روايات

رواية القاسي الحنين الفصل السادس والعشرون 26 بقلم بسنت جمال

رواية القاسي الحنين الفصل السادس والعشرون 26 بقلم بسنت جمال

رواية القاسي الحنين البارت السادس والعشرون

رواية القاسي الحنين الجزء السادس والعشرون

القاسي الحنين
القاسي الحنين

رواية القاسي الحنين الحلقة السادسة والعشرون

فرح : أنا إللى قتلته.
صعق حازم من جملتها ، ارتمى على الكرسي ، لا يدرى ما الذى سمعه ، أحقيقة أم حلم ؟ لا بالطبع حلم بل كابوس ، ما الذى فعلتيه يا فرح ؟ قتل أنت تقتلى؟ لا، لا أصدق كل هذا ، لما كلما أقترب خطوة تبتعدى آلاف الخطوات .
وضع حازم رأسه بين كفيه ، رأسه تؤلمه بشدة ، لقد كان تعب المرض أهون بكثير مما هو عليه الآن، صامت لا يعقب على كلامها ، فقط يستمع لها.
المحامى : قتلتيه إزاى ؟ احكى لى كل حاجة عشان أساعدك.
فرح بدموع : مكنش قصدى والله ، يومها كنت معاك يا حازم على المركب ، لما رجعت فضلت سهرانة طول الليل مش جايلى نوم معرفتش أنام خالص ، لدرجة أخدت تلات حبوب منومة ومفيش فايدة .
سكتت تبكى وتتذكر ماذا حدث تلك الليلة.
فلاش باك
تجلس فرح على سريرها ، تتقلب يمينا ويسارا ، تحاول النوم ولكن دون فائدة ، وفجأة رن هاتف الغرفة ، استغربت بشدة فالساعة الآن الثانية بعد منتصف الليل.
فرح بترقب: ألو ، مين؟
فتاة : حضرتك الأستاذة فرح ؟
فرح بتوتر: أيوة ، خير في حاجة؟
الفتاة : الأستاذ حازم تعبان جدا وطالب يشوفك في غرفة ٣٠١.
فرح بفزع : حازم ماله ؟ أأأنا جاية حالا .
أبدلت فرح ملابسها ثم جرت خارج غرفتها مسرعة ، ظلت تبحث عن رقم الغرفة وأخيرا وصلت ، دقت باب الغرفة ، وبمجرد أن فتح الباب اندفعت فرح تبحث عن حازم ولم تر من الذى يقف خلف الباب !!!
فرح بلهفة : حازم ، حازم فين ؟
أتى من خلفها أمجد يضحك ضحكات مستفزة .
أمجد : والله ووقعتى يا قطة ، عاملة فيها سيدة أعمال وواعية وأنت بمكالمة تليفون عبيطة اتضحك عليكى.
فرح بصدمة : يعنى إيه ؟ حازم مش هنا ؟
أمجد بضحك: ههههههه لا أمجد إللى هنا ، أنفع ولا لا، ولا مفيش إلا حازم؟
ثم بدأ يقترب منها أكثر بطريقة مخيفة ، ارتعبت فرح منه ، وبدأت ترجع للوراء.
فرح بقوة زائفة : ابعد عنى ، أنت فاكرنى هخاف منك .
أمجد بسماجة : ورينى هتعملى إيه ؟ أنا بحب العنف أوى هههههه النهاردة أنت بتاعتى فاهمة ولا لا ؟
ثم بدأ في الهجوم عليها ، أخذت تجرى يمينا ويسارا ، تحاول الهرب ، وهو يجرى خلفها إلا أن أوقعها على السرير ، أخذت تضربه بكل ما أوتيت من قوة، ولكنه كان مثل الوحش الكاسر ، بدأت قواها تنهار بسبب المهدئات التى تتناولها ومن أثر الحبوب التى أخذتها قبل قليل ، أدخلت أظافرها داخل عينيه ، صرخ بقوة مبتعدا عنها ، قامت مسرعة تحاول أن تستغل لحظة تألمه، وجدت زجاجتين من الخمر ، أخذتهما وضربتهما على رأسه ، عاود الصراخ بصوت عال ، وأخذ يسبها بأفظع الألفاظ حتى سقط مغشيا عليه والدماء تتدفق من رأسه.
بااااااك
فرح بصراخ هستيري: والله ما كنت أقصد ، أنا بحسبه أغمى عليه ، متخيلتش إنه مات ، أنا كنت بدافع عن نفسي ، زمان لما عمل كده ، كسرت المكتب فوق دماغه ، إنما الوقت …..
هجم عليها حازم و مسكها بشدة من يديها ، وبدأ يعنفها بقسوة.
حازم بانفعال شديد : وأنت إيه غبية عشان تدخلى أوضة لوحدك ، مش تتأكدى مين فيها الأول ، وأنا لو تعبان هخليك تيجى الأوضة عندى ليه ، مفيش تفكير عندك خالص.
فرح ببكاء حاد: كنت خايفة عليك .
تقطع قلب حازم من جملتها هذه ومن طريقة بكاءها ، وجد عيونها تنطق صدقا ، جذبها داخل أحضانه بقوة ؛ لعلها تهدأ ويهدأ هو معها.
المحامى بعقل: لازم نهدى شوية ونفكر بالعقل .
حازم : حاضر ، تعالى اقعدى .
جلست فرح وهى ترتعش بشدة من أثر تذكرها لهذا الليلة ، لم تتوقع أنه مات ؛ لذلك كانت صدمتها شديدة عندما علمت بموته.
المحامى: أنت بتقولى إنه اتعرضلك قبل كده ؟
فرح بخوف : آه.
نظر لها حازم بقوة لا يصدق أن كل هذا حدث معها وهو لا يعلم عنها شيئا ، ألهذه الدرجة كان بعيدا عنها ؟!
المحامى : امتى ؟
فرح : من تلات سنين تقريبا ، كان مديرى فى الشركة .
المحامى بترقب: كان في شهود على كده ؟
فرح : آه ، كتير ، الموظفين كلهم تقريبا ، وصاحب الشركة.
المحامى بفرحة : حلو أوووى ، يبقى احنا لازم نجيب صاحب الشركة ويشهد باللى حصل ، اسمه إيه؟
فرح : محمد ناجى.
حازم : أنا هروح له.
المحامى : كده تمام ، احنا كده قدام جريمة دفاع عن النفس ، وإن شاء الله تطلعى منها قريب.
عند أمل
تمسك هاتفها تحاول الاتصال مرارا وتكرارا ولكن لا من مجيب ، حاولت أكثر من مرة إلى أن أتاها الرد.
أمل بانفعال شديد : أيوة يا صالح ، مبتردش ليه ؟
صالح بهدوء : في إيه ؟ كل دى اتصالات ؟ وبتزعقى ليه ؟
أمل بصوت عال: أنت قاعد ولا على بالك في الكارثة إللى احنا فيها ، أول طيارة و ألاقيك قدامى.
صالح بخوف: في إيه ؟ إيه إللى حصل ؟
أمل ببكاء: فرح في مصيبة ، تعالى احنا محتاجينك.
صالح : طيب فهميني بس في إيه؟
أمل : بنتك متهمة في جريمة قتل .
انصدم صالح مما قصته عليه أمل ، لم يكن يتوقع كل ذلك ، شعر بخوف شديد على ابنته ، فمهما كان يظل هو أبوها ، وبداخله حب لها حتى وإن لم يظهره ، قرر سريعا العودة على مصر والوقوف بجانب عائلته الصغيرة ، لقد حان الوقت أن يتحمل مسؤوليته تجاه ابنته.
عند حازم
يجلس حازم مهموما حزينا على ما وصلت إليه الأمور مع فرح ، يحاول بشتى الطرق أن يخليها مما هى فيه ، أتى صديقيه كريم وفارس لكى يجلس معه ويهونا عليه ما به ، ويفكروا سويا لعلهم يجدون حلا.
كريم : سلام عليكم.
حازم معتدلا في جلسته : وعليكم السلام ، تعالوا اقعدوا.
فارس : عامل إيه الوقت ؟
حازم بحزن: ولا حاجة ، مش عارف أعملها أى حاجة.
كريم : رحت لصاحب الشركة إللى كانت شغالة فيها ؟
حازم : رايح له بكرة .
كريم : إن شاء الله.
فارس: وهى عاملة إيه؟
حازم بضيق: نفسيتها وحشة أوى .
فارس: ربنا يهونها عليها وتعدى على خير.
حازم ناظرا للسماء : يارب.
ذهب حازم للشركة التى كانت تعمل بها فرح وأمجد ، رحب به محمد ترحيبا حارا عندما علم بهوية حازم ، فهو الآن من أكبر رجال الأعمال ، هذا الترحيب طمأن حازم لما سوف يطلبه منه ، بدأ يقص له حازم ما حدث مع فرح وأمجد .
حازم : احنا محتاجين شهادة حضرتك .
محمد : تحت أمرك طبعا ، بس أشهد بإيه؟
حازم بتردد: إن دى مش أول مرة يحاول يعتدى عليها.
محمد : تمام ، آجى وأشهد دى شهادة حق ، وأنا تحكى إللى حصل .
حازم بفرحة : أنا متشكر جدا جدا .
محمد : على إيه بس ، دى فرح زى أختى ، وأنا قلت لها ساعتها تعمله محضر بس هى مردتش.
حازم : ياريتها كانت عملت المحضر ، كان سهل علينا حاجات كتير.
محمد : معلش ، كله خير إن شاء الله.
عند فرح
تمشي فرح بجانب عسكرى الشرطة ، فاليوم لديها زيارة ، دخلت فرح الغرفة المخصصة للزيارة ، وتفاجأت بوجود والدها.
فرح باستغراب : بابا !!!
صالح بخجل : أيوة يا حبيبتى .
فرح بجمود : خير .
صالح بحزن: أنا عرفت إللى حصل وجيت لك بسرعة ، أنا مش هسيبك يا بنتى .
فرح بسخرية : متأخر أوى.
اقترب منها صالح وأجلسها بجانبه .
صالح : أنا عارف إنى غلطان في حقك ، بس أنا كنت فاهم إن دورى معاكى أجيبلك كل طلباتك وبس ، ده إللى أنت محتاجاه منى ، إنما أنا غلطت و غلط كبير كمان، بس أنا مش هسيبك تانى وهفضل معاكى لغاية لما تطلعى براءة إن شاء الله، بس تسامحينى.
لم تقدر فرح على التماسك ، وارتمت داخل أحضان والدها تبكى بحرقة ، فهى بحاجة إليه الآن ، مهما كان حازم معها ، فيبقى والدها ودعمه غير أى دعم .
صالح : خلاص بقى مفيش وقت للعياط ، أنا رحت لأكبر محامى في البلد ، واضطلع على القضية ، وهيحضر معاكى التحقيق بكرة.
فرح : ملوش لازمة في محامى معايا
صالح : وماله يبقى معاكى الاتنين.
ابتسمت فرح له بحب فحقا شعرت بحنانه وخوفه عليها لأول مرة ، فكانت لهذه الزيارة تأثير إيجابى كبير عليها.
في النيابة
يجلس المحقق ومعه المحامى الذى وكله والدها وأيضا محامى حازم ، كانت فرح تجيب على كل تساؤلات المحقق ، وقصت له كل ما حدث يومها ، كانت حالتها صعبة جدا وهى تحكى ما حدث .
المحقق : يعنى أنت بتقولى إنك ضربتيه على دماغه .
فرح بتوتر: آآآه.
المحقق : تقرير الطبيب الشرعى أثبت فعلا إنه أضرب على دماغه بس ده مش سبب الوفاة .
المحامى ٢: وإيه السبب؟
المحقق : سبب الوفاة إنه اطعن ٥ طعنات بسكينة الفاكهة إللى كانت موجودة.
المحامى٢ : يبقى البنت إللى دخلت بعد فرح هى إللى قتلته.
المحقق : مش يمكن فرح هى إللى قتلته والبنت دى دخلت لاقيته مقتول ؟
المحامى ١ : أكيد لا يا فندم ، لإن البنت دى إزاى مخرجتش تانى ، ولحظة اكتشاف الجريمة كان المجنى عليه لوحده في الأوضة .
المحامى ٢: من المعاينة لمسرح الجريمة كان في باب تانى في الأوضة بيتفتح على أوضة تانية ممكن تكون خرجت منه ، خصوصا إن سمعة المجنى عليه سيئة جدا ، ودى مش أول مرة يتعرض المتهمة.
المحقق باستفهام : إزاى مش أول مرة؟
قص المحامى على المحقق ما حدث من أمجد في السابق .
المحامى ٢: وفي شاهد على كلامنا يا فندم .
المحقق: مين ؟
المحامى : الأستاذ محمد ناجى صاحب الشركة.
المحقق : يستدعى محمد ناجى للشهادة.
المحامى ١: إذن كده الشكوك راحت لشخص تانى ، إحنا بنطالب بالإفراج عن المتهمة ولو بضمان مالى ، مع الالتزام بالحضور للامتثال للتحقيق إذا استدعتها النيابة.
المحقق : مع الأسف لسه فرح هى المتهمة الوحيدة فى القضية ، يجدد حبس المتهمة أربعة أيام على ذمة التحقيق .
خرجت فرح من غرفة التحقيق وآثار البكاء على وجهها ، جرى عليها الكل لكى يطمئنوا عليها.
فرح بابتسامة حزينة : إن شاء الله خير.
ثم أخذها فرد الأمن لمكان الحجز.
صالح : خير يا أساتذة.
المحامى : مع الأسف اتجدد الحبس .
حازم بثورة شديدة : يعنى إيه ؟ خلاص كده فرح هتتسجن؟ أمال أنتوا بتعملوا إيه؟
المحامى : اهدى شوية ، إحنا هنطلب تفريغ كاميرات المراقبة للممر الثانى إللى بيخرج منه الأوضة إللى بابها عند مسرح الجريمة .
حازم بتحدى وإصرار: أنا إللى هجيب البنت دى من رقبتها .
يا ترى حازم ناوى يعمل إيه ؟؟؟

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية القاسي الحنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *