روايات

رواية قلبي و عيناك و الأيام الفصل التاسع و الثلاثون 39 بقلم رحاب إبراهيم حسن

رواية قلبي و عيناك و الأيام الفصل التاسع و الثلاثون 39 بقلم رحاب إبراهيم حسن

رواية قلبي و عيناك و الأيام البارت التاسع و الثلاثون

رواية قلبي و عيناك و الأيام الجزء التاسع و الثلاثون

قلبي و عيناك و الأيام
قلبي و عيناك و الأيام

رواية قلبي و عيناك و الأيام الحلقة التاسعة و الثلاثون

~… صفعة أعتذار …~
نظرت الممرضة للمريض “زايد” بشفقة، خاصةً عندما وجدته تخشب بمقعده، ولم ينبس ببنت شفة كأنه تلقى ضربة غادرة على رأسه ! …. انسحبت بهدوء وخرجت من الغرفة … هكذا شعرت بوجوب التصرف المناسب.
ظهرت بعينيه بعض المرارة التي تحتضن الغضب والثورة، ويبدو أنه تمسك بأهداب واهية عندما ظن فيها الميل إليه!
ربما كانت مشغولة بالعمل ومنكبة على دفاتر المرضى، وربما اختلست بعض الدقائق لتقف وتتحدث مع ذلك الطبيب ذو النظارات الطبية!
وتضحك معه مثلما رآها سابقا!
ازدرد زايد ريقه الملتهب بأنفاس تلهث من لفحات الغضب الصادرة من داخله… وصدى يتردد بعقله بتساؤل مخيف !
هل تحبه ؟!
*******
هناك قلوب كرعاة البساتين …تزرع بداخلنا الورد وتروي عطش اللهفة ….
رتبت ليلى اطباق العشاء على صينية الإفطار كي يسهل عليها حملهم للطابق الأرضي…. ولكنه لم يمهلها فجذبها إليه بنظرة خبيثة وابتسامة قائلًا:
_ رايحة فين …؟!
هربت من نظراته التي تجعلها ترتجف حياءً….وقالت وهي تحاول الابتعاد عن قيد ذراعيه القويتان:
_ هنزل الأطباق دي، هسيبهم هنا كده ؟!
جذبها لجهة منضدة عليها زر إنذار وقال مشيرا له :
_ ده جرس تنبيه، ضغطة واحدة وأي حد من الخدم يكون عندك هنا …
ارتبكت وهي تحاول إخفاء ابتسامتها …فقالت:
_ متعودة اتحرك ….
رفع حاجبيه بسخرية سريعة ثم امتلأت عينيه بالمكر مجددًا وقال:
_ مش نازلة …
ضحكت عاليًا بصوتٍ ناعم وأعجبها فكرة استفزازه فقالت بتصميم:
_ هنزل يعني هنزل ….عشان أشوف بنتي …وحشتني ..
فهم وجيه مكرها وود لو يبتسم بإعجاب من مظهرها المتقن التحدي ….وقال بتسلية وهو متأكد من رد فعلها :
_ على فكرة … النهاردة يعتبر شعر عسلنا كله، يعني من بكرة هرجع الشغل تاني …. وأكيد عندك فكرة عن مواعيدي …
شهقت ليلى بذهول وهي تحدق فيه …ثم اغلقت فمها بغيظ وقالت:

 

_ في حد في العالم يعمل شهر عسل يوم ؟!
طب خليه يومين …تلاته !
ابتسم لها بانتصار وهو يقترب حتى قال بهمس:
_ اوك يومين ….. وبعدين ريميه ويوسف بقوا ثنائي يجنن، هو الوحيد اللي تقريبًا بتضحك معاه.
ابتسمت ليلى براحة وقالت له بنظرة صادقة :
_ البيت ده فيه كل اللي اتحرمت منه، العيلة ، واللمة، والأمان …
اقترب وجيه لها أكثر وهمس بأذنها متسائلا :
_ وإيه …؟!
ابتسمت بمحبة تجتاح كافة بقاع قلبها وأجابته :
_ وأنت قبل كل شيء…. وآخر كل حاجة حلوة..
تنهد وجيه للحظة ثم غمز لها بمكر قائلا :
_ اوك …كسبتي، هنزل اجيب قطتي الصغيرة.
ضحكت بسعادة على رد فعله التي لو اعترفت فستعترف أنه يرضي كبرياء أنوثتها ….
فخرج بعدها من الغرفة وعلى وجهه سعادة حقيقية …. لم يشعر بها قبل اليوم بعمره الأربعيني…. حتى اعتقد للحظة أن الابتسامة التصقت بوجهه ولن تفارقه للأبد … وتوجه لغرفة الصغيرة بالطابق الثاني بخطوات هادئة ونسى تمامًا أن الصغيرة باتت ليلتها مع حميدة….
******
أعدت مائدة الطعام بوفرة الأطباق المختلفة، حتى جلس الجد على رأس المائدة … وما كانت عادته وما كان يفعل ذلك …. ولكن منذ أتى بالفتيات للمنزل وهو قد قرر أن يستغل كل لحظة معهن ….
نظر الجد لرضوى مليًا ولعينيها المحاطة بالدوائر السوداء …. يبدو عليها البكاء أو كثرة السهر…وفي الحالتين حتما يؤرقها شيء!
ولكن أن تبدو حميدة ساهمة شاردة فهو بالأمر العجيب…. سألها بحيرة:
_ مالك يا حميدة مكشرة كده ليه ..؟!
أجابت حميدة سريعا قبل أن يأتي أحدًا من الشباب وتشعر حينها بثقل الحديث:
_ مرات خالي اتصلت بيا الصبح بدري، قالتلي أن نعناعة تعبان من وقت ما سيبنا البلد، صعبان عليا أوي يا جدي ده غلبان.
وهنا غلبتها الدموع ولم تستطع منعها فبكت..
والتمعت عين سما بالدموع ولكنها استطاعت التحكم …. بينما وكأن رضوى تحججت بذلك واجهشت بالبكاء قائلة:
_ كنا أخواته وكل اللي ليه، كنا مبسوطين وبنضحك وبنتخانق كل وقت ونرجع نضحك تاني في نفس الدقيقة!
كان مرتاح بالنا…
ضغطت على أسنانها بدموع منهمرة من عينيها، بينما الجد ادرك أن الأمر أبعد مما تقول بكثير، فقال بنبرة تحمل العتاب:
_ يعني أنتي مش مرتاحة هنا يا رضوى ..؟!
الإجابة مثل طريقين متعاكسان، لا تجد الحقيقة فأي منهما!…فصمتت!
ولم يحب الجد أن يحرجها أو يتسبب لها بأي جرح آخر …. فانتقلت نظرته لجميلة الشاردة للبعيد ..!

 

فتساءل باستغراب من أمرها:
_ مالك أنتي كمان يا جميلة؟!
تنهدت جميلة وبعينيها شيء يبدو أنه يكدرها وينغص أي منعطف للأمل…. فأجابت دون مواربة:
_ زعلانة عشان نعناعة، وكمان في واحدة اتصلت من شوية على الأرضي وطريقتها في الكلام مش مريحة!
قطب الجد حاجبيه الأبيضان بشك وقال:
_ مين دي وقالتلك إيه ؟!
صمتت جميلة للحظات وندمت عن الإشارة لهذا الاتصال بهذا الضيق …. فأجابت بنبرة ظهر فيها بعض العصبية:
_ كانت بتسأل على جاسر
(ولما هي سألت على جاسر مش واجب بدل ما تقولي لجدي تقوليلي أنا ؟!…)
لم تلتفت جميلة له ولم تنظر له من الأساس، رغم أنها كرهت هذا الموقف الذي وضعت قدميها به! ….. بينما هو كان يبدو عليه أنيق نظيف يستعد للذهاب للمشفى، فأقترب منهم وبعينيه مكر واضح….فنظر الجد لجاسر بنظرة تحذير وتنبيه صارم .. وقال:
_ أظن ماينفعش الكلام ده بعد النهاردة يا جاسر !
جلس جاسر على المقعد بحركة رشيقة ورد على جده وعينيه مسلطة على الجميلة التي كادت تنطق عينيها وتصرخ ليتوقف عن ما يتفوه به من حماقة …وقال:
_ ليه يا جدي ؟! ….. إيه اللي جد ؟!
رد الجد بعصبية حقيقية :
_ اللي جد أن بنات عمك هنا ولازم تحترمهم ! … وحاجات كتير جدت بس أنت مش واخد بالك !
ابتسم جاسر بسخرية وهو يرفع كوب العصير الطازج لشفتيه وارتشف منه القليل، ثم أنزله وقال بعدما ابتلع ما بفمه بتلذذ:
_ لأ واخد بالي، بس أنا مش هغير حياتي عشان حد.
اطرقت كلماته على كبريائها بالسكاكين! …. ولكنها لابد أن تظهر أقوى من ذلك حتى لو اعتصرت قوتها لتجابه غروره …. فقالت بابتسامة لجدها وكأنها لا تكترث لشيء:
_ عنده حق يا جدي، أحنا مش جايين نخنقهم ولا نضيق عليهم، زي ما برضو محدش ليه أنه يدخل في حياتنا أنا وأخواتي منهم، وبعدين جاسر زي أخويا، يعني استحمله عادي.
رفع جاسر حاجبه الايمن وابتلع الغيظ سخريته من قولها، والغريب أن الجد لم يستسيغ ما يحدث بين الفتيات والشباب باستثناء يوسف وحميدة…. فتنهد الجد بهمّ وصمت …
هبط رعد من على الدرج ولكنه يبدو عليه الانشغال بتلك المكالمة الهاتفية الذي يجريها من هاتفه الخاص…. وأسلوبه وهو يتحدث لا يشير إلا أنه يتحدث مع أنثى!
جلس بمقعد بطاولة الطعام وتجاهل الجميع، فانسحبت نظرة جاسر إليه بنظرة ضيقة، وشك ببادئ الأمر أنه يتظاهر فقط ليغيظ رضوى …. ولكنه تأكد من تسلل صوت ضحكة أنثوية صدرت بصوتٍ سمعه الجميع !
سُلطت النظرات عليه بينما رضوى كأنها تحارب موجة عنيفة من الغضب كي لا تقوم وتصفعه بعنف حتى ينزف وجهه الدماء !
قال رعد بنبرة رقيقة لفتاة الهاتف:
_ تجنن…، ضحكتك تجنن.
رماه الجد بنظرة غاضبة وصبر حتى أنتهى رعد من المكالمة وقال له بتحذير بباطنه حدة :
_ مكالماتك مش هنا يا حبيبي …. غور في أي حته ورد على اللي بيكلموك…!
تجاهل رعد تعنيف الجد لأول مرة ! ، بينما ما كان يهمه ذات العينين العسليتان الذي يعشقهما ويعذبوه … والذي أقسم أنه يجعلها تندم على ما تفوهت به لتتحداه …..
فأبتلعت رضوى غصة متكورة من المرارة والألم … ثم قالت وكأن ليس بها شيء:
_ سيبه على راحته يا جدي، على رأي جميلة …أحنا مش جايين نخنقهم ونضيق عليهم، وزي ما مش هنتدخل في حياتهم

 

… محدش فيهم هيدخل في حياتنا برضو.
كتم جاسر ضحكته ثم تمتم قائلًا:
_ لا دي الحكاية أحلوت أوي …. يا مرحب بالمعارك.
شعر رعد ببعض الانتصار مع بعض الغيظ منها وما تقصده….فوضع هاتفه أمامه بشيء من العصبية وهو ينظر لها بتحدي.
تجاهل الجد هذه المرة حديث رعد وسأل حميدة مجددًا:
_ ريميه فين ؟
أجابت حميدة وهي تمسح عينيها من الدموع :
_ اصرت يوسف اللي يجبها بنفسه أو عمي وجيه فسيبتها في أوضتي ..
أنضم آسر للمائدة الطعام ولكنه يبدو عليه بعض الضيق والشرود ….. حتى أنه غفل أن يلقي تحية الصباح مثل عادته! …..فقال الجد بتعجب:
_ طب قول صباح الخير حتى !
خرج آسر من شروده بعدما جلس بلحظات وقال باعتذار:
_ معلش أنا آسف …. صباح الخير.
وهنا أثار شك الجميع، فآسر بشخصيته المعقدة الغير مفهومة حتى لنفسه لم يظهر بهذا التوتر مطلقا ! …. يبدو هناك شيء يخفيه!
وظهر مسك الختام يوسف وهو يحمل الصغيرة الذي كان يهمس لها في أذنها بشيء جعل الابتسامة تزين وجهها ..
وجلس ..ولكنه كشر فجأة عندنا انتبه لدموع حميدة، فسألها مباشرةً باهتمام بالغ:
_ بتعيطي ليه يا حميدة ؟!
ضمد المها باهتمامه لا تنكر ولكنها لم تظهر تأثرها أيضا، فأجابت عليه كأنها تشاركه ما تشعر به:
_ نعناعة تعبان أوي، من الزعل علينا.
عبس وجه يوسف بضيق، ثم قال لجده وكأنه قرر مصير الصبي :
_ بقولك إيه يا جدي ….. ماتجيبه يعيش معانا هنا والله وحشني أوي وبعزه.
أجاب الجد رشدي باهتمام وكأنه فكر بالأمر سابقا :
_ ماينفعش يا يوسف أبوه العمدة مش هيرضى وكمان ممكن أحرجه!
تغاضى الشباب الثلاث عن اقتراح يوسف، فما بات المنزل يخصهم بعدما أصبح مرتع و مليء بالغرباء فجأة !
ففكر يوسف لدقائق وقال باقتراح :
_ طب عندي فكرة…. ما تجيبه يكمل تعليمه هنا، العمدة كان نفسه يكمل تعليمه بس نعناعة مكنش راضي … ويبقى كده ضربنا عصفورين بحجر … هيتعلم وهيقعد مع بنات عمته ونفسيته هتتحسن….. يعني أكنه طالب مغترب كده.
أنشرح وجه حميدة وبدت اكثر ارتياحا باقتراح يوسف فقالت :
_ ياريت ده يحصل … ده الواد ده غلبان واتعود علينا وحبنا زي أخواته وأكتر والله.
قال الجد بقرار آخير عله يسد معروف العمدة في إقامة الفتيات بمنزله خلال سنوات ….فقال:
_ خلاص يا يوسف اقتراحك عجبني…. هكلم العمدة وأقوله وأن شاء الله يوافق.
كانت سما لا تنصت لما يقال كثيرًا، بل ما جعلها تدخل بموجة من القلق هو حالة التيهة البادية على آسر…حتى أنه دخل بها مجددًا فور ظهور يوسف!
وأتت للمائدة جيهان بخطوات سريعة بعض الشيء وقالت بعصبية :
_ هو مين اللي زغردت ؟! ….
نظرت حميدة لها وقالت بخجل :
_ أنا
رمقتها جيهان بعصبية وهتفت:
_ أنا صحيت مخضوضة بسببك ! بحسب حد بيصرخ ؟!
تلون وجه حميدة بالخجل والإحراج فللتو ادركت الأمر ! …. فقالت معتذرة:
_ معلش حقك عليا …
اعتذار حميدة وضع جيهان بموضع حرج فقالت جيهان بارتباك :
_ خلاص محصلش حاجة … بس ياريت ما تكرريهاش تاني.
تفهم الجد رشدي مشاعر جيهان وأشار لها بلطف للمقعد الفارغ بقرب حميدة وقال :
_ اقعدي هنا يا جيهان وأفطري معانا ..
جلست جيهان بهدوء بجانب حميدة دون اضافة كلمة تزيد من موقفها سوء ….
شاكس يوسف الصغيرة فابتسمت ، بينما نظر جاسر لها بابتسامة حنونة طلت من عينيه بعفوية …. وأخذ ثمرة تفاحة وقربها لها قائلًا :
_ كلي دي يا ريمو …
اعترض يوسف بعبوس :
_ دي ريمو أنا وبس !!
رمقه جاسر باستهزاء وقال :
_ ليه هو أنت اللي مخلفها ؟! …دي ريمو لينا كلنا …
اتسعت عين يوسف وكأنه وجد ضالته أخيرا وقال بهتاف وابتسامة متسعة :
_ ريمولينا …..أيوة هي ريمولينا، كنت بدورلها على اسم دلع كيوت كده …
نظر جاسر لجميلة بابتسامة مغرورة وقال :
_ أنا اللي بجيب من الآخر ….
قبّل يوسف رأس الصغيرة وقال لها بفرحة:
_ من النهاردة اسمك الرسمي ريمولينا….
أطرفت الصغيرة عينيها ولم تفهم شيء مما يدور حولها …. فقطعت قطعة من ثمرة التفاح وبدأت تأكلها ……
وبدا الجميع يتناولون طعامهم حتى تفاجؤوا بظهور وجيه أمامهم بطقم رجالي رياضي أظهره أكثر شبابا …. غمز جاسر له بمكر فنظر له وجيه بتحذير أن يكررها …. ولكنه ابتسم سرا من مشاغبة ذلك الفتى !
وتحدث يوسف بابتسامة عريضة :
_ صباحية مباركة يا عمي …
امتعض وجه جيهان فتراجع يوسف بحرج وتنحنح وهو يعود لمقعده ….. مضغت الصغيرة ما بفمها وقالت لوجيه بإشارة من كفها

 

الصغير:
_ بابا وجيه …
أشتد دفء ابتسامته وتوجه لها مباشرةً حتى حملها مقبلا رأسها بحنان فائق….وقال لها :
_ جاي عشانك أنتي مخصوص …ماما عايزاكي
رمت الصغيرة ثمرة التفاح من يدها، ولفت يديها حول عنق وجيه بفرحة ، بينما سقطت الثمرة بكوب الحليب الخاص بجيهان، حتى مال وسقط على قدميها فنهضت صارخة ….
وهتفت بعنف وسباب:
_ أنتي غبية ومتخلفة!
نهض الفتيات لأنقاذ جيهان، ولكن توقفوا عندما لفظت جيهان بتلك الكلمات …. قالت سما ببعض الضيق:
_ كوباية اللبن ساقعة مش سخنة …. يعني الموضوع بسيط مش مستاهل العصبية دي !
نظر وجيه لجيهان بصمت دون تعبير واضح ، ثم لمس القطرات الساقطة على المائدة وتأكد من قول سما، فعاد ناظرا لها بحدة وقال :
_ حتى لو اضايقتي يا جيهان بس دي طفلة !
ظهرت جيهان بحالة غير طبيعية فصاحت بعلو صوتها :
_ وأنا ذنبي إيه أنها ما بتشوفش !
ضيق وجيه عينيه عليها بنظرة خطرة ، بينما ظهرت عينان يوسف غاضبة من تلك المرأة …..فهتف وجيه بعنف :
_ جيهــــــان ….أسبقيني فوق .
نظرت جيهان للجميع وقد شحب وجهها ولا تعرف كيف تفوهت بتلك البشاعة! …. ودت لو تعتذر بمنتهى الصدق ولكنها لم تستطع وكأن لسانها أنعقد فجأة …
وكادت أن تتحرك لجهة السلم حتى قالت الصغيرة فجأة بصوتٍ مرتجف :
_ ماما جيهان …أنا أسفة …
نظر الجميع للصغيرة على ذراعي وجيه بدهشة …. ولكنهم تفاجؤوا أنها تبك !
استدارت جيهان إليها برعدة زلزلت أركان قلبها …. وأصبح وجهها دون دماء كالأموات !
نظرت جيهان لدموع الصغيرة الصامتة وشعرت ببشاعة ما قالته ….فخرج صوتها بالكاد وقالت بعذاب وهي تدمع :
_ حقيقي أنا اللي أسفة …
ولم تستطع الوقوف أكثر من ذلك حتى ركضت لغرفتها وهي تكتم دموعها المنكسرة ….
راقب وجيه دموع الصغيرة بألم، فضمها بقوة مقبلا رأسها مجددًا وأعتذر لها مرارا وهو يمسح دموعها…
وقفت جيهان عند الدرجة الأخيرة عندما وجدت ليلى تقف بالأعلى، ويبدو من نظرات عينيها الشرسة أنها رأت كل ما حدث…

يتبع…

اترك رد

error: Content is protected !!