روايات

رواية المبادلة الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نوارة الشرق

رواية المبادلة الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نوارة الشرق

رواية المبادلة البارت الحادي والعشرون

رواية المبادلة الجزء الحادي والعشرون

المبادلة
المبادلة

رواية المبادلة الحلقة الحادية والعشرون

كان صامتا طول الطريق ..غاضبا ..فآثرت الصمت ..
لن تحادثه فى غضبه ..
فاذا كان الرجال يخشونه غاضبا ..فكيف بها!
ثم انها لم تفعل شيئا ..
اذن اغلب الظن انه ليس غاضبا منها ..
ولكن رغم ذلك انكمشت بالسيارة بينما التوتر يخيم عليهما ..
دخلا الى المنزل .. .
اوقفها بحزم ثم تنفس بغضب مكبوت .
وقبل ان تتفوه بكلمة ..
بادرها :” الن تعتذرى عما حدث منذ قليل !”
ماذا؟
اعتذر ؟
كادت تضحك ..
فهو لا ريب مازحا ..
ولكن جمود وجهه اخبرها انه ليس بمازحا ..و انه ينتظر منها اعتذارا بالفعل ..
شبكت زراعيها تحت صدرها بينما تسال بنفاذ صبر:” ولماذا اعتذر؟ ماذا فعلت لاعتذر عنه ؟”
تنفس بغضب :” ماذا فعلتى ؟؟..ماذا تعتقدينى ..تيس!! .. ”
دون قصد انخفض رأسها خوفا لثوانى ثم رفعته وهى تقول بثقة مفتعلة وثبات :” انا لم افعل شيئا لغضبك غير المبرر هذا “.
هتف حانقا : ” غير مبرر!!”
اجابت مؤكدة :” نعم غير مبرر..انا كنت عرضة لموقف سخيف و من المفترض ان تعتذر انت منى “.
فتح فمه دهشه ثم سارع الى اغلاقه هاتفا :” ولما اعتذر لفخامتك ؟”
فتحت يدها لتعدد على اصابعها :” لانك عرضتنى للاقاويل ..كنت قادرة على ”
قاطعها ونار الغضب تزيد فى عينيه: ” على استغفالى “.
تجاهلت ما قاله :” كنت قادرة على انهاؤه بشكل الطف”.
اجاب بهدوء ساخر :” وكيف هذا ..عن طريق الخروج معه لتعرفيه على معالم القاهرة .. فزوجك مغفل “.
حسنا ..هل يريد التشاجر فيفتعل الاسباب ؟!
هتفت : ” انت لست بعقلك ”
زادته كلمتها جنونا فهز راسه متوعدا بينما يقول : ” حقا !!اذن ساريكى الجنان ..لا خروج للعمل بعد الان “.
صعقت من قراره غير المتوقع :” ماذا ؟؟ بالطبع لا ..”
هتف متهما : “ماذا ..اتريدين رؤية معجبك ؟”
بالطبع لا ..
من يعتقدها ؟؟
هل جن ؟؟
اشاحت بوجهها عنه وهى تأمره : ” توقف عن هذة السخافات ..”.
كرر كلمتها : ” سخافات !! انتى زوجتى .. وعليك “.
ضحكت ساخرة مقاطعة :”لم اكن انا من عرفه على زوجته على كونها مجرد موظفة ..لو كنت فعلا زوجتك ..لكنت عملت على”.
اشار بيده بنفاذ صبر : ” حسنا.. حسنا ..لست اخفيكى ك سر .. ولكنى لم اكن اريد لك دلالا او معاملة مميزة لكونك زوجتى … ولكن اعدك انى ساعرفك للجميع على كونك زوجتى من الان فصاعدا .. ولكن لا ذهاب لك للعمل..انتهى النقاش “.
صعد مغمغما بهمس :” لا اعرف كيف تمالكت نفسي دون ان احطم اسنان ذلك المبتسم المتبجح .. متى سيكبر بطنك ..ليعلم الجميع انك ملكى “.
*******
كانت تغمغم بالشتائم لنفسها ولحظها التعيس بينما تسمع عنفه فى غلق الابواب وفتحها ..
حسنا لتبقي بعيده عن جنونه المؤقت ذلك ..
وتوجهت الى حيث اريكة غرفة المعيشة..
جلست ممدده ساقيها فجلوسها لوقت طويل يؤثر على ظهرها وساقيها .
ربتت بحنو على بطنها تحادث جنينها :” والدك مجنون…
فى غاية الجنون يا عزيزى ..
ولكنى احبه ..
وللاسف ..هو غبى ايضا ..
غبى الى حد ما ..
والا لعرف انى لا ارجو ان ارى نظرات الاعجاب الا فى عينيه هو ..”
*******
دخلت الى الفراش حيث سبقها يطالع احد الملفات .
اعطته ظهرها فما حدث اليوم من معركة كانت كافية لتستهلك طاقتها و تجعلها حانقة عليه ..
ولم تكد تستقر ..حتى شدها اليه .. ملقيا بالملف بعيدا ..
دفعته بكفيها ولكن لم يحركه ذلك قيد انملة ..
كانت تنظر الى عينيه حيث الرغبة تشتعل .
حسنا لا ..
تتهمنى منذ ساعات بتشجيع رجل اخر والان تريدنى بين زراعيك ..
رفعت رأسها بإباء وهى تهزها بالنفى وتقول:” لا “.
سألت ليتأكد :” لا ؟”
هزت راسها مؤكده بخوف بينما تنظر الى عينيه اللواتى قد اظلمت ..
وجدت نفسها حبيسة زراعيه بينما يعلوها ..كانت جبهاتهما تتلامس وهو يسال باهتمام :” ولما لا ؟”
صمتت ..
ولكنه لم يبتلع صمتها ..
قال بصرامة :” سالتك لما؟”
اجابت :” لا اريد “.
سال بالحاح : ” ولما لا تريدى ”
اجابت وهى تمط شفتيها بغضب ملائكى :” بسبب ما حدث اليوم”.
سأل :” غاضبة يا صغيرتى ؟”
لم تجيب وانما اشاحت بوجهها فاكمل وقد اشتعل غضبه ثانية :” لماذا اختارك انت ؟”
تنهدت وهى تلعن حظها .فسيكمل شجار اليوم .
وهى لا تريد شجارا او خصاما ..
فجولة واحدة كافية ..
اجابت مقنعة : “ربما لاننى وسكرتيرتك وحدنا المصريات على المائدة !!”
هتف :” وانا ؟”
استنكرت : ” حقا ..سيطلب منك ان تترك اعمالك وصفقاتك وتكن دليله”!!
سأل مستفسرا : ” ولما لم يطلب من ريهام ان تكون دليله وليس انتى “.
هتفت حانقة وقد اشتعل غضبها ايضا :” لانه لسوء حظى انا من كان بجواره على المائدة بينما ريهام على جوارك انت تكتب ملاحظاتك .”
استطردت :” انا لم اعطيه اى اشارة للاستجابة”.
قال بغيظ: “وابتسامتك ولطفك “!!
بررت: ” كنت اظنهما مهمين من اجل العمل ..فعملى يتطلب بناء علاقات طيبة مع العملاء “.
امرها : ” الجحيم على عملك ..لا تبتسمى لاحد ..”
اندهشت من قوله : ” لا ابتسم؟؟ ..هل تريدنى اعبس طوال الوقت ولا ابتسم ابدا “.
هتف برقة : ” حسنا ابتسمى لى .. ابتسمى ..الان يا شهد ابتسمى ..و كفى عن العبوس “.
ضحكت بخفوت على رجاءه.
فابتسم ازاء شفتيها بينما يقول :” لا تغضبي ثانية ..انا شديد العصبية اعرف ..ولم اقصد انك..انك شجعتيه ..ولكن ..موقفى امام الناس..و …و ..و كرامتى “.
تنهدت بينما عينيها تغوران فى عينيه العميقة ..
هكذا ببساطة نسيت غضبها ..
بكلمة اصبح كل شيء كأن لم يكن ..
بابتسامة ذهب الغضب والضيق ..
أسحر هذا؟؟
بينما كانت انفاسه الساخنه تلفح عنقها ؛ كانت اصابعها تغوص فى شعره الكثيف تشده اليها اكثر..
**********
وفى الصباح؛ كان يرتدى ملابسه للخروج للعمل …
فتحت عيونها مزيحة شعرها المغطى لوجهها لتراه يرتدى حلته الفاخرة ..
رفعت رأسها من بين الوسائد و هى تقول بصوت ابح جراء النوم :” لماذا لم توقظنى ؟”
قال بلهجة حازمة : ” لانك لن تذهبى “.
هتفت برجاء : ” سيف ..لا تمزح ..انا اريد ان اعمل “.
اقترب من الفراش جالسا بجوارها ثم قال بتنهيدة واستسلام : ” حسنا ..ولكن لا عمل حتى انتهاء هذة الصفقة وعودتهم الى بلادهم ..”
لم تتوقع قبوله بتلك السهولة فاقتربت من خده تقبله شاكرة .
فاشار الى خده الاخر ليحظى بقبلة مماثلة .
هل تتوهم ام انها فى الفترة الاخيرة تحظى باهتمام و غيرة ..
وهو ..
هو ينفذ لها ما تريد ..
قبل جبينها ثم خرج هاتفا :” لقد تأخرت “.
تحركت فى الفراش حتى موضع راسه تتنفس عطره الملتصق بوسادته .
كانت تبتسم بسعادة ..
ماذا ترجو اكثر من ذلك ؟؟
*******
كانت تجلس على اريكتها المفضلة فى منزل والدها تثرثر مع ريتاج ..
فهى ارادت استغلال الاجازة الاجبارية التى اعطاها لها ..وذلك عن طريق تقوية علاقتها بزوجة اخيها ..فكلتاهما حامل .
هل تتخيل ام ان المنزل يبدو اكثر راحه ودفء عن ذى قبل .
كان والدها بالمنزل فرحب بها بشدة ..
كانا يتحدثان عن العمل عندما اثنى والدها على سيف وتصرفه مع عمرو قائلا :” لم اكن لافلح مع ابنى لولا تدخل زوجك ..لم اكن موافقا فى البداية على بيع المزيد من الاسهم له ..ولكن عندما باعها لك حمدت الله ..هو بالفعل منقذ ..بارك الله لكما يا بنيتى “.
سألت متفاجأة :” ماذا قلت ياابى ؟”
رفع الاب رأسه مندهشا من سؤال ابنته الغريب :” ماذا تقصدين ؟”
تعلثمت بينما تصيغ سؤالها : ” هل ..هل باع لى سيف الاسهم ؟”
اجاب الاب بابتسامة راضيه عن تصرف صهره : ” الم تكونى تعلمين ؟ لقد قال انها هدية منه لك على حملك ..وانك من اقنعه بشراءها “.
عقدت المفاجأة لسانها ..
هدية !!
الحمل عمره خمسة اشهر ..
و هى لم تقنعه فعليا ..
ولما باعها لها ..
ليست من حقها ..
هو ماله هو ..
وهو احق به منها ..
فجأة تذكرت ..لقد وقعت على توكيل جاءت به سكرتيرته منذ حوالى الشهر واعتقدته يومها انه خاص بالعمل ..
كان العمل يومها كثير حتى انها لم تهتم ان تقرأ على ماذا توقع ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية المبادلة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *