روايات

رواية لم يكن ظلي الفصل التاسع 9 بقلم روزان مصطفى

 رواية لم يكن ظلي الفصل التاسع 9 بقلم روزان مصطفى

رواية لم يكن ظلي البارت التاسع

رواية لم يكن ظلي الجزء التاسع

رواية لم يكن ظلي الحلقة التاسعة

ظل شريف جالساً على فراشه وهو ممسكاً بالكُرة بيده ، تارة ينظر لها وتارة أخرى ينظر لشاشة اللابتوب المفتوحة أمامه
كان يعصر عقله حتى يجد حلاً أو إجابة لكل ما يحدث له
ثم فجأة قام وجلس أمام الشاشة مجدداً وهو ينظر للرسائل
ويظهر تاريخ أخر ظهور قبل زمن طويل !
ضغط شريف على إسم الحساب والذي بالطبع إسم مستعار
ليرى اخر منشور كان منذ تاريخ كم
2014
شعر بتسارع بنبضات قلبه وهو ينظر للتاريخ
تذكر الحُلم
الساعة المعلقة على محطة المترو كانت تشير إلى ” 12:04 ” منتصف الليل
مع ترتيب ارقام الساعة وتاريخ اخر منشور يصبح العام 2014 هو حل اللغز
صعد شريف بالمحادثة حتى وصل لحديثه مع تلك الفتاة
كان يود معرفة إسمها فقط
وجد أنه كان يحادثها قائلاً ” بقولك يا ريم “
ريم !
قام مسرعاً وهو يرتدي قميصه ويتذكر تفاصيل الحلم ، ويتذكر المهرج وهو يقول له ” مش هتنزل معانا المحطة المرة دي ، لسه بدري عليك “
خرج شريف من غرفته وهو يسير مسرعاً ، جائت الفتاة الشقراء لتحادثه ف أشار له بيدها قائلاً : أنا مستعجل حالياً
ورايا مشوار مهم ياريت نتكلم وقت تاني
أوقف سيارة أجرة وإنطلق بها وفي رأسه عدة أسئلة وكان متيقناً أنه سيحصل على إجابات الليلة
وصل أخيراً للمبنى الذي يقصده ، وقف أمام أحد النوافذ الصغيرة ليتحدث مع السيدة من خلف الزجاج قائلاً : مساء الخير ، أنا كنت جاي بس أحبب أبص على سجلات الوفيات وسمعت إن في نسخ هنا من مقر القاهرة بس كنت حابب أسأل النسخ اللي موجودة لحد سنة كام ؟
كانت السيدة تمضغ العلك وهي تنظر له ثم قالت بسماجة : حتى لو قولتلك لحد سنة كام مش هتقدر تطلع عليها غير لو إنت من البوليس أو معاك إذن ، عشان دي أوراق مهمه وسجلات مينفعش أي حد يتطلع عليها
شريف بغضب : بجد والله ؟
السيدة : أه والله
تنهد شريف ثم وضع يده بجيب بنطاله وأخرج ورقة من فئة المائتان جنيه ووضعها أمامها ، لترفع عيناها وتنظر له وتقول : بتعرض على موظف حكومي رشوة أثناء تأدية عمله ؟
اخرج ورقة أخرى من نفس الفئة لينحني على النافذة ليقول : أنا مستعد أديكي ورقة كمان واوعدك إني مش هخرج ب ولا ورقة منهم أنا بس هنسخ الحجات المهمة وهخرج على طول ومش هسبب أي مشاكل
نظرت حولها ثم وضعت الورقتين في حقيبتها واخرجت مفتاح صغير من الدرج وقالت : حظك إن مفيش دربكة شغل إنهاردة ، الورق اللي عندنا لحد ٢٠١٦ ، دا مفتاح الباب روح أدخل بس ياريت متتأخرش عن نص ساعة
شريف بإبتسامة : عظيم
إلتقط المفتاح وسار بالإتجاه الذي أشارت له الفتاة
وجد باب من الحديد القديم وضع به المفتاح ثم فتحه واغلقه وراؤه
ذهب بإتجاه الرفوف حتى وجد مُجلد كبير للغاية كُتب عليه ” سجل 2014 “
اخرجه من الرف بصعوبه وجلس على الأرضية وفتحه أمامه
كان ينظر لصور المتوفيين المُرفقة على تقرير الوفاة ليتذكر أحداً مِن من رأهم في المترو أثناء حلمة
توقف عينه على فتاتين ، شقيقتين في تقرير واحد
سبب الوفاة للأولى تصلب شرايين القلب والأخرى بطلقة نارية أثناء حفل زفاف إبنة عمهم * طلق النيران من عادات بعض المحافظات في حفلات الزفاف والمناسبات السعيدة “
وقت الوفاة الثانية عشر منتصف الليل
اخرج الورقة من الملف بسهوله ووضعها في المطبعه حتى أخذ نسخة منها
عاد ليقلب داخل الملف ليجد صورة لشاب ، نزل بعينه ليقرأ تقرير الوفاة : تقطع جسدة إثر هجوم أسد طليق عليه في سيرك محاسن الحلو ، الإسم عبد الباسط إبراهيم من حي السيدة زينب ، العمر ٣٢ عاماً
كان يعمل مُهرج داخل السيرك وكانت فقرته الأكثر مُشاهدة
لينتهي به الأمر أشلاء إثر هجوم حيوان مفترس عليه ، وقت الوفاة الثانية عشر منتصف الليل ، حفل منتصف الليل داخل السيرك
قام مرة اخرى ليطبع تلك الورقة أيضاً ، وعاد للملف
الورقة الاخرى التي وجدها مُريبة نوعاً ما ، طفلة ذات ٦ سنوات توفت مُختنقة بالغاز
عصر شريف عقلة ليتذكر أن الفتاة في الصورة كانت تجلس على سيدة كبيرة في العمر تبدو ك مُربيتها ! إذاً أين تلك السيدة ؟
تذكر شريف أن مظهرها يبدو قديماً نوعاً ما ، تصفيفة شعرها وملابسها وحتى حذاؤها
بحث كثيراً حتى وصل لأخر ورقة ولكنه لم يجدها
اخذ الاوراق التي طبعها وخرج من الباب بعد ان أغلقه وراؤه وأعاد المفتاح للسيدة
ركب سيارة الأجرة عائداً إلى الفندق وبيده الأوراق
كان يشعر بقليل من الأسى تجاه المتوفين وتلك المعاناه التي واجهوها قبل موتهم
تركز تفكيره على نقطة هامة للغاية
وقت الوفاة : الثانية عشر منتصف الليل
العام 2014
ذلك ما يجمعهم
تذكر المشهد عندما نظر من نافذة المترو ليجد اللوحة التي كُتب عليها ■ العالم الأخر ■
وذلك القطن المنتشر في الأجواء حتى أنه وهو يتذكر شعر بالبرودة نفسها
لابد أن ينام حتى يراهم مرة أخرى ، على حسب حديث السيدة ف إنهم لن يظهروا له سوى في أحلامه
يتبع..
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على (رواية لم يكن ظلي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *