روايات

رواية أولاد الجبالي 2 الفصل الخامس 5 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 2 الفصل الخامس 5 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي 2 البارت الخامس

رواية أولاد الجبالي 2 الجزء الخامس

أولاد الجبالى 2

رواية أولاد الجبالي 2 الحلقة الخامسة

دق قلب قمر خوفا من تكرار المتصل الرنين على هاتفها خشية من أن يكون حدث شىء لملك ، ورأى براء ذلك فى عينيها فالتقط الهاتف ، ليُصدم عندما رأى اسم باسم عليه .
فردد بإندهاش غاصب …باسم عيتصل بيكى ليه ؟؟
ابتلعت قمر لعابها بخوف مرددة …مش خابرة والله .
بس اكيد حوصل حاچة واعرة ، رد عليه بنفسك عشان تتوكد انى معرفش حاچة وهو متصلش بيا من زمان ، وكان لما يتصل كان عشان يكلمنى عن ملك مش اكتر من إكده .
فطالعها براء بشك ثم فتح الخط ، ليخاطب باسم بنفسه ليرى حقيقة الأمر ….الووو اهلا يا خوى ، فيه حاچة ؟
وليه عتتصل على تلفون قمر مش تلفونى انا ؟
فصاح باسم بتوتر مردفا …براء انت مع قمر ، معلش انا عايزها فى حاچة ضرورى تخص ملك ، إدهالى الله يخليك بسرعة .
فأيقن براء أن فعلا الموضوع خاص بملك وهى عندى دلوك .
فناولها الهاتف .
فأمسكته قمر بيد مرتعشة مرددة بذعر …ايوه باسم ، مالها ملك ؟
وكيف وصلت ليك ؟
باسم بقلق .. …ملك يا قمر جتلى العيادة ، وتصرفاتها مش طبيعية ابدا ولولا إنى راچل بخاف ربنا كان حصل حاجة تندم عليها .
فشهقت قمر مرددة ..وه .
وبعدين ؟
باسم …هى لسه عندى ، وخوفت تنزل لحالها حد يتعرض ليها فى الطريق .
فياريت تيجى تخديها من عندى ، لانى صعب أوصلها وهى بالحالة دى .
أغمضت قمر عينيها بألم مرددة..حاضر ،انا چاية حالا ، مسافة الطريق .
فأغلقت معه الخط ، ليرمقها براء بعينيه التى كلها اسئلة .
ولكنها تهربت من عينيه وقامت من جانبه مردفة …معلش يا جلب قمر ، انا لزمن أنزل دلوك ، أچيب ملك من عند باسم عشان عيجول تعبانة شوى .

 

 

 

أومىء براء لها مردفا …وانا هاچى طبعا أوصلك ، مش هسيبك طبعا ، ثوانى هاخد حمام بسرعة وألبس تكونى لبستى أنتِ كمان .
وبالفعل إنتهوا من إعداد أنفسهم للخروج وغادروا سويا ، وجلست قمر بجانب براء فى السيارة .
ولاحظ براء ارتجاف يديها ، فربت على يديها بحنو مردفا … إن شاء الله هتكون زينة متقلقيش .
بس مش خابر ليه أختارت باسم رغم اللى حوصل ، وكانت مفروض متنزلش لحالها بدال تعبانة إكده .
حركت قمر رأسها …..مش خابرة ، يمكن ملجتش غيره جصادها.
براء ….يمكن
ثم تابع قوله بحرج …انا أسف إنى أنفعلت عليكى يا قمر .
يعنى تقدرى تعتبريها غيرة ، غير أن دماغى مشغولة بشغل مهم جوى داخل عليه اليومين الچايين وعندى أمل تنچح العملية دى ، عشان أقدر أرچع صورتى الكويسة من جديد جدام اللواء محمد ، بعد ما نزلت راسى فى الطين بعد آخر عملية طلعت فشنك .

انتبهت له قمر بكل حواسها عندما ذكر أمامها تلك العملية المقبلة ، فتبدلت ملامحها وحاولت التبسم وألانت القول معه …يا حبيبى يا براء ، لا بإذن الله هتنچح المرة دى ، وعتشرف جدام اللواء محمد ، انا واثقة فيك جدا وخابرة إنك جدها وجدود كمان .
فابتسم براء لها ثم صمت متابعا الطريق .
فأخذت تفكر كيف تأخذ منه معلومات تلك العملية دون أن يشك بها .
فحاولت تحفيزه بقولها …حاول بس عشان تنچح العملية دى ، تفكر كويس جوى ، وتحط أحتمالات كتير لو المچرمين دول حاولوا يغيروا طريقهم كيف أول مرة ، فتحاصرهم من كل مكان .
أبتسم براء.. ..عفارم عليكى ياقمر ، وده اللى هعمله فعلا .
فابتلعت قمر لعابها مردفة بتوتر …طيب يا حبيبى ، انا ممكن أشاركك أفكارك وأساعدك لو تحب .
بس جولى ميتى العملية وأثار بردك وايه الاحتمالات التى شايفها عشان لو چه فى دماغى حاچة أچولك .
متصورش انا نفسى جد إيه ربنا يوفقك المرة دى .

أمسك براء بيديها ورفعها على فمه يقبلها مردفا …ربى يخليكى ليا .
بس أظن يعنى معتفهميش فى التفاصيل دى .
قمر بدلال ..جربنى يمكن أفهم ، جول جول وادينا عنتسلى بالكلام عجبال ما نوصل عاد ..
براء ..ماشى عجولك على كل حاچة يا جمرى ، يمكن يكون عندك صوح فكرة إكده چامدة .
مهو زى ما بيجولوا يوضع سره فى أضعف خلقه .

 

 

 

فابتسمت قمر بمكر ، ليبدء براء فى سرد العملية بأكملها عليها .
لتديرها قمر فى عقلها وترددها كثيرا حتى تحفظها ولا تنسى منها شىء .
ثم بدئت تحاوره فى عدة أجزاء وبراء يضحك لسذاجة أفكارها .
براء بضحك …لا كتر خيرك ، وصراحة ضحكتينى وانا مضايق.
ثم وصلوا بالفعل أمام العيادة .

ففتحت قمر باب السيارة سريعا ثم سارعت إلى الطابق الذى توجد به العيادة وأتبعها براء على السلم .
اثناء ذلك كانت ملك تحاول التقرب مجددا من باسم وهو يتراجع للوراء مردفة بحب …ليه عتبعد عنى إكده يا باسم .
أنا بحبك جرب منى شوية .

فزفر باسم بضيق ..يا بنت الناس بعدى عنى ، انا ماسك نفسى بالعافية ، وممكن أتهور وأعمل حاچة نندم عليها انت وانتِ.

ملك بدلال …طيب ولو بوسة واحدة بس عشان جلبى اللى جايد نار ده .
حرك باسم رأسه وابتلع لعابه وحاول السيطرة على نفسه بقوله …جولت لا وبعدى عنى ، عشان مش جلبى بس اللى جايد نار ، دى جتتى كلها .

هى اختك اتأخرت ليه ، معدتش متحمل يا ناس .
ليه إكده يا ملك ، ده أنتِ كنتى عندى حاچة كبيرة جوى .
ليه رخصتى نفسك ، ونزلتى من نظرى .
بعد الحب اللى كنت عحبهولك وكنت عتمناكى وأدعى ربنا تكونى ليا .

ملك ..منا جدامك اهو يا باسم ، انت اللى مش رايدنى ،وانا زعلانة منيك ومخصماك ، وعيعيط كمان .
فبكت ملك ، فتحرك قلب باسم ولم يتحمل دموعها ، وكاد أن يقترب منها دون شعور ولكن توقف بعد أن سمع رنين الباب .
فتوقف وحمد الله أن عفاه من هذا الابتلاء ، فأسرع إلى الباب .
فوجد قمر ، فولجت سريعا وعلى وجهها التوتر مردفة …فين ملك وكيفها دلوك ؟

 

 

 

باسم …ملك چوه يا قمر ، بس مش دى ملك اللى أعرفها عاد واصل ، دى وحدة تانية .
كيف وصلت لكده ؟
هى بتاخد حاچة ؟
ابتلعت قمر لعابها بذعر وكان من ورائها براء يستمع للحوار بينهم .
قمر حاولت الثبات مردفة …عتاخد ايه يعنى !
كل الأمر أنها أعصابها تعبانة من ساعة ما عرفت انك اتچوزت ، فكل يوم كانت عتبكى لغاية ما الفترة الأخيرة حستها مش طبيعية .
وكنت لسه عجول أوديها لدكتور نفسى يشوف مالها ؟
طالعها باسم بريبة ونظر إلى براء فأومىء له برأسه ، اى يشعر بما يدور فى خلده .

باسم بإندهاش …للدرچاتى !
قمر بتأكيد …ايوه ما انت دكتور وخابر المرضى النفسى عيعمل ايه .
لتسمع صوت ملك من الداخل ..باسم يا حبيبى ، انت فين ؟
فاتسعت عين قمر من الصدمة محدثة نفسها …استر يارب .
وكويس أنها وجعت فى واحد محترم كيف باسم ،مش زى الواطى حمدى ، منه لله .
ثم خرجت لهم ملك تتأرجح وتتلعثم بالكلام .
فأسرعت قمر إليها لتسندها بقولها …سلامتك يا حبيبتى .

دفعت ملك قمر بيديها مردفة …. ..قمر ، إيه چابك إهنه ، هملينى وروحى مع براء وسبينى مع باسم .
فأمسكتها قمر من معصمها وجذبتها إليها مردفة بغضب…..ايه اللى عتجوليه ده يا ملك ، ميصوحش إكده عيب .
يلا بينا على البيت يا ملك .
فقاومتها ملك …لا سبينى لحالى .
فهدرت ملك بها …جولت فوتى جدامى .
ثم دفعتها أمامها ، تحت أنظار باسم وبراء .

 

 

 

براء ..طيب استنى أوصلك يا قمر ، هتمشى إزاى بيها وهى فى الحالة دى؟
قمر …لا عاد خليك انت روح مع باسم ، وانا هركب توكتوك عاد يوصلنى لغاية البيت ، متقلقش .
براء ..ميصحش يا قمر وانا موجود .
تعالى يلا أوصلكوا .
ولكن رن هاتف باسم فى تلك اللحظة .
باسم بخوف …ده من المستشفى.
براء …طيب رد بسرعة.
فاستجاب باسم …ايوه معاك ، اخبار بابا ايه يا دكتور ؟
الدكتور …والله الحالة مخبيش عليك غير مستقرة ، والكلى تعبانة من كتر السموم ، وحولنا نعمل غسيل ليها .
لكن القلب مش مستحمل للأسف .
بس هو حاليا دخل فى غيبوبة بس ساعات بيفوق ويردد اسم نهلة .
فأظن الإنسانة دى هى أقرب وحدة ليه ، ياريت لو تعرفها تخليه تيجى لأن العامل نفسى برده مهم وممكن يأثر بالإيجاب على حالته .
فتنهد باسم باسم بغصة مريرة …نهلة دى هى السبب فى اللى هو فيه ،منها لله .
على العموم يا دكتور ، انا چى أطمن عليه .
ثم اشار الى براء ، تعال نوصلهم وبعدين نعدى على المستشفى نشوف أبوك وربنا يستر .

عادت قمر إلى البيت بصحبة ملك التى بدئت تتثائب وتغمض وتفتح عينيها .
فساعدتها قمر حتى وصلت إلى الفراش ، فنامت على الفور.
فتنهدت قمربٱرتياح مردفة … اخيرا هستريح شوية .
بس لازم أتصل بحمدى الأول ، قبل ما أنسى اللى جاله براء .
فاتصلت به .
حمدى….الووووو يا جلب حمدى .
وحشتينى جوى .
قمر…ملوش لزوم الحديت الماسخ ده .
خلينا فى المفيد ، لتحدثه بما قاله براء بالتفصيل ..
فانقبض قلب حمدى ، مردفا ، معجول وصل الخبر ليهم بالسرعة دى ، ده انا متفق عشية مع حمدان بيه على المعاد .
كيف هيعرفوا ،معجول يكون فى بنا خاين هيشتغل معاهم ومعانا فى نفس الوقت .

 

 

 

فدق قمر فى قلبها الخوف مردفة …استر يارب .
حمدى ..طيب أجفلى دلوك ، وهتصل بيكى تانى عشان أجولك هنعمل إيه فى الشغل .
عشان المرة دى هنحتاجك ، عشان وش جديد وعتمشى الحال .
فرفضت قمر مردفة بغضب…لااااا مش عايزة ،كفايا المرة اللى عدت ، ده انا كنت هموت فيها .
فضحك حمدى …لا يا جلبى مينفعش خلاص تجولى لأ.
انتِ دلوك بچينى منينا وعلينا .

وكمان الناس اللى عتاخد الحتة منيينا محتاچين يشوفوا الجمال المصرى الصور ، مش الحچات المضروبة اللى عنديهم.
يعنى چوزك المغفل عيجفش فى الحتة الملعوبة وأنتِ عتكونى فى الحتة التانية عاد .
ثم أخذ يضحك بهيسترية ، ثم أغلق الخط فى وجهها .
فألقت الهاتف على الفراش ، ثم ألقت بنفسها عليه تبكى بمرارة على ما فعلته فى حق نفسها .
حتى نامت من كثرة البكاء .

لم يعد محفوظ قادر أن تجمعه غرفة واحدة مع إلهام فهو يحبها ويشهيها ولكن ما حدث جعله لا يستطيع الأقتراب إليها ، لذا قرر أن يخرج ولا يعود الا للنوم لكى يتجنب رؤيتها .
وعندما رأته إلهام على هذا النحو شعرت بالقلق وحدثته أن يبقى معها ولكنه سخر منها بقوله .
..ليه صغيرة وعتخافى من البسة ولا ايه عاد ، ده أنتِ عينيك فيها رصاصة .
إلهام …لا ، خايفة عاد من أمك يا محفوظ.
محفوظ …ومالها امك يا حزينة هتكلك إياك !
إرتجفت إلهام …لا هطين عشتى يا محفوظ ، انت خابرها من زمان مش هطقنى ولا تطيق امى ،ودلوك مصدجت سبب تطلع عليه فيه الجديم والجديد .
فمتسبنيش الله يخليك ، لانى انا أستحمل جسوتك عليا مهما عملت يا محفوظ ، عارف ليه ؟
فطالعها محمود بإندهاش .
فتابعت إلهام …عشان بحبك يا محفوظ ،وخابرة انك بتحبنى بردك لكن اللى حوصل صعب جوى وانا خابرة ده زين .
وخابرة مش بالساهل تسامح يا واد عمى ، بس هدعى ربنا يحنن جلبك عليه ومسيرها الأيام تثبلك انى إلهام اللى حبتها وان اللى حوصل كان غصب عنى ، غصب عنى .
ثم بدئت فى بكاء اخر وكأنها تبكى دما من القهر .
فنظر لها محفوظ بإنكسار وكاد للحظة أن يضمها لصدره ويربت على ظهرها بحنو لكى تهدىء بين اضلعه ولكن مازال جرحه عميق ويظن أنه لن يشفى ابدا .
لذا خرج وأغلق الباب بقوة من ورائه ، ثم وقف للحظة عندما سمع شهقات بكاؤها .
فقبض على يديه بقوة من الغضب ، ثم خرجت والدته من غرفتها فرأته على هذا النحو والغضب يتطاير من عينيه .
فحركت شفتيها بإستياء وخطت نحوه مردفة …يا ترى ايه اللى مصحيك بدرى أكده يا عريس الغفلة ، وسايب السنيورة بتاعتك نايمة .
طبعا مهو على ايديها نقش الحنة وفاكرة نفسها عروسة بحق وحقيق ، وانا عرفة اللى فيها .
فوضع محفوظ يده على وجهه واستغفر ثم أردف بغضب …ياما الله يخليكي أصطبحى وجولى يا صبح ، انا مش ناجص ، ارحمينى ، وكفاية اللى انا فيه .

 

 

 

والدة محفوظ ..وايه اللى جبرك على الهم ده يا ولدى ،انت اللى چبته لنفسك عاد ، كنت سبتها مقصوفة الرجبة دى للكلاب تنهش فيها لغاية ما تموت ونخلص من عارها .
محفوظ بإنفعال …حرام عليكى ياما ، دى دمنا ولحمنا ، وانا كان لازم استر عليها .
والدة محفوظ …لا يا ولدى مش أكده ، جول انك لسه عتشجها ، وده باين فى عينيك .
بس يا ترى هى عتشجعك ولا عشجت اللى ضحك عليها .
فصرخ محفوظ حتى كادت أن تتصدع أركان البيت من صوت صرخته ….بزياااااااادة حرام عليكى .
ومش هتستريحى غير لما أدخل اكتلها جدام عينيكى .
فابتسمت ببرود …ياريت تلجأ أكده غسلت عارك صوح .
فأنفض محفوظ جلبابه بغيظ ثم غادر سريعا تحت أنظار أمه المشتعلة بالحقد على إلهام .
……..
قامت زاد من مجلسها مع زهيرة مردفة …أجوم انا بجا يا مرت خال ، أغير خلجاتى وأروح أطمن على خالى عشان جلبى موغوغش عليه فى المستشفى.
فطالعتها زهيرة بلا مبالاة وصمتت.
فتعجبت زاد من صمتها وعدم تأثرها بمرضه أو طلب زيارته .
وتسائلت ألهذا الحد تكرهه ولما ؟
فربتت زاد على كتفها بحنو مردفة ..مش عايزة تيچى معايا المستشفى تتطمنى عليه ، يمكن لما يلاجيكى چمبيه يتحسن .
وده واچب بردك ..
فزفرت زهيرة بضيق مردفة بحنق …لا ، انا مش عايزة أشوفه خلقته .
هملينى عاد لحالى .
تعجبت زاد بقولها …للدرچاتى عتكرهيه !
بس دلوك هو بين يد ربنا ، فمعلش لوجه الله تعالى على نفسك وزوريه ده چوزك بردك وليه عليكى حق مهما عمل .

فصرخت زهيرة بدون وعى ..لا مش چوزى ، وإلهى ربنا يعچل بأچله عشان أخلص منيه وكفاية العمر اللى راح هدر معاه.
ضيع شبابى وصحتى منه لله .
تبدلت تعابير زاد بصدمة مردفة بصدمة…مش چوزك إزاى ؟

ثم حاولت الدعابة بقولها …اه يمكن عشان أچوز عليكى ، فعشان إكده عتكرهيه جوى واعتبرتيه خلاص مبقاش چوزك .
فضحكت زهيرة ضحكة ممزوجة بمرارة الايام مردفة …يچوز ولا يولع مهيهمنيش .
فجلست زاد مردفة…لا أكده أمرك عجيب اوى يا مرت خال .
هو عمل ايه لكل ده ؟
فتنهدت زهيرة بغصة مريرة مردفة ..بصى يا زاد ، انا خلاص مبجتش جادرة أخبى اكتر من كده .
فعجولك على كل حاچة يمكن صدرى يستريح من الحمل التجيل اللى شيلاه على صدرى زمن بحاله .
سنين وانا شايلة چوه جلبى وساكنة ومستحملة ، بس خلاص يا ناس فاض بيا .
فعجولك بس توعدينى يا بتى ، أنه يكون سر بنتنا ولا حد يعرف من عيالى .
طالعتها بترقب مردفة …سرك فى بير يا مرت خالى .
جولى ووكيلك ربنا .

 

 

لتصعق زاد عند سماعها أول كلمة من زهيرة .
منصور الچبالى اللى عاش بنتنا سنين طويلة ده من چوزى .
چوزى أتكتل من زمان على يده .
ده مش منصور ، ده خالك التانى ممدوح اللى عمل نفسيه منصور واخد حاله كلاته من لقبه فى الحكومة ومرته وولاده وعاش عشته .
فشهقت زاد ….لا مش معجول .
خالى منصور ، هو خالى ممدوح .
لا يمكن !!

كيف حوصل ده ومن ميتى ؟ وكيف كتله !
وكيف سكتى السنين دى كلاتها ورضيتى تعيشى معاه على إكده ؟؟
زفرت زهيرة بضيق ثم بدئت تقص لها من البداية الحكاية .
من اول نشأتهم والكره الذى تنامى فى قلب ممدوح نحو أخيه لانه مميز عنه وناجح وأخلاقه لا غبار عليها أما هو ففاشل واختار طريق الشر وأنغمس فى المحرمات فغضب عليه والديه .
حتى أتى اليوم الذى خدع فيه أخيه بالتوبة وما كانت الا خطة لقتله وإنتحال شخصيته .
ثم موت أبيه بعد أن أدرك أن المقتول هو منصور وليس ممدوح .

زهيرة بغصة مريرة ….انا كمان كنت حاسه من كلامه وتصرفاته أنه مش منصور چوزى واتوكده لما غيرت ليه خلجاته وملجتش الوحمة اللى فى ضهره .
وكنت عموت ساعتها من الوجع والحزن وحولت أكتله واخد بتارى منيه ، لكن مجدرتش وهددنى بكتل ولادى جدام عينى لو اتكلمت أو جولت حاچة .
فسكت يا بنتى غصبا عنى وعشت معاه على أنه منصور بس طبعا من غير تلاجى بنتنا مع أنه عرض عليه الچواز لكن رفضت لانه عكرهه واتمنى الموت ولا أچوزه.
وعشت بس عشان ولادى وانتقلنا من البيت الكبير الجصر ده .
وهو قدم استقالته من الشرطة بحجة أنه خلاص مبجاش جادر على الشغل بعد ما أتصاب فى رچله .
وهما للأسف عملوا ليه معاش مبكر وادلوه كمان درجة لواء تكريم وبجا اللواء منصور ، شوفتى الهنا وهو أصلا مچرم كاتل أخيه ومهرب أثار وتاجر مخدرات ومغتصب البنات اللى عتشتغل عندينا .

فشهقت زاد ووضعت يدها على فمها كى تكتم أنينها المكلوم فى مقتل خالها منصور ، التى علمت فى التو لما تغير نحوها فجأة بعد أن كان حنونا معها ويلاطفها وفجأة أصبح قاسى عليها ولكنها كانت أوفر حظا من بنى خالها ، حيث كان يعنفهم ويضربهم بقسوة ، أما هى فكان يكتفى بالتعنيف ولا يضربها .
ثم سالت الدموع من عينيها بحرارة مردفة بمرارة …ياااه يا مرت خالى ده أنتِ طلعتى چبل عشان تستحملى كل ده لحالك وقدرتى تخبى السنين دى كلاتها .

 

 

 

زهيرة…ايوه يا بتى ، اتحملت ومستعدة أتحمل كل حاچة عشان خاطرهم ، مع انى طول عمرى شايفة فى عينيهم نظرة عتاب ولوم عشان كنت بسكت جدام جبروت ممدوح وظلمه ليهم .
وكانوا مستنيين منى أدافع عنيهم بس مكنتش أقدر اجوله لأ .
لانى خابرة غضبه كيف وممكن يعمل ايه عاد فيهم .
وعشان أكده كان غصب عنى هسكت وادعى ربنا يتصرف فيه بمعرفته ، والحمد لله أهو چه اليوم اللى انتظرته من سنين .
واهو عيتعذب ولا طايل حيا ولا موت .
ونفسى يجعد إكده كتير ميموتش دلوك .
لان الموت على طول راحة لأمثاله ، لكن الأحسن يعيش الموت كل دقيقة ويتمناه وميلجهوش .
طالعته زاد بإنكسار …ياااه كل ده فى جلبك من ناحيته .
ومش عجولك ميستهلش ، هو يستاهل فعلا ده واكتر .
بس مش خابرة حاسه ان شخصيته دى كانت بسبب چدى وچدتى الله يرحمهم .
لأن هما اللى ربوه على الكره والحقد والتفرقة بينه وبين خالى منصور .

تعجبت زهيرة بقولها …كيف ده !
يعنى هما اللى جاللوه اطلع واد ليل وحرامى وكتال كتلة .
كيف يعنى يطلع واحد حرامى وواحد ظابط !!
زاد بتروى …عفهمك يا مرت خالى .

أول شىء العقول دى بتاعة ربنا سبحانه وتعالى ، يعنى مش ذنبه خالى ممدوح أنه كان عقله على جده وكان عيسقط وملهوش فى التعليم ، لكن خالى منصور الله يرحمه كان ذكى وعيطلع الأول ديما كيف ما جولتى .
وده خلى چدى يحب خالى منصور ويعاقب خالى ممدوح ومن هنا حوصلت التفرقة بناتهم وكرهه خالى ممدوح لانه شايف أن أبوه مش عيحبه كيف منصور .
وده كان جدى غلطان فيها صوح ، لأن فى الاخر التنين عياله .
وبالعكس كان خالى ممدوح عايز إهتمام اكتر عشان يقدر يمشى شوية فى التعليم .
لكن اللى حوصل العكس وخرجه جدى من المدرسة خالص وهنا أتصاحب مع صحبة السوء .
وبرده جدى معرفش يعمل حاچة وسابه ليهم لغاية ما وصلت به الأمر للحصل.
يعنى الشاهد يا مرت خالى أن خالى ممدوح ظالم ومظلوم فى نفس الوقت ، فهمانى ؟

أومئت زهيرة برأسها مردفة …عنديكى حق ، بس مش كل اللى أبوه وأمه عيفرقوا بينه وبين أخواته عيعمل أكده برده .
مش توصل للكتل ولى بيعمله ممدوح ده .
ده شيطان يا بتى صدجينى .
ومحدش جدر عليه غير ربنا .

 

 

 

زاد بحزن …حاچة صعبة جوى ، ربنا يرزقنا حسن الخاتمة .
زهيرة….امين يارب .
بس صعبان عليه البت نهلة جوى ، لأنها مظلومة و اتخديت فى الرچلين ، ومش خابرة أساعدها كيف بعد ما وعدتها .
وخابرة أن مساعدتى ليها عتخلى عيالى مستغربين منى وفى رأسهم الف سؤال مش ععرف ارد عليه .

زاد بإندهاش …بچد !
كيف عرفتى أنها مظلومة ؟ مش يمكن عاد هى عملت أكده عشان يموت بدرى بدرى وتورثه ؟
عشان اكيد هى اتچوزته عشان ماله .

فنفت زهيرة ذلك بقولها …لا يا بتى متظلمهاش أنتِ كمان ، هى اتچوزته عشان سبب تانى خالص ، كانت عايزة بردك تاخد بتار اختها اللى كانت عتشتغل جبليها اهنه واعتدى عليها منصور لغاية ما ماتت فى يده .
واتچوزته عشان تنتقم منيه ،وهى لساها دلوك بت بنوت عشان كانت عتحطله أعشاب تخليه كيف الأخوات ميجربش منيها .
أما الحچات التانية دى اللى اخدها فمتعرفش چت منين .
هى بت طيبة جوى وملهاش فى السكة دى واصل .

اندهشت زاد بقولها …..طيب مين بس اللى يقدر يعمل أكده فى خالى وهو كيف ما بيجولوا منصور الچبالى اللى محدش يقدر يمسه .

زهيرة …الله اعلم يا بتى ، بس هو أعدائه كتير جوى .
زاد …طيب وهنعمل ايه مع نهلة طالما بريئة ،والأدلة كلها ضدها .

زهيرة …مش خابرة ، بس لزمن نشيع لها محامى يشوف اى طريقة من غير ما يجول الحقيقة عشان سمعتنا بردك بين الخلق .
فى مكان آخر
تحدث إثنين من الرجال مع بعضهما البعض على حافة مصرف .

منسى ….يلا ايوه أهنه عنجعد يا واد يا همام ، بس أدعى نعرف نصطاد من المصرف ده شوية سمك نرچع بيهم للولية التى هتتمسخر بيه كل ما أجولها عايز أصطاد تجوم تجولى ..جتك نيلة يا راجل ، جال تصطاد جال .
ده انا عمرى ما شوفتك چبتلى حتة سمكة واحدة توحد ربنا ، وعتروح تضييع وقتك بس .
منسى ….لا بإذن الله ، سمى الله بس وأضرب السنارة وعتطلع معاك سمكة كبيرة كمان وعتجول منسى جال .
فسم الله همام وألقى السنارة ، فشعر بثقل .
ففرح مردفا …والله عندك حق يا واد يا منسى .
بركاتك يا ولا ، شكلها سمكة كبيرة جوى جوى .

منسى …مش بجولك ، طيب شد يلا وفرحنا .
همام …مش جادر ، مش خابر تجيلة ليه أكده وكأنها سمكة جرش .
فضحك منسى ….مش للدرچاتى يعنى واستنى عشد معاك .
ليصرخ الأثنين عندما ظهر لهم ….؟

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أولاد الجبالي 2)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *