روايات

رواية وختامهم مسك الفصل الخامس 5 بقلم نور زيزو

رواية وختامهم مسك الفصل الخامس 5 بقلم نور زيزو

رواية وختامهم مسك البارت الخامس

رواية وختامهم مسك الجزء الخامس

رواية وختامهم مسك
رواية وختامهم مسك

رواية وختامهم مسك الحلقة الخامسة

فتح باب المصعد على مصراعيه ودلف رجل فى نهاية الثلاثينات يتحاشي النظر إليها، ظل “مسك” تنظر إليه فى هدوء على أن يضغط على الزر لكنه كان كالصنم لا يتحرك، تنحنحت بهدوء ثم ضغط على الزر لكي يغلق ، نظر الرجل على لوحة الأزرار وأدرك أن “مسك” ذاهبة إلي مرأب السيارات فأنتظر حتى ينزلا إلى هناك، فتح باب المصعد فى الطابق الأول وكانت “زينة” فى أنتظاره وفور رؤيتها إلى “مسك” تأففت بضيق وقالت إلى هذا الرجل الذي يقف جوارها:-
-خلينا نأخذ أسانسير تاني
تنهدت “مسك” بسخرية من جملتها وقالت:-
-وعلي أيه؟ أتفضلي
غادرت هى المصعد ليُصدم الرجل من هروبها منه، خرجت “مسك” إلى بهو الفندق غاضبة من لقاء “زينة” التى تغضب دومًا من رؤيتها كأنها قتلت لها عزيز ولا تعلم أن ظهور “زينة” وغضبهما المتبادل انقذ حياتها من هذا الرجل المترصد لها ، أتجهت “مسك” إلي الشاطيء ورأت “ورد” تجلس هناك بنهاية هذا الطريق الخشبي الممتد داخل البحر وتنظر إلى البحر بحزن وخوف خيم على قلبها، نظرت “مسك” إلى ساعة معصمها ثم ذهبت إلى “ورد” بحيرة وتردد من الذهاب إلى هذه الفتاة المُنكسرة ولم يسبق لهم بالحديث وجلست جوارها تمدد قدميها بالأسفل، أنتفضت “ورد” بفزع من قرب أحد منها لكن سرعان ما هدأت برؤية وجه “مسك”، تطلعت “مسك” إلى البحر فى هدوء مُتحاشية النظر إليها ثم قالت:-

 

-تعلميني الغطس؟
نظرت “ورد” لها بعيون باهتة كروحها المُنطفئة وقلبها القتيل وينزف وجعًا، تملك بداخلها مشاعر إنكسار وحزن وخوف من الجميع كالقتيل بلا روح، نظرت إليها ثم تبسمت “مسك” بعفوية على عكس عادتها ثم قالت:-
-عارفة أن الوجع كبير، ممكن يكون مُميت وقلبك مكسور وبينزف لكن حتى وأنا جراحة قلب ودكتورة شاطرة معنديش علاج ليكي ولا أقدر أشفي جرحك.. بس صدقينى الحياة بتمشي وبتعدي، حتى لو كان اللى خسرتيه أغلى حاجة عندك بس هتعدي
جهشت “ورد” فى البكاء بضعف وإنكسار وجسدها ينتفض وجعًا وتضع وجهها بين كفيها بألم لتقول بتلعثم:-
-أنا أنتهيت ، كل حياتي وأحلامي أدمرت يا ريتك ما انقذتني مكنتش شوفت نظرات الناس وهم بيشاور عليا ويقولوا أهى ولا كنت عشت فى النار اللى جوايا
نظرت “مسك” إلي البحر بعيني دامعتين رغم أبتسامتها وقالت بنبرة تفائلية:-
-أحكيلك حكاية… مرة بنت راحت المستشفي وجسمها مفهوش حتى سليمة بعد ما عربية خبطتها كسرت كل عضمة فى جسمها، كانت بنت فى أعدادي باباها أنفصل عن مامتها وأتجوز من واحدة تانية كان فاكر أنها طيبة زى وشها الملاكي لكنها كانت شيطان دخل بيته، قدامه بتعامل ولاده على أنهم فى الجنة وأول ما يمشي تنزل ضرب وغل فيهم وتحرمهم من الأكل وتحبسهم فى الأوضة، حتى الحمام كانت بتحرمهم منه، أبوهم كان مُتيم بها جدًا مبيعرفش يزعلها وفي يوم بنته الصغيرة اتخطفت كانت فى ثالثة أعدادي ومكنش يعرف أن اللى خطفها مراته اللى بتحاول تخلص منها هى وأختها بأى طريقة عشان هى مرات أب، أخدتها وحبستها وبدأت تضرب فيها بقسوة مخلتش حتة فى البنت دي سليمة ولما أبوها بلغ الشرطة رمتها فى الشارع وقالت أن عربية خبطتها وهددت البنت أن لو فتحت بوقها بكلمة هتقتل أختها وسكتت وفعلًا قالت للكل أن عربية خبطتها لكن البنت دى مستسلمتش للخوف والرعب اللى عايشة فيه، رعب لدرجة أنها كانت بتعملها على نفسها مجرد ما تسمع صوت مرات أبوها مش تلمحها لكنها عرفت حاجة واحدة أن الخوف هيقتلها هى رغم أنها طفلة وأصرت تنتقم لكن انتقامها كان فى نجاحها، النجاح بقتل يا ورد ، ومرت السنين والبنت كبرت وبقت من أكبر الدكاترة وناجحة وأهي قاعدة قصادك

 

توقفت “ورد” عن البكاء ونظرت إلى وجه “مسك” لا تصدق بأن هذه الفتاة عاشت هذه المعاناة والألم مع زوجة أبيها، نظرت “مسك” إليها ببسمة كأنها تعافيت تمامًا مما عاشته وقالت:-
-يمكن اللى عيشته مش زى اللى عيشتي لكنه وجع وكان سبب فى نجاحي وإصراري، عارفة أنتصاري كان أمتى يا ورد لما جت الست دى قصادي فى اوضة العمليات بسبب مرضها والبنت اللى شافت الجحيم على أيدها هى اللى أنقذت حياتها … أنا حكيتلك اللى محدش يعرفه غير واحدة بس… غزل أختي عارفة لما حكيت لها على خطفي أصرت تدربني على القتال وأزاى أدافع عن نفسي وبسببها مفيش هواية مبعرفش أعملها تقريبًا سباحة وتسلق وتزلج أمواج وملاكمة ورماية وضرب نار مفيش وسيلة للدافع عن النفس معرفش أعملها… يمكن دا سبب كافي لشخصيتي الشرسة لكن دا ميمنعش أن لما شوفت ضحكتك أول يوم حسدتك على عفويتك وبراءتك، متوقفيش حياتك يا ورد أنجحي وأقوي عشان لما يجي الوقت تأخدي حقك تأخديه بأيد قوية من حديد
أومأت “ورد” إليها بنعم لتبتسم “مسك” بعفوية وربتت على كتفها بحنان ثم قالت:-
-أنا همشي عشان دا وقت الرماية وشوفي لو حابة تتعلمي أى حاجة أنا موافقة بشرط تعلمينى الغطس
أومأت “ورد” لها بنعم لتغادر “مسك” من مكانها مُتمنية أن تكن بحكايتها تمكنت من التخفيف عن هذه الفتاة المُنكسرة وربتت على روحها المذبوحة……
_____________________

 

تحدث “جابر” بهدوء وعينيه تحدق فى وجه “عبدالعال” قائلًا:-
-مفيش دليل واحد يثبت أن تيام هو اللى عمل كدة فى ورد
أومأ “عبدالعال” إليه بلطف ليقول بتمتمة:-
-عارف، تيام ميعملهاش
أعطاه “جابر” التابلت لكى ينظر به ويقول بجدية:-
-أديته مفتاح عربيته أمبارح
رفع “عبدالعال” نظره إلى “جابر” بضيق شديد ثم قال:-
-ليه؟
تبسم “جابر” بأنتصار وقال بحماس طفيف:-
-حسيته بدأ يشتغل، أه ينعم مبطلش شرب ونسوان حتى فى فترة علاجه لكنه بدأ يطلع لقدامه، طلب من الناس تحت أوراق للفندق والإدارة وبدأ يأخد خلفية عن الموضوع وأوضته من فوضتها مدخلهاش عاملة نظافة حتى طول الأسبوعين اللى فاته… حاسس أنه هيبدأ لكن مش عشان التهديد اللى حضرتك قولته لا عشان دلوقت عنده هدف واحد وهو ينتصر على زين لأنه معتقد أن زين هو اللى عمل كدة فيه
نظر “عبدالعال” إلى “جابر” بأندهاش من أخبار حفيده المُتكاسل الفاسق الآن يتقدم لأجل الأنتقام…
_______________________
وقفت “مسك” على حافة الجبل الصخري وترتدي ملابس سوداء رياضية وتضع أدوات معدات الحماية على مرفقها وركبتيها ثم أغلقت القفازات السوداء حول معصمها رغم ظهور أطراف أصابعها من فتحات القفازات، ألتفت خلف سيارتها وفتحت الصندوق الموجود بمنتصفها إطار سيارة وأخرجت منها القوس ومجموعة من الأسهم لتبتسم بعفوية..

 

أنطلقت “مسك” فى طريقها وبدأت تمارس هوايتها المُفضلة وتطلق سهامها بمهارة حتى شعرت بصوت حركة فى هذا المكان المُنعزل، توقفت تبحث حولها ويديها تحمل السهم للأسفل فسمعت صوت ما وعندما أستدارت مر من جوارها سهمًا كان على وشك أن يقتلها لولا تحركها لتفزع وبدأت تهاجم هذا المجهول وتركض فى وعرة الأرض حتى وصلت إلى كوخ خشبي لتدخل تختبيء به وتغلق الباب جدًا ثم سحبت المقعد بقوة وهى تلقي القوس والأسهم بعيدًا ودفعت المقعد خلف الباب، نظرت من النافذة لتري أحد يُصيب عليها بمسدسه الذي يحمل بمقدمته كاتم الصوت، نزلت للأسفل تختبئ من مرمي الرصاصة.. بدأت تلهث بخوف مُحاولة أن تهدأ من روعتها والتفكير جيدًا، وضعت يدها على صدرها وضربات قلبها على وشك الأنقطاع والتوقف….
نزعت أدوات الحماية عن مرفقها وقدميها وألقت بهما وبدأت تبحث فى جيبها عن هاتفها لكنها لم تجده وتذكرت أنه فى سيارتها، خرجت منها صرخة قوية عندما كسر زجاج النافذة فوق رأسها لتهرع بعيدًا وولج هذا الرجل من النافذة، نظرت “مسك” إليه بغضب شديد ثم قالت بنبرة قوية:-
-أنت مين؟ عايز أيه؟
-روحك

 

قالها الرجل وهو يدير أنامله على المسدس كتهديدًا لها فتبسمت بثقة من مهارتها فى القاتل وقالت بجدية:-
-يبقي أخد روحك الأول
هجمت عليها لتركل يده بقدمها وسقط المسدس منه وبدأوا فى عراك قوي بالقتال، ضربت “مسك” وجهه بعظمة مرفقها بقوة فأوشكت من قوتها على همش فك وجه هذا الرجل ليسحبها من شعرها بقوة ودفع برأسها فى الحائط، صرخت “مسك” من الألم وهو يسحبها مرة أخري ويحاول طعنها بالسكين فأخذت اللوح الخشبي الموجود جوارها ووضعه فى وجهة السكين ثم ركلته فى بطنه وخرجت ركضًا من هذا المكان مُحاولة الهرب من هذان المُلثم، لتري سيارة تمر على الطريق المجاور لها فهرعت نحوه حتى وقفت أمام السيارة، ضغط “تيام” على المكابح بفزع من ظهور شخصًا من العدم أمامه وتشبث بالمقودة وعينيه تحدق بهذا الشخص ليُصدم عندما رأي “مسك” ورأسها تسيل منها الدم، ترجل من سيارته بغضب شديد من تهور هذه الفتاة واستهتارها كأنها تجازف بحياتها دون أن تكترث للموت، نظرت به بصدمة ويديها ترتجف فأقترب منها مُستشاطًا وقال وهو يكز على اسنانه:-
-أنتِ مجنونة حد يظهر قدام العربية كدة، أنا لولا ستر ربنا كان زماني هرسك تحت العربية….
قاطعته عندما تشبثت بأكتافه تجذبه إليها وترفع قدمها اليمين تركل الرجل الذي ظهر خلفه مُسلحًا بأبتسامة بعد أن ظهر “تيام” أمامه وأصبح هدفًا سهل له، سقط الرجل للخلف وأستدار “تيام” بصدمة من وجود قاتل خلفه لتسقط “مسك” على الأرض وقد نفذت طاقتها كاملة فى الهرب من هؤلاء، تطلع بها ثم بهذا الرجل الذي على وشك الوقوف لكنه توقف عندما ضغط “تيام” بقدمه على صدر هذا الرجل ببسمة ساخرة وانتصار لحصوله على القاتل أو على الأقل مساعده ليقول:-
-مين اللى بعتك!!

 

سمع صوت أرتطام جسدها بالأرض ليستدير ورأها فقدت الوعي أسفل سيارته، دفعه الرجل مُستغل فرصة تشتت “تيام” بها وهرب مع شخص أخر ظهر بدراجة ناري من العدم ليركض “تيام” خلفهم لكن لا جدوي فعاد للسيارة ورفع رأسها بقلق من فقدها وعيها ورأسها مصابة فقال بتلعثم:-
-مــ ـســ ـك!!
لم تجيب عليه بل كانت ضعيفة الحيلة فى إغمائها لا يتحرك لها رمض عين، حملها على ذراعيها وأخذها إلى سيارته، وضع قليلًا من عطره قرب أنفها لتفتح عينيها ورفعت قبضتها لتضربه بذعر، مسك “تيام” يدها قبل أن تفعل وقال بهدوء:-
-أهدئي
تنفست بأريحية قليلًا ونظرت حولها ليقول بجدية:-
-أنتِ طلعتي مصيبة؟ وشك الفقر باين من يوم ما رجلك طبت هنا والمصايب نازلة ترف على دماغنا
كادت أن تفتح باب السيارة لكى تترجل منها دون أن تتحدث فمسك ذراعها بقوة يمنعها من النزول فصرخت به قائلة:-
-أيه تاني
سحب منديلًا من عبوة المناديل ورفع يده إلي جبينها التى ينزف وقال بخفوت:-
-أعتبريها تمن حياتي اللى أنقذتيها
نظرت إليه بضيق ودفعت يده بعيدًا عنها ثم قالت بأشمئزاز:-

 

-أنا عملت وظيفتي لكن معتقدش أن دى وظيفتك
ترجلت من السيارة غاضبة دون أن ترتجف خوفًا من أن يأتي هؤلاء الرجال لها مرة أخرى، تبسم “تيام” على جراءتها وقوتها رغم محاولة قتلها الواضحة لكن هذه الفتاة تعجبه بأستثنائها وجراءتها، ذهبت “مسك” إلى سيارتها مُنطلقة إلى الفندق…
_________________________
دق “زين” باب غرفة “ورد” فى الفندق ثم دلف إلى الداخل حاملًا بيديه صينية طعام إليها، تجول بنظره فى أرجاء المكان حتى رأها تجلس فى الفراش منكمشة فى ذاتها وتبكي فى صمت بأنكسارها، جلس جوارها بلطف ووضع الصينية على الفراش ليرفع يديه إلى وجهها يرفع رأسها إليه حتى تتقابل عيونهما وقال:-
-ورد!! وردتي
ظلت تتحاشي النظر إليه بخوف وحرج كبير، تحدثت بنبرة دافئة:-
-بصي ليا
-مش قادرة، مش قادرة أبص فى عينيك يا زين، أنا بقيت ….
قاطعها بنبرة قوية جادة وهو يحكم قبضته على وجهها حتى تنظر إليه بالقوة:-
-متقوليش كدة… أنتِ وردتي وحياتي وهتفضلي قلبي وروحي واللى حصل والله لأجيب اللى عملها من تحت الأرض حتى لو فى بطن الحوت وأرميه تحت رجلك
تساقطت دموعها من جفنيها بأنكسار تشق طريقها على وجنتيها حتى وصلت إلى يديه التى تحيط بوجهها، قالت بلهجة واهنة:-
-أنا أنكسرت يا زين مبقتش أنفع حتى نفسي، هتعوز من واحد زي أيه؟ هبقي عبء عليكي
جفف دموعها بأنامله بلطف وحنان يكفي بأن يمتص كل أوجاعها وحزنها، حبًا لم تتلقياه من أحد سواه، حبه يحيي القلب الميت .. قال بحب دافئ:-

 

-عبء!!! أنتِ عبء دا أنتِ روحي اللى عايش بها أزاى تقولي كدة، عايز منك أيه؟ عايز حُبك وقلبك وضحكتك اللى وحشتني وبراءتك اللى بتخطفني
نظرت إلى عينيه بأنكسار وقالت:-
-قتلوا البراءة يا زين، براءتي اللى بتحبها قتلوها بقسوتهم زى الكلاب، كل حتة فى جسمي كانت بتتقطع بسكاكين
قبل جبينها بلطف وقال بحب:-
-معاش ولا كان يا قلبي، ورحمة أمى لا وغلاوة ورد فى قلبي لترجع ضحكتك وحياتك هتنور من تاني
ضمها إليه لتتشبث به بأستماتة قوية وهى لا تملك أحدًا سواه فى هذا العالم فتمتمت بصوت مبحوح:-
-متسبنيش يا زين، لو سبتني أنا هموت والله هموت
طوقها بذراعيه بدفء وبدأ يمسح على شعرها بحنان حتى تهدأ من روعتها وقال بخفة:-
-أسيبك أيه يا عبيطة بقولك أنتِ روحي اللى عايش بها فى حد بيسيب روحه طب يعيش أزاى
أبتعدت عنه بقلق وعينيها بئر من المياه من كثرة دموعها ووجنتيها مُلتهبة كالجمر من شدة البكاء، قالت وهى تغلق أناملها على ملابسه بأستماتة:-
-زين…
قاطعها ببسمة تنير وجهه وقال بجدية:-
-تتجوزينى؟

 

أتسعت عينيها على مصراعيه بصدمة ألجمتها من طلبه رغم ما حدث إليها فتبسم أكثر على تعابير وجهها وقال:-
-مندهشة ليه؟ أنتِ مش خطيبتى وطبيعي أنى خاطبك عشان أتجوزك نأجل ليه؟
أبعدت يده عنها بقلق من سؤاله وقالت بجدية:-
-زين أنت واعي للى بتقوله؟
أومأ إليها بنعم وبسمته لا تفارق وجهه لتتابع “ورد” حديثها بحزن قائلة:-
-أنا مش عايزك تضغط على نفسك ولا تشفق عليا …
رفع يده للأعلي على وشك صفعها بتهديد وقال بحزن:-
-يا بنت الأيه… شفقة على مين؟ هو أنا لسه عارفك يا بنت دا أنا خاطبك بقالي 3 سنين وقبلها عمرك كله سنين حب، بحبك من يوم ما أتولدت فى بيتنا يعنى حوالي 17 سنة .. أخرتهم أيه يعنى غير الجواز جبتي الشفقة دى منين يا أم مخ تخين
-بس أنا….
قالتها وصمتت لا تعرف كيف تصف له حالتها وأنتزاع براءتها وشرفها ليأخذ “زين” يدها بين يديه الأثنين يربت عليها بلطف ثم رفع نظره إليها وقال:-
-أنتِ ورد اللى ربتها على أيدي من وعمرها يوم، عارفها وعارف اخلاقها وهى مين؟ ورد اللى أقرب لي من وريد قلبي، ورد اللى أشرف من أى واحدة على وجه الأرض البنت اللى مدخلش ولا هيدخل حياتها وقلبها غيري أنا وبس، ورد البنت اللى كنت ليها الأب والأم والأخ والصاحب وكل حاجة وعشان أنتِ وردتي هتجوزك برضاكي أو غصب عنك أنا مش بخيرك أنا بعرفك للعلم بالشيء
هزت رأسها إليه بنعم تعلن موافقتها رغم كل ما حدث فهى لا تزال “ورد” حبيبته وما حدث لها جريمة سيعاقب عليها المجرم حتمًا يومًا ما…
_____________________

 

صرخ هذا الرجل بغضب سافر من هذا الخبر الذي حصل عليه بفشل رجاله فى قتل “مسك” ليقول الرجل بتمتمة:-
-البنت دى قوية مشوفتش زيها قبل كدة
صرخ الرجل بقوة صارمة غيظًا منه وقال:-
-مين مسك دى اللى كل مرة تعلم علي وشكم كدة
فتح درج مكتبه بغضب ليخرج الصورة التى تركها مساعده لها حتى ينظر إلى وجه “مسك” وقال بصدمة ألجمته من رؤية ملامحها وقال:-
-غزل!!
-لا يا ريس دى أسمها مسك دكتورة
قالها مساعده بجدية واثقة من معلومته التى حصل عليها بنفسه، لم يكذب الرجل نظره فأنطلق بالصورة للخارج وصعد إلى الأعلى حيث رئيسه ليقول:-
-مساء الخير يا فندم
ألتف “بكر” إليه بهدوء شديد ثم قال:-
-عملت أيه؟ لاقيت الواد اللى جيت تدور عليه
أومأ الرجل الذي يجمل وشم تنين علي عنقه “إيهاب” وقال:-
-اللى ضحك على بنتى، تيام الضبع لا لسه ربنا مطول فى عمره يوم كمان، مقابلني مشكلة، كل ما أقول خلاص هخلص منه تطلع بنت من تحت الأرض وتنقذ حياته مهما كانت محاولتي فشلت بسبب البنت دى … محتاج مساعدتك فيها

 

نظر “بكر” إليه بأندهاش ثم قال:-
-حتى انتقام بنتك من اللى ضحك عليها مش عارفه، خير عاوز أيه؟ أخلصك من البنت دي
أعطاه “إيهاب” الصورة بمكر شديد وهو يعلم رد فعله عندما يرى هذه الصورة وقال بخبث:-
-ياريت أكون شاكر
نظر “بكر” بلا مبالاة وبرود شديد لهذه الصورة وصُدم عندما رأى صورة “مسك” وقال بأنتفاض من مقعده:-
-غزل… بس غزل بين الحياة والموت فى القاهرة!!
-بيقولوا اسمها مسك… معقول يكون فى حد بالشبه دا كله
قالها “إيهاب” بأغتياظ مكبوح بداخله من هذه الفتاة التى تنقذه دومًا من عقاب الموت على ما فعله بابنته وبعد أن أقام علاقة معها تخلي عنها كأنها حشرة او قطعة قمامة، تمتم “بكر” ويده تعتصر صورة “مسك” وقال:-
-لا مستحيل…. اجمع ليا كل المعلومات عن البنت دى وأتصل بالرجالة فى القاهرة يتأكده من غزل وغيبوبتها
أومأ “إيهاب ” إليه ثم ألتف ليغادر لكنه توقف محله بقلق وتوتر وأستدار مُجددًا إلى “بكر” وقال:-
-بكر بيه، أنا مستعد افديك بحياتي وأعمل أى حاجة ليكي لكن دى بنتى ولازم أخد حقها من اللى أسمه تيام، متخليش البنت دى أى كانت مسك ولا غزل تكون عقاب ليا
أومأ إليه “بكر” بسعادة تغمره من الحصول عليها وقال:-
-بتقول أيه يا إيهاب، البت دى لو غزل أنا هولعلك فيهم هم الأثنين مرة واحد متخافش
أومأ إليه بنعم وغادر ينفذ طلبه وينظر “بكر” إلى صورة “مسك” المطوية بين أنامله بقوة وبسمة خبيثة شيطانية تنير وجهه من الحصول عليها……

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وختامهم مسك)

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *