روايات

رواية أبناء الدمنهوري (أحببتها ولكن 3) الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم بيسو وليد

رواية أبناء الدمنهوري (أحببتها ولكن 3) الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم بيسو وليد

رواية أبناء الدمنهوري (أحببتها ولكن 3) البارت الثالث والعشرون

رواية أبناء الدمنهوري (أحببتها ولكن 3) الجزء الثالث والعشرون

أبناء الدمنهوري
أبناء الدمنهوري

رواية أبناء الدمنهوري (أحببتها ولكن 3) الحلقة الثالثة والعشرون

فى المستشفى
دلف قاسم ومعه كارما التى ركضت الى بيسان وأحتضنتها بخوف وهى تقول بتوتر:بيسان انتِ كويسه يا حبيبتى تعبانه أجبلك الدكتور؟
قالت جملتها الأخيره وهى تضع يدها على جبين بيسان التى أبتسمت وقالت:كارما أهدى انا كويسه وزى الفل والله محصلش حاجه لدا كُله
كارما:خوفت عليكى جداً لما قاسم حكالى اللى حصل
بيسان بأبتسامه:انا كويسه يا حبيبتى متخافيش
جلس قاسم بالجهه الأخرى أمامها وقال:انتِ كويسه بجد يا بيسان؟
بيسان بأبتسامه:ايه يا جماعه مالكوا ما انا قدامكوا أهو وكويسه انا لو هموت مش هتعملوا اللى بتعملوه دا
قاسم بعتاب:بعد الشر عليكى أوعى تقولى كدا تانى سامعه
كارما براحه:كويس أنك بخير
بيسان بتساؤل:هو بابا وماما مجوش معاكوا ولا ايه؟
قاسم:بابا ميعرفش حاجه لا هو ولا ماما
بيسان بتعجب:دا أزاى! هما مسألوش عليا معقوله!
قاسم:لا سألوا بس انا قولتلهم أنك بايته عند صاحبتك عشان تعبانه ومحدش معاها
كارما:انتِ متخيله ماما لو عرفت هيحصلها ايه؟ أو بابا اللى هيبهدل الدنيا ومش هيقعدها دا كفايه قاسم لوحده
قاسم بحده:انا أحرق الدنيا كلها دى أختى يا كارما واللى يأذيها أمحيه من على وش الأرض
كارما:بس يا قاسم لازم تتفاهم بهدوء ومينفعش العصبيه المفرطه دى عشان مش حلوه وهتودينا حته تانيه
قاسم:انا عاوز أعرف منها ايه اللى حصل عشان أعرف هتصرف أزاى يا كارما انا مش هسيب حق أختى يروح..ها يا بيسان أحكيلى ايه اللى حصل براحه ومتخافيش طول ما انا معاكى وفى ضهرك بس عاوز أفهم منك
نظرت لهُ بخوف وتردد ولا تعلم أتخبره أم لا ولكن للأسف أنه يعلم كل شئ وإن حاولت الكذب سيعلم ويعاقبها بالتأكيد
قاسم بتهدئه:أتكلمى ومتخافيش منى يا بيسان انا أخوكى ومن حقى أعرف ايه اللى حصل بالظبط عشان أساعدك وأقف جنبك والكل يحترمك حتى الكبير
نظرت لهُ بيسان بتوتر وقالت بتردد:بصراحه اللى حصل هو..
Flash back
كانت بيسان بالفصل وحدها تضع أغراضها بالحقيبه وعندما أنتهت نهضت ووضعت الحقيبه على ظهرها وجاءت كى تخرج وجدت الباب يُقفل فجأه وهو أمامها ينظر لها نظرات غير مفهومه نظرت لهُ بيسان بتوتر ولكن قالت بحده:انتَ ايه اللى عملتوا دا…أفتح الباب
لم يعيرها أى أهتمام وبدء يقترب منها ويقول ببرود:ولو مفتحتهوش؟
بيسان بحده:أفتح الباب أحسنلك
أردف ببرود وهو يطالعها بشفقه قائلاً:تؤ تؤ تؤ مسكينه يا بيسان فكرانى أول ما تقولى أفتح الباب هفتحه فعلاً يا حرام مكنتش أعرف أنك ساذجه كدا
حاولت بيسان تمالك أعصابها ونظرت لهُ نظرات غاضبه فأكمل هو قائلاً:لازم تتعلمى يعنى ايه أحترام يا بيسان…يعنى مثلاً أعرف أن الناس لما تغلط بتحس بغلطتها وبتعتذر وراسها فى الأرض بس انتِ
كانت تنظر لهُ بحده بينما هو أكمل قائلاً:انتِ متعرفيش يعنى ايه خجل أو أمتى تحسى بغلطتك وتعتذرى بس لما تغلطى مع الشخص الغير مناسب تبقى كدا حكمتى على نفسك بالموت…انا عدتلك كتير أوى بس لما تسوقى فيها وقتها انا مش هسمحلك وهوقفك عند حَدك
نظر لها نظره مرعبه بينما هى تُطالعه بحده ولكن عندما أنتهى وجدته يقترب منها ولكن رفعت أصبعها أمامه ورجعت خطوه للخلف وهى تقول بحده:إياك
وقف مكانه وهو ينظر لأصبعها وهى تنظر لهُ بحده وقالت بتحذير:إياك تفكر تقرب خطوه واحده بس…انتَ لسه متعرفش مين بتكون بيسان…ولو حابب تعرف مين هى معنديش مشكله أعرفك وقتها يمكن تحس على دمك وتبعد بس أظاهر أنك مبتحسش ومش ناوى تبعد عنى بس صدقنى وقتها هتندم ومش هتعرف ترفع عينك فى عينى تانى
أبتسم بسخريه ثم تحولت لضحكات متتاليه وهى نظرت لهُ بتعجب وأرتخت يدها ثم أنزلتها وهو مازال يضحك
هدء وقال بعدم تصديق:بجد مش مصدق اللى انا شايفه…بيسان العَيله بتهددنى…لا مش لايقه لا…انتِ أخرك تهددى ابن أختك الصغير عشان مبيشربش اللبن…أو تتفرجى على قناة طيور الجنة مثلاً
بيسان بحده:واضح أنك متعرفش يعنى ايه تربيه ومتعرفش بتبقى عباره عن ايه عشان كدا بتتكلم بكل وقاحه
نظر لها بنفس النظره التى تملئها الحقد وأقترب منها مره أخرى ولكن صفعته بيسان بقوه وضع يده على أثرها وهو يطالعها بحقد فقالت هى بحده:القلم دا عشان يعرفك أزاى تلتزم حدودك وتعرف تحترم بنات الناس ولو فاكرنى ضعيفه فأحب أقولك لا انا مش ضعيفه وأعرف أخد حقى سواء منك أو من غيرك
نظر لها ولم يتحدث تركته ورحلت نظر خلفه لأثرها وهو يقول بتوعد:إذا كان فى حد هنا ميعرفش معنى التربيه فهيكون انتِ يا بيسان…وصدقينى هندمك على القلم دا ندم تندمى طول عمرك أنك أدتهونى
Back
بيسان بدموع:ودا كان موقف من ضمن المواقف اللى خلاه ينتقم منى بالشكل دا ويرجع يعيد نفس السيناريو تانى بس المره دى لما جيت أهرب منه شدنى من شعرى وقرر ينتقم منى نزل بيا ورمانى على الأرض جامد وقال عليا كلام وحش وانا دراعى أتجرح ووقعت على راسى وبعدها مشوفتش غير سحابه سوده ومحستش بحاجه تانيه لحد ما فوقت هنا…ومى قالتلى بسبب الوقعه أثرت على راسى والعمليه لازم تتعمل فى أسرع وقت
كان كلاً من قاسم وكارما ينظران لها بصدمه ولا يصدقان ما يسمعانه منها شعر قاسم بالغضب بسبب ذلك الشاب الوقح الذى تجرأ وفعل هذا مع شقيقته الصغرى أحتضنتها كارما وهى تربت على ذراعها وتُهدئها بينما نظر لها قاسم نظره لم تفهمها بيسان وهو ينوى على فعل شئ ما

 

 

 

 

 

فى قصر ليل
وضعت عبير السكين على رقبه روز وهى تقول:ششش …مسمعلكيش صوت انتِ فاهمه
روز برعب:أبعدى عنى انتِ مجنونه
ضغطت عبير بالسكين على رقبتها وقالت بجنون:شششش
.. شششش مش عاوزه أسمع صوتك بحرف واحد والا هكون مصفياكى ومحدش هيثبت عليا حاجه فاهمه
نظرت لها روز بخوف شديد وحاولت أبعاد السكين عن رقبتها وسمعتها تقول:لو فاكرنى موت خلاص تبقوا غلطانين انا لسه عايشه ومش هموت على إيديكوا أنتوا لا انا مش هموت قبل ما أخد حقى منكوا واحد واحد وبالذات انتِ يا روز…انتِ اللى هيكون أنتقامى منك أكتر من أى حد عارفه ليه؟ عشان انتِ اللى خدتى ليل منى وخليتيه يحبك ويتجوزك انتِ مع أنه المفروض يكون معايا انا وانا اللى المفروض أكون مكانك دلوقتى بس للأسف اللى كنت مخططاله كله راح فى ثانيه وكله بظهورك قدامى اللى خلاكى عائق كبير قدامى ومش هعرف أتعامل معاه غير بتخطيط مدروس كويس أوى…بس تعرفى انا مكنتش هتجوزه حُباً فيه لا دا عشان كل اللى معاه اللى المفروض يكون لبابا بس كل ما كنت أحاول أنفذ أى خطه انتِ تبوظيها لحد ما حصل اللى حصل ودخلتونى مستشفى المجانين بعد ما لعبتوا عليا لعبتكوا القذره دى وقدرتوا توقعونى بسهوله…بس شوفى وبعد سنين أنتطار مرت عليا وانا فى جحيم رجعت بس رجعت وانا مخططه انا ناويه على ايه كويس وانتِ هتكونى أول الضحايا هنا يا روز…يلا ودعى الدنيا عشان قدامك أقل من نص دقيقه وتروحى لرب كريم
ما إن أنتهت من جملتها حتى وجدتها ترفع السكين وتغرزها بقلبها
نهضت من نومتها وهى تصرخ برعب وتضع يدها على قلبها وحبات العرق تتصبب على جبينها وتتنفس بسرعه جنونيه وعينيها بجميع أنحاء الغرفه وجدت الباب يُفتح وليل يدلُف إليها وهو خائف عليها أقترب منها وجلس أمامها وهو يقول بقلق:مالك يا روز ايه اللى حصل انتِ كويسه؟
لم تستطع أجابته وظلت على حالتها وضع يده على جبينها وقال بقلق واضح:انتِ دافيه ليه؟ حاسه بتعب؟
أمأت روز رأسها بلا فقال هو مُتعجباً:طيب ايه اللى حصل انا مش فاهم حاجه ايه اللى خلاكى تصوتى كدا رعبتينى عليكى وقولت حصلك حاجه بعد الشر
تحدثت روز وهى تلهث وجسدها يرتعش بقوه وقالت:انا كويسه صح؟
تعجب ليل من سؤالها وقال:انتِ بتسألينى المفروض انا اللى أسألك يا روز
تحدثت روز بدموع وهى تنظر لملابسها بالكامل بجنون وتقول:متأكد أن مفيش دم صح مفيش دم
أمسك ليل ذراعيها وقال:ممكن تهدى وتفهمينى دم ايه؟
روز بخوف:دم وضربتنى بالسكينه فى قلبى راجعه تنتقم وانا كنت أول ضحاياها هى مش مريضه دى بتمثل بتعمل كل دا عشان تقدر تنتقم مننا وبعدها تاخد كل حاجه
كانت تتحدث بسرعه وهى كالمجنونه فهزها ليل بقوه وقال بصوتٍ عالِ قليلاً كى تفوق من ما هى به:أهدى ايه اللى بتقوليه دا مفيش حاجه حصلت
صمتت روز ونظرت لهُ بدموع وقال هو بحِده:فى ايه يا روز ايه الكلام اللى بتقوليه دا ومين دى مفيش حاجه من اللى قولتيها دى حصلت

 

 

 

 

 

نظرت لهُ روز بدموع ونظرت حولها ولملابسها وقالت بهدوء:يعنى ايه
ليل بحِده خفيفه:حضرتك عملتى الأكل وطلعتهولى وتعبتى شويه ونمتى بس أدى كل اللى حصل ايه بقى اللى عماله تقوليه دا؟
صمتت روز تماماً وشردت تُفكر فيما رأته وهو ترك ذراعيها وهدء نوعاً ما ونظر لها وقال:ممكن أفهم فى ايه وايه اللى خلاكى تعملى كدا
نظرت لهُ روز قليلاً وهى لا تعلم كيف ستبدء
فى المستشفى
قاسم بتعجب:جالك! وهو عرف منين؟
بيسان بجهل:مش عارفه هو جه وقعد وهو اللى جايب الورد دا ونفس النظره اللى حكيت عليها لعُدى بصلى بيها تانى والحقيقه انا مش فاهمه معنى النظره ايه
كارما:هو مش دا اللى جه قبل كدا وأشتكى من معاذ وعمار؟
قاسم:هو…بس عاوز ايه من بيسان وليه بيبصلها البصه دى فى حاجات كتير أوى مجهوله يا كارما ومحتاجه تتكشف
بيسان بتساؤل:طب هنعمل ايه؟
نظر لهما قاسم بغموض وقال:هتعرفوا هنعمل ايه بس مش دلوقتى
لم تفهم كارما وبيسان نظرته ولكن يبدوا أنه يعلم جيداً ماذا سيفعل
مر يومان وعادت بيسان الى القصر مره أخرى برفقه قاسم وكارما ودلفوا الى الداخل كانوا جميعهم جالسون نهضت روز ومعها ليل الذى أقترب منهم بهدوء مخيف وكانت بيسان تنظر لهُ ببعض الخوف والتوتر وبجانبها قاسم وبالجهه الأخرى كارما وقف أمامهم ووضع يديه خلف ظهره بشموخ وقال موجهاً حديثه لبيسان:كُنتى فين؟
نظرت لهُ بيسان بتوتر ورمشت بعينيها مرات متتاليه وهى لا تعلم ماذا ستقول وشعرت ببعض الخوف من هدوءه الغير مُريح ولكن إن صمتت سيظن بها ظن سئ ويجب عليها أن تُجيب على أسئلته كى تُثبت لهُ أنها كانت مريضه سمعته يقول مره أخرى:أخر مره هقولها كُنتى فين؟
نظرت لهُ بيسان وحاولت أن تتشجع وتجيبه فقالت بصوتٍ مهزوز رغماً عنها:انا…انا كنت…انا كنت فى المستشفى
نظروا لها بصدمه وذهول ورأت الصدمه على أوجههم جميعاً وأكثرهم والدتها التى كانت لا تصدق ما سمعته منذ لحظات نظرت لليل وشعرت بالقليل من الخوف مِنهُ لأنها تعلم بأنه سيغضب عليها الأن ويُعنفها ولكن فاجئها برده وهو يقول ببرود:ايه اللى حصل خلاكى تُقعدى تلات أيام فى المستشفى بدون علمى؟
نظرت لهُ بيسان وأدمعت عينيها رغماً عنها بسبب بروده بالحديث كانت تَظُن أنه سيخاف عليها وسيسألها مئات الأسئله عن سبب دخولها للمستشفى ولكن رأت البرود هو من يصادفها أخفضت نظرها عنه وقالت بصوتٍ مهزوز:حصلت مشكله فى المدرسه وأدت عنها أصابتى وأتنقلت للمستشفى وقاسم كان هناك وقتها وفضل معايا ومسابنيش
قبض على يَديه الموضوعه خلف ظهره بقوه مما يدل على غضبه وقال بهدوء مزيف:ايه سبب المشكله؟
صمتت بيسان قليلاً وهى لا تعلم ماذا تقول لهُ فنظرت لقاسم بتوتر واضح فقال بحده:انا مبكلمش نفسى على فكره
أدمعت عينيها بقوه وهى تقبض على يَدها بقوه وأصابتها رعشه صغيره فسقطت دمعه من عينيها وقالت بصوتٍ حاولت جعلُه هادئ الى حدٍ ما:أتخانقت مع واحد معايا فى نفس الفصل والخناقه كبرت وأتخطى حدوده معايا مرتين أول مره ضربته بالقلم…والتانيه ضربته بالشنطه وبعدها….
صمتت فجأه فقال هو بجديه:سكتى ليه؟ كملى
أغمضت عينيها وسقطت دموعها وقالت:قرر ينتقم منى وياخد حقه فشَدنى من شعرى ورمانى على الأرض جامد وسط الطلبه كلهم وقال كلام مش كويس عليا وانا إيدى أتجرحت ووقعت على راسى وأغمى عليا….مدرتش بنفسى غير وانا فى المستشفى ومعايا مى وقاسم
نظر لها ليل نظره غاضبه لم يستطع التحكم بها ونظرت هى أرضاً فقال بحده:وانتِ من أمتى بتعملى مشاكل وبتضربى الشباب؟

 

 

 

 

 

تدخل قاسم قائلاً:بابا مَتُحكمش على بيسان قبل ما تفهم الموضوع بالكامل
ليل بحده:انا بكلمها هى
نظر لها وقال:ها يا هانم…من أمتى وبنعمل مشاكل تأذينا
أحمرت عينيها بسبب كتمانها لدموعها ولكنها لم تتحمل وسمحت لها بالسقوط لتُعبر عن مدى مُعاناتها وحُزنها رفعت رأسها ونظرت لهُ وقالت بصوتٍ باكِ:انا معملتش حاجه عشان حضرتك تكلمنى كدا…حضرتك لو تعرف انا عملت كدا ليه مش هتكلمنى بالجفاء دا وتشوفنى المُتهمه والغلط كلوا عليا…انا معملتش أى مشكله تأذى حضرتك بالعكس حضرتك لو عرفت انا عملت ايه هتفتخر بيا وهتدعمنى مش هتشوفنى زى ما حضرتك شايفنى كدا…المفروض حضرتك تكون عارف انا ايه ودا اللى صادمنى عشان مش دا اللى أتوقعته من حضرتك…انا أتوقعت هتخاف عليا وهتاخدنى فى حضنك وتطبطب عليا وتطمنى وتقولى كل حاجه هتبقى كويسه…أستنيت من حضرتك رد معين بس للأسف ملقتهوش…انا دافعت عن نفسى يا بابا وقدرت أخد حقى بدون أى غلط وأى حد مكانى كان هيعمل كدا…واحد بيقفل باب الفصل وبيقرب منى حضرتك مستنى منى أعمل ايه طبيعى أهدده وأخوفه منى ولما ملاقيش رد أتضطر أعمل كدا عشان أدافع عن نفسى انا لا شتمت ولا عملت فى حياتى أى مشكله ممكن تضرنى أو تضر حضرتك انا خدت حقى منه بس بإحترام من غير شتيمه وقله أدب الشخص اللى زى دا لازم تتعامل معاه كدا عشان ميعملش دا مع أى بنت غيرى…انا مش شايفه أى حاجه غلط عملتها عشان حضرتك تعاملنى بالجفاء دا حضرتك المفروض تكون فخور بيا دلوقتى وتقولى عملتى الصح عشان عرفتى تدافعى عن نفسك مش تشوفنى متهمه انا مقتنعه أن انا عملت الصح يا بابا ومغلطتش وانا أسفه عشان كنت متعشمه الاقى الرد اللى كنت متوقعاه وملقتهوش غير فى قاسم
تركتهم جميعاً وركضت الى غرفتها وهى لا ترى أمامها بينما هم يقفون والصمت سيد المكان مسحت كارما دمعه هربت منها تأثُراً بحديث بيسان تركهم ليل وخرج من القصر بأكمله نظرت لهُ كارما ولم تتحدث
مر الوقت سريعاً وها هى تُشير الى الثامنه مساءً
كان ليل جالس بمكتبه ويستند بذراعه على المكتب وبرأسه عليها وبيده الأخرى مُمسكاً بالقلم ويلعب به وشارد بما حدث اليوم وكيف كانت تبكى وترتجف من كثره أنفعالاتها تذكر حديثها وتظن أنه ظن بها ظناً سيئاً ولكنه كان لا يقصد كل هذا هو كان يريد أن يفهم ما الذى يحدث ولماذا كانت تَبِيت بالخارج لا أكثر كان لا يقصد أن يشُك بها ولكنه لم يستطع أن يجعلها تفهمه جيداً ولم يستطع أن يوصل لها شئ معين يريد إيصاله لها سمع صوت طرقات على الباب ويليها دلوف غاده ومعها صفيه أغلقت غاده الباب خلفها وحركت الكُرسى المُتحرك الخاص بوالدتها تجاه مكتبه حتى وقفت أمامه وجلست غاده
صفيه:ايه اللى حصل دا يا ليل

 

 

 

 

 

رفع ليل رأسه ونظر لها وقالت بعتاب:معقوله دا ليل أبنى اللى أعرفه؟ مستحيل يكون ليل اللى أعرفه لا
زفر ليل ووضع يديه على وجهه ولم يتحدث فقالت غاده:ليل…مالك يا حبيبى ايه اللى جرالك البت صعبت عليا وخلتنى أعيط انتَ ايه اللى كنت بتقوله دا انتَ وصلتلها فكره مش حلوه خالص ودا أدى أنها تفهم حاجه تانيه خالص
مسح ليل على وجهه ونظر لها قائلاً:بس انا مكنش قصدى كدا
غاده:بس هى فهمت كدا وانتَ لو عاوز تفهمها حاجه معينه مش هتفهمهالها كدا هى فهمتها حاجه تانيه خالص يا ليل ودا اللى زعلها منك عشان هى عارفه ليل دا ايه ومستنيه مِنُه رد فعل معين…مستنيه خوف،لهفه،أمان مستنيه حد يطمنها أقل حاجه هتعملها معاها أنك تاخدها وتقعدوا مع بعض وتفهم ايه اللى حصل براحه وبهدوء وبعدها انتَ هتتصرف براحتك وتشوف هتعمل ايه بس اللى عملته دا غلط انتَ عارف فى بنات كتير مبتتحملش الشك اللى أهلها بيشُكوه فيها وبالتالى دا بيأثر على نفسيتها وبيحسسها أنها بتعمل حاجه غلط مع أنها مبتعملش ومبيدوهاش فرصه توضح وأقل حاجه بتعملها أنها تنتحر ودا مبدء غلط لازم أحتواء تسمع منها براحه خليك ليها صاحب قبل ما تكون اب ليها هترتحلك وهتلاقيها تلقائياً بتيجى تحكيلك تفاصيل يومها وايه اللى حصل هى دلوقتى حاسه بالأمان والراحه مع قاسم أكتر ما حساه معاك يا ليل…حاول تفكر فى كلامى وهتلاقيه صح
صفيه:كلام غاده صح يا ابنى بس انا عارفه ليل بيحب بيسان قد ايه وبيخاف عليها أكتر ما بيخاف على الولاد وكلنا عارفين أن بيسان متعلقه بِليل أكتر مما نتصور بس هى معذوره هى يا قلب أمها أتصدمت عشان عارفه رده هيكون ايه بس هى لقت عكس دا فمش هقدر ألومها بصراحه
نظر لهما ليل وهو صامت ويُفكر بحديثهما صمت دقيقتان ثم قال قاطعاً ذلك الصمت:كلامكوا صح وعارف أنها كانت مستنيه رد فعل عكس اللى ورتهولها بس غصب عنى خايف عليها فكره أساساً أنها بايته عند صاحبتها مش منطقيه ومش داخله دماغى انا تعمدت أعمل كدا عشان أضغط عليها وأخليها تحكى مع أنى عارف أنها هتتكلم بس مش بسهوله أنتوا عارفين انا بحبها قد ايه وبخاف عليها ردى غصب عنى ومش قصدى أجرحها إن ما معملتش دا يا ماما هتفضل خايفه تحكى انا عاوزها تتشجع وتحكى من غير خوف الوقت اللى أحنا فيه مش عاوز البنى أدم الضعيف عاوز القوى اللى يقدر على أى حاجه ويعرف أزاى يتعامل مع الظروف كويس وبدون تعب وتفكير أزاى هيتصرف فى الموقف دا وهل دا صح ولا غلط…زى ما عبد الله أتجرأ وبقى يسافر هنا وهنا ويواجه لوحده انا عاوز بيسان كدا وعاوز أشوفها هتتعامل أزاى…انا ليا وجهة نظر محدش قادر يفهمها لحد دلوقتى بس انا عارف انا بعمل ايه كويس محدش يقلق انا عارف تعامُلى معاها هيكون عامل أزاى
نظرت لهُ غاده وهى لا تعلم ماذا يدور برأسه وبعدها لوالدتها

 

 

 

 

فى اليوم التالى
كانت بيسان تجلس بالحديقه وشارده الذهن تُفكر فيما حدث ولا تعلم ما يحدث حولها تشعر بالتشتت والحيره وبداخلها صراع عنيف بعقلها وقلبها لا تعلم الى من تميل وتسمع لهُ فكلاهما يتحكمان بها وكُلما حاولت الميل الى عقلها تجد قلبها كأنهُ يُخبرها ويقول لها انا هُنا لا تستمعى إليه أستمعى لقلبك فقط أليس لديكِ مشاعر أيتها الفتاه الحمقاء زفرت بضيق وهى تعُض أظافرها بتوتر حدثت نفسها قائله:ايه اللى بيحصل مش عارفه تاخدى قرار ليه يا بيسان انتِ كبرتى خلاص وتقدرى تعتمدى على نفسك وتاخدى قراراتك بنفسك من غير ما ترجعى لحد هتفضلى تخافى كدا لحد أمتى لازم تواجهى وتكونى قويه ومتسمحيش لأى حد أنه ينزل دمعه منك مهما حصل…انا عارفه بابا عمل معايا أمبارح كدا ليه هو لِيه وجهة نظر تانيه مقدرتش أفهمها أمبارح بس فهمتها دلوقتى وأكتشفت أنه عاوز يخلينى أواجه بس مش فى كل حاجه فى حاجات مينفعش أخد قرار فيها لازم أفكر فيها كتير وأشوف نتايجها ايه فى الأخر…بس أوعدك يا بابا أنى مش هخيب ثقتك وهكون قويه…ياما علمتنى وكنت بتقعد معايا وتدينى دروس فى الحياه ودلوقتى جه الوقت عشان أنفذها ووعد منى ليك هخليك تفتخر بيا وهكون قويه عشان عاوز متشوفنيش مكسوره فى يوم من الأيام…أكملت بأبتسامه وقالت:متخافش يا بابا هنفذ اللى نفسك فيه ومش هسمح لحد أنه يكسر بيسان ليل سالم الدمنهورى مهما حصل
كان يقف بالقرب منها ويستمع الى حديثها مع نفسها وهو يبتسم بسعاده لأنها فهمت مقصده فقال بأبتسامه وثقه:وانا واثق فيكى يا بيسان وعارف أنك الوحيده اللى بتقدرى تفهمينى ومش هتخيبى ظنى فيكى
فى القصر كانت كارما تسير مُتجها للأسفل وتمر أمام الغرف الى أن وصلت لغرفه عبير ووقفت أمامها فجأه وكأن هناك من جعلها تقف وتستمع لهذا الحديث السرى ذهبت الى الغرفه ووقفت أمامها بهدوء ووضعت أذنها على الباب تستمع الى ما جعلها تقف مكانها مصدومه
بسام:أزاى يا ماما انتِ بتتكلمى فى حاجه صعب أنها تتنفذ بسهوله انتِ عارفه انتِ بتقولى ايه
عبير بشر ومسكنه:عارفه وليه صعب أول خطوه فى خططتنا أتنفذت وهى أننا قدرنا نضحك على أشرف وأثبت أنى مجنونه ومحتاجه رعايه من الأهل لأنى يا حرام خايفه ومش عارفه أتعامل مع البشر بس هو صدق وعرفت أضحك عليه وأَمثل عليه ونقدر نقول الخطوه رقم واحد فى خطتنا نجحت ونقدر ندخل على الخطوه التانيه وننفذها من غير ما حد يحس ولا يشُك فينا
بسام بتساؤل:واللى هى؟

 

 

 

 

 

كانت كارما تقف وهى مصعوقه مما سمعته وتشعر بأنها تحلُم وستستيقظ من ذلك الكابوس
كارما بخفوت وصدمه:معقوله اللى انا سمعاه دا مستحيل يكونوا بكُل الشر دا…معقوله محرَمتش من أول مره بس المره دى هى مش لوحدها دى معاها أبنها واللى باين من على ملامح وشه الخُبث والشر…دلوقتى عرفت بابا كان قصده ايه لما بصلنا انا وبيسان وجه وحضنا وحذره بس بطريقه غير مباشره
وضعت يدها على فمها بصدمه وأتسعت عينيها بعدم تصديق وقالت:انا لازم أعرَف قاسم مينفعش حد من العيله يعرف حاجه زى دى والا هتحصل مشكله كبيره وأنتقامهم هيزيد أكتر…ياربى أعمل ايه انا مُشتته ومش عارفه أفكر
نظرت لهما من الخارج دون أن يشعُران بها وجاءت كى تذهب أصتدمت يَدِها فى الكوب البلاستيكى الذى سقط وصدر منه صوت أرتطامه بالأرض أتسعت عينيها بصدمه ونظرت لهُ ووضعت يدها على فمها بصدمه ويبدوا بأنها تم كشف أمرها سمعت صوت أقدام تقترب من الباب نظرت لهُ بصدمه وهى لا تعلم كيف ستختبئ منه رأت مخبئ ضيق بالقرب منها ركضت إليه وأختبأت به ووضعت يدها على قلبها الذى يَنبُض بشدة وأنفاسها السريعه التى تحاول أخذها خرج بسام وهو ينظر حوله نظره نَمِر يبحث عن فريستهُ نظر للكوب ومال بجزعه وأخذه واضعاً إياه كما كان بمكانه وقال:شكلُه وقع لوحدُه
دلف وأغلق الباب مره أخرى خرجت كارما من مخبأها ونظرت للباب وهى تأخُذ أنفاسها براحه وذهبت
أما عنهم فقالت عبير بتساؤل:مين اللى كان بره؟
بسام:محدش بره الظاهر أنه وقع لوحدُه
عبير:المهم أتفقنا
بسام بنظره وأبتسامه خبيثه:أتفقنا

 

 

 

 

 

فى غرفه كارما
دلفت كارما الى غرفتها بتعَجُل وأغلقت الباب ورأها وأستندت عليه وهى تأخذ أنفاسها براحه وتضع يدها على صدرِها
دلفت ووقفت بمنتصف الغُرفه وهى تقول:ياربى ايه المصيبه اللى كنت هقع فيها دى لولا أنى لحقت نفسى كان زمانى مكشوفه وكانوا هيهددونى أو مش بعيد يموتونى..بس حقيقى مش مصدقه اللى سمعته ومش عارفه هتصرف أزاى الست دى ليها ماضى مع بابا وماما مش طبيعى وأكيد رجوعها دا وراه أنتقام بس مين أول واحد فيهم مش عارفه…بابا قال أن فى كتاب فى تاريخ الست دى بالكامل وموجود فيه كل خططها وأعمالها لتدمير عيله الدمنهورى…انا لازم ألاقى الكتاب دا وأقراه كله وأعرف أكتر مين عبير دى وماضيها ايه عشان أعرف هتصرف أزاى بس لازم أخده من غير ما بابا يعرف لأنه لو عرف هيسأل عوزاه ليه وايه اللى فكرك بيه وساعتها مش هعرف أضحك عليه عشان هكون وقتها مكشوفه أوى قدامه ومش هعرف أكدب عليه من الأساس بابا فاهم الشخص اللى قدامه كويس وعارف أمتى بيكدب وأمتى بيقول الصدق
جلست على طرف الفراش وهى تُفكر كيف ستحصل على ذلك الكتاب بدون عِلم ليل

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أبناء الدمنهوري)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *