روايات

رواية نبيل العبار الفصل الثاني 2 بقلم Lehcen Tetouani

رواية نبيل العبار الفصل الثاني 2 بقلم Lehcen Tetouani

رواية نبيل العبار البارت الثاني

رواية نبيل العبار الجزء الثاني

نبيل العبار
نبيل العبار

رواية نبيل العبار الحلقة الثانية

….. في الصباح نهض نبيل أولا ونظر الى سعيد فرآه لا يزال يغظ في النوم والغريب أنه ما يزال مرتديا قبعته المضحكة
فأراد نبيل أن يبعد القبعة عن سعيد كي يحظى بنظرة أفضل لوجهه لكنه ما إن مد يده ولمس القبعة حتى فز سعيد بقوة وكأن ثعبانا قد لدغه ثم أمسك قبعته وثبتها جيدا على رأسه وقال بغضب ماذا كنت ستفعل؟
أجاب نبيل لا شيء كنت سألقي نظرة خاطفة على وجهك ليس إلا
قال سعيد فلا تفعل أرجو منك أن تحترم خصوصياتي ولا تقرب مني
هدئ نبيل من روع الفتى ثم قال حسنا حسنا أنت حر
هيا لنتناول بعض الطعام قبل مواصلة المسير
ألديك شيئا لنأكله لحسن التطواني في تلك الحقيبة غير الأحجار الكريمة؟
وضع سعيد من على عاتقه حقيبة خفيفة ثم استخرج منها بعض البندق والفستق وناوله لنبيل
فلاحظ نبيل بياض وطراوة كفيه فاستغرب وقال يا لك من فتى غريب
أولا ياقوت والآن مكسرات من أين بالله عليك تحصل على تلك الأشياء فأنا لم أر مثلها سوى عند أصحاب القصور
هنا ارتبك سعيد ثم قال :أأ…أنت محق فما أنا إلا غلام من غلمان من اصحاب القصور وتلك الجواهر هي هبات تجود علي بها الأسرة الحاكمة أحيانا..
قال نبيل أنت من خدام القصور إذن فأخبرني ما أخبار العروسة الهاربة؟
رد سعيد لا علم لي فلي بضعة أيامٍ لم أذهب للقصر..
نبيل :لقد سمعت بالأمس أنهم قد عثروا على الاميرة مختبئة في بيت أحد الفرسان لأنها تحبه ورفضت مأمون لأجله
هنا صاح سعيد بعصبية هذا كذب وافتراء الاميرة لم تهرب الى أي فارس ولم يجدوها حتى الآن lehcen Tetouani
رد نبيل بتعجب :وكيف علمت أنت فقبل قليل أخبرتني بأنك لم تذهب للقصر منذ أيام..
بان الارتباك على سعيد لكنه تدارك قائلا لأني… لأني أعرف الاميرة جيدا فهي لا تفعل مثل تلك الأشياء..
نبيل ولماذا برأيك إذن قد هربت هيا أجب؟
وفي تلك اللحظات سمع الإثنان أصوات جنود يقتربون فأصاب الهلع سعيد فقال له نبيل ما خطبك إنهم يبحثون عن الاميرة كالعادة..
ثم نظر الى سعيد بشيئ من الشك وقال إلا إذا……
قال سعيد بتوتر إلا إذا ماذا…؟
رد نبيل إلا إذا كنت عبدا هاربا سارقا للجواهر لذلك تخشى الجنود..
قال سعيد قلت لك أني لست بسارق وأتوسل إليك يا نبيل أن تبعدني عنهم أنت تعرف هذه الأحراش جيدا وباستطاعتنا أن نتقدم عليهم ولو فعلت لي ذلك فسأكافئك بجوهرة ثالثة إنها آخر ما عندي وأغلى ما لدي..
رد عليه نبيل :بإمكانك أن تحتفظ بجوهرتك فأنا قد قبضت منك أجر اصطحابك الى الحديقة سلفا وسأقوم بإيصالك إليها بأمان..
جد الإثنان بالسير حتى ابتعدا كثيراً عن الجنود
لاحظ نبيل أن الفتى كان يتحاشى أن تلتقي نظراتهما معا
فكلما نظر إليه نبيل عمد الغلام الى خفض رأسه وجذب قبعته على عينيه..
حتى قال له نبيل هل أعرفك من مكان ما؟
أجاب سعيد :كلا فنحن لم نلتقي أبداً من قبل
نبيل فلماذا إذن لا تدعني أنظر إليك؟
وفجأة تأوه سعيد فجلس على الأرض بعد أن آذى قدمه
فالتفت إليه نبيل وأخبره أن الجنود في أثرهما الآن ولا وقت لديهما ليضيعاه..
فقال سعيد لست معتاداً على المسير في تلك الأراضي الوعرة أعتقد أني قد لويت كاحلي..
هنا طلب نبيل من سعيد أن يصعد على ظهره ليحمله
فدهش سعيد وبدا متردداً..
فأمره نبيل أن يسرع..
فقال سعيد ولكن هذا لا يليق بي..
فصاح نبيل يا لك من فتى غريب الأطوار..
بدأت أتسائل أي نوع من الغلمان أنت؟
آنذاك سمع الإثنان صوت اقتراب الجنود مرة أخرى فسارع سعيد بالقفز على ظهر نبيل فحمله الأخير وانطلق يجري به بين الأشجار حتى ابتعدا مجدداً عن ملاحقيهما..
قال نبيل لم أعتقد أنك ستكون بهذه الخفة يا لك من غلامٍ ضعيف البنية..
ركض نبيل براكبه صعوداً في الوادي..
وفي الطريق قال نبيل قلت لي يا سعيد أنك تعرف الاميرة جيدا أخبرني إذن. هل هي جميلة؟
شعر نبيل باضطراب سعيد وهو على ظهره ثم سمعه يقول :
نعم نعم هي جميلة.
فقال نبيل لكن ما مدى جمالها أهي أجمل فتاة رأيتها أنت يا سعيد؟
رد الفتى باقتضاب قد يكون ذلك
لم يقتنع نبيل بأجوبة الفتى فقال بدأت أشك إن كنت قد رأيت الاميرة حقا أيها الغلام
لم يجب سعيد بشيئ
فواصل نبيل كلامه :يقولون أنها تملك شعراً كستنائياً طويلا ووجها صبوحا كصفاء الصباح وعينان وسيعتان كغور البحار
أما شخصيتها فيضرب بها المثل في الظرافة والأناقة
كان سعيد يتكأ بذقنه على كتف نبيل وكأنه مستغرق في كلمات المديح التي يسمعها وإذا بنبيل يسأله مجددا :
أخبرني يا سعيد أهي كذلك حقا؟؟
هنا رفع سعيد رأسه وأجاب بسرور بلى يا نبيل قد صدقوا في قولهم
وصل الإثنان الى جبلٍ تغطي سفحه الحشائش
فنزل سعيد وتمدد على الارض فسأله نبيل إن كان بخير..
ثم مد نبيل يده وأمسك بقدم الفتى ليتفحصها
ففوجئ بسعيد وهو يسحب قدمه بسرعة ثم يقف بطوله ويقول :لقد أصبحت بخير فشكراً لك
لم يعلق نبيل على ما حدث لكنه أشار الى أعلى وقال :
بإمكانك أن تمضي من هنا الى القمة صعوداً تحت ستار الحشائش ولن يلاحظك الجنود أما انا فسأحاول تشتيت انتباههم قليلاً لأوفر لك بعض الوقت للهرب منهم الوداع يا فتى وحظاً طيبا سررت بلقائك..
وعندما استدار نبيل ليمضي وإذا بسعيد يمسك بيد نبيل وهو يقول بصوت متهدج أتريد أن تتخلى عني؟
دهش نبيل وقال ما بالك يا سعيد لماذا تتصرف هكذا ما الأمر
أمسك سعيد بمقدمة قبعته وأخفضها على وجهه وهو يحاول أن يخفي دمعة سالت من إحدى عينيه وقال :أنت شاب قوي يا نبيل ومفعم بالحيوية والنشاط وأريدك أن ترافقني حتى النهاية
قال نبيل لنكن واضحين عندما تقول حتى النهاية تقصد حتى نهاية المشوار الى حديقة الأرواح.. صح؟
رفع سعيد طرف قبعته وألقى بنظرة خاطفة الى نبيل ثم قال مع ابتسامة :صح
رد نبيل :فهيا إذن يا فتى لأثبت لك بأنه لا توجد بحيرات على قمة الجبل

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية نبيل العبار)

اترك رد

error: Content is protected !!