روايات

رواية القاسي الحنين الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم بسنت جمال

رواية القاسي الحنين الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم بسنت جمال

رواية القاسي الحنين البارت الرابع والعشرون

رواية القاسي الحنين الجزء الرابع والعشرون

القاسي الحنين
القاسي الحنين

رواية القاسي الحنين الحلقة الرابعة والعشرون

حياتي وهو مش فيها
سنين عدت رضيت بيها
وفاكر لو قابلت عنيه
عادي جدا هعديها
واديك ياللي افتكرت نسيت
قابلته الليلة واتهزيت
طب إزاي في حاجات بتموت
وتيجي الصدفة تحييها
وافتكرت لما جت عيني في عينه
سنيني معاه
وافتكرت وعد كان بيني وبينه
زمان خدناه
وافتكرت مسكته في إيدى
وإيدي خلاص سايباه
خرجت فرح للخارج حتى تهدأ من نفسها ، تفكر فى حالتها ، ولما تضايقت ، دوما تقول لنفسها أن حازم قد انتهى من حياتها ولكن اليوم تأكدت أنه لم ينتهى ومازال داخل أعماق قلبها ، بدأ حديث بين عقلها الرافض له وبين قلبها العاشق له.
العقل : شكلك نسيتى عمل فيك إيه؟
القلب : لا مش ناسية ، بس ليه عذره .
العقل : مهما كان السبب ، كان لازم يقولك.
القلب : ممكن يكون حسبها غلط ، بس الأهم إنه كان نيته خير من ناحيتى.
العقل: شكلك عاوز تسامح.
القلب : مش عارف .
العقل : لا لازم تعرف .
القلب : لسه شايلة ليه فى قلبي حاجات حلوة كتير ومشاعر أحلى.
العقل : بكرة تقابل حد يقدرك ويصونك.
القلب : وأنا مش عاوز غيره.
العقل : يبقى هنرجع نضعف تانى.
القلب: طيب أعمل إيه ؟
العقل : الصح إننا نبعد ونعيش زى ما احنا عايشين.
صمت القلب فالعقل كلامه أقوى الآن عند فرح.
خرج حازم وراءها يبحث عنها ، لا ينكر أنه سعيد بروءيتها غيرانة عليه ، ولكنه خشى أن يكون قد جرحها مجددا.
حازم بحب : واقفة هنا ليه؟
فرح بحدة : عادى ، براحتى ولا في مانع ؟
حازم بابتسامة : ولا مانع ولا حاجة ، أنا بطمن عليك.
فرح : لا اطمن ، وادخل كمل سهرتك.
حازم بمكر: صوتها حلو بصراحة.
فرح بغيظ : لا ده رقصك هو إللى حلو.
ضحك حازم بصوت عال ، لم يقدر أن يتمالك نفسه أمام غيرتها، وطريقة ردودها ، اغتاظت منه فرح بشدة وتركته وصعدت غرفتها.
حازم لنفسه: لو اتغيرت على الدنيا كلها مش هتتغيرى عليا ، لسه برده بعرف أستفزك .
في الصباح
نزلت فرح متأخرة على موعد الإفطار ، لم تجد مكانا في المطعم لكى تجلس عليه ، لاحظ حازم حيرتها ، قام من مكانه بحجة إحضار أى مشروب ، رأت فرح طاولة لا يجلس عليها أحد ، ذهبت وجلست وبدأت تتناول طعامها.
حازم بلا مبالاة: لو سمحت الترابيزة دى بتاعتى.
رفعت فرح نظرها وهمت أن ترد عليه ولكنها تفاجأت عندما وجدته هو.
حازم بتفاجؤ زائف: إيه ده هو أنت يا فرح ؟ يلا لينا نصيب نفطر مع بعض زى زمان.
المفاجأة أخرصتها ، همت أن تترك هذه الطاولة ولكن حازم أمسك يدها برقة ومنعها.
حازم بهدوء : خليكى قاعدة كملى فطارك ، مفيش مكان ، وأوعدك مش هضايقك.
صمتت فرح وبدأت فى تناول طعامها فى صمت ، لاحظت أن حازم يتناول أقراص عديدة من الدواء ، لا تنكر أنها شعرت بالشفقة نحوه، هى تعلم أنه ليس بكاذب ولكن لا تقدر أن تسامحه على وجع قلبها ، قطع صمتهما رنين هاتف حازم.
حازم بلؤم : أيوة يا حبيبتى.
رفعت فرح حاجبيها بتفاجؤ ، ونظرت له بغيظ وغيرة.
حازم بتجاهل : أنا كويس والله .. طمنينى عليكى .. كله عندك تمام .. طيب الحمد لله .
نظر لفرح داخل عيونها ،و غمز لها ، وأخذ يلاعب لها حاجبيه.
حازم : أنتى كمان وحشتينى .. آخر الأسبوع إن شاء الله .. مع السلامة يا قلبي.
مازالت فرح على دهشتها ، كيف يجرؤ أن يحدثها أمامى ، هو يقصد أن يضايقنى ، نعم هو يتعمد ذلك ، لا هو يحبنى أنا ، ليس فى قلبه غيري ، وما الذى يضايقك يا فرح أنت التى ترفضى حبه، نعم أنا أرفضه رفضا شديدا.
فى القاهرة
تجلس نبيلة مع زوجها صلاح على طاولة الطعام .
نبيلة : تصدق حازم عمال يتكلم معايا بسهوكة كده ويا قلبي ويا حبيبتى ، أول مرة يعمل كده.
صلاح بضحك : تلاقى بس فرح قدامه وبيغيظها.
نبيلة : معقول؟
صلاح : ملهاش تفسير إلا كده .
نبيلة بدعاء: ربنا يهديك يا فرح يا بنت أمل يارب ، وتحنى على الواد.
فى الغردقة
تقف فرح تباشر عملها مع طاقم العمل الخاص بها ، كانت مندمجة جدا في عملها ، أتى من خلفها شخصا تكرهه كرها شديدا ، لم تتوقع أن تراه هنا بل لم تتوقع أن تراه من الأساس في أى مكان ، إنه أمجد ، ذلك الشخص الذى دوما يحاول أن يضايقها بالكلام والأفعال.
أمجد : مفاجأة كبيرة إنى أشوفك تانى.
فرح بصدمة : أمجد.
أمجد بسخافة: خلاص بقيت أمجد من غير مستر ، ليك حق ما خلاص بقينا من أصحاب الشركات واسمنا كبر.
فرح بتماسك زائف: هو أنت خرجت من السجن امتى ؟
أمجد بتمثيل : كنت مظلوم.
فرح بسخرية: تسرق الشركة وتقول مظلوم ، طيب تيجي إزاى؟
أمجد بسماجة: ورجعت تانى عشان أشوف الحبايب.
فرح بقوة : أنا ملاحظة إن العلامة إللى أنا كنت عملاهالك في وشك راحت ، شكلها هترجع تانى بس المرة دى هتبقى علامة العمر كله.
أمجد غامزا : وماله أى حاجة منك حلوة ، سلام يا جميل .
تجلس فرح فى غرفة شرفتها منتظرة منظر غروب الشمس، رن هاتف الغرفة حيث كانت موظفة الاستقبال.
فرح : ألو.
الموظفة : مساء الخير يا فندم ، بحب أعرف حضرتك إن فى جولة بحرية هتبقى كمان نص ساعة لو تحبى تشاركينا.
فرح بتفكير : امممم ، أوك معاكوا.
صعدت فرح المركب حتى تستمتع بهذه الجولة ، فهى بحاجة إلى أن تصفى ذهنها، تفاجأت بأن لا يوجد أى شخص على سطح المركب ، ولكنها لم تبالى ؛ فالأفضل أن تكون بمفردها حتى تنعم ببعض الهدوء.
بدأت المركب فى التحرك ، وبعد فترة قليلة أتى لها عامل المركب وطلب منها أن تصعد على سطح المركب حتى تنعم بجمال منظر الغروب ، وبالفعل صعدت حيث كانت المفاجأة الكبرى وهو حازم .
فرح بتفاجؤ: حازم !!!
حازم بابتسامة عاشقة : أيوة يا فرحة قلبي .
نبض قلبها بقوة عندما سمعت منه هذه الكلمة ، كم اشتاقت لهذه الكلمة منه ، يالله مازال قلبي ينبض لأجلك أنت ، مازال يشعر بالحياة بالقرب منك ، مازال ينتفض من مكانه بمجرد سماع صوتك أنت ، لقد خان القلب اتفاق العقل ، أى عقل يرفض هذا الحب؟ أى عقل يمكن أن ينتصر على القلب ؟ نعم لقد أوشك العقل على الاستسلام لرغبة القلب.
قامت فرح من مكانها بصدمة ، أمسكها حازم ومنعها .
حازم : استنى ، هتروحى فين احنا في عرض البحر.
فرح بعصبية : بتحطنى قدام الأمر الواقع يا حازم ، أنا محدش يجبرنى على حاجة مش عاوزاها.
حازم : أنت كدابة .
فرح بصدمة: نعم !!
حازم : آه كدابة ، عنيكى فضحتك، كل نظرة بتقولى إنك لسه بتحبيني، لا بتعشقينى ، صح ولا لا.
انهارت قواها وجلست تستمع إليه.
حازم : أنت آه زعلانة منى ، وعندك حق ، بس لسه بتحبيني، قادرة تنكرى إنك غيرتى عليا لما لاقيتينى برقص مع سوزان ، تنكرى إنك اتجننتى الصبح لما سمعتينى بقول لواحدة غيرك يا حبيبتى .
تستمع له فرح بكل جوارحها مستسلمة لكل ما يقوله ، هو عنده حق فى كل كلمة يقولها ، لا تقدر أن ترد عليه ، تحاول أن تستجمع قواها ولكن لا تستطيع أمامه .
أخذها بهدوء لكى ينعما برقصة هادئة معا ، ضمها بين أحضانه ، قبل يديها ثم أمسكها برقته المعهودة ، أما هى فوضعت رأسها على قلبه ، تشعر بنبضات قلبه ، تشعر بكل دقة به وهى تؤكد على عشقه لها .
حازم : ادينى فرصة أعوضك عن إللى فات ، أنا قلبي كان بيتقطع أضعافك مليون مرة ، أنا قمت من العملية مش بنادى إلا على اسمك أنت ، طول العملية بحلم بيك وأنت مستنيانى أرجع .
فرح بحزن : ولما قمت من العملية ليه مبلغتنيش؟
حازم : لإنى مكنتش عاوزك تشوفينى قاعد على كرسي متحرك ، مش عاوز نظرتك ليا تتغير ، مش عاوز أوجع قلبك عليا ، يمكن أنا كنت غلط ، بس كنت خايف أشوف فى عينك نظرة شفقة.
فرح باستغراب: شفقة !!
حازم بدموع: آه شفقة ، كل إللى حواليا كنت صعبان عليهم، بس مكنتش هستحمل النظرة دى منك أنت.
نظرت فرح له بدموع ، لاحظ أنها قد لانت له ولو قليلا ، شدد من احتضانها، أغمضت فرح عيونها ، ترى شلالا من الدموع على خديها إذا رأيتها تظن أنها تستمع بهذه اللحظة ، ولكن داخل عقلها يوجد حوارات أخرى.
فجأة انتفضت فرح من داخل أحضانه ودفعته بعيدا عنها، نظرت له نظرة رجاء ، استغرب هو هذه النظرة.
فرح برجاء: أرجوك يا حازم ، سيبنى على راحتى، أنا بجد مش قادرة ، بلاش ضغط عليا .
حازم بتفاجؤ : يااااه يا فرح ، كل الدموع دى عشان بضغط عليك ، على العموم أنا آسف ، وأوعدك إن المؤتمر ده آخر حاجة هتجمعنا سوا 💔
رجع حازم وفرح على الفندق ، كانت الصدمة كانت بادية على حازم ، و الحزن ظاهر علي فرح ، لم ينطق كلاهما أى كلمة للآخر ، فقلب كلا منهما يقطر دما على هذا الحب ، يبدو أنه فراق بلا رجعة.
يوم المؤتمر
تقف فرح تباشر الترتيبات لهذا الحدث المهم ، تبحث بعينيها عن حازم وجدته يجلس بعيدا بمفرده ، لا يتابع أى شئ يقال ولا يهتم به من الأساس ، عيونه تنطق حزنا على ما فعلته معه فرح ، لقد قضى ليلته كلها يفكر هل فعلته معها في الماضي تستوجب كل هذا الغضب منها ، وهى أيضا قضت ليلتها تبكى وتبكى على ما فعلته مع حازم فهى لم تنس ما فعله بها ، ومازال قلبها مجروح منه.
وفى نهاية المؤتمر وبعد رحيل معظم الناس ، حدث شيئا كان صدمة للكل وعلى وجه الخصوص حازم وفرح ، دخلت قوة كبيرة من الشرطة يبدو أنها تبحث عن أحد .
الضابط: حضرتك الأستاذة فرح صالح .
اقترب حازم منها ، ووقف بجانبها ، نظرت له فرح برعب.
فرح بتوتر: أأأيوة ، أنا.
الضابط : أنت مطلوب القبض عليك 😱

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية القاسي الحنين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *