روايات

رواية طيف من الألم الفصل السادس 6 بقلم ديانا ماريا

رواية طيف من الألم الفصل السادس 6 بقلم ديانا ماريا

رواية طيف من الألم البارت السادس

رواية طيف من الألم الجزء السادس

رواية طيف من الألم
رواية طيف من الألم

رواية طيف من الألم الحلقة السادسة

نظر لها مالك بعدم استيعاب في البداية ثم اتسعت حدقتاه بما يشبه عدم التصديق: ا.. إيه ؟
أدارت وجهها بعيدا عنه وهى تكرر بصوت جامد: طلقني يا مالك صدقني ده أحسن حل.
عقد حاجبيه بغضب: لمين بالضبط يا مدام نور ؟
حدقت إليه بحزن وقالت بألم: ليك طبعا يا مالك ول…
ترددت قليلا ثم تابعت: للطفل كمان أنا هخليه معاك.
صُدم أكثر ثم نظر لهلا وقال بنبرة باردة: لو سمحتِ يا هلا سيبينا لوحدنا شوية.
أومأت هلا بصمت ثم خرجت من الغرفة.
عاد مالك ينظر لنور بغضب: ممكن تسمعيني تاني بتقولي تاني؟
تنهدت نور بألم: مالك لو سمحت أنا مش قادرة أتكلم بس صدقني ده أفضل حل ليا وليك.

 

مالك بعتاب: وأنا سألتك لمين؟ أكيد مش ليا زي ما أنتِ بتقولي بالعكس ده حل كويس ليكِ علشان تهربي بيه!
عقدت حاجبيها وهى تنظر له بعيون مشوشة من الدموع: أهرب؟ أنت إزاي بتقول كدة يا مالك وأنت عارفني!
قال بنبرة جامدة: اللي اكتشفته أني عمري ما عرفتك يا نور ولا حتى ادتيني فرصة أني أعرفك.
توسلته: بالله عليك متعملش فيا كدة.
قال لها بحرقة وهو ينظر لها بشدة: ومش حرام عليكِ اللي بتعمليه فيا أنا؟ واللي عايزة تعمليه في إبننا؟
أغمضت عيونها وبكت بشدة وهى تدير ظهرها وتضم نفسها.
أغمض مالك عيونه وهو لا يتحمل الإستماع لبكائها وشهقاتها.
نهض من مكانه وجلس بجانبها ثم رفعها من مكانها بيديه وهو يمسك بكتفيها وضمها له بشدة، تمسكت به بقوة وهى منهارة تماما.
قال بصوت مهدئ: أنا معاكِ متخافيش.
نور بصوت مخنوق: أنا بحبك أوي يا مالك أنا مستاهلكش أنت تستاهل واحدة أحسن مني.
مسح على شعرها بحنان ونظر في عينيها: ومين قالك كدة؟ أنا مش عايز واحدة أحسن منك أنا عايزك أنتِ، أنتِ أحسن واحدة ليا.
أبتسمت له بضعف فتابع بجدية: ليه يا نور كنتِ رايحة تعملي عملية خطيرة زي كدة؟ للدرجة دي مش عايزة تخلفي؟

 

اختفت الإبتسامة من وجهها فحثها قائلا: ليه يا نور ؟ أحكي لي أنا من حقي أعرف، ده كان حقي من البداية صح ؟
أومأت برأسها ببطئ وهى تبعد نظراتها عنه.
بدأت كلامها بصوت هادئ: من وأنا صغيرة يا مالك تقريبا من لما اتولدت كان كل حاجة في حياتي لازم أعملها إجباري مش علشان مصلحتي والكلام ده لا علشان هما عايزين كدة، إجبار وزعيق من ماما على كل حاجة تقريبا حتى على الأكل لما كنت بغلط بدل ما كانت تفهمني غلطي كانت تزعق لي وتخليني أقف بالساعات قدام الجدار في زاوية كدة بعيد.
رفعت عيونها له: تتخيل طفلة تقريبا مش فاهمة حاجة تقف بالساعات متذنبة لحد ما رجلي توجعني وهبقى هقع من كتر ما تعبتني واعيط واتحايل على ماما تسامحني بس هى مترضاش وتقولي كل ما تعيطي كل ما هتقفي زيادة فأضطر اكتم العياط علشان العقاب يخلص بسرعة.
تنهدت وتابعت: ناس كتيرة حتى خالتو حذروها أنه طريقة التربية دي غلط وحرام تخليني على أتفه غلط أقف لوحدي حتى ساعات كان ممكن تحرمني من الغدا كعقاب بس هى مسمعتش الكلام كانت شايفة أنها كدة صح وهى كدة بتأدبني علشان أسمع كلامها.
صمتت فقال مالك متسائلا: طب وباباكِ كان فين؟
نور: كان مسافر برة وقعد كام سنة وبعدين نزل من السفر نهائي لما كان عندي ١٠ سنين.
أبتسمت بسخرية وتابعت: كنت فاكرة أنه كدة نزوله كان هو الحل وهو اللي هيوقف ماما وهقدر احتمي فيه من ماما بس طلعت غلطانة أوي، من يوم ما نزل والمشاكل والخناقات مش بتخلص، علطول خناقات على أي حاجة وبدل ما يمنع ماما من أنها تعاقبني كان هو مبدع أكتر في العقاب بتاعي.
قالت الجملة الأخيرة بغصة والدموع تتجمع في عيونها مجددا.

 

سأل مالك بصوت منخفض: عمل إيه ؟
فتحت فمها لتتكلم إلا أنه كان واضح أنها متألمة وصوتها لا يسفعها للحديث.
تحدثت بألم: كان بيحبسني في أوضة ضلمة لوحدي، في مرة كنت ماسكة كوباية لبن ووقعت مني غصب عني اتكسرت، دخلني في أوضة وقعدت فيها كام ساعة وأنا بعيط لأني كنت بخاف من الضلمة أوي، فهموني أنه ده هيبقى عقابي الجديد من هنا وجاي لو غلطت تاني ، يومها فضلت اعيط لحد ما نمت مكاني، من يومها وأنا بحاول مغلطش بس الجو في البيت كان يخنق أوي وممنوع كل حاجة حتى أني أروح عند أصحابي أو أخرج بعد المدرسة أو الدروس معاهم فقولت أوجه كل طاقتي ومجهودي للدراسة كل ده وكان اللي معايا دايما هى بنت خالتي هلا وقت ما كانت بتقدر تيجي أو نروح لهم كانت دائما هى ملجأ ليا، في تالتة إعدادي طلعت الأولى وكان المفروض اتكرم في المدرسة مع الأوائل في حفلة، عرفتهم وكنت مبسوطة جدا.
تساقطت دموعها مجددا وتابعت بحرقة: محدش جه يا مالك منهم أنت متخيل؟ كنت واقفة لوحدي وأنا بستلم التكريم وببص في وشوش كل الموجودين أدور عليهم وهما مجوش يومها روحت البيت وسألتهم ليه مجتوش، كان ردهم بارد أوي وهما بيقولوا إيه يعني بتتكرمي واتخانقنا، دخلت أوضتي مش شايفة قدامي وحاولت انت.حر، لحقوني على المستشفى والدكاترة حذروهم من الضغط والتعب النفسي عليا ونصحوهم يودوني لدكتور نفسي لكن هما مهتموش حتى كان كل واحد بيرمي على التاني أنه السبب في اللي حصلي وبابا اتخانق مع ماما أنها معرفتش تربيني كويس، من يومها معاملتهم خفت معايا شوية واتغيروا نوعا ما مكنوش حنينين لكن زي ما تقول سابوني في حالي بس بردو كانوا بيحاولوا يخلوني أعمل اللي هما عايزين زي مثلا خلوني أدخل علمي وأنا كان نفسي في أدبي قعدوا يتكلموا كتير أوي معايا واد ايه لازم أدخل علمي وأدخل كلية كويسة وعلشان الناس زي ما تقول زن وأنا دخلت لأنه مبقاش فارق معايا حاجة، بردو كان فيه عريس متقدم لي وعايزني اتجوزه وزنوا عليا كتير أوي بس فضلت مصرة على الرفض لأني مرتحتش ليه خالص، فضلوا يتغيروا وأنا أقنعت نفسي أني خلاص كدة نسيت بس مكنتش نسيت حاجة.

 

نظرت له: قررت بعدها أني مش هخلف خالص، ليه أجيب طفل الدنيا دي أعذبه معايا وأكون سبب في معاناته؟ أكيد هبقى زيهم، أنا بنتهم هطلع زيهم وهعامل أبني زيهم وهو هيكرهني وهيتعذب بسببي، أنا حبيتك يا مالك عارفة أني أنانية أوي علشان خبيت عليك بس كنت خايفة ومش عارفة أقولك إيه وفكرت أنه أكيد زي ما جبروني على كل حاجة في حياتي هيخلوني أخلف غصبا عني أنا حتى كليتي مختارتهاش يا مالك! كانوا هيخلوني أخلف علشان أنت متطلقنيش وأنا كنت خايفة أوي، أنا لسة خايفة أوي!
مسح مالك على شعرها بحنان وهو ينظر لها بحزن لم يستطع النطق بأي كلمة لهول ما سمعه منها ولكن شعر بقلبه ينفطر من أجلها ولكن ما عانته لقد توضحت أمامه الآن سبب تصرفاتها الغريبة التي لم يفهمها، أراد مواساتها وطمئنتها أنه يحبها هو أيضا وسيكون بجانبها.
كان على وشك الكلام حين دق الباب فقال: أدخل.
دلفت هلا ووجهها شاحب وقالت بذعر: نور خالتو جت برة مع باباكِ وهما متعصبين وفاكرين مالك طلقك!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية طيف من الألم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *