روايات

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 7 البارت السادس والثلاثون

رواية أحببتها ولكن 7 الجزء السادس والثلاثون

رواية أحببتها ولكن 7 الحلقة السادسة والثلاثون

كانت تقف أمام المرآة تنظر إلى إنعـ ـكاس صورتها فيها تتأكد أن ملابسها مهند’مة وعقـ ـلها شارد الذهن فجميعهن يقومن بتجهيز أطفالهن فيما عداها هي، والدتها هي التي تقوم بتجهيزها، زفـ ـرت بعمـ ـق واغمضت عينيها لتسـ ـقط دموعها على خديها فهي حتى الآن لَم تستطع كسب طفلتها إليها، شعرت بأ’لم يسيـ ـطر على قلبها لتزفـ ـر بعمـ ـق محاولةً الهدوء
«أُمي» نطقت بها صغيرتها التي كانت تقف خلفها على باب الغرفة تنظر إلى ظهرها لتشعر تالين بالصـ ـدمة فيبدو أنها تتخيل، نعم هذه تخيلات لا محال
«أُمي، عيد مبارك» نطقت بها مرة أخرى لتفـ ـتح عينيها وتلتفت تنظر إلى صغيرتها التي كانت تنظر إليها مبتسمة وترتدي ملابس جديدة وشعرها مصفف بشكلٍ رائع، إنها حقًا رقيقة، جلست تالين على ركبتيها بهدوء وهي تنظر إليها بشرود دون أن تتحدث لتقترب مِنها كارين بهدوء حتى وقفت أمامها وأبتسمت بوجهها
أطالت تالين النظر إليها تتأكد أنها أمامها بالفعل لتشعر بيد صغيرتها على وجهها تمسـ ـح لها دموعها برفق وتقول:أُحبّكِ يا أُمي
أنهـ ـت حديثها ثم طبعت قْبّلة على خدها وعانقتها لتزداد صـ ـدمة والدتها فيبدو أن هذا حُلمًا بالتأكيد، أستغرق الأمر مِنها بعض الوقت حتى أدركت ما يحدث ولذلك عانقتها مشـ ـددةً مِن عناقها إليها تؤكد لنفسها أن هذا ليس وهـ ـمًا وإنما حقيقي
وقف ريان على باب الغرفة لتنظر إليه وتراه يبتسم إليها لتفهم سريعًا أن هذا العا’ئق الذي يفـ ـصل بينهما قد زا’ل وستعود صغيرتها إلى أحضانها مرة أخرى، شـ ـددت تالين مِن عناقها إلى طفلتها لتقول بنبرة باكية:أشتـ ـقتُ إليكِ كثيرًا يا صغيرتي، أشتقـ ـتُ إليكِ حقًا
طبعت كارين قْبّلة على خدها ثم نظرت إليها لترى معالم وجه والدتها الباكِ، مسـ ـحت لها دموعها برفق وقالت:وأنا أيضًا يا أُمي
سقـ ـطت دموعها وهي تنظر إليها لتقول:أتعلمين كم أنتظرت حتى أسمع هذه الكلمة، كُنْتُ أتمنى سماع كلمة أُمي منذ زمن يا كارين حتى ذبـ ـل قلبي
«أنا آسفة يا أُمي لا تحز’ني، لا تغضـ ـبي مِني» نطقت بها كارين بنبرة با’كية بعد أن سقـ ـطت دموعها وهي تنظر إليها لتمـ ـسح تالين دموعها وتُمسّد على خصلاتها قائلة بأبتسامه:لستُ غا’ضبةً مِنكِ يا حبيبتي، لستُ غا’ضبة، أمنحيني عناقًا آخر
أبتسمت كارين وعانقتها مرة أخرى وشـ ـددت على عناقها إليها لتبتسم تالين وتضمها إلى أحضانها والسعادة تغمرها، نظرت إلى ريان الذي جلس أمامها على ركبتيه لتراه ينظر إليها بأبتسامه، أبتسمت تالين إليه ليعانقها قائلًا:هذه هي مفاجئتي لكِ يا حبيبتي
عانقته تالين ودموعها تتسا’قط دون توقف فهي حتى الآن مازالت متفاجئة ولا تصدق أن طفلتها أستجا’بت إليها أخيرًا وأصبحت داخل أحضانها تعانقها مثل بقية الأمّهات، لحظات وأبتعدت تالين لتنظر إلى تالين قائلة بأبتسامة:ما رأيكِ في تصفيفة شعري يا أُمي لقد صففتها لي جدتي
أبتسمت تالين وقالت بنبرة حنونة:إنها رائعة يا حبيبتي
نظرت إلى ريان الذي نهض وقال:هيا أقترب موعد الصلاة يجب أن نتحرك الآن
نهضت الصغيرة ومعها تالين التي قالت:أنا جاهزة
نظرت إليه كارين وقالت بأبتسامة:نعم وأنا أيضًا
أبتسم ريان لـ يُمسك يد صغيرته التي كانت تبلـ ـغ الأربعة أعوام ثم أمسك يد زوجته وخرجا مِن غرفتهما كي يذهبا إلى المسجد كي يصلوا صلاة العيد جميعهم مع بعضهم، نظر إليها وقال مبتسمًا:أعجبتكِ مفاجئتي أليس كذلك
نظرت إليه تالين وأبتسمت قائلة:كثيرًا لَم أكن أتو’قع أن تكون هذه هي عديتي
أتسعت أبتسامته وقال:بلى هذه مفاجئة وليست عديتكِ
نظرت إليه تالين وقالت مبتسمة:لا أُريد شيئًا يا ريان فما كُنْتُ أُريده قد أخذته حقًا
«وأنا مازلتُ على قراري ولن أُغيّره مهما حدث، عديتكن معي عندما نعود مِن الصلاة سأعطيكما إياها» نطق بها ريان بإصرار لتخـ ـضع إليه قائلة بنبرة هادئة:مثلما تريد يا ريان
ترك يد صغيرته ليفتح الباب إلى تالين التي جلست بجوار مقعد السائق، بينما توجه هو ممسكًا بيد صغيرته قائلًا:وأنتِ أيتها الأميرة ستجلسين هُنا
أنهـ ـى حديثه وهو يحملها بخفة ويجلسها في المقعد الخلفي، قام بر’بط حز’ام الأمان إليها قائلًا:لا أُريد شقا’وة نجلس كالفتيات الجميلات ننظر عبر النافذة نشاهد الإناس بكل هدوء أتفقنا
حركت رأسها برفق وقالت:أتفقنا
طبع قْبّلة على خدها الصغير ثم أغـ ـلق الباب ليتوجه بعد ذلك إلى مقعد السائق حتى يلحق بـ بقية العائلة فـ كان مازال هُناك البعض لَم يتحرك بعد وهذا طمئنه أنه مازال هناك القليل مِن الوقت كي يصلوا إلى هُناك، أدار سيارته وتحرك مشيرًا بيده إلى إيثان الذي أبتسم إليه وقال بنبرة عا’لية بعض الشيء:سألحق بكَ الآن
أبتسم إليه وقال:سأنتظرك
شعرت تالين بـ الراحة والسعادة تغمرها فلا أحدّ يستطيع الشعور بها وبسعادتها تلك سوى ريان الذي كان معها طوال الوقت يرى حـ ـزنها وبكاءها وألـ ـمها، وهو الآن يبتسم سعيدًا برؤية الأبتسامة على وجهها التي لن تز’ول مرة أخرى وستظل على محياها
<<<<>>>>
«لقد تأخرت تقوى كثيرًا أتمنى أن تكون بخير» نطقت بها رهف التي كانت تشعر بالقـ ـلق على شقيقتها الصغرى التي تأخرت ولَم يعُد متبقي سوى ثلاثة دقائق وتقيم الصلاة، زفـ ـرت بتو’تر شـ ـديد وهي تنظر حولها تحاول مهاتفتها دون أدنى فائدة
لحظات ورأت سيارة علي تقف في إحدى الأماكن المخصصة لـ السيارات ثم رأت إيثان وهو ممسكًا بيد تقوى يساعدها على النزول، أقتربت مِنهم سريعًا قائلة بقـ ـلق:في إيه يا تقوى انا عمالة أتصل بيكي مبتردّيش ليه رعـ ـبتيني عليكي
نظرت إليها تقوى وقالت:في إيه يا بنتي براحة انا سايبة الموبايل فـ البيت أصلًا ومَكُنْتش هاجي بس إيثان أصَّر
عقدت رهف ما بين حاجبيها وقالت بتساؤل:ليه؟؟؟؟؟؟
تقوى:مفيش تعـ ـبت وقعدت شويه عقبال ما خفـ ـيت شويه وعشان كدا أتأخرنا
أقترب علي مِنهم ممسكًا بيد صغيره وبجواره لارين قائلًا:يلا عشان مفاضلش غير دقيقتين خلّوا بالكم مِن تقوى وانا وإيثان هنخلص ونستناكم هنا
نظر بعدها إلى إيثان وقال:هيا يا إيثان
نظر إيثان إلى تقوى وقال:أنتبـ ـهي إلى حالكِ أبقي مع رهف
تركها وذهب لتمسك رهف بيدها وعلى الجهة الأخرى لارين التي أمسكت بيدها كذلك قائلة:طلع حنين أوي
نطقت بها ثم أبتسمت لتنظر إليها تقوى وأبتسمت قائلة:عشان تصدقوني بس
توجهن ثلاثتهن إلى مسجد السيدات وفور أن وصلن سمعن الشيخ يقيم الصلاة ونهضوا الجميع أستعدادًا لـ الصلاة، ظلت رهف بجانب تقوى طوال الوقت دون أن تتركها لحظة واحدة
وبعد أن أنتهـ ـوا وأستمعوا إلى الخطبة أيضًا خرجوا وبدأو يتقابلون في أماكن متفـ ـرقة، وقف علي بجانب إيثان ممسكًا بيد صغيره الذي كان ينظر إلى كل مكان بهدوء، نظر علي إلى إيثان وأبتسم قائلًا:ستأتي الآن لِمَ كل هذا الخـ ـوف
نظر إليه إيثان وقال بنبرة يملؤها القـ ـلق:أشعر بالقـ ـلق كانت تقوى متعـ ـبة في الصباح الباكر وكانت لا تستطيع المجيء ولَكِنّ أنا مَن ضغـ ـطت عليها حتى تأتي لأنني أيضًا لن أستطيع أن أتركها وحدها في القصر مَن سيعـ ـتني بها حتى أعود
تفهم علي سـ ـبب خو’فه ولذلك قال:لا تخـ ـف تقوى بخير وستكون بخير دومًا أنا كُنْتُ في إحدى الأيام مثلك هكذا ولَكِنّ صدقني كل ذلك يز’ول في أول لحظة ترى فيها صغيرتك .. ستعلم عندما تكون صغيرتك بين يديك
لحظات وأقتربن مِنهم ليرى إيثان تقوى تضحك وتتحدث مع رهف ولارين ليشعر بالراحة بعد أن تأكد أنها بخير والأ’لم قد زا’ل، نظرت إليه تقوى بعد أن وقفت أمامه وقالت بأبتسامه:لِمَ وجهك مائلًا إلى الأصفـ ـرار هكذا يا إيثان
أبتسم علي وقال:كان مرعـ ـوبًا عليكِ
أبتسمت تقوى وقالت:لا تخـ ـف أنا الآن بخير حمدًا لله
نظر إليه علي وقال:أرأيت
ضمها إلى أحضانه وقال:لا أُصدق حينما أرى ذلك بـ عيناي يا علي
أبتسم علي وقال:العا’شق صديقي أترون
أبتسم إيثان وقال:أنذهب الآن يا صديقي
علي:نعم فـ النز’لاء ذهبوا إلى المنزل لا أعلم متى فعلوها نحن لَم نُكمل العشر دقائق
أبتسمت تقوى وقالت:عشان الكحك والبسكوت يا اهـ ـبل
نظر إليها علي قليلًا ثم قال بذهول:تصدقي صح .. بينا بسرعة قبل ما يعملوها
<<<<>>>>
كانوا جميعهم يضحكون والأطفال يركضون هُنا وهُناك وأصوات الضحكات نابعة مِن القـ ـلب، نهض ليل بعد أن أصّروا جميعهم على أن ليل يبدأ في اللعب هو لذلك خضـ ـع إليهم ونهض، وها هو أحمد ير’بط قطعة القـ ـماش على عينيه قائلًا:تتو’صوا بيه يا ولاد
ضـ ـربه ليل بمر’فقهِ في معد’ته قائلًا بضـ ـيق:لِم نفسك بدل ما أطلعهم عليك يا أحمد
ضحك أحمد ووضع يده على معدته متأ’وهًا، أبتـ ـعد عنه وقال:يلا أبدأ
أقتربوا الأطفال والشباب مِنهُ وبدأ كل واحدٍ مِنهم جـ ـذب جلبابه والأبتـ ـعاد سريعًا، بينما كان هو ثابتًا مكانه تاركًا إياهم يفعلون ما يريدون وعلى ثغره أبتسامه هادئة، تحدثت كارما قائلة:خلّوا بالكم عشان ليل هياخد واحد مِنكم على غفـ ـلة دلوقتي
دلف علي ومعه زوجته وصغيره وكذلك إيثان وتقوى، نظر إليه باسم وقال:يلا يا علي شـ ـد أخوك وأدخلوا معاهم
تعجب علي ولذلك أقترب مِنهم كي يرى ما يحدث لتعلو أبتسامه واسعة على ثغره فورًا ليقول:ألعب يا تلـ ـجة طلعت أنتَ
ضحك ليل وقال:أقسم بالله يا علي لوريك
أقترب مِنهُ إيثان بهدوء وحـ ـذر ليجذ’ب طر’ف جلبابه ويبتـ ـعد مسرعًا ليتحرك ليل سريعًا محاولًا إمساكه ولَكِنّهُ فشـ ـل في ذلك، أقترب رائد مِنهُ وجـ ـذب جلبابه وأبتـ ـعد سريعًا عنه وهو ينظر إليه ويبتسم، كان ليل يستمع إلى خطواتهم التي تقترب تارا وتبتـ ـعد تارا وهو يتركهم فهو يُريد أصطـ ـياد واحدٍ معين مِنهم ولذلك قد أطا’ل الوقت حتى سَمِعَ أخيرًا خطواته تقترب مِنهُ ولذلك تـ ـرقب دقائق حتى شعر بهِ يجـ ـذب جلبابه ليلتفت سريعًا ممسكًا بهِ
علّت صيـ ـحات الجميع لينز’ع ليل قطعة القـ ـماش سريعًا وينظر إليه مبتسمًا، كان الخا’سر هو علي الذي كان يقف وينظر إليه مبتسمًا ليقول ليل مبتسمًا:مش قولتلك هوريك … ألبس يا معلم
أعطاه قطعة القما’شة ليأخذها علي قائلًا بنبرة ضاحكة:ماشي يا عم براحتك … براحتك على الآخر يعني
أنهـ ـى حديثه وهو يضع القما’شة على عينيه ويقوم بربـ ـطها مِن الخلف ليسمع إيثان يقول:هيا يا خبـ ـيث
أبتسم علي وقال:سأوريكَ أيها الرا’قص أنتظر قليلًا فقط وسترى ما سأفعله بكَ
أقترب يزيد مِنهُ وجـ ـذب طرف جلبابه برفق وهو يقول:لمـ ـي درا’عك يا سعدية عشان بغـ ـير
أجابه علي وقال:وأنتَ تبُص ليه يا قلـ ـيل الأد’ب إيه مفيش حـ ـياء
بدأو يلعبون مرة أخرى وكل واحد يجـ ـذب جلبابه في أوقات مختلفة، تحدث علي محذ’رًا إياهم قائلًا:بقولكم إيه انا خُـ ـلقي ضـ ـيق اللي همـ ـسكه هجـ ـيبه الأرض
أجابه حُذيفة مبتسمًا وقال:لو راجـ ـل وجدع أعملها ويا سعدك ويا هناك لو كُنْت انا صاحب النصـ ـيب
أنهـ ـى حديثه وهو يجـ ـذب طرف جلبابه بخفة ليلتفت علي سريعًا محاولًا إمساكه في محاولة فا’شلة مِنهُ، نظر عز إلى علي وأقترب مِنهُ بحـ ـذر ليقف علي في هذه اللحظة متأ’هبًا لأي حركة وهو يستمع إلى خطوات تقترب مِنهُ، لحظة، أثنتان، ثلاثة وكان يجـ ـذب ذر’اع عز مسـ ـقطًا إياه أرضًا بعـ ـنف لتعلو آها’ته وينز’ع الآخر العصـ ـبة مِن على عينيه ليرى إبن عمه هو الذي كان صاحب النصيب
«كـ ـسرت أخويا ولا لسه يا علي!» نطق بها فادي ليلتفت إليه علي قائلًا بأبتسامه:أحبّ أقولك يا فادي يا حبيبي إن أخوك دا بسكوته
«بسكوته إيه يا غشـ ـيم دا أنتَ خلـ ـعتلي كتفي يا جحـ ـش!» نطق بها عز الذي كان يمسك ذراعه متأ’لمًا ليلتفت إليه علي ينظر إليه قائلًا:انا قولت إن اللي همـ ـسكه هجـ ـيبه الأرض وانتَ طلعت صاحب النصيب مش قصتي بقى
أقترب فادي مِن أخيه ما’ددًا إليه يده لـ يُمسك بها عز وينهض متأ’وهًا، ربت فادي على ظهره برفق وقال:النصيب يا خويا بقى
<<<<>>>>
كانوا يجتمعون حول المائدة وكل واحدٍ مِنهم يأخذ مِن حلوى العيد مثلما يشاء، أعطى ليل إلى صغيره قطعة مِن الحلوى لينظر إلى كارما قائلًا بهمس:مين اللي جايب البسكوت اللي بالشيكولاتة دا
أجابته بنبرة خا’فتة مما’ثلة وقالت:هيكون مين غير جدك حمزة
نظر إليها وقال:وجدي يعرف بالحوار دا
حركت رأسها تنفـ ـي ما قاله قائلة:لسه معرفش
أبتسم ليل بعد أن قـ ـطم قطعة مِن البسكويت الذي كان بنكهة الشيكولاتة وقال مبتسمًا:يا مساء التهـ ـزيق وقـ ـلة القـ ـيمة
نظر بعدها إلى صغيره الذي قال:بابا عايز واحدة بالشيكولاتة
أخذ ليل قطعة وأعطاها إليه قائلًا:يا باشا كله ليك واللهِ
نظر بعدها إلى إيثان الذي قال بتساؤل:ما هذا؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليه وقال:كحك … يُبـ ـاع في المخابز وأيضًا في الجامعات .. بعد العيد سيجلب إلينا طه ستة
نظر إليه طه وقال:وليه السيرة المهـ ـببة دي بقى
أبتسم ليل وقال:مش انتَ لسه قايلي عندك اتنين أول وستة آخـ ـر
عز:لا انا رأيي تعيد أحسن
طه:يا عم دا بيقول أي كلام مفيش مِنُه الكلام دا كحك إيه اللي أجيبه كفاية اللي على السفرة
كانت ناهد تجلس بعيدًا عنهم شاردة الذهن، أو تبكي، عندما تذكرت شريف ورأت صورته أمامها بكت، فأول عيد لهما هو ليس معها، ولن يكون معها في الأعياد والمناسبات القادمة أيضًا، بكت ناهد رغـ ـمًا عنها فهي ليست سعيدة مثلهم، تشعر الآن أن سكـ ـينة حا’دة تُغـ ـرز بصـ ـدرها دون رحـ ـمة، تنظر إلى ليل وروزي، علي ولارين، فاروق وليالي، يزيد وروان، جميعهم مع أحبائهم وهي وحيدة، جميعهم سعداء وهي حزيـ ـنة وبشـ ـدة
أقتربت مِنها چويرية وبيدها صحن حلويات لتجلس أمامها تنظر إليها قائلة:العياط مش هير’جع شريف … العياط لو كان بير’جع الحبايب كُنّا زمانا معيطين كلنا لحد ما دموعنا نشـ ـفت … أدعيله عيده فـ الجنة
نظرت إليها ناهد بوجهٍ باكِ وقالت بنبرة با’كية:تـ ـعبانه أوي يا چويرية … قلبي واجـ ـعني ومش مبسوطة ولا عُمري هكون مبسوطة … شوفت صورته فوق مقد’رتش عيـ ـطت أوي يا چويرية … انا مش حاسه بـ أي حاجه انا مو’جوعة وبس
أدمعت عينان چويرية التي ربتت على يدها مواسيةً إياها قائلة:حاسه بيكي صدقيني مش مجرد كلمتين وقت تهو’ين بالعكس … انا فعلًا حاسه بيكي … ربنا يصبرك يا ناهد مش فـ إيدي حاجه أعملها غير إني أواسيكي
بينما كانت رانيا تجلس في غرفتها بعد أن عادت مِن الخارج وقررت أن تلتزم غرفتها تتأمل فقط صورة أبنها الصغير الذي رحـ ـل وترك روحـ ـها تُعـ ـذب كل يوم في غيا’به، كانت تنظر إلى معالم وجهه الجميلة، كان يضمها إلى أحضانه وضحكته نابعة مِن القلب، كانت عينيه الخضراء صافية تصف حالته مِن الداخل ومدى صفاء روحه في ذلك اليوم، كان مَن يرى شريف يُحبّه ويُحبّ الجلوس معه والتحدث دون مـ ـلل، لقد كان بشوشًا وحنونًا وصديق مخلـ ـص لـ مَن حوله وأخًا حنونًا وإبن بـ ـار بوالديه، سقـ ـطت دموعها على الصورة ثم أنخـ ـرطت في بكاء مـ ـرير
آه لو يعلم كَم هي متعـ ـبة وكَم تمنت اللحـ ـاق بهِ كي تكون بجواره، آه لو يعلمون ما يكمُن داخلها، عانقت الصورة إلى أحضانها وكأنها تضمه هو وليست الصورة لتقول بنبرة با’كية متعـ ـبة:وحشتني يا شريف … وحشتني أوي يا حبيبي .. شوفت العيد وحـ ـش مِن غيرك أزاي يا شريف … رمضان عدى وقـ ـلبي ولساني موقـ ـفوش دُعا ليك يا حبيبي … كل يوم بدعيلك وقـ ـلبي بيتقـ ـطع مليون حتة عليك … مش عارفه أبقى كويسه يا شريف .. مش عارفه أتخـ ـطى تعـ ـبت ورو’حي أتهلـ ـكت … أول مرة محسش بـ رمضان ولا العيد اللي كُنّا بنستناه كل سنة وتقعد تستنى ليلة رمضان عشان تنزل تصلي أول صلاة تراويح وترجع وفـ إيدك شنطة حلويات وتقولي كل سنة وانتِ طيبة يا ماما كُنْتِ أول حدّ ذكّرته فـ دُعائي ودعيتلك تعملي عُمرة زَّي ما بتتمني دايمًا وإن شاء الله هتكون المرة دي مِن نصيبك … كُنْت نسمة يا حبيبي تتحط على الجـ ـرح يطيب … قبل ما الشـ ـر يدخل حياتك ويقـ ـلبها جحـ ـيم ويخليك بني آدم تاني … بس كله مكتوب وربنا عايز كدا وانا قابله بأ’مره ومش هقول غير الحمد لله … ميـ ـت شهـ ـيد يا نور عيني … أحلى حاجه إن اللي هيفتكر وييجي يكلمني هيقولي متزعليش يا رانيا دا أنتِ أمّ الشـ ـهيد
لاحت أبتسامه خفيفة على ثغرها لتقول بنبرة با’كية:فـ الجنة ونعيمها يا حبيبي … عيدك فـ الجنة أحلى أكيد
أنهـ ـت حديثها وطبعت قْبّلة على صورته التي كانت بأحضانها طوال الوقت ثم عانقتها مرة أخرى وألتزمت الصمت، ولَكِنّ أيلتزم القلب الدا’مي الصمت أيضًا حينما يتوقـ ـف الفم عن الوصف؟
<<<<>>>>
كان فاروق يجلس وحده بعيدًا عن الجميع وهو ينظر إلى هاتفه يشاهد بعض مقاطع الفيديو خاصته مع أخيه والتي كانت عبارة عن بعض المقا’لب التي يُحبّ شريف تو’ثيقها دومًا والأحتفاظ بها، كان يبتسم بين الفينة والأخرى عندما يرى ضحكات شريف وأبتسامته المنتـ ـصرة عندما ينجح مقـ ـلبه، نظر إلى بعض الصور خاصته أيضًا فقد كان شريف يُعطي إليه كلمة السـ ـر الخاصة بهاتفه دومًا تحسُـ ـبًا لحد’وث شيئًا ما
أغـ ـلق فاروق هاتفه وزفـ ـر بهدوء ومـ ـسح على عينيه فقد كانت ستخـ ـونه عينيه وتزر’ف دموعها التي لن تتوقـ ـف، تر’حم على أخيه ونظر إلى ليل الذي أقترب مِنهُ وجلس بجواره مربتًا على كتفه مواسيًا إياه قائلًا:شريف فـ مكان أحسن مِن هنا يا فاروق … أدعيله مش محتاج مِننا غير دعوة بسيطة هتفرق معاه جدًا
زفـ ـر فاروق مرة أخرى وقال بنبرة هادئة:شريف وحشني أوي يا ليل
أدمعت عينان فاروق مرة أخرى وتحشـ ـرجت نبرة صوته قائلًا:آه الفرق بيني وبينه سنة بس كُنْت على طول أقوله مفيش فرق بيني وبينك يا شريف أعتبر نفسك توأمي إيه يعني سنة مش حوار … كان يضا’يق ويقولي لا يا فاروق السنة دي تفر’ق معايا انا أنتَ متعرفش دي ممكن تعمل إيه أنتَ هتر’بطني بيك ليه ولا مش عايز حدّ يقول عليك عجـ ـوز بعد كدا فـ تدبـ ـسني معاك
أبتسم بخفة وأكمل قائلًا:كُنْت انا أفرح إني مسـ ـكت عليه حاجه تضا’يقه كل شويه وتعـ ـكنن عليه … وكان بيتقـ ـمص فـ بعض الأوقات شخصية البلوجر ويطلعهم عليا انا فـ الآخـ ـر مقا’لب بقى والذي مِنُه … بس تعرف كان على قلبي زَّي العسل واللهِ العظيم .. ير’جع بس يوم واحد ويعمل اللي هو عايزُه وانا مش همنـ ـعه ولا أقوله حاجه بالعكس … بس ير’جع هو
ربت ليل على ظهره برفق ثم عانقه قائلًا:متقلـ ـبش على نفسك المو’اجع يا فاروق هتتـ ـعب أوي ومش هتعرف تخـ ـرج مِن الدايرة دي … وحد الله وصلِّ على النبي وأدعيله … ربنا يعلم شريف كان إيه بالنسبة لي كُنْت بعتبره زَّي طه بالظبط .. بس دا نصيبه يا فاروق … ربنا يرحمه .. فو’ق بقى وأهدى وتعالى أقعد معانا متقعدش لوحدك كدا يلا
نهض ليل وأمسك يده لينهض فاروق بأستـ ـسلام وتوجها سويًا إليهم، جلس فاروق بجوار عُمير الذي ربت على ظهره برفق وأبتسم إليه، تحدث فادي قائلًا:أسمع يا عم قصة إبن عمك اللي لسه مأ’لفها مِن أربع دقايق عشان مش هيجيلي شـ ـلل ولوكـ ـيميا مرة واحدة
أجابه حُذيفة وقال:معلش عز لسه فـ سن المـ ـراهقة ولازم نستحمله
رمـ ـقه عز نظرات نا’رية وقال:مراهـ ـقة إيه يا جا’هل أنتَ واحد شـ ـحط زَّي ماشي فـ الواحد وعشرين تقول عليه مـ ـراهق قسمًا بالله ما حدّ مـ ـراهق هنا غيرك يا راجـ ـل أختـ ـشي بقى مش كل يوم هقـ ـفشك جايب ورد أحـ ـمر وشيكولاتة إيتوال اللي بتمن مـ ـرتبين
نظر إليه حُذيفة بصـ ـدمة وقال:طلعت أنتَ يا عز
أبتسم عز بجانبيه وقال ساخرًا:أيوه يا خويا انا .. أومال هيكون مين يعني خيا’لي
ليل:وأنتَ بتتصـ ـنت عليه ليه يا عز
علي:فين الخصو’صية دي يا بيت الدمنهوري اللي بتتكلموا عنها ها دا انا نا’قص أدخل الحـ ـمام ألاقيك جوه
أبتسم عز وقال:لا دي لسه موصلتلهاش انا دلوقتي فـ مرحلة قـ ـفش المتزو’جون بقـ ـفش كل واحد وهو طالع لمراته بشنطة قد كدا بتجيبوا إيه ها وبعدين ما أنتوا معاكوا فلوس أهو أومال لمَ نيجي نطلب مِنكم حاجه بتبانوا شحـ ـاتين ليه ومش لا’قيين تاكلوا
نظر علي إلى فادي وقال:خلّي أخوك يتـ ـلم عشان مقو’مش أقـ ـطع وشه
عز:ومتقولهاش فـ وشـ ـي ليه يا عبده البلطـ ـجي ولا خا’يف
نظر إليه علي نظرة ذات معنى وقال:انا هخـ ـاف مِنك أنتَ يا معفـ ـن ليه يعني
عز بحـ ـدة:ليه يا حبيبي مالي مش قد المقـ ـام انا ولا أكونش مش قد المقـ ـام
علي بتحذ’ير:يا عز بلاش أنتَ تاني انا غشـ ـيم أقسم بالله ومبتفا’همش
أبتسم عز وقال ساخرًا:على نفسك يا حبيبي مش عليا انا .. عز معاذ ليل سالم الدمنهوري
ليل:انا بصفتي إبن عمك متبـ ـري مِنك دا مبدئيًا يعني
عز:أحسن أنتوا عـ ـرة أصلًا وانا مستعـ ـار مِنكم
أجابه يزيد وقال:يا أخي أقسم بالله انا اللي متبـ ـري مِنك ومستعـ ـار مِنك تخيل
عز:أحسن واللهِ كدا أحسن أنتوا ولاد عم مش سا’لكين مِن جو’اكم لبعض أصلًا وفيه حقـ ـد بيظهر وقت مُعين كدا
عُمير:انا لحد دلوقتي ساكت وحاطط جـ ـزمة فـ بوقي عشان لو أتكلمت هعمل مشا’كل
عادل:لا يا غا’لي بلاش أنتَ أنتَ طيب ونسمة مش واخدين على عُمير البلطـ ـجي خلّيك زَّي ما أنتَ كدا أحسن
سعيد:إيش حال لو مَكُنْتُش ولاد عم بقى
أجابه أحمد ببساطة وقال:كُنا خلّـ ـصنا على بعض يا حبيبي سهلة خالص مش محتاجة
أقترب معاذ مِنهم وقد أنضم إلى مجلسهم قائلًا:جرا إيه ياض مِنك لِيه ما تهـ ـدوا شويه كدا
نظر إليه علي وقال:قول لـ أبنك اللي مش ناوي يجيبها البـ ـر معانا يا عم الحاج الأول وبعدين كلمنا إحنا
نظر معاذ إلى ولده وقال:ماله عز ما الواد زَّي الفُل أهو ونسمة
ضحك ليل عا’ليًا وقال ساخرًا:نسمة أوي يا معاذ عندك حق تصدق … لو كُنْت نا’سي أفكرك يا ميزو
أنهـ ـى حديثه وهو يغمز إليه بطـ ـرف عينه لينظروا جميعهم إليه نظرة ذات معنى ثم نظروا إلى معاذ الذي فَهِمَ ما ير’مي إليه حفيد أخيه، نظروا إلى بعضهم البعض ليقول هلال:هو الله أعلم بس بينهم لغة كدا مش عارف أصطـ ـادها لحد دلوقتي
أبتسم حُذيفة ونظر إلى إبن عمته وقال:أنتَ لسه منـ ـستش
نظر إليه ليل وقال مبتسمًا:انا عندي أستعداد أنـ ـسى أي حاجه إلا دي
يزيد:الله الله دا حُذيفة كمان طلع عارف
عادل:لا دا إحنا لازم نعرف بقى
نظر إليهم معاذ وقال ساخرًا:كل واحد يلـ ـم منا’خيره بدل ما أكسـ ـرهاله
ضحك ليل وقال:شوفت يا ميزو آخـ ـره لاو’ية الدرا’ع إيه .. كما تد’ين تد’ان يا حبيبي
أبتسم معاذ ونظر إليه نظرة و’عيد وقال:دا أنتَ هتند’م ند’م يا ابن باسم على الحركة دي لـ أخليك تعيـ ـط بدل الدموع د’م
أبتسم ليل وقال بنبرة با’ردة:انا مبتهـ ـددش، مبتأ’ثرش، مبخا’فش، أي حاجه نفسك تعملها مش هحـ ـرمك مِنها براحتك على الآخر انا إيـ ـزي جدًا
نهض معاذ وبدأ يقترب مِنه قائلًا:أنتَ كدا أستفـ ـزيتني
بدأ ليل يعود إلى الخـ ـلف بظـ ـهره وهو ينظر إليه قائلًا:ودا انا كُنْت عايزُه يا ميزو .. مش معقول تحـ ـرق د’م كل دول وميتحـ ـرقش د’مك يعني دي تبقى عيـ ـبة فـ حقي
نظر إليهما أحمد بعد أن أرتشف القليل مِن الشاي وقال:خلّي بالك ليل غشـ ـيم ها وإيده تقـ ـيلة إحـ ـذر لتتخـ ـرشم
نظر إليه ليل نظرة السـ ـفاح الذي وأخيرًا أصطـ ـاد فريسته وقال مبتسمًا:ربنا بيحبّك وبيديك إنذ’ارات وأنتَ مُـ ـصمم برضوا
أبتسم معاذ وقال:دا انا معاذ ياض ولو متعرفنيش أسأل عليا فـ سجـ ـل الجرا’يم
أنهـ ـى حديثه وهجـ ـم عليه ليتصـ ـدى إليه ليل ممسكًا بيده يمنـ ـع حركته قائلًا مبتسمًا:أحبّ العـ ـنف وأعشـ ـق الغشو’مية
وقبل أن يسـ ـدد إليه هجـ ـمته كان معاذ يقـ ـيد حركته محاو’طًا رأسه بذراعه ليصبح متحـ ـكمًا في حركة جسـ ـد ليل الذي قال:أنتَ كدا جا’مد يعني .. كدا أنتَ حلو
أحكـ ـم معاذ قبـ ـضته وقال معا’ندًا إياه:أجمـ ـد حدّ على المجـ ـرة ياض .. دا انا عمك
أبتسم ليل ساخرًا وقال:كل دا عشان سايبك تعمل اللي أنتَ عايزُه
أبتسم معاذ كذلك وقال:انا محدش بيمشـ ـي كلامه عليا دا انا أمشـ ـي كلامي على كل اللي قاعدين هنا ومحدش هيقولي تلت التلاتة كام
خرج ليل الجد ليرى هذا المشهد بين إبنه وحفيده وعلى الجهة الأخرى بقية الأحفاد يجلسون ويشاهدون هذا وكأنه عرض لـ فيلمًا جديدًا في إحدى صالات السينما، أقترب مِنهم وهو ينظر إلى أخيه وحفيده قائلًا:أنتوا عليكم حُـ ـكم ولا إيه
نظر إليه عُمير وقال مبتسمًا:حُـ ـكم إيه بس دول ما’سكين بعض وحالفين لبعض يا قاتـ ـل يا مقتـ ـول
أند’هش ليل ونظر إليهما مرة أخرى وقال موجهًا حديثه إلى إبنه:سيبه يا معاذ
أجابه معاذ قائلًا:وربنا ما يحصل عشان أربـ ـيه ويتعلم إن مش كل حاجه بيعـ ـوزها بيا’خدها
ضحك ليل الحفيد وقال:أنتَ قاصد تهنـ ـي قدام أبني يعني انا مُمكن فـ ثانية أخليك مكاني على فكرة بس انا مـ ـراعي برستيچك
ضحك معاذ وقال ساخرًا:ودا الفـ ـرق بيني وبينك يا ابن العبـ ـيطة
أجابه ليل محذ’رًا إياه قائلًا:يا عمي عيـ ـب هتند’م بلاش انا
تدخل علي قائلًا مبتسمًا:بلاش فعلًا عشان غشـ ـيم أوي
أبتسم معاذ وقال بإصرار:وانا لسه عند كلمتي
دام الصمت بينهما قليلًا والجميع يتر’قب ماذا سوف يحدث الآن هل سينجح معاذ في إخضـ ـاع ليل بالفعل، أم أن ليل لهُ رأيًا آخر!
لحظات وكان ليل محـ ـررًا نفسه مِن قبـ ـضة معاذ بكل عنـ ـف وجعله مكانه لينقـ ـلب الوضع ويقول ليل ساخرًا:انا أمـ ـشي كلمتي على كل اللي هنا ومحدش يقدر يقولي تلت التلاتة كام … شعورك إيه بقى يا ميزو وأنتَ متثـ ـبت مِن إبن أختك
أبتسم معاذ بجانبيه وصـ ـق على أسنانه بو’عيد ليبا’غته ويسـ ـقطه أر’ضًا في لمح البصر، تفاجؤ جميعهم لتعـ ـلو صيـ ـحات الدهشة والتفاجؤ وهم ينظرون إلى ليل، ولتعود السـ ـلطة إلى معاذ الذي أنحنـ ـى بجـ ـذعه قليلًا نحوه ينظر إلى ليل الذي كان مستلـ ـقي أرضًا وقال بسخرية:الركـ ـع على التأسـ ـيس يا ليلو
أستـ ـقام في وقفته وهند’م جلبابه بوقار وأبتعد عنه، رمـ ـقه ليل نظرة ذات معنى ثم نهض وجلس على الأرض وقال بنبرة عا’لية بعض الشيء:الحظ مش حليـ ـفك على طول يا معاذ ها ولو كان معاك مرة مش هيكون معاك فـ التانية
أبتسم معاذ وألتفت ينظر إليه قائلًا بسخرية:انا شايف إنك تعـ ـيد حساباتك تاني يا سيادة الملا’زم عشان واضح إن عندك خـ ـلل
أبتسم ليل بجانبيه وقال:خـ ـلل!، انا بعد دا كله يتقالي عندك خـ ـلل، دا انا تلميذ أبوك عيـ ـب لمَ تغـ ـلط فيه حتى وهو واقف
أبتسم معاذ وقال:فـ ـكك مِني وخليك فـ نفسك عشان شكلك بقى وحـ ـش أوي قدامهم
أتسعت أبتسامه ليل المتهـ ـكمة ليضم صغيره إلى أحضانه قائلًا:ثقتي فـ نفسي صـ ـعب تتهـ ـز يا برو ودي هعتبرها إشارة إني في حاجه عندي مش مظبو’طة ومحتاجه ضغـ ـط شويه مش أكتر
تركه معاذ وعاد إلى القصر مفتخـ ـرًا بنفسه لينظر عز إلى ليل قائلًا بتخا’بث:بابا حط عليك
نظر إليه ليل بطرف عينه قليلًا ثم قال محذ’رًا إياه:خـ ـف عشان اللي معملـ ـتهوش مع أبوك أعمله معاك
نظر حُذيفة إليه نظرة ذات معنى وقال:ليل كدا أعـ ـلن را’ية الحـ ـرب الشـ ـرار بينطـ ـق مِن عينه
زفـ ـر ليل بهدوء ثم نظر إلى طفله الذي كان ينظر إلى حُذيفة طابعًا قْبّلة على خده قائلًا:أتقـ ـل بس عليا، أفو’ق وهو’ريك
<<<<>>>>
”في المساء”
كانت روزي تقف أمام ليل تهند’م لهُ بدلته الكـ ـحيلة بينما هو يمشط خصلاته بإندماج، صدح رنين هاتفه عا’ليًا يعلنه عن أتصال هاتفي مِن صديقه شهاب، أخذ رائد الهاتف ونظر إلى والده الذي نظر إليه مِن إنعـ ـكاس صورته في المرآة وقال:ردّ عليه لا’عبه شويه
أبتسمت روزي ومعها الصغير الذي أجابه قائلًا:الو
تعجب شهاب كثيرًا عندما أتاه صوت طفلٍ صغير لـ يُبـ ـعد الهاتف عن أذنه ويوجه حديثه إلى شكري قائلًا:أنتَ طلبت حدّ غـ ـلط ولا إيه
عقد شكري ما بين حاجبيه وقال متعجبًا:لا ليه!
أجابه شهاب قائلًا:دا صوت طفل صغير
نظر شكري إلى شاشة هاتف أخيه ليقول:ليل يا عم
أزداد تعجب شهاب الذي وضع الهاتف على أذنه مرة أخرى وقال:الو
أجابه رائد بعد أن جلس على مقعده الصغير وقال:مين
أجابه شهاب قائلًا بتساؤل:انا اللي المفروض أسألك أنتَ مين؟؟؟
نظر رائد إلى والده وقال:وأنتَ عايز تعرفني ليه، ليه معرفكش انا الأول
أبتسم ليل ليقترب مِن صغيره مبـ ـعدًا الهاتف عن أذنه لتفتـ ـح شاشة هاتفه ويضـ ـغط هو على مكبـ ـر الصوت ويُشير إلى صغيره بإكمال المكالمة، أتاهم صوت شهاب الذي قال:لا انا متصل بواحد لقيت حدّ تاني بيردّ فـ ليه معرفكش انا الأول
أجابه رائد قائلًا:انا مبكشـ ـفش نفسي لحد معرفهوش
كاد ليل أن يضحك ولَكِنّ تما’لك نفسه سريعًا وألتفت ينظر إلى صغيره الذي كان يسمع شهاب حينها يقول:ليه يا جميلة بتتكـ ـسفي
نفـ ـى رائد حديثه قائلًا:لا بس انا مينفعش أقولك انا مين غير لمَ تقولي الأول أنتَ مين أفرض طلعت حرا’مي
أتاه صوت شهاب المستنكر قائلًا:وهو فيه حرا’مي هيتصل بـ اللي يسر’قه يقوله انا الحرا’مي وجاي أسر’قك بليل
رائد:لا أنتَ كدا متعرفش الحرا’مي بيعمل إيه يا عمو لأن الحرا’مي مبيعرفش حدّ إنه رايح يسر’ق
شهاب:لا انا مِن النهارده هخلّيه يتصل الأول قبل ما يروح يسر’ق حدّ انا هغيَّـ ـرلك السيستم تمامًا
أقترب ليل مِن صغيره وأنحنـ ـى بجـ ـذعه إليه يهمس إليه قائلًا:قوله مقولتليش برضوا متصل بـ مين
تحدث رائد وقال:مقولتليش برضوا متصل بـ مين
أتاه صوت شهاب الذي قال:انا متصل بـ ليل المفروض بس شكله أتسـ ـخط يا إما و’قع فـ بلا’عة
أجابه ليل هذه المرة قائلًا بنبرة ضاحكة:إيه رأيك فـ الحركة دي
ضحك شهاب وقال:إيه يا عم دا انا يتقالي مبتكـ ـشفش على حدّ معرفهوش
ضحك ليل وقال:عايز أقولك أول ما سمعته قالك الكلمتين دول انا كُنْت همـ ـوت بجد
شهاب:إيه يا عم دا طفل ولا المحقق كونان
ضحك ليل مرة أخرى وقال:إبني بقى تتو’قع إيه
شهاب:فعلًا هذا الشبـ ـل مِن ذاك الأسـ ـد … بقولك إيه أبنك لغـ ـبطلي د’ماغي
طبع ليل قْبّلة على خده الصغير وقال:شوفت يلغـ ـبط بلد بحالها دا خلاك هتغـ ـيَّر سيستم الحرا’مي بنفسك
ضحك شهاب وقال بقـ ـلة حيـ ـلة:مضـ ـطر أسا’يسُه هعمل إيه يعني هقا’وح مع طفل … المهم جاهز ولا إيه الدنيا
ليل:جاهز يا عم ومستنيك
شهاب:ماشي انا عمومًا قربت خمساية وهكلمك
أنهـ ـى مكالمته مع ليل الذي نظر إلى رائد الذي قال:هو في حرا’مي هيتصل بـ اللي رايح يسر’قه يقوله إنه رايح يسر’قه
ضحك ليل بخفة وقال:دا انتَ برجـ ـلت د’ماغ الراجـ ـل يا عم إيه دا
ضحك رائد عندما بدأ ليل يدغدغه دون توقـ ـف، عادت إليه روزي قائلة:هتتأخر
ألتفت إليها ليل ينظر إليها قائلًا بنبرة هادئة:مش عارف واللهِ يا روزي بس أكيد آه الساعة دلوقتي تمانية فـ أكيد هتأخر
حركت رأسها برفق وتفهم لتسمعه يقول:انا عارف إن المفروض يكون أجازة بس هي جت فجـ ـأة حقك عليا
أبتسمت روزي بخفة وقالت:انا مقـ ـدرة دا شُغلك وأكيد مش هقـ ـدر أتكلم وأقول حاجه … خـ ـلّي بالك مِن نفسك أهم حاجه وطمني عليك
أبتسم إليها ليل وقال:وانتِ نفس الشيء ومتنـ ـسيش كلام الدكتورة
حركت رأسها برفق وهي تنظر إليه لتبتسم قائلة:متقـ ـلقش عليا
نظر إلى رائد وقال:وانتَ تخـ ـلّي بالك مِن ماما وانا مش موجود أنتَ الراجـ ـل بتاعها دلوقتي
حرك رائد رأسه برفق وقال:أكيد
أنز’له ليل ثم أستـ ـقام في وقفته وقال:يلا انا همشي عشان شهاب وصل أهو وبيتصل بيا وأول ما أخلّص هكلمك
حركت رأسها برفق وهي تنظر إليه قائلة:ربنا معاك
ود’عهما ليل وخرج تاركًا إياها وحيدة مع صغيرها، جلست على طرف الفراش بهدوء لتنظر إلى رائد الذي قال:هروح ألعب مع عدنان
حركت رأسها برفق وقالت:براحة عشان متتعـ ـورش وبلاش شقـ ـاوة كتير
طبع الصغير قْبّلة على خدها ثم تركها وخرج مِن الغرفة راكضًا إلى غرفة حُذيفة كي يلعب مع عدنان، بينما نهضت روزي وقامت بتشغـ ـيل التلفاز وأغـ ـلقت الأضواء ثم عادت تجلس على فراشها تشاهد التلفاز بهدوء فقد أنتـ ـهى اليوم الأول بالنسبة إليها هكذا
<<<<>>>>
تعا’لت الطرقات على باب غرفتها لتقول هي:أدخل
فُتِـ ـحَ الباب ودلفت ناهد التي قالت:فا’ضية أجي أقعد معاكي شويه
نظرت إليها روزي وقالت:تعالي انا قاعدة لوحدي
أغـ ـلقت الباب خلفها بهدوء ثم أقتربت مِنها لتعتدل روزي في جلستها قائلة:أقعدي وخُدي راحتك ليل لسه ماشي ومش هير’جع دلوقتي
جلست ناهد بجوارها بهدوء لتنظر إليها روزي قائلة:كويس إنك جيتي انا كُنْت قاعدة لوحدي وزهـ ـقانة وكُنْت بفكر أنام كمان
نظرت إليها ناهد وقالت:وانا كمان … أتخـ ـنقت مِن القا’عدة لوحدي ففكرت أجي أقعد معاكي شويه حا’كم أنتِ الوحيدة اللي قاعدة لوحدك
أبتسمت روزي وقالت:يا زين ما أختارتي يا حبيبتي
أبتسمت ناهد لتقول روزي بعد أن مَـ ـدت يدها بصحن الحلويات إليها:كُلي معايا تلاقيكي جـ ـعانه
أجابتها ناهد بأبتسامه قائلة:بصراحة آه
مَـ ـدت يدها وتناولت قطعة حلوى لتقول روزي:تعرفي إيه هي الميزة الوحيدة اللي بتخليني أحبّ الحـ ـمل
نظرت إليها ناهد نظرة ذات معنى لتقول:هو الحـ ـمل لِيه مزايا .. دا كله عـ ـيوب
روزي:عندي انا لِيه ميزة واحدة بس
ناهد بتساؤل:واللي هي؟؟؟؟؟؟؟؟
روزي:بيخليني أكـ ـل كتير
ضحكت ناهد لتقول روزي:مش مصدقاني … حقيقي انا مبا’كلش أوي كدا فـ الطبيعي ما بالك بقى بالحـ ـمل
وافقتها ناهد الرأي قائلة:عندك حق … انا مبدأتش أكـ ـل كتير وأجـ ـوع وأكـ ـل كل شويه غير لمَ حـ ـملت
روزي بأبتسامه:شوفتي بقى … ميزة دي ولا مش ميزة
وافقتها ناهد الرأي مرة أخرى وقالت:لا طبعًا ميزة أنتِ عندك حق طبعًا
روزي بتساؤل:إلا قوليلي صحيح أنتِ فـ الشهر الكام دا مش باين عليكي حمـ ـل أصلًا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظرت ناهد إلى بطـ ـنها ثم نظرت إليها وقالت:فـ أول التالت
نظرت إليها روزي نظرة ذات معنى وقالت:أزاي أنتِ مِن الناس اللي مبيبانش عليها ولا إيه
ناهد:شكلي كدا
روزي:أنتِ عامله زيي انا برضوا مبيبانش عليا بُصي انا أول الرابع وهو يا دوبك كر’ش على رأي ليل كل ما يشوفني يقولي يلا يا أمّ كر’ش
ضحكت ناهد بخفة وقالت:هو عنده حق بصراحة دول مش منظر أتنين حو’امل فعلًا دا يادوبك كر’ش مِن كـ ـتر الأكل
ضحكت روزي بخفة وقالت:عندك حق
نظرت إليها ناهد وقالت بتساؤل:تفتكري هتكوني حامـ ـل فـ بـ ـنت ولا ولـ ـد
فكرت روزي قليلًا في إجابة هذا السؤال لتقول:بُصي المرة دي عندي إحساس بسيط كدا إنها بـ ـنت وليل بيقول نفس الشيء مش عارفه بقى هل هتكون بـ ـنت فعلًا ولا ولـ ـد الله أعلم .. وأنتِ
صمتت ناهد قليلًا ثم قالت بنبرة هادئة:مش عارفه … مش عارفه إذا كان ولـ ـد ولا بـ ـنت .. بس اللي يجيبه ربنا حلو سـ ـواء بـ ـنت أو ولـ ـد مش هتفرق
نظرت إليها روزي قليلًا ثم قالت:إحساسي برضوا بيقولي إنك هتجيبي بـ ـنت … إحساس بس مش أكتر بس لو طلعت بـ ـنت فعلًا فـ أنتِ هتكوني عزماني على فـ ـرخة مشو’ية
ضحكت ناهد بخفة وقالت:لا هو الحمـ ـل شا’دد حـ ـيله أوي معاكي المرة دي جاي معاكي بطفا’سة
ضحكت روزي بخفة وقالت:تصدقي عندك حق … حاسه إني طفـ ـسة فعلًا كل شويه عمالة أكـ ـل أكـ ـل أكـ ـل لحد ما ليل قالي يا أمّ كر’ش … بس براحتنا نا’كل زَّي ما إحنا عايزين حدّ لِيه عندنا حاجه
نَفَـ ـت ناهد حديثها قائلة:لا طبعًا نا’كل براحتنا … بس برضوا منتقـ ـلش أوي عشان منعـ ـيطش بعد كدا فـ الچيم
روزي:على رأيك … لا الچيم هيبقى مـ ـرهق فعلًا إحنا خلّينا خـ ـفيف خـ ـفيف .. لـ أحسن أتفاجئ بـ ليل بيبُـ ـص بر’ه تبقى وقـ ـعته سـ ـودة
ضحكت ناهد وقالت:لا لا متقـ ـلقيش مش ليل يا حبيبتي اللي يبُـ ـص يعني يبقى معاه الجـ ـمال دا كله ويبُـ ـص بره لا مظّـ ـنش
روزي:عندك حق برضوا
نظرت إليها ناهد نظرة ذات معنى وقالت:إيه يا بنتي التو’اضع اللي انتِ فيه دا
ضحكت روزي وقالت:مش عارفه في إيه واللهِ د’ماغي لسـ ـعت باينلها
ضحكت معها ناهد التي قالت:يخـ ـرب عقـ ـلك يا روزي دا أنتِ حـ ـوار واللهِ
ظلت تضحك ومعها روزي التي كانت لا تستطيع التوقـ ـف كلما حاولت أن تصمت وتهـ ـدأ قليلًا يز’داد ضحكها مع ناهد التي كانت تضحك لأول مرة بعد مو’ت شريف وتلك الضحكات كانت نا’بعة مِن قـ ـلبها، يبدو أنها مؤ’شر جيد لتحـ ـسن حالتها فيما هو قادم
<<<<>>>>

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 7)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *