روايات

رواية جنون العشاق الفصل التاسع عشر 19 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الفصل التاسع عشر 19 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق البارت التاسع عشر

رواية جنون العشاق الجزء التاسع عشر

جنون العشاق
جنون العشاق

رواية جنون العشاق الحلقة التاسعة عشر

خفق قلبه بقوه حين خرجت تلف جسدها بمنشفه وينسدل شعرها كليلٍ سرمدى على ظهرها ولم تمتبه له فقد كان عقلها شارداً منذ عادت وهى فى عالمٍ آخر ولم تتحدث سوا لياسين فهو وحده من سيشعر بها فقد عانى مرارة الإنتظار واليتم مثلها وبعد أن تركها دلفت للداخل لتستحم وجلست طويلا تحت المياه عل برودة المياه تطفئ نيران قلبها الحزين
تفاجئ جابر بها تفتح الدولاب وتقف داخله فعلم انها لم تراه لكنه إبتلع ريقه بصعوبه حينما رأها تنزع المنشفه عنها
لقد رأها ترتدى أمامه القصير والضيق لتغويه لكنه لم يرها عاريةً أبدا حتى يوم زفافها كانت عيناها ترتكز بعينيها فقط لم ينتبه لشئٍ آخر وعلم أنها عذراء حينما سمع الدايه تخبره بذلك لكنه لم ينظر وكان قد طلب منها سابقا أن تحضر دما مزيفا معها وأن تجعل أم الخير تتألم لتظن أنها أنهت الأمر لكن الحقيقه أنها أكدت له عذريتها ولم تفعل لها شئ آلامتها فقط لتظن أنها فقدت عذريتها لكن الحقيقه أنه أراد معاقبتها حتى لا تستمع لعظيمه مجدداً فلم يستطع حرمان نفسه من هذا الأمر حتى لو إنتظر ألف عام حتى تتخلص من سيطرة عظيمه عليها
إستدارت أم الخير ولازالت لم تنهى إرتداء ملابسها ففزعت حين وجدته أمامها فدخلت الدولاب سريعا وأغلقت الباب عليها وهى تصرخ فلغبائها تظن نفسها بشعه لذا ترتدى الواسع وتهمل فى نفسها وكانت تظنه يرفضها دائما لأن الملابس التى كانت تذهب له بها تُظهر بشعاتها كما جعلتها عظيمه تظن ولا تعلم أنها فتنه متحركه تشعل قلب من يراها لكن الجميع يخشى غضب جابر رغم سوء علاقتهما لكنه يظل رجلا يغار على زوجته حتى ولو ميته على عكس راشد لو فُعِلَ بعظيمه الأفاعيل لن يبالى وذلك ما يقتل عظيمه أنها لا قيمة لها عند أى أحد حتى زوجها ولما لا فهى حاقده أنانيه ترغب فى جعل كل شئ لها وحدها فقط
إبتسم جابر بحب فلم يعد قادراً على التحمل فبعد رُعب قلبه عليها ثم رؤيتها هكذا إنهارت كافة حصونه حيث تحركت قدماه من تلقاء نفسها وفتح الدولاب ووجدخا تختبأ تحت الملابس فأمسك يدها بقوه ساحبا إياها إلى خارج الدولاب ويحاول جعلها تنزل يدها الأخرى من على وجهها : يابت متخافيش معضربكيش
فأجابته ببكاء: بعد من إهنه عاوز تشوف عفاشتى لجل تتشمت فيا
رفع حاجبيه بدهشه فقد كانت تلقى بنفسها عليه سابقا والآن هذاااا : عفاشت إيه يامخبله
لم يعلم أن بعد حديثها مع ياسين دلفت لها عظيمه وأخبرتها أن ما تفعله بلا جدوى فجابر لن يهتم بها فهى ليست جميله لهذا يرفضها بشده ولا تعلم أنها تقول ذلك لتكسرها فقد رأت القلق جليا بعين وتصرفات جابر وخشيت أن يسامحها على كل مامضى بسبب خوفه عليها لذا قررت جعلها تشعر أنها لاشئ حتى إذا حاول الإقتراب منها تظنه يشفق عليها وتُبعده
لم تجيبه وظلت تبكى فصرخ بها : إكتمى
شهقت بخوف حين باغتها بصرخته الغاضبه ونظرت له بإنكسار آلمه فتنهد بحزن : بجى أنى جلبى مولع نار وعدور عليكى كيه المجنون وإنتى عتتخبى ف الدولاب
إبتلعت ريقها بخوف ونظرت إليه بترجى : ربنا يرضى عنيك ياجابر أنى بيا اللى مكفينى وفايض متضربنيش أنى تعبت وجتتى معدتش تتحمل وأنى معجيش ليك تانى لو فيها موتى
إبتلع غصة حلقه من كلماتها الموجعه: وأنى معمدش يدى عليكى تانى وإن حوصل هجطعها
نظرت له بتعجب ثم إتسعت عيناها بذُعر : له له ياجابر أنى معضايجكش ف حاجه واصل بس متطلجنيش نفسى أموت وأنى مرتك يمكن اللى إتحرمت منيه وأنى عايشه ربنا يعوضنى عنيه بعد أما أموت خابره إنك كارهنى وكاره طلتى بس ربنا حنين جوى وخابر باللى بيا وعيعوضنى
كلماتها جعلت قلبه يرتعد خوفا ظنها قد تُقبل على الإنتحار من يأسها كيف تركها تصل إلى هذا الحد مد يده ليمسح عبراتها فإنكمشت بخوف فقبض يده بقوه غضبا من نفسه ثم إستنشق الهواء بقوه وزفره ببطأ ومد يده يرفع ذقنها وإبتسم لها فإتسعت عيناها بصدمه يبتسم فى وجهها ومازاد صدمتها حين وجدته يمسح دموعها بحنان ويحضن وجهها بين كفيه : بحبك بعشجك ياضى جلبى
كاد أن يُغشى عليها وهى لا تصدق ما سمعته توا ثم نفضته بعيدا وجبدات تضرب وجهها بيدها وهى تتمتم بصوت مرتعد : أنى إتجننت فوجى يامخبله دا منام فوجى
فأسرع بمسك يديها بقوه : إعجلى بابت عتضربى حالك ليه
هزت رأسها سريعا برفض : له له أنى عحلم له
إبتسم بحب : إيوه عتحلمى وعشان الحلم يحلو جوليلى عتحبينى ولا له
إقتنعت أنه بالفعل حُلم لذا تركت نفسها تقول وتفعل ماتريد حيث إقتربت منه بخجل : أنى عحبك جد السما والأرض جد الهوا اللى عتنفسه
تنهد بإشتياق : يابووووووى
لم يستطع الإنتظار أكثر لتصبح ملكا له ويحيا معها أجمل حُلم وهى ظنته حُلما حقا وزاد يقينها بذلك حينما وجدت نفسها عذراء ووجدته يخبرها بأنها عشق حياته بينما كان ياسين ينتظر بقلق قريبا من غرفتها خوفا من أن يتغلب غضب جابر على عشقه ولكن الصمت الذى طال جعله يتنهد بإرتياح وامر الخدم بإعداد وليمه ملوكيه لفردين وكان أغلبهم يظن أنها له ولفرح لكن الجميع تفاجئ به يحمل الطعام و يتجه إلى غرفة ام الخير حينها أدركت عظيمه ما يحدث وأسرعت لتفسد الأمر لكن ياسين كان أسرع منها حين أغلق الباب عليهما بالمفتاح ودفع بالمفتاح من أسفل الباب وطرق بخفه وترك الطعام مغطى أمام الباب فى حين شعر جابر بحركه على باب غرفته وإبتسم بإمتنان حينما وجد أحدهم يغلق الباب ويرسل له المفتاح من أسفل الباب ويطرق بخفه فعلم أنه ياسين حينها نهض وإرتدى ثيابه ثم أخذ المفتاح وفتح الباب وإنحنى يرفع الطعام
بينما كان ياسين قد رحل ممسكا بعظيمه من ساعدها بقوه آلمتها وسحبها خلفه كالماشيه قبل أن تزعجهما حتى وصل أمام راشد ودفعها عليه : لم بلوتك دى بلاش قرف مش هنفضل مستحملينها كتير
وذهب وجعل أن الخدم قريبا يراقب عظيمه فإذا ما توجهت إلى غرفة أم الخير مجدداً يخبرونه فورا بينما دفعها راشد بتقزز وتركها وإبتعد وظلت يصر على أسنانها بغيظ فكل مخططاتها باءت بالفشل
فقررت الذهاب إلى غرفة أم الخير مجدداً ولكنها تفاجأت بجابر يرفع الطعام وظنت أنها فرصته وما أن همت ببث سمها تفأجات به ينظر لها بسخط ويصرخ مناديا على راشد: لم الحيه دى بعيد عنى وإلا جسما عظما عخلى طوب الأرض يشيل ويحط فيك
ثم دخل وأغلق الباب بحده مستمتعا بصرخات عظيمه وحين دلف إلى أم الخير وظنها ستغضب من أجل عظيمه تفاجئ بها تبتسم : عجولك دى أكتر من ميت ضربه تضربهاله حكم هو عيخاف على سيرته بين الناس وواخد ف نفسه مجلب إكده عيتحرك ويكسر راسها خليها تحل عنا
قضب جبينه بتعجب : عجايب فكرتك عتزعلى عليها
أجابته بسجريه حزينه : جولى إزعلى على حالك لول دى معيشتنيش ساعه زينه أحكى عنيها
ثم تنهدت بحزن وهى تقص عليه حياتها منذ أن توفى والدها ودموعها سيل حزين يشكو مرارة الأيام وحين إنتهت اراد حقا ضرب نفسه فلو أعطاها فرصه واحده للحديث لو إستمع لها ولو لمره لما تعذبت هكذا لما ضاع منهما كل هذا الوقت لذا دون إدراك منه وجد نفسه يقبل رأسها معتذرا منها ووعدها أن يكون سندها منذ الآن ولا عظيمه ولا غيرها سيكون له أى سلطه عليها هو فقط زوجها وحاميها فتنهدت بسعاده يبدو أن عقلها يُريها أحلاما رائعه قم دفنت وجهها بصدره وأغمضت عيناها مستسلمه للنوم
بينما كانت عظيمه تُضرب لأول مره بحياتها وبيد من؟ راشد فقد خاف من تهديد جابر وعلم أنها لن تستمع وستذهب لإزعاج جابر مجدداً لذا لم يجد بُدا من ضربها حتى تعب وتركها تلهث من الألم وتتوعد أن تنتقم من الجميع وظلت تفكر حتى أوصلها شيطانها إلى أظلم السُبُل
بعد عدة ساعات إستيقظت أم الخير وهى تبتسم بأمل بعد هذا أن قضت نومها تحلم بتحقق أجمل أمانيها وهى لا ترغب فى أن تفتح عيناها على واقعها المرير لكنها أحست بذراعٍ قويه تطوقُها ففتحت عيناها بخوف حينها تفاجأت بجابر ناىم بجوارها ويحتضنها بقوه هزت رأسها بقوه لظنها أنها لم تستيقظ بعد حتى جعلته يستيقظ وإعتدل وهو يبتسم : له جد مهواش منام يا مجننانى
عضت على شفاها بخجل فقد تذكرت ما حدث ثم قضبت جبينها بتعجب ونظرت إلى الفراش فرأت دمائها ثم نظرت له مجدداً تريد توضيحا فحمحم بحرج وشرح لها كل شئ وظنها ستغضب لكنه وجدها تلقى بنفسها بين ذراعيه فلا يهم ماحدث المهم أنه كان لها منذ البدايه أحبها كما أحبته ولم يتزوج بأخرى ووعدا بعضهما ألا يخفيان أى شئ مجدداً عن بعض مهما كان
مر يومان وقد أخذ جابر بنصيحة ياسين وأخذ أم الخير وسافرا لقضاء وقتا ممتعا وحدهما بعيدا عن الجميع وذلك الأمر جعل عظيمه تحترق غيظا خاصه أنها حاولت أن تتعالى كعادتها على أم الخير لتثبت لها انها لاشئ ولكن جابر كان لها بالمرصاد وأخبرها أنها مثلها وأفضل وإن لم تبتعد عنها سيذيقها العذاب ألوان ولن يردعه أحد لذا لم تستطع الإقتراب منها فرغم كل شئ لا تستطيع مواجهة غضبه ولكنها ترغب فى أن تنفث عن غضبها ولم تجد أمامها سوا زوجة إبنها شهد حيث ذهبت لزيارتها ووجدت حليفتها كوثر تشجعها على ما تنتويه وساميه صامته لا تعلم كيف تتصرف بينما كانت شهد تستمع لكلماتها القاتله التى تضرب جسدها الهش ولم تجد من ينقذها من وحشيتها فتحججت بعملها لتغادر بعيدا
ومنذ أن وصلت للمشفى وهيا شبه غائبه عن الوعى لا تعى ما يحدث حولها ولا تبدى أى رد فعل مما جعل قلب جاسر يختنق حزنا لمرآها هكذا فحاول معرفة ما حل بها ولكنها تأبى الإجابه عليه فقط تصمت وتنظر له بعيون تملؤها الحسره فتقتله أكثر وتزيد عذابه
إحتار فى أمرها فلجأ لرقيه لتساعده فأخبرته أنها حاولت مرارا وتكرارا معرفة ما بها فهيا لاحظتها منذ الصباح ولكنها لا تجيب تسير هائمه على وجهها لا تدرى شيئا حولها لا تعلم أين ترسلها قدماها
لم يجد حلا آخر فإجتذبها بقوه من ذراعها وصولا لمكتبه مع إعتراضها الشديد ولكنه كان قد إكتفى من أفعالها
أغلق الباب خلفه بعد أن دفعها للداخل وهو يرمقها بغضب جارف فهيا تصر على الصمت وتبنى سدا عاليا بينهما وتجعله يشعر أنها لا تثق به بينما غضبت من تصرفه خاصه بعد ما سمعته من والدته وظنها أنه طلبه : إنت ازاى تسمح لنفسك تجرنى كده بأى حق؟
أجابها بغضب : بحق إنى جوزك وعمال اتحايل عليكى من الصبح عشان تقوليلى مالك مبتنطقيش
ظهر على وجهها الهلع فهى لم ترى إنفعاله هكذا من قبل فسب نفسه لأنه زاد الأمر سوءا ثم إقترب منها بحذر فملامحها المذعوره وجسدها المتشنج ونظراتها التائهه ترعبه وما أقلقه اكثر حينما حاول أن يمسك يدها فوجدها تدفعه بيد مرتعشه : ابعد عنى
إبتلع ريقه بقلق وأجابها بهدوء : حاضر بس اهدى أنا مقصدش ازعلك بس إنتى استفزتينى أوى
إنكمشت بخوف وهى تصرخ : متضربنيش أنا معملتش حاجه
– أضربك!! 😲 أنا!! مستحيل طبعا شهد إنتى بقيتى بالنسبه ليا روحى والهوا اللى بتنفسه فى حد يضرب الهوا برضو
رغم صدمته بما تقول ولكنه حاول الثبات وإمتصاص خوفها بالتغزل فيها ومزاحه لها لعلها تهدأ قليلا فما تفعله وتقوله يذبح أوردته بسلاح بارد
بدأت تهدأ قليلا حيث وجدت بعيناه دفئا وحنانا لم تراهما من قبل بينما تابع بهدوء : عاوزك تثقى فيا وتأكدى مهما إنفعلت عمرى ما همد إيدى عليكى إيدى موجوده بس عشان تحميكى
أجابته بترجى : بجد
فأومأ بتأكيد : طبعا
فسألته بخوف : طب هو أنا لو رافضه حاجه عشان خايفه أبقى غلط
أجابها بثقه : لأ طبعا حقك ومحدش يقدر يجبرك
– تفتكر
– أكيد بس هيا إيه الحاجه دى اللى رعباكى كده
تلعثمت بتوتر واضح : هه أأ مم لل لأ مفيش
تنهد بضيق : إحنا مش إتفقنا تثقى فيا
– آه
– اومال خايفه تقوليلى ليه
أجابته بتلقائيه : خايفه تسيحلى وأخد على دماغى كالعاده
حاول كتمان غضبه ألهذه الدرجه لا تأمن له : لأ اطمنى اللى يتقال أو يحصل بينا مفيش مخلوق غيرنا يعرف بيه ودا وعد منى بس إنتى كمان متقوليش لحد مين ما يكون أى حاجه بينا حتى لو أمك نفسها
– حاضر
– ها إيه بقى اللى مخوفك
إبتلعت ريقها بحرج: الصبح قبل ما أجى والدتك جت عندنا وقعدت مع ماما و كوثر يتكلمو فى ليله فرحنا واللى ناويين يعملوه معايا مستحملتش اللى بيقولوه وسيبتهم وجيت هنا أهرب من نظراتهم وكلامهم بس مش قادره أنسى اللى عاوزين يعملوه مش عشان أنا عامله حاجه وحشه لا بس أنا بجد خايفه
كان اكثر حديثها بكاء يسقى قلبه نارا حارقه فأمسك يديها وأجلسها بهدوء على الكرسى وسحب الآخر ليجلس أمامها يحتضن وجهها بكلتا يديه ليسبح فى سحر عيناها قليلا حتى هدأت وبدأ يعيد سؤالها :وهما ناويين يعملو ايه
– التقاليد
قضب جبينه بإستفسار : مش فاهم
توترت بشده : إن إن يعنى
حدثها بهدوء ليمتص خوفها : اهدى واتكلمى أنا سامعك
إبتلعت ريقها بحرج : عاوزين يعملو يعنى إنت تعمل زى ياسين فى فرحه بب بحضور والدتك
أجابها بتلقائيه : مش فاهم قصدك عالهيصه وكده ما طبعا هيتعمل دا كله
إعترضت بضيق : لأ مش كده
– اومال إيه
– قصدى الرجاله بره هيستنو دليل إنك قصدى إنى لأ اننا عشان يضربو نار ويفرحو
أدرك ما ترمى إليه فغضب بشده من أفعال والدته فلازالت تكيد المكائد لمن لا ترغب بهم ففى السابق أثرت على ياسين ووضعته أمام الأمر الواقع ودمرت حياته مع زوجته واليوم تفعل المثل معه من أجل إبنة أختها البلهاء
سألته بخوف : ساكت ليه؟ أنا غلطت صح؟
أجابها بهدوء : لأ إنتى مغلطتيش ووعد منى لو فيها موتى مش هيحصل الجنان ده
تهلل وجهها بفرحه : بجد والنبى
إبتسم لها بحب : اومال بهزر اسمعى هو مش إحنا معزومين عندكم عالعشا الليله دى
– آه
– خلاص الليله المهزله دى هتخلص بس عاوزك من هنا وجاى أى إن اللى يحصل معاكى تيجلى على طول وتقوليلى فاهمه
– آه
قضب جبينه فجأهحين تذكر ما قالته : لحظه قولتى بحضور والدتى إزاى مش فاهم
أجابته بإرتباك : ققصدى ييعنى تتكون موجوده وإحنا قصدى وو إنت
عضت على شفتها السفليه بحرج بينما تدفقت الدماء إلى وجهها فأدرك ما تعنيه حقا تمادت والدته هذه المره فلا يكفى أنها تريد إضاعة فرحته لا بل وتريد أن تتواجد أيضا
ظل صامتا يحاول إستيعاب ما وصل إليه فإزداد قلقها وكانت تريد التحدث حين قاطعها ساخرا : وناويه تبقى موجوده ليه إن شاء الله هتصورنا فيديو وتبثه عالهوا
– هاه لأ أأ عع عشان تت لو قصدى لو إنت مم مقدرتش هيا اللى تنفذ
– نعم ياروح أمك
لم يستطع التحكم بلسانه أو غضبه بعد ما قالته ولكن خوفها البادى على وجهها بوضوح جعله يستنشق الهواء ويزفره بهدوء حتى لا يقتلها ثم إبتسم بهدوء حتى لاتفزع : وياترى والداك رأيها إيه
– وماما هتعمل إيه بس إذا كانت والدتها قالت إن دا قرارك ومش لازم أراجعك فيه لتغضب وإنت أما بتغضب مبتشوفش قودامك وبتضرب طوالى وكوثر مأيداها
رفع حاجبيه بدهشه فوالدته تسئ له أمامها لتجعلها تكرهه وتخيفها منه حتى لا تخبره بما يحدث
حاول أن يبدو هادئا وإبتسم قائلا : هحلها متقلقيش يلا روقى بقى وإنسى عاوز أشوفك دايما مبسوطه وبتضحكى إنتى عارفه الكام ساعه اللى زعلتى فيهم دول أنا كنت حاسس إن الدنيا ضلمه عاوزك تضحكى عشان تنور
ضحكت هازه رأسها بيأس : هههههه الغزل دا مش قديم شويه
أجابها بلا إكتراث : مش مهم المهم إنك ضحكتى
ظل يمازحها لينسيها الأمر بينما كان داخله بركانا ثائرا مما سمعه
بينما كان عز جالسا فى الحديقه شاردا فيما يحدث فبعد أن حضرت شيرين معه زفاف هند ورأت كرم الذى لم يحاول حتى سؤالها عن سبب تواجدها
وحين عادت تفاجأت به يهاتفها فأجابته بلهفه حينها وجدته يسألها بحده : شيرين بتعملى إيه هنا
فأجابته بمكر : جايه أزور خطيبى
ثم أغلقت الهاتف ونظرت إلى عز الذى كان يرغب فى قتلها : إنتى إيه اللى سحبك من لسانك أنا مش قولتلك اصبرى شويه
أجابته بغباء : حبيت اغيظه
سخر بغيظ : وغظتيه ياختى وأهو هيروح لأمه يقولها موافق على أى بلوه تجوزيهالى
فزعت بخوف : يالهوى
بينما تابع بسخريه : يالهوك لا ياقلبى زغرطى مش عاوزه تغظيه ياربى أنا ناقص معاتيه مش كفايه اللى عندى
فطلب منها أن تعود إلى غرفته وسيتصرف وحين ذهبت أمسك بهاتفه ليتصل بكرم فوجد هاتفه ينير بإسمه فأجابه سريعا حيث أسرع فى سؤاله عن سبب تواجد شيرين هنا فأخبره عز أنها كانت آتيه له لأنها ملت الإنتظار لكنه منعها حتى لا تتواجه مع والدته
وبعد قليل أتته من الخلق تضع يديها على عينيه ليبتسم لها ويحدثها بمرح : مش هتكبرى أبدا يا شرين آه آسف شيرى ياستى متزعليش
تيبس جسدها وهيا تنظر له بألم فهو حتى لم يميز عطرها الذى كان دائما يميزه حين تظهر بالمكان
استدار لها حينما لم تتحدث ليُصدم بعيون رحمه تحاول جاهده منع دموعها من الإنحدار
كان ينظر لها بذهول فرحمه دائما تضع الحواجز بينها وبينه وكان يظن أنه الخجل حتى رفضته وأدرك أنها لم تكن تخجل بل كانت تمقته ولكن لما تمزح معه الآن بهذا الود : رحمه إنتى بتعملى إيه هنا
لم تجيبه بل ظلت تزرف الدمع صامته عن الكلام
كانت دمعاتها تحرق نبضات قلبه فتغلب عشقه على كبريائه وإقترب منها بقلق : مالك يارحمه حد زعلك
حبنما طال صمتها ولم تجبه كلما سألها حتى أنه امسك بكتفها بكلتا يديه يهزها بعنف لتفيق دون جدوى حتى يأس وكاد يتركها ليبحث عن شيئا ما يفيقها ربما ماء أو عطر أو حتى بصلا فهيا غائبه عن الوعى رغم أنها مستيقظة
ما إن أحست بيداه تبتعد حتى أفاقت ووضعت يديها على يديه تمنعه ترجوه : متسبنيش ياعز
إبتسم بحب : عمرى ما هسيبك
حينها أراد أن يطلبها للزواج منه مجدداً لكن صوت والدها الذى ناداها بحده وجعلها تتركه وتركض للداخل منعه فقد أصبح عمه عصبيا غاضبا عليها بإستمرار منذ أهانتهم جميعا فى نوبة غضب بلهاء
ويبدو أن والدها عنفها لوقوفها معه وحدهما بعد أن رفضته وأهانته وقد حاول الإقتراب منها لكن بلا فائده كانت تتهرب منه دائما فتعمد أن يقضى وقتا طويلا برفقة شيرين لإغاظتها حتى تعود لمحادثته لكنها كانت تظنه إنتهى من عشقها ويتودد لشيرين
تذكر حين رآها بعدها بيومين فى الحديقه فذهب إليها ووجدها شارده ومل وهو يحاول تنبيهها لوجوده حتى نظرت له بعيون زائغه : تصدق أهو أنا فهمت تفسير حلمى دلوقتى بس عن إذنك
ركضت للداخل بينما ظل يتابعها بعيناه حتى إختفت وشرد قليلا ليتذكر قبل أن يتقدم لخطبتها حين كانت تجلس مهمومه على كرسى خشبى بالحديقه حتى رآها حين عودته من العمل فجلس بجوارها وسألها بضوت حنون :مالك؟
– مخنوقه
– من إيه؟
– شوفت حلم وحش
تنهد بإرتياح : بس كده
تذمرت بضيق : مهو اتكرر كذا يوم ولما سألت ماما ساميه قالتلى دا كابوس بس لما إتكرر قالتلى حافظى عاللى فى إيديك ليروح لغيرك
تعجب متسائلا : ليه إنتى حلمتى بإيه؟
– كان عندى قط شكله حلو وحنين عليا وأنا بحبه أوى وكنا كويسين وبخير وبنلعب سوا فجأه ظهرت حيه بتبخ سم وتقولى القط بتاعك مبيحبكيش زعلت أوى ومع إنها حيه مش فاهمه ليه صدقتها سيبت القط فى الجنينه وهو يبكى ويقولى متسبنيش هتندمى مشيت زعلانه منه وبعد شويه هديت وقولت أكيد فى حاجه غلط رجعت لقيت القط بتبلعه ضفدعه صرخت ألحقه لقيتنى واقعه من عالسرير
لم يتمالك نفسه من الضحك : ههههههه قط بتبلعه ضفدعه ههههههه وماشاء الله كلهم بيتكلمو وفهمتيهم
تذمرت من سخريته : إنت بتتريق
جاهد حتى كف عن الضحك : لآ أبدا بس خفى من البتنجان عالعشا واتغطى كويس وانتى نايمه
– والله إنت بايخ وأنا غلطانه إنى حكيتلك
فاق من تلك الذكرى على يد شيرين تربت على كتفه : مالك بتفكر ف إيه؟
أجابها بشرود : فى الضفدعه
رفعت حاجبيها بدهشه : ضفدعه إيه؟!!
إنتبه لنفسه : هه لأ ماخديش بالك إنتى
كان يعتصر عقله يبحث فى ذكرياته لما حدث ذلك لما لا تثق به لما لكن بلا فائده ظل يفكر حتى أتت شيرين التى أحست بالألفه مع والدته وأحبت لهجتها الصعيديه جدا حتى أنها حاولت تقليدها وفشلت لذا ذهبت أتت إليه : بتعرف تتكلم صعيدى ياعز
– أيوه طبعا
فتهلل وجهها بفرح طفولى : طب ماتكلمنى بالصعيدى بحب اللغه دى أوى رومانسيه أوى
عقب بسخريه: الصعيدى رومانسى يابنتى دا اللى منهم بيمسك إيد واحده بيطخوه بالنار قال رومانسى دى بينها هبله
– سمعاك عل فكره ولسه عند رأيى طب دا مره سمعت مسلسل صعيدى كان البطل بيحب البطله ويقولها ياحبه الجلب
– حبه إيه ياختى
– الجلب ياعز
– ليه هو قلبه دا شجره زتون
– والله إنت رخم
– عارف انا وبلا فخر ملك الرخامه
– يااااى هتجنننى
وبدأت تضربه بيدها على صدره وهو يضحك ويتواه من لكماتها الضعيفه حتى قام بالركض وهيا تركض خلفه
كانت تراهما من شرفتها وقلبها يزرف دموعا حارقه فقد تركته لغيرها وخسرته للأبد بغبائها
دلفت إلى غرفتها تبكى بحسره ندما على خطئها وعدم ثقتها به
بينما تعب عز من الركض وجلس رافعا يديه بإستسلام فأومأت له بغرور مصطنع وجلست إلى جواره وفكرت إذا علم كرم بسبب مجيئها وأنها لم تنتظره وأن عز من منعها من الذهاب إلى منزله منعا للمشاكل وأنها هنا منذ زمن دون إخباره : تفتكر لما كرم يعرف هيعمل إيه
– ودى عاوزه كلام هيولع فيا طبعا
أخذها التخيل ولم تستطع كتم ضحكتها : هههههه هتبقى عسل ياعز وإنت مفحم
أجابها بمكر : وأنا هفحم لوحدى مهو إنتى إن شاء الله هتحصلينى دا لو مسبقتنيش
لم تبالى بذلك ولكن تنهدت بإشتياق : وحشنى أوى
أجابها ببسمه هادئه : ربنا يجمعكو على خير
سألته بترجى : تفتكر فى أمل
أجابها مازحا : وعمر كمان هههه كرم بيعشقك متقلقيش بس لازم نفلته من أمه عشان تعيشو مرتاحين
– خايفه أوى
– متخافيش دا روحه فيكى طب دا أنا مره اتخانقت معاه بسببك
قضبت جبينها بتعجب : ليه؟!!
– عشان بيجبرنى أقعد وسطيكم وألبس الهاند فرى عشان مسمعكمش
أجابته بضيق : تصدق أنا كمان كنت مضايقه من إصراره على كده ومش راضى يقولى ليه
نظر لها بجانب عينيه: قالى أنا بقى
فسالته بلهفه : بجد طب إيه؟
– هه مش هقولك
– وحياتي ياعز
– اتحايلى عليا كمان
– نعم ليه بقى
تصنع التكبر : الناس مقمات يابنتى
فعقبت بسخريه : والجزم مقسات يا أخويا إنجز
نظر له بصدمه ثم أجابها كى لا تتمادى فى إهانته: جزم!! طيب قالى انه بيخاف على سمعتك لو قعدتو لوحدكم قدام الناس وخوفه الأكبر من نفسه لو قعدتو لوحدكم الشيطان هيغويه وهيتجرأ عليكى هو أساسا حايش نفسه بالعافيه وهيموت ويتجوزك النهارده قبل بكره ولو قرب مره مش هيقدر يبعد وهتقلب بغم
تعجبت من حديثه : ليه يعنى دا إحنا فى مطعم
– قالى هتبتدى مطعم وبعدها هنتعود على وجودنا سوا بعيد عن الناس وبعدها هنقعد فى أماكن خاصه ومضمنش إيه اللى يحصل أنا دايب فيها وهيا هبله لو لمستها مش هتقاومنى بالعكس دى ممكن يغمى عليها من الآخر أنا قاعد منبه وسطكم أمنعكم من الغلط وأهو كله بثوابه
أشارت إلى نفسها بصدمه : هبله؟!! أنا هبله؟!!
نظر لها بذهول : يعنى من الدش دا كله دى بس اللى علقت معاكى ربنا يعينك يا كرم يابنتى كرم بيخاف عليكى من الهوا
أجابته بحب : وأنا بعشقه
إبتسم بود : ربنا يسعدكم وتتنيلو تتجوزوا بقى وتعتقونى
عقبت بسخريه : وتتنيل تتزفت إنت وهيا بقى بدل الهبل دا
همس بحنين : رحمه
– مش كفايه بقى البنت تعبت أوى
– أحسن خليها تتربى وتحس بالنار اللى حسيتها
عارضته باللين : متبقاش قاسى عليها كده دى برضو حبيبتك
فإستنكر ذلك : وهيا مفتكرتش إنى حبيبها ليه وهيا بترفضنى مجاش فى بالها إن بابا يعرف ويصمم يدبسنى فى واحده تانيه ردا لكرامتى اللى بعزقتها ولا إن ابوها يوافق وتبقى لغيرى لاااااا
إنتفضت بفزع من صرخته المفاجئه : إيه ده صرعتنى
– لما بفكر لثانيه تكون فيها لغيرى ببقى هتجنن مستحيل لو فيها موتى مش هسمح بكده
زوت جانب فمها بسخريه : طب الحق قبل ما تخرب فوق وفوقها لتضيعها
أجابها بإصرار : هفوقها ولو حصلت أضربها كمان وأقولها
خرجت رحمه للشرفه خائفه مضطربه حينما سمعت صراخه ولكنها سمعته يقول : إنتى حبيبتى أنا وبس إنتى ليا ومستحيل تكونى لغيرى ولو هيدبحونى حبك مش طالع من قلبى هتجوزك ورجلك فوق قفاكى
لم ينتبه أيضا لمن يقف أمامه وسمع حديثه الأخير فهتف بذهول : عز
بينما أجابه عز بتلقائيه : كرم إزيك يا صاحبى وحشتنا يا راجل فينك
إبتسم بمراره : صاحبك وإنت لسه فاكر صاحبك
قضب جبينه بتعجب : جرى إيه يا كرم
أجابه بغضب : بقى تخونى قدام عينى ومش عارف جرى إيييه
إتسعت عيناه بصدمه : أخونك دا إيه إنت شارب حاجه
إنتبهت شيرين لنظراته الآسفه على عشقا ضاع هبائا وأدركت الأمر : إنت فاهم غلط يا كرم
أجابها بصوت حزين متألم أيقظ لهجته الصعيديه : متخافيش أنى معجتلكمش لساتك مبجتيش مرتى وعرضى بالإذن
– استنى يا كرم
ركضت خلفه وأمسكت بذراعه راجيه عفوه : حبيبى اسمعنى وافهمنى ياقلبى عز كان
قاطعها بغلظه: بكفياكى عاد أنى معوزش أعرف عنيكم حاجه واصل
ثم نفض يدها عن ذراعه بقوه فسقطت أرضا فأسرع عز إليها يمسك بيدها ويساعدها لتقف
إغرورقت عيناها بالدموع وهيا تناديه عله يستمع: أرجوك يا كرم متضيعش كل حاجه فى لحظه واسمعنى
بينما هتف عز خلفه : ياصاحبى وربنا مظلومين تعالى نتفاهم واشرحلك كل حاجه
لكنه لم يستمع وغادر وحين وصلت شهد للمنزل قابلته على أعتاب المنزل فألقت عليه التحيه وشرعت فى الحديث معه وياليتها صمتت : منور ياكرم يعنى ياعم محدش بقى يشوفك
أجابها بضيق : مشاغل يا شهد
– مشاغل إيه بس دا إنت روحت وقولت عدلولى عالعموم ياسيدى ربنا معاك المهم إنت إزيك
أجابها بإقتضاب : الحمد لله
– مالك يا عم قافش ليه ولا زعلان إن عز هيتجوز قبلك
رفع حاجبيه بدهشه: عز هيتجوز
– إيه دا إنت متعرفش دا أنا قولت إنت أول واحد عرف اومال جيت ومشيت ومعرفكش عالعروسه دا كلام
– العروسه؟!!!
– أيوه شيرين الانسه اللى واقفه دى إيه دا دى معيطه ياربى شكل عز زعلها
إعتصر قلبه بحزن فقد ظن لآخر لحده أنه محطئ : عز هيتجوز شيرين
– آه
إبتلع غصته : مبروك عليهم بالإذن
– مش هتقعد تتغدى معانا
– بالهنا والشفا سبقتكم
عزيزتى شهد أهنئك على غبائك المستفحل😝

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جنون العشاق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *