روايات

رواية أصبحت خادمة لزوجي الفصل الرابع عشر 14 بقلم هبة الفقي

رواية أصبحت خادمة لزوجي الفصل الرابع عشر 14 بقلم هبة الفقي

رواية أصبحت خادمة لزوجي البارت الرابع عشر

رواية أصبحت خادمة لزوجي الجزء الرابع عشر

أصبحت خادمة لزوجي
أصبحت خادمة لزوجي

رواية أصبحت خادمة لزوجي الحلقة الرابعة عشر

في غرفة جواد بالمشفي
———————————————————
جواد بعتاب : ليه عملت كده ي بابا ؟!..انا عمري ما شوفت حضرتك قاسي معاه للدرجادي .
عزالدين : ماكنش ينفع اعمل غير كده….حمزة مش هيتغير غير بكده….أنا السبب ف اللي هو وصله دا….وأنا اللي لازم أغيره .
جواد : بس حضرتك كده بتأذيه لأن كلنا عارفين غلاوة ماما عنده وقد إيه هو متعلق بيها….وبعدين حضرتك طارده من البيت من زمان….فكفايه عليه لحد كده….وماتبقاش قاسي عليه أوي كده .
عزالدين : أنا والله مابعمل كده غير لمصلحته .
جواد : عارف والله….بس كفايه عليه….هو مايستاهلش من حضرتك دا .
عزالدين : ي جواد حمزة ماعدتش صغير للتصرفات اللي بيعملها دي….وللأسف بيزداد سوء….انا مش هعيشله وأقعد أصلحله اللي بيعمله….حقيقي والله بدأت أشك إنه مش طبيعي وعايز استشير دكتور نفسي….إحنا لو بنتحمل قساوته وعصبيته فدا لإننا أهله….لكن مافيش حد هيقدر يتحمل شخص كده….للأسف حمزة شايف الدنيا بالعين الوحشه….وعمره مافكر أبداً إن زي ما في الوحش في كمان الحلو….أنا متأكد إن طباعه مش هتتغير غير لما يحب….بس دا طبعاً من رابع المستحيلات .
جواد : ليه حضرتك بتقول كده….أكيد هيجي اليوم اللي هيقابل فيه الإنسانه اللي هيحبها ويتجوزها .
عزالدين : أنت بتتكلم ف إيه ي جواد….يحب إيه بس….هو بيدي فرصه لنفسه حتي إنه يشوف بنات ولا يتعامل معاهم….وزي ما انت شايف ي إما طاحن نفسه ف الشغل أو قاعد ف البيت ونادراً لما بيخرج….ربنا يهديه ويبعد عنه الشيطان .
جواد : اللهم آمين .
عند حسناء
———————————————————
نجدها تنزل أمام موقف سيارات وهي تقول : شكراً ي عمو….وآسفه لو كنت عطلت حضرتك .
محمود : عادي ولا يهمك ي بنتي….قريبتك ساكنه قريب من هنا ولا أوصلك أنا….لأن قلبي مش مطمن .
حسناء : أيوه قريبه….أنا بس يادوب هركب العربيه وهنزل هلاقي بيتها علي طول….ماتقلقش .
محمود : ماشي ربنا يسترها عليكي….لما توصلي ابقي طمنيني عليكي .
أومأت له برأسها وإنتظرته حتي ذهب ثم سارت بإتجاه أحد السيارات وترجلتها….وما هي إلا لحظات قلال وإنطلقت….وبعد فتره ليست بالكبيره نجدها تفتح حقيبتها ومن ثم تخرج حافظة نقودها للتتفاجأ بأنها بالكاد تملك ثمن هذه المواصله….وهنا تبدأ حيرتها….ماذا ستفعل ؟!….فلازال هناك الكثير للوصول لذلك المكان….كيف لم أنتبه لهذا ؟!…ما هذه الورطه ؟! فحقيبتي فارغه تماماً حتي أنني لا املك شئ قيم لبيعه….وعند هذا الحد من التفكير بدأت تتعرق ويظهر عليها التوتر….ولكن حاولت جاهده الإحتفاظ بهدوئها وقراءة بعض الآيات القرآنيه إلي أن ينتهي الطريق .
—————<<<<< عند حمزة >>>>>—————
———————————————————
نجده يجلس علي أحد المقاعد المطله علي البحر وينظر إلي اللا شئ ودموعه تنزل دون توقف….لما كل هذا….لما أصبح والدي بهذه القسوه….منذ متي وهو هكذا….لقد قُلبت حياتي رأساً على عقب منذ أن رأيت تلك الحمقاء….هي الوحيده المتسببه في كل المشاكل التي حدثت ولا تزال مع عائلتي….فالجميع يري أنها الضحيه وأنا من جني عليها….ولا أحد يعرف حقيقتها….لا أحد يعرف بأنها مجرد فتاة ليل لا قيمة لها….تحاول التلاعب بإخوتي واستمالتهم لها….فهي فتاه لعوب….تعرف كيف تتلون لتحصل علي ما تريد….ولكن لن أدعها وشأنها حتي أنتقم منها علي كل ماحدث لي لأجلها .
لقد خسرت كل شئ….فأنا مطرود من منزلي….ووالدي قد قاطعني وحرمني رؤية والدتي….وهذا أكثر ما يؤلمني….فأنا إن قدرت علي القطيعه فلن أتحمل فراق أمي….الجميع يظن بأني قد قسوت عليها ونسيتها….وكيف لي ذلك….وأنا لا قيمه لي بدونها حتي أن صورتها لم تكن لتفارقني….ألا يعرفون كم كنت أعاني وأنا أعيش وحيداً ومنبوذاً هكذا….وحتي إن أظهرت عكس ذلك….اعرف بأنني قاسي….ولكن ماذا أفعل….فهذا أنا….وهذه طبيعتي….حاولت كثيراً التعديل من شخصيتي ولكن لم أستطع ….فذلك المنصب يمحو كل خطوه أتخذها نحو التغير….لقد جعلني انسان بلا قلب مجرد من الشعور .
ظل شارداً هكذا لفتره ليست بالقصيره إلي أن أفاق علي صوت الرعد الذي أصبح يملئ المكان وكذلك صوت إرتطام المطر بالبحر….فمسح دموعه التي اختلط بها المطر ثم وقف بكل شموخ وكأن شئ لم يحدث وسار بإتجاه سيارته ثم ترجلها وذهب….أكان الصخر يبكي؟!….منذ متي وهو يشعر؟!….اذاً والدته هي نقطة ضعفه….لقد إنتابني الفضول حول القادم….هل سيلين والده أم سيظل علي موقفه؟!….أتمني أن يظل….لأن هذا الشخص لا يستحق الغفران….لقد قسي كثيراً وحان الآن دوره لينال جزائه….لست حزينه سوي علي تلك المسكينه التي ليس لها دخل في أي شئ حدث له والتي لا يزال يتوعد لها….قلبي ليس مطمئناً….تُري ماذا سيفعل بها؟!….أو بالأحري أين سيجدها؟!….لك الله يا ابنتي….أعرف بأنك مظلومه ودائماً ما يضيع حقك….ولكن صبراً يا فتاتي….فلكل شئ نهايه….وبالتأكيد سيعوضك الله عن كل تلك الأيام
في المستشفي
———————————————————
نجد جواد يجلس علي سريره مسنداً رأسه علي الحائط وينظر بشرود….إنه يفكر في تلك القاروره الهشه التي لم تغب عن خاطره منذ اللقاء الأخير بينهما….يتذكر كيف كانت تضحك وتناغشه بشقاوتها التي لا تنتهي….حقاً إنها جميله….ولكن مهلاً أين هي الآن….ماذا حدث معها؟!….أهي بخير أم أصابها مكروه؟!….أتمني أن تكون بخير….فأنا أشعر بأن قلبي يتمزق متي وجدتها حزينه….ويا لوعتي إن رأيت دموعها….فتلك تكن مجرد دموع بالنسبة لها….أما أنا فتكون كالنار الحارقه لفؤادي….لا أعرف ماذا يحدث لي عندما أكون بجانبها….أشعر وكأنها إبنتي ويكون هدفي الوحيد أن أراها سعيده….وما أسهل أن أجعلها هكذا….فهي فتاه بسيطه جميلة الطباع يسعدها أي شئ….الآن فقط أدركت قدر محبتي لها….ولكن ي تُري هل تحبني كما أحببتها أنا؟!….أنا خائف من ذلك….حاولت كثيراً أن أتناسي ولكن لا فائده….فقد تملكني هواها .
ولكن هي لازالت صغيره….هل ستبقل بالزواج بي….لا بد أن أهاتفها فكم إشتقت لها ولسماع صوتها….لم أكن أعلم أنها تحتل هذه المكانه بقلبي….إلا عند إبتعادها….وهنا يدخل عزالدين ليقطع شروده ذاك ويقول : عامل ايه دلوقتي ي جواد….حاسس بحاجه أجبلك الدكتور .
جواد : لأ ي بابا….أنا الحمدلله كويس….المهم طمني الدكتور قال لحضرتك إيه .
عزالدين وهو ينظر له نظره ذات مغزي : قال مش هينفع تخرج دلوقتي….وماتحاولش ي جواد عشان لو عملت ايه مش هتخرج غير لما الدكتور يقول .
جواد : ي بابا والله أنا كويس….وبعدين انا مابحبش قاعدة المستشفيات دي .
عزالدين : معلش ي جواد استحمل كلها كام يوم وتطلع .
جواد : ربنا يهون….وهنا تذكر أمر هاتفه فيكمل قائلاً : بابا هوا تليفوني فين .
عزالدين : مش عارف والله….استني كده….هتصل علي حازم أسأله .
جواد : ومعلش ي بابا لو معاه خليه يجيبه عشان عايزه ضروري .
أومأ له عزالدين ثم قال : أنا هخرج أكلمه بره لأن مافيش هنا شبكه .
وبعد بضع لحظات نجده يدخل ثانية ويقول : أنا قولتيله وجاي دلوقتي….ثم جلس علي مقعد بجوار السرير واستكمل قائلاً : تفتكر ي جواد حمزة ممكن يوافق يتجوز لو ضغطت عليه .
جواد : حمزة عنيد أوي ي بابا ومابيجيش بكده….وبالذات ف موضوع الجواز ده مش عارف رد فعله هيكون عامل إزاي….وبعدين علي أي أساس حضرتك هتجبره يتجوز وإحنا مش ضامنين نلاقي عروسه .
عزالدين بحزن : طيب قولي اعمل ايه….أنا والله زهقت ومش لاقي حل….أنا مش قادر أقسي عليه أكتر من كده….ونفسي يتغير للأحسن ويتجوز وأفرح بيه وأشوف عياله….أنا خلاص كبرت ي جواد وماعدتش ف العمر قد اللي راح….وهو كمان كبر ولو ماتجوزش دلوقتي قولي هيتجوز إمتي .
جواد : إن شاء الله هتتحل ي بابا….بس خلينا نفكر بواقعيه شويه….حضرتك دلوقتي طارده من البيت وماتأثرش….منعته يشوف والدته وقطعت علاقته بينا وبرضو ما حاولش يتكلم واستسلم ل اللي حضرتك قولته ومشي….فهل بعد كل دا هيوافق علي طلب حضرتك….او حتي هتقدر تجبره….أنا شايف إن الموضوع دا هيبقي صعب دلوقتي .
عزالدين : أنا ماكنتش ناوي أعمل كل ده بس كل لما بشوفه مابقدرش أمسك أعصابي….أنا زعلان عشانه وعايز أساعده….لأن كده هيضيع نفسه وهيبوظ حياته….بس للأسف لا لاقي حل ولا عارف أشد عليه….الموضوع بقي فعلاً صعب يتحل .
كاد جواد أن يتحدث ولكن قاطعه صوت طرقات علي الباب فيقوم عزالدين من مقعده ويسير بإتجاهه ويفتحه….ومن ثم يسمح لحازم بالدخول ويقول : إتفضل ي ابني….معلش تاعبينك معانا .
حازم بنفي : أبداً ي عمي لا تعب ولا حاجه….ماتقولش كده….أهم حاجه….طمني….جواد….عامل إيه دلوقتي .
عزالدين : بخير الحمدلله….هوا صاحي أهو وكنا بنتكلم….تعالي أقعد معاه شويه .
حازم : لأ همشي أنا بقي عشان يرتاح .
جواد وهو يشير إلي أحد المقاعد بجواره : تعالي اقعد بس ي حازم….أنا كويس ماتشيلش هم .
فسار حازم بإتجاهه وجلس حيث أشار له ثم أخرج الهاتف من جيبه وقال : إتفضل الموبايل أهو….مش عارف لسه شغال لسه ولا إيه .
حاول جواد فتحه ولكن وجد بطاريته فارغه فقال : أعمل إيه أنا دلوقتي بقي….أنا محتاجه ضروري .
حازم : أنا معايا شاحن ف العربيه هنزل أجيبه وآجي .
ّ
وبعدما ذهب تحدث عزالدين قائلاً : خلي حازم قاعد. معاك هنا علي ما أروح أطمن علي مامتك وآجي .
جواد : خليك معاها ي بابا وأنا هقول لحازم يفضل معايا .
عزالدين : لأ ي ابني هو لسه جاي من سفر وكده هيبقي كتير عليه….أنا هروح بس أشوفها عامله ايه وهاجي تاني….وهبعتلكم زين يقعد معاكم .
جواد : حاضر ي بابا اللي حضرتك تشوفه .
وبعد لحظات نجد حازم يطرق الباب ثانيةً ومن ثم يدخل ويسير بإتجاه جواد….فيتحدث عزالدين قائلاً : خليك هنا ي حازم مع جواد وأنا همشي دلوقتي وهاجي تاني بالليل .
أومأ له حازم ومن ثم جلس بجوار جواد أما الآخر فأخذ هاتفه وذهب….وبمجرد خروجه تحدث جواد : ماتعرفش حمزة راح فين ؟!
حازم : لا والله أنا كلمته قبل مايجي هنا وبعد كده ماعدتش كلمته….هوا حصل حاجه ولا إي ؟!
جواد بحزن : بابا شد عليه جامد ف الكلام وطرده وبعدها هو مشي من غير مايقول حاجه….فقولت يمكن كلمك .
حازم : أنا خايف إن اللي عمي عمله دا يجيب نتيجه عكسيه ويخلي حمزة يعند أكتر .
جواد : أنا خايف من كده برضو….بس مش عارف أعمل إيه….هوا لو بيقبل مني كلام كنت هنتكلم معاه وأحاول أصلح اللي حصل….بابا ندم والله ع اللي عمله وممكن نتفاهم معاه لكن الخوف كله من حمزة .
حازم : هبقي أعدي عليه بالليل أشوفه وهحاول أتكلم معاه .
جواد : ولو عرفت تخليه يكلم ماما إبقي خليه يكلمها .
حازم : ربنا يسهل كده بس وألاقيه هناك….ثم تذكر أنه لم يعطيه الشاحن بعد فأكمل قائلاً : اه صح نسيت….خد الشاحن أهو .
فتناوله الآخر وسريعاً ما قام بتوصيله بالهاتف وبمجرد أن فتح الهاتف حتي أتته رسائل عدة بوجود مايقرب من مائة مكالمه فائته من حسناء….وهنا ينقبض قلبه خوفاً عليها….يا تُري ما الذي حدث لها ويستدعي كل ذلك؟!….حسناً لابد من أن أهاتفها الآن….وبالفعل ضغط علي زر الإتصال ومن ثم وضعه علي أذنه…..ولكن لم يرد….فعاود الإتصال لأكثر من مره ولكن لا فائده فلازالت لا ترد….وعند هذا الحد بدأ قلبه يخفق بشده من الخوف….ماذا حدث لها….أهي بخير أم لا؟!….فهي لم تكن لتتجاهل مهاتفاتي يوماً….بالتأكيد أصابها مكروه….ياالله كن عوناً لتلك الصغيره….فهي لا تزال ضعيفه لا تقدر علي حل مشاكلها….وهنا بدأت علامات القلق تكسو وجهه فنجد حازم يتحدث بقلق قائلاً : إيه ي جواد مالك…فيك حاجه….اجيبلك الدكتور ؟!
جواد بنفي : لأ أنا كويس….مافيش حاجه .
حازم : كويس ايه ي ابني؟!….إنت مش شايف وشك بقي اصفر ومخطوف ازاي…ايه اللي حصلك فجأه كده .
جواد : مافيش ي حازم….انا كويس….ماتقلقش….ثم حاول إختلاق بعض الأحاديث محاولةً لإلهائه وأيضاً ليشغل نفسه بها لفتره ثم يعاود الإتصال ثانية فإذ ربما يكون الهاتف ليس بجانبها .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أصبحت خادمة لزوجي)

اترك رد

error: Content is protected !!