رواية احتواء قلب الفصل السادس والعشرون 26 بقلم عبير سليم

رواية احتواء قلب الفصل السادس والعشرون 26 بقلم عبير سليم

رواية احتواء قلب البارت السادس والعشرون

رواية احتواء قلب الجزء السادس والعشرون

رواية احتواء قلب الحلقة السادسة والعشرون

بعد مرور عدة دقائق
يحكم تلك القبعه مرة أخرى على راسه و يضع نظارته على عينيه و يلقي عليه نظرة ثم يمسك بمقبض الباب و يفتحه ويتأكد من انه لم ينتبه اليه احد ثم يتحرك سريعا خارج ذاك المكان
بينما كان الآخرون مع الطبيب في داخل مكتبه يتحدثون اليه : و الله ما تقلقوا ان شاء الله خير الدكتور اللي حيعمل العمليه من أكبر الدكاترة في العالم وان شاء الله حيقوم بالف سلامه
هادي : امتى ان شاء الله يا دكتور
الدكتور : بعد بكرة بمشيئة الله
اسماء : بس انا اسمع ان القلب المفتوح دي خطيرة اوي
الدكتور : الطب أتقدم يا مدام و كل يوم في جديد و ان شاء الله خير و يقوم بالف سلامه
يتحركوا كلهم من ادام الدكتور و يخرجوا من المكتب : اهدي بقى يا مامي عشان خاطري ان شاء الله بابي حيخف و يبقى كويس
اسماء : يارب يا جيلان يارب
يقفون جميعهم هادي و فهد و اسماء و بيسان و جيلان يتحدثون سويا بينما كان يقف أدهم بالقرب منهم يتحدث إلى أحد ما و بعد أن أنهى مكالمته وقف يتأمله فكلما راه لا يستطيع أن يحيد بصره عنه و لما لا و هو نسخه مكررة من أخيه الذي توفاه الله
يجد قدماه تتحرك نحوهم و يقف بالقرب منهم و كأنما يريد أن يستمع اليه و هو يتحدث : اهدي بقى عشان خاطري و الله حيبقى كويس متقلقيش
اسماء : خايفه أوي يا هادي مش قادرة أصدق ان ممكن فلحظه يونس يروح من بين ايدينا و ميكنش موجود ابوك يا هادي ابوك لو حصلله حاجه انا مش حقدر اعيش و لا لحظه من بعده
هادي : حيبقى كويس ان شاء الله حيقوم منها
بيسان : مامي عشان خاطري متعمليش في نفسك كده بابي حيعيش يا مامي انا حسه انه حيعيش صح يا ابيه هادي مش بابي يعيش
هادي : ان شاء الله يا بيسان بابا حيعيش و يفضل منور دنيتنا كلها
يطبطب على اسماء : خللي ظنك في ربنا خير تفائلوا الخير تجدوه
يشعر بالحزن تجاه هذه الأسرة التي تخشى على والدهم من الفراق و لكنه انتبه إلى اسمه فهم ينادونه بهادي و انتبه إلى تلك التي تناديه ب أبيه اذن هي اخته و الواقفه بالتأكيد امه
يعلن هاتفه عن اتصال مرة ثانيه فأخذ هاتفه و ابتعد عنهم بعيدا : مقدرش اسيب بابا و اجي افهم يا بني آدم يحصل اللي يحصل مش حمشي قبل ما حالته تتحسن استلم انت البضاعه و امضي عليها
لاء مراد مش عندي مراد نزل مشوار و جاي اتصرف يا حسين هو مش انت المدير المسئول ياللا سلام
يلتفت ليراها تقف بالقرب منه و وجهها متجه نحوه و شعرها الأسود يتطاير حولها و هي تحاول جمعه بايديها و تتحدث بصوت يملؤه الحزن : بابي حيعمل قلب مفتوح يا ميرا انا خايفه عليه اوي
لاء مش حنيجي تاني احنا خلصنا دراستنا خلاص ملوش لزوم نرجع بابي و مامي محتاجينا جمبهم
يتأمل وجهها بعض الوقت ثم يحدث نفسه : بابي و مامي ايه القمر ده يا ناس يخرببيت جمال امك هو في جمال كده
اااه اوعدنا يارب
يتحرك نحو غرفة والده ليتفاجا بها امامه مرة أخرى : سلام قول من رب رحيم
ترد عليه : في حاجه حضرتك شفت عفريت
أدهم : أيوة قصدي ازاي هو مش انتي لسه كنتي بتتكلمي في التليفون هناك هو انتي طالعه بمنظرين و اللا إيه
فتجد نفسها تضحك تلقائيا فتظهر غمازتها الجميله : حضرتك تقصد اختي مش انا
أدهم : اختك هو انتوا توأم
_أيوة
أدهم : عجيبه بس انتوا نسخه واحده ده انتوا كربون
_عشان احنا توأم متماثل
أدهم : و تصدقي اخوكم بردو نسخه من اخويا كأنه توأمه
_أخويا
أدهم : اللي انتي و اللا ما اعرف اختك مانتو حاجه تحير الصراحه واحده فيكم سمعتها بتقولله ابيه
_أيوة ابيه هادي
أدهم : أيوة هو ابيه هادي ده شكلكم كده جيناتكم ضاربه في الشعب كله
_what حضرتك بتقول ايه انا مش فاهمه حاجه
أدهم : لا مقصدش واسف اني وقفتك _dont worry
تمشي من جنبه و يكلم نفسه : ده ايه العيله العجيبه دي بس قمرين يخرببيت جمالكم المفروض امكم كانت جابتكم دسته مش اتنين عالاقل تحسنوا نسل الشعب شويه
ياللا اما اروح اشوف بابي انا كمان ربنا يشفي كل مريض يارب
قاعد عالكرسي اللي ادامه وماسك ايده : حتعمل العمليه ان شاء الله و تبقى زي الفل
يونس بتوهان : إيه ايوة ان شاء الله
هادي : مالك يا بشمهندس في حاجه
يونس : إيه لا مفيش
هادي : في حاجه حصلت و احنا عند الدكتور مالك يا حبيبي
يونس : هادي جيلان و بيسان اخواتك و اسماء امك
هادي : ارجوك عشان خاطري متكملش حتعمل العمليه و تخرج منها بالف سلامه و حتفرح بجيلان و بيسان و تجوزهم و تشوف ولادهم
يونس : تفتكر يا هادي
هادي : ان شاء الله يا ابويا يا حبيبي
يونس : فهد
فهد : معاك يا بشمهندس
يونس : في أوراق مهمه في الشركه لازم تشوفها بنفسك و في حاجات كنت لسه حقولك عليها لولا اللي حصل و عمرو عنده علم بكل حاجه
فهد : حاضر نطمن عليك و حروح اخلص كل حاجه مش عاوزك تشغل بالك نهائي كل حاجه حتمشي زي ما حضرتك عاوز و اكتر المهم انك تقوملنا بالف سلامه
يونس : ان شاء الله ربنا يخليكم لية يا ولاد انا صحيح ربنا مرزقنيش بولاد لكن انتوا ولادي و سندي و سند بناتي في الدنيا امانه عليكم دول اخواتكم ملهمش غيركم بعد ربنا لو حصللي حاجه
هادي : ربنا يخليك لينا و ليهم يارب ومحدش ياخد باله منهم غيرك يارب بس الله يخليك متتعبش نفسك اكتر من كده
يونس : اسمعوني الله يخليكم اسماء لو ربنا استرد وديعته حتلاقي في درج المكتب عندي كل الأوراق و المستندات اللي تعرفكم كل حاجه عني و عن اللي ليكم و انت يا فهد حتلاقي مع عمرو كل الأوراق اللي تخص الصفقات الاخيره
اسماء متستحملش و تخرج برة الأوضة و تقعد تعيط و تخرج وراها البنات يهدوها
اما هادي : و حياتي عندك مش عاوزك تتكلم خالص عشان الاوكسجين ميقلش حاول تنام شويه عشان خاطري
يونس بارهاق : حاضر يا هادي حاضر
…………………………………………
في اليوم التالي
واقفه ادام المرايه بتعدل من هيئتها و بتسرح شعرها فتلاقيه بيكلمها
مش حتحني علية بقى و توافقي اننا نتجوز
ذكرى : مش انا قلتلك امتى حنتجوز لزمته ايه بقى كل ما نشوف بعض تقول الكلمتين دول و بعدين ما احنا مع بعض اهوه مش انت كل اللي يهمك اني اكون معاك
عدي : بس انا عاوزك تبقي مراتي
ذكرى : حيحصل يا حبيبي اصبر بقى ياللا بقى هات الأوراق عاوزة امشي
عدي يفتح لها الدرج و يخرج الأوراق فتمد ايدها لاخذه
عدي : هاتي الفلوس الأول
ذكرى : ماشي يا سيدي حقك
تفتح شنطتها : اتفضل
عدي : امسكي
تفتح الأوراق و تقرأها : إيه ده يخرببيت عقلك انت ازاي جبت الأوراق دي و مضتها ازاي هو مش مرمي في المستشفى
عدي : ملكيش فيه بقى هو اكل و اللا بحلقه
ذكرى : لا معلش ده انت واخد على قلبك أد كده و اوعى تكون الامضاء دي مزوره
عدي : سليمه مليون في المياه
ذكرى : عدي انت متاكد لو الاوراق دي فيها لعب حتطير فيها رقاب دي مصالح ناس يا حبيبي
عدي : حطي فبطنك بطيخه صيفي واطمني عالآخر
ذكرى : ماشي يا عدي انا ماشيه سلام
عدي : مع السلامه يا حبيبتي
يوصلها للباب و تبوسه من خده و يقفل وراها الباب
اما هيا فبمجرد نزولها من عنده تحس بنفس التعب اللي جالها لما كانت عند احمد لاشين فتكلم نفسها : هو في ايه بقى هما العالم دول مش حيبطلوا القرف اللي بياخدوه ده هو محدش فيهم طبيعي كلهم بايظين كده
تروح لشهاب الشركه و تدخل له مكتبه : حبيبتي حمدالله السلامه
ذكرى و هي بتبوسه : الله يسلمك يا حبيبي
شهاب : طمنيني
ذكرى تفتح شنطتها و تخرج منها الورق : اتفضل يا سيدي
شهاب و هو بيتفحص الورق بسعاده : مش معقوله
ذكرى : إيه رأيك بقى فية
شهاب : باشا ربنا باشا ده انتي كنز يا بت الايه كل يوم بتثبتيلي ان نظرتي ليكي كانت في محلها
ذكرى : عشان تعرف بس اي خدمه يا سيدي هاه حتكافئني ازاي بقى
شهاب : حنسهر الليلادي حتة سهره مع بعض فمكان متحلميش بيه و بعدها نكمل سهرتنا سوى ايه رايك
ذكرى : موافقه طبعا
حروح بقى استريح شويه و اجهزلك يا حبيبي
شهاب : ماشي
تخرج ذكرى و شهاب بيقلب في الورق و الضحكه ماليه وشه : ياااه اخيرا يا يونس حتقع تحت ايدي أهو انا بقى كده حبقى مسكتك من ايدك اللي بتوجعك و حدوس عليك بجذمتي و ولا حيبقى ليك وجود بعد النهارده
و انا بقى حبقى ملك السوق و محدش حيقدر يقف قصادي ههههههه
في المساء في احد الفنادق الفخمه يسهر معها و يستكملان الليله في شقتها و لكن أثناء علاقته معها تشعر ببعض الآلام تغزو جسدها و تسيطر عليها و لكنها تحاول ألا تظهر له شيئا فتتحامل على نفسها حتى ينتهي منها و بمجرد ذهابه من عندها تزيد عليها الآلام لدرجة انها لم تكن قادره على تحملها فأخذت تبحث عن بعض المسكنات حتى يهدأ جسدها و تستريح (ربنا يريحنا منك يا بعيده)
……………………………….
يمر اليومان سريعا و الآن هو بغرفة العمليات و الجميع في حاله من القلق و التوتر الشديدين اسماء تفتح المصحف و تتلو آيات من الذكر الحكيم و بيسان و جيلان يدعوان له الله و فهد يأخذ الطرقه ذهابا وايابا و جنه و نجلاء كلا منهما يقرأن القرآن أيضا
بينما هادي لم يكن معهم فلقد تركهم و نزل المسجد ليصللي و يدعو له الله ان يشفيه ظل يصلي و يسجد و يدعو الله بصوت عال سمعه كل من كانوا بالمسجد حتى اشفقوا على حاله و ظلوا يدعون معه و بعد أن أنهى صلاته وجد من بالمسجد يطمئنونه بأن الله لن يرد دعاءه و سيستجيب له
ارتدى حذاءه و خرج فوجد امرأه عجوز تفترش الأرض و بجوارها طفلان صغيران يلعبان و أمامها بعض الخبز الذي لا يصلح للطعام فرق قلبه لهم و ذهب سريعا للمطعم الذي هو بالقرب من المستشفى و وأمر لهم ببعض الطعام و طلب منهم ان يعطوه لتلك المرآه ثم اتجه ناحيتها و وضع بايديها بعض النقود فظلت تدعو له : ربنا يجبر بخاطرك يا بني يارب ربنا يكرمك و يعللي مراتبك كمان و كمان الهي ما يرقدلك جته ربنا يطعمك ما يحرمك ربنا يشفيلك مريضك و ما يوجع قلبك على عزيز و لا غالي يارب
طلب منها تدعي ليونس و أنه يخرج بالسلامه من اوضة العمليات رفعت ايدها للسما و فضلت تدعيله
شكرها هادي على تلك الدعوات ثم تحرك ناحية المستشفى بينما أتى إليها احد العاملين بالمطعم بذلك الطعام : خدي يا حجه
المرأه : ايه ده يابني
العامل : الشاب اللي كان لسه واقف جمبك دلوقتي هو الي طلبه لك
المرأه : ربنا يكرمه يارب تاخذ الطعام و تضعه أمام هذين الطفلين الجائعان فيلتهمانه و كانهما اول مره في حياتهما يروا الطعام
كانت تحاول الا تاخذ الا بعض اللقيمات حتى تتيح لهما الفرصه للشبع و لكنها وجدت الطعام كثير فاكلت معهم حتى شبعوا و ظل معهم ما ياكلونه وقت لاحق و بعدها وجدت الطفلين ينامان على قدميها بعد ان امتلأت بطونهما فرفعت يدها للسماء و شكرت الله على نعمه و دعت لهذا الرجل الذي لا تعرفه ان يطيل عمره و يعطيه من فضله العظيم
تمر الساعات و هو مازال في غرفة العمليات و الجميع في حاله من القلق
هما اتاخروا كل ده ليه يارب اقف معانا يارب عشان خاطرنا يارب
بيسان : يا حبيبي يا بابي يارب اشفي يابي يارب
جيلان : أنا خايفه أوي يا مامي
تاخدهم اسماء فحضنها و كلهم منهارين من قلقهم على ابوهم و جنه و نجلاء بيحاولوا يهدوهم على اد ما يقدروا
عارف والد فهد كان على اتصال بأحد الأطباء المتواجدين داخل غرفة العمليات و علم منه أن القلب توقف و قاموا بتنشيطه و ان هذا الأمر معتاد لديهم و لكنهم مازالوا في إجراء العمليه
لم يخبرهم عارف بشئ حتى لا يقلقهم فقط اكتفى بطمئنتهم و ان الوضع مستقر بشكل كبير
بعد مرور عدة ساعات يخرج إليهم الطبيب و يجروا كلهم عليه و القلق باين على وشوشهم : اهدوا يا جماعه
العمليه نجحت الحمد لله
الف حمد لله على سلامة البشمهندس
اسماء تاخد بناتها فحضنها و يقعدوا يبوسوا بعض و الفرحه ماليه وشوشهم و الكل فرحان : الحمد لله يارب الف حمد وشكر ليك يارب
هادي و هو بيمسح وشه : يعني هو كويس يا دكتور هو بخير
الدكتور : الحمد لله والله بس طبعا هو حيفضل في العنايه كام يوم لحد ما نطمن ان القلب بقى تمام
فهد : يعني هو كويس و اللا لسه في خ.. طر على حياته
الدكتور : ان شاء الله حيبقى كويس بس مسألة وقت ده قلب مفتوح يا جماعه مالكم وبعدين هو انتوا مش عاوزين تفرحوا و اللا إيه
اسماء : عاوزة اشوفه يا دكتور
الدكتور : حاضر و الله كلكم حتشوفوه بس الصبر شويه
صدقوني لو قلتلكم الله اعلم ايه اللي بينه و بين ربنا القلب وقف اكتر من مرة في العمليات و بعد ما نقول خلاص ترجع ليه الحياة مرة تانيه ربنا نجاه بجد
الف حمد الله على سلامته
يمر يومين كاملين و هو في العنايه و مش موافقين ان حد يدخل عنده نهائي و جنه و نجلاء بيروحوا شويه و يمشوا و فهد بدا يروح الشركه يطمن عالاخبار و يعمل اللي طلبه منه يونس و هادي كان بيروح شركته اوقات قصيره و يرجع علطول حتى جنه تقريبا مكنش بيشوفها و طول الوقت كلامهم في التليفون و هي طبعا كانت مقدره الموقف جدآ و حسه بيه
و على الجانب الآخر و على طلب الدكتور : بابا حضرتك لازم تخرج من الأوضة و تتحرك دي أوامر الدكتور
الأب : مش قادر يا مراد مش قادر
مراد : عشان خاطري يا بابا عشان خاطرنا كلنا يا حبيبي احنا عاوزينك و محتاجينك اوي يا بابا
يبكي الاب فيمسك مراد ايده و يبوسها : عشان خاطري و اللا انت عجزت يا فاروق
يبتسم فاروق ابتسامه باهته : حاضر يا بني
مراد : حبيبي يا بابا هات ايدك يا حبيبي انا حساعدك حنخرج برة بس ثواني و حدخلك علطول و الله
يمسك بايده و يساعده يخرج من الأوضه و يتسند عليه : أسند علية يا حبيبي متخافش مش حوقعك
فاروق : طول مانا ساند عليك عمري ما حقع انت و اخوك سندي في الدنيا يا حبيبي ربنا يخليكم و يبارك فعمركم و يعوضني خير عن اخوكم يا رب العالمين اللهم أجرني في مصيبتي و اخلفني خيرا منها يارب العالمين
و فجأة تقع عينه عليه و هو يتحدث في التليفون فيشعر وكأنما دبت فيه الحياه مرة أخرى يكاد ان يقع من طوله من هول ما يراه بعينه : سليم سليم اخوك يا مراد سليم اهوه يا مراد
مراد و هو يحاول ان يتدارك الموقف : بابا اهدى يا بابا و لكن فاروق لم يهدأ و اخذ ينادي عليه : سليم سليم رد على ابوك يا سليم
كان هادي قد أنهى مكالمته و قد انتبه لهما و شعر بأن هناك خطب ما فوجد نفسه يتحرك تلقائيا تجاههما : خير في حاجه محتاجين مساعده
هنا أدرك فاروق انه ليس ابنه سليم نعم هو يشبهه بشكل كبير لا ليس بشكل كبير بل هو هو ابنه و كأنهما توأمان و لكنه يختلف عنه بعض الشيء في الطول و لون الشعر و الصوت
جلس و اخذ يبكي كطفل صغير فقد امه مما جعل هادي يرق لحاله : في حاجه يا والدي تعباك
فاروق :…….
مراد : معلش احنا اسفين حضرتك بس اصل اخويا لسه متوفي من كام شهر و حضرتك شبهه اوي فبابا من حزنه عليه اول ما شافك افتكرك هو
هادي : حصل خير و ربنا يصبر قلوبكم يارب عن اذنكم
مراد : اتفضل
و لكن قبل أن ينصرف هادي عنهم كان أدهم قد اتى إليهم و هو لا يفهم ماذا يحدث و لكنه عندما رآه واقفا تنبأ بما حدث : خير يا مراد ماله بابا هو
مراد : أيوة افتكره سليم
أدهم : احنا بنعتذر لحضرتك يا استاذ هادي
هادي : هو حضرتك تعرفني
أدهم : سمعت اخواتك و هما بينادوك التوأم اللي شبه بعض
هادي بابتسامه : أيوة فعلا
أدهم : انا سمعت ان باباكم حيعمل عملية عملها
هادي : ايوة عملها الحمد لله بس لسه في العنايه
مراد : ان شاء الله يبقى كويس
هادي : يارب و ربنا يكمل شفاك على خير ان شاء الله يا حاج
فاروق : تسلم يا بني ربنا يكمل شفاه على خير و ميوجعش قلبك على غالي
هادي : ربنا يخللي حضرتك و ربنا يصبر قلبك يارب و تأكد ان اللي بيصبر بيكون جزاؤه كبير اوي عند ربنا إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب و احنا مؤمنين بربنا و لازم نرضى بقضاؤه و قدره
مراد : و نعم بالله
هادي : ربنا يخليكم ليه يارب و يخليهملك يا حج
فاروق : و يخليك لابوك يا بني انتوا عكازنا و سندنا في الدنيا
هادي : وربنا يخليكم لينا احنا من غيركم ولا حاجه احنا بنقوى بيكم و بوجودكم فحياتنا الف سلامه عليك
يستئذن منهم هادي و يروح لاسماء و البنات
ويجلس مراد بجوار ابيه و يقبل يده
فاروق : هو انا اتجننت خلاص يا مراد بقى بيتهيألي حاجات مش موجوده
مراد : لا يا بابا متقلش كده حضرتك شفت نفس اللي احنا شفناه انا و أدهم حصللنا نفس اللي حصل لحضرتك اول ما شفناه و استغربنا فعلا من الشبه الكبير اللي بينه و بين سليم الله يرحمه لكن شعره و طوله و صوته مختلفين عنه
فاروق : صوته صوته يا مراد
مراد : صوت هادي
فاروق : أيوة هو ده
مراد : ماله صوته يا بابا
فاروق : مش غريب علية حاسس اني سمعت الصوت ده قبل كده زي ما يكون صوت حد اعرفه
أدهم : اذا كان هو نفسه شبه اخويا يبقى حتيجي على صوته ده انتوا مشوفتوش كمان اخواته البنات
مراد : اخواته
أدهم : أيوة يا لهوي نسخه واحده استحاله تعرف تفرق بينهم
مراد : توأم يمكن
أدهم : أيوة توأم بس ايه قمرين يا بني مهلبيه بالمكسرات على مارون جلاسيه حاجه كده خيال
مراد : انت تحفه وربنا
فاروق : أنا تعبان
مراد : تعالى يا حبيبي استريح في اوضتك
يتسند عليه و يدخل اوضته تاني و بعد ما كان بدا يستجيب للعلاج حالته تتدهور تاني و كأنهم رجعوا لنقطة الصفر
و تصمم جميله انها لازم تيجي تشوف اخوها و انهم لو ما جابوهاش عنده حتيجي القاهره لوحدها فيضطر أدهم انه تاني يوم يروح بنها عشان يجيبها
في اليوم التالي و بعد ما دخل هادي ليونس و اتكلم معاه و اطمن عليه و خرج لقى رنات كتير من ناديه قلق عليهم و حاول يتصل كتير على جنه وعلى ناديه محدش بيرد عليه فاستئذن من أسماء يروح يطمن عليهم بسرعه و يرجع و هي طلبت منه يطمنها وان شاء الله خير
يروح هادي ناحية باب الاسانسير و يستناه يوصل و وقتها كان بيحاول الاتصال بيهم و اخيرا ردت عليه ناديه والاسانسير وقتها كان وصل و بابه اتفتح و خرج منه أدهم و عمته جميله لكن هادي فنفس اللحظه بعد وشه عن الباب و بقى ظهره للباب لأنه خاف من ضياع الشبكه وبدأ يتحرك و يمر من جنبهم و هو بيتكلم بصوت عالي : أيوة يا ماما في ايه يا حبيبتي مبتردوش علية ليه انا قلقت عليكم جنه كويسه و حضرتك كويسه حاضر يا ماما مسافة الطريق و حكون عندكم يا حبيبتي
صوته و هو يتحدث بالقرب منهم كان يرن في اذنها و كأنما تستمع إلى صوته هو
نعم هو صوته لا يمكن لي أن انساه ما حييت فإني باستطاعتي ان اميزه و اعرفه جيدا من بين مئات الأصوات و بمقدرتي ان انتبه له من بين البشر جميعا
تتجه ببصرها إلى مصدر الصوت و لكنها لا تجد أحدا تتلفت يمينا و يسارا و كأنما تبحث عنه
أدهم : مالك يا عمتي في حاجه حبيبتي
جميله : هو يا أدهم هو
أدهم : هو مين يا عمتي في ايه يا حبيبتي
جميله : عبد الرحمن يا أدهم عبد الرحمن

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية احتواء قلب)