روايات

رواية أهداني حياة الفصل السادس والعشرون 26 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة الفصل السادس والعشرون 26 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة البارت السادس والعشرون

رواية أهداني حياة الجزء السادس والعشرون

أهداني حياة
أهداني حياة

رواية أهداني حياة الحلقة السادسة والعشرون

– عمر : أنا فكرت ف حاجة كده ومحدش هيقدر يساعدني فيها غيرك يعني ليا عندك طلب بالأدق عند حضرت الناظرة!!
– حمزة : فكرت ف أيه ؟؟
– عمر : أنقلها من المدرسة اللي هي فيها وده أفضل حل عشان تبعد عن البنات ديه
– حمزة: أمممم متهيألي ده حل كويس بردو
– عمر :بس عايزك بقا تسأل حضرت الناظرة إذا كان ينفع ننقل سلمي المدرسة عندها دلوقتي وأيه الأوراق أو الاجراءات المطلوبة عشان أعمل كده ف أسرع وقت
– حمزة : حاااضر عنيا هقولها النهاردة وأرد عليك ، تنهد بضيق قائلا والله لو مكنتش المشاعر الجديدة اياااها كنت أنا اتكلمت مع سلمى وعملت ليها هي كمان أخصائي اجتماعي ثم أردف بمرحه المعتاد الواضح إني هستقيل من الشرطة وأشتغل كده قريب
– ابتسم عمر لصديقه قائلا : أنا كل أما افتكر أن سلمى أختي معجبة بيك أضحك والله بقا البنت المفعوصة اللي كانت بتقعد على رجلك وتفضل تلاعبها وتجيبلها مصاصة وشيكولاتة كبرت بالسرعة ديه وشايفاك فاارس أحلامها اللي ناقصه الحصان
– حمزة وهو يضرب كفا بكف قائلا بسخرية : حصااان! حصااان يا قدييييم هما بنات دلوقتي بيدوروا على الفارس أبوحصااان ولا حتى حماااار لا يا حبيبي أحب اطلعك على الابديت الجديد لفارس الأحلام بتاع بنات الجيل الحالي بص يا سيدي يكون شااااب وسييم فاارع الطوول مفتول العضلات وعضلات صدره بارزة تظهر من خلف قميصه عيناه ملونة لون فحقلي وشعره ناعم غزييير كالحرير عشان تقدر تتخلله بأصابعها برقة عصبييي عنيييف غيووور يرزعها بالقلم ف الراحة والجاية وميمنعش لو مسح بيها بلاط جناحه الملكي اللي مفيش زييه بس لو أي حد تاني غيره لمسها أو زعلها يضربه وينفخه عشان خاطر عيونها واخيراااا ياسلااام بقااا لو فارس الأحلام ده أو بمعنى أدق بطل الرواية يكووون ظااابط تنحنح حمزة ثم عدل من ياقته الوهمية قائلا بغرور مصطنع :وطبعااا صاحبك يا كااابتن فيه كل الموااصفاات القياسية ديه فبالتالي بقا سهل جدااا مرااهقة زي سلمى أختك تشوف فيا بطل روايتها أو فارس أحلامها
– عمر وقد ضرب صديقه بكتفه قائلا : أنتا جبت الكلام ده منيين يععععع متقوليش أنك بتقرا الروايات الملزقة ديه
– حمزة ضااحكا :يا عم أقرا أيه أنا فاااضي أهرش حتى كل الحكاية لمحت مرة الكلام ده ف رواية كانت بتقراها حلااا وأنا من عادتي بحب أبص على الحاجات اللي بتقراها يعني وهي اصغر من كده وكنا بنتكلم ونتناقش فيها وهي اللي فهمتني بقا اللي قولتهولك وقالتلي أنها بتتضايق من النوعية ديه من الروايات لأنها بتأثر على البنات الصغيرين وإن كان في بنات من أصحابها وهي في المدرسة لسة نفسهم ف البطل الخارق بسلامته
– عمر بغيظ : مش عاارف بصراحة اللي بيكتبوا الروايات ديه مبيتقوش ربنا ليييه أزااي يزرعوا أفكار غريبة زي ديه في دماغ البنات زمان كانت صورة الراجل ف الافلام الراجل الشهم الجدع أبودم خفيف اللي بيحترم البطلة وبيراعي مشاعرها
– حمزة : دلوقتي يا حبيبي البطل هو اللي بيهين البطلة ويهزأها وكل أما ضربها وهانها أكتر كل ما كاان واووو وتلاقي اللي بتكتب الرواية أصلا واحدة كبيرة وأم كمان طب مبتسألش نفسها لو بنتها قريت الكلام ده هتحس بأيه أو هتزرع جوااها أيه بدل ما يقولوا مثلا أن الراجل مش بوسامته قد ما هو برجولته وشهامته لأ أزاااي والسكس بااكس تروح فين
– عمر : أه والله عندك حق عااارف أنا لا يمكن كنت أتخيل للحظة أن سلمى بتبصلك ك راجل و…

 

 

– قاطعه حمزة بعدما لكزه بكتفه قائلا : أيه تبصلي كراجل ديه أمال أنااا يا كوووتش لا مؤاخذة
– عمر : لأ مش قصدي كده يا باشااا قصدي يعني أنها تعجب بيك وكده لولا أنتا اللي لاحظت ونبهتني عمري ما كنت هاخد بااالي
– حمزة : كااانت ملحوظة أوي يا عمر بس أنتا اللي… ولا بلاااش عيييب أحنا لسه مصليين الفجر يا ابني ملاحظتش اهتمامها بلبسها خصوصا اليوم اللي أنا جاي فيه طريقة كلامها معايا اتغيرت جدا كسوفها نظرة عينيها تركيزها معاايا طول ما أنا قاعد حتى نبرة صوتها بتتغير وهي بتكلمني بتبصلي على إني بطلها اللي خرجلها من الرواية بس الهبلة مخدتش بالها إن عيني مش ملونة
– عمر بضحك على صديقه : هههههه يعني هي ديه بس اللي مش فيك
– حمزة بغمزة : طبعاااا عيييب عليك وعلى رأي بيري أنا الرائد حمزة الشاذلي يا ابني مش أي حد هههههه بس فاكر اليوم اللي قولتلك فيه أن سلمى شكلها معجب بيا وأنتا زي الاهطل مكنتش مصدقني وتقولي لأ لأ مش معقول فاكر أتأكدت يومها أزااي ؟
– عمر : طبعااا فاكر لما قالتلك ممكن مقولكش ابيه واقولك حمزة كده علطول قولتلها لييه مش أنتي بتقولي ل عمر يا أبيه قالتلك بس هو أخويااا
– أكمل حمزة بقية حديثه : روحت قولتلها طب مش أنا كمان أخوكي رااحت ساكتة ومتنحة كده شوية وقالتلي لأ أنتا مش كبير أوي زي ابيه قولتلها أحنا قد بعض قالتلي لأ شكلك اصغر وأحلى منه بكتيير
– عمر : وأنا وقتها فضلت متنح ومش عارف انطق وبعدهاا أتأكدت فعلا انها معجبة بيك خصوصا لما سمعتها بتكلم صاحبتها عنك في التليفون أنا معرفش هي العيلة ديه تعرف تحب
– حمزة بابتساامة : أولا هي مبقتش عيلة يا عمر لازم تفهم كده كمان هو مش حب بالمعنى المعروف بتاعنا هو اعجاب أممم أحلام وردية أوأحلام يقظة كده وده عاادي جداا وطبيعي في سنها حلا كااانت كده ف أولى ثانوي بردو كانت معجبة بالمدرس بتاعها وأنا كنت هموووت من الرعب عليها وقتها خوفت يكون شخص مش كويس ولو عرف يستغل ده ياااه ديه كاانت أيااام الله لا يعيدها بس أوعى تقولها أنك عرفت لحسن تسمني وبعدين تقطعني وتمثل بجثتي ديه مفترية
– عمر بلهفة : طب وأنتا عرفت منين أنها معجبة بالمدرس بتاعها؟؟لاحظتها يعني لوحدك ولا أزااي ؟؟
– حمزة ببساطة : هي اللي جت حكتلي
– عمر بدهشة : معقووول
– حمزة : أه والله ، أنتا عارف إني أنا اللي ربيت حلا وعودتها متخبيش عني حاجة ممكن تخبي عن ماما لكن أنا مستحيل حتى أدق تفاصيلها الخاصة أنا أعرفها وعشان كده قولتلك صاحب سلمي يا عمر وأملى وقت فراغها أنا وقت موضوع المدرس ده روحت قدمت لحلا ف فريق كرة اليد وكنت باخدها وأخرجها كتير واجبلها هدايا وورد وبعد شوية وقت صغيرين تجاوزت الموضوع بكل سهولة لأن البنت في الأصل بتكون محتاجة الاهتمام والاحتواء من راجل ف حياتها مش لازم يكون حبيب ممكن يبقا أب أو اخ بس طبعا مش أي أب و اخ هيقوم بالدور ده لأ لازم يكونوا اصحاب ليها ويسمعوا كويس وبدون انتقادات زي ما أنتا بتعمل ..أنتا عارف بتفكرني بمين أردف قبل أن يسأله عمر بتفكرني بالغبية ندى بتعمل كده مع نسمة عايزة تغيرها بالعافية وطول الوقت انتقادات عالفاضية والمليانة بس أنتا أرحم لأن اختك صغيرة لكن نسمة كبيرة وناضجة ودكتورة يعني مش طفلة أبدااا لكن ندى مش قادرة تستوعب ده

 

 

 

أجفل عمر عند ذكر اسم ندى وتوترت ملامحه وازداد وجيب قلبه لكنه حاول أخفاء ذلك قائلا :
– بقولك ايه نسمة ديه أصلا ضااايعة بذمتك أنتا مقتنع انها دكتورة أصلااا
– ضحك حمزة على كلمات صديقه وأماء رأسه بالنفي قائلا : بصراااحة لأ هههههه بقولك أيه يلا عشان متتأخرش على أمك وتدعي عليا بدل ما تدعيلي بص خد عربيتي وروح بيها وأنا هبقا اتصرف الصبح
– عمر : ههههه صبح ؟؟ طب بص حواليك كده احنا بقينا الصبح يا باشااا عل العموم أنا هاخد أي تاكسي أروح اجيب عربيتي من عندكم واروح بس وعد هقعد أنا أدعي عليك طول الطريق
– حمزة بمرح : متنسيش تكشفي راسك ياحلوووة عشان الدعاء يستجااب
– عمر : حلوووة ! مااااشي لينا كلام بكرة يا موزززي
– حمزة بقرف: موووزي يععععع شبه جوزي أووي أنا قربت أظن فيك ظن وحش يا عمووور روح يا ابني أحسن
– عمر : هنشوف موضوع الظن ده بكره في الجيم يا باشاااهستنااك متتأخرش سلااام
– حمزة بتذكر: لأ بكره مش هينفع ورايااا مشوار مهم كنت ناسيه لو خلصت بدري هبقا أكلمك
– عمر بتساؤل: مشوااار أيه ده اللي أهم من لياقة الباشا؟؟
– حمزة: رايح بكره مع ندى عند دكتور زياد اللي كنت حكتلك عنه يعني هي محتاجة جلسات تأهيل نفسي وعشان لو افتكرت الموقف اللي نسياه تكون مستعدة ل ده وكمان عشان تقدر تتجاوز صدمة موت يوسف الله يرحمه
– عمر بغيرة حاول أخفائها : بس حاول متروحش لوحدك قصدي يعني خلي حلا أو الدكتورة تروح معاها يبقا أفضل لو كانت ست موجودةوقريبة منها مش هتتكسف منها
– حمزة متظاهرا أنه لم يلحظ الغيرة الخفية في حديث صديقه : ما هو ده اللي كنت ناوي عليه بإذن الله هاخد نسمة معاناا
– عمر : خد بالك منها أحمم قصدي منهم يعني

حيئذ رأي سيارة أجرة بالقرب منه فأشار إليها ملوحا بكفه لصديقه قائلا
– سلااام أنا بقا هلحق أروح
– حمزة : سلاام يا أبو الكباااتن

تحركت السيارة التي ركبها عمر للتو وما أن ابتعد عن صديقه حتى أرجع رأسه للخلف وتنهد تنهيدة طويلة أودع بها كل ما يؤلمه وتذكر لحظات خلوته بربه ودعاؤه له بأن يكتب له الخير حيث كان وإن كانت ندى من نصيبه فليمنحه اياها عاجلا وليس آجلا

أما حمزة فما إن صعد لشقته حتى توجه مباشرا لفراشه كي يأخذ قسطا من الراحة قبل أن يستيقظ لعمله بعد بضع ساعات قليلة
وبعد عدة ساعات استيقظ وأخذ حمامه ثم ارتدى ملابسه وتأنق وانطلق متجها لعمله وهناك بعد عدة ساعات آخرى بينما كان يجلس على كرسيه أمام مكتبه أمسك بهاتفه واتصل بندى لحظات وأتاه صوتها الهاديء وهي تلقي عليه السلام قائلة :
– سلام عليكم خير يا حمزة في حاجة ؟؟

 

 

– حمزة بمرح: وعليكم السلام يا أستاذة هو لازم يكون في حاجة عشان أتصل اتطمن على مراااتي حبيبتي “قال الكلمتين الاخرتين وهو يضغط حروفهما بينما يمنع ضحكته بأعجوبة ” صمت بانتظار الرد الذي يعلمه جيدا ثوااان مرت حتى نطقت بما توقع تماما
– جاءه صوتها الصارم وهي تهتف باسمه بوعييد : حمززززة
– هنا انفجر حمزة ضاحكا : ههههههه تصدقي يومي مبقاش بيكمل غير ب حمزززه بتاعتك ديه عارفة حتى وأنا مش شايفك قدامي بتبقا صورتك وأنتي بتنطقيها حاضرة بتخليني أضحك والله بقيت بحب استفزك عشان اسمعها منك
– ندى بغيظ : ليه إن شاء الله أراجوز أنااا ماااشي ماااشي أما اشوفك
– حمزة : خلاص خلاااص ههههههه نتكلم جد بقا
– قاطعته ندى بضحكة ساخرة ثم قااالت بعدم تصديق : تتكلم جد ها هاها متهيألي أنك مبتعرفش تتكلم جد أبدااا يا حمزة
– حمزة : لأ أزاااي عيييب عليكي ده أنا في الجد جد أوووي وف الشدة الشديييد والعزم حديييد
– ندى وهي تضرب كفا بكف ثم قالت بيأس منه : ههههه مش قولتلك مفيش فايدة
– حمزة : أحممم خلاااص حبة جد بقا أنا هعدي عليكي أروحك معايا البيت نتغدا مع الكل ونستعد عشان نروح سوا لدكتور زياد
– ندى : طب وليه تتعب نفسك مش العربية اللي بتخليها توديني وتجيبني موجودة
– حمزة : أه موجودة بس أنا حابب أن الزفت ده لو بيراقبك يشوفني وأنا معاكي وأنك مش لوحدك فاهماني
– ندى : أمممم فهمت على العموم أنا مش عندى الحصة الأخيرة ممكن استأذن ونروح سوا
– حمزة : تمام ولو عندك حاجة معنديش مشكلة هستناكي
– ندى : لأ مفيش حاجة مهمة
– حمزة : طب أنا كنت عايزك تكلمي نسمة وتعرفيها إني جاي معاكي بس متجبيهاش بطريقة مباشرة ومتتكلميش خااالص ف موضوع انها تلبس الحجاب قدامي ولا تعلقي على أي حاجة بخصوص الموضوع ده أنا عايز أشوف هي هتتصرف أزاي لوحدها بعد كلامي معاهاويمكن لو كلمتيها تعاند
– ندى بعصبية : تعاااند ! والله الواحد يكسر دماغها ويخليها تسمع الكلام بالعافية
– حمزة بجدية : لو سمحتي يا ندى أنا قلتلك ملكيش دعوة بالموضوع ده وبعدين تكسري دمااغ مين أنتي ليه محسساني أنك بتتكلمي عن بنتك مش أختك اللي اصغر منك بكام سنة
– ندى بدفااع : عشان نسمة بالنسبالي كده فعلا يا حمزة أنا بحسها بنتي اللي بخاف عليها من الهوا بخاف عليها أكتر ما بخاف على نفسي وبتمنالها السعادة أكتر ما بتمناها لنفسي يمكن لأن من وقت وفاة بابا وأنا حاسة انها الحد الوحيد اللي فاضلي في الدنيا وانها كل أهلي صحيح لينا عم وخاال لكن وجودهم ف حياتي مش بالقوة اللي تخليني أديهم مساحة كبيرة ف قلبي أهوه مكالمات وزيارات على قد صلة الرحم لكن نسمة نسمة بالنسبالي هي الأخت والابنة والصاحبة هي كل دول أنا ممكن أعمل عشانها أي حاجة حتى لو هضحي بحياتي نفسها هعمل كده بكل رضااا

 

 

– حمزة : بس يا ندى طريقتك في التعامل غلط حبك ليها بيخليكي تخنقيها بمبالغة منك هي انسانة ناضجة وواعية ومسئولة عن تصرفاتها مش محتاجة حد كل شوية يوبخها حتى وإن قبلت ده بدافع الحب لكن مش هتقدر تستجيب لكلامك اللي بالرغم من صحته إلا أن أسلوبك المستفز بيخليها تتمرد عليه وترفضه بصي ايه رأيك تقوليلها أنك رايحه للدكتور وأنها تستعد عشان هتيجي معايا أنا وأنتي وتوصليلها بصنعة لطافة إني هعدي عليكي في الشغل عشان اروحك ونتغدا سوا مع الكل وبالتالي هتفهم إني جاي معاكي من غير ما تفهم انك بتقولي كده عشان تغير لبسها أو تلبس الحجاب وتحس انك بتوجهيها للتصرف ده ف تعند معاكي
– ندى باستسلام : حاااضر يا حمزة بس هي هتيجي معانا ليه
– حمزة : متهيألي وجودها معاكي أفضل وهتبقي على راحتك اكتر وأنا هستناكوا تحت في العربية أو في أي كافيه جنب المستشفى
– ندى : شكرااا يا حمزة وآسفة على تعبك معاياااا
– حمزة بغيظ : شكرااا وآسفة ف جملة واحدة سلااام يا ندى روحي شوفي شغلك
– ندى بابتسامة: ماااشي سلاام

أغلق حمزة الخط مع ندى وشرد قليلا في تصرف نسمة ترى هل ستستجيب لكلامه معها ليلة أمس وترتدي الحجاب أمامه ؟؟ أم ستضرب بنصائحه هو الآخرعرض الحائط ؟؟

أما ندى ف بعدما أغلقت الخط مع حمزة دلفت أحدى الفصول لحضور حصتها وما أن أنهتها حتى وجدت زميلة لها تطلب منها أن تدخل حصة أضافية بدلا منها لأن والدتها مريضة وعليها أن تذهب إليها على وجه السرعة وافقت ندى على الفور ونسيت حمزة الذي على وشك الوصول بين
دقيقة وآخرى وبالفعل لحظات كانت قد دخلت الفصل وما أن رأينها الفتيات حتى طلبن منها أن تكن تلك الحصة لأحاديثهن التي يرغبن في إلقائها على استاذتهن التي أخبرتهن سابقاً أنها عل استعداد تاام لذلك بل وترحب به
وبالفعل بدأت الأسئلة تتوالي عليها تباعا وقد كانوا يتحدثن معها بحرية ودون تحفظ يسألنها وهي تجيبهن حتى تسائلت أحداهن قائلة :
– مس ندى ممكن حضرت تكلمينا عن الحب ليه بيقولوا أنه حرام بالرغم أن ربنا أمرنا بيه ف كتير من الآيات
– ابتسمت ندى للفتاة قائلة بود : عندك حق فعلا ربنا أمرنا بالحب بس أنهي حب ؟؟ حب الانسان لأهله لبلده لدينه لنفسه حب الراجل لزوجته والست لزوجها الحب اللي أمرنا بيه ربنا وشجعنا عليه هو الحب الحلال لكن أنهي حب اللي حراام ؟؟ الحب اللي بيشجع على رزيلة.. الحب اللي بدون أي روابط شرعية ..الحب اللي بيهلك القلوب ويضلمها ..الحب اللي بيسرق مننا متعة الحلال والفرحة بيه
– جادلتها الفتاة قائلة : بس يا مس أحنا ممكن نحب ومنعملش حاجة غلط وممكن يكون الحب ده دفعة لينا عشان نعمل حاجات صح
– صمتت ندى ل ثوان كانت فيها تستجمع أفكارها حتى تجيب الفتاة بأجابة تقنعها واخيرا نطقت قائلة : طيب بعيدا عن الحلال والحرام هسألك سؤال وعايزاكي تجاوبيني عليه موافقة ؟؟

 

 

– الفتاة: أكييد اتفضلي حضرتك
– ندى : لما كنتي صغيرة كنتي بتجيبي لبس جديد للعيد ؟؟
– الفتاة وقد أماءت برأسها من أعلى لأسفل وهي تعني نعم : أكيييد
– ندى متسائلة : كنتي بتلبسي اللبس الجديد قبل العيد ولا يوم العيد الصبح ؟؟
– الفتاة بابتسامة : لأ طبعا كنت بلبسه يوم العيد الصبح وأنا رايحة أصلي العيد مع ماما
– ندى : طب ليه مكنتيش بتلبسيه قبل العيد بيوم أويومين مثلا
– الفتاة : عشان أنا شارياااه للعيد
– ندى : طب اوصفيلي احساسك وأنتي لابساه وقبل ما تلبسيه احكيلي هل كنتي متحمسة أو مستنية اللحظة اللي هتلبسيه فيه ؟
– الفتاة : طبعاااا كنت ببقا متحمسة جدا جداااا وبفضل اعد الساعات عشان اقدر البسه واخرج بيه والكل يشوفه عليا لدرجة أن ساعات كنت بنام وهو ف حضني وساعات احلم أن يوم العيد جه
– ابتسمت ندى وكأنها اقتربت مما أرادت تحقيقه فقالت متسائلة مرة آخرى : طب افرضي كنتي لبستيه قبل العيد ما كنتي هتفضلي بنفس الحماسة ؟؟
– الفتاة : لأ طبعا
– ندى : ليه ؟؟
– الفتاة : لأن زهوته راحت والناس شافته عليا ولما هيشوفوني لابساه تاني هيبقا عادي
– ندى أشارت للفتاة بأن تجلس بعدما شكرتها قائلة: شكراااا اتفضلي اقعدي ..

أنتي بكل بساطة جاوبتي على سؤالك الحب هو لبس العيد لو جربناه ف وقت مش وقته مش هنحس بزهوته بالظبط زي الحب لو أرهقنا قلبنا بحب قبل أوانه وقت ما يجي الأوان هنكون فقدنا الحماسة والشغف بالحاجة الجديدة مشاعرنا هتكون مستهلكة قديمة
– سألت فتاة آخرى : بس يا مس الحب حلو أوي زي ما بنقرا في الروايات وبنتفرج في الأفلام ونسمع في الأغاني أزااي نقدر نمنع نفسنا ندوق حلاوته ؟؟أزااي منجربش الحاجة اللي الكل بيتكلم عنها ؟؟
– تنهدت ندى قائلة : نبعد عن كل حاجة تقربنا من الحب الحرام منفضلش نقرا روايات ونتفرج على أفلام ونسمع اغاني ونقول الكل بيتكلم عن الحب أحنا اللي راحينله برجلينا ممكن بدل الروايات نقرا كتب دينية أو تاريخية أو ثقافية ممكن نمارس رياضة أو هواية بنحبها ممكن نطلع طاقة الحب اللي جوانا في اتجاه تاني أهلنا أصحابنا أخواتنا أنواع وأشكال الحب مختلفة موقفتش على نوع واحد اتعودوا تملوا وقت فراغكم بالحاجة اللي تفيدكم والأهم بقا واللي عايزاكم تتأكدوا منه أن الحب اللي بيتكلموا عنه في الأفلام أو الاغاني أو حتى الروايات ده وهم ملوش وجود
– تنهدت إحدى الفتيات بحالمية قائلة : بس يا مس الروايات بتوصف الحب صح جداا لدرجة أننا ساعات بنحب البطل ونتخيله كأنه حقيقة يبقا أزااي وهم وهوه واصلنا بالدرجة ديه
– قالت ندى بامتعاض : عشان للأسف الكاتبات بيستغلوا رغبتكم في الحب وبيصورلكم اللي انتو عايزينه بالظبط وعشان كده طبعا بتصدقوه

 

 

– تسائلت فتاة آخرى : يعني يا مس حضرتك عمرك ما قريتي رواية ولا اتفرجتي على فيلم ولا سمعتي اغنية
– ابتسمت ندى قائلة بود : أكيد اتفرجت وسمعت وقريت مش معنى إني بقولكم متعملوش ده وبوجهكم للصح يبقا أنا بعمل كل حاجة صح أنا بشر زي زيكم ممكن اقرأ رواية بس مش طول الوقت فاتحة الموبايل بقرأ من رواية للتانية ممكن بالصدفة أسمع أغنية حلوة تعيشني في حالةوردية واتشدلها لكن مش طول اليوم حاطة السماعات في وداني بسمع أغاني ممكن أشوف فيلم رومانسي بحبه بس مش طول اليوم قدام التليفزيون أسلم نفسي من فيلم للتاني أنتو عارفين أن الروايااات حاليا بقت أخطر عليكم من الافلام والأغاني عارفين لييه ؟؟ أجابت نفسها على سؤالها حينما استطردت قائلة : عشان الروايات بتوصف أدق التفاصيل وتسيب رسم الصورة النهائية للقاريء كل واحد يسرح بخياله ويحط الصورة اللي على مزاجه مش بس كده الأنيل أنهم بيرفعوا سقف توقاعتكم جدااا مش بس ف شكل البطل لأ في طريقه تعامله مع البطلة في شكل حبه ليها ف يبقا نفسكم طبعا تجربوا الحب المستحيل الذي لا يقهر ده وتقابلوا البطل الخارق بسلامته ف ترموا نفسكم ف أقرب تجربة للحب ظناا منكم أنكوا هتلاقوا الحب أيااه ف مش هتلاقوه وهتخرجوا من التجربة خسرانين حتة من قلبكم وتدخلوا تجربة جديدة عشان تدوروا فيها على حب الروايات الوهمي وتفضل حياتكم سلسلة من التجارب المحكوم عليها بالفشل من قبل بدايتها لأن الميزان بتاعكم مختل مش بس كده لكن للأسف حاليا انتشرت روايات كتيير بتروج صورة مختلفة لفارس الأحلام فارس الأحلام اللي بدل ما كان بيجي على حصانه الأبيض عشان ينقذ البطلة من الأشرار بقا هو نفسه الشرير اللي محتاجين حد ينقذ البطلة من تحت ايده بطل الروايات اللي من النوعية ديه بيكون همجي عنيف مبيعرفش يتفاهم غير ب مد الايد في الراحة والجاية عمل يهزأ البطلة ويضربهااا ويجرها من شعرها لكن فجأة بيبقا راجل لو حد غيره فكر يهزأها أويمد ايه عليها كأن ضربهم هما ليها أهانة وضربه هو نوع من الرومانسية مثلا وكأن الضرب حق حصري ليه الغريب بقا أنكم بدل ما يكون جواكم رفض تام لصورة البطل ده لقيت العكس بنات كتيير ف نفس عمركم عاجبها وبتتمنى تتجوز واحد وزيه وبتقووول الله حمش هو في كده من أمتا قلة الادب والهمجية بقت دليل على الرجولة صمتت ندى للحظات ثم أردفت قائلة :هسأل سؤال وعايزة أي واحدة منكم تطوع ترد عليه وأنا متأكده أن جوابكم كلكم هيبقا واحد ، سؤالي هو لو واحدة فيكم باباها ضربها وشدها من شعرها وزعق فيها هل هتكون فرحانة أنه عمل كده وهتحبه أكتر ؟؟
– اجابتها احدى الفتيات قائلة : لأ طبعا اكيد مش هبقا مبسوطة
– ندى متسائلة : أمال هتبقي حاسة بأيه ؟؟أوصفيلنا احساسك لو سمحتي ؟؟
– الفتاة : هبقا حاسة بالاهانة وانه جه عل كرامتي وهيبقا عمل بيني وبينه حاجز لانه بدل ما يكون ضهري ويقويني هو نفسه اللي كسرني بس متهيألي إني عمري ما هنسى الموقف ده أبدا
– ابتسمت ندى لها شاكرة : شكرااا اتفضلي اقعدي
ثم وجهت بصرها لبقية طالباتها وقد أردفت بابتسامة : اجابة زميلتكم ده بالظبط اللي هيحصل لأي واحدة جوزها هيفكر يعمل زي بطل الرواية طبعا مع فارق التشبيه الاب ممكن يغلط ف حق ولاده ويسامحوه لانه هيفضل ابوهم مهما عمل لكن الزوج هيكون عمل شرخ بينه وبين مراته شرخ لا يمكن يلتأم بسهولة ابدا ساعتها بس هتتأكد أن احساس الاهانة لا يمكن يبقا واووو وسوو كوول والله عل الحمشنة

 

 

ثم أكملت بمرح وبعدين ده حتى المواصفات الشكلية لابطال الروايات بقت أوفر فين بالله عليكم الراجل اللي عيونه ملونة وشعره ملون وعضلاته محصلتش وطوله مترين ولو فرضنا أن الشكل ده موجود في بلد ما أكيد مش في مصر ولا أيه

ضحكن الفتيات جميعهن فاستطردت ندى قائلة :
– بتضحكوا .. طب بذمتكم حد فيكم قابل نموذج حقيقي للراجل اللي محصلش بتاع الروايات ده حد فيكم شاف راجل بالوسامة والمواصفات القياسية ديه

أثناء حديثها مع طالباتها وجدت ملامحهن تغيرت فجأة وارتسمت عليها الحالمية ممزوجة ببعض البلاهة تعجبت بشدة من هذا الانفعال الذي قرأته على وجههن ولم تدري سببه حتى لمحت انظارهن مرتكزة على نقطة ما خلفها فالتفتت لما ينظرن إليه فإذا به زوجها العزيز واضعا يده في جيب بنطاله وهويقف بجوار احدى النوافذ المطلة على الفصل ينظر تجاهها بطلته الخاطفة للأنفاس للحظة شعرت وكأنه أحد ابطال تلك الروايات التي كانت تتحدث عنها للتو وقد حضرمنها ليخرج لها لسانه ويخبرها أنه بالفعل يوجد مثلهم في الحياة أعادت بصرها تجاه طالبتها فوجدتهن مازلن ينظرن باتجاه حمزة وقد فغر بعضهن افواههن ولم يلتفتن لوجودها بينهن بل تكاد تجزم أن كل واحدة منهن الآن لا تشعر بصديقتها الجالسة بجوارها ، سبت ندى في سرها حمزة على ظهوره في تلك اللحظة تحديدا هي نفسها حينما نظرت إليه الآن شعرت أنها أول مرة تراه وسيما هكذا أو أنها لم تهتم قبلا لهيئته تلك ولم تلتفت إليها ، عادت ندى من شرودها سريعا ثم التفت بظهرها إليهن وأشارت لحمزة بالابتعاد خارجا وما إن تحرك مبتعداً حتى عادت لتواجه الفتيات بعدما تنحنحت بصوت عال فلم ينتبهن إليها في البداية حيئذ قالت بصوت يحمل الكثير من المرح
– على فكرة عينه مش ملونة
هنا فاقت اللطالبات من شرودهن دفعة واحدة ف تسائلت احداهن قائلة بهمس :هو مين ده يا مس؟؟
– ندى بابتسامة تشوبها بعض السخرية مازحة : اللي عينكم عمالة تطلع قلوب من ساعت ما شوفتوه يا قلب المس
– أجاتها آخرى بهيااام : مييين ! حضرتك تقصدي الرائد حمزة ؟؟
– تعجبت ندى أن الفتاة تعرفه فتسائلت باندهاش : هو أنتو عارفينه ؟؟
– أجابتها ثالثة : طبعاااا يا مس هو في حد ميعرفش الرائد حمزة ابن حضرت الناظرة
– قالت ندى بعدما ذمت شفتيها : أمممم ابن حضرت الناااظرة طب وانتو عرفتوا منين انه ابن حضرت الناظرة وانه شغااال ظاابط لأ وعرفتوا رتبته كمان
– قالت احداهن بحرج : أحممم كنا بنشوفه ساعات لما كان بيجي بعربيته يروح مس كريمة وعرفنا من عم سعيد البواب انه ابنها وهو اللي قالنا انه ظابط
– ندى بتفكير : أممم عم سعييد وعم سعيد مقلكوش أن حضرت الرائد متجوز

 

 

– أجابتها اخرى بحمااس : لأ يا مس مطلق مش متجوز وعنده ولد
– ندى بدهشة : ماااشاء الله عرفتوا كمان انه مطلق وعنده ولد لأ الواضح انكم عملتوله CVكامل ويا ترى بقا عم سعيد بردو اللي قالكم المعلومات ديه
– ضحكت احداهن قائلة: لأ مش كلها بصراحة في حاجات عرفناها بالصدفة من دادا فاطمة
– ندى وقد عقدت حاجبها بدهشة ثم لوت شفتيها قائلة بسخرية:دادا فاااطمة مرااات عم سعيد! لأ الواضح أن عيلة عم سعيدكلها مشاركة في الموضوع
– ضحكن الفتيات جيعهن ثم قالت طالبة منهن : بس بصراحة يا مس مش الرائد حمزة شبه ابطال الروايات
– ابتسمت ندى قائلة بجدية : طب مش يمكن يكون شكله وسيم شبه ابطال الروايات لكن شخصيته مش كويسة أو دمه تقيل مثلااا
– اندفعت احداهن قائلة : لأ والله يا مس ده دمه خفيف أوي
– ارتفع حاجبي ندى في دهشة قائلة : وديه عم سعيد اللي قالهالكم بردو ؟؟
– الفتاة مجيبة : لأ بصراحة أنا سمعته مرة وهو بيتكلم مع حضرت الناظرة ثم تنهدت الفتاة بحالمية ثم اردفت وكان بيهزر معاها ودمه خفيف جدااا
– ضربت ندى كف يدها بالكف الآخر قائلة : لا حول ولا قوة إلا بالله طب هقولكم بقا خبر حصري لسة منزلش ل عم سعيد ومراته

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *