روايات

رواية ماتشو الفصل الثالث 3 بقلم هدى مرسي

رواية ماتشو الفصل الثالث 3 بقلم هدى مرسي

رواية ماتشو البارت الثالث

رواية ماتشو الجزء الثالث

ماتشو
ماتشو

رواية ماتشو الحلقة الثالثة

استيقظ الجميع على صوت صراخ رعد وهو يجرى من غرفته : ااااااع اااااااااع الحقونى ااااااااااع الحقونى تعبان فى اوضتى الحقونى تعابين فى اوضتى .
اسرع الجميع اليه ولكن فور ان رأوه وغضب ياسر وحازم واسرعا الى بناتهم بدخول الغرف،فهو شبه عارى يرتدى سرواله الداخلى الاسفل فقط، ويمسك منشفه فى يده،اقترب منه عمر مهدأ له : اهدى يا حبيبى اهدى ثعبان ايه بس لايمكن يدخل ثعبان البيت .
رعد فازعا : موجود فى اوضتى تعالى وشوفه بنفسك، ثعبان كبير منظره لوحده مرعب،انا كنت باخد حمام خرجت لقيته اتفزعت .
اقترب منه حازم قائلا : ازى هيدخل الثعبان بس وبابا عامل الحيطان سيرميك من بره على البيت كله داير، عشان مفيش حشرات تدخل البيت ؟
هدأ رعد بعض الشئ : معرفش حد بس يجيب حاجه نقتله بيها، انا اتفزعت وملقتش حاجه اضربه بيها .
اسرع اليه ياسر هو ويزيد وفهد، وكل منهم يمسك بيده عصا، وفتحو باب الغرفه بحذر،نظرو بالغرفه فوجدو بها ثعبان ضغم بالفعل فاسرع الثلاثه وانهال عليه ضرب بالعصيان،لكنه يضرب وكأنه لم يحدث له شئ، يتلوى فى الارض فقط،شك حازم انه مطاطى وليس حقيقي،فاشار لهم واقترب منه ببطئ، لمسه بيده فتأكد انه مطاطى وليس حقيقي فامسكه قائلا : ايه الهزار البايخ ده ؟
اقترب منه فهد وامسكه هو الاخر قائلا : ده تعبان لعبه بس ايه يشبه الحقيقي بالظبط .
شعر رعد بالخجل من نفسه فهو افزع الجميع، كان عليه ان يتحقق قبل ان يخرج بهذه الطريقه،ربت والده على كتفه وقال للجميع : معلش يا جماعه اى حد مكانه لازم يترعب، شكله تعبان كبير .
هز ياسر رأسه قائلا : اكيد عموما الحمد لله، يالا بينا كل واحد يرجع اوضته .
حازم : معلش يارعد يظهر حد حب يهزر معاك بس هزار رخم شويه،المهم الحمد لله عدت على خير، يالا يا شباب زى ماقال ياسر كل واحد على اوضته .
وقف صامتا وهو يجز على اسنانه، فهو ليس لديه شك ان من فعل ذلك هى لمار، ولكن ليس لديه اى دليل، ويشعر بحرج شديد من اعمامه، كيف يخرج هكذا دون ان يتأكد، نظر اليه والده وخرج هو اعمامه واولادهم، لم يبقا سوى فهد اخيه اقترب منه وضع يده على كتفه ومازحه قائلا : تعيش وتاخد غيرها بس مين اللى عمل كده؟
قبض على يده ونظر بغضب قائلا وهو يجز على اسنانه : هو فى غيرها مين اللى عايزه تهزقنى لمار طبعا بس ياولها منى .
فكر فهد قائلا : معقول بس جابته منين هى خرجت اصلا ؟!
فكر رعد قائلا : مش عارف هى فعلا مخرجتش، بس يعنى معقول تكون عامله حسابها من قبل كده، بس ازى هو حد كان يعرف اللى حصل ده اصلا، ولا حتى يتوقعه .
زمت فهد على شفتيه قائلا: فعلا معاك حق، عموما يالا اهدى كده ونام لك شويه عشان ترتاح .
هز راسه دون كلام، خرج فهد وتركه،استلقى هو على سريره غاضبا، يفكر فى كل ماحدث،عاد ياسر الى غرفته نظرت اليه ماجده قائله :ايه اللى حصل وفعلا فى ثعبان فى اوضته ؟
فكر قائلا : لاء ده ثعبان لعبه، المهم روحى اطمنى على بناتك، واتأكدى ان كانت لمار لها دخل فى الموضوع ده ولا لاء .
خرجت مسرعه واطمأنت عليهمن وعادت اليه قائله : لقيتهم فى اوضهم هديو من الخضه وهينامو .
نظر اليها قائلا : ولمار كانت هاديه ولا فرحانه فيه ؟
ترددت : كانت عاديه وبعدين يعنى هى هتجيب تعبان منين، ولا حتى هى ليها فى المقالب دى، انت عارفها كويس .
نفخ قائلا : ماهو ده اللى مجننى، محدش له مصلحه غيرها، وهى مخرجتش لما روحنا البيت، اخدت لبسها ورجعنا على طول، معقول تكون جايبه من قبل كده ؟
ربتت على كتفه قائله : اهدى والحق ريحلك شويه قبل الفجر ومسرنا هنعرف يالا .
هز رأسه وجلس على طرف السرير وهو فى حيره من امره،اما لمار كانت فى غرفتها، تقفذ وترقص احتفالا من فوزها على رعد فى اول جوله، وهى تضحك عليه وتقول فى عقلها : ده انا لسه معملتش حاجه، ومحدش هيتخيل ان انا اللى عملت المقلب، ماهو محدش يعرف ان عندى تعبان مطاط اصلا .
جلست على طرف سريرها ونظرت بتوعد وقالت : ولسه ده اللى جاى اكتر ده هزار بس .
واستلقت على سريرها فى سعاده،وهى تخطط للمقلب التالى .
فى اليوم التالى فى الصباح نزل الجميع، وبداوا فى التجمع لتناول الافطار معا،كان الكل يتثأب ويظهر عليهم الارهاق، نزل رعد اخرهم فقد ظل مستيقظ فتره بعد ان تركه فهد، اقترب من الطاوله، فلم يجد مكان خالى سوى بجوار لمار، تضايق وظل واقفا

 

 

 

مكانه فنظر له حازم قائلا :اقعد جنب عروستك، احنا سيبنلك مكان جنبها، عشان تتعودو على بعض .
جزب الكرسى وجلس الى جوارها، ونظر لها وابتسم ابتسامه مصطنعه، فبادلته الابتسامه المصتنعه وهزت رأسها برخامه، ونظرت الى طبقها وهى تدارى ضحكتها،فتأكد انها هى من وضعت له الثعبان، وقرر ان ينتقم منها، مال نحياتها وقال بصوت خفيض وهو يجز على اسنانه : مش هعديهالك .
ابتسمت وقالت بصوت خفيض : تعيش وتاخد غيرها يا سبعى .
نفخ فى غضب ونظر لها متوعدا، فضحكت ونظرت الى الجه الاخرى، بدأو تناول الطعام قال حازم : بعد الاكل ان شاءالله هاخد رعد ولمار وسيف وننزل الارض، اعرفها لكم عشان طول الفتره اللى هتبقو موجودين فيها هنا هترعوها وتتابعوها .
اكمل ياسر : ايوه لازم عشان محدش يسرقنا .
تعجب سيف قائلا: احنا ليه مخدنهاش منهم بالمحكمه وخلاص ؟
حازم : بالمحكمه كنا هنخسر المحصول بتاع السنه دى .
اكمل ياسر : مش بس كده، دول هيوقفو سوقها ومش هنقدر نبعها .
عمر :الناس اللى هنا طيبين جدا، لكن عند الارض متشددين جدا،الارض عندهم عرض، وهما بيعتبروها ارضهم، لو اتفقت معاهم هتاخدها، وهما كمان اللى يحافظولك عليها .
حازم :لكن تحاول بالقوه كلهم يتحدو عليك، وتبقا انت الخسران .
وبعد انتهو من تناول الطعام خرج حازم ومعه الثلاثه، ومرو على جزء من الارض واتفق معهم انهم سيخرجو كل يوم لرؤية جزء منها،
وفى المساء دخلت ماجده ل لمار غرفتها ونظرت اليها قائله : قوليلى يا لمار، انت مش كنتى عامله بحث مره زمان عن الحيوانات البريه، وكنتى شاريه مجموعه منها مطاطيه ؟
فهمت لمار سبب سؤالها لكنها لن تكذب عليها فأجابتها قائله: اه حصل .
اخذت نفس وزفرته قائله: يعنى انتِ اللى حطيتى التعبان فى اوضة رعد .
ادارت وجهها للجه الاخرى قائله : ايوه لازم اعلمه الادب واحرمه يمد ايده على بنت تانى .
ربتت على كتفها : طب يابنتى خلى بالك لان النار اللى بتلعبى بيها ممكن تحرقك،انتِ بنتى وجب عليا احذرك،انا مقولتش لابوكى ولا هقوله، بس لازم تفهمى ان اهنتك ليه، من اهنتك لنفسك ولابوكى، فكرى فى كلامى كويس .
تنهدت قائله : متخفيش انا عامله حسابى كويس، وعارفه انا بعمل ايه .
تنهدت وهزت راسها حزنا عليها وخرجت وتركتها، نظرت لمار الى الباب بأصرار وتوعد لرعد، اما هو جلس بغرفته هو الاخر يفكر فى شئ يرد به الضربه لها .
…………
بعد ان عادو من العمل جلست لولو فى البهو تنتظرهم بطلب من جولناى، نزل الثلاثه من الاعلى وكل منهم يرتدى بشكير فوق ملابس السباحه، اشارت جولناى الى لولو قائله : احضرى حاسبى رجاً وتعالى معنا حوض السباحه، انتظر رساله مهمه .
هزت رأسها بالموافقه واحضرت الحاسب وذهبت خلفهم، نزل الثلاثة الحوض وفتحت هى الحاسب، وجلست على احد الكراسى، ووضعت الحاسب امامها فهو كرسى يشبه الاريكه لكن بلا ظهر، اتت رساله فقالت : لقد اتت الرساله .
جولناى من داخل الحوض: اقرأيها .
بدأت قرأتها: الى السيد ايفى ( تعجبت ) كيف ذلك .
ايفى : اظنكِ احضرتى حاسبى بدلً عن حاسبها، لكن جيد سأتى لارى الرساله تعالى ساعدينى فى الخروج من الماء .
لم تفهم ماذا يقصد فقامت اقتربت من الحوض، مد يده لها قائلا : هاتى يدك لامسك بها واخرج .
صدمت ولم تعرف ماذا تقول، فنادها قائلا : هيا اسرعى فإنها رساله مهمه .
اخذت نفس وزفرته ومدت يدها وهى تقنع نفسها انه عمل ولا مشكله فى ذلك، امسك يدها وخرج من الماء لكنه كان ثقيل عليها، فقدا يقعا الاثنان لولا انه تمسك بها كأنه يحتضنها، فأنتفضت وارتبكت جدا وكادت توقعه فى الماء مره اخرى وهى تبعده عنها، نظر اليها مستنكرًا: ما هذا الا تستطعين جذبى لست ثقيلا الى هذا الحد ؟!
لم تستطع ان تجب وكانت فى حاله صعبه، من شدة التوتر والغضب، فجسده رياضى طويل القامه وهى رفيعه نوعا ما، ضحك جيهان وهو فى الماء قائلا: انت المخطأ الا ترى كم هى رفيعه كيف ستمسك بك .
زاد توترها وتصببت عرقا، وبدات تفتح قبضتها وتغلقها عدة مرات، محاولة تهدات نفسها، فهى تعرف انهم يعتبرون هذا شئ عادى بالنسبة لهم،لكنها لا تتحمله من الاساس، اسرع هو الى الحاسب بعد ان ارتدى بشكيره، غير مباليا لغضبها الذى كان واضحا من نظرتها له، ندتها جولناى قائله : رجاً احضرى حاسبى من الداخل كى لا افوت الرساله .
وجدتها فرصه لتبتعد ربما تهدأ قليلا، تحركت مسرعه لاحضاره، رمقتها جولناى حتى دخلت ونظرت اليه قائله فى حده: انت كيف تخجل الفتاه هكذا ؟
نظر اليها مستهزأً وغير مباليلاً: لم اقصد .
وعاد الى النظر فى الحاسب، رمقته بنظرة غضب واستنكار، فابتسم وهز رأسه واخذ نفس وزفره ونظر لها بطرف عينه، ضحك جيهان عليهم وخرج من الماء، جلس بجوار ايفى وهمس : ابتعد عن الفتاه انها ليست مثل الفتايات التى تعرفهن .
نظر اليه مستهزأً : اتصدق ما تقول (ضحك بصوت عال) اتركنى اعمل .
اخذ نفس وزفره واستلقى على الكرسى الاخر بعد ان ارتدى بشكيره، عادت ومعها الحاسب وضعته امامها على الكرسى الثالث بعيد عن ايفى، وجلست تنظر به فى خجل شديد محاولة تهدأة غضبها، خرجت جولناى من الماء هى الاخرى، وجلست الى جوارها همست لها قائله : لا تغضبى انه لم يقصد كان يظن نفسه نحيلا .
هزت رأسها مع ابتسامه هزيله مرتبكه، وظلت تنظر فى الحاسب وهى تجز على اسنانها وتغلق قبضتها، اتت رساله وبدأت جولناى بقراتها، ونادت جيهان لينظر معها فقام جلس الى جوارها، وكان قريب من لولو فانتفضت قائله : ساذهب الى غرفتى فقد ابتلت ملابسى .
وتحركت مسرعه دون انتظار الرد، زفرت جولناى ونظرت الى جيهان قائله: ما بك انت الاخر ستفعل مثله؟!
عبث قائلا : لم اكن اقصد ولم اتوقع ان تخجل هكذا، لم تكن الكتابه واضحه فاقتربت، ( اخذ نفس وزفره) سأعتذر لها عندما ندخل ارنى الرساله .

 

 

 

نظر اليهم ايفى وهز رأسه مستنكر ونفخ عابسا، وظل ينظر الى الحاسب، وبعد قليل دخلو جميعا كانت هى مازلت فى غرفتها، فذهبت اليها جولناى هى وجيهان، دقت جولناى الباب لكنها لم تجيب، فدقتها مره اخرى فاجابتها من الداخل : لحظه واحده كنت فى الحمام .
وضعت وشاح على راسها وفتحت لها الباب، نظر اليها جيهان قائلا: اعتذر منك لم اقصد مضايقتك .
هزت رأسها وابتسمت: لا داعى للاعتذار فانا اعرف انك لم تقصد، ولكن ملابسى ابتلت بسبب اخى ايفى .
وضع يده على كتفها قائلا : اذاً لست غاضبه منى؟
فانتفضت وابتعدت نفخ قائلا : ماذا لم اقصد شئً (تافف) انا ذاهب .
وتركهم وذهب ربتت جولناى على كتفها قائله: لا تغضبى هكذا هو كان يرضايكى، لم يفهم انك مازلتى متوتره من ما حدث، ساذهب اشرح له وانتِ ارتاحى كى تهدأ اعصابك .
تركتها وذهبت اغلقت هى الباب ووقفت تكلم نفسها قائله : وهو يعنى لازم يحط ايده على كتفى ؟! انا اصلا لسه متلمتش على نفسى، من ساعت ايفى افندى ده ما مسكنى، فاكرنى عمود نور زيه ولا مستخف دمه، ايه ده بنى ادم سخيف ياستير يارب، ربنا يعدى الايام دى على خير .
واستلقت على سريرها محاولة تهداة نفسها .
…………
فى اليوم التالى ظل رعد يراقبها من خلف باب غرفته وكان يبدو عليه الغضب الشديد، حتى مرت امامه فجزبها بسرعه واغلق الباب ونظر لها محذرا: حركات العيال وشغل العفاريت ده مش معايا انا، ماشى المره دى تحذير المره الجايه مش هيحصل كويس .
تعجبت قائله : حركات عيال ايه وعفاريت ايه؟ انا الحق عليا انى قولت اسيبك ليله تنام، بس ملحوقه(بتوعد) انا مبقاش لمار ياسر لو عرفت تنام ليله تانى،اوعى كده من طريقى .
وتجاوزته وخرجت من الغرفه،ظل واقفا مكانه فى ذهول وهو يقول فى عقله: يعنى معقول امال اللى انا شوفته امبارح باليل ده ايه يكون فى عفريت فعلا؟! لاء مش ممكن اكيد هى كدابه،دى لو مش كدابه تبقا واقعه منيله (قبض على يده وجز على اسنانه)منك لله يا لمار يا بنت عم ياسر منك لله .
خرج من الغرفه ونزل الى الاسفل وهو شارد الذهن، كانت هى تراقبه من بعيد وكلما نظر لها القته بنظره متوعده، وعندما يدير وجهه تضحك عليها فقد اقنعته انها لم تضع له شئ، ظلا هكذا حتى اتى الليل، اطفأ نور الغرفه، واشعل ضوء صغير ظل جالسا على سريره يرقب الباب،حتى خارت قواه وغلبه النوم جالسا، اقتربت من الغرفه بهدوء وفتحت الباب دون اصدار صوت، وراته وهو نائم جالسا فكتمت ضحكتها كى لا يسمعها،استيقظ فجأةً ورأها فأنتفض واسرع امسكها من ذراعها قائلا: يعنى انت اللى عملتى لعبة العفاريت امبارح انا كنت متاكد، وخلش عليا كلامك .
جذبت ذراعها منه وضحكت بتفاخر: ايوه بأمارة انك نايم وانت قاعد صح .
زاد غضبه ورمقها بنظره غاضبه والتفت الى الباب فأتته فكره، وتحرك مسرعًا اغلق الباب بالمفتاح وخبأه فى جيبه، وتحرك ببرود وجلس على طرف السرير وهو يضع صاق على صاق مبتسما بمكر ونظر لها متحديا ايها، فشعرت انها اخطأت بدخولها غرفته فقد اوقعت نفسها فى مشكله فغضبت ونظرت له قائله: انت قفلت الباب ليه افتح الباب بسرعه والا مش هيحصلك كويس .
استلقى على السرير وضع يديه تحت راسه واشار لها بقدمه رافضا،فزاد غضبها قائله : افتح الباب بقولك والا هصوت واقول انك عايز تعتدى عليا .
ضحك متحديا لها: يالا اصرخى وانا هقولهم كدابه، والمره دى بقا هيصدقونى، ماهو مش معقول هجيبك اوضتى فى نص الليل، عشان اعتدى عليكى، لكن لما اقول انك جيتى ليا باردتك ومزاجك محدش هيكدبنى .
قبضت على يدها وجزت على اسنانها: اسمع لو مفتحتش الباب دلوقتى هنزل فيك ضرب، مش هخلى فيك حته سليمه، واخد المفتاح وأخرج .
زادت ضحكاته وفتح ذراعيه وهو يشير لها: يلا تعالى ماهو اصل اللى هيسمع الصوت مش مش هيفكر انه ضرب .
ونظر لها متحديا اشاحت وجهها عنه من شدة غضبها وقبضت على يدها وهى تجز على اسنانها،وظلت تتحرك بالغرفه ذهابا وايبا محاولاة تهداه نفسها لتفكر فى حل،خبط بيده على السرير الى جواره قائلا : متتعبيش نفسك وتعالى نامى، والصبح ابقى دورى على تبرير للوضع اللى انت فيه،لانى مش هخرجك الا الصبح .
توقفت للحظات وفكرت قائله: عندك حق بدل منا تعبه نفسى، منا اصلا اتدبست فيك وخلاص مش هتفرق يالا اهى جوازه والسلام .

 

 

 

نظر لها متعجبا ورفع حاجباً : نعم اتدبستى فيا، انا اللى اتدبست يا ماما مش انتى .
جلست على طرف السرير من الجه الاخرى له واشارت بيدها: مش هتفرق المهم ان كده خلاص مبقاش فيها طلاق بعد فتره،وخلى بالك انا مقبلش تكون فى حياتك ست غيرى، اه انا زى الفريك محبش شريك .
نظر لها مصدوما واشاح بوجهه الى الجه الاخرى،وفكر ان هذه الفكره ستضره هو الاخر، فتنحنح قائلا : عموما انت بنت عمى وصعبتى عليا فهفتحلك الباب،بس عشان اثبتلك انى احسن منك،وكمان لان لعبتك خلاص اتكشفت .
وقام فتح لها الباب فخرجت مسرعه، وعادت الى غرفتها وهى غاضبه جدا،فهى رغم تاكدها انه سيتركها تخرج الا انها شعرت بضيق شديد، لدخولها غرفته فى وقت كهذا،وقررت انها لن تدخل غرفته ليلا مره اخرى، لكنها لن تتراجع عن ما عزمت عليه، شعر هو بزهو الانتصار فقد افسد مخطتها واوقعها فى ورطه،صحيح انه اخرجها مره اخرى، لكن هذا يجعلها تفكر جيدا قبل ان تفعل له شئ مره اخرى، فى اليوم التالى لم يخرج حازم هو والاولاد ويذهب الى الارض مثل الايام السابقه، لان لديه بعض الاعمال سينجزها عن طريق الإنترنت، صعدت لمار الى غرفه اخوتها جلست معهم قائله : ايه بنات مالكم ديما حبسين نفسكم هنا ومش بتنزلو ؟
نظرت لمار لشهندا تنتظر منها اجابه لكنه نظرت الى الاسفل ولم تجيب، فنظرت الى شهد فاخذت نفس وزفرته قائله: بتسالى وكأنك مش عارفه بابا ودماغه ؟
ابتسمت : منا عشان عارفه بابا ودماغه، بقولكم ننزل نقعد شويه فى الجنينه مش هنخرج بره .
فكرت قائله : انما قوليلى مش شايفاكى عملتى حاجه لرعد، من بعد حكاية التعبان ايه خلاص استسلمتى ؟!
وضعت صاق على صاق وضحكت ونظرت بمكر: لاء بس دى هدنه لحد لما البيت يفضى علينا عشان ابقا براحتى .
نظرت اليها شهندا وابتسمت وعادت الى النظر للاسفل، وابتسمت شهد وتنهدت: تعرفى نفسى ابقا زيك اخد حقى بأيدى مبقاش ضعيفه ومكسوره .
رفعت راس شاهندا بيدها وامسكت يد شهد وابتسمت : اوعى تخلى النظره اللى فى عينك دى تفضل لازم تخرجى من الحاله دى، من ساعت ماطلعت نتيجة الثانويه العامه وانت بقيتى كده، دى مش اخر الدنيا هو انت اول واحد تجيب مجموع صغير، محصلش حاجه .
امتلأت عيون شاهندا بالدموع واخذت نفس وزفرته: كان ممكن لو مكنش بابا بهدلنى، وكملت بالاستاز يزيد اللى جه وفرد نفسه عليا،( بدأت فى البكاء ) لولا انت هزقتيه وماما بهدلته يمكن كان ضربنى،وكمان اتسببت ان شهد اتنزلت عن حلمها، عشان تبقا معايا، لان بابا رفض اننا ندخل جامعه خاصه،مع انه مسفر يزيد يدرس بره،(ابتلعت ريقها بصعوبه) كل ده وتقوليلى محصلش حاجه، انا مش قادره استحمل خلاص تعبت نفسى اموت وارتاح .
احتضنتها لمار : اوعى تقولى كده فين ايمانك بربنا، وبعدين ماما مسكتتش وبهدلته هى كمان، وكانت هتسيب البيت لبابا عشانك، يعنى كلنا خدنالك حقك ليه الكسره دى ؟!
ازدادت فى البكاء : هما كسرونى وخلونى ضعيفه، هما اللى وصلونى لكده، انا بقيت اكره كل الرجاله واولهم يزيد، (وتنهدت بوجع)ونفسى مكرهش بابا .
انهمرت الدموع من عيون شهد هى الاخرى قائله : هو السبب اصلا من زمان وهو معتبرنا مش موجودين، ولا بيسأل عنا ولما نطلب حاجه يعمل خنافه وموال لحد لما يجبها، انما يزيد بيه اللى يطلبه وبزياده حتى لو مش محتاجه،طلما طلبه يبقا خلاص .
اكملت شاهندا بحسره وقهر: مدام بناكل ونشرب فى البيت عايزين ايه تانى، زينا زى اى حيوان بيربيه فى البيت .
نظرت اليها شهد بحزن وانكسار: ده لولا وجودك فى البيت كان زمنا اتدمرنا من زمان .
ابتلعت شاهندا غصه فى حلقها: وكملت باللى حصلك يارتنا نقدر نعمل زيك،او حتى نهرب من البيت ده، مش عايزه ارجعله تانى انا بكره بكره، بكره كل لحظه عشتها فيه وبدعى ربنا مرحعلوش تانى ابدًا.
كانت لمار تحاول ان تدارى دموعها التى باغتتها ونزلت، فهى لاتريد ان تزيد حالتهم تلك،فصمتت للحظات حتى استطاعت ان تهدأ واخذت نفس وزفرته لعدت مرات وابتلعت ريقها قائله: اسمعى بقا انت وهى هتنزلو معايا دلوقتى وهنقعد فى الجنينه، ومتقلقوش هو اكيد هيخاف من اعمامى، يالا بينا مش هسيبكم فى اللى انتو فيه ده، يالا هنقوم نتضوى ونصلى ركعتين لله وننزل ماشى .
مسحت كل منهم دموعها وهى تحاول التوقف عن البكاء،واومأتا لها بالموافقه وقمن الثلاثه وتوضأن وصلين ونزلن الى الحديقه،بدان يتمشين فيها كانت لما تمازحهم، تمسك بعض اوراق الشجر وتقدمها لاحداهم على انها صحبه زهور، وتمثل كأنها شاب عاشق لها وتقفذ تحضر ورقه من اعلى الشجره،وتتصنع انها وجدت كنز ثمين، او تقذف الورق عليهم كأنها ثلوج تهبط عليهم فتبتسم الفتاتان ابتسامه ضعيفه هزيله، وظلت هكذا حتى انتزعت منهم الضحك، راهم مهند من بعيد فاقترب منهم وابتسم قائلا : بنات عمى القمرات بيعملو ايه فى الجنينه ؟
ابتسمت لمار قائله: بنتهوى شويه ونتفرج على الجنينه، انما ايه ده جدى عامل قصر كبير قوى .
ضحك مهند : فعلا بابا قالى مره انه كان عايز ولاده يعيشو معاه فيها عشان كده عمله بالحجم ده .
هزت لمار رأسها بحزن: الله يرحمه بس هد كل شئ بطردهم منه وفرقهم عشرين سنه.
هز مهند رأسه متعجباً: فعلا كان تصرف غريب منه،(ابتسم ونظر اليهم) تسمحولى اتمشى معاكم شويه ؟
ابتسمت لمار واومأت بالموافقه، نظرت شهد وشهندا كل منهم للاخرى ولم تنطق ونظرتا للاسفل، شعر مهند بخجلهم فنظر الى شهد قائلا : ايه رايك يا شهد لو هيضقيكو انى اتمشا معاكم هسيبكم وامشى عادى .
ارتبكت ونظرت وعادت الى النظر للاسفل : هاه ..لاء ابدا وهيضايقنى فى ايه ؟
حزن مهند لنظرة الانكسار التى بعينها وتنحنح قائلا: اصلى ديما شيافكم لوحدكم مش بتتكلمو مع حد خالص واخدين جنب كده يعنى .

 

 

 

اخذت لمار نفس وزفرته: اصل هما خجولين شويه، وملهمش فى الاختلاط مع اى حد .
ابتسم مهند : بس احنا مش اى حد احنا ولاد عم، وعموما وقت ماتحسو انى مضايكم قولو وانا هبعد فورا .
ابتسمت لمار: وهتضيقنا فى ايه بس احنا كنا بنتمشى، وبصراحه انا كنت واخدهم على ركن الموالح فيه فاكه جميله .
ضحك مهند: لاء لو كده انا كمان جاى معاكم، سمعت فعلا ان الفاكه بتاعتها جدى كان بيرعها بنفسه .
هزت لمار رأسها :فعلا سمعت الكلام ده .

تحركو جميعا كانت لمار فى المنتصف ومهند من جه واخوتها من الجه الاخرى، لكن مهند كان يركز نظره على شهد، يختلس النظر لها كلما اوتيحت له الفرصه، مما اربكها جدا وصلو عند الحديقه وبداو يجوبها، ويشاهدو الفواكه وشكلها الجميل على الاشجار،فطلب مهند من احد المسأولين عنها احضار بعض الفواكه لهم، وكان هناك طاوله قريبه منهم تحركو وجلسو عليها ينتظرو الفاكه،اتى سيف وانضم لهم قائلا : بنات عمى القمرات ومهند كمان ايه الجمال ده تسمحولى اقعد معاكم .
اشار له مهند على مقعد الى جواره : تعالى اتفضل فى كمان فاكه جايه دلوقتى واطباق من جوى كمان .
واذا بفهد ياتى هو الاخر قائلا : سمعت كلام عن اكل فقولت اجى ادوق .
ضحك مهند قائلا : هو انت يابنى مبتعملش حاجه فى حياتك غير الاكل .
فهد ضاحكا : لاء بلعب رياضه وبعدين هو فى حاجه احلى من كده فى الدنيا .

 

 

ضحكو جميعا واتت الفاكه وبداو فى تناولها،وتعالت ضحكات الشباب ومزاحهم، لكن الفتيات الثلاثه لم يكن اى منهم يصدر اى صوت بالضحك،ولم يكن يتكلم منهن سوى لمار،اتى ياسر وراهم ونظر لهم عابسا ونهرهم قائلا : انتو بتعملو ايه هنا ؟
عبست لمار ونظرت له قائله: مش بنعمل حاجه، لقيت اخواتى محبوسين فى اوضتهم، قولت امشيهم شويه وانضم لنا ولاد عمى وقعدنا هنا ندوق فاكة الجنينه .
رمق لمار بنظره غاضبه وزفر ووجه كلامه الى شهد وشهندا وهو يجز على اسنانه فى غضب شديد: يالا يا بنت انتِ وهى اطلعو فوق، وبلاش مصخره ودلع بنات، اما انت يا لمار فانت حره انت بقيتى على زمة راجل،( صارخا فيهم ) يالا بسرعه انت وهى .
انتفضت الفتاتان واسرعتا الى غرفتهم، ودخلتا واغلقتا على انفسهم وانفجرتا فى البكاء،اسرعت اليهم لمار وهى غاضبه من فعل والدها، علم حازم بما حدث وذهب الى ياسر ونظر اليه غاضباً : ايه اللى عملته ده ليه كده تهزق بناتك قدام ولاد عمهم ده كلام يا ياسر ؟!
اتى عمر هو الاخر غاضبا : ايه اللى عملته ده يا ياسر، انت لسه متهور مندفع زى زمان،السنين دى كلها مغيرتكش ؟!
زفرياسر قائلا : بقولك انت وهو انا حر اربى بناتى زى منا عايز، وانا مبحبش الاختلاط مع اى شباب حتى ولاد عمهم .
زاد غضب حازم ونظر له محذر: يعنى متعلمتش من اللى حصل زمان انت ايه يا اخى مفيش فيك فايده .
هز عمر راسه هو الاخر غاضبا،واذا باحد الخدم تاتى مسرعه : الحق يا بيه الست شهندا تعبت قوى ووقعت من طولها ومش عايزه تفوق وجسمها تلج وازرق .
فزع الثلاثه واسرعو الى الاعلى وارسل حازم لهشام الذى اتى مسرعا،وفزع عندما راى حالتها قائلا : …..
تفتكرو ايه اللى حصل ل شهندا وياترى ايه اللى حصل زمان 🥺

يتبع…

اترك رد

error: Content is protected !!