روايات

رواية حصونه المهلكه الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيماء الجندي

رواية حصونه المهلكه الفصل الحادي عشر 11 بقلم شيماء الجندي

رواية حصونه المهلكه البارت الحادي عشر

رواية حصونه المهلكه الجزء الحادي عشر

حصونه المهلكه
حصونه المهلكه

رواية حصونه المهلكه الحلقة الحادية عشر

“عوده” 🌸

جلست علي طرف الكرسي بحركه استعداديه للهروب من أمامه في أى لحظه إن استشعرت خطر منه وضعت يدها الصغيره فوق ذراعها الأيسر بتوتر واضح علي قسمات وجهها و كل لحظه تنظر ناحيه أخيها من خلف الزجاج حيث يتابع أعماله مع ابن العم ، و قد أصابها الحرج أن تصر علي تواجده معها يكفيه ما خسره لأجلها هل تتسبب بخسارته عمله أيضاً !!

دار عقلها بعده اتجاهات مختلفه ما بين أخيها و تركه لها لأول مره مع ذاك الطبيب الغريب عنها بالطبع لا تتذكر صلته العائليه بهم .. و ما بين خشيتها منه و استعدادها لأقل تصرف أو حركه تصدر عنه …

صدرت عنها تنهيده خافته تسللت إلى أذن ذلك الجالس بصمت مقابلاً لها تفصل بينهم منضده صغيره وُضِع فوقها أكواب العصير الطازج ، اعتدل “يزيد” بجزعه العلوي و هو يرمقها بنظراته الهادئه اللذيذه ثم مد ذراعه إلى الطاوله يلتقط كوبها أولاً يعطيها إياه و قد انشق ثغره الدقيق بابتسامه لطيفه للغايه أجبرتها على الانصياع لأمره اللطيف المهذب و التقاط الكوب منه …

رفعت اهدابها الكثيفه تنظر إليه لحظات و راح عقلها يستعيد لقطات من زياراته المتكرره لها ، و كيف كانت تخشاه للغايه بأول يوم له معها أفاقت علي صوته الهادئ فور ارتشافه من الكوب الخاص به جرعه صغيره … :

– تحبي نقول لتيم يجي يقعد معانا و يسيب شغله دلوقت !

نعم هي تود للغايه أن يحضر معها و لا يتركها .. لكنه عمله و هي ليست انانيه لتلك الدرجه … هزت رأسها رافضه عرضه المُغرى .. و بدأت نسمات الهواء تشتد من حولها لتتراقص خصلاتها بتناغم ناعم مع نظراته لها ، أخفض رأسه يستجمع كلماته و أفكاره نحو علاجهاا .. علاجها فقط !!

أمسك دفتر صغير قليلاً باللون الوردي المشابه لفستانها الجميل .. ثم دفعه إليها برويه و هو يردف بصوت رخيم :

– شوفي يأسيف ، أنا كل مره باجي هنا أنا اللى بقعد اتكلم معاكى و بصراحه الموضوع كده مش نافع أنا حابب ندردش سوا فجبتلك و أنا جاى الصبح النوت ده .. ده مصدر الحكاوى بينا ، ده لو تسمحي طبعا ؟!

 

 

 

توترت نظراتها و ابتلعت رمقها و هي تخشى قبول عرضه فيطرح أسئلة عما يخصها .. و تخشي الرفض فتنهى علاجها ، هي قطعت وعد أنها سوف تطيع أخيها بالعلاج ليعودا إلى حياتهم اليوميه الطبيعيه مره أخرى ، عضت على شفتها بتوتر و اتجهت عينيها إلى الزجاج ترمق أخيها المنتظر بعيد بنظرات حائره لتفيق علي صوته الهادئ بعد أن أنهى تفحص نظراتها :

– و تقدري ترفضي أو تقبلي الدردشه ، مش شرط تجاوبى ابداا .. و تقدري تسأليني كمان عشان تبقي دردشه مظبوطه !!

تلك الابتسامه الرزينه المتعقله التى تزين ثغره الوسيم تجبر أى أحد على قبول جميع عروضه ، و هي لن ترفض إن كانت لها فرصه رفض أو اعتراض علي اجابه ما !!

أمسكت الدفتر باناملها الرقيقه ليناولها قلم و هو يقول :

– القلم ده غالي عليا جدا ، ده هديه مني ليكِ و أتمنى مترفضيش …

تناولته و هى تومئ له و عقلها متوتر من تلك المحادثه ليُكمل حديثه مُتسائلا :

-أنتِ عارفه إن عيلتى و عيلتك اصدقاء قدام جدآ ؟!

هزت رأسها بالايجاب الصامت ليبتسم مُكملا :

– تعرفى إنى فقدت بصرى فتره و عملت كذا عمليه عشان يرجع !

بدأ يلفت انتباهها حيث رفعت أنظارها إليه و أعينها ترمقه بنظرات مندهشه متسائله !!

فاستجاب إلى تساؤلها الصامت و أردف بهدوء :

– و خطيبتي سابتني بسبب الموضوع ده ..

عقدت حاجبيها بحزن و راح عقلها يدور بالأشخاص السيئين أمثال خطيبته و التى تعرفهم عن ظهر قلب لينتشلها من أفكارها السوداء صوته الهادئ يقول :

– كان نفسي يكون عندي أخت صغيره زيك كده .. لميس كانت من أب مصري زينا و أم بريطانيه .. اتعرفنا علي بعض في الجامعه و مع الوقت اتعلقت بيها جدا و انا كنت بشاركها كل حاجه تخصني ، و كانت أمنيتى يكون عندي اخت متسألنيش ليه ، بس ده اتجدد لما شوفت علاقه تيم معاكٍ ، المهم قعدنا سنتين نحب بعض و اتخطبنا كمان ، بس للأسف بعد ما فقدت بصري و مع أول لحظه فوقت من مخدر العمليه صوتها كان في ودنى ، بتقولي مش هتقدر تكمل ، و اختفت بعدها …

 

 

 

ظهرت أمارات التأثر علي ملامحها الجميله و قد بدأت تندمج مع قصته متناسيه وجعها بل أوجاعها ليتدراك نفسه و حمحم يقول بصوت رخيم :

– بس الحقيقه بعد كام يوم نسيتها أو بمعنى أفضل اقنعت نفسي إنى اتناساها و أبدأ استجيب لمحاولات أهلى فى العلاج ، عارفه ليه يأسيف !

نظرت له باندهاش و تساؤل ليبتسم لها قائلاً :

– اكتبي توقعك !!

ابتلعت رمقها و دارت عينيها لحظات بعده أماكن لتبدأ بعدها بفتح الدفتر و راحت تخط بالقلم كلمات ثم وجهته اليه و كان محواها “عشان تنتقم “

ضيق عينيه و هو يحاول تجميع أفكاره عن جملتها لكن استجابتها تلك رائعه ليرفع رأسه و هو يعيد الدفتر إليها ضاحكاً بوجه بشوش :

– ابدااا انا قولتلك نسيتها ، الحقيقه و مخبيش عليكِ كان عندي رغبه جوايا إنها تشوفني لما أخف و برفضها كمان .. لكن الرغبه الأكبر نفسي ، مستقبلي ياأسيف ، هستفاد ايه لما اعاند أهلى عشان واحده سابتني فى أهم وقت ليا ؟! هل هما يستحقوا ده مني؟!

رمقته بنظرات متحيره صامته و أبعدت رماديتيها عنه تحدق بعيداً بحزن لضعفها كما لقبوها ليتها بقوته تلك ، أفاقت علي صوته قائلاً لها :

– أنتِ عارفه إن قرارى ده كان صعب جداا خصوصا إن والدي كان شايفني ضعيف الشخصيه معاها جدا ..

نجح للمره التي لا تعلم عددها بلفت انتباهها .. أن حالته كانت مثلها !!!!!

على الجانب الآخر ..

حيث يجلس “تيم” مدعياً انشغاله مع ابن العم و عينيه عليها دون أن تلاحظ راقب حركاتها و استجابتها لحديث “يزيد” الذي أرسله الله إليه من السماء ، اندهش حين كتبت شيئ بالدفتر الصغير و دفعته إلى “يزيد” المترقب لحركاتها هو الآخر ليفيق علي صوت “نائل” المتأفف :

– ياااعم تيم ارحمني بقا و ركز معايا شويه خلينا نراجع الورقتين ده أنت كنت قعدت معاهم أسهل ..

زمجر “تيم” بغضب و هو يقول بصوت أجش حاد :

– بقولك ايه يازفت أنت اهدي بقي ، كفايه اللى أنا فيه !

اندهش “نائل” رافعاً حاجبيه و هو يردف بصدمه :

– ايه اللي أنت فيه يابني !! أختك لازم تقعد مع دكتورها لوحدها عشان ترجع تتكلم فين مشكلتك !!

تأفف ” تيم” و هو يعتدل إليه بجسده قائلاً

– المشكله إن أسيف مضطره تقعد معاه وحدها أنت مشوفتش بصت إزاى لما عرفت إنى مش هحضر معاها !

هز ” نائل ” رأسه يردف بجديه تامه :

-بقولك ايه ياتيم طبيعي أسيف تتعلق بيك من خوفها و اللي حصل لكن اللي مش طبيعي أسلوبك ده ياأخى ، أنا شايفها مستجيبه ليزيد و بتحاول مع نفسها جامد و أنت دورك تساعدها و تسمع كلام يزيد منغير قلق كده ما احنا في وشها اهوه لو خايفه هتيجي جري عليك متقلقش بقاا!!

ابن العم محق عليه تركها تتلقى علاجها و تعود إلى أحضانه الأخوية سالمه غانمه و ذلك لن يحدث بدون مساعدة “يزيد” و تركها تجرب الدرب بمفردها تلك المره لكنه سيظل خلفها يراقب طريقها و يساندها إن تعثرت !!!!

-***-

 

 

 

انتهت جلستهم سويا و شعرت “أسيف” ببعض الخفه حين بدأت تكتب ما يجيش بأفكارها له ، و أحياناً أخرى كانت تفضل الصمت التام و عدم الرد و الذي قابله “يزيد” منها بابتسامه مرحه جميله و صدر رحب ، لاحظت أنه لا يضغط عليها لذلك اعجبتها الجلسه قليلاً و نست أنها داخل جلسه علاجيه حيث بدأت تخط باناملها الرقيقه على الورق بعض الرسومات الشارده حين كان يتركها “يزيد” تستريح و يعبث بهاتفه و أنظاره تراقبها بالخفاء ..

أفاقت من شرودها علي أصابعه تطرقع أمام عينيها مع حفاظه علي مسافه كبيره نسبياً عنها حتي لا يتسبب بذعرها .. صدح صوته الأجش ينهى جلستهم و هو يطلب بأدب و حذر :

– أسيف ممكن تنادي تيم ليا ؟!

وقفت بهدوء تومئ بالإيجاب و هي تتجه إلى أخيها كطفل صغير ذاهب إلى ولي أمره .. ليبتسم “يزيد” بهدوء و يصرف أنظاره عنها بصعوبه ، التقط دفترها الصغير يراقب صنيع يديها بأعين متسعه مصدومه “أسيف” تُجيد الرسم بل بارعه به … لكن ما تلك الاشكال التي خطتها بشرود !؟! رغم صِغر الورقه لكن ذلك لم يمنعها من خط بخطوط صغيره شكل فهد مفترس ذى أنياب مرعبه تسيل من فمه الكبير المفتوح ومن بين أنيابه قطرات .. من الواضح انها دماء !!

عقد حاجبيه و أفاق علي صوت “تيم” يردف بجديه :

– في حاجه حصلت !

نظر “يزيد” للداخل يراقب “أسيف” الجالسه فوق الكرسي تنظر للأرضيه بشرود و صمت تام .. ثم قال و هو يشير برأسه ناحيتها :

– أسيف محتاجه تخرج من هنا ياتيم ،الحبسه دي غلط ابذل كل جهدك و خرجها تتمشوا سوا حتى ، الوضع ده هيعطل مفعول الجلسات ..

ثم رفع إليه الدفتر الصغير ليضيق “تيم” عينيه يحاول استيعاب تلك الصوره الوحشيه المخيفه ، لحظات ليُدرك معناها و يغمض عينيه جازاً علي أسنانه بعنف ليردف “يزيد” بهدوء :

– تيم عصبيتك دي مش حل هتخوف أسيف منك أنت كمان ، أسيف فقدت النطق من خوفها لخروج مشاعرها و أنها مش قادره تعبر عن كميه المشاعر اللي بتحاربها ، سواء خوف ..زعل .. حزن .. كل ده ضغط عليها و سببلها انهيار عصبي إحنا دورنا نعالج مش نزود ياتيم …

زفر أنفاسه ثم اعتدل واقفاً يقول يهدوء :

– احنا هنبص للجانب الإيجابى ، أنت ليه مقولتليش إن أسيف بتعرف ترسم ، عارف ده هيساعدني قد إيه فى علاجها !

عقد “تيم” حاجبيه باندهاش ثم اعاد أنظاره إلى الورق مره أخرى و أردف مضيقاً عينيه :

– أنت عاوز تستغل رسم أسيف فانها تخرج اللي جواها ؟! زي الرسمه دي مش كده !

أومأ الأخير بالإيجاب و هو يقول بصوت رخيم :

– بالظبط رسمها هيساعدني جداا خصوصا إن هى نفسها عندها استعداد لده و خرجت اللي جواها أو جزء منه عن طريق ورقه و قلم أنا كنت متخيل الكتابه هتنفعها لكن الرسم أفضل كتير في استغلاله …

تنهد “تيم” و هو يعيد أنظاره الي شقيقته متأملاً حالها الصامت الساكن ، “أسيف” التي كانت تكره الصمت و الروتين أصبحت تجلس بالساعات الجلسه ذاتها تحدق بالفراغ صامته شارده حزينه !!!

-***-

أمسك تلك التُحفه المُقلده بين أصابعه يعبث بها أثناء القاؤه الكلمات الشارده الخاصه بماضي أليم علي أذن الطبيب الصامت المُنصت باهتمام يُدون بعض الملاحظات بين حين و آخر .. علت أنفاسه قليلاً و هو يردف :

– كنت بخاف أنام بليل لأن الكوابيس بشكل أمى مكنتش بتفارقني .. كنت بروح انام جنبها و احضنها و اسمعها و هي بتتألم لما أحط ايدي بالغلط علي جرح في جسمها ، بس هي رغم ده كان بتفضل ماسكه فيا ساكته ايديها بتتحرك علي شعري و أنا بسألها مالها و بابا بيعمل كده ليه ، و هي تقولي كلمه واحده “معلش” كنت متخيل إن كل الابهات كده .. لحد ما في يوم ماستحملتش في أيده …

 

 

 

قطع كلماته و هو يدس إحدى يديه بخصلاته و يحبس دموعه و قد بدأت شفتيه ترتعش و هو يجز علي أسنانه بقوه جاذباً خصلاته للخلف و أعينه تلتهب باحمرار شديد قلق الطبيب من حالته و أردف بهدوء :

– تقدر توقف لحد هنا ..

لم يجيبه بدل اندفعت كلماته من شفتيه كالحمحم البركانيه حين تنفجر تصحبها دموعه و هو يقول بصوت باكي كالاطفال :

– ماتت بعد ما شوه جسمها بايديه ، آخر حاجه شوفتها منها دموعها ، اللي غرقت وشها و هى بتوصيني علي أختى اللي لسه عيله صغيره ، غمضت عينيها و أنا فاكرها شويه و هتقوم زي كل مره ، نمت و أنا حاضنها و بعيط ،و فوقت علي ايدين بتشدني بعيد وبيغطوها لحد رأسها ….

مسح دموعه بغضب و أكمل و قد تبدل حاله حيث شعر بالدماء تندفع إلى رأسه بقوه و شكل مفاجئ و هى تغلى و تفور :

– في نفس اليوم لقيت أبويا قاعد يبكى و ماسك صورها و هو بيقولي كلمه واحده .. “عمك السبب” … كلمه سمعتها منه 8 سنين بيحكيلي قد إيه اتعذب منه و كان عاوز ياخد أمى ليه عشيقه ، كنت بروح القصر معاه يبقوا مبسوطين و بيلعبوا و أنا بتفرج ، خايف أقرب منهم ، بكره صوت ضحكهم و أنا مش قادر أبقى مع أمى زيهم ، و إن أبوهم السبب و عايش حياته معاهم عاادي …

اختنق صوته و بدأ يدس يديه بخصلاته بحركه عنيفه عشوائيه ليقف الطبيب مسرعاً و هو يدور حول مكتبه يصب المياه بالكأس ثم ناوله إياه و هو يقول :

– كفايه كده النهارده ، أى ضغط تاني مش فى مصلحتك نهاائى …

رفع عينيه الحزينه و هو يؤمي بالإيجاب يلملم متعلقاته الشخصيه بهدوء .. زافراً أنفاسه الحارقه واقفاً يتجه إلى الباب و نظرات الطبيب المُسن الخبير تلاحقه ليقف فجأه مستديرا بجسده يسأله عاقداً حاجبيه :

– هي أسيف ممكن تسامحني في يوم من الأيام !

تنهد الطبيب و هو يجيب بهدوء :

– انت لسه محكتليش قصتك مع أسيف شكلها إيه بالظبط ! هي كانت بتحبك ؟!

ابتسم بسخريه و هو يجيبه بأعين دامعه :

– أسيف مكنتش بتعرف تكره حد ، بس انا علمتها ده !!!!

-***-

 

 

 

جلست الجده أمام ابنتها و قد تركت الخادمه أكواب القهوه الساخنه خاصتهم ثم انصرفت تُباشر أعمالها …

تعلقت أنظار “سمر” بالأكواب بشرود و هى تردف بأعين ذابله من الحزن :

– و بعدين ياماما الولاد دخلوا في شهرين و مفيش عنهم خبر واحد ، ده فهد قرب يتم علاجه و أنا معرفش أسيف عامله إيه حتى !!

تنهدت الجده بحزن و سالت دموع الندم على خديها و هى تشعر بالاشتياق يصول و يجول بثنايا قلبها المُسن لتقول بصوت مبحوح :

– مش عارفه يابنتي لسه مراد كان بيقولي الصبح انه لحد دلوقت سايب معارفه يدوروا عليهم ، أسيف وحشتني اوووي يااسمر …

تنهدت “سمر” و سالت دموعها و هى تقول بابتسامه حزينه :

– مكنتش تستاهل اللى حصلها يا ماما ، مفيش بنت تستحمله ، تخيلي بقي ملاك زي أسيف عامله زي البييى بالظبط ..

ابتسمت الجده و هى تقول بحزن و شرود :

– ابن أخوكِ دمرها ياسمر البنت كانت مرعوبه حتي تقعد معانا لوحدها مش كفايه اللى حصلها و هى لسه عيله و أبوها و أمها لسه ميتين ؟!

عقدت “سمر “حاجبيها و هى تذهب بعقلها إلى تلك الذكرى لتقول بغضب و أعين ملتهبه :

– متفكرنيش بالسواق القذر ده ، لولا نائل سمع صرختها صدفه و جيه بلغنا كانت ضاعت على ايد المُدمن النجس ده ….

أيَّدت الجده الحديث و تمتمت ببعض السُباب علي أمثال ذلك المُدنس .. و قد غفلتا السيدتين عن ذلك الواقف بأعين جاحظه و عقله يفسر ما حدث بالأيام الخوالى و الليله المشؤمه … ليدب القهر قلبه بمطرقه من حديد و تسيل دموع الندم و هو يفر مسرعاً كالأطفال تائهاً يهيم علي وجهه بلا هدف أو سبيل !!!!!!!

-***-

جلست “أسيف” بأحضان أخيها يحدقان بأمواج البحر التى تتلاطم أمامهم بهدوء ثم تميل على الشاطئ الرملى تسرق حباته داخلها و تداعب أناملهم بنعومه ثم تنسحب لتأتى أخرى تقوم بدورها و “أسيف” تبتسم بهدوء تعبث معها بأصابع قدمها الصغيره ثم نظرت إلى أخيها المحيط لها و همست بهدوء :

– هتاخدنى الكورس امتى ؟!

قبل خصلاتها ثم ابتسم يحدق بها و هو يزيح خصلاتها خلف أذنها بهدوء هامساً :

– من بكره ياقلب أخوكِ و العربيه جاهزه و مستنيه الاميره تخلص كورسها و تاخدها …

 

 

 

اعتدلت تحيط عنقه محتضنه إياه بقوه و هى تقول بصوتها الهادئ :

– أنا بحبك أوى ياتيم …

شدد من احتضانه لها و هو يبتسم رابتاً على ظهرها بهدوء يقول :

– و أنا بموت فيكِ و مليش غيرك ياقلب تيم …

ثم أخرجها من أحضانه يشير محذراً .. :

– بس هوصلك الجلسه الاول تخلصى و أخدك نطلع على كورس السواقه اتقفنااا ياأسيف ..

تنهدت و هى تعتدل قائله بتذمر خفيف :

– ياتيم مانا رجعت اتكلم اهوه و يزيد بيتابع معايا .. أنا برتاح في الكلام مع يزيد و هستني يرجع من المؤتمر ..

أتسعت أعينه و هو يردف بجديه :

– أسيف أنتِ عارفه إنك لسه محتاجه شويه جلسات ياحبيبتي و يزيد معاه فتره عشان يرجع يبقي نتابع مع الدكتور زي ما كنا لحد ما يزيد يرجع ..

عقدت حاجبيها من اصرار أخيها فبعد مرور ثلاثه أشهر على تحسنها و عوده نطقها منذ أسبوعين لازال يُصر على انتظامها مع ذلك الطبيب المُسن ذو الطبع الرتيب للغايه ، لقد اعتادت علي أسلوب “يزيد” المرح الرزين بآن واحد حيث يضج عقله بالأفكار الجديده دوما و يقودها إليها بصبر تام .. عضت على شفتيها و هى تقول بخجل و قد اشتعلت وجنتيها بحُمره لطيفه … :

-يزيد معاه لآخر الاسبوع بس و هينزل …

رفع “تيم” إحدى حاجبيه و هو يقول بجديه :

– أنتِ بتتواصلي مع يزيد من ورايا !!

هزت رأسها مسرعه بالسلب و ارتفعت عينيها الجميله البريئه تنفي اتهامه و هى تقول مسرعه :

– لا لا ده هو كلمني سوشيال لما كنت مع نائل فى النادي بعد التدريب و كان بيكلمه … و قالى بحضر الجلسات و لا لا و أنا قولتله ان الدكتور ده وحش …

ابتسم مع كلماتها البريئه و نفيها الخائف من غضبه .. دوماً يرق قلبه لتلك البريئه التي بدت عليها بوادر الاختلاف بشخصيتها لكن تلك البراءه التي تحقنه إياها لن تتغير ابداا …احتضنها بقوه و هو يحمد ربه ألف مره بعودتها للحياه و الأحاديث معه التي لن يمل منها مهما حدث ، تكفى ابتسامتها تلك و لا يريد شيئ آخر منها …..

صرخت نبضات قلبه التى تدق بحنانه الأخوى المميز .. عوده حميده أيتها الغاليه !!!!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حصونه المهلكه)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *