روايات

رواية جعفر البلطجي 3 الفصل الحادي عشر 11 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي 3 الفصل الحادي عشر 11 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي 3 البارت الحادي عشر

رواية جعفر البلطجي 3 الجزء الحادي عشر

رواية جعفر البلطجي 3 الحلقة الحادية عشر

كان جعفر جالسًا داخل البِنْاية على درجات السُلم بهدوء وهو ينظر أمامه في نقـ ـطة فارغة، يُفكر في شقيقته ومصيرها المجهول حتى الآن، مسح على خصلاته بضـ ـيق وهو يُفكر، دلفت ليان إلى بهو البِنْاية لتجد والدها يجلس هكذا
توقفت مكانها قليلًا تنظر إليه ثم تقدمت مِنّهُ بهدوء حتى توقفت أمامه قائلة:بابا
رفع جعفر رأسه ينظر إليها ليبتسم بخفة مقربًا إياها مِنّهُ قائلًا:مين جابك
أبتسمت ليان وقالت:عمو رمزي
حرك رأسه برفق ومسد على خصلاتها الطويلة البُنية قائلًا:ايه الحلاوة دي
أبتسمت ليان برقة ليبتسم جعفر ضاممًا إياها إلى أحضانه قائلًا:مدتنيش الحضن بتاع كل يوم يعني
عانقته ليان بـ حُبّ ليبتسم جعفر ممسدًا على ظهرها برفق علّ عناقها يُنسيه متـ ـاعب الحياة قليلًا، طبع قْبّلة على رأسها دون أن يتحدث، ظل كما هو حتى دلف رجلًا في عقده الرابع قائلًا:حضرتك جعفر عدنان
رفع جعفر رأسه ينظر إليه لـ يُبعد صغيرته عنّه وينهض قائلًا بنبرة هادئة:أيوه انا
رفعت ليان رأسها تنظر إليه لـ يَمُدّ يده إليه بورقة قائلًا:الأستاذ سراج أبو الفتوح باعت الورقة دي ليك
عقد جعفر ما بين حاجبيه لينظر إلى الورقة بهدوء، أخذها جعفر ونظر إليه مرة أخرى وقال بتساؤل وترقب:ورقة ايه دي بالظبط؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
“ورقة طلا قه مِنّ المدام أخت حضرتك مها عدنان!”
وكأن دلوًا مِنّ الماء المثلج قد سُـ ـكِبَ عليه بأكمله ليُصـ ـيبه بشـ ـلل كُلي، نظر إلى الورقة التي كان يُمسكها بهدوء تام ليسمع الرجُل يتحدث ماددًا بيده دفترًا ضخـ ـم قائلًا:إمضي هنا بعد إذنك
مَدّ يده وهو بالكاد لا يشعر بنفسه ليقوم بالتوقيع بهدوء مُمـ ـيت، ذهب الرجُل ليبقى جعفر كما هو الصـ ـدمة مازالت تُسيطر عليه، أقام سراج بمخـ ـالفة وعده إلى مها وأتمم إجراءات طلا قهما بالفعل، أقام بـ إطا عة شقيقه بالفعل وأنهى كل شيءٍ ير بطه بها؟
كانت هذه الأسئلة تدور داخل عقله بالإضافة إلى العديد مِنّ الأسئلة الأخرى، دلف إلى منزله بهدوء ومِنّ ثم إلى غرفته وهو مازال شاردًا وكأن شخصًا آخر هو مَنّ يتحـ ـكم بهِ كـ الإنسان الألي
دلفت بيلا إلى الغرفة وأغلقت الباب خلفها لتقترب مِنّ جعفر الذي كان جالسًا على طرف الفراش واضعًا راحتيه على رأسه التي كانت منخـ ـفضة إلى الأسفل متكـ ـئًا بـ مرفقيه على فخذه، عقدت ما بين حاجبيها وقالت متسائلة:في ايه يا جعفر داخل مش على بعضك ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وبالطبع لَم تتلقى أيا إجابة مِنّهُ مثل كل مرة لتُيقن بأن ثمة كا رثة جديدة قد سقـ ـطت أعلى رأسه كي تُعلن عن إصا بتها الجديدة، رأت هذه الورقة موضوعة بجانبه لتنحني بجذعها قليلًا ممسكةً بها تنظر إلى ما هو مكتوب بها بهدوء
حتى تلقت هي الأخرى صـ ـدمة أخرى جديدة تعلم أن خلفها كو ارث عديدة ستحدث، نظرت إلى جعفر وهي لا تجد أي شيء تقوله إليه، ماذا ستقول في مثل هذه المواقف وهي توضع بها لأول مرة، جلست بجانبه وحاوطته بـ ذراعيها قائلة:جعفر هَون على نفسك عشان تعرف تهَون عليها الموضوع مش سهل نهائي
لحظات مِنّ الصمت مرت ليرفع هو رأسه لتظهر خضراوتيه الملتمعة ليضـ ـرب على رأسه قائلًا بنبرة مختنـ ـقة:هاين عليا أقوم أخبـ ـط دماغي في الحيـ ـطة وأخلص … تعـ ـبت أقسم بالله تعـ ـبت يا بشر حرام انا مش حِمّل أي مصا يب أنا فيا اللي مكفيني ومش قادر أستحمل أكتر مِنّ كدا
ربتت على كتفه بمو اساة قائلة بنبرة حزينة:هَون على نفسك يا جعفر وأهدى الموضوع مش سهل وحسـ ـاس ومها لو عرفت هتبـ ـهدل الدنيا ولازم يكون في حد يهَون عليها عشان الوضع مش سهل
نظر حوله بنظـ ـرات مهـ ـزوزة وهو يقول:انا مش مصدق … عملها ليه انا كُنْت بفوقه بس مش أكتر … مكانش فـ نيتي إني أطلـ ـقهم وأخـ ـرب بيت أختي بـ أيدي … مستـ ـحيل كانت تحصل مِنّي بس دخول هاشم بَـ ـوظ كل حاجه حرفيًا … لا بَـ ـوظها ايه دا د مرها تمامًا
نظر إليها معتدلًا في جلسته مستردًا حديثه قائلًا:لعلمك خـ ـراب بيتها بسبب هاشم مش بسببي … انا لمَ أستعـ ـنت بيه كان لغـ ـرض إنه يكون على علم بس مش أكتر عشان ميعمليش حـ ـوار ويقول انتَ بتتصرف مِنّ د ماغك ومنـ ـيمني على وداني … مش انتِ عارفه كدا … مستحيل أبو ظ حياتها كُنْت عايزها تكون للأحسن واللهِ العظيم مش للأسـ ـوأ
حاولت تهـ ـدأته محاوطةً وجهه بيديها قائلة:عارفه واللهِ كل دا انا عارفه انتَ كُنْت عايز ايه ونيتك كانت ايه مِنّ ناحية أختك وعارفه إنك أكتر واحد بتخـ ـاف عليها حتى مِنّ نفسها أوعى تخلي الأفكار دي تستـ ـحوذ على تفكيرك وتصورلك إنك السبب لا بالعكس .. طول ما كانت نيتك خير عُمرها ما هتفتكرلك الشـ ـر … بس الأهم دلوقتي هتعرفها إزاي
شرد جعفر في نقـ ـطة فا رغة قائلًا:مش عارف … خا يف أوي أقولها ممكن يجـ ـرالها حاجه
زفرت بيلا ونظرت إلى الجهة الأخرى قائلة:وبعدين … سواء دلوقتي أو بعدين هتعرف وانا شايفه إنها تعرف دلوقتي أحسن ما تعرف مِنّ بره
______________________
كانت مها تجلس أعلى الفراش ضاممةً قدميها إلى صدرها ممسكةً بـ هاتفها تُحاول مهاتفة سراج للمرة الخامسة عشر لتكون النتيجة دون أدنى فائدة، زفرت بقلة حيلة وتركت الهاتف بجانبها ونظرت أمامها وهي تشعر بـ الضـ ـيق فهو لا يتركها تهاتفه كل هذه المرات عندما تهاتفه منذ أول رنين جرس يكون معها في المكالمة إذًا ماذا حدث هذه المرة
ظلت على هذه الوضعية لبعض الوقت حتى عادت تُمسك بـ هاتفها مرة أخرى محاولةً الإتصال بهِ علّهُ يُجيب هذه المرة ولكن لا فائدة فكما كانت تتوقع، عدم الردّ
وقف جعفر أمام غرفة صغيرته وشعر بالتـ ـردد الشديد فيما سيفعله ليشعر بـ يد بيلا توضع على كتفه مشددًا عليه برفق كـ نوع مِنّ الدعم قائلة:يلا متتـ ـرددتش … أجمـ ـد عشانها
نظر إليها جعفر وقال بتـ ـردد شديد:خا يف
شـ ـددت على راحة يده قائلة:دلوقتي أو بكرا هتعرف … حاول
نظر إلى باب الغرفة مرة أخرى وهو يشعر بالتـ ـردد الشديد ولَكِنّهُ تمالك نفسه وأمسك بمقبـ ـض الباب مشـ ـددًا عليه ثم فتحه بهدوء ودلف يليه بيلا وهي تُبصر مها تجلس أعلى الفراش تنظر إلى جعفر نظرة ذات معنى
أبتلع جعفر غصته وهو يرى هذه النظرات مصو بة إليه هو، توقف جعفر على مسافة وجيزة منها ناظرًا إليها بهدوء لتبادله نظراته دون أن تتحدث، فقط كل ما تفعله النظر إليه في صمت، مسح جعفر على خصلاته بهدوء وهو يُحاول إيجاد الطريقة المناسبة كي يُخبرها بشيءٍ كهذا
حاولت هي مهاتفة سراج مرة أخرى لتتفا جئ بـ إنغـ ـلاق الهاتف، نظر إليها جعفر نظرة ذات معنى وقال أخيرًا:مها
نظرت إليه دون أن تتحدث ليبتلع هو غصته قائلًا بنبرة متو ترة:انا … انا كُنْت جاي وعايز أقولك حاجه حصلت كدا يعني
صمت قليلًا ومسح على وجهه بتو تر مبا لغ فيه تحت نظرات بيلا التي كانت تقف بجانبه وتنظر إليه، حاول التحـ ـكم في نفسه حتى لا يفقد سيطـ ـرته على نفسه قبل أن يُخبرها قائلًا:سراج…
وقبل أن يُكمل حديثه كانت مها تقا طعه بنهوضها المفا جئ والأقتراب مِنّهُ مسرعة قائلة بلهفة:ماله جاي ياخدني مش كدا قالك إنه جاي تاني هييجي أمتى ومبيردش عليا ليه قوله يردّ عليا يا جعفر يلا وانا معاك أهو دلوقتي أتصل بيه مِنّ موبايلك وقوله ردّ على مها هو وعدني إنه مش هيسيبني وسراج بيعمل بو عوده انا عارفه قوله ييجي دا وحشني أوي
قا طع حديثها بقوله الصاد م إليها:سراج طلـ ـقك يا مها
صمت مُريب سيطر على الغرفة بأكملها بعد ما تفوه بهِ الآن، نظرت إليه مها بصـ ـدمة حقيقية، صـ ـدمة تُعبر عن هيئتها وذهولها وعدم تصديقها لِمَ تلقـ ـطه أذنيها الآن، نظرت بيلا إليه بتو تر شديد وهي لا تعلم ماذا سيفعل بعد أن أخبرها الآن
بدأت عينيها تلتمع وهي مازالت تحـ ـدق بهِ هامسة بتـ ـرقب:مين دا
لحظات مِنّ الصمت فيهم كانت تُحاول إستـ ـيعاب هذه الصـ ـدمة الحقيقية، تُحاول إستـ ـيعاب ما يحدث حولها، صر خت فجأة بوجهه وهي تُمسك بـ سترته قائلة بحـ ـرقة:يـعـنـي ايـه سـراج طـلـ ـقـنـي … يـعـنـي ايـه انـتَ بـتـقـول ايـه يـا جـعـفـر
حاوط ذراعيها وهو ينظر إلى عينيها قائلًا بثبات زا ئف:أهدي يا مها
صر خت بهِ مها مرة أخرى قائلة:أهـدى ايـه انـتَ بـتـقـول ايـه … يـعـنـي ايـه سـراج طـلـ ـقـنـي أزاي
أدمعت عينيه وأجابها وهو مازال ينظر إلى عينيها قائلًا:زي ما بقولك … هضحك عليكي ليه … سراج بعت ورقة الطـ ـلاق على البيت هنا وانا بنفسي اللي أستلمتها
أنهى حديثه وهو يترك ذراعيها ويُخرج الورقة مِنّ جيب سترته تحت أنظارها إليه وهي تُعيد خصلاتها إلى الخلف بصـ ـدمة كبيرة، مدّ يده بالورقة إليها وهو يقول:أهي … أسمك وأسمه وأمضته عليها … مش دي أمضته
أخذت الورقة مِنّ يده وهي تنظر إليها تحت نظرات بيلا التي كانت تتابعها بحزن ومعها جعفر الذي كان لا يقل شيئًا عنها، رفعت عينيها تجاهه بعد أن تأكدت بنفسها وهي تشعر أنها في كابـ ـوس وستستيقظ مِنّهُ، حاوط ذراعيها مرة أخرى وهو يقول:مها عشان خاطري
أبعدت يديه عنها بعنـ ـف وعادت إلى الخلف وهي تنظر حولها بصـ ـدمة وعدم أستيعاب ليؤ لمه قلبه كثيرًا وهو يرى رفـ ـضها إليه في الاقتراب مِنّها، حاول مرة أخرى قائلًا:مها عشان خاطري أسمعيني انا واللهِ العظيم ما كان فـ نيتي إني أطلـ ـقك مِنّهُ
صر خت بهِ مها وهي تقول بغضـ ـب:كـفـايـة كــ ـدب بـقـى … كـفـايـة انـا تـعـ ـبـت
جعفر بهدوء:مها صدقيني واللهِ ما انا يعني انتِ تصدقي إني ممكن أعمل كدا … انا أكتر واحد عارف حُبّه ليكي وعارف إنه ميقدرش يبـ ـعد عنك
ظلت تفـ ـض غضـ ـبها وصر اخها المتواصل في كل مرة تتحدث فيها معه قائلة:كـفـايـاك يـا جـعـفـر انـا سـمـعـت كـل حـاجـه بـودنـي وشـوفـت بـ عـيـنـي … لـيـه يـا جـعـفـر دا انـتَ أكـتـر واحـد عـارف إنـي بـحـبـه ومـقـدرش أعـيـش مِنّ غـيـره
أجابها جعفر هذه المرة بنبرة مهـ ـزوزة حزينة وهو ينظر إليها بـ عينيه الملتمعة قائلًا:واللهِ العظيم عارف بس صدقيني انا كُنْت بفوقه مش أكتر مكانتش هتوصل بيا إني أعملها بجد … هاشم هو اللي فضل ضا غط عليه وخلاه طلـ ـقك بالإجبـ ـار مش انا .. مشوفتيش انا كُنْت بحاول ألين الموضوع أزاي وهو اللي كان بيقـ ـسى .. انا كُنْت عايزك تحسي إنك عايشه وتغيري روتينك الممـ ـل دا وكل دا ما هو إلا كان قر صة وهو عارف كويس إني مكنتش هعملها بس هاشم لمَ أتدخل بو ظ كل دا حتى لمَ دخل يجيب شنطتك انا سيبته وكُنْت هسيبك ترجعي معاه واللهِ دي كانت نيتي بس هاشم هو اللي قسـ ـى والسبب في طلا قك مِنُه دلوقتي هو اللي عمل كل دا وأجبـ ـره
أقترب مِنّها بخطوات هادئة حـ ـذرة وقال:انا كُنْت عايز حياتك تكون للأحسن وهو يفوق ويعرف إن انتِ مِنّ حقك حاجات كتير … صح ولا انا غـ ـلطان في حاجه
سقـ ـطت دموعها وأجهشت في البكاء، ضمها جعفر إلى أحضانه ممسدًا على ظهرها برفق مشددًا مِنّ عناقه إليها، نظر جعفر إلى الجهة الأخرى بعينان دامعتين وهو يُحاول التما سك قدر المستطاع، مدّت بيلا يدها ومسدت على كتفه بهدوء ومواساة وهي تنظر إليه لا تستطيع فعل شيءٍ لهُ.
____________________
دلفت إلى غرفته التي كانت يَعُمـ ـها الظـ ـلام ألا مِنّ ضوء التلفاز الذي كـ ـسر حـ ـدة هذا الظـ ـلام لتراه جالسًا على الأريكة أمام شاشة التلفاز ضاممًا الوسادة بأحضانه ناظرًا بشرود إلى شاشة التلفاز، تقدمت مِنّهُ بهدوء ثم جلست بجانبه وهي تزفر بهدوء قائلة:طلـ ـقتها برضوا في النهاية يا سراج
نظرت إليه لتراه كما هو لا يتحرك ولا تتحرك حدقتي عيناه، زفرت بقلة حيلة قائلة:لا حول ولا قوة إلا بالله … وأخرتها ايه طيب لا مِنّها فتحت بوقك بكلمة ولا راضي حتى تاكلك لقمة أحكيلي ايه اللي حصل
لَم تتلقى الردّ كالعادة لتقول هي بقلة حيلة:أستغفر الله العظيم وأتوب إليه كان مستخبيلك فين دا كله يا إبن بطـ ـني … دي عين وصا بتكوا أكيد انا عارفه الحارة دي أعوذ بالله مِنّ شـ ـر اللي فيها يوم ما عينهم تتحط على حاجه مبيهـ ـدوش غير وهما جايبين أجلها … لسه مكلمة خالتك قالتلي الواد تامر برضوا مِنّ فترة مسك فـ خنـ ـاقة هو ومراته كانت لرب السما .. والنهاردة بتطمن عليهم قالتلي ر مى عليها يمين الطلا ق ولسه لامة هدومها وماشية معرفش ايه اللي بيحصل دا أي مشـ ـكلة بعد كدا بطلا ق ولا ايه دا هـ ـبل
صمتت قليلًا ثم نظرت إليه بحزن ومدّت يدها تربت على فخذه قائلة:يا ابني يا حبيبي متو جعش قلبي عليك بقى وأتكلم … أحكيلي
وكالعادة لَم تتلقى مِنّهُ ردّاً لتزفر هي بهدوء قائلة:خلاص انا هسيبك دلوقتي بس شويه وهاجي أعرف وهتحكيلي يا سراج كل حاجه
نهضت بهدوء وتوجهت إلى الخارج قائلة:لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يهديك يا ابني ويهون عليك
أغلقت الباب خلفها لينظر سراج إلى أثرها لتلتمع عينيه بشـ ـدة وتسـ ـقط دموعه التي كان يقوم بـ حبـ ـسها أمامها طوال الوقت، أغمض عينيه وأستند برأسه على الوسادة خلفه لتسـ ـقط دموعه أكثر، فتح عينيه لينظر إلى سقف الغرفة وهو يلـ ـهث أثر كبـ ـته لبكاءه وحزنه الشديد
لا يصدق حتى الآن أنه انفـ ـصل عن حبيبته ومَنّ طلبها قلبه كي يمنحها ويَبُثها حُبّه وأشو اقه، تذكر ما حدث بعد أن خرج مِنّ منزل جعفر وهو يشعر بالنـ ـيران تتأ كل صدره دون رحـ ـمة
•••••••••••••••
نظر إلى سراج مرة أخرى وقال:وانتَ تبعت لأختي ورقة طلا قها على بيت أخويا بالذ وق والأدب عشان مندخلش فـ قو اضي مع بعض .. تمام يا سراج
سراج بحـ ـدة:هي بقت كدا
هاشم بتبـ ـجح:اه كدا وخلّي عندك د م بقى وطـ ـلق … أظن وحـ ـشة أوي مش كدا
رمقه سراج بشـ ـر قائلًا بو عيد:تمام … أنتوا اللي جَنيـ ـتوا على نفسكوا وانتوا اللي بدأتوا والبادي أظـ ـلم
أنهى حديثه وتوجه إلى خارج المنزل تاركًا مها التي كانت تقف مكانها تنظر إلى أثره بصـ ـدمة وعينان دامعتين، توقف في الخارج وبالتحديد أمام باب المنزل ليستمع إلى بقية حديثهما في الداخل
نظر هاشم إلى جعفر الذي نظر إليه بهدوء ليقول بنبرة باردة:معاه أربعة وعشرين ساعه لو ورقة الطـ ـلاق موصلتش تبلـ ـغني وانا هيكون ليا تصرف تاني معاه
أبتلع جعفر غصـ ـته بهدوء قائلًا:بس سراج ضحـ ـية
أبتسم سراج في الخارج ساخـ ـرًا جعفر يعلم بـ أنه ضحـ ـية أما هذا الأ بله بالطبع يعلم هو متأكدًا مِنّ ذلك وبشـ ـدة يثق في ذلك، سَمِعَ هاشم وهو يُكمل حديثه في الداخل قائلًا في غضب:مش ذ نبي … دي مش بتاعتي انا قولت اللي عندي وانتَ لازم تراجع نفسك ومتفكرش بـ مشاعرك ناحيته عشان متقـ ـلبش بزعلة بيني وبينك … سراج خطـ ـر على مها ولو أذ هنك وأستغـ ـل عواطفك أفوقك انا … فُوق يا جعفر
عندما دام الصمت في الداخل فَهِمَ سراج أنه أنتـ ـهى النقاش معهما في الداخل ليذهب سريعًا دون أن يراه أحد تاركًا معها قلـ ـبه في الداخل، بينما أنهى هاشم حديثه الغا ضب ثم تركه وخرج مِنّ المنزل صا فعًا الباب خلفه في عنـ ـفٍ لينظر جعفر إلى أثره نظرات هادئة دون أن يتحدث أو يفعل شيئًا فقط كان الصمت هو عنوانه
كان سراج يسير في حارته بهدوء ولَكِنّ عينيه كانت تحكي الكثير والكثير، خرج هاشم مِنّ البِنْاية ولَحِقَ بهِ، بينما أبتسم سراج بجانبيه وهو يعلم أنه يسير خلفه، سار هاشم مسرعًا بعدما رآه يدلف إلى بِنْايته ليدلف خلفه مغـ ـلقًا بابها خـ ـلفه
توقف أمامه يمـ ـنعه مِنّ الصعود إلى الأعلى ليتوقف سراج ناظرًا إليه ببرود، نظر إليه هاشم قليلًا قبل أن يقول:ما انتَ لو منفـ ـذتش هتز عل
نظر إليه سراج نظرة حا قدة وقال:أظّن إنك مش من حقك تقولي أطـ ـلق أو لا … حاجه متخـ ـصكش حياتي الشخصية خـ ـط أحمر يا هاشم
أبتسم هاشم بجانبيه وتحـ ـولت عيناه إلى الأحمر الد اكن وقال:بس انا عايز كدا يا سراج .. يا إما هاخد حاجه تانيه عزيزه عليك برضوا
نظر إليه سراج نظرة ذات معنى ليقول بنبرة حا دة:انتَ فاكر نفسك بتلـ ـوي دراعي يا هاشم
أتسعت أبتسامة هاشم قائلًا:اه بلـ ـوي دراعك … مش عاجبك ولا ايه ما انا عنـ ـيد ومبتعا ندش يا سراج … ها … يا تطـ ـلق يا أخد حاجه تانيه وأنصحك تطـ ـلق عشان مش هسـ ـمحلك تختار الخيار التاني تحت أي مسمى
سراج بحـ ـدة:انتَ بتهـ ـددني … انا مبتهـ ـددش يا هاشم انتَ سامعني … ومش انتَ اللي هتجبـ ـرني أعمل حاجه انا مش عايزها
أتسعت أبتسامه هاشم الخبيـ ـثة ليقترب مِنّهُ ويقوم بـ إدخال يده داخل صـ ـدره قائلًا بتحـ ـدي:حياتك قصاد طلا قك … راجع نفسك لآخر مرة يا سراج
رفع سراج رأسه برفق نحوه ينظر إليه بصـ ـدمة، بينما كان هاشم ينظر إليه بأبتسامه خبيـ ـثة وهو ينتظر ردّه الأخير الذي سيحـ ـتم مصيره
•••••••••••••••••
زفر بقـ ـوة ومسح على وجهه وهو ينظر إلى سقف الغرفة فقد أختار الطلا ق بدلًا مِنّ المو ت فهو كان أمام خياران في غاية الصعـ ـوبة، تذكر حديثه إليها ووعوده إليها وهذا ما جعله يغضـ ـب كثيرًا
في الخارج أقتربت والدته مِنّ باب المنزل وفتحته لترى رمزي أمامها، أبتلعت غصتها قائلة:أزيك يا رمزي عامل ايه
أبتسم رمزي أبتسامه خفيفة وقال:بخير الحمد لله … سراج مش موجود ولا ايه
نظرت والدته إلى باب غرفته بحـ ـزن ثم نظرت إليه مرة أخرى وقالت:سراج مد مر يا رمزي
عقد رمزي ما بين حاجبيه وقال متسائلًا:ليه بس ايه اللي حصل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بعد مرور القليل مِنّ الوقت صدحت طرقات عا لية على باب غرفته ثم يليها دلوف رمزي إليه الذي نظر إليه بهدوء مغلقًا الباب خلفه متقدمًا مِنّهُ بهدوء، حتى جلس بجانبه قائلًا:انا عرفت اللي حصل على فكرة … مامتك حكيتلي كل حاجه قبل ما أدخلك … انا جيت أتطمن عليك بقالك كذا يوم مختـ ـفي ومش ظاهر وجعفر مبيتكلمش وعلى طول وشه مقلـ ـوب وهاشم يعتبر شبه مختـ ـفي … مكنتش أعرف إنك طلـ ـقت مراتك وحصلت مشا كل أول مرة حاجه تحصل ومتسمعش
دام الصمت بينهما لبعض الوقت حتى قطـ ـعه سراج قائلًا بنبرة هادئة حزينة:عشان تمت في صمت يا رمزي … كل حاجه تمت في صمت وتحت التهـ ـديد … مش عايز أنزل ولا أتعامل مع حد حاسس إني خا ين … وعدتها بحاجه وعملت عكـ ـسها … أكيد فـ نظرها دلوقتي إني عيـ ـل ومش قد وعودي … قولتلها مش هسيبك يا مها ومش هبـ ـعد عنك يا مها ومقدرش أعيش مِنّ غيرك يا مها وبلا بلا بلا وفي الآخر عملت ايه … خلـ ـيت بوعدي
أدمعت عينيه ونظر إليه مرة أخرى وقال بنبرة مهـ ـزوزة:بس انا طلـ ـقت غصـ ـب عني … طلـ ـقت تحت التهـ ـديد يا رمزي … والسبب هاشم … الوجه الملائكي البريء اللي مبيغـ ـلطش .. هو السـ ـبب في كل حاجه حصلت بيني وبينها … حياتي قصاد طلا قي … يا تطلـ ـق يا سراج يا تمو ت انتَ متخيل اللي وصلت لِيه … انا أتد مرت يا رمزي … أتقـ ـضى عليا يا رمزي حياتي أتد مرت
شعر رمزي بالحـ ـزن الشد يد ولذلك مدّ يده وربت على يده برفق قائلًا:حاسس بيك واللهِ يا صاحبي … حاسس بيك
سقـ ـطت دموع سراج قائلًا:انا ليه بيحصل فيا كدا … حتى حياتي مستكترينها عليا ليه
أبتلع رمزي غصـ ـته وتقدم مِنّهُ معا نقًا إياه قائلًا:وحد الله وإن شاء الله كل حاجه هتتحل وهترجعلها تاني … هتتحل وانا لو فـ إيدي حاجه أعملها هعملها أكيد ومش هتأخـ ـر … أهدى يا صاحبي ووحد الله وكل حاجه ليها حل إن شاء الله انا جنبك ومش هسيبك غير وهي معاك
_________________
“مرحبًا أديتي!”
ألتفتت أديتي تنظر إليه بعدما كانت تقوم بسـ ـقي الزرع ليبتسم هو مقتربًا مِنّها قائلًا:كيف حالكِ اليوم
حركت رأسها برفق وهي تنظر إليه قائلة بأبتسامه:بخير كيف حالكَ أنت
توقف بجانبها قائلًا بأبتسامه:بخير كذلك … ماذا كُنْتي تفعلين
أشارت إلى الزرع قائلة:أقوم بسـ ـقي الزرع
نظر إلى الزرع الذي كانت تقوم بسـ ـقيه قليلًا لتعود هي وإكمال ما كانت تفعله لتسمعه يقول:هل شعرتِ بشيءٍ ليلة أمس
نظرت إليه وعقدت ما بين حاجبيها قائلة:لا .. لَم أشعر
ويسلي بهدوء:رائع كُنْت أظّنُ أنكِ شعرتِ بشيءٍ أو سمعتِ شيئًا يصـ ـرخ .. صوتًا أشبه بصوت الماعز أو امرأة مجنو نة ذات صوت رفيع تصـ ـرخ دون توقف … عجبًا!
أبتسمت أديتي ونظرت لهُ مرة أخرى وقالت:ويسلي .. هل أنت بخير
نظر إليها ويسلي نظرة ذات معنى وقال:نعم … أنا بخير هل ترين شيئًا آخر
حركت رأسها نا فيةً وقالت:لا .. أنا أتسأل فحسب … على أيا حال أين سنذهب الليلة
نظر إليها ويسلي وأبتسم قائلًا:سنذهب إلى جولة رائعة سويًا … ألا تُحبين المغا مرات المجنو نة
حركت رأسها برفق وهي تقول:نعم أُحبّ ذلك
ويسلي:حسنًا إذًا سنفعل ذلك … سأأتي بعد ساعة ونصف وأأخذكِ ونذهب سويًا وأعدكِ أنكِ ستشكريني على هذه الليلة
نظرت إليه بطرف عينها وأبتسمت قائلة:حسنًا سيد ويسلي … سأرى ذلك بنفسي في المساء وبعدها سأحـ ـكم إن كانت كذلك أم لا
أبتسم ويسلي معتدلًا في وقفته مهندمًا ثيابه قائلًا بنبرة واثقة:سترين هذا أيتها الجميلة … نلتقي في المساء أديتي
أنهى حديثه وأختـ ـفى فورًا مِنّ مكانه ما إلا أثـ ـره الذي تبقى وبدأ يز ول تدريجيًا، زفرت أديتي بهدوء وحركت رأسها برفق مع أبتسامه خفيفة وعادت تنظر إلى ما تفعله
__________________
“إن لَم تأخذي الدواء فيرولا سأقـ ـتلكِ!”
نظرت إليه فيرولا بعدم أستيعاب بينما جلس هو على طرف الفراش وأخذ دواءها وكوب المياه قائلًا:هيا فيرولا لا تُعا نديني
قرب قرص الدواء مِنّ فَمِها قائلًا بنبرة حا دة:فيرولا لا تقومين بالعـ ـناد حتى لا أغـ ـضب
أمسكت بيده قبل أن يضع الدواء في فَمِها وهي تنظر إليه لينظر هو إليها متعجبًا، تحدثت فيرولا وهي تنظر إليه قائلة:لِمَ تستخدم العنـ ـف ضـ ـدي دومًا رانڤير
تفا جئ رانڤير كثيرًا ليقول مستنكرًا:عنـ ـف … أي عنـ ـفٍ تتحدثين عنه فيرولا؟؟؟!!!!!
تحدثت فيرولا بنبرة هادئة وهي مازالت تنظر إلى عينيه قائلة:هذا العنـ ـف الذي أراه دومًا معي رانڤير … حديثكَ معي عنـ ـيف وكذلك أفعالك .. عندما تراني يكون العنـ ـف صديقك وعد وي في نفس الوقت … إن كُنْت لا تُحبّ وجـ ـودي في حياتكَ رانڤير وتراني كالشـ ـوكة في الحلـ ـق بالنسبة إليك فدعنا ننفـ ـصل عن بعضنا أفضل بهدوء … لا أتحمل غضـ ـبك نحوي دون سبب … أرجوك رانڤير لقد نلتُ ما يكفـ ـيني وأنا لَم أعُد أتحـ ـمل أكثر مِنّ ذلك
تحدث رانڤير بإستنكار قائلًا:ماذا … فيرولا هل أنتِ مجنو نة أم حر ارتكِ عا لية وما تقولينه ما هو إلا هـ ـراء بسبب أنكِ مـ ـريضة … أنتِ لا تدرين ما تقولين أليس كذلك؟؟؟؟؟!!!!!
فيرولا بحـ ـدة:رانڤير كف عن السخـ ـرية أنا أتحدث بجدية شـ ـديدة الآن وأنت تسخـ ـر الآن
رانڤير:إن كُنْتُ مثلما تقولين فيرولا هل كُنْتُ سأتخـ ـلى عن حياتي وأدلف إلى المنزل وأقوم بإنقا ذكِ … هل كُنْتُ سأُكلف نفسي عنـ ـاء الدخول إلى المنزل … كفِ عن قول هذا الهـ ـراء فيرولا فأنتِ مـ ـريضة ولا تدرين ما تقولين حبيبتي حسنًا
منعـ ـته فيرولا مِنّ الذهاب وهي تجـ ـذبه مِنّ قميصه قائلة بنبرة حا دة:لا رانڤير لن أصمت قبل أن أتلقى الإجابة التي أنتظر سماعها منذ زمن … لِمَ تزوجتني رانڤير وأنت لستُ مهيـ ـئًا للزواج أو أن تصبح زوجًا مسئولًا … لِمَ تزوجتني وأنت لا تُجيد التعامل معي وكسب رضاي … لِمَ تزوجتني وتحملت عنـ ـاء الزفاف وتعاملت معي حينها أمام الجميع أنني الجميلة التي لا مثـ ـيل لها وأنت فقط كُنْتُ مجـ ـبرًا حتى لا تثـ ـير شكو كهم في يوم زفافنا … أجبني رانڤير لا تدع نفسكَ صامتًا هكذا أجبني
أنهت حديثها وهي تصر خ بوجهه ودموعها تأخذ طريقها على وجنتيها، بينما كان هو ينظر إليها بهدوء دون أن يتحدث ليدوم الصمت بينهما قليلًا قبل أن يقول هو صاد مًا إياها بحديثه المسـ ـموم ذلك:نعم فيرولا ما تقولينه صحيحًا أنا لا أحـ ـبّكِ وكُنْتُ مجـ ـبرًا على زواجي مِنّكِ وعندما تزوجتكِ كان هذا في صالحي أنا … لأنني لو بقيت دون زواج كُنْتُ سأمـ ـوت أتعلمين لماذا لأن لعـ ـنة الزواج حينها كادت تقتـ ـلني لأنني أعزبًا وهذه اللعـ ـنة تقتـ ـل مَنّ هم ليسوا بمتزوجين ولذلك حينها أضطـ ـررتُ أن أقول أنني أُحبّكِ وأستطعتُ فعل ذلك في وقتٍ قصير حتى أظل حـ ـيًا لأنني لا أود المـ ـوت بسبب هذه اللعـ ـنة ولذلك أتممـ ـتُ الزواج سريعًا وعدتُ بكِ إلى موطني وبعدها بدأتُ أشعر بالكـ ـره الشـ ـديد نحوكِ فيرولا وشعرتُ بالتسـ ـرع والتهـ ـور وأدركتُ أنني قد جلبت الكا رثة إلىَّ حيثُ أنا أقيم
زفـ ـر بقـ ـوة ومسح على خصلاته إلى الخلف وهو ينظر إليها وصدره يعـ ـلو ويهـ ـبط بقـ ـوة بسبب إنفعا لاته وغضـ ـبه الشـ ـديد، بينما كانت هي تنظر إليه بصـ ـدمة شـ ـديدة ودموعها لا تتوقف عن السقـ ـوط فهي التي كانت تظّن أنه يُحبُها وتزوجها لذلك السبب، الآن علِمَت كل شيء وأدركت أنها كانت تعيش في أكذ وبة كبيرة
تحدث رانڤير مرة أخرى بعدما أقترب مِنّها وقال بنبرة حا دة:حاولتُ إعطاءكِ فرصة وأُحاول تقبـ ـلكِ كزوجة وأمنحكِ الحُبّ ولَكِنّ لَم أستطع فيرولا … كل مرة كُنْتُ أُحاول فيها فعل ذلك كُنْتُ أشعر بالتقـ ـزز وأود الهـ ـروب … حتى الآن لا أستطيع فعل ذلك أنتِ لَم تكوني الشخص المناسب فيرولا ولستِ الشخص الذي كُنْتُ أوده … أنا فقط أنقـ ـذتكِ حتى لا أشعر بالذ نب تجاهكِ لا أكثر مِنّ ذلك أما الآن فأنا حقًا لا أستطيع أن أتقبـ ـلكِ … لا أستطيع أنا آسف
كانت تنظر إليه وصدرها يعـ ـلو ويهـ ـبط بقـ ـوة تزامنًا مع أزدياد وتيـ ـرة أنفاسها وسقـ ـوط دموعها أكثر، أعادت خصلاتها إلى الخلف وهي تنظر حولها بذ هول وعد م أستيعاب بينما كان هو ينظر إليها بهدوء دون أن يصدر ردّ فعل مِنّهُ
نظرت إليه وهي تشعر بالكـ ـره الشـ ـديد والأشمئـ ـزاز نحوه لأول مرة، دفـ ـعته بعنـ ـف بعيـ ـدًا عنها وهي تقول بنبرة حا قدة:أبتـ ـعد عنّي رانڤير أنا الآن أكر هكَ وبشدة ولا أود رؤيتك أمامي بعد الآن .. هيا أبتـ ـعد عنّي إلى الأبد لا تجعـ ـلني أرى وجهك اللعـ ـين هذا مرة أخرى وإن كان بالخـ ـطأ … لأول مرة أشعر أنني لا أُطيـ ـق النظر إلى شخصٍ كان في يوم مِنّ الأيام حبيبي … اللعـ ـنة عليك يا رانڤير أكر هكَ وبشدة هيا فلتذهب إلى الجحـ ـيم … هيا إلى الخارج
أنهت حديثها بصر اخ وهي تنظر إليه بغضـ ـب سا حق لينظر هو إليها قليلًا بهدوء قبل أن ينهض تحت نظراتها الغا ضبة التي كانت تتابعه، نظر إليها نظرة أخيرة قبل أن يبتسم أبتسامه هادئة تاركًا إياها وحيدة في الغرفة، وفور أن أغلق الباب خلفه حتى أنخـ ـرطت هي في بكاءٍ عنـ ـيف، وضعت الوسادة على وجهها وظلت تبكي بصوتٍ مكتـ ـوم فهي حتى الآن مازالت لا تصدق ما سمعته منذ قليل
___________________
“لا هذه هُنا وليست هُنا”
أنهى كين حديثه وهو يضع المكعب الكبير في قمة المنزل الكبير الذي قد قام ببناءه مع صغيرته ديانا التي قالت بسعادة:أجل لقد أنهيـ ـتُ بناءه أخيرًا
نظر إليها كين وأبتسم قائلًا:أنتِ حقًا رائعة ديانا
نظرت إليه ديانا مبتسمة ثم عانقته قائلة بفرحة:أنا أُحبّكَ كثيرًا أبي
ضمها كين إلى أحضانه ثم طبع قْبّلة على خدها الصغير وقال مبتسمًا:وأنا كذلك حبيبتي أُحبّكِ بشـ ـدة .. أين قْبّلتي الآن أيتها الصغيرة المشا كسة
نظرت إليه ديانا ثم طبعت قْبّلة عميـ ـقة على خده ليقول كين بمرح:يا إلهى لقد حصل كين على قْبّلة الأميرة الصغيرة يا لكَ مِنّ رجُلًا محظوظًا يا كين
ضحكت الصغيرة وهي تنظر إليه ليبتسم كين وينظر إليها قائلًا:هيا حبيبتي أذهبي للعب لأنني أود أن أفعل بعض الأعمال الها مة
ديانا بتساؤل:هل ستتأخر أبي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حرك رأسه نافيًا ومسد على خصلاتها قائلًا:لا لن أتأخر هذه المرة أعدكِ
حركت رأسها برفق وقامت بترتيب خصلاته الطويلة قائلة:حسنًا أبي وأنا سأنتظركَ لا تتأخر رجاءًا
نظر إليها بأبتسامه وطبع قْبّلة على خدها قائلًا:حسنًا أعدكِ والآن أين عناقي
عانقته ديانا بحب ليبادلها كين عناقها بأبتسامه قائلًا:عناق آخر حنون تحظى بهِ كين
ضحكت ديانا وأبتعدت عنّه لينهض هو تاركًا إياها تلعب بألعابها ويذهب، كان سميث واقفًا بالقرب مِنّ البحيرة الفا صلة بينهم وبين قطـ ـيع الذ ئاب ينظر إلى الجهة الأخرى خاصتهم بهدوء ليقترب مِنّهُ كين قائلًا:لِمَ تقف هكذا
توقف أمامه وأستند بظهره على الشجرة خلفه لينظر إليه قائلًا:لا شيء … أتطلع إلى الجهة المقابلة وحسب
نظر كين إلى الجهة الأخرى وقال:حسنًا هذا رائع التأمل إلى مملـ ـكة الذ ئاب شيئًا مثيـ ـرًا خصيصًا عندما تختـ ـرع مشهدًا د مويًا في رأسك
أبتسم سميث ونظر إليه قائلًا:أنت تُفكير فيما أُفكر فيه حتما يا رجُل .. هل أنت تعيش داخل رأسي الأن
أبتسم كين وقال:بل أقرأ ما يدور داخلها … هذا رائعًا لقد أحببته
نظر إليه سميث بطرف عينه ووكزه بمرفقه في ذراعه قائلًا:تـ ـبًا لك كين أنا أكر هكَ يا رجُل
ضحك كين وقال:وأنا كذلك يا رجُل كيف علمت ذلك
رمقه سميث نظرة حا رقة ليضحك كين ويد فعه برفق ذاهبًا قائلًا:أُحبّكَ سميث
نظر إليه سميث قليلًا ثم حرك رأسه برفق وقلة حيلة قائلًا:يا إلهي إنه حقًا مخـ ـتل
___________________
جلست بيلا بجانب بشير الذي كان يجلس في الشرفة قائلة بنبرة هادئة متسائلة:مالك يا جميل قاعد لوحدك كدا ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليها قليلًا ثم نظر إلى الجهة الأخرى مرة أخرى وقال:عادي
أبتسمت بيلا وقالت:عادي ايه بس … بقولك ايه ما تيجي معايا
نظر إليها وقال بتساؤل:رايحة فين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابته بنبرة هادئة وقالت:هنزل أجيب أكل هروح فين يعني
تحدث بتساؤل وهو ينظر إليها قائلًا بنبرة خافتة:بقولك ايه هي مها ايه الدنيا مش فاهم حاجه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أكتسى الحـ ـزن وجهها لتزفر بهدوء قائلة:أتطـ ـلقت
جحظت عينيه بصـ ـدمة وهو ينظر إليها ليقول بصـ ـدمة:أتطـ ـلقت بجد
حركت رأسها برفق وهي تنظر إليه ليقول هو بذهول:ايه اللي حصل
أبتلعت بيلا غصتها وقالت:قصة كبيرة تعالى معايا واحنا ماشيين في الشارع هحكيلك
خرجا مِنّ البِنْاية ليسير بجانبها بهدوء، نظر إليها وأشار بذراعه قائلًا:هاتي إيدك
نظرت إليه ثم إلى ذراعه لتتوسطه بهدوء ويسير هو بجانبها بهدوء، لحظات مِنّ الصمت بينهما قطـ ـعه هو قائلًا:الجَو سقـ ـعة أوي النهاردة كان لازم ننزل
نظرت إليه بيلا وأبتسمت قائلة:لا عادي مكانش هيكون فيه أكل مش أكتر
زفر بشير وقال بقلة حيلة:جُملتك المشهورة فـ الأيام اللي بكون مخنـ ـوق فيها بجد
ضحكت بيلا قائلة:مالك بس يا كتكوت يا صغير زعلان ليه
زفر بشير وقال:متفكرنيش بقى انا كل ما أحاول أنسى تفكريني
ربتت على ذراعه برفق قائلة:خلاص حقك عليا ولا تز عل نفسك وهو اللي خسـ ـران هو فيه زَيك يعني وعشان كدا بقى انا هعملك الأكل اللي بتحبه ايه رأيك بقى
نظر إليها بطرف عينه وقال:دا انتِ رايقة أوي
ضحكت بيلا وقالت:شوفتني لمَ أبقى رايقة … تعالى نجيب فرخة مِنّ عند فريد
توجها إلى فريد الذي كان يعمل في الداخل بهدوء ليتوقفا وهما ينظران إليه لتقول بيلا:صباح الخير يا عم فريد
رفع فريد رأسه برفق ونظر إليهما ليقول:صباح النور تعالوا
تحدث بشير وهو ينظر إليه قائلًا:لا نيجي ايه بحفلة الريش اللي انتَ عاملها دي … عايزين فرخة بس
فريد:وماله خدوا اللي عاوزينه
نظرت بيلا إلى قفص الطيور ومعها بشير لتقول وهي تُشير إلى إحدى الدجاجات قائلة:بقولك ايه يا بشير هات الفرخة دي
نظر إليها بشير وقال بتساؤل:انتِ بتكلميني انا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظرت إليه بيلا وقالت:أومال بكلم نفسي أكيد بكلمك انتَ
بشير:لا معلش قولي لفريد مليش دعوة
نظرت إليه نظرة ذات معنى وقالت:أومال جاي معايا على أساس ايه إن شاء الله
بشير ببـ ـرود:مليش دعوة يا ستي انا مالي لو مش عايزاني عادي هرجع تاني
وكـ ـزته برفق في ذراعه قائلة بضـ ـيق:عيـ ـل بيـ ـاع صحيح
تركته ودلفت إلى فريد قائلة:عايزه الفرخة دي يا فريد
__________________
كان جعفر جالسًا على إحدى الأر صف ويتحدث في الهاتف قائلًا بهدوء:لا لسه مش عارف هعمل ايه بفكر بقالي أسبوعين … مش عارف أحتمال آه واحتمال لا لسه مخدتش القرار النها ئي … واللهِ يا صاحبي انا سايبها زي ما تيجي تيجي انا قـ ـرفت أصلًا مِنّ الحوار دا … هحاول المهم شوفلي أخر الحوار دا ايه وعرفني … ماشي يا صاحبي مع السلامة
أغلق الهاتف معه ونظر أمامه بهدوء وهو يُفكر فيما سيفعله، أقترب مِنّهُ لؤي وجلس بجانبه قائلًا:مالك يا جعفر في ايه قاعد كدا ليه
نظر إليه جعفر قليلًا قبل أن يقول:مفيش … مخنـ ـوق شويه
لؤي بتساؤل:ليه كدا بس ايه اللي خنـ ـقك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
زفـ ـر جعفر ومسح على وجهه قائلًا:كل حاجه … مش عارف هلاقيها منين ولا منين بس هتجـ ـنن
ربت لؤي على يده قائلًا:بعد الشـ ـر عليك مِنّ الجـ ـنان يا صاحبي متقولش كدا قولي بس في ايه وانا جنبك أهو أحكيلي
زفـ ـر جعفر مِنّ جديد وقال:كالعادة يا لؤي الشغل والبيت وزود على كل دا طلا ق مها ومشا كل مع هاشم وسراج اللي معرفش عنه حاجه … همـ ـوت قسمًا بالله
ربت لؤي على كتفه برفق وقال:واحدة واحدة كل حاجه هتتحل بس انتَ أهدى
ركض أسمر إلى جعفر وهو يقول بنبرة عا لية:يا جعفر يا جعفر
نظر إليه جعفر وقال بنبرة متو ترة:في ايه ياض بتجـ ـري كدا ليه ايه اللي حصل
توقف أسمر أمامه وقال لاهـ ـثًا:ليان عمالة تعيـ ـط وراسها عمالة تجيب د م والدنيا مقلـ ـوبة هناك
___________________
وعند طفلتي فـ سلامًا عليكم جميعًا.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية جعفر البلطجي 3)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *