روايات

رواية تراتيل الهوى الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم ديانا ماريا

رواية تراتيل الهوى الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم ديانا ماريا

رواية تراتيل الهوى البارت الرابع والثلاثون

رواية تراتيل الهوى الجزء الرابع والثلاثون

تراتيل الهوى
تراتيل الهوى

رواية تراتيل الهوى الحلقة الرابعة والثلاثون

لم يكتفي تاج بذلك بل انحنى على الرجل ورفعه من ثيابه وأعطاه لكمة أخرى على فمه بكل قوته، فأمسك الرجل بفمه الملئ بالدماء وهو يصرخ بتوسل: أنا آسف والله ارحمني.
بدأ الجميع يتجمع حتى يرى ما يحدث وسروة تراقب بارتجاف، لكمه تاج مجددا بغضب عارم متسببا في كسر أسنانه الأمامية ثم ركله في بطنه، حين رأت سروة أن تاج على وشك أن يتسبب لنفسه بمشكلة كبيرة، أسرعت وأمسكته من ذراعه.
قالت سروة برجاء: تاج سيبه بالله عليك.
استدار تاج لها وعيناه تلمع بعنف، قسمات وجهه قست أكثر من طلبها وقال باهتياج ممزوج بالاستنكار: اسيبه!
عاد يحدق إليه بحقد وكور قبضة يده بشدة: الحيوان ده كان بيضايقك وماسك إيدك وعايزاني اسيبه!
ازدردت ريقها بصعوبة من مظهره الغاضب المستنكر لأنه كان واضح أنه لن يستمع إليها ولكنها حاولت أن تشرح له: أنت عاقبته خلاص بس علشان ميحصلش مشاكل أكتر من كدة لأنك ضربته جامد و..
ازداد لمعان عيونه بالغضب من حديثها وظهر السخط جليًا على وجهه وهو ينهرها بحدة: اسكتِ أنتِ!
انتفضت من صراخه عليها وصمتت وهي تنظر حولها، شعرت بالإهانة لأنه وبخها أمام الناس وحبست الدموع التي تجمعت في عينيها وأبقت وجهها جامد.
زفر تاج بحدة ثم استدار للرجل الواقع على الأرض وانكمش برعب على ذاته خوفًا من أن يضربه تاج مجددًا وتوسله بخوف: سيبني أبوس إيدك والله ماهعمل كدة تاني أنا غلطان.
بصق تاج عليه باحتقار ثم التفت وأمسك يد سروة بقوة وشدها معه وغادروا المكان.
صعد إلى السيارة بضيق، جلست سروة إلى جانبه بصمت وهي تحدق أمامها، كان يقود السيارة يختلس النظرات إليها حتى تنهد وقد هدأ غضبه كان يشعر بالانزعاج من نفسه لأنه صرخ عليها وأمام الناس، يعلم أنها تشعر بالإهانة الآن وأيضا لاحظ خوفها وصمتها حين صرخ عليها مما زاد في ضيقه، مد يده وتناول يدها الموضوعة بجانبها.
قال بنبرة هادئة: أنا آسف يا سروة، مقصدتش ازعق فيكِ هناك بس غضبي عماني.
لم تُجب سروة ولم تنظر له فرفع يدها لشفتيه وقبلها برقة، أدارت رأسه له على الفور لتجده يبتسم لها بلطف: حقك عليا أنا كنت متعصب مكنش قصدي.
رق قلبها رغم عنها وظهر الحزن على وجهها حتى تُظهر له بالفعل أنها مستاء فأوقف تاج السيارة على جانب الطريق.
قالت بتوتر: وقفت هنا ليه؟
التفت لها بجسده يقول بجدية وعيناه تلمعان بابتسامة: مش هنمشي من هنا وأنتِ زعلانة مني لازم أصالحك الأول.
زمت شفتيها وقالت باستياء: مفكرتش في ده ليه قبل ما تزعق لي قدام الناس؟
أخذ نفسًا عميًقا ثم قال لها بنعومة: أنا آسف بس كنت مضايق شوية.
جالت ببصرها في كل ناحية ماعداه حتى قالت بهدوء: خلاص مش زعلانة.
انعقد حاجبيه بعدم اقتناع: مش حاسس أنها من قلبك.
زفرت سروة وقالت بتذمر: خلاص قولتلك مش زعلانة بجد.
اقترب منها فجأة وقبلها من خدها برقة فحدقت إليه سروة بذهول وقد احمر وجهها.
التوى ثغره بابتسامة عابثة: خلاص كدة ممكن أصدق أنك مبقتيش زعلانة.
ضحكت فقال تاج برضى: كدة تمام أوي.
عاد مكانه وقبل أن يعيد تشغيل السيارة قال بجدية: مش عايزك تخافي تاني أنا لاحظت ده لما زعقت في المستشفى، عاتبيني بس متخافيش مني ولا من أي حد.
حدقت إليه بامتنان وهي تومأ برأسها، استدارت حتى لا تفضحها عيناها وتكشف الحب الذي تشعر به ويزداد كل لحظة اتجاهه.
عاد يقود مرة في هدوء حين قطع الصمت قائلا: عايزك تلمي هدومك لما تروحي دلوقتي يا سروة وتاخدي إجازة من شغلك.
قطبت بحيرة وفكرت هل يريد عودتها للمنزل اليوم؟
ردت بتساؤل: ليه؟
ابتسم ابتسامة جانبية: علشان هنسافر.
رفعت حاجبيها بذهول وهتفت: هنسافر! فين؟
نظر لها بجانب عينه بمكر: شهر عسل.
فتحت فمها بصدمة واتسعت عيناها فرفع تاج يده وأغلق فمها وهو يضحك على مظهرها المصدوم فأغلقت بارتباك.
قالت بحيرة ممزوجة بالضيق: تاج فهمني أنا مش فاهمة حاجة خالص.
ضحك تاج بخفة: إيه اللي مش مفهوم هنروح أنا وأنتِ شهر عسل زي أي اتنين متجوزين، إحنا ماخدناش راحة خالص من كل حاجة حصلت دلوقتي مفيش حاجة تمنع ناخد وقت لنفسنا شوية ونستجم مع بعض ولا أنتِ إيه رأيك؟
لم تستطع أن تكتم ابتسامتها والفرح ينتشر في أوصالها مما تسمعه منه، لقد شعرت بالسعادة من تفكيره بها وأنه يريد وقتًا يمضوه لوحدهما، فأومأت برأسها والإبتسامة على وجهها كفيلة بالرد.
حين عادوا للمنزل جلس تاج مع والدته وأخبرها بخططه بينما سروة تجمع أغراضها في الداخل، سُعدت والدته وأخبرته أنه أَحسن التفكير في ذلك فهما يحتاجان لإجازة لوحدهما يبتعدان فيها عن جميع الضغوط ويبقوا وقتهم وتفكيرهم لأنفسهم فقط.
خرجت سروة مع حقيبتها فنهض تاج وودع والدته ثم حَمل حقيبة سروة وهبطوا للسيارة، حين كان يضع حقيبتها وجدت حقيبة بالفعل هناك فعلمت أنه قد أعد كل شيء مسبقًا وتذكرت كلام الطبيب عن تقبُل تاج لها ورغبته بها وأنها الآن من عليها أن تقضي على مخاوفها وتتقدم دون خوف في علاقتهم.
قالت سروة بفضول: صحيح مقولتليش إحنا رايحين فين؟
نظر لها تاج بخبث: مش عارف أقولك من دلوقتي ولا أخليها مفاجأة لحد ما نوصل.
عبست سروة بدلال وقالت: قولي علشان خاطري أنت عارف مش هقدر أقعد كدة من غير ما أعرف.
ضحك تاج ورد: خلاص هقولك رايحين دهب.
ردت سروة بضحكة دهشة: دهب! بس اشمعنا؟
رفع كتفيه: مدينة جميلة والجو فيها حلو ليه لا؟
ابتسمت موافقة على حديثه واكتفت بالصمت بقية الطريق حتى غفت دون أن تشعر، استيقظت على يد تاج تربت عليها برفق.
فتحت عيناها ونظرت حولها بنعاس ثم اعتدلت وقالت لتاج بعدم تصديق: وصلنا! امتى؟
حدقت لتاج الذي تمطى بتعب وظهرت على وجهه علامات الإرهاق: لسة واصلين حالا.
قالت وهي تشعر بالذنب لأنها نامت وتركته: أنت سوقت كل ده لوحدك؟ طب كنت صحيني أسوق عنك شوية.
ابتسم بتعب: محبيتش اصحيكِ لأنه كان باين عليكِ مرهقة.
اعترضت بحنق: بس أنت اللي تعبان مش أنا وفي الآخر أنا اللي نمت وأنت سوقت كل الساعات دي لوحدك والطريق طويل.
لاحظت أنه متعب فوبخت نفسها لأنها ترهقه أكثر ولم تجادل معه أكثر من ذلك، ركن السيارة بجانب الكوخ الذي استأجره، هبطت سروة وهي تحدق إليه وإلى المكان بانبهار، حين دلفوا إلى الكوخ تفحصت سروة المكان برضى.
وضع تاج الحقائب أرضا وجال بها يُريها المكان المكان حتى وصلوا لغرفة نوم فقال بهدوء: دي أوضتك واللي جنبها أوضتي علطول.
توترت سروة واحتارت لأمره ولكنها فهمت أنه لا يضغط عليها ويتركها على راحتها، خرجوا من الغرفة وأخبرها تاج أنه سيستحم ويرتاح قليلا ولها حرية التصرف كما تشاء ففعلت المثل وارتدت ملابس مريحة تجلس بها.
خرجت وتفقدت المكان حتى وصلت للمطبخ ووجدت أنه مُجهز بكل ما يحتاجونه، جلست لوحدها في غرفة المعيشة تشاهد التلفاز حين خرج تاج من غرفته وقد بدل ملابسه هو أيضا مرتديًا بنطال من الجينز وتيشرت من درجات الأخضر مبرزًا لون عينيه.
اقترح على سروة الذهاب في جولة مشيًا على الأقدام فوافقت على الفور، كانت يتمشيان بهدوء وفي لحظة مد تاج يده وأمسك بيدها فلاحت ابتسامة رقيقة على وجهها الذي لمع بالارتياح وقد ذهب عنه الإرهاق والحزن الذي رافقه طويلًا، حل المساء ووجدا أنهما جائعين فعادا للكوخ.
قال تاج بمرح ليشاكسها: يا ترى هنأكل إيه؟ صحيح بتعرفي تطبخي يا سروة؟ أنا عمري ما سألتك.
توقفت سروة وقالت فجأة: لا.
ظهر الارتباك عليها فضحك تاج وتقدم لها وهو يضع يديه على كتفيها: طيب عادي مفيهاش حاجة أنا بعرف وتابع بغرور مصطنع : وهعملك أحلى عشا هتأكليه في حياتك غيري هدومك بس وتعالي هكون جهزت كل حاجة.
أومأت له وانطلقت لغرفتها حتى تبدل ملابسها، فتحت خزانتها ووقفت أمامها بحيرة حين لمعت فكرة في رأسها فجأة، مدت يدها وتناولت فستان من الخزانة وهي تنظر له بتردد، ضمته لصدرها وهي تفكر قبل أن تحسم أمرها أخيرا.
كان تاج قد انتهى من تحضير الطعام وتجهيز المائدة، كان يصب العصير وعلى وشك مناداة سروة حين خرجت سروة من غرفتها.
تعلقت عينا تاج بها طويلًا مما تسبب في خجلها وزيادة توترها، كانت ترتدي فستان جميل قصير من الحرير لونه يميل للازرق الداكن مما أبرز جمال لون بشرتها وقد أسدلت شعرها على كتفيها ووضعت بعض الكحل في عينيها وأحمر شفاه بلون خفيف ورغم بساطة مظهرها إلا أن جمالها كان طاغي، كان تاج شارد بها ولم ينتبه أن الكوب قد امتلأ بالعصير حتى فاض على مفرش المائدة.
قالت سروة بسرعة: حاسب.
انتبه تاج على الفور وتوقف عما يفعله وقال بارتباك وهو يضحك بتوتر: إيه اللي عملته ده! ثانيا همسحه علطول تعالي اقعدي.
عاد للمطبخ حتى يحضر منشفة أما هي جلست وقد أحست بخيبة الأمل لأنه لم يعلق على مظهرها ولو بكلمة، حين عاد مسح آثار ما فعل ثم جلس أمامها وقد أخفض إضاءة الغرفة مكتفيا بإضاءة الشموع التي على المائدة.
أشار لها تاج وقال بحيرة: مبتاكليش ليه؟ مش عاجبك؟
هزت رأسها وقالت بتوتر: لا طبعا جميل تسلم إيدك.
ثم صمتت فقال تاج بابتسامة وعيناه تتفحصانها بإعجاب: على فكرة شكلك زي القمر.
ابتسمت سروة بخجل وأخفضت بصرها للطبق أمامها: شكرا.
تناولوا الطعام وعيناي تاج لم تفارقها وتحدثا بتناغم حتى أنهم تناقشوا في شتى الأمور ووجدت سروة أنها تتمتع بالتحدث مع تاج حتى لو اختلفوا في الرأي.
بعد أن انتهوا من العشاء انتقلوا للجلوس على الأريكة.
قالت سروة بضحك وهي تضع يدها على بطنها: أنا عمري ما أكلت كدة تسلم إيدك.
رد تاج بحنو: بالهنا على قلبك كُلي براحتك.
تثاءبت سروة بتعب واستندت برأسها على يدها فقال تاج بحنان: لو تعبانة قومي نامي يلا.
هزت رأسها بنعاس: اه فعلا عايزة أنام خالص.
نهضت فنهض تاج معها مما وترها، رافقها حتى غرفتها، وقفت أمام الباب وهي تفرك يديها بتوتر، رفعت رأسها له وقالت بابتسامة: شكرا يا تاج اليوم النهاردة كان حلو أوي.
علت ابتسامة ثغره ثم اختفت ابتسامته وهو يحدق إليها بشدة وعيناه مظلمتان من شدة المشاعر، أخفض وجهه نحوها ببطء حتى يترك لها الفرصة إن أرادت أن ترفض ولكنها لم تتحرك حتى قَبلها تاج بشغف فأغمضت عيناها تستجيب له بكل كيانها، وضع يده خلف رأسها والآخر ضمها إليه من ظهرها، كان يقبلها بحرارة فطوقت سروة عنقه تتعلق به، حتى ابتعد فجأة.
حدقت إليه بتشوش فقال بجدية: أنا مش هعمل حاجة أنتِ مش عايزاها ولا مستعدة ليها.
رغم الخوف الباقي داخلها من تكرار ماحدث ليلة الحفل إلا أنها جمعت شجاعتها وقالت بثقة: بس أنا واثقة أنا عايزة إيه ومستعدة.
لم يُمهلها فرصة أكثر من ذلك فضمها له بقوة وهو يقبلها بشدة ابتعد عنها لثانية وهو يلتقط أنفاسه فنظر لها بابتسامة وقال بأنفاس لاهثة: وأنا متأكد أنا عايز إيه بس بسألك لآخر مرة متأكدة؟
أومأت له دون تردد ولكنها تجمدت فجأة بين ذارعيه فقطب وسألها: مالك؟
رفعت عيناها له بتوتر وترددت قبل أن تقول: أنا… أنا مش عايزة اخلف دلوقتي.
رفع رأسه بصدمة وابتعد عنها على الفور قائلا بحدة: ليه؟
حاولت شرح موقفها بتوتر: حاول تفهمني لأسباب كتير عندي منها أني عايزة اظبط حياتي الأول وأبقى مستعدة نفسيا للموضوع ده متنساش أني لسة بنتقدم في علاقتنا وبنحاول نفهم بعض، أنا لسة بتعافى نفسيا وبرجع لحياتي من تاني وكمان طول عمري شايفة تأجيل الخلفة أول الجواز من أحسن القرارات لحد ما كل واحد ياخد على طباع شريكه ويعيشوا حياتهم شوية.
فكر قليلا في حديثها واسترخت ملامح وجهه ثم تنهد وهو يوافقها: تمام موافق.
خشيت أن تكون ضايقته فاقتربت منه وهي تضع يدها على خده: اضايقت؟
وضع يده فوق يدها وابتسم لها: لا استغربت بس ومعاكِ حق.
تابع وعيناه تلمعان بمكر: لازم نعيش حياتنا شوية، يلا نكمل اللي كنا بنعمله؟
احمر وجهها خجلا وازدادت نبضات قلبها بقوة، رفعها بين ذراعيه فشهقت وهي تتعلق به، ضحك تاج فأخفت سروة وجهها في عنقه وهو يتقدم بها نحو الغرفة.
بعد بعض الوقت كانت سروة مستلقية على السرير على ظهرها وتاج بجانبها على جانبه يحدق إليها، بدت السعادة جلية في عينيها والراحة والرضى على وجهها، مسح تاج على وجنتها بحنان وهو يسألها بصوت رخيم: حاسة بأيه؟
أغمضت سروة عينيها على لمسة يدها ثم فتحتها وأجابت بصوت هادئ مختلط بالنعاس: مش عارفة هبقى ببالغ لو قولتلك دلوقتي أني حاسة بالكمال؟مقدرش أقول السعادة لأني اللي حاسة بيه أعمق من السعادة بكتير أوي.
صمتت لثانية وتابعت: ممكن أقول الرضى والراحة.
نظرت لعيونه وأكملت بنبرة خافتة رقيقة وهي ترفع يدها وتضعها على خده: والأمان، حاسة بمشاعر كتير أوي مش عارفة اوصفها كلها.
أدار تاج شفتيه وقبل باطن يدها فشعرت بالحرارة تسري في أنحاء جسدها، شدها له وهو ينام على ظهره فأراحت رأسها على صدره بينما وضع يده خلف ظهرها يضمها له، ويده الحُرة أمسكت بيدها وشبك أصابعه بها، تلك الراحة والسلام اللذان شعرت بهما سروة كانا كفيلان لأن تغفى بأمان بينما أحضان تاج الذي راقبها حتى غفت فقبل أعلى رأسها بحنان قبل أن ينام هو أيضا وابتسامة رضا وسعادة تعلو ثغره.
انقضت بقية الأيام على نفس المنوال لم يكونا يفترقان دقيقة، يقضيان النهار في التجوال في المكان أو السباحة أو حتى المزاح والركض على الرمال والليل يستمتعان بأمسية هادئة في التحدت معًا أو مشاهدة التلفاز أو الخروج للجلوس على الشاطئ والاستمتاع بمظهر القمر، انقضت ثلاثة أسابيع كانت الأسعد في حياة سروة لم تفارقها ابتسامتها قط وقد توردت وجنتاها بالصحة والعافية واستعاد وجهها رونقه وعيناها لمعتها بالحيوية والحياة فكان كل وقت تقضيه مع تاج هو سعادة لها، لقد توقفت في آخر لحظة عدة مرات أن تبوح له بحبها لا يمكنها أن تخاطر تلك المخاطرة وهو لم يقل لها أي شيء خشية أن تكون تلك مشاعرها هي فقط فصمتت.
انتهت الإجازة وعادوا إلى شقتهم رغم رغبة سروة وتاج أن يقضوا أسبوع آخر إلا عمل تاج حال دون ذلك وكان يجب عليه العودة فورا وأيضا رأت سروة أن من الأفضل أن تعود لعملها هي أيضا.
كانت نائمة بتعب لأنهم قد عادوا أمس فقط حتى أنها لم تفرغ حقائبهم، سمعت صوت جرس الباب يرن لمدة فعقدت حاجبيها بانزعاج واستغربت أن تاج لم يفتح طوال هذا الوقت، فتحت عيناها بضيق لتجد أنها وحدها، جلست بدهشة على السرير وهي تنادي تاج وتبحث عنه بعينيها، نهضت من السرير وخرجت من الغرفة، خمنت أنه ذهب لعمله وتركها نائمة فابتسمت، عاد جرس الباب يرن فارتدت سروة روبها المنزلي على عجل وذهبت لتفتح الباب بحنق.
حين فتحت الباب توسعت عيونها بصدمة واشتدت يدها على الباب وهي تهتف بعدم تصديق: أنتِ!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية تراتيل الهوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *