روايات

رواية أوهام الحب الوردية الفصل الخامس 5 بقلم بتول علي

رواية أوهام الحب الوردية الفصل الخامس 5 بقلم بتول علي

رواية أوهام الحب الوردية البارت الخامس

رواية أوهام الحب الوردية الجزء الخامس

رواية أوهام الحب الوردية الحلقة الخامسة

شهقت نادين عندما أوشك حمودة على طعنها بالمدية ولكن ظهر أمامها آدم الذي أمسك بحمودة وانتشل منه المدية وأخذ يضربه بقوة تحت نظرات بعض النسوة اللواتي يشاهدن ما يحدث وهن يشعرن بالشماتة في حمودة الذي لطالما بث الرعب في نفوسهن.
حاولت نادين إبعاد آدم عن حمودة بعدما لاحظت أنه بالغ في ضربه له ومن الممكن أن يزهق روحه من شدة الضرب الذي يوجهه نحوه.
دفعت نادين آدم صارخة بحدة بسبب استمراره في تسديد اللكمات لحمودة على الرغم من أنها حاولت إيقافه:
-“بس بقى يا آدم كفاية عليه كده، أنت لو فضلت تضرب فيه بالطريقة دي ممكن تموته في إيدك وتودي نفسك في ستين داهية”.
نظر آدم نحوها بقسوة مستنكرا قيامها بتلك المحاولات لإنقاذ حمودة من بين يديه ثم قال بهدوء غريب:
-“اللي يشوفك وأنتِ بتبعديني عنه بالطريقة دي عمره ما هيصدق أنه كان رافع في وشك المطوة من دقيقتين وعايز يخلص عليكِ بيها!!”

 

التوت شفتا نادين وهي تقول بسخرية:
-“طيب وأنت أصلا إيه علاقتك بالموضوع، هو أنا كنت من بقيت أهلك؟!”
كانت نادين غاضبة من آدم على الرغم من تدخله وإنقاذه حياتها؛ لأنها رأت في أعين أهالي منطقتها نظرات التساؤل وبدأت الأسئلة تتهافت عليها عن هوية آدم وصلته بها.
سمعت نادين صوت إحدى السيدات وهي تتساءل بفضول:
-“هو مين الجدع ده يا نادين؟! واضح كده أنكم عارفين بعض كويس وإلا هو مكانش هيقف قدام حمودة ويعمل فيه كده عشان خاطرك”.
لم تتمكن نادين من تبرير الموقف أمام كل تلك التساؤلات فكيف تفعل ذلك وتشرح لهم سبب إقدام شاب غريب عنها على إنقاذها بينما أبناء منطقتها اكتفوا بالمشاهدة ولم يفكر أحد منهم في تقديم المساعدة لها بسبب خوفهم من بطش حمودة.
فهم آدم من نظرات الناس سبب صراخ نادين في وجهه وتعنيفه فقد أدرك أن ألسنة جميع المحيطين بها لن تتركها وشأنها مثلما حدث من قبل بعدما تخلى عنها رامز قبل زفافهما.
نهض حمودة وحاول أن ينال من آدم ولكن تصدى له الأخير وهو يتوعد له أنه سيبيت ليلته في السجن.
صرخ حمودة باستنكار من بين تأوهاته:
-“أنت بتدخل ليه يا جدع أنت بيني وبين خطيبتي؟! هي اتكلمت معايا بأسلوب وحش وأنا كنت بربيها وبعلمها الأدب”.
لكمه آدم بقسوة وهو يصيح بخشونة:
-“هي مين دي اللي خطيبتك يا جربوع، هو أنت هتفرض نفسك عليها بالعافية؟!”
وجه له حمودة الحديث وهو يهتف بصوت جامد وكأنه لم ينل ضربا مبرحا قبل لحظات قليلة:
-“طيب وأنت تطلع مين أصلا عشان تقف قدامي وتدافع عنها وإزاي عرفت أني مش خطيبها وأنت أساسا غريب عن المنطقة وأول مرة نشوفك هنا؟!”

 

وجد آدم نفسه يرد بمنتهى التلقائية دون أن يحسب حساب لما يقوله:
-“أنا أبقى خطيبها اللي هيخليك تندم على الساعة اللي فكرت فيها تتعرض ليها وترفع المطوة في وشها”.
شهقت نادين بصدمة بعدما استمعت إلى تصريح آدم الذي أعلن أنها خطيبته على الرغم من رفضها له أكثر من مرة.
ازدادت صدمة نادين بعدما ظهرت والدتها التي علمت بتعرض حمودة لابنتها بعدما تلقت اتصالا هاتفيا من إحدى السيدات المشاهدات للموقف.
أكدت منى أمر خطبة آدم من نادين حتى تقضي على نظرات السخرية والاستهزاء التي ارتسمت على وجوه الناس:
-“آدم خطب نادين وأنا كنت هعزمكم بكرة على حفلة الخطوبة أخر الأسبوع”.
على الرغم من الدهشة التي شعر بها الناس إلا أنهم سارعوا إلى تهنئة نادين بالخطبة وتمنوا لها السعادة.
اتصل آدم بالشرطة التي حضرت وألقت القبض على حمودة الذي توعد بالانتقام من آدم والنيل منه.
تمالكت نادين أعصابها بصعوبة شديدة فقد وضعتها والدتها أمام الأمر الواقع وانتظرت حتى عادت برفقتها إلى المنزل ثم انفجرت في وجهها صارخة بعصبية شديدة:
-“إيه اللي أنتِ عملتيه ده يا ماما؟! أنتِ متخيلة حجم الورطة اللي أنا اتحطيت فيها بسببك أنتِ وآدم!!”
ردت منى بحزم متجاهلة غضب ابنتها مؤكدة لها أنه لا مجال للتراجع عن القرار الذي اتخذته أو كما يجب أن يقال الفرمان الذي أصدرته:
-“آدم كان لازم يقول أنك خطيبته وأنا كان واجب عليا أقول أن الكلام ده مظبوط عشان محدش من الناس يتكلم عليكِ بشكل مش كويس زي ما حصل معاكِ لما رامز فسخ الخطوبة”.
كان كيان نادين كله يصرخ بسبب الوضع الذي فُرض عليها ولم تهدأ حتى بعدما أعطتها والدتها المبرر الذي دفعها لتأكيد حديث آدم.

 

حاولت نادين أن تتحدث مع والدتها حتى تصل معها إلى حل لتخرج به من تلك الورطة دون أن تضطر للارتباط بآدم ولكن فشلت جميع محاولاتها بصراخ منى الحازم:
-“بطلي عناد بقى وفوقي وركزي على اللي بيحصل حواليكِ، الناس مش مبطلين كلام في سيرتك أنتِ ورامز بعد الموضوع اللي حصل بينكم ومفيش طريقة تخليهم يسكتوا غير لو اتخطبتِ لواحد مستواه وإمكانياته أفضل من رامز في جميع الجوانب”.
تأففت نادين قائلة بحنق فهي ليست مذنبة حتى يعاقبها الجميع بتلك الطريقة القاسية بل ويسعون لتزويجها برجل لا تحبه حتى لا يتكلم عليها أحد:
-“بس يا ماما أنا مش ….”
قاطعتها منى بصوت صارم مؤكدة من خلاله عدم قبولها للجدال:
-“هو إيه اللي بس يا نادين؟! سبق واتكلمت معاكِ واتأكدت أن مفيش سبب منطقي يخليكِ ترفضي آدم وغير كده ارتباطك بيه هيكون الطريقة الوحيدة اللي هتردي بيها اعتبارك”.
رفعت نادين حاجبيها هاتفة بتساؤل:
-“أنتِ تقصدي إيه يا ماما بالظبط من الكلام ده؟!”
جلست منى بجوار ابنتها وربتت على كتفها وهي تجيب برزانة:
-“قصدي أن جه الوقت المناسب عشان تغيظي كل الناس اللي شمتت واتريقت عليكِ بعد ما رامز سابك وقالوا أنك هتبوري واتسببوا في أنك تفضلي فترة طويلة قاعدة في البيت ورافضة أنك تخرجي منه”.
اقتربت منى برأسها من وجه ابنتها وهي تهمس بجدية:

 

-“فكري كده في منظرك قدام الناس اللي عايروكِ قبل كده بعد ما تتخطبي لآدم اللي هو أصلا معيد في الجامعة وهيناقش الدكتوراه قريب ده غير مستواه المادي اللي أحسن من مستوى رامز مليون مرة”.
وبالفعل فكرت نادين في حديث والدتها وأخذت القرار الذي لم تتوقع أن تقدم عليه.
لقد حان الوقت حتى تنتقم من الجميع وترد اعتبارها أمام داليا التي استغلت جمالها حتى تخطف رامزًا منها.
ابتسمت نادين عندما تخيلت مظهر داليا التي سوف تصاب بصدمة شديدة بعدما تعلم بارتباطها من آدم فهي ستثبت لها أن تلك الفتاة التي نعتتها بالقبيحة قد تمكنت من الحصول على زوج أفضل بكثير من رامز.
فكرت نادين في كل ما جرى معها في الماضي فهي نفسها الفتاة التي أحبت بصدق وانتظرت يوم زفافها حتى تفرح مثل بقية الفتيات ولكن تدمرت جميع أحلامها في لحظة واحدة ويتوجب عليها الآن أن تتزوج رغما عنها برجل سبق ورفضته؛ لأن قلبها لم يعد بإمكانه أن يحتمل مزيدا من الألم والخذلان.
أومأت نادين هاتفة باقتناع بعدما سألتها والدتها عن رأيها:
-”أنتِ عندك حق يا ماما، جه الوقت اللي لازم أرد فيه اعتباري قدام الكل”.
اختفت مشاعر التردد التي كانت تشعر بها نادين فهي قد اتخذت قرارها بعدما حكَّمت عقلها وقامت بتنحية قلبها الذي خذلها من قبل عندما أحبت رامزًا وكان جزاء هذا الحب هو سحق قلبها بمنتهى القسوة.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
-“خلصتِ يا داليا ولا لسة؟”
نطقها رامز بتساؤل وهو يسير ذهابا وإيابا في صالة شقته منتظرا انتهاء زوجته من تجهيز نفسها حتى يذهبا سويا إلى الحفل الذي أعده رجل الأعمال الغني عن التعريف “عزام الصاوي”.
سمع رامز صوت زوجته وهي تجيب:

 

-“استنى دقيقتين وهكون جاهزة”.
لقد فرح رامز كثيرا بعدما تمكن من التقرب من عزام الذي يطلق عليه جميع المستثمرين لقب “حوت السوق” والعمل معه يعد مكسبا كبيرا لأي شخص يسعى إلى الوصول بشركته لعنان السماء.
خرجت داليا من الغرفة وابتسمت برقة وهي تقول:
-“أنا خلاص جهزت يا حبيبي، يلا بينا نمشي عشان نلحق نروح الحفلة”.
تأبطت داليا ذراع زوجها الذي ابتسم وهو ينظر لها فهي مالكة الفؤاد، ومن سواها ستكون حبيبته التي سرقت قلبه وجعلته يقف في وجه الجميع حتى تكون له.
خرجا سويا من الشقة ثم صعدا إلى السيارة وانطلق رامز بسرعة قاصدا فيلا عزام.
ابتسم عزام بعدما رأى داليا التي دلفت إلى الفيلا برفقة زوجها وأخذ يحسد رامزًا لأنه يمتلك زوجة حسناء مثل داليا على الرغم من مستواه المادي الذي لا يمكن مقارنته به.
ظهرت ابتسامة ماكرة على وجه داليا بعدما لمحت نظرات عزام الذي يكاد يأكلها بعينيه وازدادت ثقتها في نفسها لأنها تمكنت من الاستحواذ على اهتمام رجل مثل عزام من الصعب الإيقاع به على الرغم من حملها الذي حرصت على ألا يكون له أي تأثير سلبي على مظهرها.
صافح عزام رامزًا ورحب به بحفاوة جعلت الأخير يفرح بشدة فهو لم يكن يعلم بالأفكار الخبيثة التي تستحوذ على تفكير عزام.
تعمدت داليا تجاهل عزام الذي قرر أن يتحدث معها مستغلا وجود رامز أمامه ووقوفه بجوار زوجته.
ربت عزام على كتف رامز قائلا بإعجاب موجها حديثه لداليا:
-“رامز يبقى مثال للشاب المكافح وأنتِ بجد محظوظة يا داليا لأنك اتجوزتِ واحد زيه بيحاول بكل الطرق أنه يبني نفسه ويعمل ليه اسم وكيان في السوق”.

 

ابتسمت داليا ومطت شفتيها معبرة بذلك عن إعجابها بذكاء عزام الذي لم يستسلم لتجاهلها له وأرغمها على تبادل الحديث معه:
-“عندك حق يا عزام بيه، أنا محظوظة جدا برامز اللي صعب جدا ألاقي واحد زيه في الزمن ده”.
مضى الحفل على هذا المنوال بين محاولات عزام لاستمالة داليا وتبادل الحديث معها وتظاهرها بعدم فهم نواياه أمام عيني رامز الذي يقف كالأطرش في الزفة غير منتبها لما يدور حوله.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
عاد آدم إلى منزله وهو يشعر بالراحة لأن منى اتصلت به أثناء قيادته للسيارة وأكدت له موافقة نادين على الزواج به.
جلس آدم وأخذ يفكر في نادين التي تظنه لم يكن يعرفها من قبل وهو الذي وقع في عشقها من النظرة الأولى بعدما رآها في الجامعة التي تدرس بها وصار قلبه أسيرا لها ونبضاته تردد اسمها الذي يطرب أذنيه وكأنه معزوفة هادئة تجعل عقله يسرح في بحر الأحلام.
هذه هي المرة الثانية التي يقع بها في الحب ولن يسمح أن يتم كسر قلبه مثلما حدث معه في المرة الأولى.
كان آدم على وشك التقدم لنادين ولكن سبقه رامز الذي لم يقدرها وبدلا من أن يحافظ على وجودها في حياته تركها من أجل فتاة تافهة مثل داليا.
انكسر قلب آدم بعدما علم بخطبتها وصار هائما على وجهه بعدما اقترب موعد زواجها برجل غيره ولكن شاءت الأقدار أن يتركها عريسها مكسورة الفؤاد والآن حان دوره حتى يجبر تلك الكسور.
سوف تكون له، شاءت أم أبت، فقلبه قد اختارها من بين بنات حواء ولن يسمح لها بالابتعاد عنه.
هكذا أقسم آدم فهو قد عشقها وانتهى الأمر ولن يتركها تكون لغيره بعدما جاءت له فرصة الاقتران بها على طبق من ذهب.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

مر أسبوع وتمت إقامة خطبة آدم بنادين التي حرصت على دعوة إلهام وأمنية كما أنها أرسلت دعوة إلى رامز وزوجته.
لبَّى رامز الدعوة وهو يشعر بالاستغراب الشديد؛ فهو لم يكن يتخيل أن تقوم نادين بدعوته لحضور حفل خطبتها على الرغم من الأذى النفسي الذي ألحقه بها.
نظرت داليا إلى جميع المتواجدين وهي تشعر بالحقد والغضب الشديد؛ لأن نادين ارتبطت برجل أفضل بكثير من رامز على الرغم من مظهرها الذي لا يمت للجمال بصلة.
كزت داليا على أسنانها وهي تشاهد الخاتم الباهظ الذي أحضره آدم من أجل نادين وشعرت برغبة كبيرة في انتزاع الخاتم من بين أصابعها.
تمتمت داليا بغيظ وهو تقبض بشدة على جانبي فستانها:
-”آدم ده إما أنه أعمى أو اتعمله سحر لأن مفيش سبب منطقي يخليه يبص لواحدة معفنة زي نادين ومش بس كده ده كمان مكلف نفسه وجايب عشان خاطرها خاتم تمنه مش أقل من تسعين ألف جنيه ده غير الحاجات التانية اللي جابها”.
احتدت نبرة الغيظ في تمتمة داليا وهي تستطرد:
-”إزاي واحدة زي نادين يجيلها خاتم غالي كده وأنا اللي أحلى منها بمليون مرة مجاليش ربع الحاجات اللي جيتلها!!”
لكزت داليا زوجها في كتفه وهمست بحدة أثارت تعجبه:
-“يلا يا رامز خلينا نقوم نمشي من هنا”.
استنكر رامز رغبتها في الرحيل وهي نفسها من كانت تلح عليه أن يذهبا إلى منزل خالته من أجل حضور الخطبة بعدما وصلته دعوة نادين:
-“جرى إيه يا داليا؟! أنتِ اللي يشوفك دلوقتي عايزة تمشي مش هيصدق أن أنتِ نفسك اللي أقنعتيني عشان نحضر الخطوبة ونبارك لنادين!”

 

أجل، لقد ألحت عليه حتى يوافق على حضور الخطبة؛ لأنها أرادت أن تقوم بإغاظة نادين عندما تذهب برفقة رامز وهي ترتدي فستانًا باهظ الثمن ولكنها لم تتوقع أن يكون آدم شخصًا ثريًا وسوف يحرص على أن تعيش نادين حياة مرفهة للغاية.
تظاهرت داليا بالإعياء وهي تقول بخفوت تخفي خلفه براكين من حمم الغيظ والحقد:
-“أنا عايزة أمشي؛ لأني حاسة أني تعبانة أوي يا رامز”.
صدق رامز كذبتها وغادر برفقتها منزل خالته بعدما سلَّم على والدته وشقيقته.
ابتسمت أمنية بتهكم ومالت على أذن والدتها هامسة بضيق:
-“شوفتي يا ماما، داليا وشها قلب إزاي أول ما شافت الشبكة والخاتم اللي آدم جابهم لنادين؟”
أومأت إلهام وردت بهدوء وهي تضرب كفيها ببعضها:
-“أيوة شوفتها يا حبيبتي ولسة هنشوف منها كتير لأنها واحدة حقودة وهتفضل تبص للي في إيد غيرها وعمرها ما هترضى بنصيبها”.
نظرت أمنية نحو نادين التي تجلس برفقة آدم ثم ابتسم وقالت:
-“سبحان الله، داليا اتقربت من رامز واتجوزته عشان فلوسه فربنا عوَّض نادين بواحد أغنى منه مليون مرة”.
على الرغم من ازدحام الحفل بالحضور إلا أن نادين كانت منتبهة جيدا لنظرات الغيط التي كانت تقطر من عيني داليا.
ابتسمت نادين بشدة؛ لأنها تمكنت من ردّ اعتبارها أمام جميع من قاموا بالسخرية منها عندما تركها رامز.
نظرت إلى والدتها التي أشارت لها مؤكدة انتباهها لمشاعر الحقد التي تملكت من داليا بعد رؤيتها للأشياء التي أحضرها آدم.
انقطع حبل النظرات المتبادلة بين نادين ووالدتها بعدما حضرت سمية واحتضنت نادين وهنأتها بقولها:
-“ألف مبروك يا حبيبة قلبي، ربنا يتمملكم على خير”.
نظر لها آدم بابتسامة وهتف بوِد:

 

-“الله يبارك فيكِ يا بنت عمي، عقبال ما نحضر فرحك أنتِ ومراد”.
ردت جميلة وهي تربت على كتف سمية:
-“خلاص هانت يا آدم، كلها أربع شهور وسمية هتتجوز وهتفرحنا بيها وإن شاء الله أنت ونادين تتجوزوا على طول وتفرحونا بيكم”.
شعرت نادين بالارتباك عندما سمعت حديث والدة صديقتها وحضرت في ذهنها فكرة التراجع عن الزواج بآدم ولكنها نفضت هذه الأفكار بعدما وقع بصرها على نظرات الغيرة التي تراها بوضوح في أعين فتيات منطقتها اللواتي سخرن منها عندما تم إلغاء زفافها العام الماضي.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
ظل رامز طوال فترة قيادته للسيارة في طريق العودة إلى منزله يفكر في سبب منطقي يجعل زوجته تغضب إلى هذه الدرجة فهي لم تتوقف عن التأفف بضيق.
اعتقد في البداية أن شقيقته أمنية لها يد في هذا الانزعاج المفاجئ ولكنه بعدما فكر مرة أخرى استبعد هذا الاحتمال ووجد أنه لا يمكن أن يكون لشقيقته أي دخل بهذا الأمر؛ لأنها لم تتحدث مع زوجته من الأساس واكتفت فقط بإلقاء التحية.
أوقف رامز السيارة أمام المنزل، فهمَّت داليا بالخروج ولكن قبض رامز على ذراعها قائلا بحدة:
-“ممكن أفهم أنتِ قالبة بوزك ليه؟! أنتِ قولتي أنك تعبانة وبناءً على كده أنا مشيت من الحفلة، عايزة إيه تاني بقى؟!”
ردت داليا بانزعاج بعدما أزاحت بحدة كفه القابضة على رسغها:

 

-“مفيش حاجة يا رامز، أنت شايف بنفسك أني حامل والحمل تاعبني ومأثر الفترة دي على نفسيتي وكل اللي محتاجاه منك دلوقتي هو أنك تسيبني أرتاح شوية وأنا هبقى كويسة”.
خرجت داليا من السيارة ودلفت إلى البناية دون أن تنتظر زوجها الذي تحكم في أعصابه بصعوبة وضرب كفيه ببعضها فهو لم يقتنع بالمبرر الذي قالته زوجته.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
نظر عزام إلى صور حفلته وابتسم بخبث بعدما وقعت عيناه على صورة داليا ورامز وهما يقفان برفقته.
أمسك عزام بالصورة ثم قام بتمزيقها من الناحية التي تفصل بين كل من رامز وداليا وتمتم بهدوء شديد مؤكدا من خلاله أنه يفكر في القيام بعاصفة قوية سوف تغير أوضاع الجميع رأسا على عقب:
-“أول ما تولدي هخلص من رامز وهخليكِ ليا لأن ست جميلة زيك خسارة أصلا في واحد أهطل زي جوزك يا حبيبتي”.
أمسك عزام بهاتفه ثم نقر فوق أحد الأرقام المسجلة ووضع الهاتف جانبا بعدما فتح مكبر الصوت ثم هتف بجمود:
-”إيه أخر أخبار الشحنة اللي رامز ناوي يستوردها من اليونان؟”
أجابه الرجل بجدية بعدما خرج من غرفة نومه حتى لا تنزعج زوجته النائمة:
-“لسة مفيش أي تطورات يا عزام بيه، أول ما الشحنة تخرج من أثينا هبلغك على طول”.
أومأ عزام وأغلق الهاتف وهو يتوعد بأن تكون تلك الشحنة سببا في دمار حياة رامز.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أوهام الحب الوردية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *