روايات

رواية أحببتها ولكن 5 الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 5 الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم بيسو وليد

رواية أحببتها ولكن 5 البارت الحادي والأربعون

رواية أحببتها ولكن 5 الجزء الحادي والأربعون

رواية أحببتها ولكن 5 الحلقة الحادية والأربعون

بهاء:يعقوب عنده حق يا ليل … لازم تسامح
محمد:سامح يا ليل وانسى محدش مننا معصوم من الغلط كلنا بشر وكلنا بنغلط لو مسامحتهوش مين هيسامحه
حمزه:انا عن نفسي هسامح … لأن انا بقالي فتره واخد القرار ومهما حصل دا أخويا الكبير والتفتيح في الماضي مش هيجيب نتيجه غير أننا هنعند أكتر وهنكره بعض أكتر … ومش هنعيش قد اللي عشناه وعشان ماما ترتاح انا هسامح والنية موجوده … وانتَ كمان لازم تسامح
وضع ليل يده على وجهه وبداخله صراع عنيف لا يعلم كيف سينتهي وما هو مصيره بالنهاية ، تحدث وهو يضغط على رأسه قائلًا:سيبوني لوحدي
نظروا لبعضهم ثم لهُ وتركوه وخرجوا مع صراعاته ومعاناته التي لا تنتهي بالتأكيد ، جلس على المقعد وهو لا يستطيع أن يتحكم بنفسه بداخله صوتان يصرخان الآن في أنٍ واحد ، صوت يصرخ ويُطالبه بإبقاء مشاعره وعدم دفنها وإبقائها حية لمسامحته ونسيان ما حدث في الماضي وفتح صفحه جديده ، وصوت آخر يصرخ بقوه ويُطالبه بعدم السماح والأستفاقه من دوامة مشاعره الطفيفة التي تُجبره على اللين ليصفعه صراخ الآخر وهو يأمره بالأستيقاظ وعدم المسامحة ، الآن عاد صراخ الصوتان من جديد بداخله لتدور بينهما حربًا كبيرة ، وضع يديه على أذنيه وكأنه يسمع صرخاته وصراعاته الداخلية العنيفة التي لا تنتهي أبدًا وهو بالكاد لا يتحمل ليصرخ فجأه ويُحطم ما حوله بقوه وعنف قائلًا:كفاية بقى كفاية
سقطت دموعه وهو ينظر للأرض وصدره يعلو ويهبط بعنف أثر أنفعالاته العنيفة والتي لا تنتهي ويبدوا بأنها سترافقه حتى الممات ، مسح على خصلاته للخلف وهو يلهث وقطرات العرق تتصبب من جبينه وهو يُردد قائلًا بإصرار:مش هسامح مش هسامح بس بقى كفاية انا تعبت
سقطت دموعه من عيناه التي أكتست باللون الأحمر وهو يُكمل قائلًا كأنه يتحدث مع أحد:انا تعبت كفاية بقى مش هسامح انا حُر … حرام اللي بيحصل فيا دا حرام انا بشر وبحس كفاية … كل مره بسامح بسامح بسامح بس كفاية بقى خلصت باب المسامحة أتقفل ومش هيتفتح تاني لا لقريب ولا لغريب كل واحد عارف كويس أوي هو بيعمل أي مش هنضحك على بعض كلنا كُبار وكلنا عارفين أحنا بنعمل ايه وزي ما هونت عليه هو كمان هان عليا المعاملة بالمثل وكل ساقِ سيُسقى بما سقى لازم يدوق المُر اللي أتصب في كوبايتي لازم يحس بمرارتُه في كوبايته محدش كوبايته حلوه كل الناس اللي عايشه دي كوبايتها فيها مراره بس بدرجات مرارتنا مش واحده محدش كوبايته حلوه لازم تلاقي فيها نسبه مراره … كل واحد عارف هو بيعمل ايه ومش هسامح لتاني مره بأكد أهو ولا هقبل أعذار لحد خلاص بح … من الساعه دي ليل تاني خالص انا بقى هكرهكوا فيا وأتعزل عن العالم المقرف دا … عالم مليان غدر وقله قيمه مينفعش أكون فيه أصلًا
نظر حوله وأقترب من مكتبه سريعًا وأخذ مفاتيح سيارته وهاتفه وأوراق تخصه ومسح دموعه بعنف ثم خرج من المكتب تحت نظرات الجميع الذين كانوا يشعرون بالقلق عليه بعدما سمعوا صوت تكسير ، سارت روز خلفه وهي تقول بقلق:ليل مالك
تحدث ليل وهو يسير مسرعًا وقال:انا كويس خالص وزي الفل
نظرت روز لهم بقلق ثم أكملت سيرها وهي تقول:كويس ايه أستنى يا ليل وفهمني
رفع يده وهو يخرج من القصر ويقول بحده:بس محدش يكلمني انا كويس جدًا جدًا لازم أمشي عشان متأخر عليهم جدًا
روز بخوف وتوتر:يا ليل فهمني في ايه ومين دول اللي انتَ متأخر عليهم أستنى
أخذ سيارته وتحرك مسرعًا دون أن يتحدث بحرفٍ واحد بينما وقفت روز وهي تنظر لهُ وهو يخرج من بوابة القصر الرئيسية وهي لا تعلم ماذا أصابه ، بينما كان ليل يسير بسيارته وهو يسمع أصواتًا كثيره بداخله ترن بأذنيه وكأنها حوله تتحدث معه في أنٍ واحد (انتَ متعرفش غير اللي سالم كان عاوز يعرفهولك) (انتَ واخد كل حاجه لوحدك يا ليل وكأن سالم مخلفش غيرك) (انا أتعذبت زيي زيك بالظبط مختلفتش عنك حاجه يا ليل) “كانت هذه العبارات تتردد بأذنيه من أشرف” (لو زعلك تاني يا ليل قولي وشوف هعملك فيه ايه) (محدش يزعل ليل تاني اللي هيزعله هيشوف مني وش تاني) (انا بحبك أوي يا ليل ومش قادره أصدق أنك انتَ الثمرة الوحيدة الصالحة اللي خرجت بيها) “أيضًا صوتًا أخر يتردد بأذنيه ، صوت أشتاق لسماعه كثيرًا وجعله يشعر بالحنين ألا وهو صوت صفية” تلك السيدة التي ما إن غادرت الحياة وتلونت حياته فجأه باللون الأسود ، هذه السيدة التي كانت كمظلة لهُ تحجب كل ذلك السواد عنه وتُريه فقط جمال الدنيا ، ظلت هذه المظلة مستمره لعده سنوات كبيره ولكنها صغيره بالنسبه إليه كانت تُنزع وقت الغروب وتعود في الصباح الباكر من جديد ، ولكن هذه المره عندما حان وقت الغروب نُزِعت المظلة وذهبت لتعود في الصباح الباكر لمكانها الطبيعي من جديد لتحجب هذا السواد كعادتها ، ولكنها هذه المره ذهبت ولم تعُد ، ذهبت بدون سابق إنذار وتركت ذلك السواد يتأكله دون رحمة وشفقة ، تركت متاعب الدنيا تُكشر عن أنيابها لتفترسه بوحشية من كل جانب ، حتى أصبح في وقتٍ قصير كالجثه الهامدة ، لا روح ولا شعور ولا جسد ، تعاملت معه الدنيا وكأنه قطعة ريشة تتطاير بفعل نسمات الهواء الخفيفة هُنا تارا وهُنا تارا ، لتستقر بها الحال فوق سطح الأرض ، تُدهس ، حتى تبدء تذبُل بعد مرور الوقت حتى تُبهت لونها وينطفئ وتصبح في النهاية “ميتة” والمذنب والجاني الوحيد في النهاية “قسوة الحياة”
تحدث وهو يبتسم بسخريه وهو ينظر للطريق أمامه قائلًا بحده:كلكوا مرضى .. كلكوا بدون أستثناء … مرضى نفسيين … انا بتعامل مع ناس مريضه أيوه محدش يقول مش مرضى لا هما مرضى وعارفين أنهم مرضى بس بيقاوحوا … يتحكموا في حياتي ليه ها ليه حياتي ولا حياتهم أسامح براحتي أو مسامحش دي بتاعتي انا بيتدخلوا فيها ليه ها … فعلًا … لما بتدي الإنسان أكبر من حجمه بيشوف نفسه ايوه أنتوا صح … كلهم محتاجين يتعالجوا صدقوني كلهم وحوش مفترسه انا عارف
أردف بالأخيرة وهو يصرخ فأكمل بصوتٍ عالِ وقال:الأخوات في نظري من بعد موت الأب والأم حيوانات مفترسة أسأل مجرب … متنجحش وتبقى فاشل ومحلك سر مش عاجب … تنجح وتبقى حاجه كبيره ويتفخم فيك وبردوا مش عاجبك … نعملكوا ايه … ليه بنختار رجاله تبقى أبهات في المستقبل وهما مش مُهيئين لدا … زوج مُعقد هيتحول ويبقى أب مُعقد غير سوي بالتالي هيطلع طفل برئ غير سوي وجحوده يحوم حواليه ويخلي الطفل البرئ بجناحات في يوم وليله شخص جاحد بهيئة وحش وتفضل السلسلة تكمل نفسها وجيل يسلم لجيل بنفس العادة المهببة ويرجعوا بعد ما يعجزوا وولادهم يكبروا ويرموهم في الشارع يعيطوا ويقولوا أبني ضربني وطردني وبقيت عايش في الشارع كل دا بسبب أختياراتكوا اللي محتاجه لوحدها جلسات في كيفيه أختيار الزوج الصالح السوي …انا بعد السنين دي كلها اكتشفت أني كان لازم مبقاش في العالم دا … عشان انا دلوقتي بقيت بكلم نفسي على أساس أني بكلم حد وانا قاعد لوحدي
قام بصف سيارته وترجل منها على جانب الطريق السريع وأغلق الباب ثم رفع رأسه للسماء ينظر لها بعينان تشكي ما بداخلها لربها الذي هو وحده يعلم ما بداخلها ، سقط على رُكبتيه وأخفض رأسه للأسفل ومن ثم سقطت دموعه وهو يبكي ، ليس بكاءًا عاديًا هذه المره ، بل بكاء حارق ، بكاء مرير ، أستند بذراعيه على الأرض ووضع رأسه عليهما وهو يبكي بمراره وحُرقه ، شعر بأن هذه هي فُرصته لإخراج كل ما بداخله وهو يقول ببكاء شديد:يا الله انا عبدُك الضغيف قد لجئت أليك لتشفي تلك الروح المعذبة التي طاحت بها الدنيا بقوه … يارب أرحمني
ظل مكانه وحيد ، يبكي بعدما ضاقت بهِ الدنيا ورأى بها الكثير والكثير من المتاعب والألام ، ليشعر فجأه برطوبه الجو من حوله ، هناك رطوبه لطيفه وكأنها تُخرجه من ضيق نفسه ليشعر بعدها بشعور لأول مره يشعر به ، شعور لطيف للغاية ، شعر وكأن هُناك يد تُربت على موضع قلبه وكأنها تُشفيه من جروحه الدامية ، وضع يده وهو مازال يشعر بتلك اليد التي تُربت عليه ، نظر حوله وهو لا يعلم ماذا يحدث معه ولكنه نظر للسماء بدموع ووجد نفسه يبتسم ودموعه تتساقط على خديه في ذهولٍ تام لا يُصدق ما يحدث ، أغمض عينيه بهدوء للحظات وهو يستمتع بهذا الشعور حتى سمع صوت صفية فجأه يرن بأذنيه ، فتح عينيه فجأه بفزع ونظر حوله وهو لا يُصدق ما حدث منذ ثوانِ ، مسح على وجهه وهو ينظر حوله وكأنها معه وستأتي بأي وقت ، شرد للحظات قبل أن يستقل سيارته مره أخرى ويذهب
في قصر ليل
غاده بتعجب:غريبه … وهو موقفش
سيلا بقله حيله:خالص ماشي بسرعه زي اللي عامل مصيبه وعمال يقول انا كويس جدًا بطريقه غريبه خوفتني
زفرت غاده وهي تضع يدها على جبينها وقالت:نفسي يبطل حركاته دي بقى
نظرت لها سيلا وقالت بعدم رضا:يعني ايه يبطل حركاته دي شيفاه عيل صغير كل شويه يغلط
غاده بحده:ايوه كل شويه يغلط بيمشي من غير ما يتكلم ويرعبنا عليه ونفضل بالأيام منعرفش عنه حاجه وكل شويه عصبيه وزعيق انا مبقتش عايشه غير في ضغط ومشاكل
تدخل عبد الله ووجه حديثه لها قائلًا بجديه:يا سلام دلوقتي هو اللي بقى بتاع مشاكل وعصبي مش دا اللي كنتوا بترموا مشاكلكوا ليه عشان يحلهالكوا … مش دا اللي ياما أستحملكوا بقرفكوا وهمومكم … دلوقتي ليل سالم الدمنهوري بقى وحش ليه عشان فكر يطلع الكبت والخنقه اللي جواه لكن أشرف يبهدل ويهلل ويقلب الدنيا دا بالنسبالكوا سكر مش كدا
وقفت بيسان أمامها وهى تنظر لها قائله بدموع وصوتٍ مهزوز:بابا اللي مش طيقاه بمشاكله وقرفه وضيقته اللي بتقولي عليهم دول غيرك متحمله وعلى قلبه زي العسل … بابا اللي بتشتكي منه دا كان في يوم من الأيام بيسمع مشاكلكوا كلكوا وعمره ما قال لحد فيكوا لا بالرغم من مشاكل شغله ومشاكل حياته الشخصية … بابا دايمًا بيسمع الكل لكن محدش فكر في مره يسمعه ويتكلم معاه … بابا شايلكوا سنين على راسه لا عمره أتكلم ولا اشتكى وساكت وبالرغم من كل دا بيضحك ويهزر عادي عشان ميزودش عليكوا عشان عارف أن اللي فيكوا مكفيكوا وهو يولع بقى … بابا ضحى عشانكوا كتير لو ناسيين أفكركوا … بابا حرم نفسه من حاجات كتير أوي عشانا قبل ما يكون عشانكوا زمان كان حارم نفسه عشانكوا عشان ميبقاش ناقصكوا حاجه ودلوقتي بردوا بيحرم نفسه عشانا … عشان ولاده اللي دايمًا رقم واحد في حياته أي خطوه بيفكر فيها بيقولهالنا الأول عشان خايف علينا عشان وارد تأذي حد فينا … بابا اللي بتتكلمي عليه دا اولًا يبقى أخوكي الكبير … ثانيًا يبقى أبويا … أبويا اللي عمري ما هقبل في حقه أي كلمه وحشه سواء قدامي او من ورايا … أبويا دا اللي هيمشي قريب يكلم نفسه بسبب اللي عاملينه فيه … كفايه بقى حرام عليكوا كل واحد يحل مشاكله مع نفسه محدش يدخل بابا في حاجه تاني كفايه أوي لحد هنا لأنه أتحمل بما فيه الكفايه … جه دورنا أحنا كولاده نشيل عنه بقى ونريحه هو … من هنا لحد ما بابا يرجع مش عايزه حد يجيب سيره بابا ويقول عمل حاجه كفايه بقى عشان مسختوا الموضوع وكبرتوه على الفاضي كل واحد فيكوا عارف يمشي حياته أزاي كفايه حزن ومشاكل بقى مبتعرفوش تقعدوا يوم واحد من غير مشاكل
أنهت حديثها وذهبت للغرفه تحت نظراتهم بينما لحق بها عُدي ونظرت روز لغاده نظره حاده ولاحظت غاده نظرتها ولكنها لم تتحدث فحديث بيسان كان كفيل بأن يجعلها تصمت لعامين
في غرفه بيسان
جلس عُدي بجانبها على الفراش ونظر لها وهو يراها تمسح دموعها وقال:لو بابا كان موجود وسامع الكلام دا دلوقتي كان رفعلك القبعة … انتِ قولتي كل حاجه كان نفسنا نقولها ومش عارفين عشان هي مهما كان عمتنا
بيسان بدموع:لا يا عُدي في أوقات بتبقى لازم تتكلم وترد … أحنا مبنقبلش على بابا كلمه يا عُدي ولا لوم واحد يتحط عليه وهو ملهوش ذنب فيه … كان لازم أتكلم يا عُدي عشان انا أتعصبت وأتقهرت من كلامها لمجرد أن بابا حب يطلع خنقته تقول كدا … انتَ عارف بابا كويس أوي صعب يطلع اللي جواه بس يوم ما بيتكلم بيكون جاب أخره من كل حاجه … مشاكل نازله عليه من كل حتة وهو مش ملاحق ولا عارف يحل حاجه عشان مضغوط غير شغل الشركه وشغله وأجتماعاته المهمه مع الوزراء ومع عبد الله وسيف وكمال … بابا مضغوط أوي ومحدش حاسس بيه ليه عشان هو مش مبين حاجه أصلًا … صعب أشوفه كدا وأبقى عارفه هو بيمر بأيه وأقف أتفرج يا عُدي انتَ عارف بابا بالنسبالي ايه مقدرش أقبل كلمه مش عجباني عليه
مدّ يديه ومسح دموعها برفق وهو يقول:انا عارف وفاهم كويس اللي بتقوليه … منكرش أن كلامها عصبني وخلاني مصدوم منها … انا معترف أن بابا شايل حِمل كبير أوي لوحده حتى ماما مش محسسها بحاجه وبالرغم من دا كله مش مأثر معانا … أوقات كتير أوي ببقى عايز أقوله شكرًا على كل حاجه هو بيعملها معانا بس مبقدرش … بحس أني مش هردله بشُكري ولو جزء بسيط من اللي بيعمله عشانا وببقى عايز أعمله حاجه أكتر من أني أشكره بس مش عارف ايه هي … بس انا عن نفسي متفق معاكي في كل كلمه قولتيها انتِ معاكي حق ولازم بجد نردله كل اللي بيعمله عشانا واللي لسه بيفكر يعمله لأنه فعلًا يستاهل وهتشرف بيه بجد في أي حته عشان هو يشرف أي حد بجد
قاسم:ودي هنعملها أزاي
نظرا لهم وكان أربعتهم واقفون وينظرون لهما ، بينما نظرت بيسان لعُدي الذي نظر لها ثم لهم وهو يقول بجهل:مش عارف … بس حاسس أننا بجد لازم نعمل حاجه … حاجه كبيره تفرحه وتخرجه من أي مود وحش هو فيه دلوقتي
نظروا لبعضهم بهدوء وهم يُفكرون ماذا سيفعلون من أجله عندما يعود من الخارج ، أقتربت روز منهم وهي تقول:انا عندي الفكره
وقفت بينهم بينما نظروا هم لها وقالوا في أنٍ واحد:ايه هي
في المقابر
تحدث ليل وهو يجلس أمام قبرها وينظر لهُ قائلًا:عارف أنك مش مرتاحه ومش عاجبك اللي انا وصلتله دلوقتي … انا تعبت أوي يا صفية … تعبت وحاسس أن هيحصلي حاجه في أي لحظه … من خنقتي ووجعي والضغط الكبير اللي عليا انا بجد مبقتش متحمل … انتِ من بعد ما مشيتي كل واحد بان على وشه الحقيقي .. انا كل يوم بتصدم في واحد شكل ومن صدمتي بتكون في صدمه تانيه أني مكنتش متوقعها منه هو بالذات … أوقات بسرح وأشوف أخواتي وعيلتي اللي ضيعت عمري عشانها وانتِ موجوده وبعد ما مشيتي … كل ما أفتكر اللي عملته عشانهم واللي هما بيعملوه معايا دلوقتي بتحصر على اللي ضاع من شبابي … ضيعت شبابي واتحرمت من كل حاجه عشان أديهالهم هما بس أول واحد طعني في ضهري كان أشرف … أشرف اللي كنتي بتقطعيه بسنانك لما يدايقني أو يزعلني بكلمه … انا فاكر كل حاجه كويس أوي مش ناسي … بس بجد انا مش قادر … انا شايل ولادي ومراتي وشغلي بالعافيه بس انتِ عارفه مبعرفش أصد حد طلب مساعدتي مهما حصل … بحس أني قليل الذوق فبسكت وأسمع الكل … إنما حد يسمعني … مكانش حد بيسمعني غيرك وكأنك بتسمعي رواية بتتقري … كنت زي الكتاب المفتوح بالنسبالك بس بعد ما مشيتي مبقتش موجوده صفية اللي أرجع من برا أحكيلها كل حاجه … دلوقتي انتِ في دار الحق وانا في دار الباطل وانتِ الوحيدة اللي عارفه وشايفه كل حاجه بتحصل وعارفه مين الظالم ومين المظلوم
أبتسم بخفه وهو يمسح دموعه قائلًا:كالعادة الكلام بياخدني وبنسى نفسي والوقت بيجري … هجيلك تاني قُريب أزورك وأتكلم معاكي كالعادة … وأبقي سلميلي على الحبايب كلهم وأن شاء الله نتجمع كلنا في الجنة سوى مع سيدنا مُحمد صلى الله عليه وسلم
مدّ يده وهو يضعها على قبرها وهو ينظر لأسمها بأبتسامه حزينه ثم نهض وأبتعد وهو يمسح دموعه ويسير متجهًا للخارج ولكنه توقف فجأه وهو يستمع لصوتٍ عذب يقرأ القرآن الكريم ، صوتٍ جعله يهتز من داخله بشده ولدهشته صادفته تلك الآية الكريمة {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)} توقف وهو يستمع إليها ثم رفع رأسه ونظر للسماء وهو يقول:سبحان الله … جايه في وقتها وكأنها أشاره من ربنا
نظر حوله وهو يبحث عن هذا الشيخ ولكنه لا يستطيع رؤيته فشرد للحظات قبل أن يخرج من المقابر
في أحدى المساجد الكبرى
كان ليل يُصلي وهو يشكو لربه دون توقف فلا تشكو لعبدٍ واشكو لربك الذي يعلم ما بداخلك والذي قادر على كل شئ ، أنتهى ليل وجلس وهو يستند بظهره على الجدار وهو ينظر أمامه بهدوء وتذكر ما كان يفعله في الصباح وأدرك بأنه كان مُغيب في هذه اللحظة لأنه كان لا يشعر بنفسه وبما يفعله ، نظر لذلك الشيخ المُبتسم ذو الوجه البشوش وهو بداخله صراع آخر من جديد أنهاه سريعًا دون تفكير وهو يقول:بعد أذنك يا شيخ
نظر لهُ الشيخ وقال بأبتسامه:تفضل أخي المسلم
ليل بهدوء:هاخد شويه من وقتك إذا سمحت
أغلق الشيخ الكتاب وجلس أمامه بأبتسامه وهو يقول:طبعًا تفضل
نظر لهُ ليل وقال وهو لا يعلم من أين يبدء:انا كنت حابب أتكلم شويه يعني … ومتردد
الشيخ بأبتسامه:انا أسمعُك تفضل
تحدث ليل وهو يقول بحزن دفين:هو ربنا بيكون شايف الصراعات النفسيه اللي بتكون جوانا ومستمره يوميًا
الشيخ بأبتسامه:طبعًا ربنا سبحانه وتعالى عارف كل إنسان جواه ايه وبيمُر بأيه زي ما عارف انا بفكر في ايه دلوقتي وعاوز أعمله أكيد عارف وسامع صراعاتك النفسية اللي تعباك … متخليش بني آدم يختارلك طريقك أو يقولك أعمل كذا قول انا سلمت أمري لله الذي لا يغفل ولا ينام وخليك على أقتناع تام أن اللي ربنا هيديهولك هو خير ليك … الصراعات النفسية دي حاجه بتحصل لأي حد على سبيل المثال انا طالب وبدرس دلوقتي وقدامي كليتين بحبهم ومحتار بينهم ومش عارف أدخل أنهي واحده هنا يبدء الصراع النفسي جوايا ما بين دي ودي تروح لدي تلاقي نفسك عاوز دي وتفضل في حيرة من أمرك في حين إذا صليت أستخاره هعرف … بس هنا بتختلف
ليل:جوايا صراع وصريخ مبيسكتش ما بين أسامح أخويا ولا لا
الشيخ:عشان تسامح النية لازم تكون حاضره بأنك هتسامح وتنسى كل اللي حصل بينكم وتبدء معاه صفحه جديدة وحتى أننا أحيانًا تضطرب مقاييسنا مع أقرب الناس لنا, يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } خليك عارف زي ما انتَ هتعفوا عنه وهتعدي وتغفرله على كل حاجه حصلت فربنا كمان غفور رحيم إذا كان ربنا عز وجل بيسامح ويغفر الذنوب أحنا كبشر مش هنسامح بعض
ليل:الموضوع بينا كبير أوي … كبير فوق ما تتصور حاسس إني هندم في كلتا الحالتين ومش هستفاد حاجه … وفي نفس الوقت عايز أريح أمي في تُربتها … وهنا الصراع بيبدء غير ضغط الأهل بتضطر تعند معاهم وترفض تسامح … انا تعبت كتير أوي وربنا يعلم انا عامل أزاي بس بجد انا مبقتش متحمل وعاوز أنهى كل دا بأي طريقه
الشيخ:حدد قرارك بنفسك ومتخليش حد يقرر بالنيابة عنك ويجبرك على حاجه انتَ مش عايزها … أهم حاجه أنك تكون راضي بقرارك أيًا كان … ساعات في حاجات الاخوات مبيرضوش يعدوها لبعض من أشهرهم النزاع على الميراث … دي اكتر حاجه دلوقتي الأخوات مقطعين بعض عليها بس دا في الأول والآخر حق شرعي وكل واحد هياخد نصيبه الشرعي بما يُرضي الله واللي يطالبك بحقه ادهوله ومتطنش كل واحد حُر في ماله حتى لو مش هيعمل بيه حاجه لأنه عاجلًا أم أجلًا هيتوزع
ليل:ونبعد ومنعرفش حاجه عن بعض بعدها
الشيخ:طب ما أنتوا بُعاد من دلوقتي هل تجمعكوا دا كان نفس تجمعكوا أيام والدتك ما كانت عايشه
حرك ليل رأسه نافيًا فقال الشيخ:بس أصل دي سُنه الحياه وهتحصل فليه نتعب نفسنا ونرهق روحنا اللي ممكن نستفاد أننا نرهقها في حاجه تشفعلنا في الآخره
شرد ليل مره أخرى في حديثه فقال الشيخ:خد قرارك أهم حاجه تكون راضي عنه وأكيد والدتك حاسه وشايفه كل حاجه بتحصل فأكيد هتكون مرتاحه … إلا قولي جيت ليه
نظر لهُ ليل نظره ذات معنى فقال الشيخ:أقصد لسه فاضل تلات ساعات على أذان الضهر
ليل:كنت بزور والدتي وكنت مخنوق ساعتها من اللي حصل معايا فسمعت صوت شيخ هناك بيقرأ قرآن وصوته حلو أوي ووقفتني آيه بتقول {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)} وقفت شويه أسمعها وحسيتها أشاره من ربنا فملقتش غير المسجد دا الوحيد اللي مفتوح فمصدقت ودخلت عشان أصلي واشتكي لربنا شويه
الشيخ بأبتسامه:انا فاتح المسجد لأننا بنحفظ للأطفال القرآن الكريم كل تلات أيام في الأسبوع فبفتح المسجد قبل صلاه الضهر بتلات ساعات لحد ما الضهر يأذن بنصلي ويرجعوا يكملوا تاني … بس دي أشاره فعلًا … أكيد كنت ناوي على حاجه تأذي بيها نفسك وربنا نجدك منها وحط الشيخ دا في طريقك عشان تسمع الآيه دي مخصوص وتفوق من اللي كنت ناوي عليه
ليل بهدوء:دي حقيقه … الحمد لله على كل حال .. أسف لو أزعجتك
الشيخ بأبتسامه:ولا أزعاج ولا حاجه أحنا أخوات متقولش كدا الناس لبعضها واهو بنشيل بعض عشان الدنيا تمشي … أستأذنك انا بقى
ليل بهدوء:أتفضل
ذهب الشيخ وظل ليل جالسًا ينظر أمامه بشرود وهو يُفكر في القرار الأخير الذي سيتخذه تجاهه لإنهاء هذا الصراع دون أن يستعين بأحد فقد كان ما حدث بينهما ولذلك يجب أن يأخذ قرار حاسم ، وعلى ما أعتقد عزيزي القارئ بأنه أتخذه بالفعل
في القصر
لارين بتذمر:يا بابا يلا بقى انتَ وعدتني
نظر لها قاسم وقال:حاضر شويه كمان بس وهنمشي
لارين بضيق:ليه مش دلوقتي
نزل قاسم لمستواها ونظر لها وقال بهدوء:أول حاجه عشان جدو دلوقتي زعلان ومش موجود في البيت وتيتا زعلانه فلازم نقعد شويه لحد ما جدو ييجي ونطمن عليه وتاني حاجه لو مشينا وسبناهم شكلنا مش هيبقى لطيف وجدو هيزعل أكتر تالت حاجه بقى أننا لازم نستنى جدو لحد ما يرجع ونتطمن عليه ونشوفه إذا كان محتاج مننا حاجه ولا لا وساعتها هقوله أني هاخدك وأخرجك شويه عشان يكون عارف وفي نفس الوقت نكون أحترمنا وجوده وأستنيناه لحد ما يرجع .. أتفقنا
أبتسمت بلطف وقالت:أتفقنا
أبتسم قاسم وطبع قُبله على جبينها بحنان ، أقترب معاذ وهو يقول:وبعدين يا قاسم تليفونه أتفتح بس مبيردش
أستقام قاسم في وقفته ونظر لهُ وقال:طب كدا كويس معنى أن تليفونه أتفتح تاني يبقى هو كويس وخد الوقت الكافي إنه يهدى
معاذ بجهل:مش عارف يا قاسم قلقان عليه أوي
ربت على كتفه برفق وهو يقول:متقلقش شويه وهتلاقيه راجع
معاذ بقلق:أتمنى أنه يبقى كويس
بعد مرور الوقت
دق جرس باب القصر الداخلي ليُفتح الباب خلال لحظات ومن ثم قالت لارين بسعادة:جدو
أبتسم ليل وحملها على ذراعه وينظر لها فقالت هي:كنت فين يا جدو كلهم كانوا خايفين عليك أوي
نظر ليل لهم بهدوء وكانوا هم يقفون أمامه بهدوء وينظرون لهُ ، نظر لها ليل وقال بأبتسامه:مفيش كنت في الشغل عشان طلبوني
أبتسمت لارين وأنزلها ليل وتحدث قاسم وهو ينظر لها قائلًا:يلا أطلعي على أوضتك بقى عشان دا كلام كبار مينفعش تسمعيه
حركت رأسها برفق وركضت لغرفتها بالأعلى بينما نظر قاسم لوالده مره أخرى والذي نظر لهم وقال:مالكوا في ايه بتبصولي كدا ليه
تحدث عبد الله وهو ينظر لهُ قائلًا:بابا انتَ كويس
عقد ليل حاجبيه وهو يقول:يعني ايه كويس
نظر عبد الله لأخوته وهو لا يعلم كيف يقولها فتحدث معاذ وهو يقول:قصده يعني أنك بقيت أحسن شويه دلوقتي
نظر ليل لهم وهو يقول بجديه:اظن الأجابه واضحه قدامكوا
تركهم وذهب لمكتبه بهدوء وأغلق الباب خلفه تحت نظراتهم التي كانت تتابعه ، في الداخل كان ليل يمسح على خصلاته وهو يزفر بهدوء وينظر لصوره صفيه بهدوء وهو يقول:سامحيني على القرار اللي هاخده … انا مش قادر بجد وخدت القرار الاخير ومش هرجع فيه تاني مهما يحصل … طول عمرك كنتي بتقوليلي أعمل اللي يريحك يا ليل وانا دلوقتي بعمل اللي هيريحني مدى الحياة … ومش عايز قراري يزعلك مني أديكي شايفه اللي بيحصل انا مش عارف أعيش
أنهى حديثه وهو ينظر لصورتها بهدوء وتعب حتى سمع عده طرقات على باب مكتبه فمسح على وجهه وهو يقول بضيق:مش عايز حد يتكلم معايا سيبوني لوحدي الموضوع أتقفل خلاص
فُتح الباب ودلفت كارما إليه ومن ثم أخوتها وروز بالنهاية التي أغلقت الباب خلفها ونظر لهم وهو يستند بيديه على سطح المكتب ، وقفوا بجانب بعضهم ونظروا لهُ بينما كانت روز تقف جانبًا وهى تنظر لهم وهم ينظرون لها كي يتحدث أحدٍ منهم فنظر لهم ليل وهو يقول:جايين تبصوا لبعض عندي يعني ولا ايه مش فاهم في ايه
نظروا لهُ وقالت روز بعدما نظرت لهم بتوعد وقالت:أحم هو بصراحه كنا جايين كلنا بربطة المعلم عشان نقولك على حاجه كدا بعيدًا عن الموضوع الرئيسي اللي كلنا عارفينه
ليل:خير .. في مشكله تانيه كالعادة ومفيش غيري طبعًا عشان يحلها
تحدثت روز وهى تنظر لهُ وقالت:لا خالص ربنا ما يجيب مشاكل … هو بصراحه كل واحد فينا جاي عشان يقولك كلمتين كدا عاوزين نقولهم بقالنا فتره والظروف مكانتش مساعده أننا نقول حاجه وعلى راسهم انا … بصراحه … انا كنت ناويه أقولك كلام كتير ومرتباه معرفش أول ما شوفتك … كل الكلام أتبخر ومش عارفة أقول ايه … انا هتكلم بالنيابة عن نفسي .. انتَ أستحملت كتير أوي معايا … من أول ما أتجوزنا لحد دلوقتي .. شوفت كتير معايا وتعبتك معايا كتير وكنت دايمًا بتلاقي نفسك بتدخل في مشاكل مش بتاعتك …انا حقيقي مهما أقعد من هنا لحد بكرا أشكرك مش هديلك حقك محدش يستحمل اللي مريت بيه معايا غيرك وكنت بسأل نفسي أزاي قادر يتحمل كل المشاكل دي من غير ما يقول حاجه ويظهرلي أنه كويس وزي الفل … كنت بستغربك أوي بجد بس لحد ما عرفت بقى كل حاجه … انتَ وقفت جنبي كتير أوي واستحملتني كتير وصبرت عليا … انا بجد مكسوفه منك أوي رغم اللي عملته معايا لحد دلوقتي مش عارفه أردلك جزء بسيط منه
أبتسم ليل بتأثر ومسح عينيه وفرد ذراعه لها فأقتربت منه وهي مبتسمه وعانقته بحب وبادلها هو عناقها بحب وحنان وهو يقول:متقوليش كدا … انا مش مستني منك حاجه انتِ عارفه كويس أوي انتِ بالنسبالي ايه وبعمل كل دا عشان انا عايز كدا مش عشان مستني منك شُكر أو ترُديلي الجِميل … انا مش عايزك تقوليلي كدا تاني يا روز بجد دا واجبي وهفضل أعمل بيه لحد ما امشي من الدنيا
تحدثت روز بدموع وهي تُعانقه أكثر قائله:ربنا يخليك ليا متقولش كدا يا ليل
أبتسم وهو يعلم بأنه مهما يقول لن يُفيد بشئ وستظل مصممة على ما برأسها ، أبتعدت بعد لحظات ومسحت دموعها وقال هو بقله حيله وهو ينظر لأولاده:مفيش فايده العيوط هيفضل عيوط طول عمره
ضحكوا بخفه وضربته روز على ذراعه بضيق وهي تقول:عيوطه
ضحك بخفه وقال:ايوه عيوطه … بذمتكوا مش عيوطه هما كمان بيقولوا عليكي عيوطه مجبتش حاجه من عندي
كارما:بابا
نظر ليل لها فقالت هي:بصراحه أحنا كمان حابين نشكرك
ليل بأبتسامه خفيفه:تشكروني على ايه
كارما:على كل حاجه عملتها وبتعملها ولسه هتعملها عشانا … كل واحد فينا ليه معاك مواقف عمرها ما تتنسي اه أحنا تاعبينك معانا بمشاكلنا واللي مبتخلصش وقارفينك بس حقيقي أحنا منقدرش نعمل حاجه من غيرك … أحنا أتربينا معاك وأتعودنا عليك من صغرنا وعلمتنا يعني ايه حب ويعني ايه رحمه ويعني ايه عيلة … انتَ علمتنا حاجات كتير أوي مش عارفه مين غيرك كان هيعمل كل دا … انتَ مش مجرد أب بيربي ولاده وخلاص انتَ بالنسبالنا أخ وصاحب لما بنيجي نهزر ونضحك معاك بنهزر ونضحك على أساس أنك أخ وصديق حتى لما حد فينا يغلط بتفهمه غلطه براحه من غير زعيق أو عصبيه حتى لما بتحصل معانا مشكله بتقف معانا رغم المشاكل اللي انتَ فيها بس عمرك ما نسيتنا ودايمًا واقف جنبنا … ليك مواقف كتيره أوي معانا عمرنا ما هننساها
عبد الله:بالظبط … اه انتَ مش راحمني في الشغل ومطلع عيني بس عرفت بعدها أنك عاوز تشيلني مسئوليه وبحكم أني أب حبيت تشيلني مسئولية أكبر … انتَ علمتني حاجات كتير أوي عمري ما أقدر أنساها أبدًا
قاسم:من وانا صغير كان نفسي أبقى دكتور ولما قولتلك فضلت كل يوم تشجعني وتديني أمل أني هبقى دكتور فعلًا وهكون حاجه كبيره … معملتش زي أي أب أحبط أبنه بالعكس شجعتني وقولتلي انتَ قدها وصدقت كلمتك وبقيت دكتور فعلًا بفضل ربنا ثم بفضلك عشان مسبتنيش لحظه واحده وفضلت معايا
معاذ بأبتسامه:يمكن انا مطلع عينك حبتين تلاته معايا بس دا من حُبي فيك … انا مبسوط أني وفيت بوعدي ليك زمان وبقيت مهندس بترول دلوقتي ودا كان حلمي زمان واتحقق دلوقتي والفضل لربنا ثم ليك لأنك سندتني كتير أوي وشجعتني كتير وأدتني أمل أن الحلم لسه مضاعش وأننا في أيدينا نخليه من حلم لحقيقه وبجد انا مش عارف أشكرك أزاي
عُدي:بصراحه مش هما لوحدهم انا كمان عايز أشكرك على مجهودك وتعبك أنك تطلعنا كلنا حاجه كويسه تتشرف بيها في المستقبل دا أحنا بصراحه مش عارفين نردهولك أزاي “أبتسم وهو يُكمل حديثه” انا عارف أني دخلت كليه مش سهله ومحتاجه مجهود وتعب عشان أقدر أكون الحاجه اللي انا عايزها ولما خلصت عملت ماچستير في الأقتصاد بعد ما ربنا كرمني وخدت الأربع سنين أمتياز اللي خلوني أتعين مُعيد في الجامعة … بس انتَ كبرت طموحي أكتر وخلتني أعمل الدكتوراه وجالي بعثه من جامعه أمريكيه كانت فرصه من دهب ومبتجيش غير مره واحده بس انتَ قولتلي بلدك أولى من أنك تسافر لبلد غريبه ما ممكن تخليك هنا وتكون بلدي أولى بيا ودلوقتي انا بشكرك على نصيحتك ليا وأني أتعينت مُعيد في الجامعه وبقيت أصغر مُعيد هناك ومنها بقيت حاجه أكبر وليا مستقبل .. والله مهما أشكرك بجد هكون لسه مقصر من ناحيتك
بيسان بأبتسامه:يمكن انا لسه فاضلي ترم وأتخرج وأبقى مهندسه ديكور بس انا عارفه أنك مبسوط بيا وهتكون مبسوط أكتر لما تشوفني بتخرج ومعايا شهادتي اللي نفسك تشوفها معايا … انا فخوره أنك بابايا بجد مبسوطه ومحظوظه بيك أوي … انا بحبك أوي يا بابا وأكيد لما تشوفني بكبر قدامك وأكون حاجه كبيره تتشرف بيها دا هيكون حاجه تبسط أي أب … انا بس طالبه منك طلب صغنون … تساعدني في مشروع التخرج مش أكتر والله
ضحك ليل بخفه وترك مكتبه ووقف أمامهم وهو ينظر لهم بأبتسامه وقال:انا فخور بيكوا كلكوا … أنتوا فعلًا خلتوني فخور بيكوا … يعني كارما ما شاء الله عليها سدت هي وباسم مكاني وبقيت معتمد عليها وشكلها كدا هتتعين في منصب أكبر قريب
اتسعت أبتسامتها بسعاده وهي لا تصدق ما تسمعه بينما أكمل وهو يقول بأبتسامه:عندي دكتور شامل ما شاء الله معرفش أزاي بس انا فخور أوي بيك وعندي عقيد جبل ميتهزش وأقدر أعتمد عليه بشكل كبير لو جرالي حاجه … وعندي أتنين مهندسين واحد بترول والتانيه ديكور يشرفوني في أي مكان وأخيرًا عندي أصغر مُعيد في الجامعه اللي مخيبش أملي فيه وخالف كل توقعاتي … أنتوا تشرفوا أي حد على فكره … أنتوا شرفتوني وعملتوا اللي عليكوا وانا مش مستني منكوا حاجه هديتي خدتها منكوا لما وفيتوا بوعودكوا ليا … وشرفتوني انا وماما قدام الناس وشرفتوا تيتا اللي أكيد مبسوطه بيكوا دلوقتي .. حابب أشكركوا خلتوني ماشي وسط ناس مهمه وانا راسي مرفوعه بفخر وقدرتوا متخلوش حد يشمت فيا كفايه أخلاقكوا بأستثاء معاذ دا برا عنها
ضحكوا بخفه وقال معاذ ضاحكًا:ايه يا حاج لا انا محترم مش عشان برد عليك وكدا لا
ليل:انتَ الوحيد يا معاذ اللي مهونّ عليا كل حاجه وحشه بتحصلي
وضع معاذ يده على صدره وهو يقول بصدمه مضحكه:انا يا حاج تسلم يا خويا على ثقتك الغاليه تعالى هات حضن
ضحك ليل وأقترب معاذ منه وعانقه وهو يقول بأبتسامه:دا الحدث دا تاريخي أنتوا متعرفوش حاجه
ليل بأبتسامه:ياريت بس تراعي ربنا فيا شويه وبلاش تجلطني عشان انا مبقاش فيا نفس
معاذ:لا لا يا حاج ايه اللي انتَ بتقوله دا يا راجل انتَ ما شاء الله عليك جبل
عُدي:هيقع دلوقتي
نظر لهُ معاذ وهو يقول بغيظ:وانتَ مالك يا جدع انتَ
وضع عبد الله يده على كتف عُدي وهو يقول:وانتَ مالك بعُدي ياض انتَ
معاذ:هو عشان شبهك هتعملوا حزب ضدي ولا ايه لا ميغركش يا حبيبي
أقترب عُدي من ليل الذي أشار لهُ ووقف بجانب عبد الله وقال ليل وهو ينظر لهما:أنتوا أخوات حبوا بعض
عُدي بسخريه:انا أحب المصدي دا
معاذ:شوفت بيغلط أزاي
ليل:معاذ دا عبيط انتَ ظلمت الصدى يا عُدي
معاذ:ايه يا بابا الحب الجامد دا مش كدا يا راجل
عُدي بضحك:بنحبك حُب ياض يا معاذ بالرغم من أننا بنييجي على الجرح
ليل بأبتسامه:هاتوا حضن بقى بمناسبه الكلام الحلو دا
أحتضنهما ليل بحب وهو يقول بأبتسامه:ربنا ميحرمنيش منكوا أبدًا
أقتربت بيسان وهي تُبعدهما هي وكارما قائله:خلاص كفايه أوعى منك كدا
أزاحت كل منهما أخيها وأحتضنا ليل الذي ضحك على غيرتهما ونظرا كلًا من معاذ وعُدي لهما بذهول ثم نظرا لبعضهما وقال معاذ:حتى الحضن بقى بتوقيت ؟!
ليل بأبتسامه:بيغيروا عليا
معاذ:يغيروا ايه يا حاج هو احنا ضرارير يا ولية منك ليها
كارما:ملكش فيه مش حضنتوه خلاص
بيسان:وبعدين أحنا لينا معزة خاصه مش زيكوا
عُدي بذهول:لا كدا مينفعش بقى ايه الظُلم دا
كارما:هو دا لو كان عاجبك
أقترب كلًا من عبد الله وقاسم منهما وأبعد كل واحدٍ منهما شقيقته وقال:بس كفايه بقى عليكوا لحد كدا أحنا الكبار يلا
نظرت بيسان وكارما لهما بذهول وقالت كارما بضيق:يعني ايه الكلام دا
عبد الله:يعني كلنا واحد يا قموره
قاسم:أوعي تستقلي بينا أحنا مش ساهلين على فكره
بيسان بغضب:على فكره انا ملحقتش أحضنه
قاسم ببرود:مش قصتي
بيسان بضيق وعدم رضا:يوووه بقى لا دا مش عدل مليش دعوه
ضحك ليل وهو يراهم يتشاجرون عليه ونظر لروز التي كانت تقف وتنظر لهم بأبتسامه خفيفه حزينه ، نظر لهم وقال:يعني هل يصح تتخانقوا عليا ومتتخانقوش على روز
نظروا لها وأقترب عُدي منها وهو يضمها لأحضانه قائلًا:دي حبيبتي دي أزاي بس دا انا مقدرش أستغنى عنها لحظة واحده
أبتسمت روز بخفه ودموع وأقتربوا هم منها ووقفت بيسان بجانبها وهم حولها فقالت بيسان بأبتسامه:وهي روزي تتنسي بردوا
معاذ بأبتسامه:ست الكل دي أعظم حاجه الحاج عملها في حياته أنها تبقى مراته وأمنا في نفس الوقت
عبد الله بأبتسامه:كابل هايل ولايقين على بعض
قاسم:إلا قوليلي يا ماما هو بابا بيدلعك وكدا ولا ملهوش في الجو دا
أعتدل ليل بوقفته بعدما كان يستند على المكتب وهو يقول:لا كدا هنعبط في الكلام
قاسم بتذكر:اه صح افتكرت حاجه كدا
ليل:يلا يا جبان
وقف قاسم على باب المكتب وهو يقول بأبتسامه وتحذير:بقولك ايه أوعي في مره متدلعهاش لحسن تزعل
ليل:طب ما تمشي انتَ عشان متزعلش
ضحك قاسم وتركهم وذهب ونظر لهم وهو يُحرك رأسه بقله حيله ، فنظروا هم لبعضهم ثم قال عبد الله:طب ما يلا أحنا بقى ونخلي عندنا دم
معاذ:ما نخلينا شويه ونتفرج
أقترب ليل منه وأبتعد معاذ سريعًا وهو يقول بضحك:خلاص والله خلاص انا آسف
ركض للخارج فضحكوا هم بخفه وبدأوا بالإنسحاب وأغلقوا الباب خلفهم وتركوهما مع بعضهم ، نظر لها ليل وأقترب منها حتى وقف أمامها ونظر لها وهو يقول:طب مدمعه ليه دلوقتي
مسحت دموعها بأطراف أصابعها وهي تقول:مفيش سرحت شويه
ليل بأبتسامه:أكيد فيا
أبتسمت بخفه وقالت:ايه الثقه دي
ليل بأبتسامه:أصلك لما بتسرحي كدا بتبقي سرحانه فيا
أبتسمت روز ونظرت لهُ وقالت:أيوه يا سيدي بفكر فيك
أتسعت أبتسامته وقال:لسه بتحبيني لحد دلوقتي
نظرت لهُ وقالت دون تفكير:أكيد … وهفضل أحبك لحد آخر العمر
عانقها ليل وطبع قُبله على خدها بحنان ، دلف معاذ فجأه في هذه اللحظة وهو يقول:أقفش حرامي بتوزعنا يا لئيم عشان تستفرض بالغزالة لوحدك
أبتعد ليل سريعًا وهو يقول بتوتر:لا طبعًا دا كان … كان فيه نمله مضيقاها بشيلها
معاذ بغمزه ومرح:بتشيل نملة ببوسه يا حاج دي طريقه جديده وانا معرفش
أقترب ليل منه وهو يقول بتوعد:يلا يا حيوان بدل ما أزعلك
ركض معاذ سريعًا ونظر ليل لأثره ثم أغلق الباب من جديد وأقترب من روز التي كانت تضحك بخفه فنظر لها وقال:بتضحكي
نظرت لهُ بأبتسامه فزفر هو بقله حيله وقال:مش بقولك دا الوحيد اللي مترباش عيل سئيل
ضحكت بخفه وقالت وهي تنظر لهُ:انتَ هتفضل ترعبني عليك كدا كتير
نظر للجهه الأخرى ببراءه وعقدت هي يديها أمام صدرها وهي تنظر لهُ فنظر لها بطرف عينه وقال بأحتجاج:ايه … مينفعش تمهديلي لازم تزنوقيني بالطريقه دي
لم تتحدث فقال هو بعدما صمت للحظات:مفيش .. كنت مخنوق شويه
حركت رأسها برفق ثم نظرت لهُ وقالت:بقيت أحسن دلوقتي
حرك رأسه برفق وهو ينظر لها فحركت رأسها برفق وهى تنظر لهُ ثم قالت:هروح الأوضه أرتاح شويه
أوقفها ليل وهو يُمسك ذراعها برفق وهو ينظر لها فنظرت هي لهُ وقال هو:بتاخدي علاجك
حركت رأسها برفق وهي تقول بهدوء:متقلقش
حرك رأسه برفق ومن ثم تركها وذهبت هي تحت نظراته وخرجت من المكتب ونظر هو أمامه بهدوء وهو ينوي على فعل شيئًا مفاجئًا للجميع ، جاءت رسالة إليه فأتجه إلى المكتب وأخذ هاتفه وهو يرى رسالة من حافظ يُخبره بأن يذهب إليه إلى المخزن بأسرع وقت

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية اضغط على : (رواية أحببتها ولكن 5)

اترك رد

error: Content is protected !!