روايات

رواية سأنال مرادي الفصل الأول 1 بقلم بسنت جمال

رواية سأنال مرادي الفصل الأول 1 بقلم بسنت جمال

رواية سأنال مرادي الجزء الأول

رواية سأنال مرادي البارت الأول

سأنال مرادي
سأنال مرادي

رواية سأنال مرادي الحلقة الأولى

يجلس أحمد في شرفة شقته المطلة على النيل يشرب قهوته – مشروبه المفضل – ، يستمتع بنسمات الهواء العليل و على وجهه ابتسامة صافية، يبدو أنه يتذكر ذكرى جميلة، تنهد أحمد تنهيدة قوية ثم وضع فنجانه الفارغ وأغمض عينيه سارحا فى الماضى البعيد.
فلاش باك
فى الصعيد
الحج عمران : تعال يا ولدى اجعد، عاوزك فى موضوع مهم.
أحمد : خير يا أبوى.
الحج عمران : دلوجت أنت خلصت جامعتك الحمد لله، وبتشتغل، أظن كده مفيش حاجة تعطلك على جوازك من بنت عمك.
أحمد بتوتر : يا بوى، أأأنا… أنا…
الحج عمران مقاطعا : أنت إيه؟ انطج.
أحمد بترقب : بصراحة أنا بحب واحدة زميلتى، بنت ناس ومحترمة ولو شفتها…
الحج عمران صارخا بحدة : حب إيه؟ وكلام فارغ إيه؟ وبت عمك، الكل عارف إنكوا لبعض.
أحمد متوسلا : أرجوك يا بوى، اسمعنى بس، شمس دى زى أختى بالظبط.
الحج عمران : بطل كلام خايب، كتب كاتبك على بت عمك آخر الأسبوع، وده قرار نهائى.
أحمد : يا بوى أنت كده بتحكم عليا بالتعاسة كل حياتى.
الحج عمران بقوة : ده آخر كلام عندى، ولو مش عاجبك مشفش وشك تانى.
ثم تركه الحج عمران وصعد إلى غرفته، أما أحمد جلس مكانه لا يدرى ماذا يفعل؟ يتحدث مع من؟ فالكل هنا بنفس الفكر والعادات، الفتاة لابن عمها، سحقا لهذه العادات التى تجلب لنا التعاسة مدى الحياة.
ظل أحمد لمدة يومين يفكر ويفكر ، إنه لا يستطيع أن يترك حبيبته مهما كلفه الأمر، لم يتوصل إلا لحل واحد فقط وهو الهرب.
باااااك
فاطمة بمشاكسة : اللى واخد عقلك.
أحمد مقبلا يدها : أنت اللى واخدة قلبي وعقلي.
ابتسمت فاطمة بخجل وجلست بجانبه.
أحمد مقتربا منها ناظرا داخل عيونها : بعد ٢٥ سنة جواز ولسه بتتكسفى منى.
فاطمة : ربنا يخليك ليا يا أحمد.
أحمد بتنهيدة : ويخليك ليا يا حبيبتى.
ثم رجع بظهره للوراء ، وعاد لشروده مرة أخرى.
اقتربت منه فاطمة ووضعت يدها على كتفه.
فاطمة بقلق : مالك يا أحمد؟ إيه اللى شاغلك؟
أحمد : ولا حاجة.
فاطمة : إزاى ولا حاجة؟ شكلك في حاجة بتفكر فيها.
أحمد : فعلا، كنت بفكر في رحلتنا مع بعض السنين اللى فاتت دى.
فاطمة : ياااااه، دى أحلى رحلة.
أحمد : بجد يا فاطمة أحلى رحلة؟
فاطمة : طبعا، كفاية إن أنت دافعت عن حبنا قدام والدك وقدام العادات والتقاليد اللى كانت هتفرقنا عن بعض، ساعات بخاف تكون ندمت على حياتك معايا.
أحمد باستغراب: أندم؟!!! إزاى تقولى كده؟
فاطمة : يعنى بسبب إن والدك قاطعنا من زمان وعشت محروم من فلوسك وكده .
أحمد : أنت عوضتينى عن كل حاجة اتحرمت منها كنتى نعمة الزوجة والحبيبة والأم، والأحلى كمان نور هدية ربنا لينا، كفاية إنها شبهك في كل حاجة هدوءها رقتها كلها أنت.
فاطمة : ربنا يخليها لينا يارب.
أحمد : يارب، تعرفي نفسي السنة الجاية دى تخلص وأشوفها دكتورة بقى، حلمى وحلمك.
فاطمة : مفيش أسرع من الأيام .
صمت أحمد قليلا ولاحظت فاطمة شروده.
فاطمة : هاا، دماغك وصلتك لفين؟
أحمد باشتياق : للصعيد.
فاطمة بتفكير : إيه رأيك لو نروح زيارة؟
اعتدل أحمد في جلسته.
أحمد : بجد، بجد يا فاطمة رأيك كده؟
أمسكت فاطمة يده.
فاطمة بابتسامة : أيوة يا حبيبى ، خصوصا إنك قلت لى إن والدك طلب يشوفك، يبقى نروح كلنا ويشوف نور.
أحمد بلهفة : تمام، تمام، نتوكل على الله بعد امتحانات نور، هقوم أكلم الحج وأبلغه.
جرى أحمد على الهاتف كى يتحدث مع والده ويبلغه بقدومهم، كان فرحا مثل الطفل الصغير ، سعادته كبيرة تكاد تصل إلى السماء. كانت تنظر إليه زوجته وتتابع فرحته فهى تعلمه جيدا وتفهمه دون أن يتحدث.
في الصعيد
يجلس الحج عمران وقد تقدم العمر به ولكنه مازال محافظا على صحته وقوته وشخصيته القيادية، يجلس وحوله كبار العائلة ( ابنه الكبير عاصم، أخيه الأصغر رشوان، وحفيده مراد، وبعض من رجال العائلة الكبار).
رشوان بانفعال : وااااه يا خوى، بتجول إيه؟ أحمد عاوز يرجع تانى ومعاه مرته وبنته كمان، نسيت الفضيحة اللى عملها ولا إيه؟ نسيت بنتى اللى فضيحتها بجت على كل لسان عشان واد عمها اللى هملها ومرضيش يتجوزها؟ ها نسيت ده كله؟
عاصم : صوح يا بوى عمى عنديه حج، إزاى هتسامحه وترجعه وسطينا تانى.
كان الحج عمران يجلس يتابع ويستمع لكلام الجميع، الكل معارض، تركهم يتحدثون كيفما يشاءون.
الحج عمران : وأنت يا مراد معندكش كلام عاوز تجوله زى أبوك وعمك ولا إيه؟
مراد بهدوء : لا يا جدى عندى كلام طبعا، يا جماعة ياريت نحكم عقلنا شوية، الكلام اللى بتحكوا فيه ده فات عليه زمن وعمر طويل، عم رشوان الحاجة شمس اتجوزت وخلفت وعندها أحفاد دلوقت وسعيدة فى حياتها ونسيت حكاية عمى أحمد دى ، فيها إيه لو يرجع تانى وسطينا ونعرفه ويعرفنا.
عاصم بحدة: أنت بتجول إيه يا مراد، شكل جعدتك فى مصر نستك أصولنا، ولا يمكن جوازك من بنت البندر نساك عوايدنا.
مراد : لا يا بابا، أنا بفكر بالعقل والمنطق، يعنى أنت مش نفسك تشوف عمى وتقعد معاه زى زمان، أنت يا ما قلتلى إنكوا كنتوا صحاب، وأنا كمان نفسي أتعرف عليه، يا جماعة اللى حصل حصل خلاص، نصفى قلوبنا لبعض ، بلاش نضيع العمر اللى باقى كفاية اللى ضاع .
صمت الجميع بعد كلام مراد واستسلموا لقرار الحج عمران وصوت العقل.
( مراد عاصم الهندى، ٣٥ سنة، رجل أعمال، هادئ الطباع، رياضى جدا ، متزوج من سيدة المجتمع سوزان النجار ابنة رجل الأعمال المعروف ماجد النجار، يعشقها بجنون برغم دلالها الزائد ).
صعد مراد إلى غرفته في منزل جده، يبحث عن حبيبته، وجدها نائمة كالعادة.
مراد بصوت منخفض : سوزى، سوزان، إيه اللى نيمك بدرى كده؟
سوزان بنعاس : مرهقة أوى من السفر.
مراد : طيب قومى اقعدى معايا.
سوزان بضيق : أقعد إيه بس؟ مش قادرة بقولك، كفاية إنى جيت المسافة دى كلها بالعربية ومسمعتش كلامى وسافرنا بالطيارة.
مراد : خلاص يا حبيبى ، نامى وارتاحى ، أنا آسف.
سوزى بدلع : thanks baby.
تركها مراد ونزل كى يجلس مع والدته.
كريمة : تعال يا ولدى اجعد.
مراد مقبلا يدها : وحشانى أوى يا أمى.
كريمة : طمنى عليك يا ولدى وعلى أحوالك.
مراد : بخير الحمدلله، كل أمور الشغل متيسرة بفضل الله.
كريمة : الحمد لله، فضل ونعمة، مفيش حاجة جديدة.
مراد وقد فهم مغزى كلامها : لا يا أمى لسه.
كريمة بحزن : يا حبيبي كده كتير أوى، بجالكوا سبع سنين دلوجت ومفيش خلفة، نفسي أشوفلك حتة عيل جبل ما أموت.
مراد بحزن: بعد الشر عنك يا أمى، كله بأمر الله.
كريمة باستسلام: كله على الله، ربنا يكرمك بكل خير يارب.
بعد أسبوعين
تستعد البلدة كلها لاستقبال أحمد وعائلته، الكل برغم معارضته إلا أنهم مشتاقون لهذه الزيارة، فأحمد شخص مهذب يحترم الكل ، فالكل يحبه برغم ما فعله فى الماضى.
وصلت سيارة أحمد عند منزل العائلة، فوالده هو كبير هذه العائلة، ترجل أحمد من سيارته بمجرد ما رأى والده وجرى عليه وارتمى داخل أحضانه، كان اللقاء مؤثرا للجميع.
أحمد بعيون معتذرة : سامحنى يا بوى، حجك عليا.
الحج عمران بأعين دامعة : مسامحك يا ولدى، نورت بيتك.
خرج أحمد من أحضان والده بعد فترة ثم نظر فوجد أخاه الكبير عاصم، ينظر له باشتياق ظاهر ، ابتسم له وتبادلا الأحضان.
أحمد بدموع : وحشتنى أوى يا خوى.
عاصم بتأثر : بجيت مصرواى زى ولدى.
أحمد بابتسامة: أبدا، أنا أصلى هنا.
ثم ارتمى بداخل أحضان أخيه، وشددا من احتضان بعضهما البعض.
بعد فترة من الترحاب الكل بأحمد، لاحظ أحمد عدم وجود زوجته وابنته بجواره، وأنهما لازالتا داخل السيارة، حيث أحبت فاطمة أن تتركه ينعم بكل هذه المشاعر بمفرده.
ذهب عند زوجته وابنته واصطحبها لكى يعرفهما على العائلة، فلأول مرة تتقابل الوجوه .
أحمد بفرحة: دى فاطمة يا بوى مرتى.
الحج عمران مبتسما : نورتى بيتك يا بنيتى.
فاطمة : البيت منور بحضرتك يا عمى.
أحمد : و دى نور يا بوى، بنتى، تعالى يا نور سلمى على جدك.
الحج عمران : ما شاء الله، تبارك الله أحسن الخالقين، سميتها على اسم والدتك الله يرحمها، أصيل يا بنى.
بعد فترة
أحمد : وأنت يا عاصم ولادك فين؟
عاصم : أنا ربنا رزجنى بمراد بس.
أحمد : الحمد لله، فضل ونعمة، زى برده معنديش إلا نور.
عاصم : ربنا يبارك، هو مراد على وصول، أصله متجوز وعايش فى مصر، وشغله وحياته كلها هناك.
أحمد : ربنا يعينه .
عند والدة مراد
كريمة : نورتوا يا ست فاطمة.
فاطمة : ده نورك يا حجة، تعبناكى معانا.
كريمة : ولا تعب ولا حاجة، ده اليوم اللى مستنينة من زمان.
فاطمة : الله يخليكى يارب.
كريمة : ما شاء الله زى الجمر يا نور، ياريت كان عندى ولد تانى كنت جوزتهولك، ولا كنت شفتك من زمان ، كنت جوزتك مراد قبل ما يتجوز مرته دى.
فاطمة : ربنا يخليه ويسعده فى حياته.
فى المساء
خلد الجميع إلى النوم ، بينما ظلت نور فى حديقة المنزل ، كانت تقرأ فى مرجع مهم، فهى عاشقة للقراءة، ومما ساعدها على التركيز الهدوء وجمال الطبيعة من حولها.
(نور أحمد الهندى، ٢٣سنة ، بيضاء البشرة، محجبة، طالبة فى آخر سنة فى كلية الطب، محددة الهدف، تعرف طريقها جيدا، تعشق القراءة، هادئة الطباع، ودودة، منظمة جدا)
نور لنفسها : ياااه الوقت سرقنى وأنا بقرأ، هخلص الجزء ده وأطلع أنام.
فى هذه الأثناء وصل مراد متأخرا، حمد الله أنه لم يجد أحد مستيقظا؛ فهو بحاجة للنوم والراحة، وغدا يستعد لمقابلة عمه وعائلته.
تقف نور داخل المنزل الكون من طابقين، يبدو عليها الحيرة.
نور : طيب أنا مش فاكرة أى أوضة اللى هنام فيها، اللى فاكراه إنها فى الدور التانى، بس أنهى أوضة يا ترى؟ امممم متهيألى دى.
فى غرفة مراد
مراد : أنا جعان أوى، هنزل المطبخ أشوف أى حاجة آكلها.
وضع مراد يده على الباب لكى يفتحه وفى نفس اللحظة وضعت نور يدها على نفس الباب كى تدخل الغرفة، وفجأة انفتح الباب وصرخت نور فى وجه مراد.
نور بصراخ : بسم الله الرحمن الرحيم، أنت مين؟
مراد باستغراب : أنا اللى مين، أنت اللى مين وبتعملى إيه هنا، وداخلة أوضتى ليه؟

يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية سأنال مرادي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *