
لحظات ورفع ناصر رأسه تجاهه ينظر إليه بـ عينان تا ئهتين ليقول بنبرة هادئة:تـ ـعبان يا صاحبي . تعـ ـبت مِن عجـ ـزي فـ إني أساعده . تعـ ـبت مِن كل حاجه الموضوع أر هقني جا مد يا صاحبي وخد طا قتي كلها
زفـ ـر عبد الرحمن ثم نهض قائلًا:أوضته فين
نهض ناصر في المقابل وأشار إلى إحدى الأركان قائلًا:فـ آخـ ـر الطرقة اللي هناك دي
نظر عبد الرحمن إلى إحدى الأركان الذي أشار نحوها ناصر ليقول:تمام
تحرك إلى هناك وخلفه ناصر، مسح عبد الرحمن على وجهه وألقـ ـىٰ نظرة أخيره عليه، أمسك بـ مقبـ ـض الباب وقام بـ فتح الباب بهدوء ودلف وهو يُسمي الله بهدوء أسفل نظرات ناصر التي كانت تتابعه بتـ ـرقب وحـ ـذر شـ ـديد، نظر عبد الرحمن إلى أركان الغرفة بهدوء وهو يُسمي الله، أبتـ ـلع غصتهِ وقبل أن يخطو خطوة واحدة إلى الداخل أر تد جسده بعـ ـنف إلى الخلف فـ ـزعًا وهو ينظر إلى ذاك الشاب الذي ظهر أمامه دون سا بق إنـ ـذر قائلًا:بتعمل إيه يا عبد الرحمن!
_________________________

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *