روايات

رواية الحب لا يبني حياة الفصل الثالث 3 بقلم ناهد خالد

رواية الحب لا يبني حياة الفصل الثالث 3 بقلم ناهد خالد

رواية الحب لا يبني حياة البارت الثالث

رواية الحب لا يبني حياة الجزء الثالث

الحب لا يبني حياة
الحب لا يبني حياة

رواية الحب لا يبني حياة الحلقة الثالثة

_قولتي أي؟
كانت نبرته محذره أكثر من كونها مستفهمه..لكن لن تتراجع هذه المره هكذا حدثت نفسها.. ابتعدت قليلاً للخلف ومازالت جالسه وهي تقول :
_قولت لازم ننفصل، مش هينفع نكمل مع بعض بالشكل ده احنا بنأذي بعض، ننفصل بهدوء عالأقل عشان حبنا يكمل..
كانت كمن يجلب كلمه من الشرق وكلمه أخري من الغرب، التوتر كان يصيبها بحالة تخبط وهي تنتظر ردة فعله، رأته يغمض عينيهِ بشده، يحاول السيطره علي غضبه تعلم هذا وتعلم أنه لن يفلح حين تكمل حديثها :
_مش لازم نطلق، أنا الطلاق مش هيفرق معايا من عدمه، بالعكس أنا مش حابه نطلق لأسباب كتير، بس ننفصل، أقعد عند أهلي وأنت تفضل في بيتك، وميكنش بينا غير زين..
وجهه يزداد إحمرارًا وبدأ يضغط علي كف يده بشده، لن يحدث شئ إن هربت من المواجهه، بالطبع لن يحدث بل ستتفادي الخسائر المحتمه، وقفت بسرعة البرق وفي أقل من ثانيه كانت بغرفة زين تغلق الباب خلفها… بالمفتاح، أصبحت تخشاه كثيرًا وقت غضبه، أصبحت متأكده أنه لا يراها لا يري شئ من الأساس حينها، ولكن ليس كل مره تسنح لها الفرصه بالهروب، يجب أن تأخذ خطوه نحو قرارها، دياب لن يقتنع بأمر الإنفصال ولن ينفذه لها مهما فعلت إذًا، فلتأخذه هي دون العوده إليه…
مرَّ الليل بأكمله ولم يحاول أن يدلف لها حتي، فعلمت أنه في أشد حالات غضبه، وإن لم تكن ذهبت من أمامه لكانت تعاني الآن من ويلات غضبه، لم تقدر علي مواجهته صباحًا فلم تخرج لإعداد الإفطار له كما هو معتاد، استمعت لصوت الباب يغلق فعلمت أنه ذهب، لا تعرف أين يذهب بعدما ترك عمله، نظرت لأبنها النائم والذي لم يكن له ذنب أن يُحتجز في الغرفه ليله كامله دون أن يخرج، حتي لم يأكل، ولحسن الحظ أن الثلاجه بغرفته فجلبت له بعض الشيكولاتات والكيك البارد والعصائر وجعلته يأكلهم، أما هي فلم يكن لها أي شهي لشئ، لم تقدر علي فتح الباب لتجلب الطعام لأبنها… أصبحت أجبن بكثير من أن تحاول مصادفته حتي وقت غضبه، كيف ستكمل معه هكذا، لما لا يفهم أن حياتهم تنحدر نحو الهاويه..
قضت ثلاث ساعات تفكر في شئ واحد حتي قررت أخيرًا أن تفعله….

 

 

_السلام عليكم.
_وعليكم السلام ازيك يا ءآلاء عامله اي؟
_الحمد لله يا ماما، بابا عامل اي؟
_كويس الحمد لله بقي أحسن.
صمتت متردده من قول ما فكرت بهِ لساعات طويله وقررته أخيرًا، لما الآن لا تستطع قوله!؟
_ءآلاء، أنتِ معايا؟
_آه.. آه معاكِ يا ماما.
_مال صوتك طيب، في مشكله بينك وبين دياب؟
أخذت نفس عميق، ونظرت لأبنها، من أجله… عالأقل من أجله، إن لم يكن من أجلها ومن أجل حبهم..
_آه، في مشاكل.. في مشاكل كتير مش مشكله واحده، ماما أنا… أنا عاوزه أجي أقعد عندكوا أنا وزين..
_تقعدي بمعني أي؟
_أنا قررت.. أنا قررت أني أنفصل عن دياب ..
رمت كلمتها وكأن جبل قد أُزيح من فوق صدرها…
_وده قرارك لوحدك ولا قراره هو كمان؟
_ماما، دياب مش عاوز يفهمني ولا يستوعب أن حياتنا مش هينفع تكمل بالشكل ده، وأن احنا كده بنأذي زين كمان.
_هي وصلت للدرجادي، طيب بصي هبعت أخوكِ ياخدك ولما تيجي تحكيلنا في اي واي الي خلاكِ تقرري الإنفصال، ونقولك رأينا، بس لازم تتصلي علي حوزك تعرفيه مينفعش تطلعي من وراه.
_ماما، دياب مش هيرضي.
_قوليله أنك جايه تشوفينا.
_مبنتكلمش من امبارح.
_خلاص أنا هكلمه واقوله أني عيزاكي تتغدي معانا، وأنتِ اجهزي علي ما أخوكِ يجيلك.
_طب وهدومي؟
_ءآلاء مش هينفع تاخدي قرار زي ده من غير ما ترجعي لجوزك، تعالي ونتكلم ونشوف هنوصل لحل أي، لكن يرجع البيت يلاقيكِ واخده هدومك ورحتي لأهلك ميصحش ياحبيبتي.
زفرت بضيق وقالت:
_ماشي.
_____________(ناهد خالد ) __________
_بس هو ده كل الي حصل.
رد والدها بحده:
_وهو حضرتك لسه فاكره تحكيلنا؟
ابتلعت ريقها بتوتر تقول :
_بابا، أنا كنت بحاول احافظ علي بيتي اعتقد دي مش حاجه تضايق.
_تحافظي علي بيتك؟، أنتِ مجنونه، هو مقصر في مصاريف ولا أمه مضايقاكِ، ولا حتي في مشاكل عاديه بينكوا، ده بيمد ايده عليكِ وبيشك فيكِ وعامل عليكِ حجر!، اي الي متنزليش غير معاه، وممنوع تتكلمي مع اي حد! هو عايش في الدنيا لوحده، ولا معيشك في سجن؟، ست سنين معاه علي الوضع ده وتقولي بحافظ علي بيتي!، ست سنين متغيرش ومستنياه يتغير! هيتغير امتي ان شاء الله لما يعدي كمان ست سنين ويكون عمرك ضاع معاه في قلة القيمه!.
ردت والدتها تحاول تهدأته :
_طب اهدي ياحاج أنت لسه تعبان، بعدين أنت عارف أنها بتحبه و….
أشاح بيده بعصبيه يقول :
_متقوليش بتحبه…

 

 

هدأ قليلاً وأخذ نفس يقول :
_الحب عمره ما كان شماعه نعلق عليها أخطاءنا، هو يغلط فيها ويشك فيها ويقولها أصلي بحبك وبغير عليك ِ وغيرتي بتعميني، يمنعها عن الدنيا وأنها تنزل من غيره وتتعامل مع الناس ويقولها أصل بحبك وخايف عليكِ، ويرفض أنهم ينفصلوا بهدوء ومصمم يكملوا وياريتوا بيغير من نفسه حتي، ويقولها أصل بحبك ومقدرش اعيش من غيرك، وهي تستحمل الي مينفعش أصلاً تستحمله وتيجي علي كرامتها ولسه فاكره بعد ٦ سنين تاخد موقف وعشان برضو بتحبه… الحب مينفعش مع قلة القيمه والإهانه، مينفعش يكمل ونيجي علي نفسنا وندوس وقال اي بنحب.. في حاجات يابنتي اهم بكتير من الحب.. والحب لوحده من غير اي دعامات عمره ما يكمل ومسيره في يوم يضعف وينتهي.. إن كان جوزك غلطان أنتِ كمان غلطانه عشان سكتي وقبلتي تيجي علي كرامتك عشان حبك له.
كانت دموعها تنهمر وهي تستمع لحديث والدها، تعلم ان كل ما يقوله صحيح، تعلم أنها مخطئه، وأن الحب لا يعني أبدًا التخلي.. التخلي عن كرامتها، وشخصيتها، واحترامها.. الحب لا يعني هذا..
_معاك حق يابابا.. بس أنا بقالي كام شهر بتكلم معاه في الإنفصال وهو رافض.. مش راضي بيه ولا مديني فرصه يسمعني…
_مش من حقه، أنت ِ ادتيله فرص كتير وهو مستغلهاش، فرصه خلصت، ومن حقك أنتِ بقي تتصرفي حسب الي يريحك، وراحتك مش معاه، يبقي من حقك تقرري تنفصلي من غير ما ترجعيله.
_ايوه يا حاج بس أنا عندي رأي كده عاوزه اقوله..
_قولي يا حاجه رأي اي؟
_يعني.. مانديله فرصه أخيره، يعني بيقولوا أن الراجل لما بيحس إن الست ممكن تسيبه فعلاً وتضيع منه بيتغير، هي تعرفه أننا عرفنا، او حتي أنت تكلمه وتقوله، وتقوله انها هتفضل معانا وأنها قررت تنفصل، طبعًا هو مش هيسكت وهيحاول يرجعها، بعد كام يوم ولا اسبوع ترجع له ويبقي الشرط محطوط، لو زعلها تاني ساعتها ملوش فرص تانيه… اي رأيكوا؟
شعاع أمل رأته يحلق في الآفق، ولم تتواني لحظه عن السير وراءهِ ، قالت بلهفه :
_آه يابابا، كلام ماما صح، وجايز يجيب نتيجه..
صمت لدقيقه يفكر ثم قال :
_ماشي يابنتي اما نشوف، احنا يعني حابين خراب البيت…
___________(بقلم ناهد خالد) ___________

 

 

_ماشي يا عمي، أنا أول يوم ليا في الشغل الجديد النهارده، هخلص كمان ساعه هعدي عليكوا أخدها..
بعد نصف ساعه كامله يتحدث فيها والدها معه، يكون هذا رده!، هل هو أبله لا يفهم أم يدعي!، لقد شرح له أنها ستبقي عندهم ولن تعود له مره أخري وقررت الإنفصال عنه، لكن وكأنه لم يسمعه!
_يابني أنت مسمعتنيش؟ بقولك هي قررت أنها تنفصل ومش هتقدر تكمل معاك..
_ حضرتك قولتها اهو، هي قررت، أنا مقررتش، بعدين واضح أن بنتك أعصابها تعبانه شويه..
_يا دياب أنت كده بتعقد الموضوع مش بتحله، علي فكره مش طبيعي أني أتكلم معاك بالهدوء ده بعد الي عرفته من بنتي، بس أنا عامل اعتبار أني بعتبرك ابني، وعامل اعتبار أن في زين بينا فمينفعش أبدًا علاقتنا تبوظ عشانه ع الأقل، ياريت تحترم رغبتي ورغبة بنتي وتنفذهلها…
لو يعلم كم يضغط علي نفسه كي يكون بهذا الهدوء لما ظل يتحدث بنفس الموضوع :
_عمي أنا هعدي أخدها ونصفي أمورنا مع بعض في بيتنا.
حسنًا لا فائده من الحديث معه بهدوء…
_دياب، بنتي مش هتروح معاك، راجع نفسك وشوف قررك الأخير اي بس بنتي عندي ومش هتمشي…
أغلق الهاتف في وجهه دون كلمه زائده أخري…
نظر للهاتف ليجد الخط قد أُغلق… رمي الهاتف علي المكتب بعنف، وضع وجهه بين كفيه ِ لا يصدق أنها فعلتها وابتعدت..، ثوران بداخله كفيل أن يحرق العالم بأكلمه، لا يعرف ما يجب عليهِ فعله، ما ذنبه إن كان لا يستطيع التحكم بأعصابه!، ماذنبه إن كان لايري أمامه وقت غضبه، يعلم أنه يأذيها ولكن يقسم أنه حاول كثيرًا وفي كل مره…. يفشل..
_________(بقلم ناهد خالد) ________
خمسة عشر يومًا مروا دون جديد..
هي مازالت بمنزل أبيها تنتظر حركته التاليه لتتصرف بناءً عليها، تشعر أن مخطط والدتها فشل، وهو لم يتحرك ويطلب عودتها.. لم يفعل ما خططوا له، إذًا أستلجأ للإنفصال حقًا!…..
هو تعنت ورفض التحدث معها أو مع أبيها مره أخري، هي من اختارت البعد إذًا فلتتحمل…. ولكن هو لم يتحمل… بعد كل هذه الأيام قد وصل لأقصي طاقة تحمله… وأخيرًا قرر الرضوخ…. فليكفي ما عانه في الأيام الماضيه…
_السلام عليكم..
_عليكم السلام، ازيك ياعمي..
_الحمد لله، ازيك يا دياب..
_تمام، كنت عاوز أتكلم مع حضرتك شويه لو فاضي..
_معاك يابني قول..
زفر بضيق وقال :
_اعتقد أني سيبت ءآلاء مده كافيه تريح فيها أعصابها، ياريت بقي لو ترجع وكفايه الاسبوعين دول..
_ترجع بناءً علي أي؟

 

 

_مش فاهم…
_يعني لو رجعت يا دياب، المره دي أنا الي هاخد منك وعد أنك تتغير ومتزعلهاش، ودي آخر فرصه ليك، لو بنتي جت وقالتلي أنك زعلتها تاني هتبقي من غير راجعه…
ضغط علي أعصابه وهو يضطر أن يستمع لتعنيف والدها المستتر والمبطن بتهد”يد واضح، وقال :
_ماشي ياعمي، اوعدك إني مش هزعلها تاني..
كان وعدًا لنفسه قبل ان يكون له، عزم علي التحكم بنفسهِ وعدم أذيتها مره أخري…
ولكن أكل الوعود تُبصم بالوفاء؟ ، أم بعض الوعود تُنقض حتي وإن كنا لا نريد نقضها…

يتبع….

اترك رد

error: Content is protected !!