روايات

رواية كبرياء صعيدي الفصل الثاني عشر 12 بقلم نور زيزو

رواية كبرياء صعيدي الفصل الثاني عشر 12 بقلم نور زيزو

رواية كبرياء صعيدي البارت الثاني عشر

رواية كبرياء صعيدي الجزء الثاني عشر

كبرياء صعيدي
كبرياء صعيدي

رواية كبرياء صعيدي الحلقة الثانية عشر

” قلب برقة الفراشة”
كاد أن يخرج من الغرفة لكن اوقفه صوت “عطر” تقول:-
-فى حاجة يا عيسي؟
نظر إليها وهى تقف خلفه ترتدي روبها الناعم خائفة ووجهها مذعورًا من زواجها الذي فارق فراشه على خبرٍ ما فقال:-
-متطلعيش من أوضتك
خرج وتركها حائرة أكثر، ترجل للأسفل ليري والدته تقف وبجوارها “مصطفي” فسأل بهدوء:-
-أي اللى جولته دا ؟
تحدثت “هدي” هذه المرة نيابة عن “مصطفي” وقالت بضيق شديد:-
-البلد كلتها برا معندهمش سيرة غير عطر وجت البلد كيف وظهورها فجأة أكدة و….
قاطعها “عيسي” بضيق شديد يخنقه من الداخل:-
-خلاص يا أمي أنا خابر زين أنا هعمل أي
نظرت “هدي” إلى نظرات الشر التى تتطاير من عيني ابنها وأدركت أنه لن يتهون فى حق زوجته فكادت أن تتحدث لكنه لم يترك لها المجال وقال:-
-حِنة
جاءت “حِنة” إليها من المطبخ مع فنجان قهوتها فقال بجدية:-
-معلش هتعبك أطلعي خلى عطر تلبس هتطلع ويايا مشوار
أومأت إلي بنعم وصعدت إلى لتخبر طفلتها، تحدثت “هدي” بضيق قائلة:-
-تطلع مشوار، بجولك البلد كلتها بتكلم عن مرتك وأنا خارج تتفسح وتتبسط
تبسم “عيسي” بمكر شيطاني وقال:-
-وذنبها إي مرتي فى حديد الناس الماسخ، دى عروسة ومن حجها تتدلع وكفاية أن من يوم ما جت البلد وهى محبوسة هنا
كان يتحدث وهو يبحث عن شيء مجهول فى هاتفه ثم وضع الهاتف على أذنيه وأنطلق للخارج….
_________________________
أحضرت “حِنة” الخمار الوردي إليها بعد أن أنتهي من كويه وقالت:-
-معرفش بس كلهم تحت مضايقين ؟ تقريبًا فى حاجة حصلت؟
أومأت “عطر” إليها بنعم وقالت:-
-ربنا يستر يا حِنة؟
وقفت “حِنة” جوارها وهى تلف خمارها أمام المرآة وقالت:-
-المهم بس أنتِ طمننى عنك؟ مرتاحة نفسيًا كدة ولا أيه؟
تبسمت “عطر” بخجل ثم قالت بلطف:-
-أه مبسوطة، عيسي حنين يا حِنة
تبسمت “حِنة” بخباثة وأقتربت منها وهى تغمض عينيها بمكر فتبسمت “عطر” عليها وقالت بحرج:-
-أنا همشي عشان هتأخر كدة على عيسي
ضحكت “حِنة” عليها بعفوية وقالت:-
-طب صباحية مباركة ي عطر
ضحكت على هروب هذه الفتاة من الحديث وأتجهت نحوه الفراش بدلت ملايته ونظفت الغرفة ثم حملت فستان زفاف “عطر” من الأرض ووضعت معطر الهواء برائحة اللافندر ثم خرجت من الغرفة..
_______________________
أخذها “عيسي” فى سيارته السوداء وقاد بها، ظلت تنظر حولها على الطريق بإريحية تتأمل الطبيعة وجمال هذه البلد والأراضي الخضراء لأول مرة تخرج بعد خروجها مع “فيروزة” نظرت إلي “عيسي” وقالت:-
-بلدكم حلوة يا عيسي
لم يجيب عليها وكان وجهه عابسًا جدًا فألتفت إليه بجسدها كاملًا وحدقت بزوجها بقلق ثم قالت:-
-فى أي يا عيسي؟ مالك؟ أنا عملت حاجة ضايقتك؟
-لا
قالها بعبوس دون أن ينظر إليها فشعرت بحرج من تجاهله لها وفضلت النظر إلى النافذة بخنق، أوقف سيارته أمام منزل ثم ترجل منها وفتح الباب لها لكي تترجل من السيارة هى الأخري ، نظرت إليه يده الممدودة إليها وتشبثت بها بهدوء وهى لا تعرف شيء ولا تفهم ما بداخله وإلى أين يأخذها؟ دق الباب أولًا لتفتح له “فادية” ودهشت عندما رأته مع زوجته ودلفت إلى الداخل مذعورة من قدومه بهذا الوقت من الصباح مع زوجته، كان “ناجي” و”خضرة” و”نصر” و”خالد” وخديجة” جالسون على السفرة يتناولون الإفطار فسألت “خضرة” بعفوية:-
-مين يا فادية؟
أتاها صوته الذي فزع الجميع من أماكنهم يقول:-
-دا أنا يا مرت عمي
ألتف الجميع على صوت “عيسي” ووقف “نصر” مُصدومًا وغاضبًا من “عطر” التى تقف جواره ويمسك يدها، دُهش الجميع عندما جلس “عيسي” على مقدمة السفرة الأخري مقابل “ناجي” وسحب المقعد لتجلس “عطر” جواره التى يحتلها الدهشة مثلهم تمامًا من حضور بها إلي هنا دون أن يخبرها سابقًا، تحدث “ناجي” بضيق قائلًا:-
-أي اللى حدفك عليا يا بن الدسوقي
أخذ “عيسي” سكين وقطعة من الفطير بلا مبالاة وبرود شديد يكاد يجلط قلوبهم وقال:-
-أبدًا كنت جاعد فاضي جولت أجي أفطر وياكم ما إحنا أهل برضو
تأففت “خديجة” بضيق وقلبها الذي أحترق بنيرانه عندما رأته جوارها وقد أحضرها إلي بيتها بكل برود فى حين أنها تتمزق من ذلك وقالت:-
-أنا طالعة أوضتي
تحدث “عيسي” بنبرة حادة غليظة أرعبتها قائلًا:-
-أستني
أرتعبت من نبرته وألتفت إليه خائفة وقد كانت نبرته كفيلة بأن تخبر الجميع بأنه جاء لأعلان الحرب عليهم علنٍ، أبتلعت لعابها فى صمت ليضع “عيسي” بعض من المربي على قطعة الفطير بغيظ وتناولها ببرود ليختنق “نصر” أكثر وقال:-
-ما تجول عايز أيه؟ ما أنت مش جاي فى خير
ضحك “عيسي” بعفوية وقدمت قطعة الفطير الباقية إلى زوجته الجالسة جواره وقال:-
-بالهنا يا حياتي
فتحت فمها فى ذهول من قوة زوجها وجرائته التى جلبته إلى منزلهم ويهددهم بشجاعة، لم تنكر “عطر” أنها رأت فى وجههم الفزع من وجوده ونبرته قبضت قلوبهم،
مسك نبوته من جديد وعاد بظهره للخلف بأسترخاء ثم قال:-
-بصراحة أنا جاي أعاتبكم بجي اتجوز وميجيش واحد فيكم يجولي مبروك ولا حتى ي مرتي عمي تدخلي عليا بحاجة فى الصباحية ، مكنش العشم يا عمي دا أنا جولت أنت أول واحد هتجبلي هدية جوازي بس ملحوج أجيبلك أنا هدية على جدي
تأفف الجميع بضيق من بروده ليدق جرس الباب وتفتح “فادية” ويصدم الجميع عندما ظهرت العساكر ورجال الشرطة فى المنزل وأخذوا “نصر” و”خالد” وسط صراخ “خضرة” وتساؤل “ناجي” ، فزعت “عطر” من مكانها ووقفت بقرب “عيسي” ليضع يده على يدها يطمئنها وهمس إليها قائلًا:-
-متخافيش يا عطري
سمعته “خديجة” لتشمئز من وجودهما فوقف “عيسي” وهو يقول بغضب مكبوح بداخله:-
-دى هديتي ليكم بمناسبة جوازي
أتسعت أعين الجميع أمامه ليرفع نبوته أمام وجوههم وقال:-
-أنا قدمت بلاغ أن ابنك خالد سرجني ونصر زور امضتي واستولي على مالي بعد ما ضرب عليا أنا ومرتي
نظر الجميع له بصدمة لتقول “خضرة” بضيق:-
-بس عيالي معمولش كدة
ضحك “عيسي” بسخرية وقال:-
-أثبتي تعرفي ، الحكومة لاجت الفلوس والذهب المسروج فى شجة ولدك خالد يعنى لابساه لابساه ، اما على نصر الرجالة كترة جوى جوا الدار وألف واحد بنظرة مني يشهد أنه شافه وعملها
لطمت “خضرة” وجهها بغيظ وعجز وهى ترى أولادها فى النار وصرخت:-
-ليه؟ عملولك أيه؟ ذنبهم أيه؟
صرخ بها بأنفعال شديد ويكاد صوته يقتلهم من نبرته المرتفعة:-
-ومرتي ذنبها أيه؟ أنا اللى يفكر يأذي مرتي أمحي من على وش الأرض، ورب الكعبة لأدفعك أنتِ وعيالك وجوزك تمن كل كلمة أتجالت على مرتي بالكذب ، دى حركة زبالة متطلعش غير من ناس زبالة زيكم، بكرة تعرفي أني مش ضعيف أنا كنت بصون عضم التربة اللى بيننا وأنتوا اللى بدأتوا
أخذ زوجته وخرج من المكان وهى فى حالة من الصدمة مما يفعله وقبل أن يركب سيارته سحبت “عطر” يدها من قبضته وقالت:-
-أنتِ سجنتهم ظلم؟
تأفف “عيسي” بضيق وقال:-
-أركبي يا عطر
سألته من جديد بضيق أكبر من رؤيتها للظلم أمام عينيها:-
-رد عليا أنت عملت كدة؟ أنت ظلمت وأستقويت لأنك الأكبر ، بدوس على الضعيف ليه ؟ فهمني ليه يا عيسي ليه؟
صرخ بها بأنفعال شديد وقال:-
-ما تروحي تمشي فى الشارع وتسمع بيتجالك عليكي ايه؟ أنا ما ظلمتش يا عطر أنا شربتهم الكأس اللى شربوكي منه
أتسعت عينيها على مصراعيها بدهشة من حديثه ونظرت حولها لتري الجميع ينظر عليهم فقالت بضيق:-
-أنا هروح لوحدي؟
مسك يدها بغضب خائفًا عليها فنفضت يدها بقوة منه وقالت:-
-ماكلش دعوة بيا أنت فاهم؟
سارت أمامه ليغلق باب السيارة بقوة وسار خلفها فى صمت، خيم الحزن على قلبها وهى تراه يظلم ويذل الغير بقوته وماله، قاطع شرودها حديث البعض عندما قالت أحدهن:-
-بصي هي دى بنت مصر، يا بجاحتها ماشية أكدة وسطنا بكل بجاحة وعين مكشوفة
=دا أنا لو مكانها كنت دفنت نفسي فى الأرض زى شرفي المداس فى الأرض
-حطت رأس العائلة فى الأرض لما فرطت فى شرفها وجاية بكل عين جوية تمشي جصاد الناس ولا يهمها حد
توقفت “عطر” عن السير وألتف إليهم مصدومة مما تسمعه وحديث الناس عنها لتدرك سبب فزعه صباحًا من النوم ولما جاء بها إلى منزل عمه الآن وسبب غضبه، لقد فهمت بهذه اللحظة سبب تهديده لهم بالأنتقام لاجل زوجته، نظرت لهم فى ذهول من ألسنتهم السليطة عليها دون رحمة، أشمئزت امرأة تبيع الخضار من نظراتها فوقفت من مكانها وأخذت الدلو الملئ بالماء المتسخة وسكبته أرضًا نحو “عطر”، طأطأت “عطر” رأسها للأسفل حيث قدمها وفستانها الذي ابتل من الماء وقبل أن تتحدث رأت ظله أمامها كالدرع الحامي لها، رفعت “عطر” نظرها للأعلي وقالت بخفوت:-
-عيسي!!
تنهد بضيق من وجهها العابس والحزن خيم على قلبها فى حين أن المرأة انتفضت ذعرًا من وجوده أمامهم على سهو وتحاشت النظر إلى “عطر” هى وصديقاتها، كاد “عيسي” أن يلتف لهم لكنه شعر بيدها الصغيرة تتشبث بوشاحه الموجود حول عنقه فنظر إلي يدها ووجهها فهمست إليه بهدوء:-
-روحني
أصر على الذهاب لهم لكنها منعته ولم تترك وشاحه من يدها فأستسلم لرغبها وسار بجوارها فى صمت وهى تفكر كثيرًا وكلما رأهما أحد نظر فى صمت البعض تعجب من جمال هذه الفتاة صاحبه الأحاديث الدائرة بينهم والبعض يصمت خوفًا من هذا الرجل، لكن جميعهم تحدثوا عن جمالها ولباسها المُشرقة بفستانها الأبيض صاحب الفراشات الملونة وخمارها الوردي المفعم بالنعومة والحياة فى لونه، القليل من ذكروا قصة والدها الذي تخلى عن عائلته للزواج من مصرية وربما كانت جميلة كابنتها لذا سُحر بها ….
وصلوا للمنزل وصعدت “عطر” للأعلى فى صمت أغتسلت وبدلت فستانها المتسخ بشرود وعقلها لا يستوعب قذارة هؤلاء الأشخاص وهم عائلتها لكن كل شخص منهم يتلذذ بتعذيبها، تنهدت “عطر” بصعوبة وهى تجلس أمام المرأة تصفف شعرها فى حيرة غير مستوعبة ما حدث كالجسد بلا روح لتسقط يدها على قدميها من العجز وقد فقدت قوة تحملها على كل شيء وجهشت باكية وحديث هؤلاء النسوة يتردد فى أذنها ……
_________________________
نظرت “هدي” إلى وجه “رؤية” بأندهاش وتفحصت من الرأس لأخمص القدم ثم قالت بهدوء:-
-يعنى أي هتجعد ويانا؟ هي مين دى ؟
تأفف “عيسي” بضيق شديد من إصرار والدته على الحديث وهو لا يقوى على سماع شيء الآن فقال بضيق:-
-مرت خالد، طلعيها يا دهب فوج
أخذتها “ذهب” إلى الأعلي وكانت “رؤية” تتفحص المكان بأندهاش من فخامته وجماله وتتذكر كيف حسمت أمرها وأخترت طفلها عن زوجها الخائن رغم عشقها له؟ حاولت الاتصال بـ “خالد” كثيرًا لكنه لم يجب عليها وأول ما أحتل أفكارها أنه مع هذه الفتاة التى يخونها معها فقررت أن تنتقم منه لأجل طفلها وحياتها وتعاقبه على خيانته، ذهبت إلى منزل “عيسي” وأقتربت من البوابة ليوقفها “عبدالجواد” قائلًا:-
-على فين يا ست أنت؟
تنحنحت “رؤية” بحرج وهى ترتدي عباءة ونقاب تخفي ملامحها عن هذا الرجل وقالت بتوتر:-
-كنت عايزة أستاذ عيسي؟
رمقها “عبدالجواد” بقلق من هيئتها ولهجتها المختلفة عنهم ثم قال:-
-مش موجود
ألحت “رؤية” على مقابلة “عيسي” وهى تعرف أنه عدو زوجها وعائلته ووحده من يستطيع الانتقام لها فأتصل “عبدالجواد” على “عيسي” وأخبره بوجود “رؤية” ثم أغلق وهو يقول بحدة:-
-هات العربية يا ولد
وقفت سيارة أمام المنزل فصعد بها “عبدالجواد” ومعه “رؤية” ثم أخذها إلى المكتب الخاص بـ “عيسي” ودلفت إلى المكتب مع “عبدالجواد” فرفعت النقاب عن وجهها وقالت:-
-أنا رؤية مرات خالد ابن عمك
نظر “عيسي” لها بدهشة وهو يعرف أن “خالد” لم يتزوج بعد وأيضًا رفع “رؤية” للنقاب أمامه فجلست “رؤية” فى هدوء وأخبرته بحكايتها وكيف تزوجت “خالد” ليقول “عيسي” بضيق شديد:-
-أنا يخصني أي فى كل دا؟
تنحنحت “رؤية” بضيق وقالت:-
-عارف لما الست تضحي بكل حاجة حتى أهلها وتحرم نفسها من الخلفة عشان راجل بتحبه وفى الأخر يخونها بتحس بأي، بتحس بحاجة وحشة أوى حاجة متتوصفش لكنها مش بتوجع لا دى بتقتل وكأنك خلعت قلبها اللى حب ورميته فى النار وخدت عقلها منها فأتجننت، أنا كدة أتجننت لما خاني وجيت هنا
رفع حاجبه إليها بهدوء وصمت دون أن يقول شيء لتتابع “رؤية” بجدية:-
-أنا عايزاك تعرف أن خالد مش ملاك ولا صمته وبُعده عن العائلة دا طيبة، خالد مش بتاع بنات زى ما أنتوا فهمني ، خالد راسم عليكم الفكرة دى وأنه بغيب عشان مع الخوجات، أنا جاي أقولك أن خالد هو اللى دبر لحادثة جدك
أتسعت أعين “عيسي” على مصراعيها بصدمة ألجمته وهى تخبره بالفاعل والقاتل الذي بحث عنه كثيرًا منذ وفأة جده ووالده فقال بتلعثم:-
-أنتِ واعية انتِ بتجولي أيه؟ ولا خيانته ليكي طيرت الباجي من عجلك
تبسمت “رؤية” بثقة ثم قالت بعد أن رفعت ساعدها على المكتب:-
-واعية وعارفة أنا بقول أي؟ بقول أن خالد هو اللى أجر السواق وخلاه ينفذ بعربية النقل اللى ملك نصر أخوه واللى كان مقصود يومها عربية نصر مش جدك ولا أبوك بس الرجل اللى كان بعته وراهم رجع وقاله أن السواق غلط وقلب عربية جده لأن حسب الإتفاق السواق هيدوس العربية الأولى ويومها الرجل قال لخالد أن نصر ركن على جنب وعدت عربية جده عشان كدة السواق غلط
فزع “عيسي” بغضب مما يسمع وقد حصل على قاتل والده وجده وقال:-
-جومي، جومي وريني السواج دا
هزت كتفيها بعجز وقالت بهدوء وخيبة أمل:-
-الله يرحمه، خالد جتله لما عرف أنه غلط
جلس “عيسي” على مقعده من هول الصدمة وقال بأنهيار تام:-
-يعنى اي مفيش دليل
تبسمت “رؤية” بغضب نابع من خيانته وكسرة قلبها العاشق بعد كل شيء فعلته لأجله وقالت:-
-ممكن تلاقي دليل وبلاوي تانية فى الخزينة اللى فى بيتي، ما هو أصل خالد عنده كتير أوى مخبي في بيتي أمن مكان عشان محدش يعرف هو عنده ومعندوش اي
ومن هنا جاءت فكرت الانتقام وسرقة المال بعد ان أخبر “عيسي” الشرطة عن مكان الشقة لتجد الشرطة المال والذهب الذي سيثبت الجريمة عليه …….
_________________________________
صعد “عيسي” إلى غرفته ليلًا فرآها تجلس على حافة الفراش مُرتدية بنطلون أسود فضفاض وتي شيرت أبيض حزينة ووجهها عابس فقال بلطف:-
-مساء الخير
لم تجيب “عطر” عليه لتنهد بهدوء وذهب للجلوس جوارها وأنتبه إلى شنطة سفر قرب السرير ليقول:-
-أي الشنطة دى ؟
تحدثت “عطر” بنبرة خافتة دون أن تنظر إليه قائلة:-
-طلقني يا عيسي
أتسعت عينيه على مصراعيها بدهشة وحدق بها مُتمتمًا بعجز:-
-أنتِ جولتي أي؟
دمعت عيني “عطر” بضعف وحزن شديد ثم قالت:-
-طلقني، سيبنى أرجع القاهرة، أنا من يوم ما جيت هنا وأنا بتوجع وبيتأذي بس، أنت مش واخد بالك ولا أي ، خلينى أرجع القاهرة أعيش فى سلام زى ما كنت ، كانت أقصي مشاكلي ديون أبويا لا كنت خايفة يضرب عليا نار ولا يتقال عليا كلمة وحشة ولا واحدة عايزة تخلص منى عشان تأخد جوزي ولا ورث وثأر، أرجوك لو فى جواك ذرة حُب ليا سيبنى أمشي وأرجع لسلامي وكليتي وأصحابي أنا مش عايزة فلوس ولا حب ولا جواز أنا عايزة أعيش فى آمان وراحة
لم ينطق بكلمة واحدة أمام دموعها وكلماتها القاسية مما أغضب “عطر” أكثر فقالت بضيق شديد :-
-طلقني لأنك لو مطلقتنيش أنا همشي وأسيبلك البيت أنا مش عايزة أعيش معاك ولا عايزة أشوفك أرحموني يرحمكم ربنا
غادرت الغرفة باكية وما زال “عيسي” صامتًا ليرفع يده ووضعها على قلبه الذي يبكي ويختنق بداخله منذ أن أخبرته بقرار الفراق، وضع يديه الأخري على عنقه كأن هناك من يخنقه ولم يستطيع التقاط أنفاسه جيدًا يخشي الفراق والبُعد عن فتاته الجميلة وكأن الجميلة لم تقو على البقاء مع الوحش كثيرًا ……

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية كبرياء صعيدي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *