روايات

رواية أزهار بلا مأوى الفصل الأول 1 بقلم نورا سعد

رواية أزهار بلا مأوى الفصل الأول 1 بقلم نورا سعد

رواية أزهار بلا مأوى البارت الأول

رواية أزهار بلا مأوى الجزء الأول

رواية أزهار بلا مأوى الحلقة الأولى

ـ ماما أنا مش بحبك.
ـ وأنا كرهت خِلفتي بسببك.
كانت جُملة عشوائية وقعت على مسامع “ليلى” وهي تجلس بمفردها في ذلك المقهى، نظرت لتلك الطفلة سريعًا ورأت والدتها تنهرها بعصبية والدموع تتكوّن في مقلتيّ الطفلة بوضوح، لم تهتم بتفاصيل مشاجرتهم، ولكنها تعجبت من حال الدنيا، تلك الأم من الواضح أنها غير قادرة على احتواء طفلتها بشكل صحيح، تُصرخ في وجه ابنتها أنها نادمة على مجيئها للدُنيا؛ في حين أنه يوجد آلاف من السيدات -التي هي منهن- يتمنين أن يكون لهن نسلًا في الحياة! هل حقًا الدُنيا تعطي الشيء لمن لا يريده؟ أم هي عادلة كما يزعمون؟ شَعرَت بسائل دافئ يسري على وجنتيها، سحبت منديلًا ورقيًا وكفكفت دموعها بهدوء، ثم سحبت حقيبتها وقررت الرحيل من هُنا، وضعت النقود على الطاولة ثم نهضت وترجلت في اتجاة الباب، وقبل مغادرتها من المكان بأكمله ألقت نظرة أخيرة على تلك الطفلة، رأتها وهي تنهض من مكانها باستياء ووالدتها تدفعها للأمام بعنف لكي يتحركان سويًا من المكان، تنهدت بعمقٍ ثم أغلقت باب المقهى وترجلت نحو سيارتها بهدوء، بعد وقتٍ ليس بقليل كانت بداخل منزلها بعدما حاولت أن تتناسى ما شغل بالها طوال الطريق، دخلت غرفة نومها وبدلت ملابسها سريعًا ثم ذهبت للمطبخ لكي تُعِد “لعامر” الطعام؛ فموعد انصرافه من العمل متبقي عليه ساعتين فقط، كانت “ليلى” تدور حول نفسها في المنزل حتى أنتهت من أعداد الطعام، جلست على الأريكة وهي تشعر أنها منهكة، نظرت على ساعة الحائط كانت دقت للتو الساعة السادسة مساءً، من المفترض أن زوجها العزيز سيأتي الآن، كانت تجلس أمام التلفاز تُسلي حالها حتى يأتي، ورغمًا عنها غفت وهي في مكانها، ولم تستيقظ غير على صوت هي تعلمه جيدًا وهو يقول لها بتعجب:
ـ “ليلى” اصحي ايه اللي نيمك هنا؟
فتحت عينيها بتكاسل وهي ترفع وجهها له، مسحت بأناملها عينيها وهي تقول له بنعاس:
ـ هي الساعة كام؟

 

نظر الآخر على ساعة الحائط وأجابها قائلًا:
ـ حداشر، في أكل؟
طرح سؤاله عليها بلا مبالاة وهو يتجِِه نحو المطبخ، أما هي فنهضت سريعًا وترجلت نحوه ثم صاحت عليه بتهكم شديد:
ـ هو لحد إمتى هتفضل تجيلي الساعة حداشر وأتناشر بعد نص الليل؟ لحد إمتى هقعد أحضر الغدا لحضرتك عشان نتغدا سوا زي أي اتنين متجوزين وحضرتك تجيلي لما الأكل يتلج أو أنا أزهق وأنام؟
لم يروق له حديثها، كان يمسك في يده زجاجة المياة يتكرع منها غير مهتم لصياحها، بعدما انتهى نظر لها بسخرية وهو يقول لها:
ـ هو أنتِ طالبه معاكِ نكد؟ في إيه مالك؟
اقترب منها خطوة ثم تبدلت ملامح وجهه الساخرة لأُخرى جامدة وهو يسترسل قائلًا:
ـ هو مش كفاية مستحمل أنك مش بتخلفي!
كلماته لكمتّها، كانت بالنسبة لها كنصل السكين الذي يسكُن في ضلوع القلب، ورغمًا عنها ترقرقت عينيها بالدموع؛ ولكنها بثبات زائف كانت تقول له بسخرية:
ـ طب منا مستحملة أني مش بشوف خلقتك غير على النوم بس وساكتة، منا مستحملة أنك مش بتعاملني كأني زوجة وساكتة، منا مستحملة إنك بتعاملني كأني الخدامة اللي جنابك جايبها عشان تخدمك وبس وساكتة، إيه كل دول نستهم؟ وبعدين خلفة؟؟ عايز تخلف وأنت معندكش وقت تديه ليا؟ عايزني أخلف وترميلي العيل بمسؤلياته وتقولي ربيه لوحدك؟ على إيه يا “عامر” بتدور على خلفة؟؟ على إيه؟
صرخت بأخر كلماتها في وجهه ودموعها تُسيل على وجنتيها، وكأنها هكذا تفرغ شحنة غضبها مِنه، ولكن هو خالف جميع التوقعات، وما فعله أنه قلبَ الطاولة فوق رأسها، اقترب منها أكثر وبهجوم شديد كان يقول لها:
ـ لا هاتيلي أنتِ العيل وملكيش دعوة مين هيربيه يا “ليلى”.
؟؟

 

اقترب منها أكثر ومسك معصمها وبملامح متهكمة واصل قائلًا:
ـ وخدي بالك لو معرفتيش تجبيلي عيل زي كل الستات؛ أنا هتجوز.
وكأنه هكذا سكبَ عليها دلو ماء بارد! نظرت لملامح وجهه الباردة ودموعها انسابت مثل الشلال دون أن تشعر، عندما رأى دموعها بوضوح هذه المرة فلت يده وولاها دُبُره وهو يشدُ خصلات شعره بعنف، كان يلهث بسرعة كبيرة وكأنه كان في سباق، بينما هي؛ فتقدمت له خطوات، تجاهلت الرجفة التي كانت تسري في جسدها وسألته وهي ترمقه بنظرات اللوم والعتاب:
ـ عايز تتجوز! طب وأنا؟!
استدار لها وبقلبٍ قاسٍ كان يقول لها:
ـ وأعملِك إيه؟ أنا من حقي يكون ليا نسل في الدنيا يا “ليلى”.
تقدمت منه ما ابتعده هو بخطواتٍ بطيئة وهي تحملق فيهِ وعينيها تذرف الدموع، كلماته جرحتها وبِشدة، ولكنها سيطرت على رجفة يدها الملحوظة وضربات قلبها العنيفة التي كادت أن تُكسر ضلوع قلبها وسخرت مِنه قائلة:
ـ وياترى هي كمان هتاخد ساعة في يومك يا “عامر” زي حالاتي ولا هيكون ليها استثناء وكده؟
لم يهتم بها ولا بما تفوهت بهِ من الأساس، وكأنه يريد أن ينهي ذلك الشجار الذي طال وكبرَ مِنه هذه المرة، تقدم خطوات في اتجاه الباب وهو يعطيها دُبُره ثم أشاح بيده في الهواء وهو يزمجر غاضبًا:
ـ هو ده اللي أنتِ فالحة فيه، بس أنا قولتلك على اللي عندي يا “ليلى”.
انهى كلماته وهو يدفع باب المنزل خلفه بعنف، أما هي؛ فجلست على أقرب مقعد ووضعت رأسها بين يدها وبدأت تتنفس بثُقلٍ ثم انخرطت في البُكاء دون أن تشعر، الإنجاب… الشخص الذي يتحدث معها على الإنجاب هو ذات الشخص الذي لا يملك وقتًا ولو قليلًا لكي يعطيه لزوجته في الأساس! دائمًا تتشاجر معه على الوقت وأنها تحتاجه معها وهو لا يبالي لها،

 

 

ماهر وبجدارة في قلب الطاولة عليها في طرفة عين! هي من بدأت الشجار ولكن هو مَن فاز في النهاية عندما ذكَّرها بنقطة ضعفها! ولكننا إذا سألنا تلك المسكينة لماذا هي تبكي سوف تُصرح لنا أنها تبكي على حالها، تلك الأرض القاحلة تحلم بالإنجاب، تحلم أن تثمر جوفها بثمار نقيّة، منذ نعومة أظافرها وهي تحلم أن تكون أمًا، ومَن مِن بنات حواء لم يحلمن بذلك الشعور؟ فذلك شعور فطري أولًا وقبل أي شيء، ولكن هذا قضاء الله، وما باليد حيلة لفعل أي شيء! لا يوجد بوسعها غير الدعاء، الدعاء والأنين إلى الله أن يُطيب بخاطر قلبها، بعد وصلة من البكاء المتواصل غفت في مكانها ودموعها لم تجف من على وجنتيها، استيقظت في الصباح على آلام فقرات ظهرها بسبب النوم بشكل خطأ، تأوهت من الألم ثم نهضت وهي ممسكة برقبتها من الخلف، ترجلت بتكاسل نحو المرحاض، بعدما غسلت وجهها وفاقت لحدٍ ما اتجهت نحو المطبخ وصنعت لها فنجان قهوة فرنسي لكي يساعدها على مواصلة اليوم، بعدما انتهت مسكت فنجانها وترجلت نحو الشرفة لكي تستنشق نسمات الهواء الصافية، جلست على أحدى الكراسي وهي تتنهد بعمقٍ وتُعيد في ذاكرتها ما حدث أمس، ولكنها خرجت من تلك الدوامة على رنين هاتفها، مسحت دموعها التي هبطت دون أن تشعر بأناملها وقامت لتُجيب على المتصل، ولم تكن سوى صديقتها “سلمى” بعد السلامات والتحيّات سمعتها تقول لها:
ـ عرفتي أن التدريب بتاعنا الست شهور دول في دار أيتام؟
تعجيت الأخرى مما سمعته، منذ متى وعملها يحولها لمثل تلك الأماكن؟ عقدت حاجبيها بتعجب وسألتها بنبرة جاهدت أن تكون طبيعية لكي لا تدخل معها في تساؤلات هي بغنى عنها:
ـ ست شهور متواصلة، وفي دار أيتام؟؟ ده من أمتى؟
ـ أومال لو عرفتي أننا هننزل 3 أيام في الأسبوع.
ـ بتهزري! وده ليه؟ وإيه لازمتنا في الدار دي أساسًا؟؟

 

هكذا سألتها مُتعجبه؛ فتلك المرة الأولى التي تتحول فيها من المؤسسة التي تعمل بها إلى تلك المؤسسة بالتحديد؛ فهي أخصائية إجتماعية، عادةً يتُم تحولها إلى محاكم الأسرة لكي تفُض مشكلة بين زوجين، أو تحولها لمؤسسة تخاطب وتنمية مهارات، وأقصى شيء تعرضت له هو تحولها لذلك السجن الذي يطلق عليه “أبو زعبل بالقاهرة” لمقابلة مسجون كان على مشارف الانتحار، ولكن تحولها لمؤسسة دار أيتام والعمل فيها لمدة ستة أشهر متواصلة؟! من الواضح أنه يوجد حلقة مفقودة تائهة عنها، ما الذي يستدعى لأطفال تَخطوا أولى خطواتها في حياتها أن تحتاج لأخصائي اجتماعي وآخر نفسي؟ من الواضح أنه يوجد خلفهم أسرار كثيرة، هكذا قالت لحالها بعدما غلقت المكالمة مع صديقتها، انتهت المكالمة بأخبارها أنهما على موعد في المساء في تلك الدار مع مديرته لكي يتعرفان على طبيعة عملهم هُناك!
༺༻
وفي مكانٍ آخر، وبالتحديد في دار أيتام “أزهار المستقبل” كانت الفوضى تعّم في المكان في الآونةٌ الأخيرة، الجميع يتسائل ما حالة المسكين الذي نُقل للمشفى منذ يومين، الأطفال يتسائلون ما الذي أصابه لكي يصل لفراش في مشفى لِسبب بشِع مثل ذلك!؟
الأطفال يشعرون أن الجميع هنا يدارون عليهم شيئًا خطيرًا يخُص صديقهم، هم ليسوا بأغبياء لكي لا يستنبطوا ذلك، ولكن اليوم كان مختلف، اليوم الدار تعمل على قدم وساق لكي يستقبلون ضيوف مميزون للغاية، ضيوف سوف يضيفون للدار الكثير والكثير، هذا ما كانوا يسمعوه كلما سألوا من سيأتي لنا؟ ومن بين كل تلك الأسئلة المسموعة والغير مسموعة؛ كان يتقدم ولد صغير لا يتعدى التسع سنوات من باب مكتب مديرة الدار، طرقَ على الباب ثم سمع إذن الدخول، تقدم منها ثم سألها دون مقدمات ما كانت تتوقعه بالفعل:
ـ هو مين اللي جاي لينا النهاردة؟

 

ـ ناس مهمة يا “ياسين”.
هكذا أجابته مديرة الدار السيدة “سهام” وهي ترفع رأسها من على الأوراق التي كانت منكبة عليها باهتمام شديد، ولكن الآخر لم يصمت، تقدم من مكتبها خطوة أخرى وسألها مجددًا بأصرار يلمع في عدساته البُنية:
ـ وأحنا مالنا بالناس دي؟ ليه عمالين تكلمونا بقالكم يومين عن أهمية الناس دي؟ وأن قد أيه الناس دي مهمة ولازم نسمع كلامهم، هما مين دول؟ ما حد يفهمنا!
كان يتحدث بانفعال زائد، علمت أنه يشعر بأن الخوف يحاوطه، أخذت نفسًا عميقًا ثم نهضت من كرسيّها وتقدمت نحوه وهي تخلع نظارتها الطبية وتضعها على سطح مكتبها، وقفت أمامه ومسكته من معصمه برفق ثم سألته وعلى محياها ابتسامة بسيطة:
ـ وأنت متضايق أوي كده ليه منهم؟
رفع كتفيه ببساطة وأجاب عليها بنبرة لينة أكثر من ما قبل وقال:
ـ عشان من حقي أفهم يا مِس “سهام! ”
ابتسمت له بهدوء على جملته، ربتت على كِتفيه ثم قالت له:
ـ طب يا عم كلها نص ساعة وهتفهم، أتفقنا؟
نبرة صوتها الواثقة بثت الطمائنينة في قلبه، ابتسم بهدوء ولم يعقب، فقط أومأ لها بحسنًا ثم تركها ورحل، منذ ما حدث لصديقه وهو يشعر أنه يوجد شيئًا خاطئًا في المكان، يشعر أن ملجأه الذي كان يحتمي بهِ أصبح غير مُحصن جيدًا، أصبح غير أمِن له ولأصدقاءه! ولكن مهلًا، لم يتبق سوى القليل وسوف يوضح له كل شيء، عليه أن يهدأ الآن فقط، هكذا كان يقول لنفسه حتى يُهدئ من روعته.
༺༻

 

ـ مساء الخير يا فندم أنا “ليلى حامد” الأخصائية الاجتماعية اللي هتتابع معاكم حالة الأطفال.
هكذا قدمت نفسها “ليلى” بطريقة واثقة وعلى محياها ابتسامة بسيطة أمام السيدة “سهام” بعدما وصلت هي وصديقتها لتلك الدار المنشودة في موعدهم المُحدد، تقدمت صديقتها هي الأخرى وصافحت السيدة ثم عرفتها على نفسها قائلة:
ـ وأنا “سلمى محسن” الأخصائية النفسية.
ـ أهلًا بيكم، أنا مديرة الدار، مدام “سهام فتحي”
قابلتهم هي الأخرى بابتسامة هادئة، بعد السلامات والترحيب بهم من كل العاملين في الدار طلبت السيدة من الصديقتين الجلوس قليلًا في مكتبها لكي يتناولن مشروب الضيافة قبل بدء العمل، جلست السيدة “سهام” على كرسيها وفي المقابل الصديقتين، وفور جلوسهم همّت ” ليلى ” وسألت “سهام” مستفهمة عن سبب وجودهم هنا قائلة:
ـ أنتِ عارفة يا مدام أن المؤسسة حولتنا هنا بناءً على طلب الدار لاحتياجها لأخصائيين، وطبعًا المؤسسة حولتنا بدون أي معلومات لسبب وجودنا هنا؛ فكنت محتاجة من حضرتك تشرحي لنا إيه اللي حضرتك محتاجاه بالظبط؛ عشان نبدأ نحط مع بعض الأهداف اللي لازم نوصلها في خلال الفترة اللي هنكون فيها هنا.
هكذا طرحت أمامها “ليلى” كل اسئلتها لكي تكون الرؤية واضحة لهم، كانت “سهام” متفهمه جميع اسئلتها؛ فهي تعلم جيدًا أن لجوء دار أيتام لأخصائيين مثلهم شيء نادر الحدوث؛ فمعظم دور الأيتام لا تعترف بكل تلك السخافات من وجهة نظرهم السطحية، كان وصلت للتو المشروبات، حثتهم “سهام” على التكرع من المشروبات أولًا ثم بدأت هي في الأجابة عن اسئلتهم مردفة بهدوء:

 

ـ أنا طلبت من المؤسسة بتاعتكم أخصائيين عشان للأسف اكتشفت أن الأطفال محتاجين لحد يسمعهم.
تعجبت “سلمى” مما سمعته، عقدت حاجبيها بتعجب واضح چليًا على ملامح وجهها ثم سألتها وهي تتبادل النظرات بينها وبين صديقتها قائلة:
ـ مش فاهمة، وعرفتي ده ازاي؟ ويسمعهم من أنهي شكل؟ ما أكيد أنتوا بتتكلموا معاهم.
ولكن الأخرى تنفست بهدوء ثم أردفت وكأنها تحمل ثُقل فوق أكتافها حِمله عليها بمثابة ثُقل العالم بأكمله وقالت :
ـ عرفت ده لما لقيت طفل من أطفال الدار بيحاول ينتـ ـحر… قصدي… قصدي لما انتـ ـحر بالفعل ولحقناه على أخر لحظة، صحيح أحنا لحقناه وبقى كويس لكن… لكن الطفل بقاله يومين في المستشفى مع أن حالته الجسدية كويسة جدًا، لكن..
مسحت دمعة هاربة فرّت من مقلتيها متمردة على تماسكها الزائف، وقفت السيدة ودارت حولهم بخطواتٍ متمهلة وهي تفرك في يدها بتوتر، أخذت نفسًا عميقًا لعله يهدأها ثم هتفت قائلة:
ـ لكن الولد بعد فترة أكتشفنا أنه…..

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أزهار بلا مأوى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *