روايات

رواية أصفاد الصعيد الفصل العشرون 20 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد الفصل العشرون 20 بقلم ندى عادل

رواية أصفاد الصعيد البارت العشرون

رواية أصفاد الصعيد الجزء العشرون

أصفاد الصعيد
أصفاد الصعيد

رواية أصفاد الصعيد الحلقة العشرون

في الجناح الخاص ب “كرم”

تجلس وداد علي فراشها والقلق ينهش قلبها وعقلها ينسج العديد من الأفكار حول حاله حور ورد فعل والدها إذا عرف بالأمر وبإنها إبنه عمتها سعاد ..
ذهبت ب شرودها لأيامِ مضت ..
_____________

انتبهت وداد علي شرود والدتها وقلقها كلما أراد والدها الذهاب للقصر ل رؤية رحيم لمناقشة الأعمال الخاصة بهم ..
انتبهت زينب لصوتِ ابنتها وداد وهي تجلس بجانبها قائلة بخفوت: مالك فيكي اي علي طول سرحانه أكده .. أنتِ تعبانه فيكي حاجه..!؟

خرجت زينب من شرودها لتنظر ل وداد وتلك الدموع تنهمر علي خديها وهي تعيد ذكرياتها مع صديقه طفولتها سعاد ..
فُزعت وداد اثر رؤية والدتها في تلك الحالة لتذهب للمطبخ سريعاً وتأتي بكوبِ من الماء ..
التقطته زينب من يديها وهي ترتشف بخفوت..
اقتربت وداد منها وهي تحتضنها قائلة: ابوي هو اللي ضايقك صُح .. ما هو مفيش غيره.

اؤمت زينب رأسها بالنفي قائلة بنبرآت خافتة: لا يا بتي مش ابوكي بس افتكرت عمتك سعاد وذكريتنا سوا .. كنا مع بعض من صغرنا وكنا بنشارك بعض كل صغيره وكبيره وفي الاخر خسرتها وماتت بسببي..

انصدمت وداد أثر كلمات والدتها لتحتل الصدمه معالم وجهها.. مُرددة : ازاى أنتِ السبب ؟!..
رُبت وداد علي يديها لتحثها علي استكمال حديثها الغامض

استكملت زينب حديثها بشرود وكأن الماضي عاد من جديد ليتجسد أمامها .. مُرددة بنبرآت خافته: كنا علي طول متعاهدين أن الكلام اللي بينا هيفضل بينا لحد ما وقعت بلساني قدام ابوكي وقولت انها بتحب مهران ولد عمي حسن الجنايني بتاع القصر الكبير بس ساعتها مهران كان بيتعلم وكانت سنه تخرجه من هندسه كان بيذاكر ليل نهار وبيذاكر وعلي طول جدك عاصم كان بيقف جنبه ويحترمة بس ابوكي مكنش بيحبه واصل ..

اجهشت بالبكاء مره اخري قائلة بصوتِ منبوح: اول لما عرف جرى علي القصر ووقع جدك عاصم في مهران وحبس أخته ومخلهاش تخرج وقال لابن سليم أنها جاهزه للجواز ولما جدك عرف الحقيقه كان فات الأوان وكان لازم يصدر الفرمان لقتلها عشان اسم الهواريه..

انقبض فؤاد وداد وهي تتخيل ما حدث مع عمتها والحزن يحتل معالم وجهها وهي ترى والدتها في تلك الحالة واحساس الذنب والحزن علي صديقه طفولتها يسيطر عليها..
حاولت وداد تهدئتها مُرددة: دا النصيب وكل واحد بيشوف اللي مكتوب ليه.. الذنب مش ذنبك يا حبيبتي أنتِ بس كنتي فاكره أنه كان ممكن يساعدها ..

استكملت زينب حديثها وكأنها لم تستمع لحديث وداد الجالسة بجانبها مُرددة: بس اول ما شوفت فيروز مرات رحيم حسيت انها سعاد وكأنها جزء منها .. كلامها وضحكتها وقلبها الابيض حتي نفس العيون اللي بتشبه موج البحر يا بتي ..

جحظت عينيها في ذهول ثم تابعت بنبرآت ذاهله: ازاى فيروز تبقي بت عمتي وعمتي اصلا ماتت من سنين !..

اؤمت زينب رأسها بالنفي لتردد بألم: مستحيل قلبي بغلط في إحساسه ابدا فيروز تبقي بت سعاد ومفيش احتمال تاني واصل وعشان أكده بكرا في كتب كتابك يا بتي حاولي علي اد ما تقدرى تخبيها من عيون ابوكي..

لتشيح بوجهها للجانب الآخر وتذهب داخل غرفتها لعلها تستريح من تلك الأفكار والأحزان الهاجمة لفؤادها..

استلقت زينب علي فراشها وهي تتمتم لنفسها قائلة: سامحيني يا سعاد انا السبب في دا كله بس صدقيني هحاول اني احمي بتك…
بينما وداد تنظر أمامها بصدمه هل يعقل بأن تكون فيروز بنت عمتها الراحلة..
_______________________
“عوده للوقت الحالي”
أعادت من شرودها علي صوتِ كرم وهو يهم لفتح باب الغرفة..جلس كرم علي الفراش بإرهاك يادى علي ملامح وجهه..
جلست وداد أمامه مُرددة: حصل اي..؟

رفع يديه ليدلك عنقه مُردد بنبرآت داهشه: اسكتي مش طلعت فيروز مرات رحيم بنت عمتي سعاد..

أخفق فؤادها وازدات ضرباته شعرت بأن لسانها قد لُجم اثر ما وقع علي سماعها ف والدتها كانت علي حق بشأن فيروز ولكن ماذا فعل أبيها!..

أخذت شهيقاً ثم تابعت بنبرآت خافته مُرددة: بابا عمل اي يا كرم لما عرف؟.. اكيد معداش الموضوع كدا !

استرخت ملامحه وهو يُربت علي يديها قائلاً: اهدى كدا يا حبيبتي..هو اه عمي معداش الموضوع بالساهل بس رحيم وقف في وشه..

ضاق ما بين جبينها قائلة: ازاى؟!..

قص كرم لها كل ما حدث مُنذ ذهابه لهناك وقدوم قاسم وما فعله مجدى مع فيروز بعد معرفته الحقيقة ورد رحيم عليه..

أغمضت وداد مُقلتيها وهي تشعر ب عَبراتها تتساقط على وجنتيها في حزنِ مُرددة : هو ليه بيعمل كدا ؟..انا مش عاوزه اخسره زى ما خسرنا وليد ..

احتضانها وهو يُربت علي ظهرها قائلاً بحنانِ: ربنا يهديه يا حبيبتي واكيد هيجي يوم ويفهم..

رفعت عينيها لتلتقي بعينيه قائله بنبرآت خافتة: انا عاوزه اروح ل فيروز بكرا اكيد كلام بابا جرحها اوى .. لازم اعتذر نيابة عنه لحد ما يفوق من الكره اللي غرقان فيه من زمن ..

ابتسم كرم ليستكمل حديثه قائلاً: حاضر يا حبيبه قلبي من النجمه هنروح انا وأنتِ ..هقوم دلوقتي اخد دش واغير واجي افهمك هتبدأى تذاكري ازاى ..

تركها وذهب بينما هي مازالت شارده في حديث والدتها وعن تفكير والدها وماذا سيفعل مع فيروز ؟!..
لتتمتم لنفسها قائلة: يارب احمي فيروز ورحيم وبابا يرجع عن اللي في دماغه ..

_______________________________

في فيلا ” النجعاوي”

مازالت فرح جليسه فراشها ودموعها تتساقط في صمتِ وأمامها الإطار الخاص بوالديها..
لتتمتم لنفسها قائلة: انا مش وحشه يا بابا زى ما وليد قال انا بس ملاقتش اللي يقف جانبي ويفهمني .. انا عايشه برا وهما بيلبسوا كدا وجدو كمان مقالش ان دا غلط انا اه مش بحب لبسي اوى بس بعمل زى اللي كنت في وسطهم فكرت كتير اغيره بس مش عارفه ابدا ازاي ولا منين ..

آفاقت من شرودها علي صوت دقات الباب الخاص بغرفتها ..
ازالت دموعها سريعاً وهي تخفي الإطار المُلقي امامها علي الفراش ..
لتتمتم لنفسها قائلة: اكيد دا جدو ..
ليعلو صوتها قائلة: ادخل ..

استغرب وليد من امرها وكيف سمحت له بالدخول بتلك السهولة.. حتي وإن لم يكن هو كان يجب عليها معرفه من الطارق أولا..

فتح الباب وهو يخطو لأمام بحذرِ شديد تركاً الباب خلفه مفتوحاً ليجدها تجلس علي الفرش وتشيح بوجهها ل شرفة الغرفة..
قاطع صمتهم صوت فرح قائلة بنبرآت خافتة: انا كويسه يا جدو وشوية كدا وهنام متقلقش..

لم يأتيها رد من جدها ..ضاق ما بين جبينها وهي تشيح بوجهها إتجاه ذلك الشخص ..
ارتسمت معالم الغضب والحدة علي وجهها فور رؤيته يقف أمامها..
قامت من الفراش لتقف أمامه ومُقلتيها تتقاذف النيران لتتحدث بحدة قائلة: أنت ازاى تجرأ تقف قدامي كدا ، وأصلا ليه جيت هنا وإذا كنت سبتك تقول اللي انت عاوزه الصبح فدا عمره ما يديك الحق تيجي قدامي هنا يا أستاذ وليد ..
اشاحت وجهها للجهه الأخري وهي تستعيد هدوئها للتحدث مره اخرى قائلة: واه صح قولتلي ازاى اهلك سايبينك كدا ؛ احب اقولك يا أستاذ اني خسرت ماما وبابا في يوم واحد ومع بعض و دا حصل قدام عيني كمان ..

ابتعدت للجهه الأخري وهي تجاهد بصعوبة حتي لا تتساقط دموعها من جديد ..

ولكن صدمتها كلمات وليد قائلاً: أنا آسف يا آنسة فرح ..
نظرت له وعلامات الاستغراب تحتل ملامحها .. ليستكمل حديثه قائلاً: انا مش عارف ازاى قولت كدا والكلام دا طلع مني ازاى بس كل اللي أعرفه اني مش عاوز حد يبصلك بطريقة وحشة واحنا هنا شرقيين يعني يهمنا شرفنا وبناتنا ويهمنا شكلهم ومنقدرش نشوف حد يبص للي يخصنا بطريقة غلط ..

لمست الصدق في حديثه وكأنها تُحث فؤادها علي السماح..
لم ينتظر وليد حديثها ليستكمل قائلاً: وأنا يا ستي مستعد اعوضلك الخروجة وبكرا اوديكي مكان ما عاوزة ..تمام ولا لسه زعلانة!؟..

نظرت له فرح وهى تجاهد لقول ما تريد قوله لتنتصر بعد دقائق قائلة: وديني اي مول عشان عاوزة اغير طريقة لبسي فممكن تساعدني يا وليد؟..

لم يعد قادراً على الحديث أثر تلك السعادة التي ملئت فؤاده لتتوسع ابتسامته قائلة: طبعاً هساعدك وهوديكي اكبر المولات في مصر كمان .. المهم انك تكوني واخده الخطوة دى وأنتِ ضامنة مترجعهاش تاني..

اؤمت فرح رأسها بالايجاب قائلة بنبرآت خافتة: واخدها من زمان بس مش عارفه أبدا ازاى أو منين والنهاردة بس حاسة اني لازم اخدها وخلاص .. فأنت وديني المول وانا هتصرف ومتفتكرش اني سامحتك يا وليد أنت فكرتني بالماضي اللي بجاهد أنساه من سنين.. انا بس عاوزة اغير لبسي عشاني أنا واكون حاسة برضا ربنا و راضية ..

تركته وذهبت اتجاه باب الغرفه لتقف أمامه ومُقلتيها تجاهد الحرب الذي تخوضها مع عَبرانها ..
لتتحدث قائلة: اتفضل دلوقتي وبكرا بعد الفطار هتلاقيني نزلت عشان نروح ..

ذهب وليد ولكن قبل خروجه وقف أمامها لتتقابل عيونهم ليتحدث قائلاً: انا آسف مره تانيه يا آنسة فرح ..

ليتركها في شرودها وذكرياتها التي تتجسد أمامها الان ويذهب في طريقه..

*****************************
في الجناح الخاص ب “رحيم”

ظل الصمت ثلاثهم لبعض الدقائق بعد طلب فيروز الطلاق.. بينما مازالت جالسة أمامه أسيرة ل مُقلتيه البُنيه التي تُسلط عليها وكأنه يقرأ أفكارها المتشابكة مع بعضها البعض وخوفها البادى أمامه..
قاطع صمتهم ابتسامه رحيم الهادئه ومازال كفها اسير كفه ليتحدث بنبرآت الخافتة قائلاً: ليه الطلب دا فيروز ؟! خايفة من اي وأنتِ معايا !..

أخذت شهيقاً ثم تابعت بنبرآت قلقه قائلة: أنا مش عاوزة احطك في موقف انك تختار بين عمك وبيني انا يا رحيم .. انا عاوزة ابعد عن هنا مش عاوزة اسمع كلام مش كويس عن ماما ومش هقدر اسمح لدا .. جدو قاسم تحت قال اني السبب في اللي حصلك وهكون السبب في الوقوع بينك وبين عمي .. انا مش وحشة يا رحيم ومش هقبل اكون السبب اني ابوظ صورتك قدام اي حد لما يعرفوا اني فيروز بنت سعاد اللي بالنسبة ليهم هربت مع اللي بتحبه ..و..

وضع يديه أمام ثغرها قائلاً: كفاية يا فيروز متتكلميش تاني وكل تفكيرك دا غلط انا قابل اني ادافع عنك لحد اخر نفس في انفاسي يا فيروز ..أنتِ مراتي فاهمة دا يعني دا حقك عليا وواجبي ناحيتك ..
ليُربت علي يديها مستكمل حديثه قائلاً: مش عاوز اسمع الكلام دا تاني منك يا فيروز وبالنسبة لعمي مجدي هو شوية كدا وهيقبل بالواقع وهيعرف أنه غلط وتفكيره غلط كمان وبالنسبة لناس ف هما مش هيقدروا يتكلموا عن كبيرهم وعن الدكتورة اللي بيحبوها اكتر من كبيرهم نفسه ومن بكرا ترجعي تفتحي العيادة تاني وتشوفي شغلك والناس اللي هتولد ومستنينك دول ولا هتهملي شغلك يا حضرة الدكتورة ..
لتبتسم فيروز أثر كلماته الحاضنة ل فؤادها..
وهو مازال مستكمل حديثه قائلاً: وحقك هيرجعلك لانك وريثه عمتي سعاد والأهم من دا كله انك مراتي وانا بحبك يا فيروز يعني مش هقدر استغني عنك يا بت البندر ..

كانت ملامحها تتبدل أثر حديثه من الحزن للهدوء ليصيبها الصدمه والدهشة في النهاية أثر اعترافه بحبها ..

ابتسم رحيم وهو يري ملامحها الداهشة ليستكمل قائلاً: أيوة يا فيروز بحبك معرفش امتة ولا ازاى بس حصل ومش هسيبك تضيعي من حياتي ولا تسبيني وتمشي زى ما بتقولي، وكمان مش طالب تعترفي دلوقتي بس اديني فرصة اوريكى دا ..

كان الخجل يضرب وجنتيها بشدة لم تعد تعرف إلي اين تهرب من عينيه التي تأسرها لتختبئ في أحضانه ليشتد هو من إحتضانها..
ليهمس لها وابتسامته تزين ثغره قائلاً: بعد كدا متفكريش تاني يا فيروز وكمان وأنتِ بتتكلمي ابقي سيبي فرصة للي قدامك يتكلم زيك ..
ابتسمت فيروز اثر حديثه المازح وهي تختبئ بداخل أحضانه لتتحدث قائلة: لسه علي فاكرة عاوزة اعرف مين ضربك كدا وبتشتغل اي..

لتنطلق ضحكاته وتعلو تدريجياً وهو يري ملامح طفلته تتبدل للغضب ليتحدث قائلاً: متقلبيش وشك بس ..حاضر هقولك حصل اي يا ستي بس فكي وشك بقي وخليكي في حضني كمان ..

نظرت له قائلة:لا هنام علي الكنبه انت تعبان وعاوز السرير كله تنام عليه..

استكمل رحيم حديثه وهو يرفع إحدي حاحبيه قائلاً: السرير كبير هنام في دا كله ليه !.. وبعدين خلاص هتفضلي هنا مفيش حاجه اسمها هنام علي الكنبه.. ويلا نامي بقي من غير عند عشان أنا هموت وانام يا ام اربعه وأربعين لسان ..

ضاق ما بين جبينها قائلة في مشاكسة: أنت اللي ب اربعه وأربعين لسان ونام بقي بدل ما انكد عليك ..

احتضانها مره اخرى وهو يغمض عينيه قائلاً: يلا نامي بقي ..

____________________________

في إحدي الاماكن المُظلمة يقف سليم أمام رجُلاً ما ..بينما ملامحه تميل للصدمه عند معرفته بأن فيروز تكون إبنه سعاد الهوارى..
تحدث الرجل الواقف أمامه قائلاً: انا كدا عملت اللي عليا وقولتلك اللي فيها الباقي عليك بقي وانك تاخد حق ولدك ومراته اللي ماتوا مقتولين علي ايد الهوارية..

بينما سليم كان واجم وعينيه بداخلها نيران تريد أن تُفتك بأحد ما حتي تستريح وملامحه تزداد قسوة اثر معرفته بالأمر و جثه والده ترتسم أمامه..
ليتحدث بعد فتره قائلاً: رحيم وفيروز هينقتلوا علي يدى ومسبش حد فيهم عايش واصل ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقتا الرواية اضغط على (رواية أصفاد الصعيد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *