روايات

رواية لن أحررك الفصل الخامس عشر 15 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك الفصل الخامس عشر 15 بقلم دهب عطية

رواية لن أحررك البارت الخامس عشر

رواية لن أحررك الجزء الخامس عشر

لن أحررك
لن أحررك

رواية لن أحررك الحلقة الخامسة عشر

“الف مبروك يا ….جواد….”
رفع جواد عيناه على انجي آلتي تقف أمامهم عاقدة ساعديها أمام صدرها تنظر لبسمة بحقد لا يخلو من
الازدراء والكره الشديد ….

نهض جواد بضيق وهو يمسك معصمها و قال من تحت أسنانه وهو يتطلع حوله بضيق …
“أنتي إيه اللي جابك هنا يانجي ….”

شاهدت بسمة مايحدث بدون تعليق لكن الإسم الذي لفظه جواد أصابها باالاختناق، لكن آلصمت كان
هدفها معرفة ردت فعلهم الآن……

نظرت له بحزن وبصوت خافض وصل لمسامع
بسمة…
“جاي ابركلك….. آبارك لحبيبي على جوازه من
غيري… “قالت انجي كلماتها وهي تلعب في أزرار
سترة جواد ناظرة نحو بسمة باستفزاز ، وكأنها تخبرها بصفة عامة من تكون بنسبة لزوجها…..

أبعد يدها عنه بعصبية وهو يقول من تحت أسنانه
بنفاذ صبر….
“خدي بعضك ومشي من هنا أنا مش نقص شوشره
الصحافة في كل حته….. “

قالت انجي بخبث ناظرة الى بسمة….
“مش قبل ماسلم على ….العروسة ….. “

قالت بسمة بنبرة شديدة الصرامة والقوة….
“مش لازم تسلمي عليا ، اسمعي كلامه ومشي من سكات….. ومتقلقيش هو كده كده منين ميحتاجك
هايجيلك بنفسه…… “

نظر جواد بدهشة اتجاه بسمة التي نظرت لكلاهما ببرود وثبات حتى تستفز تلك الحية التي اتت الى
هنا فقط لكي تشعل قلبها وتحرق كبرياء انوثتها
أمام آلجميع…. لكنها لن تسمح لها ولن تسمح لأحد
منهم بدهس عليها ، حتى أن كأن منهم شخص
خانتها مشاعرها معه ! …

اشتعلت عيون انجي وهو تقول بسخط….
“معقول تكوني بتتنزلي عنه ليلة فرحك…. “

ردت عليها بسمة بإهانة لإذاعة…..
“شكلك كده وقعه على ودنك… أنا قلت لم يحتاجلك
وطول ماهو معايا وفي حضني هيبطل رمرما… “

قاطعها جواد بحدة قتلت باقي الحروف من
على شفتيها….
“ماتظبطي كلامك…… اي رمرما ديه….. “

نظرت له بسمة ببرود وتجاهلته وهي تقف وجهاً لوجه أمام انجي قائلة بصوت أنثوي مهين…..
“أنصحك بقه تدوري على ذبون تاني يصرف على رخصك وياريت تاخدي وأحد شبهك بيحب
الحرام ….وبيعشق الرمرما “

ابتسمت انجي بغضب وهي تقول بشر….
“برافو… واضح ان الخسارة قصادك محتاجة كز جولة …..”

مطت بسمة شفتيها ببرود…
“طبيعي ماهو مش من أول نظرة هتعرفي بسمة الرفاعي محتاحة جوالات كتير عشان نتعرف فيها على بعض اكتر يا ….انجي “

تشنجت ملامح انجي لتذهب من امامها بسرعة وغضب….. فقد تذوقة الهزيمة من قوة كلمات بسمة
وإصرار حديثها على أنها عاهرة ولا تعني لجواد او
اي رجل غير هذا اللقب الواضح (عاهرة) ستريهم
عاهرها قريباً وستندم بسمة على ما اقترفته في حقها اليوم !…..

عادت بسمة جالسة على مقعدها الوثير وهي تتنهد بارتياح…. فكسب الحق أن كان حق متعه بكل المقاييس…..

جلس جواد بجانبها ومط شفتيه ناظرا أمامه ببرود..
“حلو القوة دي…. ياترى كسبتيه أمته وفين… “

لم ترد عليه لبرهة وحين تجمعت الكلمات على شفتيها كانت عبارة عن سؤال ساخر…..
“زعلان عليها….. لو زعلان تقدر تروح وراها….. “

تقوس فمه فابتسامة جانبية وقال بسخط….
“مش جواد الغمري آللي يروح يصالح واحدة ويجري
وراها….. “

تنهدت براحة فمن الواضح أنها لا تهمه فقط (نزوة )
حديثه البارد يدل على ذلك….

أثناء شرودها ولمعة عينيها بضي آلسعادة الغريبة
كآن جواد شارد بتفاصيل وجهها ، للون عينيها الفاتن
جسدها ألذي أختفى وتزايد أناقه داخل هذا الفستان
الأبيض الذي يليق على براءتها وجنونها….. أعجب
بقوتها ودفاعها عن حق ملكيتها به وحتى أن كان الدفاع مخفي هادئ على قسمات وجهها ألا انه
كآن يشعر بنيران قلبها …كم زاد هذا كبرياء
رجولته ، ليس بسبب تسلط انجي عليه فانجي
قصتها من البداية مكشوفة له وأهداف نهاية
قصتها يعلمها جيداً
( المآل وعاشقة لقوة الجوكر ليس إلا !)

أم بسمة ؟….

فتلك البسمة حكاية سترهق قلبه ورجولته
مع تلك الشخصية آلتي تمتلكها !! …..

“بتبصلي كده ليه……. ”
تفوهت بسمة بتلك الكلمات وهي تنظر له بحرج
فنظرت عيناه الجريئة لها تصيب قلبها برجفة قوية…..

فاق جواد من شرود عيناه بها على صوتها المتردد
ليكتفي بنظر أمامه بوجه خالي من أي تعبير يجول في خاطره الان….

نظرت أمامها بعد تجاهله سؤالها ، واكتفت بتطلع حولها على مضض فقد سئمت من تلك الأجواء ومظاهرها الخادعة……
………………………………………………………..
كانت أسيل تجلس على طاولة ما بملل وتتطلع على حلبة الرقص باحباط….

سالتها احد صديقاتها بفضول…
“مالك ياسو شكلك مش مبسوطة….”

تاففت اسيل بملل….
” عاوزه ارقص بصراحة هو فين علاء عشان ارقص معاه….. “

“ترقصي مع مين يامحترمه….”

نظرت اسيل الى مصدر آلصوت وقالت بانزعاج..
“في حاجة ياسيف…. “

جلس سيف معهم على طاوله وقال بتشدق…
“ولا حاجة جاي اونسكم…. ها كنتي عاوزه إيه بقه قبل مدخل عليكم كده سمعتك بتقولي عاوزه أرقص
أنا سمعت صح…. “

ردت أحد أصدقائها ببوح….
“كانت عاوزه ترقص مع علاء عشان زهقت…. “

رفع حاجبه وهو ينظر الى الفتاة بمراوغه…
“دا بجد هو اللي بيزهق بيرقص مع علاء اليومين دول…. “

ضحكت الفتاة بنعومة مصطنعة…..
“مش شرط علاء ممكن سيف الغمري….. هيبقى احسن…. “مالت أكثر عليه وهي تتحدث باغواء….

رفعت أسيل حاجبه بغضب متابعة الموقف من بدايته
بدون تعليق ولكن رد سيف على الفتاة جعلها
تترك زمام التعقل…..

أبتسم سيف بجاذبية وهو يقول للفتاة بوقاحة…
“سيف الغمري احسن في كل حاجة…….. “

رفع سيف عيناه على أسيل ليجدها تكاد تخرج
نيران حارقة من أذنيها…..

“البِرفن إللي حاطت منه حلو أوي يا…. “

ردت الفتاة عليه بنعومة واكثر اصطناع….
“جودي………. أسمى جودي….”

نظر سيف أكثر الى عينيها وقرب وجهه منها بعبث
قائلاً بصوت وصل لاسيل بدون ابذال مجهود….
“ورقمك كام بقه يا جوجو…. “

“لا بقه كده كتير…… ”
هبط أسيل واقفه بغضب وهي تنظر لكلامها
بازدراء…

سألها سيف ببرود….
“مالك ياسو في حاجة حصلت…. “

اقتربت منه أسيل ومالت عليه قائلة بغيظ…
“قوم ياسيف معايا دلوقتي …. “

رد بملل زائف….
“على فين…. “

“عاوزه أرقص…. “

“لا…. مفيش رقص… “

“ليه إن شاء الله… مانت كنت ناوي ترقص مع
جودي… “

وقف سيف ووضع يده في جيبه قائلاً ببرود..
“جودي عادي لكن انتي مش عادي… “

وضعت يدها في خصرها قائلة بغيرة وضجر….
“وأنا ليه مش عادي بقه ان شاء ألله…. “

مال على أذنيها قائلاً ببحة خاصة….
“عشان انتي البت بتاعتي ياسيل…. ومش معقول البت بتاعتي ارقصها قدام ألناس عشان كل وأحد يتفرج عليها شوية….. “

اقشعر جسدها وهي تنظر الى عمق عيناه البنيه بضياع وقالت بخفوت….
“سيف…. “

اكتفى بهمهما طفيفة …..

ارجعت خصلة من شعرها للوراء وهي تقول بتردد…
“بطل تقولي الكلمة دي عشان مش بحبها…. “

أرجع سيف خصلة شعرها ألذي تعبث بها بخجل
وهو يقول بصوت اجش هالك….
“بس أنا بقه بحبها يأسيل…. فاحاولي تحبيها عشاني… “

اشتباك آلعيون ببعضهما وكان آلرد القاطع لاي
حروف تود الخروج الآن…. فبحر العشق عميق
ولا يعرف للأحرف طريق !!…..
………………………………………………………..
بعد أنتهاء حفل الزفاف وقف جواد بجانب بسمة
أمام المصعد لصعود بهم الى جناحهم الخاص في
قلب الفندق الضخم…..

توترت بسمة وقبضة على طرف فستانها الأبيض بخوف…. فهي لديها رهبه من ركوب المصاعد ….

نظر لها جواد بطرف عينيه فقد ظن أنها تخشى
ان تتواجد معه في غرف وأحد فلم يعلق على
زعرها الواضح في عينيها كي لا تخشاه أكثر ! …

وصل المصعد إليهم دلف جواد إليه أولاً ناظر
إليها كي تلحقه….
“وقفه كده ليه يلا قبل ميقفل…. “

قبضة بيديها الاثنين على طرف فستانها اكثر
وهي تقول بتردد….
“أصل أنا اااا….. ها… “

شهقت بصوت خافض حين وجدت نفسها تصطدم
في صدره العريض وذراعيه تحاوط خصرها…
نظرت له بحرج وكانت عيناه الشهونية تدقق بها بدون ان تطرف للحظة…..
“مش هنتكلم قدام الاسانسير يامدام الغمري… “

كادت أن تبكي وهي تشعر بصعود المصعد
للأعلى فجأة…..

“مالك يابسمة أنتي تعبانه …..”

نزلت دموعها وهي تهز رأسها بنفي وقالت
بتلعثم وخوف واضح ….
“لا… بس أنا عندي فوبيا من الأماكن العالية والاسانسير كمان بـ….. “

“خلاص أهدي… فهمت…. “

قال جواد كلماته وهو يضمها بحنان الى صدره
وقال بلطف حاني…..
“غمضي عينك ونسي كل حاجة….. أنا جمبك…. “

قال آخر جمله بتردد وهو يشعر بالاحتواء داخل أحضانها وكان أحضانها سكن لقلبه الضائع منذ زمن !! …..

سكنت بين ذراعيه وقد تبخر الخوف والرهبة
بجواره لتشعر بطعم الأمان وراحة الحقيقة في
أحضانه الرجولية كم كانت دافئة وقوية ، صلبه
وحنونه ، اللذة كانت بطعم صعب وصفه داخل
قلوب كلاهما !!…….

وصل المصعد بعد دقيقتين من آلزمن الذي بنسبه لهم
عدة ثواني مسروقة من عمرهم….

تركها جواد وهو يتنحنح بخشونة….
“وصلنا يابسمة…. “

ابتعدت عنه بحرج ولكن صرخة وقتها بتالم….
“اااه …….ودني…. “

نظر جواد لها بتراقب ليجد خيط رفيع من سترته
التي يرتديها تشتبك في القرط المعلق بشحمة
اذنيها…..

“استني عشان متتعوريش….”

مال جواد عليها قليلاً ليغمرها بانفاسه الساخنة التي دغدغة انوثتها ، اغمضت عينيها بضعف فكان قريب منها حد الجنون…..

حاول جواد التركيز على مايفعله بدون ان يتطلع عليها ولكن خانته عيناه وبعد ان حل طرف الخيط من القرط….مال على عنقها ببطء ليقبلها عليه قبلة رقيقة طويلة حد لهيب الاشوق داخلهم ….

كانت مغمضة العين لم تزمجر لافعاله او تعترض
حتى ، فقط تركت قلبها وجسدها يستمتعون بقرب
هلك مشاعرها بقسوته وحنانه !!….

ابتعد جواد عنها ببطء وهتف بصوت اجش…
“خلاص يابسمة الخيط اتفك….. “

فتحت عينيها بحرج وهي تنظر إلى آلأرض فهي غير قادرة على آلنظر لعينيه بعد استسلامها المخجل له
ولذة اللحظة بينهم……

دلفت الى الجناح الخاص بهم بصحبة جواد…. الذي أخبرها بهدوء….
“إحنا هنبات هنآ النهاردة وبكرة ان شاء الله هنروح
على الفيلا…. تمام… “

“تمام….”ردت بخفوت وحرج و وجنتيها يشتعلون
بالأحمرار…..

جلس جواد على اريكة ما وبدأ بخلع حذاءه الأسود وقال بفتور….
“تقدري تدخلي تغيري الفستان اوضة النوم هنا… ”
أشار لها بهدوء وقال بنبرة عاديه…
“بس ياريت بسرعة عشان أنا كمان عاوز أغير
هدومي….”

اومات بحرج…. وهي تهم بالذهاب إتجاه غرفة النوم الكبيرة…..

بعد أن أختفت عن مرمى عينه ، غرز أصابعه بشعره
بغضب وضيق من نفسه فقد أصبح مثل المراهق
يتلهف لقربها ويستغل أي للحظة بينهم من يوم أن
قبلها ، قبله أشعلت رجولته واشوق غريبة عليه أشواق لها هي فقط دون غيرها ، فاحتياجه لها ليس مثل احتياج الرجل للمراه لا بل احتياج ملجأ وعالم يشعر أنه خلق لأجله هو فقط ومعها هي دونٍ عن نساء العالم باكملهم ….
“مش معقول اللي بيحصل معايا ده….. ”
………………………………. ……………………..
وقفت أمام المرآة تنظر إلى فستانها الأبيض الأنيق بابتسامة حزينة فكم تمنى قلبها تلك اللحظة فقط
لو كانت تغيرت البدايات معه فقط لو لم يكن
الجوكر جوكر بحق ، كان من الممكن ان ترقص
الآن على أنغام طرب آلحب…

“ياخسارة الحلو دايما ناقص وبذات معايا…. “

تنهدت وهي تهم بخلع الفستان الذي تعلم مدى روعة
سحابته آلتي تصنع من حديد فهي تحتاج الى يد
رجولية فقط لتتحرك من مكانها….
“آآه………..لا بجد كده كتير….. “

حاول كبح ضحكته وهو يتابع مايحدث باستمتاع
فبسمة القوية ، والأنثى المجنونة ، واخيراً
الطفلة المتذمرة جانب بها يجذبه أكثر ويجعله فقط يريد الجلوس والاستمتاع بكل جوانبها المختفية عن عيناه….

أتجه لها بعد مدة ليقف أمامها قال بخفوت…
“تحبي أساعدك…. “

ألتفت له كلياً بدهشة وحرج…. ردت عليه بعد
برهة

“لا بلاش…. المساعدة الا من نوع ده…. ”
سألها بتسلية
“طب ليه….”….

“يعني مش عارفة بلاش وخلاص أنا هفكها و…. “

“طب أديني ضهرك ، وسمعي الكلام….. “

“بلاش ياجواد عـ..”

ادارها هو بيده لتنظر بسمة اليه عبر المرآة وهو يهم بفتح سحابة الفستان……

اغمضت عينيها بحرج وتوتر وهي تمتم داخلها بقلق….
“يارب عدي اليوم ده على خير….”

فتح جواد سحابة الفستان لينكشف له نصف ظهرها العاري ليرى البقعة الحمراء تلمع بالونها الأحمر القاتٍ …..

“جواد انتَ خلصت صح…..”سائلة بتردد وهي ترى عيناه تلتهم ظهرها العاري…..

وضع جواد يده على البقعة الحمراء وهو يقول
” انتي متاكدة ان دي وحمة….”

نظرت له بصدمة ولم تفهم مايعنيه ….لكن شعرت بشفتيه على موضع معين من ظهرها وكانه قبلها
في نقطة معينة من ظهرها…..لم يكن تخيل فهو
قبلها فعلاً….

انتفضت وهي تبتعد عنه قائلة بتوتر….
“جواد ابعد لو سمحت انا……..انا دخله الحمام…”

مسك ذراعها قبل ان تبتعد عنه لتجد عيناه مظلمة بطريقة قشعرت جسدها واخافتها قليلاً ….
“راحه فين يابسمة انا….”

مال على شفتيها بانفاسه….

“جواد احنا اتفقنا انـ….”

حاوط خصرها وهو يقول ببحة حارقة لروحها…
“انسي الاتفاق انتي مراتي …..”

نظرت له بعتاب وغضب…
“بس انتَ قولت ان مينفعش عشان جوزنا مش هيستمر….ولا نسيت كلامك.. “

“متخافيش شويه وهبعد…..” صوته اكثر خفوت وضعف قشعر جسدها الضئيل بين يداه….

“بس انـ…. “

قرب اكثر من شفتيها وهمس بخفوت….
“هششش قولتلك شوبه وهبعد…..”

طرق الباب اوقفه وانار ظلام عيناه الراغبة بها اوقف جنونه وغياب عقله وسيطرة الرغبات عليه اوقف كل
شيء ليتركها فجأة ناظر لعيونها باعتذار لم يقدر ان يتفوه به على لسانه ، فهو من وضع القوانين لها ولم
يلتزم بها معها….

توجه نحو الباب ليرى من الطارق….

ركضت بسمة نحو المرحاض بخفقات قلب مُتسارعة
واغلقت الباب عليها بخوف…..

اخذ جواد الطعام من احد عمال خدمة الغرف….

ووضعه في غرفتهم…..

بدأ بحل الحلة السوداء بانزعاج من نفسه وما كان ينوي فعله معها الان….

وقف يشعل سجارته عاري الصدر فقط يرتدي بنطال الحُلَّةَ ذو اللون الاسود….منتظر خروجها حتى يبدل هو الاخر ملابسه بعد ان ياخذ حمام بارد يهدا نيران
الرغبة بها……

خرجت من المرحاض بعد ساعة وهي ترتدي بجامة
من الحرير من اللون الاحمر …..تنحنحت بحرج
وهي تخرج وبدون ان تتفوه بكلمة جلست أمام
(التسريحة)لتجفف شعرها…..

دلف جواد الى المرحاض بصمت مثلما فعلت تمام…

أخرجت الهواء التي حبسته لثواني حين مر
بجوارها لداخل المرحاض …..
“لا بجد كده كتير عليا ، أنا مش هقدر أستحمل
كل ده…… “

نظرت لنفسها أمام المرآة لتعيد حديثها منذ ثواني داخلها لتضحك بغباء بعدها بخفوت…. هاتفه بسخرية من نفسها…..
“يعني ايه مش هتقدر تستحملي يابسمة ، هو أنتي بتنهاري ولا إيه….. “

بعد مدة خرج جواد من المرحاض وهو يرتدي ملابس مريحة بنطال رمادي مع سترة علوية بنصف كم من اللون الأزرق بها خطوط رمادية اللون ……

استلقى على الفراش وهو ينظر الى بسمة آلتي تصطنع النوم على الاريكة…..

تافف وهو ينهض بضيق ومال عليها ليحملها على ذراعه…. شهقت بسمة وفتحت عينيها قائلة برتباك
“جواد أنت بتعمل إيه نزلني….. “

وضعها على الفراش وهو يقول بحزم….
“نامي انتي على السرير أنا هنام على الكنبه…. “

“بس…. “

“مفيش بس…. النوم على الكنبه هيوجع جسمك… ”
قال حديثه وهو يستلقي على تلك الاريكة
متوسطة الحجم ليثني قدميه قليلاً مغطي جسده
بالغطاء…

سائلة بحرج…
“بس انتَ كمان النوم على الكنبه هيوجع
ضهرك و…”

“انا نمت على البلاط خمس سنين وتعودت يعني نوم الكنبه بنسبالي ريش نعام….. “

نظرت له بصدمة من ماتفوه به بكل بساطه….

“استغطي ونامي….عشان تلحقي تصحي آلصبح…
وااه نسيت العشا وصل من شوية لو حب تاكلي…”
انهى حديثه وهو يهم باغلاق جفنيه للنوم …

استلقت على خصرها الأيمن وهي تراقب ملامحه عن قرب يحمل مسافة بسيطة بينهم….. ابتسمت وهي تتذكر حنانه واحضانه الدافئة في المصعد وتذكرت أيضا جنونه في المصعد وأمام( التسريحة)

ولكل للحظة منهم لذة مختلفة معه وله وهل سيزيد الإعجاب ويتحول للحب ام ان آلحب خلق
وسيتطور داخلها لعشق بنكهة الامتلاك !!……

“لن احرركِ…..اذا كنت اعشق الحرية ، ومفتقده
آلحب باللذة جنونه ، وامتلك قلبي حينها أحدهم بهوس وقد اصبحت أسيرة بإرادتي الحرة إليه ،
لِمَ يكون العنوان (لن احرركِ )وأنا ألذي اطلب
منه أن لا يُحرر قلبي من بين يده الصلبة !….. “

قرأت الكلمات عدة مرات من على هاتفها فقد جذبها كلمات تنشر على هذا آلموقع إلكتروني وقد تلامست الكلمات روحها ، وكأنها رسالة تعبث لها لتجعلها تعيد حسابات مشاعرها الخائنة له……
………………………………………………………….
دلف الى زنزانة حائطها من اللون القحلي الداكن
تنهد بعذاب حقيقي فلم ياتي يوماً في أحلامه أن
يكون هو المجرم داخل تلك الغرفة العجة بالوجوه
الإجرامية ذو الرائحة الكريهة أو ان صح التعبير رائحة المكان الذي يقطنون به…..

اتى أحدهم عليه قال بنبرة صوت حادة….
“وده مين دا كمان هي المشرحة نقصه قتله ياشويش ……..”

صاح الشويش بصرامة…..
“دي الأومر يامعلم هاشم…….. أدخل يامسجون السرير بتاعك اخر وأحد على أيدك اليمين…. “

ضحك هاشم ورجاله قائلين بسخرية….
“ادخل ياحبيبي وهخلي أمك تحضرلك كوبية لبن تشربها قبل ماتنام… “

ضحك آلرجال من حوله قائلين…
“حلوه يامعلم هاشم….. “

“حلوه ياسيد المعلمين…. “

“السجن لم الاوساخ كلهم…..”

قال هاشم بتاكيد وازدراء….
“على رايك ياسمير تقولش احنا نقصين قرف…”

مالى (الشويش) على هاشم وقال بخفوت….
“امال لو تعرف ان كان طالب في كلية الشرطة
وتمسك بشنطه كبيرة مليانه مخدرات….”

ابتسم هاشم ساخراً وهو يمرر يده على صدره
و قال بصياح وصل لمسامع جواد….
“حبيبي …….دا طلع صاحب كار زينا……”

ابتسم( الشويش ) بتهكم….
“بل نيله مش لو كان مشي جامب الحيط كان زمانه
وقف على دماغي بيديني الاومر زي اللي معانا دول….”

ساله هاشم بنزق…
“انتَ زعلان عليه ولا إيه ياشويش…..”

رد الاخر بحيرة وجزع…
“ولي لا تعليم وتعب وقع على الارض بسبب الطمع
فالقرش الحرام….يلا كل واحد بياخد نصيبه انا
رايح اشوف المأمور…..”

ذهب (الشاويش) وتركهم ….أقترب هاشم من فراش جواد وهو يقول بسخرية….
“تحبه بارد……… ولا دافي…..”

رفع جواد عيناه عليه وقال بعدم فهم….
“هو إيه ده …. “

“اللبن ياننوس عين أمك ……. “

نهض جواد بضيق فقد بلع احديثهم منذ قليل بصعوبة فلن يسمح بالمزيد منهم ….

“بقولك إيه سبني في حالي وتمسى.. وللبن ده
ابقى شربه …. لأمك ياخفيف…… ”
دفعه جواد في صدره بقوة ليقع هاشم على الأرض مثل الريشة ……

اتسعت أعين هاشم وهو ينهض بمساعدة رجاله وحين تملكت قدمية من الأرض دفعهم وهجم
عليه……

كان هاشم رجل في الأربعين من عمره ذو وجهه قاتم إجرامي لديه جرح رفيع بشع جانب وجهه الأيسر ….

تغلب عليه جواد للياقته البدنية ولفرق آلعمر بينهم فجواد كان وقتها لا يتناول السجائر او آي شيء يضر
صحة جسده الرياضي….. ام هاشم فهو يتناول الاقراص المخدرة للجسد والتي تلتهم الصحة
مع مرور الأوقات…..

اوقعه جواد ارضاً….وبعد سقوطه تكاثر عليه رجال هاشم وربحوه أرضاً ، فالكثرة تغلب الشجاعة ،.
…………………………………………………….
أمام المأمور يقفون جميعاً وبينهم جواد الذي إصاباته تفوقهم جميعاً….

“إيه الاستهتار ده يامعلم هاشم… لبش تاني في زنزانه….. أنت إيه مبتزهقش انت ورجالتك…. ”
صاح مأمور السجن بتلك الكلمات بحدة……

مسح هاشم جروح وجهه بمنشفة قطنية صغيرة وهو يتحدث بالكذب ولؤم…..
“أنا بطلت لبش من زمان يابية وعلى يدك لكن الواد ده جه عليا وضربني وتهجم على رجالتي وكل ده عشان بقوله المكان آللي هتنام فيه ده تبع سمير
يقوم يرد عليا…. ولا اقولك يابيه أسأل سمير أهوه
وقف معانا ، أهوه يحكيلك الواد ده قاله إيه
بظبط… “

خبط المأمور على المكتب قال بنفاذ صبر…
“انطق ياسمير إيه آللي حصل…. “

رد سمير وهو يمسح فمه من الدماء قائلا
بافتراء كاذب …
“اللي حصل يابيه أن الواد ده جه واحنا قعدين وراسه وألف سيف ان ينام في مكاني وياخد السرير بتاعي وأنا كلمته وعرفته مكانه براحه فتح صدره
وتهجم علينا…. واضح كده أن كان داخل وناوي على الشر عشان يعمل معلم في زنزانة ويكسر مناخيرنا
قدام المساجين….. “

صاح بعض الرجال في صوت وأحد مؤكدين حديث هاشم وسمير ذراعه الأيمن…….

قاطعه المأمور وهو يوزع انظاره عليهم بازدراء…
“بس خلاص منك ليه ….. أنتو الأربعة حبس انفرادي أسبوع… أما أنت بقه يابن الغمري شهر انفرادي عشان
تبقى تعرف تفتح صدرك تاني و تعمل لبش حوليك في أول يوم ليك في سجن … “

نظر هاشم ورجاله بتشفي على جواد الذي كان يقف مثل الصخر زلم يهتز او يعارض المأمور بكلمة واحدة بل كأن آلصمت المريب حالة في هذا آلوقت….

دلف جواد الى الغرفة المظلمة ذو الأرضية الرطبة الباردة…… دفعه (الشاويش) وهو يقول بحدة
“أدخل يامسجون أنت لسه هتتفرج…. “

نظر جواد له بحدة وقبض على كف يده بقهر من ما يتعرض له وما يرآه في عالم مابين القضبان كان
بارد وجاف وقاسي وظالم بكل المقاييس …..

“خد يمسجون….. “

ألقى (الشاويش) مابيده في الأرض بإهانة
واضحة..

نظر جواد الى الدلو النحاسي المرمي ارضاً….
“إيه ده…….. وهعمل بي إيه هنا ….. “

تقوس فم آلرجل بسخرية….
“هتعرف لم تزانق يامسجون….. “

أغلق (الشاويش) عليه ألباب تزايد ظلام الغرفة من حوله فقط النافذة الصغيرة أعلى الحائط تبعث ضوء
النهار من حوله ، ولكن ماذا عن الليل وظلامه فهو يكره آلنوم في ظلام……ولا يحب اللون الأسود…..

بعد شهر فالحبس الانفرادي قد تأقلم على الأسود القاتم والنوم في الظلام وعلى الرائحة الكريهة آلتي حين استنشقها أول يوم كان على وشك افراغ ما بمعدته من تقزازها ، تأقلم عليها ، وتاقلم كثيراً وتغير في شهر واحد وحيد بين الظلام لا يرى النور الى
من من فتحه بسيطة …..
كم كانت الحياة صعبة وغير عادلة معه بل قاسية حد القسوة في تلك السنوات المريرة …….
…………………………………………………………
جلس جواد في (حوش) السجن بمفرده يتجاهل الجميع ويقلل التعامل مع الآخرين قدر الإمكان….

“قعد لوحدك ليه ياخ أنت…… “

نظر جواد الى مصدر الصوت ليجد شاب قصير القامة قليلاً ، يوازي عمره …….يمسك كتاب صغير ذو شكل غريب ويتدلى من عنقه سلسال عليه علامة الصليب…

“أنت مين وعاوز إيه….. “

جلس الشاب بجانبه وقال بمزاح….
“سؤالين في وقت واحد ….طب نجاوب على الأول أنا أسمي عيسى….جاي قعد معاك شويه…. “

“مش عاوز حد يقعد معايا روح شوف أنت رايح
فين وسبني في حالي….. “

“انت متطرف ولا إيه…. هو عشان أنا مسيحي يعني
مش هتكلم معايا…… “

تقوس فم جواد بانزعاج….

أبتسم عيسى وقال بتسلط….
“شكلك بتحب تقعد مع نفسك كتير …. “

تنهد جواد بضجر وانزعاج أكثر….

“آي ده بجد عاوزني قعد معاك….. طب هقعد من
غير ما تحلف عليا… “

حدج به جواد بحدة وهو يرفع حاجبه …..
“بقولك إيه ياحاج عيسى اتكل على الله من هنا…. “

ضحك عيسى وقال بتشدق….
“حاج ….ياجدع بقولك مسيحي تقولي ياحج عيسى
أنت عمل دماغ إيه علصبح….. “

“وبعدين بقه معاك….. “زمجر جواد من تحت
أسنانه بقلة صبر….

مد عيسى يده له قال بابتسامة سمجه…..
“أنا بشتغل هجام بنط على اي بيت بقشط اللي فيه ….اتمسكت في عملية سقع اصل محسوبك نحس شويتين القاضي حكم عليه بتلات سنين سجن …..بس والمسيح الحي انا اول ماخرج من
هنا هاروح اقشط شقة القاضي اللي تصني الحكم
ده…. “

ضحك جواد وهو يهز راسه بأستياء….

ضحك عيسى وهو يقول …
“ايوه ياراجل أضحك مش مستاهله قلبت الوش دي كلها…. آلا قولي صحيح هو أنت داخل حامي كده ليه
يعني أول مطيح تطيح في هاشم الشراني
ورجالته …..”

“هما اللي جم على سكتي مش أنا اللي جيت عليهم زي ماتبلو عليا كده قدام مامور السجن بنفس آلكلام آللي لسه بتقوله ليا…. “

“غريبه أوي… هاشم ورجالته مش بيعمله كده غير لو كان متوصي عليك من حد ومدفوع ليهم كمان …”

“يعني إيه….. “

مالى عيسى عليه وقال بصوت خافض….
“يعني حد يكون بيكرهك ومسلطهم عليك وبياخده فلوس عشان كده اصلي دي شُغلنتهم في السجن دا
غير المخدرات اللي بيوزعوها على المساجين جوا الزنزانه يعني ….. “

فكر جواد قليلاً وهو يقول بدون تفكير…..
“معقول يكون أسر هو اللي زقهم عليا….. “

سأله عيسى بفتور…
“مين أسر ده…..”

ابتسم جواد بتهكم متشدق بـ….
“كآن صاحبي أيام ثانوية عامة….. وهو اللي قبض عليا وجبني هنا…. “

حدج به عيسى بعدم فهم….
“ازاي زميلك وزي قبض عليك…. لمؤاخذة اصل
فهمي على قدي…. “

تحدث جواد ببوح غريب فقد وجد في عيسى نعم الصديق فتلك الايام القاتمة عليهم….
“أصل أنا بعد موت أهلي وقفت دراستي كام سنه ولم كملت ودخلت كلية الشرطة كان هو أتخرج وعلق أول نجمه…… “

“يعني أنت في كلية شرطة…. “

زفر جواد باختناق حقيقي وهو يجيبه بـ….
“كنت بس ده قبل ماتمسك بشنطة المخدرات…. “

“لا دا أنت حكايتك حكاية.. خد السجارة دي
وحكيلي كده حكايتك من أولها واهوه إدينا
بندردش سوا …..”اخرج عيسى سجارتين من جيبه وهو يتطلع حوله بخوف من ان يراهم احد بتلك السجائر

يتبع…

اترك رد

error: Content is protected !!