روايات

رواية عزف الروح الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم عبير ضياء

رواية عزف الروح الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم عبير ضياء

رواية عزف الروح البارت الرابع والعشرون

رواية عزف الروح الجزء الرابع والعشرون

عزف الروح
عزف الروح

رواية عزف الروح الحلقة الرابعة والعشرون

لم تشعر بنفسها إلا وهي تتململ في الفراش لتنظر للساعه الكبيرة المذهبة المعلقه علي الحائط لتجدها العاشره صباحاً ، نظرت بجوارها لم يكن له وجود ولا حتي بالغرفه بأكملها ، يبدو أنها ستثبت له مقولة أنها كسولة ، البارحة لم تشعر بنفسها إلا وهي ترتمي علي الفراش متعبه وكأنها من كانت تحمل الطائرة وليست إحدي ركابها وربما كانت تهرب ! ،، توجهت للحمام لتغسل وجهها قبل أن تتنهد بقوة وتتوجه نحو الحقائب لتري حقيبتهُ المفتوحة لتغلقها وتجرهم خلفها إلي خزانة الملابس ، أخذت ترتب ملابسهم وتعلقهم ثم إمتدت أناملها وأمسكت بفستان خريفي طويل باللون الأبيض ذا ورود زرقاء تشغلهُ بأكمله كما أنه سيغطي ذراعيها ليبث لها الدفئ من هذا الشتاء ، ذلك اليوم وليس ببعيد هو أول البارحة عندما كانت تفتش في حقيبتها بغير وعي وحين اخذت من حقيبتها أي شئ ترتديه لتبتعد عن هالة توترها بقربه وخجلها ومرمي بصره .. لم يصادفها الحظ !! فحين نظرت لمحتوي ملابسها التي أخذتها كان قميص قصير يظهر اكثر ما يخفي لهذا ارتدت روبه عليه وهي تخرج له بحمره تكاد تشق وجهها ، واليوم لن تكرر فعلتها يكفيها خوفها ويكفيها خجلها هي بالكاد تصدق أنها زوجة له يجب أن تتعايش مع ذلك الوضع ، لم يكسر حبها له خوفها المزمن من نشأة أطفال بينهم قد يتعايشوا ما عاشته هي طوال عمرها يوماً دون أحدهم ، كان ظنها مخطأ حين ظنت أن بإمكانها وهي بجواره أن تتناسي مخاوفها !!! كيف وهو يصعب الأمر بعاطفته الهوجاء تلك؟ كيف وهي لن تصفح له عن مخاوفها ليحتويها ؟ ،، كانت تفكر بعمق بينما المياه تنساب علي كل إنشٍ بجسدها ، انتهت لترتدي ثيابها و أخذت تجفف شعرها بالمنشفه وأمام المرآه جلست تمشطه وإنتهت بعصقهِ زيل حصان و غرتها تزين وجهها .. بعد أن إنتهت تماماً نظرت للساعه التي كانت الحادية عشر إلا ربع ! أين هو ! ، خرجت من الغرفة لتجول بعينيها يساراً ويميناً ، نزلت للأسفل لتتطلع حولها باحثة عنه ولكن كان الوضع في هدوء تام ، لا أثر لهُ أخذت تتجول تبحث عنه مزامنة مع دخوله من الجنينة ….

– صحيتي .
هتف بها بإبتسامة متسعه علي محاياه ما إن رآها وهي مولياه ظهرها لتلتف له بإشراق متفحصة هيئته المخمليه الساحرة بجسده العريض و عضلات صدره الظاهره أسفل قميص أبيض يفتح نصف أزراره الفوقيه علي بنطال أبيض تناقضو مع بشرتهِ البرونزيه غير وقفته الرجولية ، حيث وقف بيدين بكلتا جيوبه يتفحصها قبل أن تقطع هي تفحصه وهي تتحدث برقه وبعض الحرج وهي تزيح غرتها عن وجهها بخجل : صباح الخير .. إنت صاحي من بدري .

اومأ مؤيداً عبارتها قبل أن يقترب منها بخطوات متزنة ثم أخذ يتفحصها ممرراً نظراته من أول شعرها حتي أخمص قدميها بحاجب مرفوع ، ثم أخذ بيده يفرك جبينه وهو يطالعها بنظره أربكتها وكأنه يفكر في أمر ما لتتحدث بخفوت وهي تنظر لنفسها ثم له : في حاجة .

إستمر هو هكذا لثوانٍ ثم إقترب بعض الإنشات التي كانت تفصلهم وحملها بمفاجأه متجهاً نحو الدرج ليصعد عليه متجهاً لغرفتهم ، لتلي حركته شهقه خرجت منها وهي تتمسك بعنقه ثم صاحت بذهول : فهد نزلني .. إنت إنت رايح فين .. فهد .

ضحك مستنكراً وهو يصعد السلالم وتحدث بجدية : اسيل حياتي .. انا مش خاطفك .. احنا في شهر العسل .

عضت شفتيها بقوة بتوتر ، ليتحدث هو بـ ‘ تؤ تؤ تؤ ‘ قاطباً حاجبيه مشيراً لشفتيها لتتركهم فوراً وغاصت بتفكيرها لذلك اليوم حين لامست أنامله ذقنها ليخلص شفتها من قبضة أسنانها لتبتسم بإتساع وراح هو الأخر يبتسم وهو يري إبتسامتها الساحره وقد خمن أين ذهب تفكيرها .

دخل الغرفة ليجوب ببصره بها ثوانٍ باحثاً عن حقائب السفر ، ثم إتجه لخزانة الملابس حين لم يجد الحقائب وأنزلها برفق لتنظر له ببلاهة وتتحدث بحيرة : إحنا هنا ليه .

فتح الخزانة ليلتقط ‘جاكيت’ لها ويقترب منها متحدثاً بتلقائية : “هنفطر برا والجو برد عليكي إلبسي ” … ثم فرد لها الجاكيت لتوليه ظهرها وتدخل كلتا يديها بالجاكيت ، أدارها برفق ليحكم إغلاق الجاكيت علي فستانها ويخرج شعرها من تحته ، ثم جذبها له مقبلاً شفتيها بحركة سريعه قبل أن يتوجه لخزانته هو الأخر ويخرج جاكيت لهُ ، نظر لها ليجدها كالتمثال تطالعهُ بشرود ممزوج بذهولها من أفعاله بينما شفتيها متفرقة ببساطة أرهقته ولم يستطيع مقاومة كرزيتها أكثر ولم تكفيه تلك القبلة ليلقي الجاكيت علي الأرض بطول ذراعيه ويتجه إليها بخطوات متسعه لتجفل هي وتتراجع للخلف ولكنه كان الأسرع حيث أحاط بإحدي يديه خصرها وبالأخري قرب وجهها من وجههِ ممزجاً شفتيهِ بخاصتها وأخذ يروي قلبه المتأجج برحيق شفتيها ، توسعت هي عيناها ورفعت يديها إلي كلتا كتفيه لتدفعه و بالمقابل إبتعد هو بضجر من عدم مبادلتها ودفعها له إحتراماً لرغبتها وتفهماً لها ليطالعها بحبه رغم كل شئ ليخبرها أنه هنا ، هنا ليستمع لها هنا ليحتوي خجلها هنا ليكون ملاذها ومأمنها ، لم تستطيع الصمود أمامه أكثر لتتحدث بشرود : هستناك برا .

ثم خرجت لتقف في منتصف الغرفة ، رفعت أناملها لتتحسس بهم شفتيها وهي مغمضة لعينيها قبل أن تتنهد بقوة و تأخذ شهيق ثم زفير لتهدأ من روعها ،، سمعت صوت أقدامه خلفها لتلتف له ، كانت ستتحدث بتأسف ولكنه سبقها وهو يتحدث بنبره عادية هادئة تخلو من أي معاتبة وبإبتسامة : يلا .

اومأت له ليتقدم لها ويحملها ثانيةً لتتحدث بحزن طفولي وهي تمط شفتيها لأسفل : يا فهد نزلني .

تحدث فهد بنبرة عاشقة : انا عايز أريح أميرتي .

إبتسمت له ووضعت يدها علي كتفهِ ثم راحت تتأمل تفاصيل وجهه الرجولي حتي خرج هو من باب الجنينة متجهاً لنهاية ذلك التل لتتحدث هي بعد إنتباهها ببعض الخوف وهي تتمسك بياقة جاكيته بقوة : إنت رايح فين .

ليغمز لها بمكر ثم يتحدث بجديه : مفاجأه .
– إنت مش قلت هنفطر ..
تحدثت ببعض التوتر وقبل أن تكمل بطر عبارتها متحدثاً : أيوة هنفطر وقولتلك إننا هنفطر برا .
تمسكت برقبته أكثر وأردفت بهلع وبصوت أشبه بالصريخ حين إقترب من نهاية التل : طيب إنت رايح فين .

ضحك بقوة ثم توقف ليشير لها بعينيه للأمام نظرت هي أمامها ليتبين لها ذلك السلم الصخري التابع للتل الكبير ، إستطاعت أيضاً أن تري البحر الواسع من نقطة توقفهم ، لتنظر له وتتحدث بترقب : إحنا هننزل .

اومأ متحدثاً ‘ بالضبط ‘ ثم قاد خطواته لينزل السلم وهو حاملاً إياها مستمتعاً برؤية خوفها الذي إندفع عبر تعبيرات وجهها ثم تحدث بصوتٍ لعوب : تحبي أنزلك وتنزلي معايا .

إشتدت قبضتها حول عنقه ونفت برأسها ليتحدث بمرح وهو يدندن : أنا مش بخاف .. أنا مش بخاف .

وأخذ يلحنها أيضاً لتهمس هي بحنق وغيظ بنبرة لم تخلو من خوفها : يعني إنت بتعمل كدي عشان عارف إني بخاف .

ضحك بقوة ثم تحدث بجدية : لا أنا شايلك عشان عارف إنك بتخافي بس بتكابري علي الفاضي …

ثم صمت ثوانٍ ليتحدث بأسف ومكر : لكن لو مش عايزة عادي .. ثم دفعها لأعلي لترتفع بضع الإنشات القليلة عن يديه وفي هذه الثوانٍ صرخت هي بخوف شديد وتمسكت بعنقه دافنه لرأسها فيه بقوة ظنناً منها أنه سينزلها .

قهقه عليها بقوة بينما ظلت هي علي حالها دافنة رأسها في عنقه ومتمسكة بهِ بقوة وكان هو في قمة إستمتاعه وهو يستنشق خصلاتها القريبة من وجهه .

أخيراً إنتهي من السلالم لتظهر تلك الأرضية الصخرية التي تحتل جزءاً من الجبل ،، أخذ يسير بروية إلي أن وصل للفطار الذي جهزه مسبقاً حيث وضعه علي الأرض الصخرية المستوية علي طاولة خشبية قصيره مربعة الشكل كانت تحتوي علي أطباق الفطور المغطاه وكأسين من العصير الطازج مع بعض الورود التي زينت الطاوله كل هذا علي فراش وثير باللون السمني وبعض الوسادات الصغيرة .

نظر فهد لاسيل المستكينة بأحضانة ليقهقه هاززاً رأسه ثم تحدث بترقب : اسيل حبيبتي وصلنا .

رفعت رأسها بترقب ثم فتحت عينيها لتقابل عيناه ، نظرت حولها لتري تلك المساحة الواسعه من الصخور المستوية والقليل منها متعرج والبحر القريب الذي يتراطم أمواجه بالصخور ، نظرت أيضاً خلف ذراعه لتري الجبل الشاهق الإرتفاع لتبتلع ريقها وتتحدث إليه بتلقائية بعد أن حولت نظرها إليه وبإسلوب تعجبي : إنت نزلت كل ده !!! .

قهقه بإستنكار ثم أنزل قدميها لتلامس الصخور ، لم يترك خصرها وهي كذلك لم تترك عنقه وظلت متمسكة بهِ وهي تنظر للبحر القريب ثم لاحظت الفطور الذي أعده وتلك الجلسه الرائعه لأي أحد ولكن لها فهناك خوفها من تلك المياه العميقة ولكنها عوضاً عن ذلك أغمضت عينيها بقوة تسيطر علي توترها ولم ترد أن تنزع صفوة تلك اللحظة ففتحت عينيها مبتسمة بعذب وتحدثت : إنت اللي عملت كل ده .

لعب بأنفها بأنفه متحدثاً بإستمتاع : عشان أميرتي … ثم شد علي خصرها وكذلك علي حروفه متحدثاً : اللي بحبها و …

وحرف ” الواو ” جاء متسائلاً منتظراً إجابه لتعطيه إجابته بتورد وجنتان وهي تنظر لعينيه الصقرية : واللي بتحبك .

وحذرت فعلته القادمة فإستقبلت مشاعره الجارفه بحضنٍ بالغ ، لتخفي خجلها أولاً ولتستمد قوتها منه ثانياً ولتهرب من قبلته المحتومة التي علمت بقدومها بعد ثانٍ تصريح لها بحبه ثالثاً ، ورابعاً هو إستقبل حضنها بصدر رحب وإعتصرها داخل قبضته مستنشقاً أريجها لاعباً بخصلاتها .

تملصت من أحضانه متحدثة بنبرة مرح : نفطر بقي أنا جوعت .

إبتسم وساعدها في الجلوس علي الفراش الذي يغطي الأرضية وإتخذ موضعه علي الجانب الأخر وأخذ يرفع عن أغطية الأطباق لتثني هي بملامحها وتتحدث بمرح مع حركات يديها ووجهها : فهد نجم الدين بذات نفسه رجل الأعمال المشهور صحي بدري وعمل الفطار بنفسه لـ ….

وقبل أن تكمل أسكتها ببعض الطعام في فمها ومتحدثاً عنها مكملاً لحديثها بنبرة ممازحة مثلها : لأسيل عزام روحه وحياته كلها .

إبتسمت بصدق وعذوبية وشرعت في تناول طعامها بنهم وشهية مفتوحة وكذلك هو وهو يختلس النظرات لها بين الحين والأخر .. أوَّيسمي إختلاس لا هو شرع بجراءه محبب لنفسه في حالتهم .

……………………………………………………..

دخلت تمارا غرفة والدتها بعد أن دقت البات وسمعت صوت والدتها يأذن لها بالدخول ، لتتوجه إليها حيث كانت تجلس في الشرفة تقرأ في إحدي المجلات وهي تحتسي قهوتها لتقبل وجنتها متحدثة بالإشراق الذي ملئ حياتها من جديد : صباح الخير يا ماما .

إبتسمت ألفت وإحتضنت كفي إبنتها بعد أن جلست جوارها وتحدثت : صباح النور يا حبيبة ماما .

تابعت تمارا : أنا هفطر مع مالك برا وبعدين هطلع علي الشركة .

أومأت ألفت لتحتضنها تمارا بقوة وتتحدث : شكراً شكراً يا ماما شكراً .

فظنت ألفت أن إبنتها تشكرها علي عودة مالك لحياتها لتتحدث بعد تنهيدة طويله : سامحيني ياتمارا كان لازم أقف معاكي زمان .. مكنتش شوفتك بتدبلي أدامي .

نفت تمارا برأسها وتحدثت : مش زعلانة منك أبداً ومش زعلانة من بابا كمان ، ربنا كان ليه حكمة في فراقنا عشان مالك يبقي علي الحال اللي هو عليه دلوقتي و …

صمت حين إستمعت لبوق السيارة التابعه لمالك يصدح بقوة لتقوم بعد أن إحتضنت والدتها وتحدثت بـ ‘ شكراً ‘ مرة أخري متوجهَ لأسفل حيث ركبت بجواره ليتبادل كلاهما ‘ صباح الخير ‘ والسؤال عن الحال وينطلق إلي المطعم .

في المطعم طلب مالك الفطور من النادل ثم نظر للشاردة التي أمامه تتطلع من زجاج المطعم للخارج بشرود وبعد عده مناديات إنتبهت بحواسها لهُ ليتحدث بحيرة : مالك يا تمارا ،، في حاجة مدايقاكي .

تماراً بتلقائية و تفكير وهي تلوح بيدها : موضوع الملف .

مالك بتنهيدة فقد ظن بأن هناك ما يزعجها وتحدث : بردو يا تمارا يا حبيبتي اكيد مكنتيش واخدة بالك منه .

تمارا بجدية و بعض الإنفعال وهي تستخدم يديها في التعبير : مالك أنا متأكدة ،، إنبارح دورت علي الملف كتير وملقتهوش أنا قلبت المكتب كله واللي محيرني إني بعد ما رجعت من الغدا معاك لقيت الملف في المكتب .

مالك بتفكير : حياتي هما تفكيرين ،، يا إما إنتي مدورتيش كويس يا إما في …

وأكملت هي عوضاً بجدية : يا إما في حد خد الملف ورجعه المكتب تاني وده اللي أنا خايفه منه … ثم وضعت يديها بشعرها لتخفف من إنفعالها وتحدثت : الملف ده مهم جداً ،، الصفقة دي مهمة جداً عند فهد والملف ده فيه جزء من مخطط الصفقة من ناحية شركتنا ياعني لو حد خده فهو أكيد بيشتغل لحساب حد تاني وعايز يعرف عرضنا كويس أوي عشان يقدم عرض أحسن منه … واللي هيجنني إني شوفت الكاميرات ومفيش حد دخل الأوضة .

– بس إنتي قولتي إنه جزء من المخطط يعني مش المخطط كله يعني لو تفكيرك صح وفي حد خد الملف يبقي هيحاول ياخد بقيته بعد ما يخلص وده لسه في مصلحتكو ….

تحدث هو ليطمئنها لتتنهد ببعض القلق قبل أن يضع النادل الأطباق أمامهم ويشرعوا في الفطور بعد عده من العبارات المطمئنة التي أملاها مالك علي مسامعها .

………………………………………………..

إنتهوا من الفطور ليتمدد فهد علي جنبهِ مستنداً بذراعيه علي إحدي الوسادات ينظر لها بينما ظلت هي تنظر للبحر قبل أن تبدأ حديث شعرت أنها بحاجة لتحدثه وبهدوء تحدثت : أنا بخاف من البحر وأنا عندي سبع سنين كنت هغرق في البيسين بتاعنا ومن ساعتها وأنا تقريباً منزلتش الميا أبداً .

إستمع لها بإنصات وتحدث بتساؤل : تقريباً !!

أومأت لتتحدث بإبتسامة ونبرة حماس : باسم كان بيشلني وينزلني غصب عني بس كنت بفضل ماسكة فيه وأصرخ لحد ما يطلعني وبعدين كنت بروح أشتكي لبابا وبابا يزعقلو .. بابا طول عمره بيخاف عليا ويدلعني عشان انا الصغيرة وعشان كمان مشوفتش ماما أبداً زي باسم وسلوي فكان بيحاول يعوضني بأي شكل .

تهدج صوتها بالنهاية وحذر فهد أن باسم هو أخيها المتوفي ولم يرد لها أن تتذكر ذكرياتها الحزينة فتحدث وهو يعتدل بجلسته بمكر : طيب إيه رأيك نجرب .

إتسعت عيناها لتتحدث بسرعه وتوتر : إيه لآ لأ .. لايمكن .

ولم ينتظر موافقتها ليقوم من جلستهِ ،، وقامت هي فوراً حين رؤيته مُصِراً لتتراجع بخوف : فهد بقولك بخاف بطل جنان وبعدين …

جفلت حين رأت إبتسامته الماكرة والمستمتعه وإقترابه الغير المبشر لها لتنظر خلفها و ترفع فستانها بكلتا يديها لتجري ناحية سلم الجبل بخوف بينما ظل هو يضحك وهو يجري ورائها وكانت له القوة في السرعه فلحق بها ليمسكها من خصرها ويرفعها عن الأرض عائداً حاملاً إياها مستمتعاً بظهرها الملامس لصدره ، بينما راحت تحاول فك يده المحيطة بخصرها وهي تتحدث بخوف : فهد عشان خاطري مش عايزة .

قربها ليهمس في أذنيها بصوتهِ الأجش : متخافيش إنتِ معايا ،، وبعدين إنتِ كبرتي إزاي لسه بتخافي .

وأرادت إستعطافه بنظراتها فهتفت ليجعلها تواجهه : طيب نزلني .

أنزلها ولكن ما لبث أن حملها ثانيةً ولكن كالعروس هذه المره فأيقنت أنه سيفعل ما يحلو لهُ لتتمسك بعنقه بقوة ويأس ولكن حاولت مره أخري فأردفت بجدية : فهد هزعل منك .

ضحك بقوة مرجعاً رأسهُ للخلف وتحدث بقهقهَ : لأ مش هتزعلي .

إضطربت نبضاتها ودق قلبها بعنف وأغمضت عينيها بقوة ما إن خطت قدميه داخل المياه التي لم تكون عميقه للغاية في بدايتها ،، لم يطل سيره حتي توقف ولم تشعر بالمياه أبداً وعوضاً عن ذلك شعرت بهِ ينزلها علي سطح غير متزن لتفتح عينيها بسرعه لتري نفسها جالسة علي ” البيتش باجي ” لتهتف بجزع : إنت بتهزر صح .

فهد بضحك : اتعدلي عشان اركب .

تأففت وزفرت بضيق ثم رفعت قدمها لتضعها الناحية الأخري بينما إرتفع فستانها قليلاً ليظهر جزء من قدميها وركب هو خلفها ليهمس لها بأذنها بخشونة : فكرتي هنزلك البحر يعني في التلج ده .

رفعت كتفيها وتحدثت مشيرة لموتيسكل البحر : بس بردو بخاف من البتاع ده إفرد وقعنا .

تحرك بهِ ببطئ في البداية ووضعت يديها علي كلتا يديه الموضوعين حولها والممسكين بالمقود ،، إستشعرت وجهه القريب منها ليزيد توترها .. صرخة إنطلقت منها حين أسرع في السرعه وأصبح يسارع البحر بأمواجه وراحت تتمسك بهِ أكثر وهو في قمة إستمتاعه بتلك اللحظة مع ملكة قلبه وكيانه .

…………………………………………….

مساءاً كانت اسيل تنتقي أحد الأفلام بينما كان فهد يحضر بعض التسالي …. حمدت ربها أنهم عادو بخير من عرض البحر ليصعد كلاهما ليغيرا ثيابهما حيث إرتدت فستان أخر بحمالات رفيعه أظهرت ذراعيها …طويل ذا لون زرعي هادئ وتركت شعرها بحريته وقام فهد بطلب الغداء من الخارج .. شعرت براحة عند حديثها معه وتمنت لو تستطيع بالإفصاح أكثر عن مخاوفها … ، بعد أن إنتقت الفيلم وضعته في المكان المخصص له وأخذت المتحكم معها لتنتظر فهد متخذة مكانها علي الأريكة الوثيرة ذات اللون العسلي الدافئ حيث كانت الڤيلا بأكملها ذات ألوان بنية هادئة ودافئة تمثل جو الشتاء ،، أخذت تنظر للمدفئة المشتعله بالحطب وهي تلملم شعرها الذي أزعجها ليفاجئها هو بسحب الماسك من يديها ليعاود شعرها الإنطلاق بحريه متحدثاً بنبرته المتفرسة ” كدي أحلي ” ،، ثم إمتدت يديه تسحب قدمها بسرعه لتكون في ثوانٍ نائمة علي الأريكة وهو فوقها مسنداً لذراعيه حولها ثم أخذ يلعب بخصلاتها بهدوء وهو يتفرس في ملامحها .

هالة من الإضطراب أحاطت بها مع حصار عينيه السوداء وكأنهما سجن بعد أن كانت تخافهما ،، الأن لا يمكنها إزاحة عينيها من عينيه
وكأنها أسيره لهما ومع إقترابه الهادئ تحدثت بتلعثم : الفيلم .

أغمض عينيه محاولاً فهم رفضها كل مرة وإبتعد عنها بهدوء ،، ناولها الأطباق الصغيرة ثم إتخذ مكاناً بجوارها لتنكمش علي نفسها بينما تمدد بكامل جسده وفرد ذراعيه علي الأريكة لتنام عليها قبل أن يضغط علي زر البدئ من المتحكم ليبدأ الفيلم ، ظلت هي جالسة بينه وبين ظهر الأريكة العريض بخجل ولم يعفيها حين إمتدت يده ليأخذ منها الأطباق ويضعها علي صدره وبيده الأخري جذبها لتنام علي ذراعيه برفق متحدثا ليزيل خجلها : بكري هنروح عند صاحب بابا اللي كنت كلمتك عنه .

رفعت رأسها لتقابل عينيه متحدثة : بتاع الورد .

قهقه وأومأ لها لتعاود وضع رأسها علي صدره ليتابعا الفيلم معاً وإمتدت أنامله لتلاعب خصلاتها بهدوء تاره و تلاعب وجنتها تاره أخري .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *