Uncategorized

رواية ملك للقاسي الفصل الثامن عشر 18 بقلم فاطمة أحمد

      رواية ملك للقاسي الفصل الثامن عشر 18 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الثامن عشر 18 بقلم فاطمة أحمد

رواية ملك للقاسي الفصل الثامن عشر 18 بقلم فاطمة أحمد

لماذا الهرب ؟
________________________
…..: هو مين ده اللي بتحبيه وهتروحيله ؟
انتفضت رتاج ورفعت نظرها وجدته مازن فأجابت بارتباك :
– احم انت خضتني…..ده بيبقى ااا…
قاطعها مازن بحدة :
– استني انتي هتقوليلي ليه انا مالي بيكي بس ياريت تبقي تكلمي حبيبك بعيد من هنا مش في الشغل ديه شركة محترمة مش مكان للحب والعشق تمام يا آنسة ؟
فتحت رتاج عيناها بصدمة لهذه الدرجة يعتبرها رخيصة.
نهضت و اندفعت اليه بغضب :
– بشمهندس مازن ياريت تاخد بالك من كلامك كويس و متقولش حاجة من غير م تفهم !
ضحك الاخر بسخرية :
– ليه اتكسفتي ولا إيه ولما نمتي مع حبيبك متكسفتيش ليه يا…
لم يكمل لان رتاج القت حقيبتها عليه بقوة انتفض ونظر لها بصدمة و عصبية :
– وصلت معاكي الوقاحة لحد هنا ازاي تجيلك الجرأة تعملي كده مع مديرك ده انا هوديك في داهية !!
اقتربت منه رتاج بقوة :
– لما انت تبقى تحترم نفسك هبقى محترمة معاك انا بردو و على فكره انا كنت بكلم اخويا مش حبيبي انا مش مضطرة اشرحلك بس علشان تاني مرة متحكمش على الناس قبل ماتفهم واه اخويا ضابط لو عرفته باللي سمعته من حضرتك دلوقتي مش هيعديها على خير.
نظر لها مازن بدهشة وهو يلعن تسرعه كاد يتكلم لكنها لم تعطه الفرصة ورحلت ،
زفر بقوة ودلف لمكتبه تذكر كلامها وكيف القت حقيبتها عليه.
عقد حاجبيه باقتضاب :
– علميا انا المفروض ارفدها بعد ما حدفت شنطتها عليا عمليا انا غلطان و بستاهل ماهو ازاي اقولها كلام زبالة من غير ماافهم واصلا انا مالي بيها اتضايقت ليه لما سمعت كلامها اهي زعلت مني اوووف بقى اوف.
اما رتاج فبرغم انها لاحظت غيرته عليها لكنها لم تتجاهل كلامه الاحمق هو غبي حقا لايعلم انه الوحيد الذي يسكن قلبها وكيف سيعلم وقلبه وعقله لم يعرفا حبا سوا للتي تدعى رهف.
وضعت يدها على قلبها بحزن :
– اه يا مازن ربنا يسامحك على اللي بتعمله فيا ويسامح قلبي اللي ملكته بحبك انا بعيط كل ليلة بسببك وانت فاكر اني بكلم حبيبي و مش حاسس بمشاعري ليك والله غبي بس يارب ميرفدنيش بقى.
________________________
استيقظت يارا و نظرت الى ادم النائم بجانبها ، مررت يدها على وجهه ثم نهضت ودخلت الى الحمام وبعد خروجها وقفت امام المرآة تعدل شعرها.
كانت ترتدي قميص نوم اسود يصل الى اعلى ركبتيها بقليل مظهرا جسدها الانثوي اكثر و بشرتها البيضاء ، ابتسمت برضا و فجأة شعرت بذراع تحتضنها من الخلف.
شهقت بخفة هامسة :
– ادم انت صحيت محستش بيك.
طبع قبلة على كتفها ثم ادارها اليه :
– كنتي مشغولة وانتي بتبصي على نفسك وبتضحكي ومبسوطة بجمالك.
ابتسمت اكثر و لفت يداها حول عنقه :
– اممم يعني انت شايفني حلوة.
– عادي مش بطال.
يارا بلؤم :
– على فكرة انا فعلا حلوة من جوا و من برا و انت بتعتبر محظوظ عشان متجوز ست زيي.
اراد ادم استفزازها فتحدث ببرود :
– قصدك متجوز طفلة.
مطت شفتيها بامتعاض و اردفت :
– يووه انت لسه بتقول عليا طفلة اما مبحبش كده….. ابتسمت و تابعت بدلال وهي تمرر اصابعها على صدره :
– وبعدين انا اثبتلك اكتر من مرة اني مش طفلة.
رفع ادم احدى حاجبيه بتعجب :
– اها انا شايف انك مبقتيش تتكسفي مني زي الاول حلو اوي.
اخفضت وجهها بخجل ثم وضعت رأسها على صدره هاتفة :
– انا فرحانة جدا عشان انت معايا فرحانة لدرجة اني عايزة اطير….. تعرف انا الاول كنت بكرهك و بخاف اقعد معاك في مكان واحد بس دلوقتي مبقتش احس ب الامان الا وانا معاك.
ضمها الاخر اليها اكثر ثم قبل وجنتها متشدقا ب :
– احم بس مش هتحسي ب الامان من هنا لربع ساعة لو ملقتش حاجة اكلها…. انا جعان اوي.
ضحكت يارا بيأس :
– انت هتفضل صنم حتى لو عاكستك من هنا لبكره…. الفطار دقايق و يجهز.
خرجت من الغرفة وهي تقاوم لكي لا يسيطر الحزن عليها بسبب تجاهله المستمر لكلامها و عدم مبادلتها لمشاعرها فما أصعب ان يكون حبها من طرف واحد.
بعد فترة كان ادم ينهض ويهم ب الخروج ف أوقفته :
– حبيبي انا عايزة اروح مع رهف وماما المول ممكن.
عقد حاجباه بضيق :
– سيبيها لوقت تاني.
تنهدت هي بحزن :
– يا ادم انا بقالي زمان مبروحش ل اي مكان غير الكلية حاسة نفسي هتخنق و عايزة اغير جو و مش هتأخر وعد.
تنهد ادم بهدوء :
– الصراحة انا مش متأكد من وعدك ده بس روحي…. مع رهف و ماما بس ؟
هزت رأسها بإيجاب :
– على ما اعتقد اه.
– طيب تمام , انا همشي دلوقتي بس خدي بالك من نفسك و اوعى اتصل والاقي تلفونك مقفول او فاصل شحن !!
ابتسمت يارا بسعادة :
– لا متقلقش يا باشا…. استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه.
غادر ادم و فور ركوبه السيارة و انطلاقه فكر قليلا ثم اتصل بشقيقته.
عندما ردت اخبرها بهدوء :
– رهف بتاخدي بالك من نفسك ومن يارا و اوعى تتأخرو.
ضحكت بخفة :
– متخفش يا ابيه هحطها في عيوني بس اسأل عليا انا بردو ولا خلاص حضرتك نسيتني.
لاحت ابتسامة على شفتيه :
– هو في حد بيقدر ينساكي بردو بس انتي شاطرة ومش هخاف عليكي…. انتو رايحين مع مين ؟
– مع اا…
قاطعها ادم وهو ينظر الى هاتفه :
– بصي انا هقفل دلوقتي عشان جالي اتصال تاني مهم و هكلمك بعدين يلا باي.
اغلق الخط معها و تكلم مع الطرف الاخر متابعا قيادته نحو الشركة ….
_______________________
استعدت يارا و ارتدت ملابسها بسرعة و خرجت لتجد رهف امامها :
– نمشي ؟
اومأت بحماس :
– يلا…..اختفت ابتسامتها عندما لمحت زياد يقترب منهما فتساءلت باستغراب :
– الدكتور هيجي معانا ؟
– ايوة. ليه.
عبست يارا مردفة :
– بس على اساس نروح لوحدنا ادم ميعرفش انه جاي معانا انا مقولتلوش ان زياد هو اللي هياخدنا.
اقترب زياد بابتسامة :
– السلام عليكم ازيك ياحبيبتي ازيك يا طنط ؟
– الحمد لله.
نظر الى رهف هاتفا :
– نمشي ؟
رهف :
– ثواني بس عايزة اكلم يارا شويا.
– طيب تمام انا مستنيكو في العربية.
ذهب زياد فاستدارت لها رهف بعبوس :
– يارا متبقيش رخمة يلا تعالي بقى اساسا انا كلمت ابيه و اتفقنا وكل حاجة.
حنان بابتسامة :
– انتي هتجي معايا يعني مفيش مشكلة ولو كلمك انا هوريه يلا امشي انا حماتك ولازم تسمعي كلامي.
تنهدت يارا و بعثت رسالة الى ادم تخبره ان زياد سيذهب معهما ومن المحتمل ان يتأخروا قليلا ثم ذهبت معهما ، ركبت السيارة رهف بجانب زياد من الامام ويارا وحنان من الخلف وانطلقوا للمول.
وصلوا بعد فترة و اشترت يارا ملابس كثيرة ثم ذهبت الى قسم المجوهرات.
رهف بملل :
– يارا مش يلا بقى !
طالعتها بضيق :
– لو مش عاجبك امشي صدعتيني.
وكزتها في كتفها بقوة :
– يابنتي ديه كلها حته ساعة ايد قعدتي فيها ساعتين طيب سيبيني اختارلك انا وخلاص.
يارا :
– لا ميرسي كتير روحي شوفي جوزك متسيبيهوش لوحده كده يلا امشي.
– انا الغلطانة عشان عبرتك.
ذهبت رهف وبقيت يارا حتى قالت فجأة وهي تحمل ساعة يد انيقة و فاخرة :
– كنت بدور على واحدة زي ديه هتليق على ادم اوي صح.
هزت حنان رأسها :
– اه زوقك حلو و هتعجبه ، بس يبقى كده اللي بفكر فيه صح.
طالعتها بتساؤل فتابعت الاخرى :
– انتي و ادم مش هتنفصلو.
ابتسمت بخفوت :
– ايوة يا ماما مش هننفصل قررنا نكمل حياتنا مع بعض.
حنان بسعادة :
– بجد ده خبر حلو جدا انا طول عمري كنت اتمنى تبقي ل ابني و تعملو عيلة سوا و متأكدة انكم هتبقو مبسوطين طول ما انتو بتحبو بعض كده.
هزت كتفها وهي تحدث نفسها :
– انا اللي بحبه بس هو لأ.
في جهة اخرى كانت رهف تقف مع زياد الذي يقول لها :
– تعرفي انا مش مصدق يجي اليوم اللي تبقي فيه مراتي رسمي وقدام الناس كلها حاسس الايام بتمر ببطئ و الساعات بقت شهور انتى هنعمل الفرح بقى.
ابتسمت ولم تعلق فتابع بحزن :
– كان نفسي امي و ابويا يبقو معايا بس للاسف انا خسرتهم بدري اوي مش فاضلي غير عمي وولاده و اخويا هما عيلتي الوحيدة.
تمتمت رهف بأسى :
– ربنا يرحمهم ، بس اخوك ليه منزلش البلد لحد دلوقتي ليه المفروض يكون معاك.
ابتسم زياد :
– قضى نص عمره وهو في امريكا بعد ما خسرنا ابويا و امي في البلد ده سافرنا برا و درسنا هناك وهو مرضيش ينزل تاني لان المكان ده بيخليه يفتكر الحادثة وكمان اخويا شغله كله في امريكا معندوش وقت يفضى فيه….. بس وعدني يجي يوم فرحي.
امسك يدها وقبلها ببطئ فشهقت رهف و التفتت حولها بخوف :
– زياد متعملش كده تاني بخاف ماما تشوفنا شكلي هيبقى وحش اوي.
ضحك الاخير وهو يطالع ملامحها :
– ياحبيبتي انتي مراتي مش شاقطك معلش كلها كام يوم و اخد راحتي معاكي واعمل اللي انا عايزه ومحدش ليه دعوة بيا.
مطت شفتها بعبوس :
– يا اخي مش متعودة الله وبعدين بطل تقولي الكلام ده عشان انا بتكسف.
اومأ بإيجاب ثم على غفلة منها قبلها من وجنتها هامسا :
– بحبك.
** قصص رومانسية بقلمي فاطمة احمد**
في الشركة.
نهض ادم من طاولة الاجتماعات و فتح هاتفه ليجد رسالة من يارا ، ضيق حاجبيه بإنزعاج بعد قراءتها و اتصل بها رن رن ثم فتح الخط.
يارا بابتسامة :
– السلام عليكم يا ادم.
هتف ببرود :
– وعليكم السلام…. انتو فين خلصتو ولا لسه.
– اممم لسه في كام حاجة لازم نجيبها عشان نكمل جهاز رهف انت عارف بس ليه حاسة انك مضايق خير ؟
سألته بإنتباه فأجابها :
– مكنتش اعرف ان زياد هو اللي هيوديكم والا كنت وديتكم انا بنفسي.
صمتت يارا لثوان ثم تابعت :
– وانا مكنتش اعرف اتفاجأت بيه بس المفروض رهف تكون قالتلك صح ، وبعدين انت غيران عشان ركبت مع راجل غيرك ولا ايه.
حمحم ادم وكاد يتكلم لكن قاطعه احد الموظفين وهو يقترب منه :
– يافندم ممكن تمضي على الورق ده.
نظر له ووقع فتابع الموظف :
– العمال خلصو بناء العمارة محتاجين حضرتك تروح تشوفها يمكن تكون محتاجة تعديل.
هز رأسه بنعم و أشار له بالذهاب ثم قال :
– انا دلوقتي اا….
قاطعته يارا بضيق :
– انت مشغول خلاص بقيت حافظة الجملة ديه… انت هتتأخر ؟
– يمكن.
– طيب سلام.
اغلقت الخط مهمهمة :
– في البيت مبيقعدش معايا نص ساعة على بعضها عشان مشغول و وهو في شغله بيكلمني بس بيقفل فجأة لأنه مشغول.
التفتت لتصطدم فجأة بأحدهم رفعت رأسها و ابتسمت :
– فرح ديه انتي !!
نظرت لها فرح بدهشة :
– ايه ده انتي بتعملي ايه هنا معلش مخدتش بالي و خبطت فيكي.
ردت عليها ببساطة :
– لا ديه غلطتي كنت بكلم ادم ع الفون ومش شايفة قدامي.
سألتها فرح بخبث :
– اه صح نسيت اسألك ايه اللي حصل بينك وبين جوزك يوم اللي اتأخرنا فيه اتمنى متكونوش اتخانقتو بسببي الصراحة انا كنت مكسوفة اكلمك عشان عملتلك مشاكل معاه.
ابتسمت يارا متذكرة ما حدث وهمست :
– ده كان احلى يوم في حياتي.
– نعم ؟
– ههه بقولك عدت على خير وانا و ادم كويسين جدا مع بعض.
جزت على اسنانها بغيظ لتسألها الاخرى :
– بس قوليلي انتي مبتروحيش الكلية ليه الايام ديه من ساعة اللي حصل مرجعتش شوفتك ؟!
صمتت و تذكرت ذلك اليوم….
Flash back
( كانت في منزلها جالسة تبتسم بمكر وهي تفكر في المشاكل التي ستحدث مع يارا بسببها حتى رن هاتفها وكان رقما غريبا.
اجابت باستغراب :
– ألو ؟
– فرح ديه انا رهف بنت عم يارا.
استقامت في جلستها بترقب :
– اهلا بيكي خير في حاجة و جيتي رقمي منين ؟
رهف بحدة :
– مش صعب عليا ادخل تلفون يارا و اجيب رقمك منه زي مانتي فتحتيه و بعتيلي ميسيج منه.
فتحت عيناها باتساع هاتفة بارتباك :
– ميسيج ايه انا مش فاهمة ه ه هي يارا قالتلك حاجة ؟
– لا يارا مقالتليش بس انا متأكدة ان الكلام اللي اتبعتلي مكنش منها و هي كانت قاعدة جمبك بس و راحت معاكي ووديتيها مكان مفيهوش شبكة ولا مواصلات ، انا عارفة من زمان انك لا بتطيقيني انا اللي كنت معاكي في نفس الدفعة ولا بتطيقي بنت عمي بس اقسم بالله يا فرح لو متعدلتيش ل افضحك قدام الناس فاهمة كلامي ولا لأ !!
يللت شفتيها متمتمة :
– فاهمة… بس انا ممم مكنتش اقصد اعملها مشاكل وكمان الميسيج انا بعته بهزار مش قصدي لو سمحتي متقوليش ل يارا حاجة عشان هتفهمني غلط.
– لو كنت عايزة اقولها مكنتش هكلمك دلوقتي بس ديه اخر مرة تعملي تصرف زي ده والا هتندمي.
فصلت في وجهها فتنهدت فرح بعمق وقررت الغياب عن الانظار مؤقتا الى حين تهدئة الاوضاع…… )
Back
تنحنحنت وردت عليها بجفاء :
– الصراحة انا كنت تعبانة شويا ومكنتش قادرة اخرج من البيت.
شهقت بلهفة خوف :
– بجد الف سلامة عليكي طيب انتي عاملة ايه دلوقتي ؟
استغربت خوفها عليها لهذه الدرجة لكنها قالت :
– انا بقيت احسن يعني… هو انتي جاية لوحدك ؟
– لا جاية مع حماتي و رهف.
عند سماع اسمها رددت بسرعة :
– طيب انا اتأخرت لازم امشي هشوفك في الكلية يلا باي.
غادرت بسرعة تاركة يارا متعجبة من تصرفاتها ثم تابعت تسوقها….
______________________
في المساء.
وصل ادم وكاد يدخل الى الفيلا لكن اوقفه صوت والده وهو يناديه.
ابراهيم بابتسامة :
– انت جيت انا كنت فاكرك هتبات في المكتب الشغل كان كتير جدا وقلت مش هيخلص.
ردد بهدوء :
– لسه مخلصش بس قولت بلاش اتأخر كده.
ضحك الاخير بخفة :
– ياريتك اتأخرت لان البنات لسه مرجعوش.
قضب حاجبيه بحدة :
– مرجعوش لحد دلوقتي ليه هي الساعة كام عشان يفضلو برا.
تنهد ابراهيم بتريث :
– يا ادم رهف بتخلص جهازها انت عايزها تروح بيت جوزها وهي جهازها ناقص وبعدين البنات و امهم بقالهم كام يوم مخرجوش من البيت هتحبسهم ولا ايه.
قلب عيناه بفتور :
– مش كده بس يعني….. حضرتك مش شايف انك متساهل معاهم كتير ثم ان رهف مع زياد لوحدها و…
قاطعه بنبرة جادة :
– ادم…. امك معاهم وانا لو مش واثق في الشاب مكنتش هجوزه بنتي انت مش هتخاف عليها اكتر مني.
تابع بمزاح :
– فك عن نفسك شويا مش لازم كل يوم تركب الوش الخشب وتصعب كل حاجة على اللي حواليك الدنيا اسهل من كده انت هتطفش مراتك منك بتصرفاتك ديه و تروح لراجل فرفوش.
نظر له بغضب شديد و جز على اسنانه فاستطرد ابراهيم مندهشا :
– ايه ده انت اتعصبت كده ليه انا بهزر معاك تعالى يا حبيبي اقعد معايا على ما يجم.
غمغم ادم بصوت قاتم :
– لا انا تعبان و عايز ارتاح عن اذنك.
تركه و دخل سريعا الى منزله ليقف تحت المياه في الحمام لا يعلم لماذا لكنه يشعر بالنيران تحرقه عندما يتخيل زوجته مع غيره او ينظر احد اليها او حتى يمزح بخصوصها ! حسنا يدرك جيدا ان الكلام ليس ك الفعل لكنه كل يوم و كل ساعة يخبر نفسه بأن يارا هي ملكه فقط و سيقتل اي احد يقترب منها !!
تنهد و ارتدى ملابس بيتية و نشف شعره و خرج…
في هذه الأثناء اوصل زياد الفتيات للفيلا خرجت يارا وودعت حنان ورهف وصعدت لغرفتها وهي تبتسم وتفكر في رد فعل ادم عندما يرى ماجلبته له ، فتحت باب غرفتها والتقت اعينها مع عيني ادم الذي كان يطالعها بوجه عابس توترت كثيرا ثم حمحمت :
– ايه ده انت جيت بدري حمد لله على السلامة بس مش انت قلت هترجع متأخر النهارده.
ابتسم ادم وقال وهو يقترب منها :
– فكرت ان ممكن نقضي وقت مع بعض بس رجعت ملقتكيش طبعا انتي اتعودتي تدخلي البيت ورايا.
بلعت ريقها و ابتسمت :
– ااا…. يعني كان في كام حاجة لازم نجيبها و قعدنا في كافيه شويا و رجعنا فين التأخير ده زياد اا…
لم تكمل كلامها لانه تقدم منها بخطوة حتى اصبح يقف امامها ، وضع يده على ذقنها وهمس :
– دكتور زياد او اقولك متنطقيش اسمه اصلا لا هو ولا راجل تاني.
اندهشت منه و رددت :
– بس يعني….
قاطعها ثانية بصراخ ارعبها :
– مفيش بس انا اللي بقوله بيتنفذ فاهمة ولا لأ ثم انا لسه متنرفز منك عشان راجعة متأخرة متخلنيش اتعصب اكتر.
انتفضت بخضة وهي تفكر ان تصرفاته غير سوية فهذه ليست غيرة بل انها هوس و شك في الطرف الآخر !
تجهمت ملامحها هاتفة :
– ماشي.
استدارت لتذهب و عيناها تتلألآن بالدموع لكن ادم امسكها من ذراعها و وضع رأسها على صدره….. نزلت دموعها متشدقة بصوت مختنق :
– انت بتخنقني…. وبتخليني اخاف منك ساعات بشوفك رايق و ساعات بتخوفني جدا انا تعبت يا ادم والله تعبت.
زفر بتريث مجيبا :
– بصي انا احيانا بفقد اعصابي بس بيكون من خوفي عليكي و مبحبش مراتي متسمعش كلامي انا بجد بدايق.
حسنا…. ليس بمتملك فقط بل انه من النوع المسيطر !!
ابتعدت عنه و مطت شفتيها بحزن طفولي :
– زعقتلي وانا اللي جبتلك هدية.
ابتسم ادم و قرر مجاراتها :
– وايه هي الهدية يا ست هانم.
هزت يارا كتفها بدلال :
– لا مش هوريهالك هرجعها بكره اصلا.
ضحك بخفوت ورد عليها :
– طيب اعمل ايه عشان الطفلة ترجعهالي…… جذبها من خصرها و تابع :
– انا ممكن اصالحك على فكرة.
ادركت ما يفكر به ف ابتعدت عنه مسرعة :
– لالا خلاص انا مش زعلانة اهو خد.
اخرجت علبة من احدى الأكياس وقدمتها له ف ابتسم و فتحها ، اخرج ساعة اليد الموجودة بداخلها و رفع حاجبيه :
– ديه نفس الماركة اللي متعود اجيب منها اللي يلزمني انتي عرفتي زوقي ازاي ؟
ابتسمت بسعادة :
– انت جوزي ولازم اعرف عنك كل حاجة ها عجبتك.
اغلق ادم العلبة واقترب من يارا طبع قبلة رقيقة على شفتيها واردف :
– عجبتني اوي شكرا…..يلا غيري هدومك وحضريلي حاجة حلوة كده من اديكي انا جعان اوي و مكلتش حاجة من الصبح.
ضحكت يارا بخفة وركضت من امامه ، اخرجت الملابس من الدولاب و دلفت للحمام بينما ذهب هو الى غرفة مكتبه.
اسند ظهره على الكرسي وهو يفكر ترى لماذا. يصمم دائما على حبسها و عدم جعلها تخرج لتراها عين اخرى…. هل لأنه يغار ام يقلق ليها ام لأنه يخاف من… خسارتها !
تنهد ادم و تذكر كلام والظه رغم انه كان مزاحا ” هتطفش مراتك بتصرفاتك ديه وتروح لراجل فرفوش ” ، هل يعقل ان تعجب برجل آخر…. اصغر منه سنا و اقرب اليها في طريقة التفكير و اكثر حركة و مرحا منه هل يعقل ان تحب يارا شابا اخر اذا اعطاها ما لايستطيع زوجها تقديمها له ، يقسم حينئذ انه سيقتلها !!
هز رأسه سريعا وهو يهمهم :
– ايه التفكير المتخلف ده انا عقلي بيوريني ايه لا مش للدرجة ديه !!
فتح احدى الملفات و بدأ يراجعها حتى طرقت يارا الباب و دخلت قائلة بابتسامة :
– العشا جاهز تعالى.
اومأ و نهض لتمسك يده برقة ، نظر اليها و ابتسم ثم ذهبا الى طاولة العشاء.
ادم بهدوء :
– احكيلي عملتي ايه في يومك.
طالعته مجيبة بحماس :
– النهارده كان يوم بيجنن بجد و الهدوم اللي كانت معروضة حلوة اوي و شيك بس غالية الصراحة انا مقدرتش امنع نفسي و جبت حاجات كتيرة ليا ولما خلصنا اتغدينا في مطعم أكله حلو اوي هوديك ليه لما تبقى فاضي.
همهم مردفا :
– يعني استمتعتو.
– مش متخيل قد ايه ياريتك جيت معانا بس انت كنت مشغول جدا.
صمتت قليلا تبلع الطعام ثم أكملت :
– انا كنت ماشية و فجأة لقيت نفسي في قسم خاص بالاطفال بيبيع كل اللي يخصهم ياه لو شوفت الهدوم الصغننة ديه والله اتخيلت نفسي بلبسهم لولادنا.
توقف عن الأكل و سأل بجدية :
– بتحبي الاطفال.
هزت يارا رأسها بضحكة :
– بحبهم بس ! انا بعشقهم يا ادم !! دايما بتخيل نفسي مامي ياه لو ربنا يرزقنا بولاد مش مهم ولد ولا بنت بس ه….
قاطعها بفتور وهو يرفع عينيه اليها :
– بس انا مش بتخيل نفسي أب ولا عايز يكون ليا ولاد حاليا.
انصدمت منه ووضعت الشوكة بجانبها وهي تسأله بترقب :
– هو… هو في حد مبيحبش تبقى ليه عيلة ؟
رد عليها بجفاء احرق قلبها :
– ايوة انا و ياريت تقفلي على الموضوع ده.
انتصب واقفا وكاد يذهب لكنها اوقفته بكلامها :
– و اذا انا حملت في يوم هتعترض بردو ؟
تنفس ادم لكي يهدئ نفسه ثم استدار لها :
– لو كنتي بتاخدي البرشام اللي بديهولك اعتقد مش هتحملي صح ؟
ازدادت صدمتها اكثر فتمتمت وهي لا تكاد تصدق ما تسمعه :
– للدرجة ديه ؟ طيب ولو ارادة ربنا كانت اكبر هتطلب مني انزله ولا ايه ؟
حسنا هذا يكفي….. اقترب منها مسرعا و صرخ :
– لو اضطريت هعمل كده ومش هتردد ! يارا انتي عارفة من الاول اني رافض و اتفقنا قبل ما نبدأ حياتنا مع بعض بتفتحي السيرة ديه ليه دلوقتي !!
همست يارا بحدة و دموعها تنزل :
– شيل ايدك عني و اوعى تلمسني تاني !
سحبت يدها بقوة فزفر بغضب و صعد الى الغرفة ، دخل وهو يردد هاتفا :
– يعني سيرة الحمل ايه اللي دخلها في النص ماحنا كنا قاعدين و مبسوطين هو ليه كل ست بتتجوز تفكيرها كله يروح للخلفة وهي مش مكملة شهرين مع جوزها اوف اوووف.
جلس ادم وهو يمدلك رأسه بضيق من حقها ان تكون أم و ترغب ب انجاب الاطفال هذا حلم كل فتاة تتزوج لكنه لا يستطيع…. هو في الأصل يحاول اقناع نفسه ان مشاعره التي يكنها ل يارا ليست سوى ارتياح و ليس شيئا اخر يخشى ان يقع في حبها و يتعلق بها اكثر ان انجبت طفلا ثم ينفصلا فجأة او تبتعد هي عنه…. هو لا يريد الابتعاد يريدها ان تبقى معه و لا شيء يلهيها عنه !!
اخرج نفسا عميقا دفعة واحدة و انتظر دقائق حتى نزل اليها….
** في هذه الأثناء كانت يارا جالسة في الصالة بعدما نظفت المكان تنظر الى التلفاز و عقلها بعيد تماما عن المشاهد التي تعرض امامها للتو فتفكيرها الآن لا يدور سوى حول كلام زوجها منذ دقائق !!
شعرت به يجلس بجانبها مغمغما :
– بتعملي ايه ؟
ردت عليه ببرود :
– بتفرج.
هز رأسه و مرت ثوان صامتة الى ان قال :
– طيب ممكن الريموت عايز اشوف حاجة.
– في تلفزيون في الاوضة فوق.
– اه بس مزاجي بيقولي اتفرج من هنا.
تأففت يارا بضجر :
– طيب خد.
وقفت لتذهب لكنه امسكها :
– رايحة فين.
– رايحة انام.
– الوقت لسه بدري ااا لو عايزة تتفرجي معنديش مانع اصلا لما بتقعدي هنا بتحسي براحة اكتر.
مطت شفتها ورمقته بنصف عين :
– تقدر تقول بصراحة انك عايزني اقعد جمبك الكلام مش صعب ولا شاطر بس في انك تزعقلي !
ادم بتجهم :
– وانا زعقتلك امتى ؟
قذف الريموت و نهض امامها صائحا :
– انتي ليه غاوية نكد هو انا بقضي اليوم كله في الشغل عشان اجي الاقي الزعيق و النكد و الكلام اللي ملوش لازمة ده !
ضحكت يارا بدون مرح :
– هاها قصدك طلعت انا النكدية قي الاخير حضرتك لازم ارقص و اطبل لما جوزي يرفض نجيب ولاد و يقولي لو حملتي هتسقطيه جاوبني انا هعمل ايه في الحالة ديه لازم افرح لان جوزي مش عايزني ولا عايزنا نعمل عيلة ؟!
بلل شفتيه ثم مرر يده على وجهه :
– يارا انتي بتتكلمي من غير ما تفهمي انا قصدي ان الوقت لسه بدري على المسؤولية ديه احنا عايزين نقرب من بعض و نفهم بعض اكتر ومش هنقدر نعمل كده بعد ما تحملي و نوجه اهتماماتنا كلها للولد ، طيب انتي عندك زوج و بيت و كلية هتلاقي وقت امتى عشان تاخدي بالك من ابننا ؟
هدأت قليلا وقد بدأت تستوعب ما يقال :
– انا بقدر اوفق بينهم.
تنهد و استطرد متابعا :
– الكلام سهل بس الفعل صعب ده يدوبك لسه مخلصة 20 سنة من شهر و معندكيش خبرة وحتى انا طول الوقت مشغول يعني اننا نجيب بيبي في الفترة ديه شبه مستحيل خلينا عايشين عادي لحد ما الاوضاع تتغير.
صمتت يارا فسألها الاخير بنبرة حسابية :
– انتي بتاخدي من برشام منع الحمل صح ؟
تذكرت انها لم تأخذ سوى حبة واحدة و ذلك من وقت طويل لكنها اومأت بنعم :
– اه… اه باخد ، طيب اانا اقتنعت بكلامك دلوقتي بس لو انا….
قاطعها ادم مبتسما بهدوء :
– خلي كل حاجة لوقتها مفيش داعي نتكلم في مواضيع لسه محصلتش.
– اه…. اه صح.
تنهد بارتياح و احتضنها ، دفن رأسه في عنقها يقبله و يده تعبث في جسدها فهمست محاولة الابتعاد فلا مزاج لها الآن لأي شيء :
– ادم… ادم انا…
– هشش.
قاطعها وهو يقبل مل انش في وجهها حتى همس :
– وحشتيني اوي… تعالي.
_____________________
في اليوم التالي.
دلفت رتاج لمكتبها وجلست بهدوء رن الهاتف فأجابت برسمية :
– ايوة بشمهندس مازن.
تمتم بهدوء :
– رتاج تعالي دقيقتين تكوني قدامي.
اغلقت الخط ونهضت ذهبت لمكتبه طرقت الباب ودلفت.
تقدمت منه ببطئ :
– ده الملف اللي كنت محتاج مني اعدله حضرتك والاجتماع مع العميل الجديد هيكون بعد ساعة من دلوقتي عن اذنك.
– استني.
– عايز حاجة تانية حضرتك ؟
زفر مازن بضيق :
– على فكرة بطلي الاسلوب المستفز ده لانك غلطتي لما حدفتي شنطتك عليا.
رفعت حاجبيها بتهكم :
– كان المفروض ارقص وانت بتقولي كنتي نايمة مع حبيبك ؟
تأفف بنفاذ صبر :
– طيب انا غلطت بس اي حد مكاني كان هيفهم كده…. اوك انا اسف.
ابتسمت بانتصار و هتفت :
– اعتذارك مقبول… على فكرة انا مزعلتش قد ما كنت مستغربة رد فعلك كأنك غيران يعني.
توتر مازن وضحك :
– لا يابنتي هغير من ايه انا بس احم استغربت وقلت مين ده لانك قلتي ان في واحد بتحبيه بس هو ميعرفش فمنين بتحبيه بالسر و منين بتكلميه و تعاكسيه فهمتي.
رتاج بحدة :
– اه بحبه وهو ومش ملاحظ اصلا لانه حمار وغبي ومعندوش مخ.
– هههههه انتي بتبصيلي كده ليه يابنتي هو انا اللي بتحبيه.
نهضت رتاج بغرور مصطنع :
– ا مين انت ههههه هحبك على ايه ابداا يلا سلام.
خرجت رتاج فحدث مازن نفسه بحنق :
– وليه مبتحبنيش انا يعني هو انا مالي يعني مز وطيب… بس بس هي بتحب راجل تاني بس ياترى مين عايز اعرف….اوووف انا مالي.
_____________________
بعد مرور ايام اخرى.
في صباح يوم جديد.
استيقظت يارا وجدت نفسها في حضن ادم كان ينظر لها بهدوء ويلعب بخصلات شعرها.
ادم بصوت متهدج :
– صباح الخير.
ابتسمت بحب :
– صباح النور….. انت صاحي من امتى.
– لسه صاحي.
اومأت بنعم ثم اعتدلت و جلست…. طالعته قائلة وهي تمسك يده :
– انا بحبك يا ادم بحبك اووي بجد.
تجمد لثوان ثم تنحنح و نهض ليدخل الى الحمام.
خرجت بعد دقائق و عندما رآها على وشك البكاء اقترب منها متسائلا :
– في ايه انتي بتعيطي ليه ؟
نظرت له يارا بألم :
– انت مش بتحبيني ليه ؟ ليه كل لما اقولك على مشاعري بتتهرب مني !!
اغمض عيناه متنهدا ليقول :
– انا مبقدرش ابادلك نفس الشعور.
نزلت دموعها بوجع أكبر :
– ليه انا ايه اللي ناقصني ايه اللي كان لازم اعمله و معملتوش عشان تحبني يا ادم ايه اللي مش موجود فيا خلاك مبتحبنيش.
ضم ادم رأسها بين يديه وقرب وجهه من وجهها ، همس لتلفح انفاسه الساخنة بشرتها :
– انتي مش ناقصاكي اي حاجة انتي كاملة بالنسبة ليا بس…. بس انا مش هقدر اعاملك نفس المعاملة مش هقدر اقولك كلام الحب اللي عايزة تسمعيه لأن ده طبعي و الغلط مش فيكي بس انتي عارفاني كويس.
ابتسمت بحزن :
– عارفة كويس انك مستحيل تحبني.
هز رأسه بنفي :
– الحب مش كل حاجة يا يارا في ناس كتير متجوزين و عايشين سوا بقالهم سنين من غير ما يقولو لبعض كلام الغزل وده مش مهم الصراحة المهم المعاملة الطيبة بين الراجل و مراته وانتي مراتي يا يارا و… و غالية عليا.
اغمضت عينيها ثم اشاحت وجهها عن يديه :
– مش باين اني غالية عليك….. المهم انا هقوم اجهزلك الفطار.
انتصب واقفا وقد حمل هاتفه و مفاتيحه :
– هفطر في المكتب مع مازن محتاجة مني حاجة ؟
– لأ.
غادر ادم دون ان يلتفت لها لتتنهد بحرقة و فجأة نهضت بسرعة وفتحت الدرج ، اخذت غرضا ما ودلفت للحمام وبعد دقائق خرجت ووجهها مصفر ترتجف بشدة.
جلست على السرير وهمست بدون تصديق :
– انا…..انا حامل….!!!!
يتبع…
لقراءة الفصل التاسع عشر : اضغط هنا
لقراءة جميع فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *