روايات

رواية عينيكي وطني وعنواني الفصل السادس والعشرون 26 بقلم أمل نصر

رواية عينيكي وطني وعنواني الفصل السادس والعشرون 26 بقلم أمل نصر

رواية عينيكي وطني وعنواني البارت السادس والعشرون

رواية عينيكي وطني وعنواني الجزء السادس والعشرون

رواية عينيكي وطني وعنواني
رواية عينيكي وطني وعنواني

رواية عينيكي وطني وعنواني الحلقة السادسة والعشرون

تسمرت اقدامها عن التحرك وهي تنظر نحوها باضطراب، وكأنها لا تعي ولا تستوعب ان كان ما تراه الاَن هذا حقيقة أم خيال.. أمينة ابنة خالتها صديقة الطفولة وايأم الشقاء.. تقف أمامها وداخل شقة سعد بملابس بيتية مريحة.. وكأنها !
خرج صوتها اَخيرًا بتلجلج:
– انتي.. انتي إيه اللي..جابك هنا وو..لابسة ليه كدة؟
تجاهلت أمينة الرد عليها لتتحرك نحوها.. تتمختر بخطواتها حتى اقتربت منها لتقف أمامها وتحدق بعيناها صامتة مع هذه الإبتسامة العبثية المستفزة التي لم تفارق وجهها.. ونيرمين تبتلع ريقها بترقب.. لتباغتها امينة فجأة وهي تدنو للإسفل تلتقط الأكياس المبعثرة على الأرض .. فقالت فجأة وهي ترفعهم وترى ما بداخلهم .
– ياحلاوة ياولاد.. دي فرخة مشوية وفاكهة وازازة بيرة كمان…لزوم الجو .
قالت الاَخيرة بغمزة من عيناها اثارت سخط نيرمين فجعلتها تغمض عيناها وهي تقبض يداها وتشيح بوجهها عنها ..فلاحقتها امينة مقهقهة بالضحك:
– ههههه بتصرفي على سعد يانيرمين؟ هههه بتصرفي على سعد يا منيلة.. يخيبك بنية.. طب استنضفي طيب ههههه
استدارت لها نيرمين بغتة تمسكها من تلابيب ملابسها قائلة بشراسة :
– وانتي بروح امك بقى بتعملي ايه بقى هنا عشان افهم بس؟
قهقهت امينة بصوت عالي قائلة بمرح لتغيظها:
– انا واحدة جوزها محبوس في قضية برشام.. والدنيا ملطشة معايا يعني ماحدش هايستغرب عليا اي فعل اعمله.. لكن انتي ياقمر ياللي واخدة الراجل الغني الكبارة.. جاية هنا ليه بقى؟ وكمان صارفة ومكلفة..لدرجادي ياروحي الشوق غالبك؟
صاحت تهزهزها بعنف:
– مالك انتي ومالي يازفتة؟ بتضحكي وتتمسخري عليا ولا أكنك قفشتيني معاه في اؤضة النوم.. اشحال ان ما كنت انا اللي طبيت عليكي في شقته وانتي قاعدة ومريحة فيها ولاكنك صاحبته ولا عشيقته؟ في إيه يابنت محاسن؟ على اَخر الزمن كمان هايطلعلك صوت؟ يكونش نسيتي ياختي شغلة امك؟

 

 

اختفى العبث من وجه أمينة وهي تنزع كفي نرمين عن ملابسها بعنف فقبضت على رسخها بقوة .. تقول :
– ايوة انا بنت محاسن يانيرمين وعارفة شغلة امي كويس اوي ومش ناسياها.. بس انا ياحبيبتي مش على راسي بطحة عشان اخاف ولا اكش.. عكسك انتي ياحلوة.. ياللي لعبتي ودورتي على حل شعرك ايام الفقر عشان تطولي فرصة كويسة.. وحصل.. ووصلتي للي انتي عايزاه.. دلوقتي بقى ايه حجتك عشان تخوني الراجل الكبارة جوزك مع سعد؟..
قالت الاَخيرة بقرف.. ونيرمين انعقد لسانها واتسعت عيناها زعرًا من هذه المجنونة التي أتت إليها في أشد أوقاتها صعوبة.
………………………..
زهيرة وهي جالسة بجواره على طرف الفراش تهزهزه بيداها وصوتها يهتف عليه ليستقيظ من غفوته العميقة على مايبدوا من عدم استجابته لها:
– علاء باشا.. انت ياحلو.. ياعريس ياقمر انت .. ماتصحى ياولا تعبت قلبي.
فتح اجفانه بغتةً وأشرق وجهه بابتسامة مرحة وهو يتناول كف يدها يقبلها:
– الف بعد الشر عليكي ياست الكل من تعب القلب .
لكزته بقبضتها حانقة:
– يعني انت صاحي من زمان بقى وبتستهبل عليا يازفت انت؟
خرجت الاَخيرة بشهقة وقد فاجئها بنهوضه على حين غرة يلف ذراعه على كتفها ويقبل وجنتها .. ويقول:
– طب واصحى انا ليه بقى واتحرم من الدلع بتاعك..ها.. قوليلي كدة يازوزو.. قوليلي .
على صوت ضحكاتها وهي تحاول التملص من ذراعيه:
– ايوة ياخويا اعملهم عليا.. بكرة تستكفى بحضنها ودلعها هي بنت سميرة دي.
– والنبي ولا الف واحدة يغنوني عن دلع انتي ياست الكل ياقمر .
ازدادت ضحكاتها ولكنها اجفلته:
– طب خلاص بقى واض سيبني عايزة اقوم .. صاحي ياخويا فايق ورايق.. باين عليها السهرة كانت صباحي مع حبيبة القلب على التليفون بعد مارجعت من مشوارك متاخر.
نزع ذراعه عنها وقال بجدية:
– ابدًا والله ياامي.. دي حتى ما ردت على أي اتصال مني.. معرفش ليه؟
نهضت من جواره وهي ترد :
– تلاقيها بس تعبت ونامت.. قوم انت بس وصحصح دا النهاردة الجمعة.. ودي مش عادتك تتأخر كدة في النوم .
– ليه هي الساعة كام ؟

 

 

– الساعة عشرة ياحبيبي .
قالتها وهي تتحرك للخروج وهو نهض مجفلًا يتناول هاتفه:
– يانهار ابيض.. كل دا سيباني نايم ياامي؟ طب الحق اتصل بيها اشوف مالها دي؟ مارنتش ليه هي كمان؟
خاطبته زهيرة قبل ان تخرج من غرفته :
– علاء.. ماتنساش ياحبيبي بعد ماتخلص كلامك في التليفون مع فجر تتصل باخوك.. عايزاه يجيني
سألها :
– عايزاه في ايه ياماما؟
قالت بقلق :
– يعني مش حاجة بعينها.. انا بس عايزاه يجي وخلاص.
اومأ بسبابته على الناحيتين من وجهه بابتسامة حنونة:
– من عنيا الجوز .. ليكي عليا لو مجاش بنفسه اسحبهولك انا من قفاه
بابتسامة انارت وجهها:
– تسلملي عيونك ياروح قلبي .
………………………..
وفي الشقة المجاورة وبداخل غرفتها.. اتاها اتصاله وكأنه نجدة من السماء لتنهض من جوار ابنة عمتها.. التي كانت نائمة بجوارها على الفراش.. سارت على أطراف اصابعها حتى دخلت الشرفة.. اجابته بصوتٍ خفيض :
– ايوة ياعلاء.. صباح الفل والورد ياحبيبي .
– ……………..
– عارفة وربنا عارفة.. بس اعمل أيه بقى؟ ما انت ماتعرفش اللي حصل؟
– ……………
– عمتي ياعلاء.. وصلت امبارح وانا مكنتش قادرة اتنفس حتى من الإحراج وانا معاهم.. ربنا وحده اللي عالم الليلة دي عدت عليا ازاي؟
– ………………
– ازاي بس ياعلاء؟ ماكنش ينفع طبعًا ارد عليك انت بالذات وانا متحاصرة بوجودها حواليا.. دي نظراتها غريبة اوي ناحيتي..
– ………………….
– حاضر ححاول طبعًا.. بس انت ماتزعلش مني ياروح قلبي.
– روح قلبك برضو ياأبلة فجر؟
انتفضت فجر وهى ترى ابنة عمتها امامها على باب الشرفة.. والتي تابعت بغمزة من عيناها.
– هو انت بتكلمي حبيب القلب ؟
هزت رأسها بتوتر وهي تنهي المكالمة سريعًا..ثم التفتت لها قائلة :
– هو انتي صحيتي من امتى ياسميحة؟
ضيقت الفتاة عيناها وردت بابتسامة ماكرة:
– بتقفلي السكة في وش خطيبك يافجر عشان ماسمعش كلامكم وكمان عايزة تلهيني؟
– ألهيكي!
قالتها فجر بتعجب من سماجتها .. فسميحة ابنة عمتها هذه والتي تزوجت عن عمر السادسة عشر وهي تشبه شقيقتها الراحلة في بعض الملامح الدقيقة بوجهها ولكن ليست برقتها ولا رقيها.. تعاملها بتبسط ولا تراعي فرق العمر بينهم والذي يتعدي السبع سنوات.. تزعجها منذ الأمس بالأسئلة الفضولية والأحاديث الخاصة.. وكأن بزواجها قد قفزت لعمرها واصبحت صديقتها فجأة !

 

 

– سكتي وسرحتي في إيه تاني ياابلة فجر؟ هو لدرجادي كلامه حلو؟
قطبت فجر حاجبيها دهشة واستنكار قبل ان ترد ببعض الحكمة:
– هو انتي مش متجوزة برضوا ياسمحية؟ يعني أكيد جربتي؟
زمت سميحة شفتيها بحنق تجيبها:
– ياختي هما شهرين بس اللي اتخطبت فيهم وكنت ساعتها انا بجهز نفسي وهو بيجهز الشقة.. بالعافية كنا بنشوف بعض خطف كدة وبعد الجواز.. هما برضوا شهرين وسافر ياختي على الخليج وسابني .. يعني مالحقناش حتى نعرف بعض.
رقت ملامح فجر نحو الفتاة التي في عمر الطالبات بمدرستها.. ولكنها لم تستطع كبح السؤال الذي يلح بداخلها منذ الأمس :
– معلش ياسميحة في سؤالي.. بس انا بصراحة كان نفسي اعرف.. هي فاتن ماتت ازاي؟
ردت سميحة بعفويتها :
– الله يرحمها اختي يارب ويبشبش الطوبة اللي تحت راسها.. انا عرفت من امي انها ماتت بحمى شديدة.. اصل انا كنت صغيرة اوي ساعتها لما شوفت امي بتسحب فاتن وهي تعبانة مش،قادرة تفرد طولها.. وخرجت بيها توديها المستشفى وبعدها بقى مارجعتش على بيتنا غير بكفنها.
التمعت عيناها فجر وهي تتذكرها وترسم بعقلها هذا المشهد وكانها تراه امامها وتشعر بألمها.. انتفضت فجاة على صيحة سميحة:
– برضوا مش هاتحيكيلي عريسك كان بيقولك إيه؟
حدقت اليها بجزع .. هذه الفتاة المزعجة لا تشبه فاتن على الإطلاق ولا حتى بالملامح.
…………………………
بملامج متجهمة اقترب من ابيه الذي كان يتحدث في الهاتف وهو جالس على إحدى الاَرائك وعيناه مثبتة على شاشة التلفاز .
– صباح الخير ياابو علاء .
التفت اليه أدهم ونحى الهاتف عن أذنه بعد ان استأذن محدثه في الناحية الاخرى قبل ان يرد ببشاشة :
– صباح الفل ياحبيبي.. لابس كدة ورايح فين ؟
رد بغموض :
– ورايا مشوار مهم عايز اعمله.. المهم بقى انا حاسس الجو هدوء يعني؟ هو انت مافيش حد معاك؟
رد أدهم بابتسامة:
– لا مافيش حد معايا ياحسين باشا.. نيرمين استأذنتي تزور واحدة قريبتها عيانة .
اومأ برأسه بملامح مغلفة لا توحي بشئ.. تابع ادهم :
– ماتتأخرش بقى في مشوارك ياحسين.. عايز اقعد معاك يابني شوية.. دا النهاردة الجمعة .

 

 

– تحرك للخلف وهو يتحدث بوعد :
– اخلص بس مشواري ياابو علاء وانا هاجيلك واقعد معاك قعدة طويلة كمان بس اخلص مشواري .
ترك ابيه يكمل مكالمته واستدار هو للخروج.. بوجه جامد.. يتصاعد الغضب من كل خلية بجسده.. يريد التأكد بنفسه من صدق المعلومات التي اخبره بها حودة..
وبعدها لا يلومن المخطئ الا نفسه على حصد نتائج أفعاله:
قبل دقائق .
– استيقظ حسين على صوت هاتفه المزعج ينبئه بورود مكالمة.. رد بصوت ناعس .
– الوو .. ايوة ياحودة عايز ايه عالصبح ؟
وصله الصوت الاهث :
– ايوة ياحسين باشا.. في حاجة مهمة اوي عايزة اقولهالك .
اعتدل عن الفراش بجذعه قائلًا بلهفة :
– معلومات إيه ياحودة..هي البت دي خرجت ولا الواد سعد عمل حاجة تاني ؟
رد الاَخر بقلق:
– لا دي ولا دي ياحسين باشا.. دا حاجة غريبة كدة انا مستغربلها وو..
قاطعه بحدة :
– انت لسه هاتوقوق… ماتخلص قول يابني انت في إيه؟
– بصراحة كدة بقى انا شوفت الست نيرمين داخلة العمارة اللي فيها شقة سعد.. واما راقبتها لقيتها بتدخل شقة سعد بعد ما فتحتها بمفاتح كام معاها في شنطتها !
انتفض واقفاً عن الفراش فقال بحزم:
– انت متأكد من كلامك ياحودة ؟
– والله ياباشا زي ما بقولك كدة .. هو انا هتوه عنها ؟
تأجج صدره بالغضب وعقله يدور فى عدة سيناريوهات..فقال :
– اسمع ياحودة .. انا عايز اعرف البت دي بتعمل ايه في الشقة فاهمني؟
– ازاي بس؟ هو انا هاعرف منين بقى ؟
قال مشددًا وهو يتحرك بغير بغرفته كالأسد الحبيس :
– اتصرف ياحودة ولا شوف أي طريقة.. انا عايز اعرف البت دي دورها ايه مع الكلاب دول.. وليك عليا ازودك بالفلوس اللي تغنيك عن الشغل والمرمطة.
…………………………

 

 

وفي الجهة الأخرى .
وقف حودة بوجه ملثم يترقب حركة الأشخاص الخفيفة في هذه المنطقة النائية.. خلف البناية القديمة المتشققةو الموجود بها شقة سعد.. يبحث عن منفذ يمكنه من الصعود والدخول بداخل الشقة.. لقد وعده حسين بالمال الوفير الذي سيمكنه من تأسيس مشروع جديد يعيش بعائده .. ولكن هذا رغم اغرائه يأتي بالمرتبة الثانية لديه.. فهو متشوق لكشف حقيقة سعد مع هؤلاء النساء . ويبدوا انه قد وجد الطريقة !
بخفة الفهد تسلق على إحدي مواسير الصرف مستغلًا عدم ثقل وزنه.. حتى تمكن من الصعود الى الشرفة الإسمنتية.. سقط بداخلها ولحسن حظه كانت نافذتها مفتوحة.. دلف من خلالها بحرص الى داخل غرفة النوم .. مشطها سريعًا بعيناه فانتبه على هذه الأصوات الصادرة عن قريب.. خطى بخطواته حتى اصبح خلف الباب الذي فتحه بمواربة ليرى هاتان المرأتان واقفتان بوسط الصالة الضيقة .. جذبه حديثهم فتناول هاتفه ليتقط الصور ويسجل ثم يرسل الرسائل تباعًا لحسين الذي طلب منه ان يتابع معه مايحدث لحظةً بلحظة.
…………………………….
وعند نيرمين التي هدرت على امينة حانقة وهي تدفعها للخلف:
– ماتحلي بقا عني يابت.. مالك انتي باللي بعمله ولا اهببه مع سعد؟ إيه ياعنيا؟ رجعتي تحنيلوا تاني بعد مارماكي زي الكلبة زمان .
صدرت ضحكة ساخرة من امينة وهي ترد:
– احن لسعد؟! طب بذمتك انتي مصدقة نفسك وانتي بتقوليها؟ سعد دا كان فترة وعدت من حياتي وانا صغيرة.. لما كنت زي الغرقانة بدور على قشاية تسندني وتخرجني من جو امي والرجالة اللي كانت داخلة خارجة عندها.. مكنتش لسة عرفت الدنيا على حقيقتها.. سعد ياحبيبتي كان بيضحك عليا بكلامه المزوق والناعم وانا من هبلي كنت فاكراه هايتجوزني في حلال ربنا ويبعدني عن امي وقرفها .. لكن انتي بقى ياعنيا .. ايه حجتك عشان تمشي معاه في سكته هاا؟
هزت رأسها بعدم احتمال وهي تنفي :
– سكة مين يامجنونة انتي؟ انا مش فاهمة انتي عملالي تحقيقي ليه اساسًا ؟ هو انتي لدرجادي الغيرة قتلاكي من ناحيتي؟ لدرجادي بتحقدي عليا عشان انا اتجوزت راجل غني واستريحت وانت فضلتي في المرمطة والفقر.. ايه ذنبي انا ان كنتي اتجوازتي واحد بياع البرشام ورد سجون؟ كل واحد بياخد اللي يستحقه.. انا ربنا خلقني حلوة وجميلة وانتي ربنا خلقك وجمالك على قدك.. ايه ذنبي فيها دي بقى ؟
صدرت ضحكة امينة بصوت عالي ورقيع مستهزئة بما قالته:
– هو انتي لسة برضوا فيكي الانعرة الكدابة دي يانيرمين ؟ فاكرة زمان لما كنتي تلبسي الدهب الصيني قدام الناس وتقولي دا حقيقي.. ولا افكرك احسن بالحلق الكبير النحاس اللي كنتي بتفتخري بيه قدام البنات في المصنع.. على اساس انهم هبل ومايعرفوش الفرق .. فاكرة الحلق يانيرمين .
قالت الاَخيرة وهي تخرجة من جيب عبائتها البيتية .. وتلوح به امامها.

 

 

جحظت عيناها نيرمين وتدلى فكها بعدم تصديق .. همت لتتناوله ولكن امينة ابعدته عن مرمى يديها .. وهي تقول بمرح:
– عارفة يانيرمين .. لما لقيته في كيس المخدة وانا برتب اوضة النوم جوا .. استغربت قوي.. انه لسه عايش معاكي.. بس اسغربت اكتر لما عرفت انك ماشية مع سعد بقالك سنين.. ههههههه .
رفعت نيرمين يدها نحو القرط تريد تناوله بانهيار فتلاعبت بها امينه وهي تبعده عنها باستمتاع وتابعت:
– الا قوليلي صح؟ هو انتي عرفتي توقعي الراجل الكبير دا ازاي؟ ها؟ ومين دلك على سكته اساسًا ؟ سعد برضوا؟ ههههه
هتفت عليها بتشجنج :
– كفاية بقى ياامينة والا وديني لاكون حاكية لعلاء عالسر اللي بينك وبين سعد!
توقف امينة فجأة عن ماتفعله تسألها بصدمة وعدم تصديق:
– سر إيه ؟ انا مافيش بيني وبين سعد أسرار .
ردت نرمين وقد شعرت أنها قد اصابت هدفها :
– لأ في؟ والسر الخطير دا هو اللي خلاكي تقبلي تتجوزي البرشامجي.. وخلى سعد يقطع صلته بيكي.. اوعي تفتكري اني مكنتش فاهماكي.. اينعم انتي وسعد ماحدش فيكم كان نطق بحرف.. بس انا ولبنى اخت سعد ..فهمناها لوحدنا لما اختفيتي فجاة عن الشغل عند البيه اللي اسمه عصام صاحب علاء .. لبنى اخت سعد حكتلي بنفسها انها في مرة سمعت اخوها وهو بيحذرك وينبه عليكي في التليفون عشان ماتعتبيش بيتهم تاني ولا تعتبي الشارع حتى عندهم ..لعلاء ولا الدكتور عصام حد فيهم يشوفك وساعتها هاتروحي في داهية .
تسمرت امينة مكانها وشحب وجهها ليقارب صفار الموتى.. فقالت بصعوبة وهي تحاول ابتلاع ريقها الجاف :
– بقولك ايه يابت انتي.. ماتحاوليش تلعبي عليا وتخترعي قصص من عندك .. انا ماعنديش قصص ولا حكاوي عشان اخاف منها .
هذه المرة ضحكت نيرمين وهي تنظر نحوها بتشفي وقد تبينت الحقيقة وصدق تخمينها من هيئة غريمتها المزرية .. فقالت بميوعة:
– ماشي ياعنيا زي ما تحبي.. اصل بصراحة انا معرفش حقيقة السر دا ايه بالظبط.. بس طبعًا لو روحت لعلاء وبلغته بكلام لبنى اخت سعد اللي عدى عليه سنين.. وبلغته بعنوانك انتي هنا .. اكيد طبعًا هايفتكر ويعرف ولا انتي إيه رأيك؟
عند هذه النقطة رفعت امينة راية الاستسلام .. فمدت اليه كفها مفتوحة كي تتناول قرطها وقالت بصوت محذر وخارج بصعوبة:
– خدي حلقك واطلعي من هنا يانيرمين.. وحسك عينك الكلام دا يطلع قدام حد تاني.. عشان ساعتها ياحبيبتي ..انا هافضحك قدام جوزك وابلغه بعلاقتك بسعد ولو حصلت اجيبله تاريخك كله واسماء الرجالة اللي مشيتي معاهم .

 

 

ابتسمت نيرمين بانتصار وهي تتناول القرط .. فتحركت للذهاب بخطواتٍ بطيئة وواثقة .. وقبل ان تصل للباب اوقفتها امينة وهي تهتف باسمها:
– نيرمين .. نصيحة ليكي ياريت كمان ماتوصليش اللي حصل ده لسعد .. عشان ساعتها انتي اللي هاتتأذي بجد.
لوت شفتيها بسخرية وهي تنظر اليها بصمت دون ان تريحها ولو بكلمة.. ثم ما لبثت ان تتحرك فتصل الى مقبض الباب لتفتحه.. فكانت الصدمة التي جعلتها تتمنى لو انها تهذي او أن ماتراه هو من وحي خيالها فقط.. همست بغير تصديق .
– حسين !!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عينيكي وطني وعنواني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *