Uncategorized

رواية البوص الفصل الحادي عشر 11 بقلم يمنى عبد المنعم

 رواية البوص الفصل الحادي عشر 11 بقلم يمنى عبد المنعم

رواية البوص الفصل الحادي عشر 11 بقلم يمنى عبد المنعم

رواية البوص الفصل الحادي عشر 11 بقلم يمنى عبد المنعم

أحزان قلب
عندما نقع في الحب لم تقف القلوب وقتها كثيراً أمام تساؤلات العقل… ومن بينهم مثلاً هل هذا هو الشخص المناسب ليستحق كل العشق الذي بداخل القلب…. أم هذا الشخص أخلاقه حسنة أم العكس… من أجل أن أقع تحت سيطرة فؤاده.
هكذا هو الحب…. لم يقع يوماً تحت تأثير العقل… فعندما يتدخل العقل فإن القلب هنا يقف له بالمرصاد دون تفكير يذكر.
ويرفض وقتها الفؤاد أي نصيحة تذكر من العقل ويغلق جميع الأبواب في وجهه بضراوة… كي يُكمل المسير في طريقه نحو العشق.
وصلت أمام باب حجرة نومه مباشرةً والفرحة تغمر قلبها… وهي تبتسم لتستكمل باقي خطتها… كادت تعود باتجاه الدرج بالأسفل… لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن… فقد تفاجئت بمن يفتح لها باب غرفته بغتةً….
فسقطت بين ذراعيه من هول صدمتها….. تأملها بعيونه الواسعة مبتسماً بنعومة قائلاً بعبث ساخر: شكلك كده فكرتي بسرعة بالموضوع وجايه تنفذي على طول… وأنا جاهز أهوه في أي وقت تحبيه مادام هنبقى سوا… يا ملوكه.
حملقت به ملك غير قادرة على النطق… في لحظاتٍ قد سقطت على صدره القوي وها هي قبضتيها الرقيقتين… تضعها على صدره أيضاً بتلقائية شاعرةً بأنفاسه الحاره المشبعة بعبق عطره الفواح يزيدها رهبةً ورعباً منه.
الذي يشع من ثيابه المكونة من بنطال قصير… وفوقه قميص دون أكمام… مما جعل عقلها يقف عن التفكير… حتى بخطتها بالهرب منه.
تجمدت بين ذراعيه الذي ما زال يتمسكان بها…. جف حلقها بشدة من نظراته التي انتقلت لشفتيها التي تنتفض بذعر.
أخذ سليم يبتسم ابتسامة ذات معنى ماكر قائلاً بجرأة: شكل كده عجبك الوضع يا قطة… هنا انتفض جسدها برعدة قوية… وجذبت نفسها بقوة من بين يديه.
هرب الدم من وجنتيها وودت الهرب من أمامه قبل أن يكشف حقيقة وأسباب تواجدها هنا الآن وفي هذا التوقيت المتأخر من الليل.
لكن عينيه تحاصرها من كل جانب قائلاً بمكر: للدرجادي يا ملوكه مش قادرة تصبري على فراقي للصبح.
هزت رأسها بقوة نافيةً عنها هذه التهمة الجديدة… وضع البوص اصبعه تحت ذقنه يحكها مفكراً بدهاء قائلاً بغموض: طب لما مش ده السبب… ممكن تقوليلي إيه هيه الحقيقة.. رغم كنت اتمنى إن ده يكون السبب الوحيد في وجودك هنا دلوقتي.
أشارت بيدها سريعاً كي تفهمه أنها تريد أن ترتشف بعض المياه…. ضحك سليم فجأةً من كلماتها… غير قادره على فهم ما السر الخفي وراء ضحكته هذه.
أهو يعبث بها أم يصدقها فضحكته مبهمه لا تنبؤ عن شيء… أشار بيده أن تسبقه إلى الغرفة للداخل… تيبست في مكانها من طلبه الوقح هذا….. لا تقوى على تنفيذه بالطبع.
فلما طال وقوفها دون حراك… قال ببطء ساخر: إنتِ مش بردو عايزة تشربي… إدخلي اشربي… أصل أنا نقلت المطبخ جوا.
هزت رأسها رافضة الدخول والرعب بادياً على وجهها بوضوح تام… وسارعت إلى الفرار من أمامه، فوجدته في لحظةً كان يعترض طريقها.
قائلاً بهدوء: كده أنا أزعل يا ملوكه… مقدرش أقف اتفرج عليكِ كده وانتِ عطشانه… فلازم تيجي تشربي.
لم يُمهلها الوقت كثيراً للتفكير أو الانصراف من أمام بل جذبها من مرفقها إلى داخل غرفته…. موصداً الباب خلفه.
ارتعد جسدها مع صوت إغلاق الباب خلفه…. ومحياها ينبئه بالكثير من الخوف والفزع… فقال لها بمكر: إيه خايفه مني يا قطة… متخافيش ده أنا بلسم ميتقلقش مني أبداً يالا اشربي.
وقفت أيضاً دون حراك وكبحت كباح دموعها عن الأنهمار كي لا يرى ضعفها ويستغله أكثر من ذلك.
قدم إليها كوباً من الماء قائلاً بعبث: اشربي جبتلك المايه بنفسي… شفتي بقى انتِ غالية عليا إزاي يا أموره.
كاد أن يغشى عليها في الحال من كلماته الوقحة الذي يوجهها لها… لم تمد يدها إليه لأخذ الكوب بل تسمرت عيونها التي تخشاه عليه… كي تتترقب أي تصرف أحمق قد يصدر منه.
ابتسم لها ابتسامة ناعمة جعلته أشد وسامة مما يبدو عليه… مقرباً من فمها الكوب… قائلاً بتهكم: معنديش مانع أسقيكي بإيدي يا حلوه.
كلمته تلك جعلتها تختطف منه الكوب وتشرع في ارتشاف المياه بسرعة… ضحك باستهزاء من فعلتها هذه.
وأخذ يتطلع إليها كأنها لعبة جديدة يتسلى بها كيفما يشاء…. ناولته الكوب وسارعت إلى الفرار من أمامه.
وقبل أن تضع يدها على مقبض الباب كان سليم يحاصرها بجواره بذراع واحده يستند بكفه عليه محملقاً بوجهها الباهت… من تأثيره عليها.
قائلاً بدهاء: كنت اتمنى نسهر سوا يا قطة… وخصوصاً إن مش جايني نوم وشكلك انتِ كمان مش نعسانه زيي.
تطلعت إليه بأعين جاحظة تهز رأسها بريبة نافية عن نفسها هذه الجملة…. فضحك بسخرية وهو يدقق في محياها قائلاً بنعومة: ماشي يا ملوكه هسيبك دلوقتي تروحي تنامي…. لكن بعد كده… ولا أقولك خليها مفاجأة أحسن.
ابتعد عنها ليفسح لها الطريق لمغادرة الغرفة وسارعت بفتح الباب بلهفة ووضعت قدم في الخارج والأخرى كانت ستتبعها، لكنه باغتها بإمساكها من رسغها.
قائلاً بتهكم: متنسيش مستني رأيك بفارغ الصبر، في الموضوع إياه يا جميل.
سحبت ذراعها منه وركضت هاربة من أمامه إلى غرفتها…. وقلبها ينبض مع كل خطوة تخطوها باتجاهها.
حاولت سهر أن تجذب ذراعها من كفه القابض بقسوة على ذراعها قائلاً باستنكارغاضب: متحاوليش مش هتقدري تهربي مني وخصوصاً إن مفيش غيرنا هنا والأبواب كلها متقفلة علشان خاطر عيونك.
جف حلقها بشدة وارتعد قلبها المذعور أكثر قائلة بتلعثم: ليـــ…. ليــه عملت كده… إنت…. إنت عارف….عارف…. إني مقدرش أهرب منك.
ظهرت عيونه ابتسامة تهكميه، كثيراً ما تجدها فيهما قائلاً باستهزاء: صحيح زي ما إنتِ كده مقدرتيش تهربي مني زمان فاكرة يا سهر… ولا تحبي أفكرك.
حدقت به للحظات…. تتذكر ما قاله الآن ثم أشاحت ببصرها بعيداً التي امتلأتا بالدموع… لا تدري أدموع الندم هذه، أم دموع القهر التي تحس بها أمامه.
قائلة بضعف: سيبني يا فتحي أرجوك… أنت عارف كويس أوي إن مفيش فايدة في الكلام معايا.
أمسكها من كتفيها بغتةً بقسوة وأخذ يهزها بقوة قائلاً بعصبية: أمال إمتى هيبقى فيه فايدة…ها، إمتى هتفوقي لنفسك وتعرفي ان كل حياتك غلط في غلط.
انهمرت عبراتها غزيرةً تأن بكل أوجاع الدنيا قائلة بألم: مش عارفه… مش عارفه سيبني في حالي.
جحظت عيونه بقوة غير قادر على تركها جاذباً إياها نحو الدرج المكسور قائلاً بانفعال: ما انتِ طول ما ذكرياتك القذرة دي هنا عُمرك ما هتفوقي من اللي إنتِ فيه.
حاولت فريدة النوم في هذه الليلة الطويلة التي لا تريد أن تنتهي بها… متذكرة خروجه مع تلك المهندسة الذي تحدث عنها على مائدة الطعام.
أخذت الغيرة تنهش قلبها عندما رأت الساعة قبيل الفجر قائلة بضيق: يعني يا أبيه تسهر معاها كل الوقت ده وعايز كمان استناك، أكيد انت مضايق مني بس إذا شفتك دلوقتي هتكشف غيرتي عليك وهنتخانق من تاني.
تنهدت بحيرة وأغمضت عيونها بيأس علها تنام هذا الوقت القليل للذهاب لكليتها في الصباح.
حملقت سهر بالأشياء التي بداخل الدرج بصدمةً قوية، وهزت برأسها غير قادرة على رؤيتهما من جديد… صرخ بها قائلاً بوجع ممزوج بغضب: عرفتي بقى ان عُمرك ما هتوبي عن اللي انت فيه إلا إذا أنا محيت كل ده بأستيكه، وغصب عنك.
تأملته ودموع القهر تغمرها وتغمر روحها قائلة بوهن: غصب عني يا فتحي صدقني… أنا بحاول…لكن…. قاطعها بعصبية قائلاً: لكن إيــه ها، ما تنطقي… وتعترفي بإن عُمرك ما عملتي حاجه صح في حياتك…. ووقت ما جيت أنا وهعلمك الصح هربتي… زي المجرمين بالظبط.
ازداد قلبها اختناقاً من كثرة قسوته عليها وهي التي تحتاج لمن يتفهمها ويتفهم مشاعرها الذي لم يفهمها أحداً من قبل.
حررت كتفيها من كفيه مبتعدة عنه إلى الوراء هاتفة بصوتٍ مقهور: أيوة هربت … هربت من قسوتك وقسوة سليم… أنا بكرهكم انتم الأتنين…. ولا عايزة أشوفك ولا أشوفه…. اطلعوا من حياتي بقى عايزين إيه مني. 
اندلعت من عيونه الحمراء نظراتٍ كالجمر المشتعل… والذي يريد أن يلتهم كل ما هو أخضر ويابس أمامه قائلاً بحدة غاضبة: آه يا مجرمة يا ناكرة المعروف…. على العموم مفيش مفر مني سواء بتكرهيني أو العكس… فا أنتِ مش هتقدري لا تهربي مني ولا هتسبيني أبداً سامعة… 
 هزت رأسها رافضة كل ما تفوه به قائلة بعذاب: يعني إيه فهمني….!!!
اقترب منها ممسكاً كفيها بين قبضتيه بقوة حتى كاد يسحقها قائلاً بصرامة: مش مهم تفهمي حاجه دلوقتي…. لكن المهم إنك تعرفي إن مفيش بعد كده غيري هتلاقيه في وشك وفي كل وقت…. وغصب عنك كمان. 
انصدمت سهر مما استمعت إليه وأتت لتتحدث منعها بإشارةً من نظرته القاسية قائلاً بغلظة: سهر روحي نامي حالاً ومش عايز ولا كلمة تاني اسمعها منك.
انكمشت ملك في فراشها متدثرة بغطاء ثقيل تريد الأختباء عن العيون…. غير مستوعبه ما حدث لها منذ قليل، تشعر بمشاعر شتى… تداخلها وتتزاحم بتفكيرها المشتت، مابين الخوف من القادم وبين الريبة من نظرات ذلك الوقح الذي أثار بداخلها أشياءً… ظنت أنها تعرفها وتفهمها جيداً لكن لا… إنها تجهلها تماماً.
وتساءلت كثيراً هل ستظل حبيسة فيلا هذا الوحش الذي كذبت من أجله كثيراً أم ماذا سيحدث وخصوصاً بعدما فشلت خطط هروبها فعيناه الخبيثتان لا مفر منهما… كأنها أخبرتها بذلك كلما نظر إليها أو تتلاقى أعينهم.
تنهدت بيأس لا يعرف النوم السبيل  إلى جفونها التي تورمت من كثرة سهرها من القلق الذي اعتراها.
قائلة بصوتٍ خائف: قليل لو قدرتي تهربي منه يا ملك، ده كأنه عارف وفاهم كويس انتِ بتفكري بإيه… طب هتعملي إيه بعد كده… أغلقت عيونها بقوة تريد الهرب من أفكارها التي تزاحمت بعقلها رغماً عنها.
جلس عاصي في صباح اليوم التالي داخل سيارته بانتظار صغيرته   كي يوصلها إلى كليتها كالعادة، التي قد بدأت من وجهة نظره أن تتمرد عليه منذ أن اختفت شقيقته الصغرى.
استقلت فريدة بهدوء بجواره داخل العربة… تتحاشى النظر إليه أو التحدث حتى، زفر بضيق من تصرفاتها الحمقاء…
قاد السيارة وهو يقول بضيق: مفيش صباح الخير حتى…. بصرت به بطرف خفي قائلة بخفوت: صباح الخير يا أبيه.
زفر بحدة كي يخرج ما بداخله من غضب قائلاً بحنق: بعد إيه ها… مسمعتيش كلامي ليه واستنتيني امبارح.
صمتت تريد أن تفرغ غيرتها بوجهه لكنها لا تقوى على ذلك… فهي تخشى غضبه أكثر.
 تأملت زجاج السيارة بجانبها قائلة بهدوء مفتعل: مقدرتش أسهر أكتر من كده وحضرتك عارف كويس إن عندي محاضرات الصبح بدري.
ضم قبضتيه حول عجلة المقود ضاغطاً عليها بضيق قائلاً بسخط: على العموم أنا ليا كلام تاني معاكِ النهاردة ان شاء الله بعد الكلية.
لم تجيبه إنما فضلت الصمت المتواصل طوال الطريق حتى لا تثير عصبيته عليها اكثر من ذلك.
وصل بها إلى الكلية… متوقفاً بعربته، ترجلت منها على الفور كأنها تهرب منه…. تطلع إليها وهي تنصرف متأملاً إياها متوعداً لها يدمر بنفسه الكثير والكثير….
ذهب البوص إلى عمله في الصباح… فوجىء بدخول ابن عمه فتحي عابس الوجه … عقد الول حاجبيه مندهشاً بقوله المتسائل: إيه مالك يا فتحي… شكلك مضايق ليه.
ضم شفتيه حانقاً بداخله قائلاً بيأس: مش عارف يا بوص… زهقت من كل حاجه حواليه… ومليت من اللي أنا فيه.
تراجع سليم في مقعده قائلاً بهدوء: عيب إجمد كده…ده انت لسه في البداية… ولازم تصبر أكتر من كده.
تأمله لثوان قائلاً بجمود: معرفش حاسس اني مخنوق وعارف كويس زي ما بتقول اني لازم اصبر أكتر من كده…. لكن غصب عني.
مط سليم شفتيه قائلاً بتساؤل: ترويضها وعلاجها هياخد وقت ومش هتخف من يوم وليلة…. فعلشان كده خليتك انت المسئول عنها.
صمت بعض الوقت شارداً بمحياها الذي بهت كثيراً هذه الأيام قائلاً بخفوت: أنا لولاك مكنتش اتجوزتها يا بوص.
ابتسم وهو يتأمله قائلاً بمزاح: بس متقدرش تنكر انك لسه بتحبها…حتى لو مضايق منها.
أغمض عيونه متأففاً بضيق قائلاً بيأس: ماهو ده اللي معصبني أكتر… والمفروض كنت نسيتها لكن لا صورتها مش بتفارقني، وأول ما قولتلي اتجوزها وافقت بدون تفكير.
ضحك سليم ضاغطاً على زر فوق مكتبه قائلاً: اتنين ليمون بسرعة في مكتبي…
مردفاً بنفس النبرة الضاحكة: طب انت حلتها أهوه يا فتحي… اللي بيحب حد هيصبر عليه ومش أنا اللي هفهمك كده.
شعر بالتوتر عند جملته الأخيرة قائلاً بحنق: بس هيه مش بتحبني يابوص… دايماً بحس انها مش طايقاني ولولا خوفها مني يمكن كانت هربت زي ما كنت بتعمل قبل كده.
وضع سليم كفيه فوق مكتبه قائلاً بود: ما يمكن خوفها ده بداية حبها ليك من غير ما هيه لا تعرف ولا أنت حتى.
تطلع إليه بدهشة قائلاً بعدم استيعاب: إزاي يعني… دي كل ما تشوفني تقولي بكرهك… ومش عايزة اشوفك.
قبل أن يجيبه البوص هذه المرة… استمعا إلى صوت طرقات على الباب…. فقد أتى أحد رجاله بكوبي عصير الليمون.
وضع الصينية دون أن يتحدث إليهم أمام البوص على مكتبه وغادره في الحال… أمسك سليم بكوب العصير وناوله إلى فتحي قائلاً: اشرب العصير وروق دمك كده… دي تلاقيها بس بضايقك زي ما بتتعصب عليها… إنت هتقولي دنا فهمها كويس وياما بتقول كلام مش فاهمه معناه.
أخذ منه الكوب بوجه جامد بسبب تفكيره المشتت بها… وتناول سليم الكوب الآخر… مستكملاً حديثه: أنا عارف اني حملتك مسئولية كبيرة بس عارف كويس إنك أدها… وعلى العموم إيه رأيك نتغدى سوا النهاردة.
اومأ برأسه بالموافقة قائلاً بصوتٍ خفيض: تمام هستناك في نفس المكان اللي بنتقابل فيه.
انتهزت ملك فرصة عدم وجود البوص داخل الفيلا… وفتحت النافذة بحرص، تتأمل المكان بالخارج… وجدت عدة أشخاص يقومون بالحراسة على أكمل وجه.
ذمت شفتيها بضيق قائلة بحزن: وبعدين يا ملك هتفضلي كده لإمتى ده خلاص المُهلة قربت تخلص…. هتتصرفي إزاي.
أحست باليأس يجتاحها من جديد بعدما رأت أنه لا مفر عن تخليها عن هذه الفكرة التي ستودي بها إلى مشاكل معه أكثر من ذلك ففيلته محاصرة أكثر من فيلا أدهم الصاوي….
أدى ذلك إلى العديد من الضغط على أعصابها… فعادت إلى إغلاق النافذة بحنق مستطرده بداخلها: إذا كنت أصعب على خدامته اللي هنا…وتساعدني لكن لأ ده شكله محذرها جامد…دنا حتى معرفش اسمها إيه لغاية دلوقتي.
وقفت تتأمل نفسها بالمرآة بعد برهةً من الوقت… بشعرها البني الذي تتركه دائماً خلف ظهرها منسدلاً.
هامسة لنفسها بندم: لأول مرة اتمنى إن ده ميكنش شكلي، جمالي ده دايماً مسببلي مشاكل كتيرة وخوف من عاصي أكتر من اللازم…. ولغاية دلوقتي كمان مع البوص اللي عايز يشتريني بالفلوس.
تنهدت باستسلام وهي تعود لتجلس على الفراش… فكرت قليلاً قائلة لنفسها: طب ما فرصة أشوف كده الفيلا من تحت يمكن أعرف انا هتصرف إزاي معاه.
هبطت بالأسفل غير قادرة على الوحدة التي تشعر بها…. تأملت المكان حولها فوجدت العديد من الغرف منها المغلق ومنها العكس.
تلفتت حولها فوجدت صورتين معلقتين على الحائط بالردهة… اقتربت منهما بحذر… تطلع إليهم باهتمام.
أحدهم صورة لسليم الأنصاري وبرفقته إمرأة جميلة تستند إليه بكتفها الأيسر… تعلق بصرها بهم وبالأخص بالمرأة.
هامسة لنفسها باهتمام: يا ترى مين دي… معقول تكون مراته… ولا تكون حبيبته مش معقول يعني هتكون حاجه تانية غير كده.
ظلت شاردة لدقائق بهما ثم انتقلت ببصرها للصورة الأخرى… وجدتها بها رجل وإمرأة أخرى غير الأولى.
تأملتهم باهتمام وظنت لوهلة أنهم أبويه قائلة لنفسها باهتمام: ممكن فعلاً يكونوا أبوه وأمه… فيه شبه بينه وبينهم.
تنهدت وهي تُكمل التلفت حولها… شاهدت المطبخ على يسارها… فتجرأت ودخلته… صُدمت انتصار من وجود ملك أمامها.
قائلة بدهشة: في حاجه جعانه ولا إيه… وإيه اللي ينزلك من اوضتك إنتِ عارفه إذا البوص شافك هنا…. ممكن يعمل فيا إيه.
تغاضت ملك عن كلماتها التي أشعرتها بالمزيد من الخوف بداخلها لكنها حاولت أن تستمد القوة وعدم الذعر منه مفكرة بأنه ليس هنا.
واقتربت من أحد الرفوف أمامها وتناولت كوباً وملأته بالماء من الصنبور… تحاول أن تبدو طبيعية.
أخذت انتصار منها الكوب قائلة بتحذير: يالا اطلعي على اوضتك بسرعة قبل ما البوص ييجي… ولو عايزة أي حاجه أنا هعملهالك وأجيبهالك في إوضتك.
هزت رأسها رافضة  لما تقوله انتصار… تجهم وجه الخادمة وجذبتها من مرفقها قائلة برجاء: اعملي معروف اطلعي اوضتك قبل ما أي حد ياخد باله.
أتى رجل إلى أهم قائلاً بقلق: مقدرناش نعرف لغاية دلوقتي البنت راحت فين ولا مين صاحب العربية اللي ركبت فيها…. زفر بغضب قائلاً بانفعال: ده لأنكم أغبية وأنا عارف كويس مفيش غيره يمكن يكون أخدها.
تأمله الرجل بحذر قائلاً: طب ممكن يكون مين… قاطعه بخشونه قائلاً: أكيد مفيش غير البوص… اللي يقدر يعمل معايا كده.
تنهد الرجل قائلاً باستسلام: طب كان بيجيبها ليه من الأول طالما أنقذها منا…. زفر بحرارة قائلاً: أكيد كان بيدبر لحاجه من ورا كل ده… أنا عارف وفاهم تفكيره كويس.
شرد الرجل في حديث أدهم قائلاً بتساؤل: طب ياترى ممكن يكون بيدبر لإيه…. نهض من فوق مقعده قائلاً بتأفف: مش عارف وده اللي نفسي أعرفه ومش هرتاح غير لما أعرف ليه عمل كده.
عاد فتحي من مقابلته مع البوص على الغداء… ووجد أن الطبيب بالداخل برفقة سهر… تسمر بصرها عليه عندما دلف لحجرتها.
تحاشى هو النظر إليها قائلاً للطبيب: إيه الأخبار يادكتور هب من مكانه وهو يتطلع إلى وجهها الذي شحب لمجرد رؤية فتحي.
قائلاً باهتمام: في الحمدلله تحسن كتيرعن الأول بس هيه محتاجة لشوية غذا أكتر من كده علشان العلاج التقيل اللي بتاخده.
زفر فتحي قائلاً بضيق: إذا كان على الأكل أنا ممكن أوكلها بالعافية لأنها بتاكل لما بضغط عليها الأيام دي.
هز الطبيب رأسه بالنفي قائلاً بهدوء: مش هينفع العنف في حالتها لازم الهدوء يمكن تسمع الكلام وتاكل.
هنا تطلع إليها بنظراتٍ قاسية قائلاً بحنق: للأسف مش بينفع معاها غير كده لأن جربنا الحلول التانية ومنفعتش.
انكمشت أكثر على حالها عندما فهمت مغزى كلماته فقال له الطبيب: على العموم حاول بهدوء زي ما قلتلك… وأنا همشي دلوقتي… وهاجي واطمن عليها كمان يومين.
اومأ فتحي برأسه بالإيجاب… قائلاً بجدية: تمام اتفضل حضرتك دلوقتي… وإن حصل أي حاجه تانية هتصل عليك.
كادت أن تصيح سهر بالطبيب الذي غادرهم بالمكوث معهم أو يصطحبها معه بعيداً عنه… لكن ظل صوت صرخاتها بداخلها… غير قادرة على التصريح بما تريد قوله.
فنظرةً واحدة  لعيني فتحي الغامضة كافية لتفهم ما هي فيه… من مأذق وضعت فيه رغماً عنها.
حدجها بنظراته المبهمة قائلاً بجمود: اسبوعين كمان وهنتنقل من هنا لمكان تاني أحسن.
عقدت حاجبيها بصدمة قائلة بتعجب: مكان تاني فين….!!! زفر بحرارة وهو يضع يديه في جيب بنطاله قائلاً بهدوء ظاهري: مش مهم هبقى اقولك بعدين… أنا قلت بس أقولك علشان يبقى عندك خبر.
جاء ليخرج من الغرفة… ركضت خلفه قائلة بيأس: مش هتمشي غير لما تقولي هنروح فين… ولا يكون سجن جديد ومش راضي تقولي.
ابتسم ساخراً وهو يحدق بها باستهزاء قائلاً باللامبالاه: ماشي اعتبريه سجن براحتك…. ها فيه حاجه تانية عايزة تقوليها.
فقالت له بعصبية مفاجئة: طالما أنا معاك هيبقى سجن حتى لو في قصر…. ضيق عيونه بحدة قائلاً باستنكار: معقوله تبقي مع فتحي الدهشان وتقولي سجن لأ لأ عيب يا سهر تكلميني كده بدل ما انتِ عارفه جزات اللي لسانه طويل معايا هيحصله إيه.
تراجعت بخوف بمجرد أن تفوه بعبارته التي يكمن بداخلها التهديد أكثر قائلة بتوتر: مش عايزة أروح معاك أي مكان.
رمقها طويلاً ثم تحدث ببطء قائلاً: والله مش بمزاجك يا هانم ده انتِ مجبرة على كده وغصب عنك كمان هتنفذي كلامي وياريت بقى تبطلي رغي لان مش طايق نفسي بل ما أطلع اللي جوايا عليكِ.
تأملته بمزيد من الشحوب ولم تكن قادرة على النطق أو معارضته… ثم تركها وانصرف ليرى بعض شئونه الخاصة.
أسرعت ملك بالخروج من المطبخ ثم إلى حجرتها بالأعلى مغلقة الباب خلفها سريعاً…. وأغلقته بإحكام بالمفتاح من الداخل.
نبضات قلبها تتسارع حتى أحست بأن نهايتها على المحك إذا لمحها أحداً ما وبيدها هاتف الخادمة…. لقد رأته صدفةً على أحد رفوف المطبخ… وهي ترتشف المياه.
فأخذته دون تفكير تحاول إنقاذ نفسها مما هي فيه، خبأته وراء ظهرها وفرت هاربة من المطبخ كأنها تطيع الخادمة.
كان من حُسن حظها أن الهاتف ليس حديث الصنع ففتحته بسهولة… جلست على السرير تحاول تذكر رقم هاتف فريدة على حسب ما أسعفتها به ذاكرتها.
فضربت العديد من الأرقام وفي النهاية أجابها شخصاً غير فريدة مخبراً إياها بأنها قد أخطأت بالرقم.
زفرت بضيق تحاول تذكر الرقم جيداً…. قامت بالأتصال مرةً أخرى فأجابتها فتاة ما وأخبرتها بأنها قد أخطأت.
تأففت بسخط وحاولت التركيز جيداً قائلة لنفسها: ركزي يا ملك بسرعة وافتكري اوام رقم فريدة.
شردت قليلاً ثم سارعت إلى طلب الرقم… وبالفعل تأكدت هذه المرة بأنه هو الرقم الصحيح.
قامت بالضغط على زر الأتصال وتدعو الله أن يكون رقمها بالفعل… بعد قليل كان هاتف فريدة يعلن وجود رنين مُلح في الرنين المتواصل.
قطبت حاجبيها قائلة بتعجب: ياترى رقم مين ده… تذكرت تحذير عاصي من الردود على الأرقام الغريبة.
ورغم ذلك قررت الفتح فهي بالكلية ولن يراقبها هنا…. أجابت بتردد قائلة: ألو السلام عليكم…. فهتفت ملك بلهفة: فريدة أن ملك… اتسعت عيونها بصدمة غير مصدقة ما تسمعه.
قائلة بنفس اللهفة: ملك حبيبتي كده تسبيني كل الوقت ده معرفش عنك أي حاجه…. ده أبيه هيتجنن عليكِ.
حاولت إمساك نفسها عن الشروع بالبكاء قائلة بحزن: غصب عني يا فريدة انتِ لو تعرفي اللي أنا ورطت نفسي فيه مكنتيش قولتي كده.
قطب فريدة جبينها بصدمة عارمة قائلة باهتمام: قوليلي بسرعة إنتِ فين و في إيه فهميني بسرعة.
هنا لم تحاول منع عبراتها عن الإنهمار قائلة بضعف: أنا مخطوفة يا فريدة ومعرفش أنا فين بالظبط…. جف حلقها من هول صدمتها من عبارتها الحزينة قائلة بلهفة: قوليلي بسرعة مين اللي خطفك وأنا هبلغ أبيه وهخليه يتصرف وينقذك منه.
صرخت بها بسرعة قائلة بسرعة: إلا عاصي أخاف عليه، إوعي تبلغيه باتصالي… النهاردة أنا أصلا تليفوني مش معايا….. وواخده مني.
سألتها بقلق: ومين ده اللي واخده منك وخاطفك قوليلي بسرعة… بكت ملك بحرقة قائلة بلوعة: البوص يا فريدة وده رقم الخدامة بتاعته واوعي تتصلي عليه ليموتوني.
ارتجف قلب فريدة بهلع وجاءت لتتحدث إليها مرةً أخرى قد إغلق الخط فجأة…. تطلعت إلى الرقم قائلة بذعر: ملك…. ملك… رد عليا يا ملك.
جلست في مكانها غير مصدقه ما أبلغتها به ابنة عمها قائلة برعب: معقول ده يحصل ملك مخطوفة… ياترى فيها إيه وإيه الرعب اللي هيا فيه ده.
لم تتمالك دموعها هذه المرة وبكت من أجلها…. وهرولت إلى خارج القاعة تريد الجلوس بمفردها عن الجميع.
بعد قليل انطلق رنين هاتفها وظنت أنها ملك لكنه كان شقيقها…. سارعت بمسح دموعها والرد عليه.
قائلة باختصار: أيوه يا أبيه أنا جاهزة دقيقتين وهكون عند حضرتك.
حدجها عاصي بتمعن وهو يقود العربة قائلاً بتساؤل: في إيه يا فريدة ممكن أعرف… فهزت رأسها بالنفي قائلة بتوتر: مفيش يا أبيه أنا كويسه.
تنهد بضيق قائلاً بجمود: بس شكلك بيقول غير كده… في حد ضايقك في الكلية النهاردة.
هزت رأسها بالنفي مرةً أخرى قائلة: لأ يا أبيه محدش زعلني أنا فعلاً كويسه…
صمت عاصي قائلاً بجمود: طيب براحتك يا فريدة بس إياك اكتشف حاجه انتِ مخباياها عليا وساعتها انتِ الجانية على نفسك.
بُهت وجهها بشدة وانكمشت بمقعدها وتحاشت النظر إليه كي لا يفهم ما بداخلها… قائلة لنفسها بقلق: ليه كده بس يا ملك تقيديني ومتخلنيش أقوله.
تنهدت بحرارة ونسيت أنها بجوار من يراقب تعابير وجهها… رفع أحد حاجبيه قائلاً بصرامة: اعملي حسابك النهاردة هتروحي معايا حفلة.
لم تنتبه من كلماته فهتف بها عاصي بحدة: فريدة أنا بكلمك مبترديش ليه…. حدجته بسرعة قائلة بلهفة: ها بتقول حاجه يا أبيه….
تأفف بسخط قائلاً بغضب: مش بقولك فيه حاجه… امتعضت ملامحها قائلة باضطراب: يا أبيه صدقني أنا بس مأخدتش بالي حضرتك بتقول إيه.
ظهر الغضب في محياه وانتقل لصوته قائلاً: ماشي يا فريدة أنا هعرف بطريقتي… واعملي حسابك إنك تكوني جاهزة بالليل النهاردة هتروحي معايا حفلة.
اندهشت من مطلبه فكثيراً ما كان يرفض تواجدها في أي حفلة خاصة بعمله… ظن أنها ستفرح بالخبر لكن صمتها الذي طال جعله يتساءل.
قائلاً باستنكار: إيه يعني مش فرحانه انك جايه معايا… ابتسمت بارتباك قائلة: لا ابداً أنا بس متفاجئة.
زفر بضيق قائلاً: والله تعملي اللي قولتلك عليه من سكات…. وتكوني جاهزة الساعة تمانية.
أما ملك فقد انتبهت لصوت خطوات سريعة ناحية غرفتها… فجعلها هذا تغلق الهاتف بسرعة وتمسح الأرقام التي طلبتها حتى بالخطأ.
وهرعت إلى الباب وفتحته بسرعة كي لا يجعل الشك يدخل إلى قلب الشخص القادم وحاولت أن تبدو طبيعية.
خبأت الهاتف تحت الوسادة سريعاً… فُتح الباب فوجدتها الخادمة تقول بهدوء: جبتلك الغدا لغاية عندك.
تنهدت ببطء وارتياح وحمدت ربها على عدم ذكر الخادمة للهاتف.
اومأت برأسها سريعاً بالإيجار وشكرتها بإشارة من يدها فهمتها انتصار.
تركتها بمفردها وانصرفت من الحجرة…. قررت ملك بأن تأكل بسرعة وتهبط بالأسفل…
كي تعود بالصينية ومعها الهاتف دون أن تشعر بها.
تناولت الطعام واحتست القليل من الماء وأيضاً الشاي.
أبدلت ثيابها وهبطت بالأسفل متجهة إلى المطبخ… ما أن رأتها انتصار حتى انزعجت كثيرا.
قائلة بضيق: مش قلتلك متنزليش هنا لاحسن حد يشوفك.
ابتسمت لها ابتسامة عريضة كي تُلهيها عن ما أتت من أجله… وناولتها الصينية كأنها تخبرها أن هذا سبب نزولها للمطبخ.
أخذتها منها وأولتها ظهرها… فانتهزتها فرصة ووضعت ملك الهاتف بمكانه سريعاً قبل أن تلاحظها الخادمة.
حثتها على الخروج بسرعة كبيرة من المطبخ… فانصاعت لها كما أمرتها.
عاد سليم الأنصاري إلى الفيلا متأخراً بعد أن قام بتسليم البضاعة كما كان متفق عليها من قبل… تأمل المكان حوله.
فوجد الهدوء يسود المكان… جاء ليصعد إلى غرفته… لاحظ وجود أحدهم على الأريكة الموجودة بردهة الفيلا.
اقترب منها متعجباً فعرفها على الفور… ابتسم ابتسامة عريضة لها معنى لن يفهمها سواه.
كانت ملك هي النائمة فوق الأريكة… واندهش من وجودها في هذا التوقيت… ورغم غضبه الداخلي الذي انتابه بغتةً من وجودها هنا.
قائلاً لنفسه: إيه اللي ينزلها من إوضتها دي في وقت زي ده… وأنا منبه على انتصار إنها ممنوع تنزل هنا….. صمت بغموض مردفا لنفسه بدهاء: يالا هيه اللي جابته لنفسها معايا.
تململت في نومها كأنها تشعر بوجوده… فتحت عيونها بهدوء في البداية… وإذا بها تجده واقفاً على بُعد مسافةً صغيرة منها.
اعتدلت ملك على الفور  بعدما استفاقت في نومها بسرعة مرعوبة منه…. وتذكرها لتحذير الخادمة.
جلست على الأريكة عائدة بجسدها من الأعلى للوراء وانتابها الذعر أكثر…. عندما تأملها كثيراً بعبث شديد ثم اقترب منها بخطواتٍ ثابتة ومدروسة… انتفض قلبها لهذه النظرات التي دبت الرعب في ساقيها… جعلتها لا تقوى على الحراك من مكانها.
ثم دنى منها ورفع ذقنها إليه بأنامله برقة كي تواجهه جيداً…. متفحصاً لشفتيها التي ترتعد من وطأة نظراته الخبيثة.
هامساً أمامهما بنعومة ماكرة جعلتها تطيح بأي مقاومة بداخلها لديها…. بقوله العابث:- شكلك كده قاعدة سهرانة مستنياني وأنا بصراحة ما هصدق…. وهنتهزها فرصة… وابقى مجنون لو ضيعتها من إيدي…
دخلت فريدة إلى غرفتها باكية بحزن شديد…. بعد أن عادت من الحفلة في وقت متأخر بصحبته…. 
قائلة لنفسها بندم: ياريتني ما روحت حفلات معاه….. دي أول وآخر مرة هروح…
انتبهت من وسط حزنها الشديد إلى صوت طرقاته العنيفة على الباب.
مسحت دموعها سريعاً وفتحت له مترددة…  دلف إليها كاالريح العاصف، محدقا بعيونها الحمراء قائلاً بخشونة: شكلك كده عايزة تتربي من جديد يا فريدة، أصل واضح أوي إني معرفتش أربيكِ وانا غلطت و مجبر أصلح غلطي من النهاردة.
يتبع..
لقراءة الفصل الثاني عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية المؤامرة للكاتبة منة محسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *