روايات

رواية مرسال كل حد 2 الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد 2 البارت الرابع والثلاثون

رواية مرسال كل حد 2 الجزء الرابع والثلاثون

مرسال كل حد 2
مرسال كل حد 2

رواية مرسال كل حد 2 الحلقة الرابعة والثلاثون

“عمر، عمر أنت كويس؟”. قالت ده أمي وهي بتجري على عمر في مركز الشرطة.
“متقلقيش أنا كويس”.
“ايه الي حصل طيب؟”
“كنت ماشي بالعربية لحد ما ليقت حد وقف قدامي فجأة معرفتش أحود أو أخد حتى احتياطات السلامة إنها تطلع البالونة الامامية انها تقلل من احتكاكه بالعربية، مكنتش شغالة وكأن حد لعب في الاعدادات”.
بصيت لعمر وباشرت: هو فعلًا الأمر مدبر ولو قدرنا نثبت ده هتطلع منها بس ايه الي حصل للراجل الي خبطته؟
“معرفيش انا اول ما خبطته وديته المستشفى وبعدها الدكتور سألني فجوبت على الي حصل فسبني ومشي وبعدها بشوية ليقت الشرطة جات وأخدتني”.
“كان لازم تهرب أول ما ليقته مشي أكيد يعني كان هيبلغ الشرطة”. قالت ده أمي بتعيط
“أنا عارف بس لو أنا هربت كان ده هيضعف موقفي ويثبت إني خبطته عن قصد فعلا انا كان لازم أواجه نتيجة خطأي وأثبت إني مكنتش اقصد ويمكن يطلع الأمر كله مدبر واثبت برائتي ويمكن يعيش ويكون الأمر متوقف على مجرد تعويض”.
“بس افرض مطلعتش؟”
“أنتي قلقانة كدا ليه يا هدية وكأنك متأكدة إني مش هخرج منها؟”
اتدخلت في النص: أنا آسف بجد يا بابا مش قصدي استغبيك ولا حاجة بس طبيعي تكون قلقانة يعني انتي محبوس واحتمال تتعدم.
“احتمال أتعدم؟ انت بشرت من أولها, ثم ايه حكاية بابا دي؟ من ساعة ما عرفت إني مش باباك وبقيت تندهلي يا عمر على مضض, فيه حاجة حصلت أنا مش عارفها؟”
سكتت أمي بتعيط وقبل ما اتكلم بصلها وهو بيقول بنبرة تخللها الشك: هدية أنتي روحتي لأحمد؟
“أنا.. أنا بس كنت خايفة إنه…”
“خايفة من ايه مش فاهم؟ أنا حسيت بوجودك لما سمعتني أنا وهادي لكن متخيلتش إنك ممكن تروحي لأحمد, أنا افتكرت إنك ممكن تجي تكلمني وسبتك لحد ما تجيلي براحتك لكن عمري ما تخيلت إنك ممكن تجرحي كبريائي وتروحله, أنت عارفة كويس هو بيفكر فيك ازاي حتى بعد ما اتجوزنا”.
“أنا بس بس كل الي فكرت فيه ابني”.
“أنتي بجد روحتي علشان هادي؟ مش حاسة إنك ممكن تكوني حنيتِ لأيام زمان؟”
“عمر أنت بتقول ايه؟”
اتعصب بيكسر نضارته في ايده بيبصلها بيحاول يكتم غيظه: أنت عارفة إن الكائن ده مهوس بك ومهوس بأي حاجة بيمتلكها وأنت بالذات, فكرة إنك بس تروحله حتى ولو بسبب خوفك على هادي فكأنك بتطلبي منه إنه يرجعلك حتى ولو ده مش مقصدك بس ده الي هيفهمه هيفهم إنك حنيت وهبدأ يجري وراك تاني وأهو بدأ فعلًا بس بعينه أخليه يلمحك تاني وإياك تروحله تترجيه علشان يطلعني أنا الموت علي أهون من إنه يلمح منك نظرة واحدة تاني أنتي فاهمة.
“عمر أنا بس…”
“هدية ممكن تروحي ولو سمحتي متدخليش في الحوار ده ولا حتى تقوميلي محامي أنا هعرف أعمل كل حاجة بنفسي لو سمحتي روحي”. قال كلمته الأخيرة وبعدين بصلي بيكمل: روحها وتعال.
“ماشي”.
أخدت أمي ودتيها البيت وبعدين اتصلت بمحامي العيلة وروحنا أنا وهو للاسف اضطروا يحبسوا عمر علشان عيلة المصابة رافعة قضية وبعد تلات أيام عرفنا خبر وفاته وبالتالي القضية اتحولت قضية قتل بالخطأ, روحت مع المحامي لعمر وهناك باشر المحامي الكلام: للاسف فيه أدلة قدمتها عيلة المجني عليه بتقول إنك تعمدت قتله.
“أدلة زي ايه؟”
“يعني إنهم قالوا إنك كنت بتهدده بالقتل طول الوقت”.
“نعم؟! أنا معرفهوش اصلًا”.
“أنا عارف بس فيه مسدجات مبعوتة من دي بي للأليف الآلي بتاع الضحية فعلًا وواضح إنها مبعوتة بتاريخ أقدم من الحادث”.
عمر بصله باستغراب بيسأل: ده الي هو ازاي يعني؟ محدش يقدر يتحكم في دي بي غيري, حتى هادي رغم انها معه طول الوقت بس اي حاجة متسجلة بشفرتي مبتسمعيش غير كلامي وكلام الي أطلب منهم يسمعوله.
“أيوة أنا عارف بس متنساش إن دي بي تبع شركة شاذلي علام ودي مساهم فيها أحمد رامي بحصة 51% من مليكة الشركة يعني فيها احتمالية يكون أحمد هو الي عطاها الأوامر”.
“بس فيه بنود متفق عليها في عقد دي بي إن حتى أصحاب الشركة المصنعة مالهميش حق في التصرف بالأليف الآلي”.
“ده الي موجود في العقد لكن احنا محتاجين نسأل حد من أصحاب الشركة وأظن إن حسام ده مريض عندك”.
“وايه علاقة حسام بالموضوع”.
“هادي لما سمع باسم شاذلي علام قالي إنه والد حسام هو مش بس صاحبه هو كمان كان بيجي ويتعالج عندك وهو عامل مهم في تصنيع الآليات دي وأظن إنه ممكن يفيدنا”.
“ابعد حسام عن أي وش متعلق بأحمد رامي علشان لو عرف إنه له دخل مش بعيد يعمل فيه حاجة”.
“احنا محتاجينه علشان تطلع من هنا لأن بصراحة فيه خبر ممكن ميفرحكش”.
“خبر ايه؟”
بصيت لعمر وميلت راسي وأنا بقول: أحمد كلمني وقالي إنه بيجهز في إجراءات الخلع, وإنه هيلم شمل العيلة من جديد.
عمر سكت قابض ايده بيبص في الأرض بيحاول يتمالك غضبه بيجز على أسنانه بيقول: أنا لو طلعت منها هقتله.
“اهدى بس وصدقني كل حاجة هتكون تمام خلينا بس نكلم حسام”.
قام من مكانه متجاهل النظر لينا بيقول بنبرة تخللها يأسه: اعملوا الي انتوا عايزينه.
مشيت من المركز واتوجهت لحسام, بصلي باستغراب: مسدجات اتبعتت بغير ما يكون المالك صاحبها؟
“ايوة”.
“هو في الحالة دي مفيش غير الشركة بتاعتنا تكون هي الي بعتت بس ده مستحيل يحصل إلا إذا كان أحمد رامي طبعًا”.
“طب وبنود العقد؟”
“ما هو فيه بنود سرية مالك الأليف الآلي بيوقع عليها”.
“ده الي هو ازاي؟”
“أظن إن عمر وقع من غير ما يقرأ العقد كويس علشان فيه بند مكتوب في وسط المية بند إن الشركة ليها الحق في التحكم في كل آلياتها كما تشاء حتى بدون إذن المالك”.
“ده معناه إن فيه احتمالية إن يكون أحمد الي أمر دي بي تبعت المسدجات دي بتاريخ أقدم, طبعا مفيش مشكلة إنه يتلاعب بالتاريخ زي ما هو عايز”.
“هو ايه الي بيدين أحمد تاني بالقتل العمد؟”
“فيه شهود بتقول إنهم شافوا أحمد وهو بيخانق معه وبعدها ركب العربية خبطه بها رغم إنه فضل يتراجاه ويجري منه ويعيط إنه ميعمليش كدا”.
“ازاي الشرطة ممكن تصدق حاجة زي دي واحتياطات السلامة محدش بيدوس عليها غير الي جو العربية يعني عمر كان عايز يقلل الاصطدام ازاي هيعمل كدا وهو متعمد يقتله؟”
“قالوا إن ده دليل ضعيف قدام إدانة الشهود علشان ممكن يكون هو الي عمل كدا علشان يبان الأمر إنه حادث”.
“طب والعمل”.
“أنا في نفس اليوم الي عرفت فيه إن عمر عمل الحادثة عملت تحاليل علشان أعرف إذا كان واخد مخدر أو كحول”.
“والنتيجة؟”
“كان متعاطي نسبة من المخدرات أعلى من المعدل الطبيعي وده بيأكد إن الأمر كان أكيد مدبر أكيد أحمد طلب منه يعمل ده في مقابل تعويض مادي أو يمكن ابتزاز وعلشان ميحيسش بالألم أخد نسبة عالية من المخدرات”.
“ده يبقى احتمالية مش دليل عند الشرطة يتاخد به في المحكمة”.
“أيوة بس لو قدرنا نفرغ الكاميرات الي كانت موجودة هنعرف الحقيقة وهتكون دليل”.
“كاميرات ايه؟”
“انت عارف أحمد عمل الحدثة فين؟”
“فين؟”
“في الحي العاشر”.
“لحظة هو مش ده نفسه الحي الي زودت إشارات المرور بتاعته بكاميرات تراقب من كل الاتجاهات”.
“بالظبط كدا علشان كدا محتاج اذن شركتكم علشان افرغ الكاميرات”.
“مش لازم اذن الشركة أنا المصنع لها ومعي كامل حقوقها والتحكم فيها زي مانا عايز ده كان شرطي الوحيد لتنفيذها”.
“طب هنعمل ده ازاي؟”
“متقلقيش أنا أقدر أتحكم في كل الالكترونات بتاعتي عن بعد”.
“يعني تقدر تفرغهم دلوقتي؟”
“أيوة, ثواني بس”. قال خالد كلمته الأخيرة وطلب من جي ون الأليف الآلي بتاعه إنه يطلع لوحة مفتايحه وفعلا بدأ يشتغل عليه لحد ما قدر يوصل للحي العاشر, ابتسم بيضغط على أخر ضغط زر وهو بيقول: أهو.
كانت كاميرات المراقبة سجلت الضحية وهو بيبتسم لاشارة المرور وبيتعاطى جرعة مخدر وكأنه كان عارف ان فيه كاميرا وبعدها بص عالطريق واتلقى مكالمة ما بعد المكالمة دي رقد على الارض واول ما شاف عربية عمر جاية استناها لما قربت منه وراح قام فجأة وده الي خلى عمر معرفيش يتحرك, بصيت لخالد وسألت: هو الدليل موجود بس غريبة إن أحمد معلبيش في الكاميرات لحد الآن وابتسامة الرجل دي كانت مريبة تفتكر إن أحمد قصد يرملنا الدليل ده؟
“قاصد بس ده أظنه دبر وتعمد إنها تكون في الحي ده بالذات علشان الكاميرات تلقط الحادثة ويكون معك دليل قوي على براءة عمر ومع ذلك مش هنعمل به حاجة”.
“ازاي يعني؟”
“الي زي أحمد ده ممكن يرميلك الفوز كطعم علشان يحقق نصره وهو بيخيب أملك في الفوز ويشوف ويستشعر احباطك لحد ما يكون هو البشري الوحيد الي تلجأله”.
“مظنش إن ده هيحصل, الحكومة أكيد هتجي معنا احنا معنا دليل براءة”.
“تفتكر يعني إن أحمد ممكن يساعدك كدا عادي؟”
“يمكن بس كانت قرصة ودن وحب يخوف عمر مش أكتر”.
“وهو عمر خاف بقى ؟ قرصة ودن ايه دنت غلبان خالص”.
“قصدك ايه يعني”.
“أنا واثق إن عمر فاهم مبغى أحمد كويس وعارف إنه عايز يخير مامتك يا بينه يا بين إعدام عمر علشان كدا عمر هو مش فارق معه غير مامتك ومنعها من انها تحضر حتى جلسات المحكمة علشان متشوفيش أحمد ولو بالصدفة خايف يضغط عليها فتضعف”.
“أنا هروح للكائن ده اتصرف معه”. قلت كلمتي الأخيرة وأنا بلف ضهري لكن فجأة خبطت في شخص ما راسي يدوب عند صدره, رفعت راسي ببص ليقته أحمد ابتسم بيحضني: حبيب بابا وحشتني.
انفكيت عنه بقول بغضب: أنا لسه مش معترف إنك أبوي.
“بس الواقع بيقول كدا سواء وافقت أو رفضت”,
“أنت بتعمل ايه هنا في بيت حسام”.
“كنت حاسس إنك هتروحله بصراحة علشان كدا طلبت من شاذلي يتصل بي أول ما أنت تجي”.
بصيت لحسام بعتاب: واضح إن أبوك بيسلمنا تسليم أهالي.
“وأنا مالي”.
اتنهدت وبصيت لأحمد بقول: أنت تعمدت ترملنا دليل الحي العاشر؟
“يااا, أنت لسه هنا؟ دنا فكرتك ليقته من زماان يا راجل”.
“طب ليه؟”
“علشان أقولك بله واشرب ميته”.
“قصدك ايه؟”
ابتسم بيقعد عالكرسي بيحط رجل على رجل: قصدي إن المحكمة مش هتاخد به والكلمة كلمتي في الأخر يعني لو طلبت يتعدم النهاردة من غير محاكمة فده هيحصل.
“ازاي مش فاهم؟”
“واضح إنك جاهل بالقانون لكن حسام أظنه في حقوق وهيقدر يفهمك”.
بصيت لحسام فتجاهلني بيبصله بنقم: بس ده مستحيل يحصل إلا إذا كانت حصتك 70 في المية من الشركة.
“أه مانا نسيت أقولك خالد عطاني نسبته”.
“ازاي يعني مش فاهم؟ مستحيل خالد يعمل كدا”.
“ممكن تتصل به تسأله, ده إذا رد عليك أصلًا”.
بعدين بصلي وربت على كتفي بيقول: هسيبك تشبع من عمر دلوقتي علشان مش هتشوفه تاني.
زحت ايده وأنا ببصله بتحدي: عمر هيطلع وهتشوف.
“أه طبعا هشوفك جاي تتحايل عليّ إني أخرجه ووقتها هشوف اذا اه او لا. قال كلمته الأخيرة ومشي, بصيت لحسام ليقته متعصب وبيضرب على الكيبورد بتاع جي ون بعصيبة بيحاول يتواصل مع خالد لحد ما رد واتفتح شاشة بيكلمنا منها خالد الي كان مميل راسه ومتجاهل النظر لينا وكأنه عمل مصيبة, بصله حسام بعصيبة بيباشر: ارفع راسك وكلمني, انت فعلًا تنازلت عن حصتك لأحمد.
كان جسمه بيرتجف بيقول بتلعثم: أ..أ..اه.
“أه؟! أنت بتهزر يا خالد؟ خالد أنت عارف أنت عملت ايه؟ أنت عملت مصيبتين واحدة في حقي والتانية في حق هادي, أنت عارف كويس إن الشركة دي أنا وانت أصحاب فكرتها والي بنينا فيها كل حاجة وعلشان ننفذ ده كان شرطنا إن حصتنا تكون 50 في المية بالمجهود وباباك بالتمويل بس هو رفض علشان يكون سيد القرار وخلنا 49 ومع ذلك تنازلت وخليت لك 25 في المية وأنا أخدت الأقل علشان كنت فاكر إن ده ممكن يساعدك إنك تستقل عن والدك بس واضح إنك قابل بدور الخاضع الي مش بيقول لا أنت ضعيت علي تعب سنين وهتحرم أخوك من إنه يكون مع العيلة الي عايزاه, أنت عارف إن كونه بيمتلك 75 في المية من الشركة ده معناه ايه؟”
كان بيقبض ايده بخوف لحد ما خرج عن صمته بيتلعثم: ع..عارف.
“قولي إنه أجبرك وأنا هعرف أرجع حصتك كويس”.
“أنا الي..الي.. عملت ده من نفسي”.
“ليه؟”
“ع..ع..علشان ميكونيش قدام هادي وأمي خيار تاني غير إنهم يجيوا يعيشوا معنا”.
“أنت مجنون بجد يا خالد ولا انت عندك انفصام؟ مش أنت الي حذرته من إنه يقول لأحمد”.
“أيوة بس أنا.. أنا كمان محتاجهم أكتر من عمر وولاده”.
“ولاده دول يبقى اخواتك برود”.
“بس هم أخدوهم مني 19 سنة أظن كفاية عليهم كدا ومن حقي ده”.
“لا مش من حقك ولا من حق باباك تجبر انسان إنه يعيش مع حد مش عايزاه أنت بدأت تتحول لنسخة من باباك”.
“خلاص يا حسام اقطع علاقتك بي طالما أنت شايف كدا, سلام”. قال كلماته الأخيرة بنبرة تخللها الانفعال ونبرة بكاء وقفل المكالمة, حسام كان متعصب ورمى كل حاجة كانت على المكتب, محاولتش أكلمه وفضلت ساكن مكاني وانا شايفه بيكسر في كل حاجة حواليه وهو بيتمتم: مغفل, غبي, مش فاهم ده معناه ايه. وبعد فترة سكن مكانه وبصلي بيتنهد: مبقاش فيه حلول خلاص, أنا آسف.
“ليه؟ فهمني علشان مش فاهم, مش احنا معنا دليل”.
“للاسف مبقاش ينفع, الشركة بتاعتنا هي اكبر شركة متصدر لصناعة الآليات خاصة الأليف الآلي وده أجبر الحكومة إنها تحط قانون إننا فوق القانون, والي بيمتلك بس نسبة 70 في المية من الشركة له الحق في محاكمة أي حد بدون إذن المحكمة حتى”.
“ده ازاي ده؟”
“دي كانت لعبة من أحمد لعبها من سنتين على الحكومة خاصة بعد ما خوفهم بالقوة الي بنتملكها وإن جيش الآليين قادر على تبدديهم خاصة وإن مبقاش للحكومة حق في انها توقفني لأن حاليا في كل بيت بقى فيه أليف آلي, وأمر واحد من شركتنا ممكن يخلي الآليات دي تنقلب على أصحابها وتسحق المدينة, شركتنا تعتبر بلد تانية بجيش تاني ممكن يدمر الحكومة علشان كدا لينا قانون خاص وكمان الحكومة في حاجة لينا علشان كدا اتحطت المصالح المشتركة دي”.
“وأنت كنت عارف بده؟”
“كنت مفكرة إن نسبته هتبقى 51 في المية زي ما هي علشان كدا كنت حاطط أملي على إننا نلاقي دليل لكن من ساعة ما شوفت الفيديو وأنا قلقت بس عمري ما تخيلت إن خالد ممكن يبعنا”.
“كان متعمد يرملنا الدليل ده مش أكتر علشان نفس احساس الكسرة الي قلت عليه”.
“أنا آسف يا هادي, يبدو إن مقدمكيش حل غير إن مامتك تتطلق من عمر وترجعوا على بيت أحمد”.
“مستحيل أخلي أمي تعمل كدا”.
“طب وعمر؟ قرار الاعدام خلاص صدر لو موافقتش”.
مكنتش قادر أتكلم, سبت حسام ومشيت وأنا حاسس إن كل هموم الدنيا فوق دماغي, مشيت بتخبط في الطريق مش عارف أعمل ايه, كنت حاسس إني متخدر أو متبنج ومش شايف قدامي, حسام رفض يسبني أروح كدا وراح معي لحد البيت, دخلت البيت وليقت أمي كعادتها قاعدة في الأوضة الي كان مخصصها لعيادته وقاعدة تعيط على مكتبه أول ما حست عليّ جريت بتسألني: عمر كويس؟ ليقت حاجة؟ هيخرج منها إن شاء الله صح؟
مكنتش عارف أكسر خاطرها وأنا شايف لهفتها وفي ذات الوقت مش قادر أديها أمل مزيف, تصنعت ابتسامة بقول: أيوة متقلقيش.
ابتسمت بتمسح دموعها: طب الحمد الله بجد, يلا بقى علشان نروح نشوفه.
مكنش ينفع أقولها لا يمكن دي تكون أخر مرة, ابتسمتلها وأنا بقول: ماشي بس خلينا نشوفه بكرا صعب جدا نشوفه النهاردة.
“ماشي هستناك”. قالت كلمتها الأخيرة وسبتني ومشيت دخلت أوضتهم, جيت ادخل أوضتي انتبهت على مريم أختي بتلاعب أخوي الصغير وشوية تحكيله حكاية وهي بتكمل: في يوم من الأيام هيرجع العصفور التايه لعشه علشان الكل في العش كان مستناه وواثقين في ربنا إنه هيرجعلهم بخير علشان كدا العصفور الأم والعصافير الصغيرة كانت ديما تدعي علشان ربنا سامعها حتى من غير ما تنطق…
كنت ملاحظ على مريم ثباتها الانفعالي قدام مازن علشان ميحسيش بأن فيه حاجة غلط, دخلت وقعدت معهم هم الاتنين وكملت لعب معهم لحد ما مازن نام, شلته نيمته في سريره وبصيت لمريم بقول: تجي نتمشى شوية؟
“مش فايقلك أنا عندي مدرسة الصبح ولازم أنام”.
“مكنتش أعرف إن فيه مدرسة في الاجازة”.
تجاهلت النظر لي وهي بتقول: مش عايزة أخرج معك.
“ليه؟”
“علشان أنت السبب في الي حصل لبابا”.
“انا؟”
“أه أنت, من ساعة ما عرفت إن عمر مش باباك وأنت…”
“عرفتي ازاي؟”
“مش مهم عرفت ازاي؟ المهم إنك كنت أناني, انفعلت على بابا وزعقتله وهو فضل يريبك ويحبك أكتر مني ومن مازن رغم اننا احنا الي ولاده مش أنت ومع ذلك كنت ناكر للجميل وفضلت تتنط لحد ما روحت لباباك الشرير والي بدوره هياخدك منا وهياخد أمي معه”.
“أنت عرفت ده ازاي مش فاهم أنت…”
“كل الي شاغلك عرفت ده ازاي؟ مش شاغلك إننا ومازن يا هنخسر أبونا يا هنخسر أمنا بسببك؟ ياريت تمشي ومتجيش هنا تاني روح لباباك وسبلي عيلتي”.
“مريم أنا آسف انا…”
“أنا بكرهك يا هادي امشي غور”. قالت كلمتها الأخيرة بتحاول تمسك نفسها إنها متعطيش بتقفل في وشي الباب, مكنتش عارف أروح فين لأني مكنتش حابب أروح لمرسال, كنت خايف من رد فعلها إنها تكون زي مريم, ملقتش حد بفكر فيه غير دينا, روحت عندها وهناك:
“أنا من قبل حتى ما مريم تقولي كدا أنا كان صعبان عليّ اخواتي بجد, ومحاولات مريم إنها متظهرش حاجة لمازن وحاسس بالألم علشان عمر مبقاش معهم بس زي ما هم محتاجينه فأنا كمان كنت محتاجه, أنا كمان فقدت أبوي, انا اه مش بنكر إني كنت أناني بس عمري ما تخيلت إني أبعد عن عمر, عمر ده روحي يا دينا, الهوا الي بتنفسه, أنا حاسس إني مش عارف أعمل حاجة من غيره, بس أنا محطوط في خيارات مخلياني مش عارف اختار”.
“طب ما تكلم مرسال, مش أنت قولت إنه معها بيتصرف زي الأطفال أكيد لها تأثير عليه”.
“مش عايز أحسسه إننا اضطرنا نلجأ ليه في الآخر”.
“مانت كدا كدا مضطر لده يا هادي وفي الاخر كله علشان عمر”.
“تفتكري أعمل كدا؟”
“أنت شايف غير كدا؟”
بصتلها لوهلات وبعدين ميلت راسي فبصتلي بتبتسم: عارف “حد” ديما كان يقولي ايه؟
“ايه؟”
“كان بيقولي إن الي بيخلنا نشوف جمال النجوم بنورها الساطع ده هو ظلمة السما وده الي بيخلنا مش بنشوفها في النهار, كان قصده إن أوقات الظروف الي بنشوفها شر ممكن يكون ليها ميزة مش واخدنا بالنا منها لو كانت في ظروفها العادية أو الحلوة زي نور الشمس رغم كونه حاجة حلوة بس بيغطي على جمال النجوم الي بتظهره ضلمة الليل”.
“وايه المميز في حبس عمر؟”
“مش عارفة بس أكيد فيه حاجة احنا عمرنا ما كنا هناخد بالنا منها لوما ده حصل يعني أكبر مثال لوما هدية اتطلقت من أحمد مكنتش مستحيل تشوف عمر وتتجوزه وأنت تكبر في وسط صاحب حقيقي بيحبك ويكون لك أخين كمان”.
“بس مريم مش طايقني حاليًا”.
“بس بتحبك وممتنة لوجودك, هي بتناكف فيك بس هي طول الوقت كانت بتكلمني عنك هييمكن قالت كدا علشان مش عايزك تمشي علشان فكرت إنك مش بتحبها واكيد هتروح لاخوك من نفس الأب والأم علشان كدا كبريائها محملهاش على الخسارة قدام خالد فانك تختاره”.
سكت فكملت: ابعتلي ملف القضية بتاع عمر طيب وأنا لي محامين يمكن يلاقوا أي ثغرة يقدوروا يتفوضوا بها مع أحمد.
“أحمد في باله حاجة ومستحيل يتنازل عنها”.
“ابعته بس وأدينا بنحاول”.
“هخلي دي بي تبعتهولك”.
“خلاص ماشي”.
“دينا كنت حابب بجد أقولك شكرًا”.
“لا كدا هنزعل من بعض, احنا صحاب مش كدا وزي ما “دوري” قالت السمك صواحب مش طواجن
ابتسمت: لا مين دي؟
“متقوليش إن مرسال مفرجتكيش على فيلم البحث عن نيمو؟”
“بتاع سمكة البهلوان؟”
“اه بالظبط هو ده”.
“ياا ده من زمان أوي لا فرجتني ده كانت فقرة اجباري وكل شوية تتأثر وتعيط في نهاية الفيلم لما أبوه بيلاقيه”.
ابتسمت: واضح إنها زي ما هي لسه بطفولتها البريئة, طبيعي حد يحبها علشان هي نقية زيه.
“بس أنت كمان كدا يا دينا, وحد بيحبك على فكرة كان بيقولي ديما إنه في اي اختيار كان لازم يطلع خسران, سواء كان هيخسر مرسال أو هيخسرك, أنتي كنت خسارة بالنسباله”.
ابتسمت: بس هو اختار في النهاية وديما الاولوية للحب.. عامة سيبك ده حوار خلص من نص قرن.
“لا يا شيخة أنتي مش كبيرة للدرجة دي؟ أنتي لوما بتحبي شخص تاني أنا كنت عرضت عليك الجواز”.
“يا بكاااش”. قالت الأخيرة بتبتسملي فابتسمت قعدت معها شوية وبعدها روحت البيت من غير ما أحس كانت الساعة 2 الفجر, بمجرد ما فتحت الباب لاحظت باب اوضة أمي مفتوحة وجاي منه نور, ليقتها بتصلي وعمالة تعيطي, مرضتيش اقطع صلاتها ودخلت اوضتي عيني يدوب غفلت كام ساعة وصحيت على الساعة سبعة, روحت أشوف امي اتطمن عليها ليقتها قاعدة على الكرسي بتبص من الشباك وفي ايدها ساعة تنبيه واضح إنها كانت ظابطها على 8, ابتسمت بخبط على الباب بباشر: مكنتش أعرف إنك هتفضلي صاحية لحد تاني يوم.
بصتلي بقلق واضطراب: يعني هو ينفع نروح دلوقتي؟
“مش عارف هتصل على المحامي وأقولك”. قلت كلمتي الأخيرة وطلبت من دي بي إنها تتصل بالمحامي بمجرد ما فتحت باشرت: آسف على إزعاجك بس كنت بس عايز اسال لو ينفع نروح دلوقتي لبابا؟
“قصدك أستاذ عمر ولا أحمد؟”
“أكيد مش هستأذنك علشان اروح لأحمد يعني”.
“هو في الحقيقة يا هادي أنا امبارح اتبلغت إن كل الزيارات اتمنعت خاصة زيارتك أنت ومامتك ما عداي أنا أو أي حد تاني”.
“يعني ايه؟”
“يعني واضح إن أحمد تدخل في الأمر”.
أمي بصتلي بصدمة مش قادرة تنطق فقفلت مع المحامي عالطول, بصتلي بتحاول تكتم عياطها: يعني يعني يعني كدا ..كدا مش هشوفه؟ مش أنت قولتلي إنه هيخرج؟ أنت كنت بتكدب عليّ؟ أنا قلبي برود كان حاسس إنك بتكدب عليّ.
“أمي اهدي بس, متقلقيش أنا هلاقي حل إن شاء الله”.
“أنا كلمت مرسال أكيد أكيد هتخلي أحمد يلاقي حل زي ما ورطه”.
“أنتي كلمتي مرسال؟”
“أيوة, أنا عارف إنه بيسمع كلامها مكنتش واثقة في كلامك حسيتك بتكدب عليّ انا عارفة أحمد كويس مستحيل يستسلم كدا”.
“وهي قالتلك ايه؟”
“قالت إنها هتروحله تشده من ودانه”.
ابتسمت بضحك بصيتلي أمي بنقم وهي لسه بتعيط: ده وقتك برود؟
“آسف بس يعني مرسال حتى وهي متعصبة بتضحكني”.
“هادي غور من قدامي”. أمي قالت الأخيرة بتطلعني من الأوضة وبتقفل الباب وراها, مكنش قدامي حل غير إني أروحله, مرسال بتصحى من الفجر وأكيد هلاقيها هناك, روحت لقصر أحمد وبمجرد ما وقفت قدام القصر ولسه هتكلم ليقت الحارس بيقولي: مش لازم تنزل يا استاذ هادي اتفضل.
اتفضل؟ استغربت فتابع الحارس كلامه: أنا آسف حقيقي مكنتش أعرف إنك ابن البيه الكبير, هو قالنا إن كل أبواب القصر مفتوحلك أنت وهدية هانم.
ده مصر بقى, دخلت بالعربية وأنا بشتظى غضبًا, ركنتها ودخلت القصر ولأن مفيش حرس منعني طلعت دورت عليه لحد ما سمعت صوت مرسال وهي بتقول: أنت عارف يا أحمد لو مروحتش طلعت عمر واعتذرتله عن الهبل الي عملته ده يبقى أنت لا ابن أختي ولا أعرفك.
مشيت ورا الصوت لحد ما ليقتها واقفة قدام باب وأحمد جو الاوضة بيرد من ورا الباب: أنا بحب هدية وعايز أرجع شمل عيلتنا مش كفاية إنك كدبتي عليّ طول الفترة دي, أنا مش هسمع كلامك بعد كدا.
“وهدية مش عايزة ترجعلك”.
“عارف بس هي أول ما تجي قصرها تاني وحبنا يرجع هتعرف إن ده أحسن قرار أخدته في حياتها”.
“هدية بتحب عمر”.
“هي بيتهألي ده لكن أنا واثق إنها بتحبني”.
“أنت الي بيتهألك مش هي”.
بنبرة تخللها اليأس: مرسال أرجوك بلاش أنتي كمان تجي ضدي, أنا مش بطلب منك تقنعها على الأقل سيبي الأمور زي ما هي ماشية.
“ازاي يعني؟ عايزني اشوفك بتعدم واحد مالوش ذنب وبتدمر حياة بنتي”.
“انا مقدرتش أكمل مع مايا علشان مش قادر أتخيلها هي, من بعد ما خلفت مهاب وأنا طلقتها, معرفتش أدخل في أي علاقة تانية علشان لسه بحبها أنا طول ال19 سنة وانا بتعذب في غيابها, مرسال أنا أمي تخلت عني وراحت اتجوزت واحد تاني ليه ليه مضطر أعيش نفس التجربة مع البنت الي بحبها”.
“علشان طريقتك غلط, الحب مش بالاجبار”.
“مرسال أرجوك خليني معها”.
“طب اطلع بس الأول وبلاش تهرب زي العيال الصغيرة”.
“علشان مش عايز أشوفك ولا حتى أشوف احساسك بالقهر ناحيتي, ولو لو أنتي مصرة أختار بينك وبين هدية فأنا عايز هدية”.
مرسال غضبت ودبت رجلها في الأرض: ماشي يا أحمد أنت الي اخترت وبرود هدية مش هترجعلك ولو رجعلتك لا هي هتبقى بنتي ولا أعرفها.
“هعوضها عنكم”.
“دنت مصر بقى”. قالت كلمتها الأخيرة وبتلف وشها بغضب علشان تمشي فلقتني في وشها واقف على بداية السلم, بصتلي بعصيبة: وأنت كمان بتعمل ايه هنا؟ جاي تعيش في قصر البيه؟
“أمي قالتلي إنك هنا فعلشان كدا جتلك”.
“طب يلا, أساسًا أنا غلطت لما فكرت إنه هيتغير”.
“اسبقيني على العربية, عايز أقوله حاجة وهمشي”.
“ماشي”. قالت كلمتها الأخيرة ومشيت وبمجرد ما حس على خطواتها انتهت طلع من اوضته ولاقني في وشه, بصلي بيحط ايده في جيبه بيبصلي بغرور بيقول على مضض: وأنت عايز ايه انت كمان؟ لو جتلي علشان نفس الموضوع السخيف إنك تطلع البيه من السجن فده مش هيحصل وأظنك عارف شرطي كويس.
“عارف وعارف كمان إن كلامي معك ما هو الا مضعية للوقت”.
“كويس إنك عارف”.
“بس على الاقل خليني أنا وهدية نشوفه لآخر مرة”.
“طبعا لا”.
“محدش هيقدر يقنع أمي بالطلاق غيري”.
“مستحيل تسيب عمر يتعدم”.
“يعني أنت عارف إنها بتحبه”.
“لا..انا..أنا مقولتش كدا هي بس بيصعب عليها الناس مش أكتر”.
“بس هي مستعدة تفضل مع عمر حتى ولو قررت تعدمه وبكدا مش هيكون عندك حاجة تلوي بها دراعها”.
سكت لوهلات بعدين بصلي بيسأل: وأنت هتستفيد ايه لما تعمل كدا؟ أكيد مش علشاني.
“ده أكيد بس الأكيد إني محتاج أودع صديقي لأخر مرة”.
اتنهد: ماشي.. بس أنت بس مش هي.
“كلامي كان واضح لما…”
“متحاوليش معي يا هادي أنا فاهم هدية كويس وعارف إنك من غير حتى ما تقنعها هي هتجي وتترجاني علشان تطلعه بس ومع ذلك أنا هسيبك تشوفه لآخر مرة”.
مكنش قدمي حل غير إني أوافق بس قبل ما أروح كان لازم أعدي على خالد, بصيتله بسأله: هو خالد في اوضته؟
“اه”.
“افتكرت شلت العقاب من عليه”.
“أنا عملت كدا من زمان لكن هو الي مش عايز يخرج من اوضته أو يتكلم معي”.
“اوضته أنها أوضة فيهم؟”
سبني ودخل اوضته وقفل الباب, ونعم الابهات فعلا بس فجأة ليقت أليف آلي على شكل كلب بيجبدني من رجل البنطلون علشان أمشي معه, مشيت معه لحد ما وقفني عند أوضة خالد, دخلت الأوضة من غير ما أخبط وأنا باين على وشي التجهم, لما دخلت ليقته متوقع في نفسه زي الجنين على السرير مديني ضهره ضامم المخدة باين على وشه يأس ولامبالة, حتى ملفتش راسه ناحيتي لما دخلت الاوضة غفلة وكأنه كان عارف إني جاي لحد ما انتبهت على شاشات مراقبة بيبص عليها, بصتله بنقم: كويس إنك عارف إني هنا.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية مرسال كل حد 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *