روايات

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الفصل الثامن عشر 18 بقلم اسماعيل موسى

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الفصل الثامن عشر 18 بقلم اسماعيل موسى

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي البارت الثامن عشر

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الجزء الثامن عشر

ثلاث صرخات وحدها لا تكفي

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الحلقة الثامنة عشر

لن اتحمل أكثر من ذلك قالت فريده انا مرتعبة، سأنام في المنتصف، زحزح احمد عبد الهادي جسده ، رقدت فريده بيننا، اوليتها ظهري وكانت لدي رغبه بالتحرك من مكاني لكنني كنت مرتعب فلزمت مكاني!
راحت الرياح تقذف بالأشياء، تحركها وتصدر صرير مؤذي للنفس وغمرتنا الرمال.
التصقنا ببعضنا رغما عنا لنشعر بالأمان ودون ان ادري اخذني النوم!
عندما افقت بالصباح كنت مغمور بالرمال، بحثت عن حقيبتي ولم أجدها، كل حقائبنا طوحتها الرياح العاتية.
نفضنا الرمال عن وجوهنا كان الأمر يبدو كأننا خرجنا من مقبره للتو، شعرنا بالعطش بعد أن فقدنا المياه، انها المتلازمة السافلة لا تشعر بقيمة الشيء الا اذا فقدته!
اذا كنا لا نرغب ان نتعفن هنا وسط الصحراء علينا الوصول لتلك المدينة بأقرب وقت قالت فريده وهي تنفض شعرها الذي تحول للون الرمادي.
حتي قبل أن تلقي فريدة بوجهنا تلك الحقيقة العارية كنت انا واحمد ندرك ذلك.

 

انطلقنا بخط واحد ونحن ندعو الله أن نري اي معالم بشريه، مضي نصف يوم ولم نقابل الا الهياكل والجثث والضباب اللعين.
طفل، طفل ، صرخت فريده، سمعت صرختها وكنت بالخط الخلفي فركضت للأمام!
لا، قالت ، اقصد جثة طفل متعفنة اردفت وهي تكاد تبكي.
انها رساله باقتراب موتنا، قلت، اصمت يا عوني!!
هل ندفنه ؟
فريده نحن نوشك علي الموت عطشا يجب أن نصل للمدينة؟
لكن قلبي لا يطاوعني علي تركه هكذا!
أعدك يا عزيزتي اذا نجونا من تلك الورطة ان نعود مره اخري وندفنه، أليس كذلك يا عوني؟
أجل، أجل يا احمد، ثم همس احمد عبد الهادي بأذني، النساء قليلات عقل ستقتنع الان!
واصلنا سيرنا وقبل حلول الظلام لاحظنا ان كثافة الضباب بدأت تخبو، رغم العطش والجوع تشجعنا!
ربما ميل اخر ونصل قال أحمد عبد الهادي، لكن الميل تبعه ميل وميلين! ما أكثر حلم الإنسان واستباقه النتائج!
قبل منتصف الليل ولأول مره لمحنا نور من بعيد!

 

صرخت هناك انظروا، بتلك اللحظة فريده فقدت وعيها، سأحملها قال أحمد عبد الهادي بوجه ميت، بعد أن حملها أصبح سيرنا أبطئ والعطش لم يرحمنا، قبل أن نتخطى الحاجز بأمتار سقط احمد عبد الهادي هو الاخر.
لن اتركهم يتعفنون هنا ، بكل ما تبقي لدي من قوه ركضت واجتزت الحاجز، وجدت نفسي فوق تله ودرب ترابي يصل بسهل شاسع، اضاءة خافته تنبعث من بعيد.
نزلت الدرب وركضت بين شجيرات قصيره كثيفه واحراش نحو الإضاءة!
وصلت بعد نصف ساعه تقريبا، كنت اتوقع ان اجد منازل، مستشفيات، مدارس، دكاكين ، لكن كل ما وجدته اكواخ من البوص والحشائش والحجارة.
طرقت اول كوخ وجدته وافزعت العجوز العاري الراقد بداخله والذي هب مذعور كأن حيه لسعته وهو يصرخ الشرطة؟
لست شرطي قلت، أرغب بشربة ماء؟
لا يوجد ماء عندي، رد وهو يرفع غطائه فوقه مره اخري، رغم ذلك دلفت داخل الكوخ ابحث عن ماء، تركني الرجل ابحث واستغرق في النوم، لم أجد ماء ولا طعام.

 

قتلتني الدهشة، كيف لا يوجد طعام ولا ماء؟ من فضلك؟ ارجوك، أحتاج بعض الماء، رفقائي يموتون!
أين أجد الماء صرخت، بالحانة رد قبل أن يغط في النوم!
كان عقلي يرفض كل ذلك لقد اقتحمت منزل شخص للتو مثل لص عصابه مع ذلك لم يصرخ ولم يطلب النجدة!
دلفت لداخل كوخ اخر وقالت لي امرأه نصف عاريه ترضع طفل لا يوجد ماء هنا!
ركضت وانا الهث بين الاكواخ النائمة والمتفرقة حتي سمعت صوت صادر من داخل كوخ يقبع في زاوية متطرفة!
طرقت الباب، ادخل سمعت الصوت!
كان هناك خمسة أطفال راقدين علي الأرض يغطون في النوم، سيده بدينه راح جسدها يتأرجح وان أحدث زوجها، اريد شربة ماء من فضلك؟
انظر لحالنا، قال بتذمر، هل مظهرنا يوحي لك اننا ساده مرفهين؟
هل تفهمني؟ سألته، انا اطلب ماء لا نقود!
نقود ماذا تعني تلك الكلمة؟
يعني انا لست لص خزائن لعين انا أرغب بشربة ماء اكاد اهلك من العطش!
خزائن؟ نقود؟
انت غريب؟
نعم حضرت من بين الضباب للتو!
ضباب، ضباب ، رددت زوجته خلفه، واستيقظ الأطفال فزعين. يصرخون برعب.
أرحل من هنا قبل أن تحضر الشرطة!

 

انه ماء، فقط ماء! ليس مخدرات او هروين؟
أرحل من هنا صرخ الرجل بوجهي انت مجنون!
هرولت بين الاكواخ وانا أكاد اهلك وهناك لمحتها من بعيد تشبه طيف ملائكي حط علي الارض، نحوها توجهت وكانت عائده لكوخها، من فضلك، من فضلك اريد مساعدتك، توقفت ركنت للصمت برهه، باعدت بين ذراعيها كتعبير عن العجز.
يجب أن تدفع نظير الماء.
لقد فقدنا حقائبنا بالصحراء ولا نملك فلس واحد.
انت غريب؟
اجل غريب اجبت.
يمكنك أن تأخذ ما تشاء من الماء نظير جزء من عمرك.
شبكت اصابعي المتشنجة بانفعال! ستقتلونني نظير شربة ماء؟
انفجرت كلماتها مثيره للفضول غير متوقعه يشوبها الصدق، لن نقتلك، ستبتاع الماء بدقائق من عمرك!
انا لا امانع يجب أن انقذ أصدقائي قبل أن يموتوا بالضباب.
الضباب ردت بتلعثم، لا تذكر تلك الكلمة مرة اخرى هل تفهم؟
افهم، افهم، لكن اريد ماء.
سحبت كوز ماء قادتني خلفها نحو كوخ منعزل، مدت الكوز للرجل الخمسيني الجالس علي الارض، املائه ماء.
حمل الكوز، غطسه بجردل ورده إليها وابتعدنا عنه!
لم يطلب نقود قلت!

 

دفعت الثمن من عمري ردت.
الثمن، عمري، هل انا بحلم لعين؟
وماذا كنت تنتظر؟ ألم تكن تعلم كل ذلك قبل وصولك هنا!؟
قرأت عنه فقط لكن ما اشاهده بعيني ضرب من الخيال.
يجب أن أرحل، انا اشكرك، أعدك ان ازورك مره اخري لتسديد ديني.
أين أجدك؟ خاطبتها وانا اركض، وهل لدي مكان غير هذا!؟
تناولت شربة ماء وانا اقطع طريق العودة ركضا، رغم انني اعلم اين تركتهم الا اني احتجت بعض الوقت للعثور عليهم فكل الأماكن داخل الضباب متشابه.
فتحت فم فريدة وبللته بالماء وانا ارفع رأسها بيدي، استقبلت شفتيها الجافة كأرض بور قطرات الماء فروتها وشعرت بحركتها، راحت يدها ترتعش قبل أن تفتح عينيها، منحتها شربة ماء اخري وتركتها، قصدت احمد

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *