روايات

رواية سأنال مرادي الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم بسنت جمال

رواية سأنال مرادي الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم بسنت جمال

رواية سأنال مرادي البارت الثاني والثلاثون

رواية سأنال مرادي الجزء الثاني والثلاثون

سأنال مرادي
سأنال مرادي

رواية سأنال مرادي الحلقة الثانية والثلاثون

دخلت نور منزل والدها وعلى وجهها ابتسامة حزن واشتياق، تتأمل كل ركن فى المنزل، تتأمل كل قطعة أثاث، تتأمل كل جدار من جدران المنزل، هنا كانت تجلس مع والداها، هنا كانوا يتحدثون سويا، هنا كل ذكرياتها السعيدة، تنهدت تنهيدة قوية ومسحت عبرة نزلت من عيونها.
نور : ربنا يرحمكم.
دخلت نور غرفتها حتى تضع ملابسها، بمجرد دخولها تذكرت الليلة الوحيدة التى قضتها هنا مع مراد، حيث كان يوم عيد ميلادها وصمم على الاحتفال هنا معها بمفردهما، هذا اليوم كان مميزا بالنسبة لهما حيث أعطاها هدية غالية جدا على قلبها ، نظرت ناحية هذه الهدية حيث لم تشأ أن تأخذها معها عند سفرها خارج البلاد ظنا منها أنها ستذكرها بهذا الماضي ، بدأت تتذكر عندما أعطاها مراد هذه الهدية.
فلاش باك
مراد : اوعى تفتحى عينك.
نور: طيب خلص بقى.
مراد: امشى بالراحة ومتخافيش.
نور: حاضر.
مراد: خلاااص، وصلنا.
نور: أفتح عينى؟
مراد : اتفضلى.
فتحت نور عيونها ونظرت على الحائط ، تفاجأت نور من جمال هذه الهدية، نظرت له بسعادة كبيرة واحتضنته بشدة، كان جمال الهدية فى معناها حيث كانت عبارة عن صورة معلقة على الحائط فيها والدها ووالدتها وبينهما نور ومراد ، فرحت بها بشدة.
نور بسعادة: جميلة أوى يا مراد.
مراد بابتسامة: يعنى عجبتك؟
نور: أوى جدا، ربنا يخليك ليا يارب.
مراد: ويخليك يا حبيبتى.
نور : أنت سبب فرحتى فى الدنيا.
مراد ماسحا دموعها: طالما أنا سبب فرحتك إيه سبب الدموع دى؟
نور: أصل الصورة كأننا متصورين معاهم بجد، وحشونى أوى.
مراد: ربنا يرحمهم، أنا معاكى ومش هسيبك، يلا نقرالهم الفاتحة.
باااااك
نور بتنهيدة ألم: وبقيت لوحدى فى الدنيا خلاص، لا أهل ولا وطن ولا أى حد، ربنا يسامحك يا مراد.
كل اللي معاك في الصورة غاب
وطنك والأهل والصحاب
كام واحد ودع وساب
من غير أسباب
شايف في عينيك نظرة حنين
بتحن لمين ولا مين
طول عمرها ماشية السنين
والناس ركاب
مع دقة عقرب الساعات
بتموت جوانا ذكريات
عشمنا قلوبنا باللي فات
ونسينا نعيش
كان مكتوب نمشي الطريق
ونفارق كل مدى شيء
اتسرق العمر بالبطيء
ورسي على مافيش
عند مراد
يشعر بإحساس غريب فى قلبه، إحساس بالراحة قليل من الفرحة، أيعقل أنه شعر بعودة نور؟ أيمكن أن يكون قد أحس بها؟قالوا قديما أن القلب يشعر بحبيبه، حبيبه؟! هل مازالت حبيبته؟ نعم حبيبة وإن ظلمها، حبيبة وإن ظن أنها خانته، حبيبة وإن افترقا.
ابتسم مراد على ذكرى يوم عيد ميلادها، حتى فى ذكرياتهما تكون نفس الذكريات ، ليس حبا إنما عشقا، تآلف أرواح.
فلاش باك
خرج مراد من حمام غرفة نور يجفف شعره، عقد حاجبيه مما تفعله نور.
مراد باستغراب: إيه ده يا نور؟ بتعملى إيه؟
نور: برش من البرفان بتاعك.
مراد : يا حبيبتى ده رجالى.
نور: ما أنا عارفة، بس أنا عاوزة ريحتك تبقى معايا على طول .
مراد بحب: ياااااه، للدرجة دى بوحشك.
نور بخجل: أوى جدا.
مراد : خلاص، خديها وبكرة هجيبلك واحدة جديدة عشان تستحمى بيها.
نور بتصفيق: بجد هييييييه.
مراد : بحب طفلة يا نااااس.
باااك
ابتسم مراد على هذه الذكريات، ولكنه عاد مرة أخرى للعبوس عندما تذكر ما فعلته وخيانتها لها.
مراد : لا مش ممكن أسامحك أبدا، أنا عايش بس عشان ألاقيكى.
وهنا دخلت عليه سوزان وهو على هذه الحالة، كانت عائدة من عملها الذى يكبر كل يوم عن الآخر.
سوزان: هاى يا مورى.
مراد : هاى يا حبيبتى.
سوزان: عندى ليك مفاجأة.
مراد : خير.
سوزان: أخدت أجازة أسبوع عشان نطلع نغير جو.
مراد بعدم اهتمام: كويس.
سوزان : مالك يا مورى؟ متغير أوى، ده زمان لما كنت أقولك هنسافر مع بعض بتبقى طاير من الفرحة.
مراد بابتسامة باهتة: ما أنا مبسوط يا حبيبتى.
سوزان: مش باين.
مراد مقبلا يدها: متشغليش بالك، هنزل أتمشى فى الجنينة شوية.
متغير ياما عن زمان
قافل على قلبك البيبان
حبيت وفارقت كام مكان
عايش جواك
إحساسك كل يوم يقل
وتخطي وخطوتك تذل
من كتر ما أحبطوك تمل
فين تلقى دواك
بتودع حلم كل يوم
تستفرد بيك الهموم
وكله كوم والغربة كوم
والجرح كبير
مبتديش حاجة اهتمام
أهلا أهلا, سلام سلام
بقی طبعك قِلة الكلام
ومفيش تفسير
دارِي دارِي يا قلبِي مهما تداري
قصاد الناس حزننا مكشوف
وأَهو عادي عادي محدش في الدنيا دي
بيتعلق بشي إِلا وفراقه يشوف
فى صباح اليوم التالى
استيقظت نور على صوت طرقات على باب المنزل، ذهبت ناحيته وفتحته، ابتسمت بشدة عندما رأت الطارق ثم ارتمت داخل أحضانه.
نور بسعادة: عمى عاصم، اتفضل، نورت البيت.
عاصم : ده إنت اللى نورت الدنيا بحالها.
نور: الله يخليك، مجبتش ماما كريمة معاك ليه؟
عاصم: لاااا، محدش يعرف بوچودك خالص، ده سر ما بينا، دى وصية چدك.
نور : الله يرحمه، بس هى بتحبنى واستحالة تقول لحد.
عاصم: اكده أمان أكتر.
نور: اللى تشوفه حضرتك.
عاصم: كيف أخبار شغلك؟
نور: الحمد لله، بكرة إن شاء الله هنستلم الشغل فى المستشفى مع دكتور جيمس.
عاصم: ربنا يوفجك.
لاحظ عاصم توتر نور ففهم ما تريده.
عاصم: آنى عارف إنك عاوزة تطمنى عليه، هو كويس متجلجيش، بس لساته بيدور عليك، آنى مش بخوفك بس لازم تاخدى حذرك.
نور: ربنا يهديه.
عاصم بابتسامة: جلبك طيب يا بنتى، بتدعيله وهو سبب غربتك.
نور: أنا شفت مع مراد أحلى أيام حياتى، استحالة أنكر ده، واللى حصل ظلم ليا وربنا هيرفع عنى الظلم ده فى يوم من الأيام.
عاصم: يارب، المهم فين الهدية بتاعتى، شوجتيني أشوفها من كتر ما كلمتيني عنها.
نور بابتسامة : عنيا.
فى فيلا مروان
يجلس الجميع على طاولة الإفطار ومعهم مروة أخت مروان فهى تعيش معهم فى نفس المنزل وتحب هنا بشدة وهنا أيضا تعتبرها أختها.
مروة : الحمد لله، أطير أنا بقى .
مروان: رايحة على فين يا دكتورة؟
مروة: على المستشفى هيكون فين يعنى.
مروان: ما أنا عارف يا لمضة ، أنا أقصد بدرى أوى كده ليه؟
مروة: المستشفى بتستعد لاستقبال وفد جاى من ألمانيا هيقعد ست شهور فالدنيا مقلوبة عندنا.
هنا بحماس: الله، دى فرصة حلوة أوى يا مروة عشان تتعلمى منهم.
مروة بمشاغبة : ادعيلى يا هنوش ألاقى عريس حلو كده بعيون زرقا.
مروان بغيظ: امشي يا بت من قدامى.
ثم أخذ يبحث عن أى شئ أمامه يقذفها به.
مروة : آآآآى، بتحدفنى بالزتونة، وجعتنى.
مروان: المرة الجاية هحدفك بالكوباية فى دماغك ، امشي يلا.
مروة : برده هدور على عريس.
مروان : امشي يابت.
قالت كلمتها ثم جرت خوفا من أخيها.
هنا بضحك: ملكوش حل.
مروان: اضحكى ياختى، اضحكى.
هنا: امال هتعمل إيه لما تتجوز.
مروان بعصبية : لما تبقى تتنيل و تتجوز.
هنا : خلاص، اهدى يا عم النرفوز.
مروان: ستات تحرق الدم، أنا قايم عالشركة.
فى المشفى
استقبل أطباء المشفى الطاقم الطبي الجديد بقيادة دكتور جيمس استقبال حافل ورحبوا بالجميع، كانت مروة تقف مع بقية الأطباء بالطبع لم تعرف نور فهى لم تقابلها من قبل حتى وإن رأتها فى السابق فلن تعرفها بسبب ارتداء الكل للكمامة بسبب انتشار فيروس كورونا.
ذهبت نور ومعها معتز لغرفتهما الجديدة وعلى وجوههما علامات الارتياح لهذا المكان.
معتز : الجو العام هنا مبشر بالخير.
نور: أوى جدا، أنا مرتاحة.
معتز: مش عارف ليه حاسس إنك مش هترجعى معانا ألمانيا.
نور: وليه متقولش إنك اللى هتقعد هنا ومتسافرش.
معتز: أنا؟ استحاااااالة، أنا اتولدت وعيشت بره صعب أعيش هنا.
نور : محدش عارف الأيام مخبياله إيه.
قطع حديثهما طرقات على الباب، حيث كانت مروة.
معتز : اتفضل.
مروة: أقدر أدخل؟
معتز: أكيد.
مروة : أنا مروة.
نور بابتسامة: أهلا وسهلا يا دكتورة.
مروة: أول ما عرفت إنكوا مصريين قلت لازم آجى أسلم عليكوا.
معتز : اتفضلى اقعدى واقفة ليه.
مروة: متشكرة.
معتز: وأنت تخصص إيه؟
مروة: جراحة قلب.
معتز: زينا يعنى.
مروة: يااااريت أبقى زيكوا.
نور : بكرة تبقى أحسن مننا.
معتز: مكنتش أعرف إن مصر فيها بنات حلوة كده.
مروة لنفسها : بنات حلوة مين، ده أنت الحلاوة كلها.
نظرت له مروة بهيام، لقد كانت كلماته أولى شرارة الإعجاب من ناحيتها هى فقط.
فى العين السخنة
يجلس مراد على الشاطئ يتأمله، أما سوزان تسبح داخل البحر مستمتعة بأجازتها غير مهتمة بحالة مراد.
مراد بتنهيدة: يا ترى الحلم بتاع عمى ده قصده إيه بالأمانة اللى زادت، أووووف بقى، أما أشوف أخبار الشغل إيه، أيوة يا مروان.
مروان: حبيبي اللى واحشنى.
مراد بابتسامة: أخبارك إيه وأخبار الشغل إيه؟
مروان: يا عم شغل إيه، اتبسط وفرفش.
مراد: والله ماليش نفس، بفكر نرجع بكرة.
مروان: حرام عليك نفسك والله.
مراد: سيبك منى وقولى أخبار الشغل إيه؟
مروان : كله تمام اطمن بس أنت.
مراد: والمشروع الجديد.
مروان: هنسلم على الأسبوع الجديد زى ما اتفقنا.
مراد : على خيرة الله، ومشروع ال….. استنى حماتى على wait.
مروان: طيب سلام.
مراد: أيوة يا طنط.
ناريمان: الحقنى يا مراد ماجد تعبان أوى ونقلناه المستشفى ، بكلم سوزان من بدرى مش بترد، الحقنى أنا لوحدى.
مراد ناهضا بذعر: متقلقيش، هنيجي حالا.
ناريمان ببكاء: بسرعة والنبي.
بعد ثلاث ساعات
تجلس ناريمان وسوزان تبكيان بشدة خوفا على ماجد أمام غرفة العناية المركزة ، يحاول مراد أن يبحث عن أى طبيب كى يطمئنهم عن حالته.
مراد للممرضة : لو سمحت عاوزين نطمن على حالة ماجد النجار.
الممرضة : الدكتور عنده مرور وربع ساعة وهيبقى فى مكتبه.
بعد فترة، فى غرفة الطبيب المعالج لماجد حيث يجلس مراد و سوزان وناريمان.
مراد: خير يا دكتور، طمنا.
الطبيب: مع الأسف الحالة خطرة، دى جلطة فى القلب.
ناريمان بصدمة: جلطة!!!!!
سوزان : اهدى يا مامى عشان الدكتور يكمل.
الطبيب: الجلطة اتسيطر عليها الحمد لله لإنه وصل هنا فى التوقيت المناسب، بس هيقعد معانا فترة لحد ما الوضع يستقر.
ناريمان بدموع: عاوزة أشوفه.
الطبيب: حاضر ، بس مش أكتر من خمس دقايق لحضرتك بس.
فى العناية المركزة
ناريمان بدموع: حمد لله على سلامتك يا ماجد.
ماجد بتعب: متعيطيش، أنا بخير.
ناريمان: أنا كنت هموت من القلق عليك.
ماجد: بعد الشر عنك يا حبيبتى.
أتت الممرضة من خلف ناريمان لكى تنهى الزيارة.
الممرضة: آسفة يا فندم، كفاية عشان صحته.
ناريمان : حاضر.
ماجد: هو مراد بره؟
ناريمان: أيوة.
ماجد للممرضة : معلش هتكلم معاه دقيقتين مش أكتر.
دخل مراد عند ماجد، وبمجرد دخوله حتى عادت إليه كل ذكرياته مع حادثة عمه، عندما دخل عليه وهو فى لحظاته الأخيرة يوصيه على ابنته.
مراد بابتسامة: حمد لله على سلامة حضرتك.
ماجد: الله يسلمك، اسمعنى قبل ما يخرجوك، عاوز أحكي لك حاجة مهمة،
مراد بقلق: اتفضل.
ماجد بصوت منخفض: أنا من زمان اتجوزت على ناريمان.
مرادبصدمة : اتجوزت؟!!
ماجد: مش وقت صدمة، المهم أنا مخلف منها ولد، اوعى تنسى حقهم فى ورثى، أنا هديك عنوانهم.
مراد بتفاجؤ: أنت ليه اتجوزت عليها؟
ماجد: أنت شايف أسلوب حياتها إزاى، نفس أسلوب حياة سوزان معاك، ربنا يهديها، المهم دى أمانة فى رقبتك.
مراد بسخرية: متقلقش، أنا قد الأمانة.
خرج مراد مصدوما من كلام ماجد معه، كل شخص بهذه الدنيا له أسرار وألغاز ، كل شخص له رد فعل فلا لوم ولا عتاب طالما لم تعطيه الاهتمام والرعاية.
خرج مراد وهو يكاد لا يرى أمامه من صدمته لدرجة أنه صدم بشخص دون قصد وانتباه منه، صدم بآخر شخص يمكن أن يتوقعه، شخص يتمنى مقابلته منذ سنوات، شخص لطالما بحث عنه ليل نهار ولكن دون فائدة، شخص يأتى له فى يقظته قبل أحلامه، كان هذا الشخص هو نور 😱
مراد معتذرا: آسف.
ابتسمت له نور بتلقائية ولكن سرعان ما غابت هذه الابتسامة بمجرد رؤيته.
نور باضطراب : ولا يهمك.
وقف مراد ونور ينظران لبعضهما البعض لثوان معدودة، نظرات بالعيون فقط، قطعت نور هذه النظرات بتحركها السريع المتوتر نحو غرفتها.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سأنال مرادي)

اترك رد

error: Content is protected !!