روايات

رواية مرسال كل حد الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد البارت الثالث والعشرون

رواية مرسال كل حد الجزء الثالث والعشرون

مرسال كل حد
مرسال كل حد

رواية مرسال كل حد الحلقة الثالثة والعشرون

ابتسمت هند وقالت: لا رايحين معرضك.
بصتلها مرسال باستغراب: معرضي؟
“أه.”
= ازاي مش فاهمة
ابتسمت هند وقالت: ماهو أنا نسيت أقولك إن طول الفترة الي فاتت دي وحد كان بيجهز للمعرض مش بس علشان يبنيه بس كمان علشان يكون الأفتتاح بتاعه من تاني يوم تشوفيه فيه
ضحكت ابتسامة استهزاء وقالت: ده علي أساس إن فيه حد أصلا هجي يا بنتي أنا بالكاد معروفة بين صحابي بالعافية, تقولي معرض وافتتاح ومرندا تفاح, أنا عندي استعداد انزل بهدوم البيت كدا علشان أثبتلكم إن مفيش صرصور هيقرب من الأوضة مش المعرض قال معرض قال ههه.. قالت الأخيرة وهي بتضحك وبتدخل المطبخ علشان تجيب ماية, محمود قطع عليها سخريتها بيقول: ماهو الناس مش جاية علشانك بصراحة.
سألته مرسال ببرود وهي بتشرب: أمال علشان مين إن شاء الله؟ صحاب بابا وجايين يباركوله
ابتسم محمود بيقول: أولا حد بقاله أسبوع بيعرض شغلك ولوحاتك علي السوشال ميديا وغير كل ده اتواصل مع.. وقبل ما يتكلم هند حطت ايدها علي فمه بتقول: بس هتبوظ المفاجاة
زاح ايدها وهو بيقول: مانا بصراحة مش قادر أخبي أكتر من كدا.
بصتله مرسال باستغراب وقبل ما تتكلم سمعت الجرس بيرن, أخدت ازازة الماية معها ولبست الطرحة وهي بتشاور لأخوها بتقوله: خليك مكانك أنا هفتح وراجعلك وبعدين لفت وشها علشان تفتح وهي بتشرب الماية وبمجرد ما بتفتح الباب محمود مقدريش يمسك نفسه وقال في نبرة سريعة: حد كلم رماح سعد علشان يجي يفتتح معرضك.. بمجرد ما مرسال سمعت اسم رماح سعد بدون وعي منها بخت الماية في وش الي قدامها وهي مش مستوعبة هو بيقول ايه وفجأة برقت واتشلت في مكانها من الصدمة لما أكتشفت إن الي واقف قدامه دلوقتي هو رماح سعد.. الكل كان واقف مكانه مشلول مش مستوعب الي مرسال عملته حتي رماح كان متفأجيء من الأستقبال اللطيف ده, لحد ما جه حد الي طلع متأخر وهو شايف وش رماح متغرق بالماية وفي ايد مرسال ازازة ماية, حد بصلها وقال: أأتمني يكون الي في بالي غلط… مرسال من كتر صدمتها قفلت الباب بسرعة وطلعت تجري علي هند وأخوها وباباها وهي بتسألهم:هو..هو..هو الي واقف بر ده .. هو.. هو.. نفسه رماح سعد.. رماح سعد. الراجل الرسام ده ..الي بيرسم ..هو هو نفسه بتاع الرسم..هو العالمي ده الي بتابعه من وأنا في اعدادي هو هو ولا أنا بحلم وده كابوس حلم جميل
بحاجب مرفوع وفم شبه مفتوح هند ردت: هو للاسف هو نفس الراجل الي كنت شالني به ليل نهار بس من الواضح كدا أنك عكت الدنيا من قبل ما تقعدي معه..
بعدم استعياب قالت مرسال بتلعثم: أنا مش فاهمة أي حاجة خالص, ازاي يعني يعني هو هو يعني ده حقيقة مش هزار,حد يضربني علشان أفوق.. محمود باس كف ايده وقال وهو بيرفعها جامد علشان يضرب مرسال علي قفاها: استعنا علي الشقا بالله بس قبل ما يضربها أبوه نزل ايده عنها وهو بيقول: مش للدرجة دي يعني يا حيوان متجيش حاجة دي في كف ايدك بعدين بص لبنته وابتسملها: روحي اجهزي الأول يا بنتي وبعدين اتفأجي براحتك علشان نفتح للراجل عيب يبقي واقف بر كدا خصوصا بعد البرستيج الي ضعيتهوله..
رغم أنها مكنتش مستوعبة إلا أنها هزت راسها بالطاعة ولفت نفسها علشان تتدخل الأوضة بتاعتها وبعدين استدرات ناحيتهم وهي بتقول: البس ايه أنا معنديش حاجة جديدة
باباها ابتسملها وهو بيقول: ودي تجي برود يا بنتي فستانك جاهز ومتعلق في دولابك بحجابه, بصتله مرسال باستغراب, فردت هند: بصراحة بابا هو الي أخدني معه الصباح علشان ننزل نشتريلك الفستان أنا كنت مفكرة علشان ياخد بذوقي بس طلع علشان يقيس علي الفستان ويشوفني هينفع ولا مش هينفع لأنه مش عارف مقياسك بالظبط ولما كنت بختار حاجة مكنتش بتعجبه وهو الي اختار في الأخر كنت زي كيس الجوافة بالظبط بصراحة معجبنيش وقلته كدا كتير بس هو أصر إن هو الي يشتري بنفسه
مرسال قاطعتها وهي بتتنطط من الفرحة وبتحضن باباها: أنت أحلي أب في الدنيا.. بحبك بحبك قد البحر وسمكاته وبعدين انفكت عن حضنه وهي بتقول: تدري ايش يا حجة امنيح إنك ما خليت هاذي البنت تشتري لأن ذوقها تري مرة مررررة زفت وقبل ما هند تخبطها بأي حاجة في ايدها مرسال جريت بسرعة علي أوضتها ومحمد راح يفتح الباب, مرسال كانت مبسوطة ولسه مش مستوعبة, فتحت الدولاب بحماس وفرحة شديدة وبتلاقي الفستان والي كان عبارة عن فستان طويل زي لونه أزرق سماوي ممزوج ومتتدخل معه اللون الأبيض الي كان عاطي للفستان شكل جذاب رغم إنه كان ساد أما الحجاب فكان أوف وايت, لبست مرسال بسرعة, وقبل ما تفتح باب أوضتها أتنهدت كتير لحد ما أخدت الخطوة واتشجعت وفتحت الباب, واتقدمت خطوتين بر الأوضة لقيتهم قاعدين في غرفة الأستقباال والباب كان مفتوح, خبطت علي باب الأوضة وباباها أذنلها بالدخول, دخلت وهي هتموت من الأحراج, حد تلم أول ما شافها وهو بيقول بانبهار: واااو في نفس ذات اللحظة محمود قال في صوته: يععع
مرسال اتعصبت من محمود بدون ما تاخد بالها من كلام حد الي كان مش مسموع وحدفت محمود بالمخدة الي كانت علي الأنتريه الي كانت واقف جنبه ولسوء حظها محمود كان قاعد جمب رماح فالمخدة لزقت في وشه, وشها أحمر من الخجل وخبت وشها بين ايدها, محمد بسرعة بص لرماح يعتذرله: أنا آسف جدا يا أستاذ رماح مكنتش تقصد
رماح تمالك أعصابه وبنبرة فيها تنهيدة: لا عادي ولا يهمها يا أستاذ محمد.. ابتسم محمد منه علي حرج وبعدين بص لمرسال وطلب منها تقعد, قعدت مرسال جمب باباها وهي لسه مخبية وشها من الخجل.. حد حس إنها خلاص علي وشك الإنهيار والعياط, فلفت انتباها بيتكلم: أستاذ رماح لما شاف رسوماتك عجيته جدا
نزلت ايدي وبصت بعين وهي لسه مخبية النص التاني من وشها بتقول: بجد؟؟
رماح ابتسم وكمل: بصراحة مش بس رسمك الي عجبني أفكارك كمان عجبتني جدا, يعني بالرغم إن لوحاتك ناقصة بس كان فيه شيء بيشدني أفضل واقف ببص للوحة لأنه بشكل غريب بيوصلني احساسك, وده في حد ذاته شيء مش موجود إلا نادرا في الرسامين بتاع اليومين دول, المشكلة إن الناس بتفكر إن الرسم مجرد موهبة ورسم حلو وخلاص مش فن فيه روح واحساس.. والمشكلة الكبري إن معظم الرسامين الجدد عندهم نفس الاعتقاد مجرد موهبة وممارسة ورسم حلو اكسب به فلوس وخلاص متناسين إن الرسم هو روح صامتة بتعبر عن الاف الكلمات المحبوسة بدون كلمة وحدة وبصراحة يا مرسال لما حد كلمني أول مرة أنا رفضت اقابلك لأني كنت مشغول وفي ذات الوقت مش اي حد معجب بشغلي هنزله مخصوص اعذريني انت عارفة اني رسام عالمي ومرتبط بشغل ومواعيد وكمان محكوم بالناس الي بقابلها ده غير إن لما حد كلمني كنت في فرنسا.. أنا مش عارف جاب رقمي منين حقيقي بس هو ميأسيش لما رفضت أول مرة وأصر يبعتلي لوحاتك في طرد لفرنسا وكان المرسل باسم حد غريب أنا قبل ما أعرف إن ده اسمه فكرته من حد مجهول وبيلعب معي لعبة الفضول خصوصا إني فضولي جدا تجاه الحاجات الغامضة دي, ولما فتحت الطرد لقيت رسوماتك, بصراحة اتشدت لها جدا, كانت هي دي الروح الي بدور عليها من زمان وحسيت إنك فرصة مش لازم تتفوت ويدوب كنت لسه بدور علي اي رقم اكلم به صاحب الطرد لقيت حد بيكلمني وبيقولي: بص انا مش طالب منك اكتر من أنك تجي وتعلن علي صفحتك إنك ناوي تحضر معرض في العنوان الي هبعته لك في مسدج.. بصراحة ضحكت وقتها من صراحته وطلبه المباشر, يعني في المعتاد بلاقي ناس بتطبلي الاول وتشكرات كتير وبشكل ملتوي بيطلبوا الي عايزينه علي عكس الي عمله تماما وده الي شدني اكتر اني اجي صعب جدا أنك تلاقي ناس علي الفطرة وفيها الصدق ده في وسط الزيف الي عايش فيه, يعني روح واحساس مرسال وصلني جدا في رسمها, بترسم لأجل الرسم وبس مش لشيء تاني, بترسم لغرض الرسم الحقيقي وهو التعبير الصامت وزي ما مرسال لفتتني لفتني حد حقيقي مش بس كونه كان صريح في الي بيطلبه بس كمان وصلني صدق مشاعره فإنه يفرحك.. وبعدين ضحك وقال: علي الرغم إن الأستقبال كان لطيف الصراحة وغير متوقع.
وشها أحمر من الخجل فخبت نص وشها بايدها التانية تاني واعتذرت بصوت مليان خجل, ابتسم رماح بيقول: مفيش داعي للاعتذار يا آنسة مرسال أنا عارف إنك مش مستوعبة الصدمة زي ما أنا كمان مش مستوعب إني فعلا نزلت مصر مخصوص علشان معرضك, بس القدر المكتوب مبنقدريش نتجاهله أو نغيره, مش كدا ولا ايه؟
مرسال معقبتيش وكانت لسه حاسة بخجل مش قادرة تبصله, حد ابتسملها وقال: أظن إننا لازم ننزل دلوقتي علشان الناس مستنيك تحت.. مرسال رفعت ايدها عن وشها وقالت بكل جدية: متقوليش مستنيني علشان هم مش جايين علشاني
حد ضحك وقال: كنت متأكد إنك هتقولي كدا.
=ماهو طبيعي العدد الي تحت أيا كان جاي علشان رماح مش علشاني
رماح عقب وهو بيبتسم: حد قالي قبل ما أقول إني هنزل معرضك طلب مني أنزل صور رسوماتك عندي وأنا خافي التوقيع بتاعك أو حتي أكتب أي كابشن عالصورة , الناس عندي وقتها قالولي: احنا مش حاسين إن ده رسمك, يعني فيه حاجة غريبة بس مميز, حاسينه بيعبر عننا بس بأسلوب غريب وكمان هو مش بنفس مستوي رسمك الي بتنزله لينا في العادي ده يمكن ناقصه خبرة للممارسة والأتقان بس مرهف ومش عارف ليه بيشدنا قدامه لمدة كأن الصورة انعكاس لينا.. ده تقريبا كان أغلب رأي الناس عندي باختلاف صغية الكلام ولما أنا وحد لاقينا فيه إقبال وتشجيع منهم, طلب مني إني أخلي ظهوري في المعرض مفأجأة ومجبيش سيرة عن وجودي, طلب بس أنزل العنوان لمعرض صاحب الرسومات, وفجأة لاقينا إن فيه إقبال علي الحضور هو اه مش بالعدد الي هو هو حوالي 300 شخص قال هحضر بس المتوقع إن الي هيجي أقل من كدا يعني بس إن دي تكون بدايتك مع خمسين واحد أو حتي ولو كانوا عشرة هو شيء جيد واللذيذ في الموضوع بعض الناس عندي سموكي بالسيد الصامت مجهول الهوية, يعني العدد الي تحت ده جاي لأجل رسوماتك مش علشاني ولا علشانك كمان.
مرسال ابتسمت مش مصدقة: بجد؟!
بصلها حد وهو بيناغشها: أظن أننا هنبات هنا للصبح علشان نقنعك إننا من الصبح بنتكلم جد والناس هتمل وهتزهق.. مش يلا علي المعرض..
مرسال ابتسمت ومعقبتيش ونزلت مع حد ورماح وباقي العيلة ماعدا مامتها إلي لما سألت عن غيابها وباباها قالها: إنها راحت بيت جدها وهتجي عالطول.. مرسال معقبتيش وبمجرد ما دخلت من باب الأوضة, اتفأجت بكم الناس الموجود تحت رغم إنهم كانوا في حدود ال40ال55 واحد بس ده كان بالنسبة لمرسال عدد كبير, وأول ما دخلت وشافت الناس, لفت وشها تاني وهي بتقول:كبرتوا الموضوع يا جماعة أنا هطلع أريح في أوضتي أحسن, باباها مسك ايدها وابتسملها وهو بيقول: أنا فخور بك جدا.. رغم بساطة الجملة الي متعدتيش الأربعة كلمات إلا إنها خليتها في عالم تاني خالص وعطيتها دافع كبير من الشجاعة, إنها تدخل وسط التزاحم ده كله وهو معاها ماسك ايدها, كلامه البسيط ده ديما كان بيدها احساس الأمان و الدافع علشان تكمل, لما مرسال دخلت محدش انتبه أوي لوجودها, محدش كان عارف مين مرسال, الكل كان ملخوم في الرسومات, بس فجأة صوت الصفير والتصفيق ارتفع بمجرد ما الناس لاحظت وجود رماح, بعد محاولات من اسكات الجمهور والتدافع لأجل التوقيع والسيلفي, ابتدي المعرض أخيرا, مرسال مكنتش عندها لغة التعبير أوي في الكلام يمكن بتعبر أكتر برسمها.. ولأن حد لاحظ ده بدأ يتكلم بالنيابة عنها في وصف رسومات كتير, كانت مستغربة هو ازاي فاهم الي تقصده من رسمها كدا بس معطتيش للموضوع أهمية كبيرة, علشان كان فيه شيء تاني شاغل تفكيرها, عينها كانت بتدور عليهم في وسط الناس دي كلها بس مقليتيش منهم شخص واحد, فجأة ملامح ابتسامتها اختفت وميلت راسها في مرارة وأنزوت بعيدا عن الناس وخرجت من الأوضة بعد ساعة من العرض, رغم إن الناس ابدوا اعجابهم برسوماتها وقد ايه هي شخص موهوب ومرهف الحس, إلا إنها مقدرتيش تفرح بكلامهم أوي إلا لثواني معدودة, حد لاحظ خروجها من المكان فتعقبها لحد ما لاقيها بر العمارة واقفة عند التاكسي بتاعه, اتقدم ناحيتها وابتسم: خرجتِ ليه فجأة؟
ابتسمت وهي بتحاول تتمالك نفسها من العياط: مفيش ميلت بس شوية وقلت أشم شوية هوا
لاحظ رغرغة عينها بالدموع فكمل بيقول: فعلا؟ هو ده السبب متأكدة؟ يعني علشان كدا خرجتي تشمي الهوا عند التاكسي بتاعي..
بنفس الأبتسامة ردت: أه.. يعني.. مش عارفة بس كان عندي احساس إني لما أطلع أنت هتجي ورا.. مش عارفة ليه بس كأني كنت عايزة أكلمك.. يمكن علشان أشكرك؟ أه فعلا علشان أشكرك..
“ليه حاسس إنك مش سعيدة خالص.”
=مين قال كدا مانا حلوة وزي الفل أهو, أزرق فسكوزي.
“متأكدة؟”
ردت بابتسامة وضحكة مزيفة: جدا جدا
بصلها بريبة وشك وهو بيقول: هو أنا هأكون قليل الذوق لو قلتك إنك بتكدبي
ردت بانفعال وهي بتحاول تمسك دموعها وتطلع كلماتها بكل ثبات: علي فكرة بقي أنا مش كد… وفجأة عيناها دمعت علي غير إرداتها فخبت وشها وهي بتعيط بشكل هستريا: أنا مش مبسوطة خالص..
“مالكِ؟”
=بابا مشي بعد ربع ساعة من العرض, أنا عارفة إنه غصب عنه لأن مديره في الشغل طلبه فجأة, بس وجوده كان بيطمني, ومحمود هو كمان مشي بعد ما حد كلمه في الفون وهند طلعت فوق ومرجعتيش تاني وبقيت لوحدي من غير حد من عائلتي وماما أساسًا محضرتيش, وفوق كل ده مش شايفة حد من صحابي ولا حد فيهم جه قعدت أهدي في نفسي كتير لربما محدش عرف بس قلت إن أكيد هند دعتهم, بعدين بصتله وهي بتعيط: حد قولي إنك مدعتيش حد من صحابي علي الأقل أكون مسامحهم بعذر..
حد بصلها بآسي ورد: أنا بعت دعوات مخصوص ليهم علشان أأكد عليهم الحضور وطلبت المساعدة من هند ومحمود علشان مانسيش حد.. أنا آسف إنهم..
قاطعته في الكلام وهي بتمسح دموعها وبترسم علي وشها ابتسامة مزيفة بتقول: انسي.. قالت كلمتها الأخيرة واتوجهت تاني داخل العمارة, حد كان بيبص عليها بخاطر مكسور, كان بيتمني إنها تفرح بس الواضح إن فرحتها مكملتيش, عدي اليوم ومرسال بتتصنع السعادة برأي الناس عن لوحاتها رغم إنها كانت إيجابية جدا وكانوا شايفين قد ايه هي شخص موهوب وله شأن عظيم في المستقبل وكان علي رأس الناس دي رماح, الي شاف فيها بذرة لرسام فريد ومميز, انتهي اليوم ومرسال طلعت فورًا علي بيتها من غير حتي ما تشكر رماح علي وجوده أو حتي فكرة نزوله لها مخصوص, وحتي كل الكلمات والأحلام الي كانت مدونها لما تشوفه مقلتيش منهم كلمة واحد , حد كان مقدر سبب طلوعها بسرعة, علي عكس رماح الي شافها قلة ذوق منها بس حد حاول إنه يرفع عنها الحرج ده وفضل مع رماح للاخر وحتي محمد علشان كان متأكد إن مرسال هتعمل كدا في الآخر حاول يخلص شغله بسرعة ويلحق رماح قبل ما يمشي يشكره ويعتذرله, دخلت مرسال أوضتها, وما صدقت اترمت في أحضان السرير وهي فضلت تعيط بشكل مفجع, هند حست بأختها لما دخلت الأوضة لأنها كانت مع ماماتها في الأوضة التانية فخرجت من أوضة مامتها علشان تشوف أختها, بس بدأت تحس إنها بدأت تكتم عياطها أول ما حست بوجودها في الأوضة فدخلت وولعت النور وهي بتسألها: أنت أتضايقت مني صح؟
ردت وهي وشها مندثر في المخدة: مجتيش عليك.. أساسا مكنش فيه حد.
هند بصت لأختها بتأنب ضمير, بس مرضتيش تتفض عليها في الكلام وخرجت من الأوضة وسابتها براحتها, فضلت مرسال تعيط لحد ما تعبت وراحت في النوم لحد ما صحيت الساعة 6 قامت مقلتيش أختها جمبها في السرير, بس فجأة سمعت صوت حد بيتكلم في الصالة, فتحت الباب همسة بسيطة علشان تسمع بعد ما شافت أختها هند وهي بتكلم في مامتها بتقول: أنا مش فاهمة بجد يا ماما ليه طلبت مني أطلع وأسبها, حبكت يعني تتكلمي معي واحنا سابين أختي تحت لوحدها, أنت مشوفتيش كانت مقهورة ازاي,مكنش فيه حد خالص, ولا حتى أصحابها الي أنا أكدت عليهم يجوا مية مرة علشان وجودهم حقيقي كان هيفرق وبردو مجوش, بس أنا ليه أعاتب عليهم إذا كنت أنت أمها بذات نفسك ومرضتيش تنزلي وخليت بابا يكدب ويقولها إنك كنت عند بيت جدي رغم إنك كنتي هنا وكمان خلتني أطلع وأسيبها ليه كدا حرام عليك..
“شوفي يا حج بنتك وقلة أدبها وازاي بتكلمني؟
بنبرة حادة حاول فيها محمد يتمالك أعصابه قال: بنتك معها حق يا هاجر أنا مش فاهم استفدتي ايه لما كسرتي بخاطر البنت وخلتها تنام معيطة كدا أنا لو كنت أعرف إن مفيش حد هيفضل معها وإنها هتتقهر كدا كنت سبت الشغل ويولع علي الي فيه وحتي ولو كان فيها طردي كان فيه ألف وظفية غيرها ولا إن بنتي تنام مقهورة بالشكل ده
بنبرة انفعال ردت هاجر: وهو أنا يعني كنت عايزها تنام معيطة؟ أنا زي زيكم زعلت عليها
ردت هند بسخرية: لا ماهو واضح فعلا؟
ردت هاجر بنبرة حادة: أنا مش فاهمة كلكم جايين علي كدا ليه, مع إني الوحيدة إلي فيكم عاملة عليها, أنا مش فاهمة يعني ايه لازمة الرسم الي بترسمه ده, ايه الفايدة ولا الهدف منه, شوية شخبطة بالقلم ولا بالألوان علي ورقة بيضا؟!! فين مستقبلها من كل ده؟ أنت مش شايف درجاتها الهباب في الجامعة والي مش راضية تتحسن؟ هيفيد بايه الرسم لما تتخرج من الكلية بتقدير مقبول أو تسقط وتفضل كدا من غير شهادة؟ يا عم سيبك من الجامعة, مش كانت خصصت وقتها الي بتقضيه بالساعات في الرسم فأنها تتعلم تطبخ بدل ماهي كدا مش عارفة حاجة في اي حاجة لا فالحة في بيت ولا دراسة ومش فاهمة هتفلح في ايه, الناس كلت وشي من كتر ما بيسألوني هي مرسال لسه متخطبتيش؟ هو لسه مفيش حد؟ وهي شكلها كدا هتعنس جمبي العمر كلها
محمد قاطعها ورد عليها بعصبية: يا ستي أنا عايزها تعنس جمبي العمر كله, بصي أنا مش هجوزيها أصلا, وأه عايزها فاشلة في البيت والجامعة إنما مش علشان حاجات زي دي تكسري بخاطرها؟
هاجر قاطعته بتقول: يعني لقدر الله لو حصل أي حاجة واضطرت تصرف علي نفسها وقتها الي هتنفعها شهادتها ولا الشخبطة الي بترسمها, اسمع يا محمد أنت عارف كويس إني مش راضية عن الي أنت عملته في الأوضة ده وإنك حولته لمعرض شخبطة, بس متكلمتيش وعديت الموضوع وقلت البت تفرح, إنما تعاتبني وتجبرني علي حاجة أنا مش عايزها وكمان تزعق فده شيء غير مسموح بالنسبالي..
بنبرة غضب محمد رد: أنا حقيقي مش فاهم ليه كابتة موهبتها بالشكل ده مش كفاية إنه بسببك البنت منعت الرسم من تلات سنين, تلات سنين وهي في قهرة بسببك بردو
= هو أنا قلتها مترسميش؟
“لا يا هاجر مقولتيش بس تصرفاتك كلها كانت بتقول, وتصرفاتك وكلامك كله معها عن انها ولا حاجة من غير شهادتها أو شطارتها في البيت…”
هاجر اتعصبت وقبل ما ترد هند قاطعتهم وهي بتقول: باااس خلاص يا جماعة.. وأرجوكم وطوا صوتكم لأحسن مرسال تسمع.. سمعت مرسال جملتها الأخيرة ودخلت بسرعة تحت اللحاف بتمثل إنها لسه صاحية من النوم لما هند دخلت عليها.. لبست مرسال هدومها ونزلت علشان تمشي علي الجامعة وكالعادة حد كان مستنيها تحت, ركبت التاكسي من غير ولا كلمة, وحتي وشها كان خالي من المشاعر, سألها حد بعد ما ركب ودور التاكسي: أنت كويسة؟
في إجابة مختصرة ردت: أه
“متأكدة؟”
=أه.
“ليه حاسك بتكدبي
= اه
“ااه ايه؟!”
= أه أنا بكدب عادي
“مالك يا مرسال بجد؟”
بصتله وهي بتحاول تتمالك نفسها بس فجأة عينها غرغرت بالدموع ولقيت نفسها بتعيط بشكل هستريا مش قادرة تمسك نفسها من العياط وهي بتقول: هو انا ليه ديما مكتوبلي أبقي لوحدي

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *