روايات

رواية خاتم سانور الفصل الخامس 5 بقلم عبدالفتاح عبدالعزيز

رواية خاتم سانور الفصل الخامس 5 بقلم عبدالفتاح عبدالعزيز

رواية خاتم سانور البارت الخامس

رواية خاتم سانور الجزء الخامس

رواية خاتم سانور الحلقة الخامسة

كان بدأ كيان الرصد يتحرك ناحيتنا ببطء من عند باب المقبرة وهو بيتكلم بلغة مش مفهومة ليا
بصيت للمأمون وانا حاسس انه أغمى عليه أو حتى مات، كانت حركة عينيه واقفه وزايغه وبيلقط نفسه بالعافية
حاولت أهزه لقيته مابيستجيبش
فكرت أهرب لكن لما بصيت ناحية الممر الحجري المنور قبل التفريعة اللي دخلناها،، لقيت انواره بترتعش وكإن النور هينقطع فيها …
وف نفس الوقت لمحت أكتر من خيال أسود بيطلعوا من الجدران
كان واضح ان احنا في اخر انفاسنا انا والمأمون
الممر الحجري ورانا بيتحشد بالخيالات والكيانات السودة ورسوماته بقت في حالة هياج مع صوت خطوات وصرخات
والرصد بيقرب من قدامنا بصوت حوافره اللي بتخبط ف الارض
لكن فجأة لقيت المأمون مد أيده على رقبتي
سحب راسي ناحيته
وطلع بوشه فوق وشي وقال
_مأمور ومستباح
بعدها نفخ في بوقي بريحة كريهة

 

 

 

 

لقيت جسمي بيتنفض
والرؤية بتغيب عن عينيا
حسيت بجسمي كله بيتنفض كإن الف سكينه بتضربني في كل سم في جسمي
فضلت اتشنج لحظات وبعدها جسمي همد
مر ثواني كإنها سنين
كنت سامع خطوات الحوافر خلاص بتقرب علينا لكن فجأة لقيتني وقفت
بس من غير ما اكون عاوز أقف
رؤيتي مشوشه
مش شايف كويس او شايف لقطات او تخاطيف او رؤية مقطعة
انفاسي سخنه كإن جوايا نار
بعدها سمعت صوت طالع من جوايا
_حضر سانور
فضلت على نفس الرؤية المتقطعة
مش عارف هل سببها ان لمبات النفق الصخري لسه بتترعش
ولا عشان الاحساس اللي جوايا،، بإني بقيت جسد من غير روح، او جسد بنص روح، مش ماشي بارادته …
اتحركت بخطوات بطيئة ناحية الصولجان اللي كان وقع عند مفرق النفق الصخري في الوقت اللي كان فيه كيان الرصد بيتحرك من عند باب المقبرة ناحية جسم المأمون اللي راقد بينا في وسط النفق ….
وفي وسط حركة الرصد وقف الانهيار اللي كان بيحصل في الأرضية، والجدران اللي كانت بتتحرك خمدت
لكن الاضاءة فضلت تترعش

 

 

 

 

لغاية ما وصلت عند الصولجان
أول ما مسكته شاورت بيه ناحية النفق الصخري المنور فوقفت رعشة لمباته ونورها انتظم واختفت الكيانات السودة جوه الجدران
بعدها اتدورت ومشيت ناحية كيان الرصد
كان خلاص وصل عند جسم المأمون وبيهزه بحافر رجله
ولما بدأت اتحرك ناحيتهم
لقيت كيان الرصد رفع رجله ورايح ينزل بيها على بطن المأمون
جريت ناحيته وانا برفع الصولجان
فلقيته ساب جسم المأمون ونط ناحيتي بكتفه ومقدمة قرونه بحركه سريعة ماكانتش متناسبه ابدا مع ضخامة جسمه
لكن لحظتها غبت انا عن الوعي بشكل كامل لمدة ثواني
كإن الدنيا انطفى نورها عن عينيا
لكن لما فوقت لقيت اني اتفاديت جسمه وقرونه ونطيت على شمالي ولما بصيت ورايا لقيت الصولجان مغروز في ضهره من ناحية السنون وهو مرمي على وشه
كان بيطلع منه صوت زي ما يكون تور بيندبح
بعدها بدأ جسمه يسيح كإن حديد بيتصهر وبيطلع منه دخان
وقفت أراقب المشهد لحظات لغاية ما حسيت بصوت المأمون بينازع
اتدورت ناحيته ووطيت عليه، لقيته مشّى صوابع ايده على وشي من فوق لتحت وهو بيقول بصوت ضعيف وخافت…
_المجد ل سانور، ارحل لو اردت، انحل الرصد، ووجبت الخدمة ودام العهد
حسيت وقتها ان شعر راسي بيقف كإن شفاط هوا عملاق فوق راسي بيشفط روحي وانفاسي من جوا جسمي، يمكن بيسحب جلدي نفسه

 

 

 

 

 

وفي نفس اللحظة كإن في صاعقة بتضربني بترجف جسمي، اترميت على ضهري وبدأت أنازع لغاية ما حسيته بيخرج مني
كإن روحي اللي بتطلع
لغاية ما طلع بالكامل وحسيت ان جسمي همد
فضلت لحظات ساكن في مكاني
بعدها سمعت صوت خطوات جايه من بره
كنت حاسس اني مش قادر أقوم من مكاني بس التفت براسي لقيت عيد داخل ومتقدم بقية الرجالة
فاستسلمت بعدها لدوار رهيب كان بيضغط على عينيا …
لما فتحت اول مرة كنت في العربية مرمي على ضهري في اخر كرسي وسامع عيد بيتكلم ف التليفون كإن صوته جاي من بعيد، كان بيحكي إن المأمون مصاب ولو مات من غير وريث او عهد جديد هتبقا كارثه
فرد عليه اللي بيكلمه ونقل له البشارة بإن بنته بلغت الليلة دي زي ما كان المأمون مخطط ومتنبأ..
ماعرفش استبشر ولا زعل لما رد وقال
_كدة اول امتداد للجيل التاني من نسل المأمون في خدمة النور….
لكن بعدها ماقدرتش افتح كتير كنت بغيب وبرجع بسمع وبيغيب سمعي لكن قبل ما أروح في غياب طويل سمعته بيحكي عن المقبرة الضخمة اللي اتفتحت وإن أنا نجحت في اختبار المرافق، وكان ليا الفضل في ربع العُشر من خير المقبرة
حاولت انتبه عشان اسمع تفاصيل اكتر لكن غصب عني استسلمت بالكامل
وروحت في ثبات طويل لغاية ما فتحت عينيا في شقتي وكنت نايم على سريري لوحدي
كنت حاسس بجسمي مكسر ومش قادر اتحرك لكن اتحاملت على نفسى وقمت
طلعت الصالة وانا بنده على صفاء فمالقيتهاش

 

 

 

 

كانت الساعه في الحيطة قصادي على خمسة الفجر
اول حاجه جات على بالي وقتها اني اهرب من البيت
وانسى اليومين دول للأبد
حتى صفاء دي
ممكن أبعتلها ورقتها
ماكنتش متخيل أعيش وسط ناس بالدياثة دي كلها
كنت مستغرب أصلا إزاي ممكن انسان يوصل للمرحلة دي من الخنوع
اخدت قراري ولبست هدومي
أخدت كل الفلوس اللي كانت معايا ودورت في الدولاب على دهب صفاء بس مالقيتهوش
فمشيت وانا بتسحب ناحية باب الشقة
فتحت الباب وخرجت
نزلت دورين وانا بحاول أتخفى من أي حد
لغاية ما بقيت قصاد باب شقة عيد
وقتها الباب انفتح فجأة ولقيت بنته الكبيرة اللي اسمها مي بتقول
_في حاجه يا عمو
صعبت عليا وانا عارف مصيرها اللي أكيد مش عارفاه اتماسكت وابتسمتلها وسألت
_امال بابا وجدو فين؟؟
ردت بطفولة

 

 

 

 

لكن طفولة مخلوطة بشيء من البرود
نوع كدة من البرود والخنوع حسيته في كل العيلة دي
حاجه غريبة على طفلة زيها
=جدو راقد تعبان في سريره وبابا وخالاتي وكلهم معاه، ماحدش نام منهم الليلة دي
_هو تعبان اوي ؟؟
=أه تعبان عن كل المرات اللي تعب فيها ف الفترة الأخيرة لما كان بيخرج مع بابا يسافروا..
_طيب يا حبيبتي، امال انتي رايحه فين
=انا طالعه شقة خالتو يمكن الاقي حد من ولادها صاحيين لاني مش جايلي نوم
كنت عارف انها عليها الدور مجرد ما تخلص المحيض
كان جوايا احساس اني عاوز اخدها واهربها معايا
لكن ماكانش هيبقا شيء منطقي ابدا ليها
وهيخليهم يجاهدوا في البحث عليا اكتر من لو هربت لوحدي
وبعدين مين عالم، مش يمكن هي عارفه
او يمكن في حاجه في دم العيلة دي مخليها بالاستسلام ده
سيبتها طلعت وكملت ع السلم لتحت، لغاية ما قربت من الدور الأرضي، حسيت الدنيا هادية بس باب شقة المأمون كان مفتوح
فبدأت أتسحب بالراحة لغاية ما عديت من قدام الباب وطلعت لبوابة العمارة
وقفت عند البوابة لحظة

 

 

 

 

بيلعب في خيالي منظر الكنوز اللي في خزنة المأمون
هاتف جوايا بيقول ان بقا لي حق فيها
ممكن أدخل وهم مشغولين وأحاول اخد تمثال واحد
ولو حد شافني حتى ف اهو انا منهم
بقيت واقف متردد أدخل ولا أهرب
لغاية ما سمعت صوت مي نازلة ع السلم
فجريت خرجت من بوابة العمارة وخدت الكام خطوة اللي بين البوابة وباب السور جري
بعدها فتحت باب البوابة وطلعت وسيبته ورايا مفتوح
فضلت اجري وانا ببص ورايا كإني خايف ان حد يلاحقني
وقّفت اول تاكسي واخدته للموقف ومن هناك سيبت مايو كلها ونزلت ع القاهرة وانا بيدور في دماغي ان انا نفسي كنت هعطل هروبي عشان الكنوز
ان انا كنت هبقا زي الناس اللي جوه دول
موقفين حياتهم على جمع الزيادة
هم موقفين وقت اطول من حياتهم
او موقفين حياتهم كلها
انا كمان كنت هوقف حياتي
حتى لو ساعة
لكن لما حسبتها لقيت اني ممكن مالحقش اهرب لو وقفت حياتي الساعه دي
يمكن كل اللي جوه فاكرين انهم موقفين حياتهم فترة وبس قبل ما يحاولوا الهروب
وممكن يبقوا وصلوا للأسوأ وهي انهم اقتنعوا بحياتهم دي للأبد وماعدوش بيفكروا في الخروج في يوم
قضلت تايه في أحداث اليومين اللي عدوا زي سنتين لغاية ما وصلت فيصل على وش الصبح
ماكنتش عارف أروح على شقة اخويا ولا اختي

 

 

 

 

بس الاتنين متجوزين وعندهم عيال و
ف الاخر اخدت قررت أروح بانسيون كحيان في تفرع من شارع العشرين
روحت أجرت أوضة لوحدي وطلعت رميت جسمي على السرير
عديت اليوم وانا بين صاحي ونايم
لحظات بتجيلي حالة ذهول من اللي شفته في المقبرة
واوقات بيبقا ذهولي أكبر من عيلة المأمون
وساعات كنت بفكر في البت الصغيرة مي وكل عيال العيلة من بعدها
لكن ف الاخر انا مالي ومالهم
هم واهلهم اولى ببعض
لغاية ما حل الليل ونزلت عشان أكل أي لقمة أسد بيها قرصة بطني
مشيت ف الشارع وانا بقول اني من ساعات كنت وسط كنوز تعيشني طول العمر ملك مش بس مستور
ودلوقتي ماحيلتيش الا كام مية في جيبي
حتى الوظيفة في مستودع المأمون كدة راحت
خلصت عشايا في مطعم صغير وقعدت على ترابيزة قدام قهوة بلدي وطلبت حجر معسل
شديت نفسين منه وقبل ما اشد التالت لقيت حد جا قعد جنبي ع الترابيزة
كان عيد
بنفس جسمه الضخم وتيشيرته الواسع اللي مخبي كرش بادء يكبر
كنت مبرق عينيا وانا شايفه قاعد جنبي
لكن هو مابصليش
طلب حجر معسل وبعدها بص لي وقال

 

 

 

 

_كلمة هروب تشيلها من قاموسك، ممكن تستأذن وتطلب تنهي خدمتك، انما الهروب ممنوع..
استجمعت نفسي ورديت
=بس انا مش هرجع معاك
ابتسم بسخرية وهو بيبص ناحيتي وقال
_هتيجي لوحدك ،، المأمون ماماتش وعاوزك أوي، بيقول ان ممكن انت اللي تنول العهد الجديد
وصل حجر المعسل بتاعه، شد منه نفسين وقال
=مش كل الناس حواليك عارفين كل حاجه، هو صبي القهوة ده يفهم في الميكانيكا، ولا السواق يفهم في التجارب العلمية، اهو بنفس الفكرة ماحدش عارف ايه عندنا الا احنا، ولا حد هيعرفه غيرنا، عشان كدة مافيش دخول وخروج بالساهل كدة….
خلص الجملتين وحط لاي الشيشة قدامه وقام وقف وقال
_ماتبيتش ليلتك بره عشان انت اللي هتندم
قام بعدها اتحرك ع الطريق فجات العربية الجيب وقفت قدامه ركب جنب السواق وطلعوا
قمت بعدها من ع القهوة وانا خايف يكونوا مراقبيني
والا
ازاي وصلوا لمكاني
طلعت على اوضتي وقفلت عليا بابي
قعدت على طرف السرير بفكر اسيب البانسيون دا كمان
لكن وسط تفكيري حسيت ان الأوضة بتسخن بيا
لكن السخونه ماكانتش ف الاوضة

 

 

 

 

السخونة كانت في جسمي
حسيت ان في نار في ضهري
نار عماله تزيد كإنها هتسيح جلد ضهري
هتسيحه وتسيح هدومي معاه وينزلوا من على جسمي
قمت أصرخ في الاوضة زي المجنون
خلعت قميصي وانا بصرخ برعب
بصييت على ضهري في مراية التسريحة
اتنفضت لما لقيت نفس ختم صفاء على كتفي الشمال من ورا
لكن كان أحمر دم
وكان الطائر اللي جواه بيتحرك
كان جلد ضهري كله بيحمّر كإن النار والالم بتنتقل لضهري كله
فضلت اتلوى قدام المراية وانا باصص عليها
لكن لما التفت قدامي لقيت حاجه ماكنتش شايفها ف المراية لما كنت ببص فيها
شفت نفس الكيان اللي كنت بشوفه في احلامي
نفس الكيان اللي بيغتصب كل عيلة المأمون
بعينيه المتطاولين ونابيه الكبار وجسم الطويل الرفيع
كان واقف قدامي وسط نور الاوضة الساطع
وماددلي ايد صوابعها طويله بضوافر اطول من الصوابع نفسها
وصوت بيتردد في ودني

 

 

 

 

_اركع يا صاحب العهد المنتظر ، نلت لقاء سانور
يتبع
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
يارب الحلقة تبقا طويله ف عيونكم
واوعوا تنسوا التفاعل

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية خاتم سانور)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *