روايات

رواية وانقطعت الخيوط الفصل الثامن عشر 18 بقلم ميمي عوالي

رواية وانقطعت الخيوط الفصل الثامن عشر 18 بقلم ميمي عوالي

رواية وانقطعت الخيوط البارت الثامن عشر

رواية وانقطعت الخيوط الجزء الثامن عشر

رواية وانقطعت الخيوط الحلقة الثامنة عشر

عاد انور الى الانهماك فى عمله بعد ذهاب أمينة و لم ينتبه الى مراد الذى كان يقف بباب مكتبه و الوجوم يعلو وجهه الا حينما شعر بمن يراقبه و رفع عينيه و رآه على تلك الحالة فقال بفضول مقرون بالدهشة : مالك يا ابنى واقف زى اسدين قصر النيل كده ليه
فتقدم منه مراد و قال دون مراوغة : امينة رايحة فين بالليل مع رهف
انور بذهول : انت واقف مكانك كده من امتى
مراد بحدة : ماتردش على سؤالى بسؤال يا انور .. و قوللى مراتك رايحة فين مع مراتى بالليل و مش عاوزاك توصلهم عشان ماتحرجهاش
انور بامتعاض : مانا مش المفروض انى اقول لك حاجة زى كده يا مراد ، ده شئ مايخصنيش عشان اتكلم فيه
مراد بذهول حاد : دلوقتى مايخصكش تتكلم فيه معايا .. لكن كان يخصك و انت بتتكلم فيه مع امينة
انور بدفاع : اديك قلت اهو .. امينة ، يعنى بتكلم مع مراتى على مشوار استأذنتنى تروحه مع مراتك ، و عشان كده اتكلمت فيه ، لكن ما اتدخلتش فى تفاصيله و لا اسبابه
مراد بلهجة تحذيرية : برضة هتقوللى مراتك رايحة فين مع مراتى بالليل يا انور و احسن لك ترد من غير تحوير
انور بضيق : مانت كده لو رهف عرفت انك عرفت منى ممكن يحصل زعل مابينها و بين امينة بسببى
مراد بحدة : و هو انت شايفنى عيل صغير هروح اوقع بينهم ، ماتنطق يا جدع انت و تقول اللى تعرفه قبل ما اتهور عليك اكتر من كده
انور بتنهيدة يملؤها الضيق : رايحة معاها للدكتور
مراد بفضول قلق : دكتور !! .. ليه ، و دكتور ايه ، هى تعبانة
انور و هو يرفع كلتا يديه عاليا : لحد كده و ماليش فيه ، و ما سألتش و ما اعرفش ، ثم أشار الى الملف الموضوع امامه على المكتب و اكمل قائلا باستياء .. هتيجى تمضى على الشيكات دى بقى فى يومنا ده و اللا ايه
…………….
كانت رهف على مائدة الغداء تقوم بدورها المعتاد بمساعدة زينب و هى تعتنى ايضا باطعام تميمة تحت مراقبة مراد لها و هو يحاول ايجاد سبب لزيارة الطبيب التى عرفها من انور ، و لكنه وجدها كعادتها لا يبدو عليها اى شئ غير عادى ، فى حين قالت تالا : انا و دادى الليلة دى هنعفيكم من العشا يا رهف
رهف باستغراب : ايه .. خلاص راجعين القاهرة زى بابا
تالا : لا .. بس عندنا عشا عمل برة
رهف باستيعاب : تمام .. سهرة سعيدة ان شاء الله
مراد موجها حديثه لسليمان : اتمنى تكونوا اتوفقتوا فى مشروع زيد السليمى يا سليمان بية
سليمان : الحقيقة زيد مكسب لاى حد يتعامل معاه
مراد : حقيقى .. خسارة ان المجموعة عندنا مش هتشارك فى المشروع العملاق ده
سليمان : و ما حاولتش تقنع عمك ليه اومال .. طالما المشروع عاجبك كده
مراد بقلة حيلة : طالما عمى قال كلمة .. ماقدرش ابدا انزلها ، كفاية انى قدرت اقنعه اننا نحافظ على شراكتنا و شغلنا مع جاسر
تالا : الحقيقة انا اشهد ان مراد بذل مجهود كبير مع مدكور فى الموضوع ده
سليمان بايعاز : الحقيقة عمك دماغه ناشفة زيادة عن اللزوم يا مراد ، و مش عارف مصلحته كويس
و قبل ان بجيبه مراد تفاجئ الجميع برهف و هى تنبرى مدافعة عن أبيها قائلة : لو ماكانش عارف مصلحته يا عمى ماكانتش المجموعة بتاعته وصلت ابدا للى وصلتله طول السنين دى .. بابا بيبقى حاسب حساب كل خطوة بيخطيها كويس اوى و اكيد هو عارف الصح فين
كان الجميع ينظر اليها بانشداه و سؤال واحد يجول بذهنهم جميعا .. من تلك التى تتحدث .. اهى رهف ، القطة الوديعة التى لا يسمع لها احد صوتا ، عروسة الماريونت التى تتشابك خيوطها باصابع مدكور و هو يحركها يمينا و يسارا كما يريد دونما اى بادرة اعتراض منها ، متى نمت مخالبها .. و متى انقطعت الخيوط لتتحرر من قيودها دون ان ينتبه لها احد
و كان سليمان اول القادرين على الخروج من تلك الدهشة التى استحوذت عليهم فقال بلهجة اعتذار : سامحينى يا رهف يا بنتى .. انا ما اقصدش ابدا انى اقلل من قدر ابوكى و حكمته .. بس ماحدش يقدر ينكر ابدا انه عنييد جدا
رهف باعتداد : بابا مابيصممش على رأيه فى حاجة غير لما بيبقى عارف كويس اوى و متاكد انه صح
لتنهض تالا بامتعاض واضح قائلة : خلاص يا رهف ، و ماتنسيش ان دادى ضيف عندنا ، و ما اعتقدش ابدا ان مدكور هيوافق على اسلوبك ده معاه
ليستدرك مراد الموقف قائلا بمهادنة : ماتكبريش الموضوع يا تالا ، ماحصلش حاجة ابدا للكلام ده .. و بعدين سليمان بية مش ضيف ، ده صاحب بيت
سليمان موجها حديثه الى تالا : و انا بعتبر رهف زى تالا بالظبط و عمرى ما ازعل منها .. اهدى يا تالا .. ماحصلش حاجة
لتصمت رهف تماما و لا تعلق باى كلمة ، رغم مطالبة مراد لها بنظراته بمحاولة الاعتذار و استدراك الامر ، و لكنها تجاهلت نظراته و نظرات تالا الممتعضة و التى توقفت عن الطعام و لم تحاول رهف حتى دعوتها لاكمال طعامها و اكملت اطعام تميمة دون النظر لاى منهم
فتركت تالا المائدة بحدة قائلة : انا شبعت .. بعد اذنكم
و فى السابعة مساءا كانت رهف بغرفتها تستعد للخروج بعد ان ساعدت تميمة على تغيير ملابسها ، لتسمع طرقا على الباب ، و عندما سمحت للطارق بالدخول .. وجدته مراد الذى دلف و هو ينظر اليها و الى تميمة قائلا : انتو خارجين
رهف و هى تزدرد لعابها بضيق : هو انت مارجعتش الشغل تانى
ليجلس مراد واضعا قدما على الاخرى قائلا بهدوء : لا .. ماعنديش حاجة تستدعى انى انزل تانى .. فقلت اقعد معاكى انتى و تميمة
تميمة بامتعاض طفولى مرح : جاى تفعد معانا النهاردة و احنا خارجين
لتضع رهف كف يدها على فم تميمة بتحذير فى حين قال مراد فى محاولة لاستدراج تميمة : و خارجين رايحين فين بقى يا كحكتى و سايبيننى لوحدى
لتمد تميمة يدها و تزيح يد رهف من على وجهها و تذهب الى مراد و تجلس على قدميه و هى تقول بمشاغبة لطيفة : دلوقتى بقيت كحكتك .. انت الصبح ماكلمتنيش و لا حتى سلمت عليا قبل ماتروح الشغل و تسيبنا لوحدنا
ليقبلها مراد باعتذار قائلا : يا خبر ابيض .. انا اسف ، بس كنت الصبح مستعجل اوى عشان كان عندى شغل مهم ، و ادينى اهو اول ما خلصت جيت عشان اقعد معاكم
تميمة : المرة دى بقى احنا اللى عندنا شغل و مش فاضيين ، و انت عليك الدور انك تقعد لوحدك
مراد : شغل ايه بقى
تميمة : هعمل كيكة مع دادة زينب عندها فى بيتها على ما رهف ترجع
مراد و هو ينظر لرهف بفضول : ترجع منين
لترفع تميمة كلتا كتفيها عاليا و اقرنت حركتها تلك بحركة من شفتيها علامة عدم المعرفة ، ليقول مراد موجها حديثه تلك المرة لرهف : انتى رايحة فين
لتدير رهف ظهرها اليه و تدعى انشغالها بترتيب الغرفة و قالت : ابدا .. بس اتفقت مع امينة انى رايحة معاها مشوار
مراد : مشوار فين يعنى
رهف : مشوار يا مراد .. مشوار
مراد بحدة مستترة : ايه يعنى .. مش من حقى اعرف انتى رايحة فين
لتستدير له رهف و تقول بجمود : خارجة مع صاحبتى شوية .. محتاجة اغير جو .. ايه .. مش من حقى
مراد بتساؤل : انتى ايه اللى حصل لك ، بقيت احس انك دايما بتتكلمى بندية .. حتى مع سليمان بية على الغدا .. ما راعيتيش انه ضيف عندنا و له واجبه
رهف بتحدى : واجبه اخده و بزيادة ، بس مش معنى انه ضيف عندنا انى اسمعه بيتكلم عن بابا بالشكل ده و اسكت ، و كان الاولى ان انت اللى ترد عليه مش انا
ثم سحبت حقيبتها و قالت لتميمة بأمر : ياللا يا تميمة .. اتأخرنا
ليتملك الذهول اكثر و اكثر من مراد و هو يتابع هذا التحول الكبير فى شخصية رهف ليتسائل : ما الذى جعلها تتحول ذلك التحول الكبير ، ام انها لم تتحول ابدا .. و انه هو الذى من لم يستطع رؤيتها بوضوح منذ البداية
اما عند تالا .. فقد ارتدت ثوبا لم تكن تجرؤ على ارتداءه فى وجود مدكور .. فكان اقل مايقال عنه انه فاضحا و ذهبت بصحبة ابيها الى السهرة التى دعاهم اليها مؤمن ، و ما ان وصلا الى مكان السهرة و الذى لم يكن الا منزل علم الدين و كان فى استقبالهم جاسر و مؤمن اللذان استقبلاهما استقبالا حافلا و لكن سليمان و تالا لاحظا عدم وجود اى شخص اخر خلافهما فقالت تالا : احنا الظاهر جينا بدرى
مؤمن : ابدا .. ده انتو وصلتم فى معادكم بالظبط
تالا : اصلى مش شايفة حد ، حتى شريفة هانم و رقية هانم مش موجودين
مؤمن ضاحكا : لا .. ما هو الكلام اللى هنتكلمه الليلة دى ماينفعش مخلوق يبقى موجود فيه .. ده س/لاح مش لعب عيال
سليمان ببهجة : افهم من كده ان خلاص هنقرا الفاتحة
جاسر ضاحكا : و يمكن نلبس شبكة كمان ، بس يوصل زيد باشا
تالا و هى تنظر حولها : هو مش موجود و اللا ايه
ليأتيهم صوت زيد و هو يدلف اليهم من الخارج و بيده حقيبة هدايا فاخرة و يقول : موجود طبعا ، هو انا اقدر اتأخر عنكم .. انا بس كنت بجيب هدية صغيرة كده لتالا هانم .. عربون محبة
تالا من اسفل اهدابها بابتسامة لعوب : اد ايه انت چانتى
ليخرج زيد من الحقيبة قلادة يبدو عليها الفخامة و الرقى و يدنو منها ليلبسها اياها و هو يهمس بأذنها قائلا : و أد ايه انتى جميلة
تالا بدلال : و بعدين معاك ، انت مغازل كبير ، و انا مش ادك .. مش هتبطل كلامك الحلو ده بقى
زيد بتأوه مرح : انا ناسك فى محراب جمالك يا عزيزتى
سليمان ضاحكا : و بعدها لك يا زيد باشا ، انت كده بتغوى البنت و هتعصيها على جوزها
زيد : طب هى بس تعصى ، و تشاور و انا اخليها ملكة
تالا بتنهيدة : كنت فين من زمان
زيد : شاورى و انا اوقفلك عجلة الزمن و ارجعها كمان لورا لو تحبى
مؤمن ضاحكا : لما زيد السليمى يشاور الكل بيطيع
سليمان بحمحمة : طب نتكلم فى التفاصيل و اللا إيه رايكم
ليتقدم منه زيد و يقدم له صندوقا صغيرا انيقا و قدمه له قائلا : مش قبل ما اقدم لك هديتى ليك انت كمان يا سليمان بية
سليمان بابتسامة : انت كده بتحرجنى يا زيد باشا
زيد و هو يشير بعينيه اتجاه الهدية : ياريت تفتحها و تشوفها
ليقوم سليمان بفتح الصندوق ليجد هاتفا محمولا من احدث الاصدارات ليقول سليمان بامتنان : بشكرك طبعا لكن تعبت نفسك و ده كان واجب علينا احنا الحقيقة
زيد : مش ملاحظ حاجة فى التليفون ده
سليمان و هو يقلب الهاتف بين يديه : حاجة زى ايه
ليلتفط منه زيد الهاتف مرة اخرى ويقوم بتشغيله ، ثم يعيده الى سليمان و هو يقول : التليفون ده متشفر
سليمان : يعنى ايه
زيد : يعنى محمى من المراقبة و التتبع ، عشان نقدر نبقى متطمنين اننا فى الامان
و عندما نظر سليمان الى جاسر وجده رفع يده بهاتف مطابق للهاتف الذى قدمه له زيد ، ثم وجد مؤمن يفعل المثل ، و عندما عاد بنظره الى زيد وجده يخرج من جيبه هو الاخر نسخة اخرى من نفس الهاتف و هو يقول : التليفونات دى متوصلة على القمر الصناعى فورا ، و لازم تحافظ عليه كويس و اكمل بتحذير قائلا .. و حذارى ان اى حد غيرك يمسكه او حتى يلمسه
سليمان : اشمعنى
زيد : لان النوع ده من التليفونات محظور استخدامها
سليمان : طب ما ده معناه ان لو اى حد لمحه …
مؤمن مقاطعا اياه : اى حد هيشوفه من بعيد هيشوف ان ده موبايل يا سليمان بيه و مش هيشغل باله الا لو حد فتحه و قلب فيه بتمعن .. وقتها بس هيفهم ، و عشان كده مهم جدا ان ماحدش يلمسه و لا يشوفه غيرك
سليمان : تقصد ان استعماله يبقى لشغلنا ده و بس
زيد : لا عادى ، انا هنقلك حالا الشريحة بتاعتك فيه عشان يبقى فعلا تليفونك الشخصى ، و عشان كمان مايفارقكش فى اى وقت لان لو اى حد فينا حب يتواصل مع التانى فى اى لحظة … تواصلنا كله هيبقى من خلال التليفون ده و بس .. مفهوم
سليمان : مفهوم
زيد بجدية : يبقى نتكلم فى الصفقة .. اولا .. اكيد مش محتاج اوصيك ابدا ان الكلام ده مايخرجش برانا احنا الاربعة
مؤمن : و اهم حاجة ان حتى استيفن مايعرفش اننا معاك
سليمان باستغراب : طب ازاى و ليه
زيد : لان استيفن وقت مايعرف اننا معاك فى الصفقة دى هيزود عمولته
سليمان : ازاى .. ده المفروض العكس .. انتم زباينه من قبلى
زيد : لانه عارف انى لما اسمى بيبقى فى صفقة ، سهم الصفقة بيعلى سعره يا سليمان بية
سليمان بعدم فهم : برضة مش فاهم
مؤمن : استيفن بيبقى عارف ان طالما الصفقة دى رايحة لزيد فبيبقى عاوز يكسب من وراها اضعاف اى حد تانى لان زيد ما بيبيعش لاى حد و غالبا الس/لاح بيروح على المشترى على طول فالسعر بيبقى اعلى
سليمان : طب و هو يفرق معاه فى ايه
جاسر : يفرق معاه انه بيبقى عاوز يضمن عمولته بالمظبوط .. فبيبقى عاوز يضمن نسبة من فرق السعر ده
و عشان كده انا عاوزك تفهمه انك داخل الصفقة لوحدك عشان مايعليش عليك السعر
مدكور : بس هو عارف انى بدور على شريك من فترة
زيد : عادى ، قول له انك ماعرفتش تلاقى شريك تثق فيه فقررت تكمل الصفقة لوحدك ، بس هتاخدها على تلت دفعات
جاسر : متهيألى فرق العمولة احنا اولى بيها حتى لو هنصرفها على تأمين الشحنة و نقلها
سليمان باعجاب : عندك حق ، بس ليه تلت دفعات
مؤمن : من ناحية عشان احنا نكون قدرنا تدبر باقى المبلغ .. لانك فاجئتنا طبعا بالموضوع و احنا اخر صفقة لسه ما استلمناش تمنها ، يعنى لسه مش مستعدين لصفقة بالحجم ده فانت اللى هتدفع الدفعة الاولى بالكامل لوحدك ، و من ناحية تانية نكون دبرنا مشترى
سليمان : طب ما انا عندى المشترى
زيد : انسى .. معلوماتى بتقول ان المنظمة اللى انت اتفقت معاها .. البوليس بيدور وراها من فترة ، و اكيد مراقب كل اتصالاتهم و تعاملاتهم
سليمان بقلق : يعنى معنى كده انهم
زيد : ماتقلقش .. هم عرفوا انهم بيتواصلوا مع اكتر من حد بس لسه ماقدروش يعرفوا مين الحد ده بالظبط ، و عشان كده انا عاوزك ماتحاولش تتواصل مع اى حد منهم فى الوقت الحالى و اى حد يحاول يكلمك اوعى ترد عليه
مدكور : طب معنى كده انى هشترى الصفقة و انا مش عارف هتصرف فيها ازاى
مؤمن : من الناحية دى ماتقلقش ، احنا مابنستلمش سل/اح ، السل/اح بيتسلم لاصحابه على طول احنا مابنظهرش فى الصورة نهائى
جاسر ضاحكا : ماتقلقش من ناحية المنظمة احنا برضة مش هنسيبها ، بس لازم نشوف حد تانى جواها يكون متأمن نقدر نتعامل معاه من غير قلق
لينظر سليمان الى تالا و يقول بسخرية : شفتى الخبرة بتعمل ايه
تالا بتلاعب و هى تنظر لزيد : شفت يا دادى
زيد : تمام .. يبقى اول خطوة لازم تعملها انك تتصل باستيفن و تبلغه الكلام اللى اتفقنا عليه دلوقتى
سليمان : تمام .. و ايه تانى
مؤمن : هتتفق معاه على المعاد اللى هتحول له فيه الدفعة الاولى .. و خليك فاكر … انت ماتعرفناش ، و على ما الشحنة الاولى توصل هنكون حضرنا المشترى او لقينا حد بعيد عن الشبهة من جوة المنظمة او حتى وسيط و حضرنا باقى ثمن الصفقة بالكامل ، و وقتها هتبلغه انك قدرت تجمع باقى مبلغ الصفقة بالكامل و تطلب منه انه يحضر باقى كمية الس/لاح المطلوبة كلها و هتتفق معاه على موعد جديد
سليمان : و بعدين
مؤمن : و بعدين ايه تانى ، خلاص هيحصل زى المرة اللى قبلها
تالا بفضول : انا ملاحظة ان انتم التلاتة بتتكلموا و كل واحد فيكم بيكمل التانى ، انتم للدرجة دى اشتغلتم مع بعض كتير قبل كده
جاسر ضاحكا : خليها فى سرك بقى يا تالا هانم
لتقول تالا بمرح : سركم و سرنا فى بير يا جاسر بية
مؤمن : اتفضلوا بقى نتعشى سوا .. الاكل جاهز من بدرى
…………
كانت رهف ترقد على الفراش النقال المخصص للمرضى بداخل عيادة نسائية ، و كانت الطبيبة تتحسس بطنها بمجس الاشعة الصوتية و هى تقول بعملية شديدة : السونار بيقول ان الحمل تقريبا مدته شهرين ونص .. مبروك
رهف و هى تعتدل بمساعدة امينة : حضرتك متأكدة
لتناولها الطبيبة صورة ضوئية من الاشعة و هى تقول : لو مش مصدقة اتفضلى الاشعة اهى و مطبوع معاها البيانات
لتقبلها امينة ببهجة قائلة : الف مبروك يا حبيبتى ، ربنا يتملك بكل خير
الطبيبة و هى تناولها اسماء الوصفات العلاجية : لازم تتابعى ضغطك باستمرار .. ضغطك واطى بزيادة و واضح انك مهملة فى اكلك فلازم تتغذى كويس و تواظبى على الادوية اللى كتبتهالك و حاولى ماترهقيش نفسك ، و اكملت و هى تناولها ورقة اخرى .. كمان هنعمل التحاليل دى و تجيبيهالى معاكى بعد اسبوعين من دلوقتى
فى السيارة ، كانت رهف فى حالة شرود تام فقالت لها امينة بمرح : مالك يا بنتى مسهمة كده ليه .. ده بدل ما تفرحى و تنبسطى انك هتبقى ماما
رهف : مانتى عارفة اللى فيها يا امينة
امينة : و ايه بقى اللى فيها يا ست رهف ، الله لا يسيئك ماتنكديش على نفسك و علينا على الفاضى ، كلنا عارفين و متأكدين كمان ان مراد بيحبك و هيموت عليكى ، احنا بس وافقناكى فى اللى انتى بتعمليه عشان نساعدك تنفضى التراب اللى مالى عينه ، لكن الدنيا ماوقفتش يا رهف ، طب ده انا متاكدة ان هولاكو لما يعرف انه هيبقى اب هيطير من الفرحة
رهف بتحذير : اوعى يا امينة ، انا مش عاوزاه يعرف حاجة دلوقتى خالص
امينة : رغم انى مش موافقاكى خالص فى الحكاية دى ، بس مش هقدر ما اعمللكيش اللى انتى عاوزاه
رهف : و انور
امينة بهيام : انور .. ماله
رهف بحدة : اياك تجيبيله سيرة حاجة
امينة بامتعاض : اكيد مش هجيبله سيرة ، رغم انى حتى لو قلت له انا متأكدة انه لا يمكن يبلغ كلمة واحدة لجنكيز خان بتاعك ده
لتضحك رهف بشدة و هى تقول : هو مش كان هولاكو ، خليتيه جنكيز خان ليه
امينة بمرح : الراجل هيبقى اب و لازم نحتفل بيه برضة ، مافيهاش حاجة اما نرقيه
رهف : طب ياللا يا فقرية عشان مانتأخرش اكتر من كده على دادة و تيمو
و عندما عادت رهف بصحبة تميمة الى قصر العزيزى وجدت هدوئا شديدا فاتجهت الى الاعلى مباشرة و اتجهت لغرفتها و ساعدت تميمة على تغيير ملابسها ، و قامت هى الاخرى بتبديل ثيابها و اخرجت من حقيبتها الوصفات الدوائية التى وصفتها لها الطبيبة و وضعتها على المنضدة بجانب الفراش و ما كادت ان تنتهى حتى سمعت طرقات على الباب فقالت باضطراب : اادخل
ليدلف مراد و هو بملابسه الرسمية و يبدو عليه انه عائدا لتوه من الخارج و نظر الى رهف بجمود قائلا : مساء الخير
رهف : مساء الخير
مراد : جيتوا امتى
رهف : يعنى ، من حوالى ربع ساعة
و عندما نظر مراد الى تميمة وجدها قد غرقت فى النوم ، فاقترب من الفراش و انحنى مقبلا اياها بحنان ثم اعتدل و نظر الى رهف و قال : مش عاوزة تقوليلى حاجة
فنظرت له رهف باضطراب و تردد ثم قالت و هى تحاول الثبات امامه : لا .. مافيش حاجة .. تصبح على خير
لينظر إليها بمزيج من الغضب و الحيرة لثوان معدودة ثم استدار متجها الى الخارج بعد ان قال : و انتى من اهل الخير ، و لكنه التفت اليها مرة اخرى قبل ان يغلق الباب ورائه و قال : اكيد مش محتاج افكرك انك لو احتاجتى اى حاجة تطلبيها منى فورا
رهف : متشكرة
و بعد ان خرج و اغلق الباب من ورائه وضعت رهف يدها على بطنها و هى تربت عليها تربيتة هادئة و قالت : ان شاء الله على ماتوصل بالسلامة اكون قدرت اخد قرار
و فى الصباح على مائدة الافطار قال سليمان : الحقيقة يا جماعة انا متشكر جدا على حسن الضيافة ، و اتمنى انى اقدر اردهالكم لما تتزلوا القاهرة ان شاء الله
مراد : ماتقولش كده يا سليمان بية ده انت فى بيتك
سليمان بامتنان : ده بس من ذوقك يا مراد
رهف بفضول : هو حضرتك مسافر و اللا ايه
سليمان : ايوة.. هاخد فنجان قهوة وهنزل القاهرة على طول
رهف و هى توجه حديثها لتالا : و انتى هتنزلى القاهرة معاه يا تالا و اللا هتفضلى معانا كام يوم كمان
تالا بجمود : هنزل طبعا.. انا كمان عندى شغل و مش فاضية
سليمان مداعبا تميمة : احنا هنسافر عند ماما يا تيمو .. ايه رأيك بقى .. تيجى معانا
تميمة: لا .. انا اتفقت مع ماما انى هفضل مع رهف لحد ما تروح الجامعة و تبقى دكتورة
………………
و فى سيارة سليمان اثناء عودته الى القاهرة ، كانت تالا تتحدث فى الهاتف مع زيد و تقول : انت عارف انى ست متجوزة
زيد : بس اللى فهمته منك انك مش مبسوطة معاه
تالا : حقيقى ، بس هعمل ايه
زيد : سيبك منه ، اطلبى الطلاق و انا موجود و تحت امرك
تالا بمكر : بس انا ما اقدرش اسيب مدكور قبل ما استرد حقى منه

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة جميع حلقات الرواية اضغط على : (رواية وانقطعت الخيوط)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *