روايات

رواية مثابرة خاسرة الفصل السابع 7 بقلم ديانا ماريا

رواية مثابرة خاسرة الفصل السابع 7 بقلم ديانا ماريا

رواية مثابرة خاسرة البارت السابع

رواية مثابرة خاسرة الجزء السابع

رواية مثابرة خاسرة الحلقة السابعة

دلف والد حنين إلى غرفتها وتطلع لها وهى نائمة، ملامحها المتعبة يظهر عليها الشحوب والارهاق.
جلس بجانبها بحزن ومسح على رأسها، انحنى يقبل رأسها بحنان وهو يهمس بتوعد: أوعدك يا حبيبتي أي حد زعلك هيدفع التمن.
بعد قليل حضر محمد وجلس متوترا أمام والد حنين الذي كان يحدق له بجمود، فرك يديه ببعضها وهو لا يجد ما يقوله وقد أثقل الصمت الجو حوله.
قال والد حنين بجدية: أنت لما جيت تطلب أيد حنين مني قولتلك أهم حاجة يا محمد تحطها في عينك، وعمرها ما تيجي هنا زعلانة أبدا.
أومأ محمد بينما هو ينظر إلى الأرض بينما تابع والد حنين: على العموم أنا عرفت كل حاجة واللي حصل مش هيعدي بالساهل وبنتي مش هترجع بيتك إلا لما كرامتها ترجع لها.
رفع محمد رأسه ورد بارتباك: طب…..طب حضرتك عايزني أعمل إيه ياعمي؟
مال عليه يقول بهدوء: أنت مش هتعمل الست والدتك هى اللي هتعمل، تيجي هنا تعتذر لبنتي ومراتي وساعتها لو بنتي صافية ترجع بيتك.
حدق به محمد بذهول بينما اعتدل والد حنين وتابع بثقة: ده شرطي يا محمد غير كدة معنديش كلام تاني.
حاول الاعتراض والحديث ولكنه قاطعه بنبرة حازمة وهو يرفع يده: مش عايز كلام تاني يا محمد اللي عندي قولته والمفروض كان والدك يحضر معاك علشان تبقى قعدة رجالة، المرة الجاية هاته معاك.
أومأ محمد بصمت ثم نهض للمغادرة ونظرات والد حنين تتبعه بعدم رضا.
عاد محمد لمنزله وقد سرد لوالدته ما قاله والد حنين وأخبرها بشرطه.
في البداية شهقت بقوة ورددت: أعتذر؟
تابعت بغيظ وعيونها تلمع بالشر: بقا أنا أعتذر للست المحروسة بتاعتك لا وكمان لمراته!!
تنهد محمد ثم قال لها بنبرة متوسلة: علشان خاطري يا ماما اعتذري، أنتِ غلطتي فعلا.
نظرت له بحسرة: يا خيبة أملي فيك بدل ما تقف له علشان أمك بتقولي اعتذري!
رد محمد: علشان أنتِ غلطانة فعلا حتى غلطتي في بابا ده لحد دلوقتي مرجعش البيت.
تمتمت والدته بملل: وهو هيروح فين يعني تلاقيه بيلف وهيرجع.
ثم رفعت إصبعها في وجهه مهددة: أنت تنسى خالص أني أعتذر لهم أنت فاهم!
وضع رأسه بين يديه: أمال حنين هترجع إزاي؟
همست بانزعاج: أن شاء الله عنها ما رجعت.
لمعت في رأسها فكرة فقالت بسرعة: أنا عندي الحل يا محمد.
بعد مرور أسبوع ذهبت والدة محمد برفقته إلى بيت والد حنين.
استقبلها الأهل ببرود ولكن باحترام، جلست قليلا صامتة ثم قالت على مضض: أنا بعتذر لكم عن كل اللي حصل أنا اتعصبت شوية.
رد والد حنين ببرود: مش شايفة ده متأخر شوية .
أجابته والدة محمد ببسمة زائفة: أنا قولت نسيبها ترتاح شوية وكمان كان عندنا شوية مشاكل في العيلة خلصتها وجينا.
نظر والد حنين لها فأومأت برأسها أن لا بأس ثم نظر لزوجته التي أشارت له بعينيها أن ينهي الموضوع.
تنفس بعمق ثم رد بهدوء: وأحنا هنقفل الموضوع لحد هنا إنما الرأي رأي حنين هى عايزة ترجع دلوقتي ولا لا.
أسرعت والدة محمد تقول بلهفة زائفة: وليه بس مترجعش معانا، مش خلاص الموضوع اتحل وبعدين حنين زي بنتي ومن هنا ورايح أن هاخد بالي منها.
رغم الدهشة التي اعترت حنين وعدم الارتياح إلا أنها لم تتحدث، نظرت لمحمد الذي كان صامتا لا ينظر نحوها ورغم الاشتياق الذي تشعر به نحوه إلا أنها كانت تحمل عتابا كبيرا داخلها له.
نهضت لتحضير حقيبتها برفقة والدتها حتى تغادر معهم بعد أن وافقت ورغم أنها توقعت أن تضايقها حماتها في الطريق ببعض الحديث المزعج إلا أن هذا لم يحدث وأيضا صمت محمد ازعجها للغاية.
حين وصلوا للمنزل دلفت والدة محمد منزلها وقد أغلقت الباب بقوة في وجههم أما محمد حمل حقيبة حنين في صمت وصعد وراءه حنين مباشرة.
حين دلفوا للشقة لم تتحمل حنين المزيد من الصمت فقالت بنفاذ صبر: أنت معندكش حاجة تقولها يا محمد؟
نظر لها نظرة غريبة: وهقول إيه؟ مش اللي أنتِ عايزاه حصل خلاص؟
عقدت حاجبيها باستغراب: اللي أنا عايزاه؟
محمد: اه خلاص ماما اعتذرت ليكم فيه حاجة تاني؟
ردت حنين بدهشة: وهو الاعتذار ده مكنش حقي لما مامتك غلطت فيا وفي ماما قدامك وأنت كنت ساكت؟ كل ده علشان مشكلة هى عملتها من مفيش أصلا!
رد بانزعاج: حنين بقولك إيه أنا تعبان ومش فايق للكلام ده، نامي علشان أنا خارج ومش هرجع دلوقتي.
غادر أمام عيونها وهى تهتف بدهشة: هتمشي وتسيبني لوحدي دلوقتي وأنا لسة راجعة البيت!
لكنه كان قد غادر بالفعل ولم يرد عليها فابتلعت خيبة أملها بصمت ودلفت لغرفة النوم بدلت ملابسها ونامت.
لم تختلف بقية الأيام عن هذا الحال حيث كانت معاملة محمد لها جافة للغاية رغم أنه يعطيها دوائها ويحضر لها الطعام من الخارج إلا أنه لم يكن يأكل معها أو يجلس في الشقة كثيرا مما أدى لشعور حنين بالسقم والوحدة.
حين لم تطق هذا الوضع أكثر قررت الحديث معه، كان يجلس أمام التلفاز فوقفت أمامه.
قال بضيق: حنين أوعي من قدامي عايز اتفرج.
قالت بحدة: مش همشي غير لما تفهمني في إيه بالضبط وكنت رجعتني ليه لما هتعاملني بالشكل ده!
نظر لها بغضب: هو ده وقته الكلام ده؟
ردت بسخرية: أمال امتى؟ لما تبقى مش موجود؟
قال بتحذير: اتكلمي عدل يا حنين.
قالت حنين بتعب وألم: أنا تعبت من كل ده ومن المعاملة دي أنا مراتك وليا حق عليك.
نهض فجأة وهو يقول بتهكم: دلوقتي افتكرني أنك مراتي؟ من ساعة ما حملتي وأنتِ ناسية ده وناسية أنه ليا حق عليكِ.
تجمعت الدموع في عينيها وقالت بغصة: والله؟ ليه هو مين اللي كان بيبقى معايا عند الدكتور وعارف حالتي كويس؟ هو أنت فاكرني مبسوطة بتعبي ده وإني طول الوقت مش قادرة حتى أتحرك للمطبخ ؟ وكنت بعمل كل ده علشان إيه؟ مستحملة علشان مين؟ مش علشان ابننا يجي بالسلامة بعد ما أخيرا بقيت حامل!
صاح بها بعصبية: أنا زهقت من كل ده مبقتش مستحمل خلاص! إيه كنتِ لوحدك الحامل في الدنيا! أنا لازم ألاقي حل للوضع ده يريحني أنا مبقتش قادر!
ردت حنين بتوجس: يعني إيه؟
رد محمد بحزم وملامح وجهه جدية: يعني أنا هتجوز !

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مثابرة خاسرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *