Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل السابع عشر 17 بقلم فاطمة أحمد

     رواية ملك للقاسي الفصل السابع عشر 17 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل السابع عشر 17 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل السابع عشر 17 بقلم فاطمة أحمد

اعتراف
______________________
في المساء. 
عاد ادم الى الفيلا و دخل وجد المكان هادئا فحدث نفسه :
– ايه الهدوء ده مش من عوايدها يعني. 
دخل للمطبخ ولم يجدها ف اعتقد انها بغرفتها الآن ، صعد و دلف يناديها عدة مرات لكنها لم تجبه.
ادم بداخله :
– هي يارا فين معقول تكون لسه مرجعتش ديه الساعة 8 !!
ذهب لمنزل والديه و عندما رأى رهف قال :
– انتو رجعتو امتى ؟
اجابته مبتسمة وقد اعتقدت ان يارا عادت منذ وقت طويل :
– من 4 ساعات كده و يارا اصرت تخلص المحاضرات كلها قبل ما ترجع ، بس قولي يا ابيه انت مجبتهاش معاك ليه اهو نسهر مع بعض شويا. 
انتبه لكلامها فتساءل بحدة :
– اجبها معايا فين هي يارا مش المفروض موجودة هنا ؟!
استغربت حنان و اجابته :
– لا يارا مجتش خالص يمكن تكون في بيتكم. 
بدأ الغضب يتسلل اليه فصاح بنفاذ صبر :
– انتو بتهزرو معايا ولا ايه انا كنت في الفيلا من شويا و ملقيتهاش و جت عشان اخدها ازاي تقولولي مجتش مش المفروض ترجع معاكي يا رهف !!!
انتفضت من صراخه و تذكرت تلك الرسالة التي بعثتها فهمهمت :
– ااا…. انا بعتلها ميسيج بس يعني اا…
صمتت بارتباك فزفر ادم بعصبية و طلب رقمها لكن وجد هاتفها مغلقا…. جز على اسنانه ثم التف الى شقيقته :
– جيبي تلفونك !!
اعطته اياه رهف بسرعة فدخل الى الشات و القلق يتآكله عليها خوفا من ان يكون قد حدث معها شيء لكن حين قراءته لرسالتها الاخيرة ” مليش دعوة ب ادم هو انا هاخد رأيه كل شويا …. انا دلوقتي مش فاضية مترجعيش تبعتيلي باي “.
مرت ثوان لاحظت فيهم حنان ذلك اللون الاحمر الذي صعد الى وجهه و عيناه اللتان تجزم انها تشتعل و على وشك اخراج نيران منهما ، اما ادم فكأنما صدمته صعقة كهربائية جعلته في هذه الحالة زوجته تخبر شقيقته بصريح العبارة انها لن تسمع كلام زوجها بل و تأخرت عمدا….. السماء اظلمت وهي لم تعد بعد !!
حاول تهدئة اعصابه فمسح على وجهه و تمتم موجها حديثه الى اخته :
– مبتعرفيش هي ممكن تكون فين دلوقتي ؟ 
هزت رهف رأسها بنفي وهي تترقب ردود افعاله :
– هو يعني اخر مكان كانت هتروحله المكتبة و يمكن اا.. 
قاطعها ادم بعصبية :
– متقوليليش ممكن انا مش عايز توقعات يا رهف !!
انتفضت بخوف و ردت عليه :
– طيب انا هجرب اتصل على صحبتها سهى هي كانت معاها.
اخذت هاتفها منه و اتصلت سريعا و سألت صديقتها على مكان تواجدها ، اغلقت الخط و نظرت له :
– هي بتقول انهم خلصو الساعة 5 و…. فرح خدت يارا مشوار معاها.
– مقالتش راحو على فين ؟
– احم لأ هي روحت بيتها ع الطول و مسألتش. 
هز رأسه ببطئ و من ملامحه لا تظهر اي تعبيرات من الممكن تحليلها لمعرفة حالته الآن ، اخذ ادم هاتفه ثانية و اتصل بها وجده مفتوحا لكن الشبكة ضعيفة فأطلق السباب من شفتيه و غادر بسرعة. 
حنان بقلق :
– انتي ليه مصممتيش ترجع معاكي يا رهف مش عارفة طبيعة اخوكي يعني. 
اجابتها بانزعاج :
– يعني بعد ما يارا رفضت و بعتتلي ميسيج تقول فيه مش هتاخد رأي ادم اللي هو اخي ف تحركاتها و بتروح و بتجي امتى ما تعوز انا هقولها ايه يعني !! محترمتش جوزها هتجي تحترمني انا و اترجاها عشان ترجع ماهي الغلطانة !!!
تنهدت بيأس منها هامسة :
– طولي لسانك انتي كمان ماهو مش كفاية اللي بيحصل ، ربنا يستر و يلاقيها انا خايفة عليها.
*** ركب ادم سيارته وهو لا يبصر شيئا من شدة الغضب هل وصل عنادها الى هذه الدرجة اصبحت لا تهتم برأيه او بكلامه اين ستكون الآن في هذا الوقت المتأخر.
وصل للجامعة و سأل عن الطلاب ف اخبروه ان الجميع غادر منذ ساعات ، تفاقم القلق بداخل ادم اكثر و خشي ان يكون قد اصابها مكروه فركب سيارته و جال في الطرقات و هو يحاول الاتصال بها مرارا و تكرارا حتى فتح الخط اخيرا. 
تنبهت حواسه و تمتم بلهفة :
– يارا انتي كويسة اخيرا رديتي انتي فين ؟!
ساد الصمت ثوان ليقطعه صوت فتاة غريب عنه :
– ألو ؟
___________________________
قبل ساعات. 
ذهبت يارا مع سهر و فرح الى المكتبة و بعد خروجهن بادرت سهى بالقول :
– يلا يا بنات انا مروحة دلوقتي عايزين حاجة. 
ابتسمت يارا :
– و انا كمان مروحة قبل ما يرجع ادم و ميلاقنيش.
فرح بدهشة مصطنعة :
– هتروحي دلوقتي يا يارا وانا اللي كنت عايزاكي فموضوع مهم !!
– موضوع ايه مبتقدريش تأجليه لبكره ؟
– لأ ابدا انا عايزاكي فيه ضروري مش هأخرك صدقيني. 
– ماشي يلا. 
حمحمت سهى و استأذنت اما يارا فتابعت وهي تمشي معها :
– انا هبعت ميسيج ل ادم اعرفه اني هتأخر عشان ميقلقش.
اخرجت هاتفها و كادت تتصل به لكن تأفأفت بعبوس :
– الفون فاصل شحن. 
رفعت حاجبيها بابتسامة :
– عادي هنروح اي محل و نطلب من صاحبه يشحنه على ما نقعد ع الكافيه و نتكلم. 
رغم ترددها الا انها لم ترد احراجها فتنهدت :
– تمام يلا. 
طلبا من صاحب احدى المحلات شحن الهاتف لمدة قصيرة و جلستا على احدى الطاولات استأذنت فرح و عادت الى المحل و بدون ان ينتبه احد نزعت الشاحن من الهاتف و عادت الى مكانها. 
يارا :
– ها قولي عايزاني ف ايه ؟
خلقت الاخيرة كذبة و عمقت فيها ليكون الحديث طويلا مرت ساعة وهما هكذا حتى قالت :
– ماشي يا يارا هاخد بكلامك انتي صحبتي و مليش حد اسأله غيرك. 
ابتسمت الاخيرة بود :
– اي وقت تحتاجيني فيه هبقى موجودة ، دلوقتي الساعة كام ؟ 
نظرت الى ساعة يدها مجيبة :
– اممم ستة و نص. 
– نعم !!
انتفضت وهي تنهض متابعة :
– انا اتأخرت و لازم ارجع هروح اجيب تلفوني. 
بادرت فرح بالذهاب :
– اقعدي ارتاحي وانا هجبهولك. 
احضرته مسرعة و قالت :
– يلا يا يارا مفيش داعي تفتحي تلفونك و تكلمي جوزك خلينا نتمشى شويا ندور على تاكسي. 
جذبتها من يدها و ذهبتا الى الموقف للانتظار ، مرت نصف ساعة اخرى حتى زفرت يارا :
– انا هتصل ب ادم يجي ياخدني. 
– طيب. 
اخرجت هاتفها وسرعان ما شهقت بصدمة :
– ايه ده ! ده فاصل شحن خالص مش المفروض كان بيتشحن انا هتصل منين دلوقتي. 
ابتسمت فرح بشماتة ثم قالت :
– اظاهر اتشال منه بالغلط للاسف انا مجبتش تلفوني و الا كنت هديهولك تكلمي جوزك منه…. بصي اهو محل تاني خديه يتشحن. 
اومأت بنعم و ادخلت الشاحن و كادت تذهب لتبحث عن هاتف عمومي ف اوقفتها فرح :
– انتي رايحة فين راقبي الفون ليرجع يتشال منه تاني و اهي كام دقيقة و تقدري تفتحيه انا كنت هراقبه بدل منك بس هخاف اقعد لوحدي هنا المحل كله رجالة و المكان ده معزول اكيد مش هترضيهالي. 
اخرجت الهواء من فمها بحيرة :
– اه صح معاكي حق.
وضعت فرح يدها على كتف الاخرى :
– اسفة والله ده كله بسببي. 
– حصل خير ولا يهمك. 
بعد دقائق معدودة فتح الهاتف كادت يارا تتصل لكن صاحت بضجر :
– مفيش شبكة و الرقم مش معلق يا ربي انا هعمل ايه دلوقتي. 
ذهبتا ثانية الى موقف السيارات لكن فرح كانت تعلم ان سيارات الاجرة لا تمر من هنا في هذا الوقت ، استمتعت وهي ترى على ملامح الاخرى التوتر و الخوف ثم حدثت نفسها :
– مش بقولك غبية ومبتفهميش شيلي نفسك من المشكلة ديه لو بتقدري.
تفقدت يارا هاتفها ووجدت الشبكة منعدمة ف ارتبكت اكثر و فكرت :
– ادم قالي الصبح انه النهارده هيجي بدري انا هعمل ايه لو ملاقانيش و هوصل البيت ازاي دلوقتي اوووف كان فيها ايه لو روحت مع رهف زمانهم بيسألو عليا و المصيبة ان مفيش شبكة. 
ضغطت على رأسها الذي بدأ يؤلمها فلاحظتها فرح و تساءلت :
– مالك يا يارا ؟
اجابتها بتعب :
– دماغي وجعاني و كمان انا متوترة اوي ، اوف هو ليه مفيش تاكسي واحدة بتعدي من هنا !!
ابتسمت الاخرى ببساطة :
– الا ما تجي واحدة متقلقيش و بعدين انتي باين عليكي تعبانة جدا روحي اغسلي وشك هناك اهو و انا هقعد استنى هنا. 
– بس اا…
– يلا يا يارا انا من غير حاجة حاسة بذنب فضيع ومش عايزة تحصلك حاجة بسببي جيبي التلفون بتاعك هشلهولك على ما ترجعي. 
ذهبت يارا بينما ظلت فرح تنظر للفراغ بملل حتى رن الهاتف في يدها ، نظرت له وجدت اسم ادم يلمع ف ابتسمت بخبث و فتحت الخط سمعت كلامه ثم هتفت :
– ألو ؟
اوقف ادم سيارته على الجانب و قضب حاجبيه بتعجب :
– مين معايا ؟
حمحمت و ترددت قليلا على ما تفعله لكن حسمت أمرها :
– احم انا بدرس مع يارا مرات حضرتك. 
تنفس بعمق و غمغم :
– يارا فين و تلفونها معاكي انتي ليه ؟!!!
نظرت خلفها ثم اجابت :
– احم احنا كنا في مشوار و لسه مخلصينه و يارا سابت تلفونها عندي عشان تدخل الحمام و قالتلي لو حد اتصل ردي عليه. 
اغمض الاخير عيناه و جز على اسنانه بقوة و استطاعت فرح سماع صوت انفاسه المتسارعة ليقول بعد لحظات :
– انتو فين ؟
– في منطقة *****.
اغلق ادم الخط بسرعة و هو يشعر بالبراكين تنفجر بداخله و عضلاته تتشنج من شدة الانفعال ، انطلق ك البرق متوجها للمكان الذي فيه زوجته متوعدا لها اذا هو الذي كاد ينهار من الخوف عليها اما هي فتتجول و لا تفكر به….. حسنا !!!
** عادت يارا فقالت لها فرح :
– جوزك اتصل اسفة بس انتي مكنتيش هنا وانا اضطريت ارد عليه عشان اعرفو مكانك. 
شهقت و سحبت الهاتف منها بلهفة :
– بجد اخيرا عرف يوصلي طيب قالك ايه ؟!
– سأل احنا فين وبعدين فصل فجأة بس كان الواضح انه مدايق جدا. 
تجهمت ملامحها و اعادت الاتصال به لكنه فصل الخط ، تنهدت يارا هامسة :
– هو اكيد متنرفز مني بس لما يوصل انا هشرحله اتأخرت ليه ده غصب عني مش ب ايدي وهو هيتفهم عشان عارف طبيعتي. 
ارتاحت للفكرة التي طرأت على بالها و ابتسمت لتتفاجأ عندما مرت سيارة أجرة عليها. 
اوقفتها فرح ثم نظرت الى الاخرى :
– يااه بصي اخيرا عدت تاكسي من هنا يلا نركب. 
رفعت حاجبها بتعجب :
– نركب فين ادم زمانه جاي هنستناه و نروح سوا. 
– طيب ماشي بس انا هرتاح اكتر لو ركبت التاكسي مش عايزة اتقل عليكي. 
– حبيبتي الوقت متأخر مينفعش تركبي معاه لوحدك !!
ابتسمت و قالت وهي تتحرك :
– انا متعودة حبيبتي متخفيش يلا باي اشوفك بكره. 
غادرت فرح دون ان تقلق عليها حتى من وقوفها في هذا المكان المعزول بمفردها اندهشت يارا من تصرفها و تمتمت :
– يعني معقول انا هتحصلي مشكلة كبيرة مع ادم و كله بسببها بس هي مفكرتش لحظة فيا و ايه اللي ممكن يحصلي لو قعدت هنا لوحدي. 
تجهم وجهها و بعد دقائق لمحت سيارة كبيرة تظهر من بعيد و تقترب منها بسرعة فائقة ، بالطبع ادركت من صاحبها ف اعتدلت بسرعة وهي تزفر براحة. 
توقف ادم امامها لكنه لم ينظر اليها بطرف عينه حتى ، ركبت يارا بجانبه متوترة و قبل ان تتكلم انطلق كالسهم و كل هذا و هو صامت و عيناه ترفضان النظر اليها لكن من انفاسه المتسارعة و قبضة يده التي تكاد تحطم المقود ادركت انه غاضب….. و بشدة !!
وصلا بعد مدة الى الفيلا و كانت رهف ب انتظارهما و عندما رأت يارا تهللت اساريرها و نادت والديها ، ترجل ادم و اخرج زوجته و سحبها خلفه ممسكا اياها من ذراعها بقسوة تألمت لها الاخرى كثيرا لكن لم تجرؤ على التفوه بحرف وهو بشكله هذا. 
دخل ادم بها الى الفيلا و دفعها بقوة فشهقت وهي تصطدم بالحائط ، بلعت ريقها و تمتمت بحذر :
– ااا… ادم بص انا عارفة ان…
قاطعها بصوت قاتم وهو يقترب منها :
– انا مين بالنسبالك ؟؟
طالعته بخوف و عدم فهم فأعاد :
– انا مين بالنسبالك يا يارا !!!
اجابت بارتباك :
– جو…جوزي…. انت جوزي.
– اها يبقى انتي مش معتبرة جوزك راجل صح كده ؟
– لأ…. لأ مش صح.
عند هذه اللحظة فقد هدوء اعصابه المزعوم اشتعلت عيناه بلون الدماء و زمجر بشكل مخيف وهو يصرخ :
– طيب ايييه هااا طيب ايه يا محترمة ! مدامك شايفة انك متجوزة راجل جاية فنص الليل لييييه !!
ضغط على ذراعها و جذبها اليه مكملا :
– دوامك خلص من سنة المفروض توصلي قبلي ب 3 ساعات بس الاستاذة دايرة على حل شعرها بتعند معايا و بترفض كلامي يمشي عليها بتخرج تتفسح و بتصل عليها مليون مرة ومبتردش ليه لأنها سايبة تلفونها مع صاحبتها اللي وكلتها ترد على جوزها رجل الكرسي في البيت صح !! و اخر لما اجي الاقيها لوحدها ف مكان كله شباب وصلت معاكي الامور للدرجة ديه مش همك ايه اللي هيحصلك ومش همك جوزك اللي بقاله ساعتين بيدور عليكي في الشوارع !!!
دخل ابراهيم و زوجته و رهف ووقفوا بالقريب منهما خوفا من ان يرتكب ادم تصرفا لا تحمد عقباه ، بينما نزلت دموع يارا وهي تردد :
– مكنش بمزاجي تلفوني كان فاصل شحن وو…
قاطعها بعصبية وهو يرفع يده ليصفعها :
– بطلي كدب !!
انتفضت برعب ف اوقفته حنان بسرعة :
– انت بتعمل ايه هتضرب مراتك قدامنا الامور مبتتحلش كده.
رمقها وهو يجز على اسنانه :
– لو سمحتو محدش يدخل بيننا اساسا لو كانت معتبراني جوزها مكنتش هتعمل اللي عملته…. بقى انا تقولي عليا ملكيش دعوة بيا و ب رأيي و تروحي تتصرمحي في الشوارع و ف اماكن كلها رجالة جاااوبييينيي !!
انهارت من البكاء و رددت :
– انا مقلتش اني مش مهتمة ب رأيك بس تلفوني كان فاصل شحن والله العظيم و مكنش في شبكة و مواصلات خالص. 
ضحك بسخرية متوعدة :
– اه والله فعلا و الشبكة رجعت مع صاحبتك و المواصلات اشتغلت فجأة و جت تاكسي تروحها صح ما تقولي بقى مكنتيش عايزة ترجعي وانا دايقت خصوصيتك و جت ادور عليكي !
ضغط على فكها بقسوة :
– ساكتة ليييه هاا ما تردي ساكتة ليه تعرفي انا الغلطان عشان فكرت اتعامل معاكي بحنية اللي زيك مينفعش حد يديهم وش و اقولك حاجة تانية بقى انتي طا……
اوقفه ابراهيم بغضب :
– بس بقى يا ادم انت اتجننت ولا ايه مش عامل حساب لوجودي و عمالة اهديك وانت مش راضي و اخر حاجة عايز تطلق مراتك !!!
رد عليه بثبات :
– انا الست اللي مبتحترمش وجودي ولا بتقدر اني جوزها و اجي البيت ملاقيهاش مبتلزمنيش يا بابا انا عايز ست محترمة مش طفلة مندفعة ومبتفهمش ايه يعني جواز ، اطلعي اوضتك فوق و اوعى تخليني اشوف وشك تاني ….. يلااا !!!
شهقت يارا باختناق و صعدت ركضا الى غرفتها و رهف خلفها….. جلست على سريرها تبكي و تردد :
– شوفتي اخوكي عمل فيا ايه من غير حتى ما يسمعني !
مطت شفتيها و اجابت :
– بصي مش عايزاكي تزعلي مني بس انتي عارفة اني مبقدرش امسك نفسي و متكلمش الصراحة انتي غلطانة و غلطك كبير اوي عشان روحتي مع صحابك من غير ما تعرفينا ديه الحقيقة. 
انهارت اعصابها فصاحت :
– افهمو بقى انا مروحتش اتفسح ولا حاجة فرح كان عندها مشكلة و طلبت مني نقعد في مكان هادي عشان نعرف نتكلم وانا قعدت معاها ومحستش بالوقت وكنت هتصل بس لقيت التلفون فاصل شحن وكمان مفيش شبكة حاولت اتصل اكتر من مرة ومعرفتش و قعدنا نستنا اي تاكسي وملقيناش بردو ، صدقيني اللي حصل غصب عني والله العظيم. 
غطت وجهها و ظلت دموعها تنزل بينما استغربت رهف :
– فرح هي اللي كانت معاكي ؟ يبقى هي اللي ردت على اتصال ابيه ادم صح ؟
هزت رأسها بإيجاب فتابعت الاخرى :
– البنت ديه دايما بتجي منها المشاكل بس مدام مش قصدك اشرحي لجوزك الموقف اصلا هو متنرفز عشان شاف اخر ميسيج بعتيه. 
رفعت وجهها و سألتها بعدم فهم :
– ميسيج ايه انا قولتلك هخلص و ارجع بسرعة وبعدها قفلت معاكي اهو تلفوني لو عايز يتأكد !!
فتحت رهف الشات و استغربت عندما لم تجد الرسالة بل ان يارا لم تجب على رسالتها الاخيرة التي تنبهها من ادم….. أرتها اياها ف اندهشت الاخيرة.
يارا :
– انا مخدتش بالي انك لسه بتبعتيلي انا كلمتك ع الفون ولما قفلت حطيته على جنب يبقى انهي ميسيج بتتكلمو عليه ؟!!
كادت تجيبها لكن استطردت يارا بدموع :
– مش مصدقة ان ادم فكر فيا كده وكان هيضربني و يطلقني من غير ما يسمعني دمه حامي وبيتنرفز بسرعة ماهو صعيدي بقى. 
ابتسمت رهف بتهكم ساخر :
– لو حد صعيدي غير ادم مراته مرجعتش غير بليل وهو اللي راح يجيبها ومش بترد عليه كان زمانه خلص عليها…… بس انتي عملتي لنفسك مشكلة عشان بنت تانية. 
مطت شفتها بامتعاض :
– فرح كانت محتاجاني و اصلا المسكينة اتكسفت ترجع معايا و ركبت تاكسي لوحدها. 
تنهدت رهف بنفاذ صبر و غادرت الغرفة كليا تاركة اياها تبكي و تتذكر ما حدث ، اخذت هاتفها و طلبت رقمه لكنه لم يجب طلبته ثانية فوجدت الهاتف مغلق. 
زفرت بيأس ونهضت لترتدي ملابس بيتية وبعد انتهائها نزلت للاسفل ، وجدت حنان تخرج من المطبخ وعندما رأتها ابتسمت :
– كنت جاية ليكي انتي اكيد جعانة عملتلك اكل بيجنن تعالي كلي. 
احتضنتها يارا بحزن :
– شكرا لانك واقفة جمبي يا ماما انا بحبك اوي ، هو ادم لسه مرجعش ؟
حمحمت و ردت :
– هو رن عليا من شويا وقال انه هيبات في الشركة. 
ادمعت عيناها و تشدقت بنبرة اقرب للبكاء :
– هو ليه محسسني اني عملت جريمة ليه متعصب مني كده انا مش اول واحدة ترجع البيت متأخرة بس….
قاطعتها حنان بتعقل :
– انتي من وجهة نظرك مش غلطانة لانك مكنتيش متوقعة اللي هيحصل بس بصي من زاوية تانية ادم كان قلقان عليكي اوي و خاف تحصلك حاجة وهو مش معاكي اتصل اكتر من مرة ومكنتيش بتردي ولما صحبتك ردت افتكر انك سايبة التلفون عندها عشان ميدايقكيش ده حتى انتي قولتيله مكنتش لاقية مواصلات بس صاحبتك راحت ف تاكسي وهو افتكرك بتكدبي عليه عشان كده اتعصب وليه الحق الصراحة. 
صمتت يارا ثم جلست معها على طاولة الطعام أكلت قليلا لتنهض بعد دقائق :
– انا شبعت الحمد لله ، ماما انا هقوم اغسل المواعين و حضرتك روحي بيتك ترتاحي. 
ابتسمت حنان :
– لا انا هقعد هنا لان رهف راحت تنام و عمك نايم بردو وانا زهقانة الا لو كنتي عايزاني امشي. 
شهقت واندفعت مسرعة :
– لالا مش كده انا اصلا مش عايزة اقعد لوحدي عشان بخاف بس يعني حرام تتعبي نفسك علشاني. 
– ولا يهمك انا هقعد اتفرج هنا وانتي هتقعدي معايا واذا حسيتي نفسك نعسانة اطلعي تنامي ماشي. 
– ماشي متشكرة اوي. 
جلست بجانبها تحتضنها اما حنان فتنهدت بخفة ف بالرغم من غضب ابنها الشديد الا انه اتصل بها و اوصاها ان لا تترك يارا بمفردها حتى تطمئن و تنام….
بعد مدة صعدت يارا و استلقت على السرير لكن لم يجافيها النوم بعد كل ما حدث….
_____________________
بعد منتصف الليل. 
اوقف سيارته امام الفيلا و دخل وهو يتذكر اتصال شقيقته رهف به منذ قليل و اخبرته بما قالته يارا و ان الرسالة من الممكن ان احدى الفتيات اللواتي كن معها قد ارسلتها لتعبث معها. 
تنهد بغضب و نظر من حوله و تأكد ان والدته غادرت ، صعد الى غرفته و فتح الدولاب ليتفاجأ بدخولها فجأة. 
يارا بلهفة :
– ادم انت رجعت اخيرا.
لم يجبها و تعمد تجاهلها فوقفت امامه قائلة :
– بص انا عارفة انك متنرفز بس انت فاهم غلط انا…..
لم تكمل لانه صفق باب الدولاب بعنف و دخل الى الحمام ليغير ملابسه ، خرج و كانت الاخرى واقفة تنتظره فزفر بخنق :
– انتي لسه هنا ما تروح سيبيني انام. 
– بس انا عايزة نتكلم و اشرحلك اااا…..
قاطعها ادم وهو يصرخ ب أعلى صوته :
– عايزة تشرحيلي ايييه هااا عايزة تشرحيلي ايه ؟! ان مراتي المحترمة دايرة على حل شعرها و بتعمل اللي هي عايزاه من غير ما ترجع لحد ده اللي انتي عايزة تشرحيهولي ؟
صمتت قليلا ثم اردفت :
– بص انا عارفة اني غلطت ، يعني مكنش لازم اروح لمكان من غير ما اعرفكو و اخليكم تقلقو عليا بس انا مكنتش اعرف اني هتأخر و الفون هيفصل شحن و ملاقيش مواصلات صدقني مكنتش اعرف و اصلا انا كنت ناوية ارجع بدري عشان انت قولتلي
انك عايزني في موضوع مهم. 
رفع حاجبيه و تساءل بهدوء :
– ماشي على كده انتي كنت عارفة هكلمك ف ايه صح او مكنتيش عارفة بس عايزة تفهميني انك مش مهتمة بكلامي ؟
نظرت له ب استغراب ثم تنهدت و تركته مغادرة الى غرفتها ، لحق بها ادم و امسكها من ذراعها ليسحبها نحوه :
– لما بتكلم بتقفي و تسمعيني لحد لما اخلص !!
يارا بألم :
– تمام…. اتكلم وانا سمعاك اهو بس ياريت تعرف ان زي مانت بتحب اللي يسمعك وانت بتتكلم انا كمان ليا الحق انك تسمعني و تبطل تحط الحق عليا في كل مرة من غير ما تفهم !!
مسحت دموعها وتابعت وهي تعلم انه سيتحدث عن الطلاق ومن المؤكد بعد ماحدث سيخبرها بوجوب الانفصال :
– اتكلم يا ادم انت عايز ايه !! ايه اللي كنت مقرر تقوله ليا انا سمعاك اهو ولا انا اتكلم احسن !
جز على اسنانه بعصبية :
– انتي بنت غبية تمام ! مستهترة و بتجري ورا اي حد يقولك كلمتين حلوين لسه و دماغك ناشفة و مبتفهميش من اول مرة و اللي بيعصب اكتر انك خرجتي النهارده وانتي لابسة بنطلون رغم اني حذرتك قبل كده وقولتلك متلبسيش بناطيل تاني !!
توقفت ثوان لا تستوعب ما قاله ثم هتفت :
– افندم ؟ مش فاهمة الجملة الاخيرة ديه معلش…. انا كنت لابسة بنطلون واسع و عليه بلوزة طويلة و اصلا لبسي كله محترم متقوليش دلوقتي ان مشكلتك كلها كانت في الهدوم اللي انا لبساها ، و بعدين انت مالك ؟
صاحت بتأوه عندما شعرت به يقبض على كتفيها بقوة ويغمغم بتحذير :
– بقولك ايه متلعبيش ب اعصابي اكتر من كده احسن والله اقطعلك لسانك اللي فرحانة بيه !
ضغطت على شفتها بألم شديد لكنها تابعت وهي تتذكر توقيعه على اوراق الطلاق :
– وانا هقولك كمان انك مبتستاهلش افسرلك حاجة ماشي انت فاكر نفسك مين عشان تتحكم فيا ها اخويا لأ ابويا بردو لأ جوزي لأ بردو عشان اللي بيننا كدبة و عايز تنهيها يبقى انت مين عشان تقولي اطلع امتى و ارجع امتى و البس ايه و اقول ايه انت ولا حاجة وانا بقى مش لعبة عندكك ولا قطعة من هدومك تاخدتي امتى ما تعوز و ترميني وقت اللي تعوز !!
صاحت يارا بأعلى صوتها ليدفعها ادم و يزمجر بشراسة :
– يااارااا ل اخر مرة بقولك متختبريش هدوئي وخلي الليلة ديه تعدي على خير و لعلمك بقى انتي كل حاجة فيكي بتخصني انا حتى نفسك اللي بتاخديه ده ملكي سواء حبيتي ولا لأ انتي بتاعتي انا فاهمة ؟!!!
فقدت يارا اعصابها فصرخت ببكاء :
– لا مش فاهمة انا مش فاهمة حاجة خالص انت قولي بتعمل كده ليه انا مش فاهمة تصرفاتك ديه و قيودك عليا مش فاهمة سبب السيطرة ديه مش متعودة عليها وانت كده بتخنقني !
بكت بحرقة وتابعت :
– انا مبقتس قادرة اتحمل تصرفاتك انت بتجرحني دايما وانا بتوجع…بتوجع لاني بحبك ومعرفش ليه بحبك.
صمتت قليلا واتجهت لدولابها اخرجت اوراق الطلاق وقالت بقهر :
– مدام مش عايزني يبقى بتتحكم فيا ليه ده تملك او تسلط ولا حاجة تانية من جهة بتبعتلي ورق الطلاق ومن جهة تانية بتبينلي انك مهتم بيا و خايف عليا و عايزني في حياتك فهمني ليه كده ؟
طالعها ادم بهدوء مستغرب الهذا الحد وصلت نفسيتها بسببه كانت تنتظر منه مواجهتها لكن يبدو انها فقدت سيطرتها على اعصابها حقا ولم تعد تستطيع كبت مشاعرها اكثر من ذلك. 
 كاد يتكلم لكنها صرخت بقوة :
– انت عايز تطلقني صح طب ليه بتتعامل معايا كأني مراتك ليه مرات بحس انك بتحبني ومرات بحس انك مش طايقني اعمل انا ايه دلوقتي لازم اقول ايه ؟ ليه مصمم تجرحني مدامك مش عايزني قولهالي ع الطول مش شرط تتعبني نفسيا و تخليني اتجن منك انت مضيت صح ماشي انا همضي كمان و ننفصل بقى عشان خلاص زهقت منك !!
عند هذا الحد قرر ادم التخلي عن دور المستمع ، اقترب منها و مزق الاوراق ومزقهم متشدقا بانفعال :
–  انتي هتفضلي تتكلمي انا مش عايز الورق ومش عايزك تمضي انا اساسا كنت هقولك خلينا نكمل حياتنا سوا و نسيب فكرة الطلاق….. ااا انا عايزك في حياتي !!
ابتسمت الاخرى بدموع : 
– اهو انت للمرة المليون بتاخد قرار يخص حياتي مرة تقول عايز نطلق ومرة عايز نكمل حياتنا سوا ايه يا ادم انت مش هتبطل تتحكم في الناس ولا ديه شفقة منك قولت البنت يتيمة و هتعملي كل اللي بعوزه و بالمرة اكسب فيها ثواب لا  انا هرحمك من الحمل التقيل ده يا ابن عمي و اقولك اني عايزة ننفصل و كل واحد يشوف حياته بعيد عن التاني اا….
لم تكمل لان ادم وضع يده على فمها و صاح :
– اول حاجة لو شيلت ايدي و سمعت صوتك هتندمي ثانيا انتي بتحلمي انا طلاق مبطلقش سااامعة انتي ملكي انتي حاجة بتاعتي من لما اتجوزتك من سنين واسمك ارتبط ب اسمي بقيتي ليا ومش هتكوني لغيري ويوم ماتطلعي من بيتي هتروحي على مقبرتك اعتبري كلامي جنان براحتك بس انتي مراتي يعني جزء مني وانا عايز…. عايز ندي نفسنا فرصة ونعيش زي اي اتنين متجوزين انا مش عايز اخسرك ابدا.
صدمت يارا من كلامه و لان قلبها الغبي بسرعة اليه لتتخلى عن قوتها و تقف تسمع كلامه بصمت ، جذبها الآخر الى احضانه بقوة حتى كادت ضلوعها تتمزق لكنها استشعرت الدفئ والحنان في صدره الضخم فلفت يديها حول خصره واغمضت عينيها..
اما ادم ففقد سيطرته على نفسه وهي في احضانه ابعد وجهها عنه هامسا :
– بصيلي يا يارا.
فتحت عيناها ونظرت له بدموع ف ابتسم ومسح دموعها بانامله : 
– انا مش هسيبك ابدا…. عمري م هسيبك. 
ابتسمت يارا بضعف وتمتمت مستسلمة لفرط المشاعر التي تتغلل داخلها الآن :
– انا بحبك.
طبع ادم قبلة على جبهتها هاتفا :
– قوليها تاني. 
قربت يارا وجهها من وجهه بأنفاس متسارعة :
– انا بحبك اوي ، حبيتك من اول نظرة منك ليا ومن اول بوسة ومن اول حضن حبيتك في كل لحظة ومش هحب حد تاني غيرك حتى لو محبتنيش كفاية انك معايا يا ادم انا مبقدرش اعيش من غيرك. 
ابتسم بهدوء :
– انا عارف. 
 طبع قبلة على وجنتها الاخرى واخيرا التهم شفتاها في قبلة شغوفة و عميقة اذابتها ، وضعت يداها حول عنقه واغمضت عيناها ببطئ مستمتعة بهذه اللحظة النادرة وهو يجذبها اليه اكثر و يسمح ليده بالمرور على انحاء جسدها برغبة قوية في تملكها. 
ابتعد عنها ادم اخيرا وهمس بأذنها :
– يارا انتي…حلوة اوي.
لم تتكلم من خجلها فانحنى عليها و الصق جبينه بجبينها هامسا :
– انا عايزك اوي.
اخفت يارا وجهها في صدره وهي تفهم ما يقصده فتابع :
– لو مش عايزة انا ه….
قاطعته بخفوت :
– عايزة اقضي كل لحظة في حياتي معاك انت بس. 
وحصل على اجابة سؤاله الذي طرحه عليها للتو ، كانت تعلن موافقتها على امتلاك جسدها كما امتلك روحها من قبل و تناديه ، وهو لبى النداء بلهفة ارض جائعة حصلت على قطرة الغيث الاولى بعد سنوات من القحط !!
ارتجفت كورقة في مهب الريح عندما حطت قبلته على ثغرها و يداه على خصرها يضمها اليه برقة لم تعتقده يملكها يوما….. 
احست بطرف ثوبها ينزاح بنعومة فتمسكت به جيدا تخشى الوقوع من فرط قوة هذه اللحظات التي تعيشها لأول مرة ، رفعت عينيها تتأمل ملامحه الوسيمة التي تصرخ بالرغبة المستعرة بامتلاكها سريعا ، مدت يدها بتردد تلامس صدره المتشنج وكأنها تريد حفظ تضاريسه عن ظهر قلب لتلتقي بعينيه فيرى تلك الرغبة التي تغلي داخله تنعكس في عينيها الخجولتين فضم شفتيها داخل شفتيه مجددا وهو يشعر بمحاولاتها الجاهدة لتبقى واقفة على قدميها ولا تنهار بين ذراعيه. 
اغمضت يارا عينيها وهي تشعر بالحرائق تنهشها من الداخل لتستعر على وجنتيها بلا رحمة فيناديها ادم بصوته الشجي :
– فتحي عينيكي…. بصيلي.
وبالفعل فتحت جفنيها لكن بتردد أسره فعانق وجهها بقوة و هوى عليها يقبلها بلا هوادة بكل تلذذ وشغف لحلاوة عبيرها الذي حلم به كثيرا حتى لو لم يكن يعترف لنفسه بذلك ….
لتكون هذه الليلة اكتمالا لإلتحام الروحين قبل الجسدين…. ليلة اعترف له فيها بحبها الشديد و عشقها الجارف… و ليلة اقسم فيها بأنها افضل ما حدث معه…..
________
قصص رومانسية بقلمي فاطمة احمد*
____________________________
في منزل اخر. 
دخلت رتاج لمنزلها في ساعة متأخرة من الليل بعدما ذهبت الى شقة جارتها في الأسفل ، اتجهت الى غرفتها و فتحت الباب فصدمت عندما وجدت اختها تقي جالسة مع شقيقها مروان.
وضعت يدها على صدرها وقالت :
– بسم الله الرحمن الرحيم انتو بتعملو ايه هنا ؟
ضحكت تقي بخبث :
– كنتي فين لحد دلوقتي معقولة راجعة من شغلك الساعة 12 ؟
نهض مروان واقترب منها بصراخ غاضب : 
– ما تجاوبي كنتي فين يا هانم في بنت محترمة ترجع الساعة ديه ؟
رتاج بخوف : اسفة يا سيادة الضابط مروان مش هتكرر تاني…..وكزته في كتفه واردفت :
– واد يامروان متعملش ضابط عليا احسن ما اقول لمريم على خرايبك وبعدين انت عارف اني رجعت من الشغل بدري و روحت لجارتنا عشان حفلة عيد ميلاد ابنها.
ضحك مروان بغمزة :
– لا و على ايه بس تعالي اقعدي يا ريري يا حبيبتي.
رتاج بغرور : 
– احم ناس مبتجيش غير بالعين الحمرا.
جلست بجانب شقيقتها تقي واخيها ( تقي اخت رتاج الكبيرة 26 سنة بتشبه رتاج عينيها رمادي وبشرتها بيضاء ذات طول متوسط و جسد نحيف ، مروان ضابط في الشرطة 31 سنة )
مروان بابتسامة :
– قوليلي بقى قضيتي يومك ازاي في الشغل. 
تنهدت رتاج مجيبة :
– مازن طلب مني اراجع ملفات كتير و مسابنيش ارتاح دقيقة واحدة. 
ملس على وجنتها بحنان :
– حبيبتي شغلك انتي حرة فيه بس ياريت مشاعرك متخلكيش تعملي حاجة غلط والا انا مش هسمحلك تشتغلي ماشي ؟
صمتت رتاج متذكرة ما حدث قبل 3 ايام كانت تتحدث مع تقي عن مازن ولسوء الحظ سمعها شقيقها و صرخ عليها بشدة و منعها من الخروج لأنه علم بأنها تعمل لدى الشخص الذي اعجبت به لسنوات و لولا بكائها و توسلها اليه و اخباره بأنها لن تفعل شيئا خاطئا ما كان ليسمح لها بالعمل ابدا. 
تنهدت و اجابته بتريث :
– انا عارفة اني غلطت لما خبيت عليك بس صدقني مكنتش اعرف اني هشتغل فتفس الفرع اللي مازن مدير عليه….. مروان انا والله مكسوفة منك بس صدقني انا اتصدمت بردو و طبعا مش هعرف اسيب الشغل عشان لازم ادفع الشرط الجزائي وكمان ده كان حلمي اشتغل في شركة كبيرة. 
احتضنها شقيقها بهدوء :
– و انا مش هقف في طريق حلمك ابدا. 
شعرت رتاج بالاستياء لانها تكذب عليه فهي ذهبت لتلك الشركة عمدا طبعا لن تتخلى عن حب طفولتها و ستتمسك به بكل انانية ، لقد خدعت اخاها الآن لكنها بالفعل لن تقدم على تصرف مشين يسيء الى عائلتها. 
كانت تقي تتابع الموقف بحزن لكنها قالت بمرح : 
– الله الله هو انا مليش في الحب ده ولا ايه
ضحك مروان وضمها اليه بحب وحنان هامسا :
– ربنا يخليكو ليا. 
___________________
في صباح اليوم التالي.
استيقظت يارا فتحت عيناها بكسل وجدت نفسها نائمة على صدر ادم فتحت عيناها بصدمة لكن سرعان ماتذكرت ماحدث فاحمرت وجنتاها خجلا ، تطلعت اليه بحب كان عاري الصدر و مستلقي على ظهره عيناه مغمضتان لكن من يرى ملامحه النائمة لايصدق انه نفس البركان وهو مستيقظ.
تنهدت وكادت تنهض من السرير لكن وجدت يدا تسحبها لتقع مجددا ، شهقت بقوة فهمهم ادم ب أعين ناعسة :
– صباح الخير.
يارا بخجل وهي تتحاشى النظر اليه :
– صباح النور.
مرر يده على وجهها متسائلا :
– رايحة فين و سايباني هنا ؟
بللت شفتيها بارتباك :
–  ااناا…يعني هو انا…اه انا رايحة احضر الفطار.
ابتسم ادم وداعب وجنتها الناعمة بأصابعه و همس :
–  انتي حلوة اوي ازاي مكنتش شايفك من زمان لا وطلعتي احلى من اللي اتوقعته. 
احمرت وجنتيها بشدة فضحك مردفا :
– بتبقي احلى وانتي مكسوفة. 
تململت اسفله متمتمة :
– اادم لو سمحت بلاش الكلام ده…. سيبني اقوم.
هز كتفيه بهدوء :
– ماشي قومي مين اللي مانعك. 
تنهدت يارا بحيرة فهي بالكاد ترتدي شيئا على جسدها و تخجل من فكرة ان يراها هكذا ، عضت على شفتها برقة :
– ممكن تغمض عيونك عشان اقوم. 
بلع ريقه برغبة :
– وهو بعد نبرتك ديه تتوقعي اسيبك تمشي….. طب انا عندي فكرة تانية احلى. 
نظرت له باستفسار بريء ف اتسعت ابتسامته الخبيثة و بحركة سريعة منه سحب الغطاء الذي كان عليها ليبتلع شهقتها داخل شفتيه….
*** بعد مدة. 
كان يداعب شعرها بخفة حتى قال :
– يارا انتي نمتي ولا ايه. 
– لا انا صاحية. 
قبل جبينها و دخل الى الحمام و خرج بعد دقائق مرتديا بنطال جينز و تيشرت باللون البني ، صفف شعره ثم نظر اليها :
– يارا مش هتقومي. 
همهمت بنعاس :
– دقيقتين بس و اقوم اهو. 
زفر ثم سحبها لتجلس :
– مفيش ثانية وحدة يلا انا جعان اوي قومي اعمليلي اي حاجة اكلها ولا عايزاني اروح الشغل كده. 
فتحت يارا عيناها بسرعة وقالت وهي تقفز من السرير :
– لا طبعا دقايق و يكون جاهز. 
ابتسم ادم هامسا :
– طفلة. 
بعد دقائق خرجت يارا من الحمام نزلت للمطبخ واعدت الفطور ونادته ، جلس معها و قال بجدية :
– انتي هتروحي النهارده الكلية. 
اومأت ببطئ :
– عندي محاضرات مهمة انا لازم احضرها بس لو مش عايز انا….
قاطعها بنفي :
– متتأخريش بس و لما اتصل تردي ع الطول ماشي عشان مقلقش عليكي و ركزي كويس عشان انا مبحبش مراتي تبقى فاشلة و اه لو عايزاني اساعدك ف اي حاجة انا موجود. 
ابتسمت يارا بسعادة :
– حاضر ميرسي. 
قبلت وجنته بخجل و ابتعدت فضحك لينهض :
– انا همشي دلوقتي. 
مطت شفتها بحزن :
– ليه كده اقعد معايا كمان شويا الشغل مش هيهرب. 
نظر الى هاتفه ثم اليها متحدثا بنبرة جادة :
– مش فاضي اقعد.
– بس اا…
– خلاص بقى يا يارا احنا هندلع قولتلك معنديش وقت يلا سلام. 
قاطعها بضيق و خرج ف انصدمت الاخيرة من تصرفه و تلألأت عيناها بالدموع ف أي زوج يكلم زوجته بهذه الطريقة ولم يمضي على بدأ حياتهما الجديدة يوم واحد. 
رن هاتفها بوصول رسالة و كانت منه ” متزعليش انا فعلا مشغول اوي بس هحاول ارجع بدري النهارده استنيني “
ابتسمت يارا و همست :
– بحبك. 
** اما ادم فعندما خرج كان يدرك انها ستبكي بعدما كلخعا بفظاظة لذلك بعث لها الرسالة وابتسم بعدها فهو ايضا يدرك انها ستضحك الآن و تنسى ما حدث .
تنهد بقوة متذكرا انها الآن اصبحت زوجته قولا و فعلا بعد اعترافها بمشاعرها ليلة امس لم يستطع تركها لذلك تقرب منها وحطم الحاجز الذي كان بينهم ليشعرها بالامان ويثبت لها انه لن يتخلى عنها لكنه ليس مرتاح لايعلم لماذا لكن يخشى ان يأتي يوم وينفصلا وستكون بذلك تعلقت به اكثر وستتألم كثيرا ايضا.
_________________
مر اسبوع على ابطالنا تم عقد قران زياد و رهف وسط فرحة الجميع لكن مازن لم يتألم نعم حزن لكن ليس بالقدر الذي تخيله لم يعد يفكر بها كثيرا ويتألم عند سماع اسمها مع اسم زياد بل يحاول اكمال حياته على امل ان يجد حبه الاخر مثلما قالت رتاج تلك الفتاة التي اصبحت تستحوذ على عقله بشكل غريب. 
ادم ويارا يعيشان حياتهما بصورة طبيعية نعم هو ليس رومانسيا معها لا يدللها بكلمات الغزل لكن وجوده معها كاف بالنسبة لها ومتأكدة انه في يوم ما سيحبها مثلما تحبه بل واكثر.
رهف تعيش بسعادة مع زياد و تنتظر موعد حفل الزواج لتكون معه تحت سقف واحد يحبان بعضهما لدرجة كبيرة لا يتيح اي فرصة الا ويغازلها وهي تسعد كثيرا فهذا هو الحب احساس رائع لكنه اروع عندما يكون متبادلا بين الطرفين.
__________________________
في يوم اخر. 
تجلس رتاج في مكتبها تتكلم مع مروان في الهاتف.
رتاج بضحكة : 
– ههههه وانا برضو والله بحبك…..مش كنت امبارح نايمة معاك وحشتك ازاي… اممم ماشي هخلص بسرعة واجيلك يلا يا روحي بااي.
اغلقت الخط وتابعت عملها غافلة عن العينان التي تطالعها بغضب ثم صوت يقول :
يتبع…
لقراءة الفصل الثامن عشر : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *